ونهض والده واقفا:
" ربما كنت محقا , ربما لم تعد طفلة , أذا كان الأمر كذلك فستكون مهمتنا أسهل.... جارود أردت دائما أن تكون لي أبنة , آه أعرف بأنني أردت أبنا في البداية , ولكن بعد ذلك.....".
ثم تنهد.
سار جارود متوجها نحو الباب وعلّق بسخرية:
" أيها الأخ , أنني متعب وسأذهب للنوم , فكر بالأمر وأخبرني بقرارك في الصباح".
عض والده شفته وبدا عليه الأرتياح.
" حسنا , جارود , لقد وضحت رأيك , يا لك من قاس".
نظر جارود الى والده وأسف لما قاله ألا أنه لم يستطع ألا أن يقول :
" أنني حصيلة ما صنعته يداك , صورة لك".
عادت سارة روبنز من المدرسة مع بريان ماسون , أكبر أبنلء السيدة ماسون , جارة جدها منذ أكثر من خمسة عشر عاما , وبقيت سارة معهم منذ وفاة جدها , ورغم أن الفترة لم تتجاوز الأسبوعين ,ألا أنها أحست وكأن سنوات طويلة مرت بأنتظار تقرير مصيرها.
صدمت سارة حين علمت بوصية جدها وقراره بأختيار غريب وصيا عليها , لو أنها علمت من قبل , بسوء صحة جدها لفكرت بترك المدرسة والبحث عن عمل ملائم لها , ألا أنه كان بصحة جيدة وقويا ولم يشك في شيء , ولم تعلم سارة عن مرضه ألا بعد وفاته.
كانت السيدة ماسون وزوجها الضئيل خاصة أذا ما قورن بضخامة زوجته , عطوفين عليها , ألا أن سارة لم ترغب بالبقاء معهما الى الأبد.
أذ كان المكان صغيرا , وكان سرير سارة في غرفة الجلوس , وعرض بيع بيت جدها , ألا أنه من المستبعد الحصول على سعر مقبول عند بيعه ,وتم وضع الأثاث الصالح للبيع في غرفة واحدة ,بينما فرغت بقية الغرف من محتوياتها.
كانت هناك سيارة مرسيدس ضخمة أمام بيت عائلة ماسون ,ذلك المساء وقال برايان:
" آه , أنها مرسيدس! لا بد أنها تعود الى أحد رجال السيد كايا , جاء بحثا عنك!".
هزت سارة رأسها وأحست بجفاف حلقها , أذ أنها حاولت ومنذ أن أخبرها المحامي بالوصية , نسيان قصة الوصي عليها , والآن وقد رأت السيارة الفاخرة أمام البيت أنتابها الرعب من جديد.
نظر اليها برايان بغرابة:
" ماذا حدث؟ أنك شاحبة تماما! ليس هناك ما يستدعي الخوف يا سارة, أتمنى لو كنت في مكانك ليرعاني رجل بمثل هذا الغنى....".
نظرت اليه سارة بأحتقار وقالت:
" المال؟ هل هذا هو كل ما تفكر به؟ أحس الآن بأنني بضاعة معروضة للبيع......!".
ضحك برايان وعلق:
" حسنا , لا يبدو عليك ذلك , من الأفضل ألا تفكري بشيء قبل لقائه , أذ قد يصبح متيما بك!".
" هل تعني بأنه عجوز؟".
" وهل هو عجوز؟".
" نعم , لا بد أن يكون عجوزا , أذ أنه كان صديقا لجدك".
" نعم , حسنا .... لندخل الآن ولنلتق به".
دخلا الممر الضيق لبيت ماسون وسمعا أصواتا مختلطة تنبعث من غرفة الجلوس , فنظرت سارة الى برايان بترقب.
بادلها برايان النظرات ثم فتحت السيدة ماسون باب غرفة الجلوس ثم أغلقته بهدوء.
" جاء السيد كايل لرؤيتك , أو هذا ما يقوله على الأقل , أذ أنه أصغر سنا مما توقعت ولم أرغب , بالطبع , في طرح الأسئلة عليه".
أحتفظت سارة برأيها لنفسها , كانت السيدة ماسون أمرأة تحب طرح الأسئلة وكان لتعليقها معنى واحد , وهو أن السيد كايل رفض الأجابة على أسئلتها , وأضافت السيدة ماسون:
" أنه في أنتظار رؤيتك ...".
وأذ لم تعلق سارة بشيء واصلت السيدة ماسون :
" سأصحبك أذا ما رغبت بذلك....".
" كلا , شكرا".
أجابت سارة بأستياء.