" آسفة , لقد صرف السيد لي خادمتك بعد ان ذهبت , عليك ان تتكيفي معها حتى تتفقوا او نأتي بخادمة ثانية والآن اعذريني يجب أن اذهب لأحضر العشاء "
لكن رأس جوان كان غارقاً بالمشاكل , كل شيء يمر بسرعة , ماذا حصل؟ لماذا ذهبت جوسلين؟ ما سبب تصرفها هذا؟
ولكن بعد ان تستريح ستخبر لي من هي وستسأل لماذا ذهبت جوسلين ؟ ولماذا هو غاضب هاكذا ؟
صعدت إلى الغرفة , كانت واسعة جداً , اخذت تنظر حولها , فتحت خزانة الملابس , كانت مليئة بالثياب الأنيقة التي تناسب ذوق جوسلين ويظهر جمالها .
جلست على السرير تفكر , كيف ولماذا ذهبت جوسلين تاركة كل هذا وراءها ؟ وفيما هي تفكر غطت في نوم عميق , وعندما استيقظت كان وقت العشاء قد حان. اخذت حماماً سريعاً, ارتدت فستاناً اخضراً كان فستان السهرة الوحيد عندها فأبرز لون شعرها البني . ولكنه من خفف من لون عينيها الزرقاوين .منتديات ليلاس
خرجت من الغرفة ومشت في الرواق ثم نزلت السلم وهي تفكر. ماذا سيحدث الآن ؟ يجب ان تخبره من تكون .

نهاية الفصل

2- أرجوك لا تفعل !

كان لي شيرون خارجاً من غرفة المكتبة عند نزول جوان فنظر إليها بعينين ملؤهما التعجب والاندهاش حتى وصلت جوان إلى آخر السلم , رمشت عينا لي قليلاً.
" اعتقد ان عطلتك الصغيرة هذه قد افادتك, فأنت تبدين جميلة جداً!"
لو كانت جوسلين هي الموجودة لكانت اغتنمت هذه الفرصة , ولكن جوان احمرت وجهها , وبدون تكلف قالت " شكراً لك"
اخذ يدها وقادها إلى غرفة الطعام , سحب لها الكرسي , فجلست , ثم انتظرت كي يجلس هو بدوره , ولكنه قال :
" أنا أشكرك كثيراً لأنك نزلت إلى العشاء, ولكن للأسف سنضطر إلى تأجيل مناقشتنا إلى وقت آخر , لأنه يجب عليّ أن أخرج !"
كان هناك شيء في وجهه يخبرها بأنه يتلذذ بلعبة القطة والفأر هذه . فتحت هذه الابتسامة الهادئة احست بالعداء والتنافر والغضب الكامن تحت هذا الهدوء . فهو ما زال يعتقد بأنها جوسلين وهو مبتهج بتركها معلقة هكذا , اخذت نفساً عميقاً.منتديات ليلاس

" لي " ثم اكملت بيأس وتصميم "يجب أن اكلمك "
" فيما بعد"
" أنت لا تفهم , إنك ترتكب خطأً كبيراً"
" فيما مضى يا عزيزتي " قطع كلامه بضحكة صغيرة ثم أكمل " لقد ارتكبت خطأ وهذا ما لن أكرره "
احست جوان للحظة بالحرج والمرارة الموجودان بداخلها فوضعت يدها على يده وقالت " لي, أرجوك دعني أشرح لك"
" قلت لك فيما بعد "
ومشى بعيداً كأنه لم يعد يحتمل القرب منها , شعرت جوان بالخجل وتمنت لو ان العاطفة لم تجرفها .
" للأسف موعدي لا يستطيع الانتظار , فإذا سمحت أنا ذاهب"
خرج بدون ان يزيد أي كلمة , ورغم اسى جوان عليه , اخذت تفكر يا ترى هل الموعد الذي لا يستطيع الانتظار مع امرأة ؟
تناولت جوان عشاءها, وعندما انتهت احست بالتعب يسيطر عليها . عطلتها لم تبدأ بعد والمشاكل تراكمت عليها .ريحانة
صعدت إلى غرفتها وهي تفكر غداً سوف اجعله يستمع إليّ, مع ان هذا لن يبسط الأمور فجلوسلين قد رحلت عن لي , وهو لن يرحب بأختها لأنها تذكرت كيف فتح عينيه بدهشة عندما رآها فضحكت في قرارة نفسها لقد اعتقد انه ينظر إلى جوسلين ولكنه ما زال معجب بها فقد قال انها جميلة جدا.
بالرغم من الإرهاق الذي تشعر به فإنها لم تستطع النوم , فالمحيط الغريب, وتحطم حب جوسلين , أشعراها بالتوتر وعدم الراحة , كيف تغيرت الأمور بينهما وجوان كادت تقسم لنفسها ان جوسلين فعلاً غارقة في الحب هذه المرة؟ كانت رسائلها سعيدة وتشير إلى حبها لي الذي دل على انه هو كل شيء كانت تحلم به منذ كانت صغيرة .
ولكن لا يجب ان تطرح على نفسها اسئلة اخرى , فهي تعرف من يجيب عليها, وهو غير مستعد ليجيب على هذه الأسئلة . سوء التفاهم هذا كان من الممكن تلافيه لو كان اعطاها قليلاً من وقته وانتباهه, ولكن غداً ستجعله يستمع .منتديات ليلاس
هذا الحل لم يهدئ من توترها , فبعد ساعة كانت لا تزال مستيقظة , تفكر. نهضت من سريرها وتجولت في الغرفة تبحث عن شيء تقرؤه وأي شيء يبعدها عن التفكير, ولكنها لم تجد أي شيء , فجوسلين لم تكن من النوع الذي يجلس في هدوء ويقرأ , وحقيقة الرسائل الطويلة فاجأت جوان وأقنعتها أن اختها قد تغيرت.
لكن يجب أن تجد شيئاً تقرؤه في مكان ما في هذا البيت , عضت على شفتها يجب أن تنزل إلى المكتب.

عبرت الغرفة وخرجت إلى الرواق حيث الأنوار خافتة , نزلت السلم, ولكن عندما وصلت إلى غرفة الاستقبال تراجعت قليلاً , ولكنها عادت وذهبت إلى المكتبة وفتحت الباب. أضاءت النور, فوجدت الكتب مرتبة على الرفوف ابتسمت لنفسها . ولكن ابتسامتها تحولت إلى صدمة عندما رأت الرجل الأسمر الممدد على سرير صغير , استند على يده ونظر إليها .
" آسفة " احمرت وجنتا جوان خجلا " كنت ابحث عن شيء أقرؤه"
قام من السرير وهو نصف عار, رأت جسمه المشدود وعضلاته المفتولة , ففغرت فاها .
" هل رأيت شيئاً لم تريه من قبل"
اقفلت جوان فمها , ثم اخذت نفساً عميقاً , محاولة أن تستعيد رباطة جأشها ! طبعا هو لم يعلم أنها لم تر رجلاً نصف عار من قبل, كما أنها لم تكن مستعدة لكي ترى جماله بعد , فأرغمت نفسها على ابعاد عينيها عنه.منتديات ليلاس
" هناك شيء, احاول أن أقوله لك, هل تعتقد أننا نستطيع الكلام الآن ؟"
" آه , طبعاً" صوته الرجولي جعلها تنظر إليه مجدداً, فأحست بالارتياح لرؤيته روياً.
" نستطيع أن نبدأ ببيرت كيغن الشاب الذي هربت معه ماذا حصل ؟ هل اكتفيت منه وهجرته ايضا؟" اقترب منها محدقاً بعينيها " أم هو هجرك ؟ " امسك كتفيها بقوة " هل لهذا السبب عدت ؟"
" بيرت كيغن " أعادت جوان وراءه " أنا آسفة ... أنا ..."
أكمل لي عنها " لا تستيطعين تذكر الاسم " قال لي بضحكة ساخرة " هل نسيت وجوده بالسرعة التي نسيت فيها وجودي؟"
هزت رأسها نفياً, هناك رجل آخر, وهذا آخر ما توقعته ولكن هذه طبيعة جوسلين.
" أنت لا تفهمني "
" بلى اعتقد اني افهم "قربها منه ووضع يده على ذراعها وقال "هل تأملين أن أقول غفرت لكِ كل شيء واحضنك مثلما فعلت في اللقاء الاول "
وبدون إنذار وضع شفتيه على شفتيها وهو يقبلها ويقربها إليه بوحشية, يداه تشدها نحوه, صدرها يخفق بقوة وهي تسمع دقات قلبه تدوي كالصدى , حاربت قبلاته ولكن قوة ما تمنعها كانت تزيد من إصرارها وقوته عليها , كأنه سيدها , صرخت صرخة مخنوقة , فرفع رأسه ونظر إليها وهو مليء بالتشوق.
" ألست تستمتعين بهذا " سألها وهو يهزأ بها " إذا جئت إلى هنا لتبرهني قوة جسدك الجميل , فإذاً انظري إلى هنا" وأمسك يدها ووضعها حول رقبته " اعتقد ان هذا يبرهن أني لا زلت أريدك "

سحبت جوان يدها بقوة , شعرت بدوخة وجف فمها . ضحك ضحكة خافتة , فدفعته بعيداً عنها, وتنفست تنفساً عميقاً لتدخل الهواء إلى رئتيها.ريحانة
" لي أرجوك توقف , ليس عليك أن تفعل هذا"
" آه , بل يجب أن افعل "
أطبق فمه على فمها مرة ثانية واخذ يقبلها ولكن هذه المرة بنعومة , مما جعلها تشعر بالسعادة, فالصدمة قد افرجت لها عن شعور جديد ما زال يضمها اليه.
لكن عقل جوان كان يحذرها بأنه من الجنون متابعة هذا, بالرغم من أنها لا تستطيع رفضه. فحملها بين يديه , ففكرت جوان انها جوسلين التي يريد وليس هي وهو لا يعلم الحقيقة , فمهما فعلت جوسلين فهي لا تزال خطيبته. أبعدت فمها عن فمه ونظرت اليه .
" لي لا تفعل هذا , أرجوك"
نظر إليها بتعجب وعقد جبينه , مد يده وأزاح خصلة شعر عن وجهها , ثم أزاح ثقله عنها ونظر إلى عينيها اللتين ما زالتا مليئتين بالسعادة فعاد يقبلها .صرخت جوان صرخة صغيرة وهي ترتجف, حاول ضميرها منع حدوث هذا ولكن العاطفة كانت أقوى , دقائق معدودة وستخسر نفسها , فجأة ابتعد عنها وبنظرة تعجب على وجهه , اخذت جوان تتساءل , بلعت ريقها وانتظرت .منتديات ليلاس
نظر إليها لثوان معدودة يبحث عن شيء في وجهها وقال " أنا .. أنا آسف" قطب عينيه وأكمل " أنا ... هذه كانت غلطة سامحيني "
جلست جوان ونظرت اليه يا ترى لو لم يتراجع هو هل كانت ستتراجع هي. أخذ كتاباً من الرف الأول واعطاها إياه " كنت تبحثين عن كتاب على ما اعتقد أعطني رأيك في هذا"

نهاية الفصل