كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 440 - ابحت عن قلبي - هيلين بركوس ( الفصل الخامس )
شعرت به يكافح ليحافظ على هدوئه فلم تستطع أن تلومه . تمنت لو يطلق سراحها من بين ذراعيه لكي تستطيع أن تفكر بوضوح وهزت رأسها " أخبرتك بأنني لا أظنك مثله . ربما في البداية , ولكن ليس بعد أن عرفتك"
- وما هي المشكلة إذن ؟
- أنا هي المشكلة .
قدوم رفوس المفاجئ , تتبعه جوان وهي تنادي بأنها عادت, جعلها تقفل هذا الموضوع . نالت كوري ما تمنت لأن نيك أطلق سراحها . انحنت تمر بيدها على رأس روفوس بينما دخلت جوان مسرعة " آسفة لأنني تأخرت . والآن , القهوة أليس كذلك ؟ أريدك أن تتذوق الكعك الذي حضرته يا نيك"
اعتذرت كوري وتركتهم يتحدثان , وعندما وصلت إلى حمام عمتها الأنيق بلونيه الوردي والتبني , اقفلت الباب خلفها وجلست على حافة الحوض. كانت ترتجف دون توقف . لقد قال إنه يحبها , لكن لعله قال هذا لكل النساء اللاتي عرفهن في الماضي . والحب لا يعني دوماً الوفاء او البقاء معاً, أو الثقة .
تخللت شعرها بأصابعها وهي تئن . أتراها تتصرف الآن بتملك أكثر مما ينبغي ؟ آلاف النسوة في العالم يسعدهن أن يقدمن أنفسهن له من دون أي وعود او عهود , فإذا ساءت الأمور بينهما , يكفكف كل منهما دموعه , وينهض من كبوته , ثم يستأنف مسيرته.
نهضت وسارت إلى المغسلة حيث غسلت يديها بصابون ذي رائحة عطرة ثم نشفتهما بمنشفة وردية مطرزة , وفي أذنيها طنين.
عندما تركها وليام بذلك الشكل , لم تتحطم . لعلها بكت في داخلها , لكنها صرفت بأسنانها وواجهت العالم كله بشخصية كوري الطبيعية . وحدها عمتها أدركت الجرح الذي خلفته خيانته.
لم تسلم نفسها لوليام طبعاً لكنها إذا بقيت مع نيك فقد تفعل ذلك . رفعت رأسها وحدقت في الفتاة الواسعة العينين التي نظر إليها في المرآة . إنها تحبه , وواجهت هذا الواقع لأول مرة . لقد كذبت عليه في الطابق الأسفل إذ عرفت ما هو الحب منذ دخل نيك حياتها . والشعور الذي ظنته حباً لوليام لم يكن سوى نسخة باهتة عن شعورها الحالي نحو نيك . عندما عاملها وليام بذلك الشكل , جرح كبرياءها واحترامها لنفسها , لكن قلبها لم يتحطم .
عادت تجلس على حافة الحوض , ومضت تنظر إلى الجدار الوردي من دون أن تراه فعلاً . حسناً... إلى اين سينتهي بها الأمر ؟ لقد قال في الطابق السفلي إنه لا يريدها للحظات قصيرة أو أمسية متفرقة , ويمكن ان ينتهي أمرهما بالعيش معاص. ماذا سيحدث لها إذا... افترقا؟
سرت البرودة في عروقها بالرغم من دفء ليلة شهر آب , وارتجفت . أي نوع من الآلام ستعانيها حينذاك ؟ كيف ستتمكن من لملمة حطام قلبها لكي تتابع طريقها ؟ صحيح أنه سيكون لديها عملها , لكن هذا بدا لها غير هام على الإطلاق.
اغمضت عينيها بشدة , وحاولت أن تفكر إنها تخشى أن تهتم بأحد او أن يهتم بها أحد, وهذا ما سيسفر عنه هذا الغليان كله . نيك سيتوقع منها أن تثق به وهي كذلك . لن يخونها اثناء وجوده هذا الغليان كله . نيك سيتوقع منها أن تثق به وهي كذلك . لن يخونها اثناء وجوه معها فهو ليس من هذا النوع . لكن ماذا لو لم يعد يحبها وأحب امرأة رائعة مثيرة من النساء اللوتي يراهن يومياً.
واخذت نفساً مرتجفاً. لم تتوقع أن تستمر علاقتهما فترة طويلة . بدا جلياً منذ بداية تعارفهما أن عمله هوحياته , وللنساء مكانهن المناسب الذي قرره لهن . إنه بحاجة إلى استقلال ذاتي , من دون أي تعقيدات في حياته العاطفية .
ازدياد الضغط في مكان ما من صدرها , جعل تنفسها صعباً. لقد أدركت منذ البداية أن عليها أن تتركه منذ أول عطلة أمضياها معاً. لكنها اخطأت التصرف. ظنت أن نيك هو الخطر , بينما شعورها نحوه هو الذي كان كذلك.
|