3 - يجب أن يعرف من أنا

جلست جوان في سريرها وهي لا تزال مضطربة ومكتئبة بسبب ما حدث في الليلة الماضية , كل هذا حصل ولم يمض على وصولها سوى ساعات معدودة منذ ان وضعت قدمها في هذا المنزل وهي مرتبكة ومعلقة مع أنها بذلت جهدها ولكن لم يكن في وسعها شرح أي شيء , ولكن بدا لها هذا كله كأنه أطول بكثير مما هو عليه وسبب زيارتها أصبح غير مؤمن بسبب الوضع الحالي وتصرفات لي المشوشة.
خلال الليل, عقلها كان مع لي واحلامها كانت تغير مجرى الأحداث ووجودها بين ذراعيه هذا كله كان يشكل قلقاً لها لأنها ستستسلم له. لكنها فعلاً تريده رغم تحذيراتها الداخلية بأنها تخون أختها, حتى الآن فهي تشعر بالإذلال .
لماذا استسلمت له بهذا الشوق ؟ لقد هاجمها اولاً بوحشية , ثم بالعاطفة والهدوء فاستجابت لهذه العاطفة ضد كل مبدأ عاقل , لقد علقت في حبه الخاطئ.ريحانة
كان مقتنعا بأنها جوسلين , هل اقتناعه سيطر على عقلها ومعرفتها لحقيقة هويتها . لن تستطيع الإختباء وراء هذا كعذر, خلال طفولتهما , كانت دائماً ملاحظة للفرق بينهما, وتفضيل أمها لجوسلين , ولكن هذا لم يشكل دافعاً لغيرة أو حسد بالنسبة لجوان.
لماذا لا تستسلم لشوق اللحظة ورغبتها, لتنظر إلى الوضع على أنها لم تمارس معه الحب, فهي لم تخطئ إذاً, ولكنه هو الذي ابتعد عنها وليس هي , ليس هناك من جدوى بالدوران حول الموضوع , فما حصل قد حصل, والمشاعر التي فاضت فيها هي حقيقية ومن الأفضل ان لا تدع هذا يحصل ثانية, من الآن وصاعداً يجب ان تكون حريصة على نفسها .
دفعت طاولة الفطار عنها ماذا يهم الآن فإنها لن تبقى هنا أكثر من هذا فبعد أن يعرف لي من هي لن يرضى بها كزائرة في بيته .
لقد بدا واضحاً بعد ليلة البارحة ابتغاء لي لجسد جوسلين وحبه لها . ولكن لم يبدو أي تسامح عنده, فجذور المرارة التي سببتها جوسلين ما تزال متغلغلة في داخله.
عضت على شفتها العليا وهي تجول الغرفة . لقد كان صعب عليها الإفصاح عن هويتها في بادئ الأمر, اصبح الآن أصعب بعد ما حصل بينهما, احست بانقباض في معدتها عندما فكرت بمواجهته , يجب أن تحصل على القوة والكرامة اللازمتين للإفصاح عن الأمر.
اخذت حماماً وارتدت فستاناً أصفر من القطن يتناسب مع شمس الصباح الدافئة, ولكن وجهها الذي لم تضع عليه المكياج يبدو عليه القلق والإرهاق , وتمنت لو أن جرحها الداخلي لا يبدو ظاهراً لـ لي.

فتحت باب الغرفة وخرجت إلى الرواق نزلت السلالم , سمعت صوت آمي وسيندوني يتكلمان في المطبخ وقد بدا واضحاً انهماكهما في تحضير الغذاء.منتديات ليلاس
رفعت كتفيها ودخلت المطبخ .
" هل لي موجود هنا؟ "
نظرا إليها بجدية . جففت إمي يديها واستدارت نحو جوان. وقالت " لقد ذهب إلى المكتب كالعادة, ولكن قال انه سيكون موجوداً على الغداء , إذا سألت عنه"
" أوه" هبطت عزيمة جوان بعد أن أعدت نفسها لمواجهة لي واحست بأنه يحاول التخلص منها . وعادت وقالت " حسنا, اعتقد بأنه يجب ان أنتظر مجيئه "
قالت آمي " اتمنى لك الحظ يا عزيزتي "
" اعتقد اني بحاجة اليه "
وقفت في باحة المنزل, إذا صعدت إلى غرفتها , ستفكر فيما سيحدث وهذا ما لا تستطيع تحمله , فقصدت غرفة الجلوس. كانت الغرفة ذات نوافذ كبيرة لتطل على الحدائق وكان نسيم عليل يهب منها . اخذت نفساً عميقاً من هواء الصيف المنعش فشعرت بارتياح , بدت الحدائق هادئة ومغرية , فبعض التغيير قد يساعد, رأت درباً موجوداً خلف المنزل يؤدي إلى تلة مليئة بالأشجار , مشت نصف الطريق تقريبا ً, فرأت حوض سباحة ذكرها بصورة جوسلين قرب حوض السباحة الكبير ذهبت في اتجاهه فرأت مظلة من الأشجار يوجد تحتها مجموعة طاولات وكراسي مع مظلات ملوثة , كان حوض السباحة يعكس زرقة السماء كانت مهجورة منذ مدة ولكن منظرها جميل .
الشمس حامية , يبردها نسيم عليل, بخلاف طقس إنكلترا القاتم كان الربيع في الوطن بارداً جداً وكأنه الشتاء.منتديات ليلاس
صيفاً بارداً رطباً يتبعه شتاء بارد رطب. ولقد اعتقدت بأنها ستقضي إجازة العمر, ابتسمت لنفسها ابتسامة مرة, ولكن هذه الاجازة لم تكن سوى أسى , وبالنسبة للظروف فسوف تسوء أكثر.منتديات ليلاس
رأت ظلاً خفيفاً على الماء, مما أوقف أفكارها , فنظرت حولها فلم ترى شيئاً , كل شيء هادئ , ربما عصفور قد مر.
احست بقشعريرة مرت في جسدها , اليوم حار والحوض جميل ولها وحدها , ليس هناك من سبب يمنعها من الاستمتاع به, فستواجه لي والمتاعب فيما بعد .
ولكن, لباس البحر ليس معها , لا يهم فليس هناك سوى الأشجار تنظر إليها , تلفتت حولها فلم تر أحداً.

خلعت ملابسها وصندلها, وبحركة رشيقة قفزت في الماء . اغمضت عينيها واخذت تتمتع بالماء على جسدها .
صوت رذاذ الماء عكر صفوها ثم غرقت , حتى أمسكها أحد من خصرها ورفعها إلى سطح الماء, وهي تكح بسبب دخول الماء إلى رئتيها . فتحت عينيها فرأت نفسها وجهاً لوجه أمام لي ستيدون . كان يضحك وعيناه السوداون تنمان عن السعادة .
" آه , لقد تغيرت كثيراً منذ ذهبت اولاً أبديت ذوقاً في قراءة الكتب. وفي الماضي كنت تكرهين الماء أما الآن , فتسبحين كالسمكة. استطيع القول بأن رحلتك الصغيرة هذه قد جعلت منك إمرأة ثانية "
" أنا لست جوسلين " أكملت " واعتقد أنك تعرف هذا جيداً"
" آه ... نعم أنا أعرف من أنت , مع أنك خدعتني في أول الأمر"
" لم أحاول خداع أحد , هذه غلطتك, أنا حاولت أن أشرح لك , ولكنك لم تستمع"
" ليس بجهد كافٍ"
حذرتها عيناه بغضب آت .
" ليلة البارحة بدوت سعيدة جداً وهذا لتثبتي اعتقادي بأنك جوسلين "
جذبها نحوه واخذ يلعب بشعرها , قرب رأسه من رأسها , فأحست بالفرق فتعلقت به قائلة " لقد فاجأتني " مبررة موقفها .
" ومن الواضح إنك تحبين المفاجآت " رفع حاجبيه بتحد ولم يعطها وقتاً للرد عليه , فأمسكها بقوة وقبلها .
ارتفعت حرارة الماء , من حرارة جسده وجسدها , فذابت بين انفاسه . كان بإمكانها الابتعاد لكنها لم تستطع , قوة ما كانت تشدها ناحيته.
اين هي المقاومة التي وعدت نفسها بها ؟ وبسرعة سحبت نفسها من بين يديه فتركها ببساطة , سبحت إلى حافة الحوض وجلست عليها .ريحانة
" والآن تعرف من أكون , فليس هناك سبب للعبة القطة والفأر هذه "
سبح ببطء وجلس قربها . وبرغم غضبها , أحست بجاذبيته نحوها " اعتقدت انك تودين اللعب , فرافقتك لمشاهدة نهاية اللعبة "
حدقت جوان فيه عاجزة عن الكلام , تشعر بالإذلال , لا تستطيع خداع نفسها او خداعه , لم يعد أمامها سوى الهرب!
" ليس هناك نتيجة من هذه المناقشة , أو حتى من بقائي هنا"

ارتدت فستانها وصندلها ومشيا . امسك يدها بقوة " يجب أن أغير ثيابي فأنا اشعر بالبرد"
لفها بالمنشفة الموجودة قربه, مع أن وجهه لم يدل على الاهتمام او اللطافة.ريحانة
" والآن , لنعلم حقيقة قدومك"
" لزيارة جوسلين " اضافت قائلة "هذا ما أنا بصدد سؤالك عنه."
" اختك هربت من أسابيع مع بيرت كيغن , كان صديقي ومدير أعمالي في يوم من الأيام , وتقولين لي أنك لم تدرِ ما حصل؟"
تمالكت جو اعصابها وردت " بالطبع لم أكن أعلم , هل تعتقد أني سأصرف كل أموالي لآتي إلى هنا, مع علمي بأن جوسلين غير موجودة "
" نعم ... إذا افترضت أن هذا استثماراً جيداً"
" استثمار... ماذا تقصد ؟".منتديات ليلاس
" هه... أنت توأم جوسلين المطابق " فنظر إليها ثم أكمل " وقد أسقط بسهولة لحب بديل لحب جوسلين"
اتسعت عينا جوان " أنت تعتقد أني أبيع نفسي لك, مقابل مالك , وأن أكون بديلة لأختي ؟! " لم تفكر في شيء غير صفعه وبحركة من يدها صفعته على وجهه , وبينما هي تحاول صفعه ثانية أمسك يدها وهزها بقوة قائلاً " عليك ان تتوقفي عن هذا فيما يسمح لك الوقت , وإلا فسأنسى الأخلاق وأبادلك بالمثل"
" طبعا , أنت لا تمتلك أي لياقة خاصة بالرجال "
ضحك " إذا أنا لا اتمتع بلياقة الرجال , ولكني لست غبياً فعندما احضن امرأة أثق بإحساسي , أكثر من ثقتي بالمرأة نفسها " شدها نحوه وأكمل "أعرف ما حصل بيننا البارحة , وما أريد معرفته هو لماذا ؟"
حاولت جوان إطلاق يديها منه , فسؤاله كان خطيراً ولا جواب متوفر لديها , فهي نفسها لا تعرف السبب.
" لا جدوى من هذه المناقشة , دعني أرجوك , فأنت تؤلمني"
حدق في وجهها بحثاً عن الحقيقة , لكنها استدارت عنه لتحرك يدها ببطء.
" سأرتدي ثيابي وأوضب أغراضي" مدت يدها وأكملت " إذا سمحت وطلبت تكسي فسأكون جاهزة في أقل من ساعة "

نهاية الفصل

4- هل تبحرين معي؟

استيقظت جوان وكانت ما تزال في ثيابها وصندلها على السرير, جفت ثيابها الداخلية على جسدها كل ما تذكرته أنها بكت كثيراً, ولكن البكاء لا يفيد, فالغضب أفضل بالنسبة لوضعها , ويجب صبه على لي بسبب اقتراحه الفظ.منتديات ليلاس
جلست في السرير , يا ترى كم من الوقت مضى؟ نظرت في الساعة , إنها الثالثة تقريبا, لابد ان لي ينتظرها . كيف لها ان تفقد اعصابها على هذا النحو وتصفعه, يجب أن تعتذر منه, وتطلب منه البقاء لحين موعد طائرتها , أي بعد إثنا عشر يوماً , وإذا لم تفعل هذا لن يبقى امامها سوى خيار واحداً وهو الطريق , ليس معها ما يكفي من المال للذهاب إلى فندق , فعليها الاعتياد على النوم في الطريق ولكن هذا صعب عليها , لابد ان تعتذر .
كانت تأخذ حماماً عندما طرق باب غرفتها , لم تكن في مزاج يسمح لها برؤية أحد . ولا حتى آمي او سيندوني ربما إن لم تجب لظنوا أنها نائمة .
طرق الباب مرة ثانية !منتديات ليلاس
" اعتقد أنني لا استطيع الإنتظار أكثر "أطل رأس لي " يجب ان أدخل"
نظرت جوان إليه كيف يسمح لنفسه بالدخول دون إذن؟ أيظن ان له الحق بالدخول هكذا ؟
" لقد تعافيت على ما أظن , إنني من اصحاب الذاكرة القوية " قال بسخرية .
" أنت تعتقد بأنك لا تقاوم"
" ليس دائماً يا عزيزتي , ولكن لي أوقاتي " أضاف " واعتقد ان لا أحد يشتكي من هذا"
" اعفني من تفاصيلك " قالت جوان بتأفف " أعترف أن العديد من النساء تقع في حبك بل من الأفضل قول مصيدتك ايها المتعجرف , ولكن للأسف فأنا لست واحدة منهن"
اقترب منها وجلس على حافة الحوض, مد يده وأزاح خصلة شعر عن وجهها , مما اشعل ناراً في داخلها , لم تستطع مياه الحوض ان تطفأها .
" بدا لي أنك تستمتعين بما كنا نقوم به في حوض السباحة " قالها وهو ينظر إليها .
تنحت جوان عن يده " لعل هذا قسماً مما خططت , لتقع في مصيدتي" قالت بعنف.
لامت نفسها على طبعها المتوتر.
" هل تقرين بأني كنت على حق فيما قلت , فقد بدوت هاكذا"
احست بالشك في كلامه .ريحانة