ارتجفت جوان ليس من جراء الخوف بل من كلمات ستايسي القاسية.منتديات ليلاس
قفزوا جميعا في الماء وسبحوا ناحية الحيتان . وقفت ستايسي امام حوت كبير واخذ موري يصورها , وسبحت جوان ناحية بطن الحوت نفسه , فاغتنمت ستايسي الفرصة, وضربت الحوت فحرك ذنبه وكاد يضرب جوان فأحست بيدين تضغطها إلى أسفل , فخلعت مأمن البحر وكادت تختنق , ثم سحبتها نفس اليدين إلى أعلى حتى وصلت إلى سطح الماء, فرأت وجه لي وهي تكح وعيناها زائغتان من جراء الاختناق , امسكها وسبح بها إلى اليخت صعدت وهي ما تزال تسعل , ولا تستطيع التنفس " ايتها الغبية الصغيرة كنت قد تسببت لنفسك بالقتل " قال هذا لي واستدار ناحية ستايسي التي تصعد إلى اليخت " أما أنت يا آنسة الاستعراضات , فأتمنى ان تكوني مسرورة بما تسببته"
احمر وجه ستايسي غضباً " لم اعتقد ان هذه الغبية ستذهب قرب ذنبه , فأي إنسان لو كان فيه ذرة عقل يعرف انه يجب الابتعاد عن الذنب"
تقدم لي نحوها وقد جمع قبضته " لو اعتقدت للحظة انك أنت لمست الحوت عن قصد فسأ..."
قاطعه موري واقفاً بينهما " هاي, يا لي فقد حظينا بما يكفي لليوم, وحمداً لله لم يصب احداً بأذى "
" نعم " اجاب لي " لقد بالغت كثيراً"
" موري لا بأس , فقد خفت أنا ايضاً على جوان هناك, كانت مفاجأة "
نظر لي إلى ستايسي وقال " ولكنك تعلمين جيداً بأن الحيتان لا تحب أن تلمس"
" هيا لي , ألا تسمح لفتاة ان تخطئ ولو مرة "
" مرة قد أسمح بها إنما ليس مرتين " ثم أكمل " لقد تعلمت درساً جيداً اليوم واتمنى ان تفهميه"ثم قال لموري " استدر , سنعود إلى المرفأ"
كان الطقس دافئاً وكانت غرفة جوان حارة جداً . السرير المقابل لسريرها كان فارغاً . وهو فارغاً معظم الليالي. شعرت جوان بألم في معدتها عندما تخيلت ستايسي في احضان لي .منتديات ليلاس
يا له من ممثل , يعامل ستايسي في النهار وكأنه لا يطيق رؤيتها . ولكن في الليل تتسلل هي إلى غرفته ولا تعود حتى طلوع الفجر.منتديات ليلاس
احست بالعطش وأرادت كوباً من الشاي , ولكنها خافت من الخروج إلى البرهة حتى لا تتفاجأ بالحبيبين وتعكر صفوهما .

تأجج الغضب في صدرها , لماذا تبقى هنا وهي بحاجة لشيء تشربه ؟ أخائفة من اكتشاف شيء تعرفه ؟
قامت من سريرها وذهبت إلى المطبخ اخذت فنجاناً من الشاي وصعدت إلى السطح. احست بالهواء الخفيف فهدأت اعصابها .
فيما هي تجول بنظرها رأت كيس نوم وفيه شخص يتقلب فتذكرت لي عندما قال لها انه عندما يكون الطقس دافئاً ينام على السطح. فأخذت تنظر إليه ثم تقلب ثانياً وسمعت تنهيدة رجل وتبعته تنهيدة امرأة ثم بان شعرها الأشقر يغطي وجه الرجل الموجود . كيف لها ان تنسى سرير ستايس الفارغ ؟
لم تستطع السيطرة على اعصابها فوقع الفنجان من يدها محدثاً ضجة قوية فلم يخطر ببالها سوى الهرب. وفيما هي تنزل السلم تعثرت , فأمسكتها يدان ثم نظرت فرأت وجه لي وللحظة احست بالعالم يدور حولها . امسكها لحين استعادت قوتها ناظراً إليها ببرودة .
" سمعت طقطقة الفنجان فظننت ان موري يحضر القهوة " ثم اكمل " ولكن إذا أردتم البقاء لوحدكم يجب عليكم الانتباه أكثر"
مرر بيده على يدها بنعومة , فحاولت الابتعاد عنه ولكنه امسكها بقوة " لماذا تتمشي بقميص النوم وأنت نصف عارية ؟ إن هذا قد يأتي بالافتراضات إلى فكري"
" هل فكرت لمرة واحدة بأن افتراضاتك هذه قد تكون خاطئة"
ضحك ضحكة قصيرة " كلا لا أفكر بهذا كثيراً أنا أوافقك " ترك يدها " في هذه الحالة نستطيع التأكد بسهولة إذا كنت على حق أم مخطئ" أكمل " هل تحبين ان تقودي الطريق"
بعد ان اعتقدت انها كانت في السرير مع موري , فلن يتأخر عن الاعتقاد بأنها ستستمتع بأخذه لرؤية ستايسي بين يدي موري.ريحانة
" لست مضطرة لقيادة طريقك إلى أي مكان " أكملت " وإذا كنت تريد ان تقوم بدور المغفل يمكنك القيام به لوحدك فأنا عائدة إلى سريري"
عادت إلى السرير بسرعة , ولدهشتها رأت ان ستايسي قد عادت لسريرها , وهي نائمة بهدوء .
كان موري في المطبخ عندما استيقظت " أنا آسف على الصدمة , ولكن رجل مثلي عليه اخذ الحب الذي يتوفر له أينما كان " قال .
" أنا لا أسمي هذا حباً " اجابته جوان ثم اكملت " ولكن هذا ليس شأني"

" ستأتين معي اليوم " قال لي لجوان ثم أكمل " عندما تصبح القهوة جاهزة أصعديها إلى السطح سأكون فوق"
كانت تصب فنجان من القهوة عندما دخل لي .
" اعطني فنجان من القهوة لو سمحت "
" هل تريد معها توست " قالت جوان .
" كلا شكراً" كانت لهجته لا تدل على شيء , ولكنها لم تجرؤ النظر إلى وجهه .شرب قليلاً من قهوته . ثم اخذ ورقة من يد موري قائلاً " سأذهب للتبضع أنا اليوم , وستذهب غداً أنت و ستايسي"
" حسنا" اجابه موري.منتديات ليلاس
لو أن لي لم يصعد إلى سطح اليخت ليلة البارحة لكان من الممكن تجاهله اليوم.
لم يتكلما في المتجر ابداً . ولم تحاول تصليح الأمور . حتى جلسا لتناول فنجان من القهوة في أحد المقاهي.منتديات ليلاس
" لي , ربما هذه ليست اللحظة المناسبة "
لمست يده اصابعها على الطاولة ولكنه أبعد يده بسرعة مما أشعرها بالخجل . كانا في طريقهما إلى المرفأ عندما أمسك يد لي رجل طويل أسمر .
" أهلاً لي ايها الشيطان هذا أنت "
كشف وجه لي عن ابتسامة " فرانك , كيف حالك؟"
" إني بحالة جيدة " أكمل " ماذا عنك أنت هل ما زلت تجمع الملايين؟"
" طبعاً " اجاب لي " على أحد أن يجمعهما "
ضحك فرانك " أفضل شيء قمت به هو اني تقاعدت وجلست أتمتع بالحياة , فهناك من يجب أن اهتم به , هل تذكر زوجتي ماريا؟"
كان يمسك بيد صغيرة, شدها ناحيته , وجهها جميل , يظهر ابتسامة رائعة .
" طبعا أنا اذكرها " نظرت المرأة إلى لي نظرة صداقة .
" سمعت أنك خطبت إنكليزية "
نظرت جوان لترى رد فعل لي على هذا السؤال .
" هذا صحيح "
تساءلت جوان هل سيقول ان خطبته قد انتهت ولكنه لم ينبث بشفة.
نظرت عينا فرانك العسليتين ناحية جوان " هي حقاً جميلة ... ايها المحظوظ "
احمرت وجنتا جوان للمديح الذي ألأقاه عليها فرانك من الواضح انه اعتقد انها جوسلين , اتلف فرانك اعصاب لي دون ان يعلم , فابتسم لي ابتسامة خفيفة واخذ نفساً عميقاً.ريحانة
" آه , طبعاً , فأنا دائماً أحظى بالجميلات "
قال فرانك " أنا وماريا سنحتفل اليوم بعيد زواجنا العاشر وسنقيم حفلة على ظهر اليخت , ما رأيك بالقدوم أنت والصغيرة في الثامنة والنصف؟"
" حسنا , سنأتي , ما رأيك؟" قال هذا لي ووجه سؤاله إلى جوان فلم تستطع سوى الايماء بالقبول.
" حسنا من معك على المركب يا لي ؟"
" ستايسي ترن , وموري ديلاني"
" احضرهما معك, وإلى اللقاء"

نهاية الفصل

9- سعدت ستايسي بخبر الحفلة

" اخيراً نشكر الله على بعض المرح" لمعت عيناها ثم أكملت " فرانك كرش , هه ما زال متزوجاً من هذه الصغيرة , لم أتوقع ان يدوم زواجه كل هذا الوقت , فالسنة الماضية بدا لي ... " سكتت حين لاحظت ان الجميع يستمع " هكذا إذاً "قال لي "كنت تعرفين فرانك قبل ان يتقاعد "
" طبعا, فقد عملت عنده لعدة سنوات "
" حسناً , الليلة ستسمح لك الفرصة بتذكيره , وأنا متأكد من انه سيكون سعيداً"
" ولكن ليس عندي ما هو مميز لأرتديه في هذه الحفلة , وخاصة إذا كنت برفقتك"ضحكت جوان .
" إذا لم يكن عندك ما ترتديه فأنا ايضاً" قال لي لستايسي" إذهبي واشتري ما تريدين وضعيه على حسابي الخاص"
" شكراً لك وألف شكر " قالت هذا ستايسي وأخذت تقبل لي بفرح.ريحانة

" يستحسن ان تذهبي معها " قال لي موجهاً كلامه لجوان .منتديات ليلاس
" لماذا يجب أن أفعل هذا ؟"
" اعتقد ان هذا واضح , حتى ستايسي علمت انه يجب ارتداء ملابس أنيقة عندما تكون معي"
" ولهذا يجب أن اخذ مالك , لا شكراً , فالعالم سيقبلني كما أنا وبما أنا , وليس بما أرتدي وخاصة إذا كان شفقة من إنسان غني"
عندما وصلوا إلى الحفلة علمت جوان أن ستايسي على حق , فهي وموري كانا يبدوان كزوجان من الرقع البالية بين مجموعة من الثياب الأنيقة .
كان قميص موري متسخاً , وربطة عنقه قديمة , أما هي فكانت تلبس فستاناً أصفر , مفتوح على شكل 7 عن صدرها , فيبديها صغيرة وساذجة . وهذا ما أحسته فعلاً.
" هل تعتقد انه كان يجب ان تحضر هدية "
" بين كل هذا البذخ , لن تلاحظ يا عزيزتي"ضحكت جوان .ريحانة
" أنا متأكدة بأنك على حق"
ارتاحت حين سلم احدهم على موري فقد احست بأنهم منبوذون في هذه الحفلة .
" موري ديلاني"
" ساي , كيف حالك؟"
"بحالة جيدة "
عرفها موري "ساي هاريينج الرجل الذي كان سيظهرني في فيلم تقريباً"
" هذه جوان ستي , إنها من انكلترا , وهي تبحر معنا " قال موري.
حدق ساي بجوان مما أشعرها بالارتباك , فقال موري لها " لا تقلقي يا عزيزتي فهو ينظر إلى جميع النساء هكذا"
ضحك ساي " لا تدعي هذا يزعجك " شدها من يدها وأكمل " أنا فعلاً أريد ان أتكلم معك يا عزيزتي "
دفعه موري عنها " لاحقاً , يا ساي " وأخذ يدها ومشى بعيداً عنه .

نهاية الفصل