لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-19, 11:27 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2019
العضوية: 333413
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيفْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيفْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم
طيف حبيبتي شوفي اول رد لي هنا ...
وارجع واقول لاتحبطك قلة الردود ..الكاتب يكتب ليثبت ذاته وقدراته .. وانت ماشاءالله قدرتي واثبت قدرتك ومهارتك بالكتابه .. فأمنيه لاتخلين قلة الردود تقلل من طموحك واستمري ونحن معك ... وماشاءالله يكفي المشاهدات % 👍

نجي لابطالنا .. قاهرني هاليحيى استغفر الله طالع على ابوه في قسوته وطيشه يعني هو غصب طارق يشتغل معكم .!! مدري ليييه احساسي ان يحيى بيحط عينه على شهد كنوع من الانتقام اما منها او من فهد ...
سلطااان يالله اكيد انت الي باخر البارت بتمسك فهد وتجلده .. يعني انت وولدك كل شي عندكم بالاكراه ..
غسان ..نعم الاخ ..فرحت انك فكرت باختك وبتطلعها من العذاب النفسي الي هي عايشه فيه .. اتوقع بتلتحق بنادي ويمكن تتعرف على حسناء ...

طيف ... تسلم يمينك .. ومشكوره حبيبتي ..انت كاتبه تستاهل المتابعه ..واتمنى من كل القراء يردون على الكاتبه ولو بكلمه بس 😉
خلوكم كرماء ترى كاتبتنا تستاهل 💚💕




حبيبة قلبي ، القمر بذاته .. ربي يسعدِك تواجدك دائماً يسعدني و إطرائك دائماً يحفزني ، هذا من لطفك و من جمال ذوقك ، و أكييد ما راح تكون قلة الردود سبب لاحباطي ، ما تعوّدت أبدأ عمل و ما أكمله ، و دام إن في جميلين مثلِك مستحيل أتركهم ..

ربي يسعدِك سعادة الدارين ،، أنرتِ يالغلا

 
 

 

عرض البوم صور طِيفْ  
قديم 22-11-19, 11:29 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2019
العضوية: 333413
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيفْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيفْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 


السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، قرائي الغاليين ، يؤسفني إخباركم إنه اليوم ما فيه بارت ، ما راح أقولكم ظروف و غيره ..
البارت موجود لكن بصراحة نفسيتي الأسبوع اللي فات ما كانت كويسة لذلك هالشي ظاهر جداً في البارت أحداثه مو مرضية ولا طريقة السرد أعجبتني ،
ماني حابة أي جزء في روايتي يكون أقل من المستوى ، إن شاء الله ما بتأخر عليكم ، و أتمنى تعذروني .. أحبكم ، طِيفْ!

 
 

 

عرض البوم صور طِيفْ  
قديم 27-11-19, 12:18 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة منتدى الحوار الجاد


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 70555
المشاركات: 6,564
الجنس أنثى
معدل التقييم: شبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسي
نقاط التقييم: 5004

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شبيهة القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 

👀
وينك طيف عسى المانع خير

 
 

 

عرض البوم صور شبيهة القمر  
قديم 30-11-19, 11:26 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2019
العضوية: 333413
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيفْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيفْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

وحشتوني يا غوالي ، قبل كل شيء اعتذار كــبيــر على التـأخـير ، سَبق و أخبرتكم إني قرأت الجزء بعد ما كتبته و ما أعجبني حسّيته مجرد صف كلام و أبداً ماهو بمستوى الأجزاء السّبعة السابقة ، و لهذا السبب قلت لا والله ، بتأخر أحسن ما ينزل جزء دون المستوى ، لأن قرائي يستاهلون أجزاء عالية المستوى تصِل لذائقتهم ،
و أتمنى هالشي يخليكم تعذروني شوي .. و بعد حدث أمر خارج عن إرادتي ما كان برغبتي أتأخر لمدة أسبوع كامل ، لكن أصبت بإنفلونزا حادة شوي تقريباً كل البيت كانوا مصابين و عارفين الجو بهالوقت و تقلباته ، و لذلك كان صعب علي أسوي التعديلات اللي في دماغي بشكل أسرع ، العذر و السموحة أتمنى تعذروني ..

عِندي عَتَب صغنون ، الرواية تم نقلها دون إذن ، مو هنا زعلي ، زعلي إن اللي ينقلونها ما يكتبولي تعليقاتهم و آراءهم عالأجزاء ، ليه بس كِذاا :/

خلاص ، طوّلتها عليكم ، جاهزين للبارت ؟

بسم الله نبدأ ،

" لَن تستَطيع سنينَ البُعدِ تمنعنا ،
إنَّ القُلوبَ برغمِ البُعدِ تتّصِلُ .
لا القَلبُ يَنسى حَبيبًا كانَ يعشَقهُ ،
و لا النُّجوم عن الأفلاكِ تنفصِلُ . "

*امرؤ القَيْس .

و في نَشوةِ العِشقِ صِرنا رمادًا ، بقلم : طِيفْ!

الجزء 8


الحِقد ، كما الحب ، مُتساويان في المقدار ، متعاكسان في الاتجاه ، ذاكَ يقترِب ليسعَد ، أما أنا فسأقترِب لأنتقم .. لم أقَع في الحُب قط ، لكنني قد وَقَعت في الحِقدِ أخيراً ، منذ زَمن و أنا أشعر بالنّقمة على عدل الدنيا المزيّف ، أقنع نفسي دوماً بالقناعة و الرّضا ، إلا أن كل شيء يُعاكِسني ، يدعوني للحقد على حياتي ، و حياة من هم حولي ..
لِمدّة قصيرة ، ظلّت عيناه متعلقتين في سقف الغُرفة المتشقق ، القهر يأكل ملامح وجهه ، العجز يفتك به كمُقعَدٍ في أمسّ الحاجة للهرولة ، نَهَض من مكانه يصرخ بغضب و جنون ، ما جعل والدته و أخواته في الخارج ينتفضن خوفاً ، تقدّم من خزانته ، فتح بابها المتهالك بقوّة أسقطته أرضاً ، بدأ يأخذ قمصانه ، يُلقيها أرضاً و يدوسها بقدميه ، دخلت شهد بخوف ، تراه في حالة لم يسبق لها أن رأته بها ، اقتربت منه تُحاوِل أن تُحكِم سيطرتها على حركاته الانفعالية ، شهد بنبرة مرتجفة : بسـم الله عـليك ياخوي وش فيك وش مسويين فيك هذولا اللي ما يخافوا ربنا ؟؟
جلس أرضاً ، يتنفس بسرعة و يلهث كأنه كان يركض في ماراثون طويل جداً ، تجلِس شهد إلى جانبه ، تمسح جبينه المتعرق بكفّها و تتمتم : بسم الله عليك ، بسم الله عليك ..
كلمات متقطّعة تخرج من صوتِه المتحشرج : أنا طـارِق الحمد ، واحد مثل يحيى يمد إيده علي ، يهيني و يذلني و أظل ساكِت ؟
تنهّدت شهد : مالك غير تقول حسبي الله و نِعم الوكيل ، علِقنا مع واحَد ظالِم وش بنسوّي ؟ محـنا قـدّه يا طارِق ..
هزّ رأسه برفضٍ لِفكرة الاستسلام : لا والله يا شهـْد ، مو أنا ، مو طارِق اللي يسكت عالإهانة من غير ما يردها ..
تنظر إليه بِقلق : وش بتسوّي يعني ؟ طارِق تكفى ، إحـنا ما نقدر عليه ، مابيه يأذيك ، هذا ما يخاف ربنا !
ثبّت عينيه في عينيها ، تِلك الحدّة لم تراها في نظراته من قبل ، إنّه الرجل حين يحقِد ، إنه نداء رجولته التي حاولت أن تستبيحها ، قال : شهـْد ، هذولا المحققين ، حطولي أجهزة تنصت في قمصاني ، و مادري وين في البيت ، أبيكِ تفتشي ملابسي و البيت كويّس ، و إذا لاقيتي شي فوراً تعطيني إياه ،
عَقَدت حاجبيها : أجهزة تنصّت ؟ و إنت شلون ما حسّيت ؟
طارِق : حبيبتي هذولا عارفين شلون يحطونها و وين ، و أحجامها بعد ، أكيد ما بحس ، ليش سمّوها أجهزة تنصت ؟
صمتت تفكّر ، أردف طارِق : المهم أبيك تدوري كويس ، و هذا يحيى لو رجله تخطّي عتبة بيتنا بكسرها ، " نَظر إلى قمصانِه المُلقاة أرضاً ، بغضب رفع صوته : " سامعني يا يحيى ، والله بكسر رجولك لو عتبت باب بيتنا ، سـامـعني يَحيى ؟!!
اقتربت شهد بجزع ، وضعت يدها فوق فمِه ، و بنبرة رجاء هامسة : اششش ، صوتَك ! طارِق ناسي هذا وش يشتغل و ايش يقدَر يسوّي فينا ؟
حرّك رأسه ، أزاح يدها بغضب : أنا ما أخاف إلا من اللي خَلقني ، و سوي مثل ما قلتلك ..
نَهض عن الأرض ، توجّه نحو الباب ، التفت إليها و قال : و أنا جاي شفت اللي ما يتسمى طالِع من بيتنا ، شنو كان يسوّي هِنا ؟
شهد : مادري ، قال يبغى يشوف أبوي ، و قعدوا مع بعض أنا كنت في المطبخ ما قدرت أسمع كل شي ، بس سمعته يسأل عن فهد ..
طارِق : و أبوي وش قال ؟
هزّت كتفيها بجهل : مادري ، ما كنت سامعة كل شي ، هذا المحقق ما بيحل عنا إلا يخرب علاقتنا مع بيت عمي بو فهد الله يرحمه ..
هزّ رأسه بوعيد ، و خرج ..وَيلاه كم يكون الإنسان قادراً على التغيّر ، و كيف تتغير نظرات عينيه بلحظات ، كيف تُدس كل تِلك القسوة فيهما !


،,

" الله أكـبر الله أكـبر "

على صَوتِ أذان المغرِب ، دخل إلى غرفتهم المُعتِمة ، تجلِس مريم على سجّادتها بنصف جسدِها مرتدية لِباس الصلاة ، رأسها مُستلقٍ فوق ذِراعيها الراقدة على الكُرسي أمام السجادة ، تغفو بهدوء بعد تفكير يبدو أنه قد طال ، أشعَل نوراً خافتاً لم يوقظها ، وضع مفاتيح سيارته و مسدسه فوق الطاولة بهدوء ، اقترب منها بحركات بطيئة ، جلس نِصف جلسة أمامها ، مرر سبابته فوق خدّها الأبيض الناعم ، قال بهمس : مريم ، قومي حبيبتي ..
انتفضت و هي تفتح عينيها ، قال : بسم الله عليكِ ..
فركت عينيها بنعس ، اعتدلت في جلستها : عصام ، متى جيت ؟
عِصام : توني أدخل ..
بدأت تفرك وجهها و هي تردد مع الأذان بصوت ناعس : أشهد أن لا إله إلا الله ..
عِصام بلوم : حبيبتي ليش نايمة هالحزة مو عارفة إن النوم فهالوقت ماهو كويس ؟
مريم : والله ما حسيت على نفسي شلون غفيت عيني و أنا أستناك ، تأخرت !
عِصام : كان في شوية شغل خلصت و جيت ، إنتِ ما طلعتِ من الغرفة ؟
هزّت رأسها بالنفي : لا ظليت هنا من ساعة ما طلعت إنت ..
عقد حاجبيه و هو يقف : و ليش تحبسي نفسك ؟ كان قعدتي مع أمي تسليتوا عبال ما أرجع ؟
وقفت إلى جانبه : لو نزلت كانت بتسويلي تحقيق مثل أمس ، و أنا ماني قادرة يا عصام !
ابتعد عنها ، وقف أمام النافذة و قال بنفاذ صبر : إنتِ قاعدة تبالغي ، و هالشي ما ينحمل !
عقدت حاجبيها و هي تنظر إليه باستغراب : عِصام ؟ وش تقصد وش يعني ما ينحمل ؟
عِصام ينظر إليها بعتب : يعني إذا بتظلي على هالحال صدق بتقلبي حياتنا لجحيم ..
تتسع عيناها : أنا قالبة حياتك جحيم يا عِصام ؟
عِصام بحدّة : من يوم عرفتِ عن التحاليل و إنتِ قالبة حياتي نكَد ، قلتلك مستحيل أتزوج عليك لو بظل من دون أولاد طول عمري ، و قلتلك العلاج موجود و فيه أمل و إنتِ مصرّة عالنكَد ! لا قادرة تقعدي مع أمي ، ولا قادرة تعيشي معي مثل البشر ، أنا ما رح أتحمل كل هالشي اللي فيني كافيني !!
ارتخت أنظارها نحو الأرض ، دون أن ترد بتعليق واحد ، توجّه إلى الخزانة ، تناول منشفة بيضاء طويلة ، أردف بذات الحدة و هو يتجه نحو باب الحمام : هالحياة ما تنطاق قاعِد أتحمل و أقول الحرمة تعبانة بس مو لهالدرجة اليأس و النكَد الناس قاعدة تنبلى بأمور أكبر من كِذا ما شفتهم يائسين مثلِك ! الضّحكة ما تطلع منّك إلا بفلوس ، مو كفاية علي مشاكل الشغل أرجع ألاقي نكَد في البيت ! تعبتيني معاكِ !
دخل إلى الحمام ، أغلق الباب خلفه بقوة أفزعتها ، جلست على طرف السرير و قد احتشدت الدموع في عينيها ، كانت تِلك اللحظة التي ستبدأ فيها الخلافات بسبب الإنجاب ، هي اللحظة التي تنتظرها ، تعرِف أنّها ستكون قاسية كهذه اللحظة أو أشد قسوة ، و سيبقى الانتظار أصعب ما تفعله ، انتظار ينهي هذا الزواج ، لا يمكن أن يستمروا دون أهم أساس في هذه العلاقة ، لا يُمكِن ..


،,

أَيُعقل أن هذا كله كان يوماً واحِداً ؟ يا لذلك اليوم اللئيم على قلبي يا الله ،
تنفّست بعمق بعد أن أدارت مفتاح السيّارة لتطفئها ، ارتخى رأسها إلى مسند الكرسي ، عيناها تستسلمان فتغلقهما بإرهاق ، تفتحهما مجدداً ، تخرج من بين شفتيها الورديتين تنهيدةً و هي ترى نور الصّالة مشتعِلاً ، سَحبت المفتاح ، تناولت حقيبتها و نزلت بخطوات متكاسلة تمشي نحو الباب ، فتحته و دخلت مُنهكة ، ثبتت في مكانها حين رأته واقفاً أمامها يُحملِق بها بنظرات غير مفهومة ، نَظرت إليه بجمود لا يعكِس ما بداخِلها من فوضى ، تحرّكت متجهة نحو الدرج ، مصطنعة اللامبالاة ، استوقفها سؤاله : ويـن ريـم ؟
دون أن تلتفت ، تتابع صعودها : مادري ..
استوقفها مرة أخرى ، بنبرة انفعالية : ديــانــا !
التفتت بذهول ، نِصف ابتسامة ساخرة ظهرت على وجهها ، رافعة حاجبها الأيسر : ديانا ؟ من 10 سنين ما ناديتني ديانا ، وش اللي صار اليوم ؟
لم يرد ، نظراته لها كانت لاذِعة ، نَزلت 3 درجات ، أردفت بنبرتها الساخرة : ديانا بنتك ، بس حسناء مو بنتك ، عشان كِذا غيّرت اسمي ، يعني لا بغيت تمون علي تناديني باسمي ؟ ولا احتجتني في شغلك تناديني حسناء ؟
صَعَد درجتين ، وَصل إليها ، أحكم قبضته على ذراعها و ضغط عليها ليؤلمها : اسمعي يا بنت ، قولي وين ريم و إلا أقسِم بالله بسوي شي لا يرضيكِ ولا يرضيها !
نَفضت يدها منه بقوّة : متى سويت شي يرضيني أصلاً ؟ ريم تركت المستشفى و اهية الحين في أوتيل ، و مادري أي أوتيل لا تغلّب روحك و تسألني ..
عمر بسخرية : على أساس إني ماقدر أعرف وينها !
أمالت رأسها : ممتاز ، أجل لا تسألني استخدم نفوذك و جيبها ،
عمر : وش صار معاكِ بسالفة المنشطات ؟
صمتت لثوان ، ترمقه بنظرات ما بين حقد و عتب و خيبة ، بصوت خافت : تصبح على خير ..
أدارت ظهرها ، صعدت إلى غرفتها و قد فكّت نصف لباسها على الدرج ، شيء ما يقِف في حنجرتها يحبس عنها التنفس ، لقد كان من المبكر جداً يا أبي أن أكره حياتي ، أشعر أنني خمسينية فقدت القدرة على الرؤية و الكلام ، متى تنتهي يا صَبري الذي أنهكني طولَه ، متى أخبرني متى تنفذ ؟

نَزل عُمر الدرج ، اتصل بعابِد و هو يجلِس أمام شاشة التلفاز ، دون عبارات ترحيبية قال : عابِد ، ذكّرني بكرا نمر البنك ، عندي شغلة بسويها ..
أغلق الخط ، ألقى هاتفه أمامه على الأريكة ، يقلّب محطات التلفاز بدون تركيز ، يحدّث نفسه : بسيطة يا ريم ، حبيتي تلعبي معاي ، بنشوف مين بيفوز في النهاية ..

،,


الحادية عشرة و النصف مساء الجمعة ، قد أوشَك ذلك اليوم الطّويل على الانتهاء أخيراً ، نسائِم الخريف بدأت تتجول بخفّة في الشّرق الخلّاب ، تداعب سِتارة غرفة أم فهد البيضاء الرقيقة ، تتحرّك بعذوبة جَميلة ، يسترخي فهد على الأريكة المقابلة لسرير والدته النائمة ، يُراقب بقلق صعود صدرها و هبوطه ، تنفّسها المضطرب أثناء نومها ، أخذ نفساً عميقاً ، انحنى و هو يُسنِد ذراعيه إلى ركبتيه ، يشبِك أصابعه بتوتر ، يفكّر في إيقاظها ، ولا يرغب في إزعاجها ، يهتزّ جوّاله في جيبه معلناً عن رسالة وصَلته ، تِلك التي تُخرجه دوماً من سفوح الحزن إلى أوجِ السعادة ، بكلماتها البسيطة ، الخَجل المتناثر من رسالتِها ، حُمرة خدّيها في حروفها ، تصنع تِلك الابتسامة الوحيدة التي استطاع فهد أن يختطِفها من ماضيه ، ليضعها في حاضِره ،
" طارِق صار في البيت ، ماني عارفة شلون أشكرك ، الله يحفظك يارب "
كيف تستطيع تِلك الصغيرة أن تنقله إلى دنيا ثانية ، برسالة مرتبكة الأحرف ، أخذ نفساً عميقاً ليكتب الرد ، إلا أن صوتَ والدته الخائر ، جعله يلقي الجوّال جانباً ، يتجّه إليها بسرعة متلهفاً ، انحنى يمسح بأنامله رأسها : يمه تبي شي ؟ قولي آمري !
فَتحت عينيها ، انتفاخ وجهها و يديها واضح بشكل ملحوظ لديه ، تقول بتعب : راسي مصدّع و ماني قادرة أتنفّس !
التفت إلى النافذة بسرعة ، و أعاد نظراته إليها : يمّه الشباك مفتوح !
ابتلعت ريقها و كررت : ماني قادرة أتنفّس خذني المستشفى
هز رأسه بخوف ، أسرع إلى غرفته ليتناول سُترته الخفيفة ، أخذ عباءة والدته ، وَقف أمامها و قال : قادرة تمشي يمه ؟
هزّت رأسها بـ نعم ، فهد و هو يرفع الغِطاء عنها ، يمسك بيدها : يلا يمه قولي بسم الله ، استندي علي ..
ضَغطت بقوة على يده و هي تهمس : بسم الله ،
دَفعت جسدها إلى الأمام لتجلس بصعوبة ، ولا زال تنفّسها مضطرباً ، ألقى عليها عباءتها بإهمال ، عدّل حجابها على رأسها ، تشبثت بيده مرة أخرى ، تنهض من سريرها بصعوبة ، ببطء خطواتها و هي تشعر بارتجاف يد فهد و برودتها ، و ضربات قلبه المتسارعة ، وَصلوا إلى السيارة بعد جهد ، ساعدها لتجلس في المقعد الخلفي ، و بعَجَلة توجّه إلى خلف المقود ، يقول بخوف و هو يضغط بقدمه على دعسة البنزين : يمه لا تقلقي هالحين باخذك لأحسن مستشفى في البلد ،
كان الطريق طويلاً جداً ، ولا أريد يا الله خَسارة أخرى ، فلم أتعافى بعد من خسارتي الأولى ،

،,

تُداعب نسمات الهواء وجهها الرقيق ، دون أن تظهر منها أي ردة فعل بالارتعاش و السعادة الي تغمرها عادة ما داعبت تِلك اللفحة الهوائية الهزيلة وجهها ، تستلقي في سريرها بقميص نومها البحري اللون ، ظهرها لباب الغرفة ، أمامها النافذة ، نظرات عينيها ثابتة في سماء مظلمة تُبرق فيها نجمة وحيدة مثلها ، يستقر كفيها بجزع فوق بطنها الذي يملأه الهواء ، لم تلتفت لدخوله البطيء ، ينعكس خياله على نافذتها ، يقف عند الباب متمسكاً بمقبضه ، نظرات معاتبة ، و قلب أضناه التنهّد يراقبانها ، أغلق الباب الذي أصدَر صريراً مزعجاً ، لم ينجح في لفت انتباهها ، اقترب منها و هو يعرف كم من المعاني كان يحمل كلامه اليوم لها ، يحاول منذ فترة أن يكون أكثر حذراً معها ، لكنه كان اليوم أكثر قسوة ، و جرحاً .. تقدّم أكثر نحو السرير ، ولا زالت هامدة في مكانها ، استلقى إلى جانبها ، يتنحنح علّها تنظر إليه ، اقترب أكثر ، التصق صدره بظهرها ، مدّ ذراعيه ليطوقها ، و يُغلق كفيه فوق كفيها ، يقول بخفوت : آسف ..
أدارت وجهها ، نظرت إليه ، ثم عادت للتحديق في تلك النجمة الوحيدة ، أردف بعد أن تنهد : مريم ، أنا مو عاجبني حالنا ..
أخذت أنفاساً متتالية ، أجابت بصوت مبحوح : ولا أنا عاجبني حالنا ..
عِصام : أنا قلتلك تزوري الطبيبة عشان لو فيه مشكلة تعالجيها ، ما شفتك زرتيها مرة ثانية !
مريم : وش بقول لأمك ؟ بروح الدكتورة أتعالج لأني ما أجيب عيال ؟
سَحب يديه عنها بغضب ، اعتدل في جلسته و قال بحدة : و بعدين عاد ! وش تبي في أمي ؟ و لو قلتيلها قاعدة تتعالجي وش بتسوي ؟ بتقص راسك ؟
عدّلت جلستها هي الأخرى ، و بنفس نبرته أجابت : ما بتقص راسي طبعاً ، بس ما بتركك إلا لما تتزوج علي ..
عِصام : أمي ممكن تتكلم في هالموضوع مرة و مرتين و عشرة ، لكن مستحيل تجبرني على هالشي ، إنت عارفة إني رافض لفكرة الزواج الثاني ، وش اللي مخوفك ؟
مريم : عالحالتين ما راح نكون مرتاحين ، أنا ماني راضية إنك تنحرم الضنا بسببي ! و أكيد عمتي ما راح تهنينا لو عرفت إني ماجيب عيال حتى لو ما تزوجت حياتنا بتصير كلها مشاكل !
رفع حاجبه الأيسر : ترى حيرتيني ، وش تبي بالضبط ؟
أرخت نظراتها ، تلعب في خاتِم زواجها بتوتر : مادري ، صدقني مادري ، أنا هالفترة ملخبطة كثير و ماني عارفة أفكر بشي ..
أدار جسده ليصبح مواجهاً لها ، أمسك بيدها : اللي لازم تفكري فيه الحين هو العلاج ، و بعدين لكل حادث حديث ، و ترى أمي ماهي كائن متوحش تخافي منها ! أمي تحبك مثل بنتها من يوم دخلتِ هالبيت ، و إنتِ عارفة هالشي ..
هزّت رأسها مؤيدة لكلامه ، رفع يدها ، قبّلها ، قال بصوت منهك : مريم أنا تعبان من كل شي ، أبيكِ معي ، مو علي !
مدّت يدها اليسرى ، تتحسس ذقنه بحب : سامحني ، عارفة إني كنت مثال للزوجة النكدية الفترة اللي فاتت ،
هز رأسه بتأييد ، و بلهجة مازحة : ايه والله نكدية ..
تضحك ، تضربه بخفة على كتفه : والله ؟
يضحك عِصام : ههههههههههههههههههههههه " يحتضن رأسها و يقبّله " : أحلى نكدية والله ، بس مو تصدقي و تسودي عيشتي !
ترفع حاجبيها : لا انت صدق بتزعلني منك ، متى سوّدت عيشتك يالنصاب ؟
عصام : مو من زمان ، من 3 سنوات بس ..
بنبرة احتجاجية ، و بنصف ابتسامة تخجل من الظهور : والله ؟
يبتسم بحب ، مد يده تتحسس خدّها الناعم : مريم ، اتوكلي على ربنا و لا تكوني يائسة ، إنتِ مو أكرم من ربنا ، حرام تسيئي الظن فيه ، ربنا قال : " ولا تيأسوا من رَوح الله إنه لا ييأس من رَوحِ الله إلا القَوم الكافِرون "
مريم بهدوء هزّت رأسها : صدق الله العظيم ..
عِصام : يلا ، قومي ننزل نقعد مع أمي شوي قبل لا تنام ..
مريم : لسا ما نامت ؟
عصام بعتب : زعلانة عاللي ما قعدت معاها طول اليوم ،
ارتخت نظراتها للأسفل بخجل ، نهضت عن السرير و تبعته بصمت ..


،,


خرَج برفقة الطبيب إلى خارج الغرفة ، يطقطق أصابعه باضطراب ، يلتفت الطبيب إليه : ما عليها شر إن شاء الله ..
هزّ فهد رأسه : تسلم ، بس وش اللي صاير معاها ما فهمت ؟
تنهّد الطبيب : خلينا نشوف نتائج التحاليل ، و بعدين نتكلّم ..
فهد بخوف : دكتور ، صارحني ! شاكك بشي ؟
ظهرت ابتسامة صغيرة على وجهه ، ربت على كتفه : لا تخاف ، إن شاء الله ما في شي ، بنشوف التحاليل أول ، ماله داعي تخاف ..
فهد : طيب ، أمي بتنام هنا ؟
الطبيب : طبعاً طبعاً ، إن شاء الله بكرا بتكون النتائج جاهزة ، ما عليها شر ..
هزّ فهد رأسه ، غادره الطبيب ، أخذ فهد نفساً عميقاً و دخل .. ابتسم لوالدته المرهقة بقلق ، جلس أمامها و أخذ يشتت أنظاره بعيداً عن وجهها ، تساءلت بتعب : وش قالك الطبيب ؟
نَظر إليها ، ابتسم بارتباك : ما قال شي يمه ، ينتظرون نتائج التحاليل ، إن شاء الله خير ..
ابتلعت ريقها ، ثم قالت : أنا بـمـوت ..
انتفض فهد ، قال بضيق : بسم الله عليكِ يمه ! لا تقولي كِذا !
اقترب بكرسيه منها ، انحنى يقبّل يدها : لا تقولي كِذا ، أنا ما عندي غيرِك !
أخذت نفساً عميقاً : كل إنسان له عمر ، و أنا ماني قادرة على هالدنيا بعد أبوك يا فهد ، ماني قادرة ..
فهد بابتسامة معاتِبة : و أنا وين رحت ؟ لمين بتتركيني ؟
جواهر : للي تركتني عشانهم و سافرت ،
أخفض بصره و هو يقول بخجل : نفس الموضوع يمه ! أنا رحت بشغل ، شغل ..
ضغطت بيدها الضعيفة على يده : يمه ، طالعني ..
رَفع أنظاره لها ببطء ، قالت : أنا ماني عارفة وش هو هالشغل ، بس متأكدة إنّك مخبي عني شي ، يمه أنا خايفة عليك ..
ابتسم : ليش الخوف ؟ أنا مو رجال ؟
جواهر بصوتها المبحوح : إلا ، زينة الرجال يا بعد أمّك ، بس إنت ماشي بطريق ماله آخرة ، أنا أم و أحس ، مَنت مرتاح يا ولدي !
أخذ نفساً عميقاً ، ابتسم بعده بتوتر : نامي يمه و ارتاحي ..
جواهر : فضفض يمه ، قول ، أنا اليوم هِنا ، يمكن بكرا ما أكون موجودة عشان أسمعَك !
نهض لينحني ، يقبّل جبينها : ربي ما يحرمني منّك ، يمه و اللي يخليك لا تقولي هالكلام ، اتحسني أول و بعدين نتكلم باللي تبيه ، اتفقنا ؟
بيأس هزّت رأسها موافِقة ، ابتسم و عاد للجلوس مكانه ، أطبقت عينيها محاولة النوم دون جدوى ..

،,


صباح جديد ، يُلقي نظرة إلى جهاز الحاسوب و هو يعدّل كم قميصه ، يرفع حاجبيه و قد لاحظ وجود تسجيلاً جديداً ، يبتعد عن طاولة المكتب لتتجه نظراته نحو الباب حيث دخل إبراهيم ، بوجهه العابس : صباح الخير ..
يَحيى : صباح النور ، جاي بدري ؟
إبراهيم ينظر إلى ساعته في يده : الساعة 8 بالضبط ، إنت اللي جاي بدري ، شعندك ؟
يحيى بابتسامة : شغلي ما غيره ، بس عزيز تأخر ، أنا نازل أشوف طارِق عبال ما ييجي ..
إبراهيم : منو طارِق ؟
يحيى يتجه للباب : سالفة طويلة بعدين أقولك ، قول لعزيز يلحقني لازم نروح عند فهد ..
خرج دون أن يترك له مجالاً للكلام ، مَسح إبراهيم وجهه بكفه بلامبالاة ، أشعل جهاز الحاسوب ، دقيقتين حتى التفت للصوت القادِم : صباح الخير ..
إبراهيم بابتسامة : صباح النور ، يحيى سأل عنّك ..
عَبس وجهه و هو يتجّه نحو مكتبه : يا فتّاح يا عَليم ..
إبراهيم يركّز في شاشة حاسوبه ، يكتم ضحكته : الله يكون في عونك ..
جَلس عزيز أمام شاشته ، يتساءل : يحيى اهوة اللي مشغّل جهازي ؟
يزم إبراهيم شفتيه : مـدري ، بس أكيد يعني ، اهوة كان أول واحد هِنا ..
عزيز يُدقق في التسجيل الجديد الذي لم يُفتَح ، يرفع أحد حاجبيه مستغرباً ، يتناول السماعة و يضعها فوق أذنيه ، يضغط على زر التشغيل ، تبدأ الأصوات غير الواضحة بالتردد عبر السماعات ، يعقِد عزيز حاجبيه بتركيز ، يأخذ نفساً عميقاً و هو يشتت نظراته في الغرفة و يفكّر في رد فعل يحيى لو سمِع ذلك الكلام ، أنزل السماعات عن أذنيه ببطء ، ظلل التسجيل ، طقطق أصابعه بتردد و هو يفكر ، سمِع صوت خطواته الغاضبة قادمة ، ضغط على مفتاح الحذف بسرعة ، توجهت نظراته إلى يحيى الذي دخل غاضباً ، وقف يحيى عِند الباب و هو يرى عزيز مكانه ، وجه كلامه لإبراهيم : أنا مو قلتلك تقول له إنه يلحقني ؟؟
إبراهيم بحدّة : أشتغل عندَك أنا تكلمني كِذا ؟
عزيز : قال لي ، و كنت عارف إنك بترجع لأن طارق ماهو موجود ، ألحقك ليش ؟
تقدّم يحيى ، بهدوء لا يُنبئ بالخير : يعني عارف إن طارِق ماهو موجود ؟ إنت اللي أخليت سبيله ؟
صَمت عزيز ، يصرخ يحيى : جاوبني إنت أخليت سبيله ؟
صوت من خلفه : أنا اللي أخليت سبيله يا يحيى ..
يلتفتون في آن واحد إلى الباب ، يقف عِصام بنظرات متحدية ليحيى ، و يردف : برافو يا يحيى ، المساعِد حقّك وفي جداً ، قلتله يخلي سبيل طارِق ما رضي ، فاضطريت إني أتصرف ..
يحيى : و دام إن مساعدي رفض ، بأي حق إنت تخلي سبيله ؟
يجلس عصام خلف مكتبه ، بلا مبالاة يرد : قبل إنت جاوبني ، بأي حق تسجنه ، و بأي حق تجبره يستلم مهمة زي كذا ؟
يحيى بنبرة غاضبة : هذي القضية قضيتي و ما يحقلك تتدخل فيها !
أمال عِصام رأسه ، حدّق فيه بحدة : شوف يا يحيى ، إنتَ قاعد تتخطى حدودك مع رئيس قِسمك ، هذا آخر تنبيه شفهي ، لا تخليني أضطر أوجهلك إنذار خطي ..
يحيى يرفع حاجبه الأيسر وسط مراقبة إبراهيم و عزيز بصمت : تهديد يعني ؟
عِصام دون أن ينظر إليه : بالضبط تهديد ، و لو ناسي في سيدي أخذته أول يوم داومت فيه هنا ، يوضحلك صلاحياتك و صلاحيات زملاءك حسب الرتبة ، تقدر تراجع معلوماتك ، عشان ما تخسر وظيفتك ، و أنا للحين سامحلك تمسك القضية و إنت عارف إني قادر أسحبها منك ، فخليك عاقِل معاي ..
أخذ يحيى نفساً عميقاً ، محاولاً أن يتجاهل تهديداته ، التفت نحو عزيز ، تقدم من مكتبه و قال : بعدلي كذا في تسجيل جديد ، سمعته ؟
يبتعد عزيز عن كرسيه ، يجلس يحيى مكانه ، يرد بارتباك : ما شفت تسجيلات جديدة !
يحرّك الفأرة ، ينتقل ليضغط على البرنامج ضغطة مزدوجة ، يدقق النظر في زاوية التسجيلات الجديدة ، لا يوجد أي تسجيل ، ينظر إلى عزيز : كان فيه تسجيل جديد ، وين راح ؟
عزيز بتوتر : ما كان فيه تسجيلات أبداً ،
نظر إليه إبراهيم الذي قد لاحظ أنه كان يستمع إلى شيء ما قبل دخول يحيى ، بادله عزيز النظرات ، التزم الصمت ، يضرب يحيى كفّه بالطاولة و يصرخ : شـلـون يعني ؟ تبي تجنني ؟؟؟ قبل لا أنزل كان في تسجيل ، وين رااح !
عصام بحدة : قصّر صوتك ..
ينظر إليه يحيى بحقد ، يلتفت إلى عزيز : واضِح في شي ما تبيني أعرفه ، ماشي يا عزيز حسابك بعدين ..
أخذ سماعة الهاتف الأرضي ، ضغط على الأزرار و قال بحدة : آلو ، ابعثولي أي واحد من قسم الحاسوب ، أبيه يرجعلي شغلات محذوفة من الجهاز ..
أطبق سمّاعة الهاتف بغضب و هو يشتت نظراته بينهم ،


,,

 
 

 

عرض البوم صور طِيفْ  
قديم 30-11-19, 11:27 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2019
العضوية: 333413
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيفْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيفْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 


،,


تتقلب في سريرها بانزعاج من صوت رنين الهاتِف ، تأفف و هي تحرّك يدها نحو الكوميدينا لتلتقطه ، واضعة العصبة السوداء فوق عينيها ، تلتقطه أخيراً ، ترد بصوت يملأه النعاس : آلـو ..
صوت خشن يتحدث بالإيطالية : صباح الخير آنسة حسناء ،
ترفع رأسها باستغراب ، ترفع العصبة فوق شعرها ، تنظر إلى الرقم الغريب ثم تعيد السماعة إلى أذنها ، يكرر الرجل : آنسة حسناء ، هل تسمعيني ؟
تنحنت : نعم نعم ، تفضل ، من المتحدث ؟
الرجل : ستعرفين لاحقاً ، لكنني أريدِك في موضوع يخص العمل ..
عقدت حاجبيها : عن أي عمل تتحدث ؟
الرجل : أنا طالب من كلية الرياضة في جامعتك ، و لدنيا بطولة أمام كلية الرياضة في جامعة أخرى ،
حسناء : و ما المطلوب مني ؟
الرجل بغموض : الفـوز ..
حسناء : عفواً ؟ و ما علاقتي بفوزكم ؟
الرجل : تعرفين تماماً علاقتك ، في المرة الماضية كنت سبباً في فوزهم ، الآن عليكِ أن تخدمي طلبة جامعتك ..
حسناء بحدّة : اعذرني لكنني لا أفهم عن ماذا تتكلم ، سأغلق الآن ..
يرد بحدّة مماثلة : لن تغلقي يا حسناء .. يجب أن نتقابل ..
حسناء تنظر إلى الساعة : هل الآن ؟ هل يتصل أحد ليقابل أحداً في هذا الوقت ؟ هل أنت مجنون ؟
يضحك : هههههههههههههه بالطبع لا ، يبدو أنك كسولة قليلاً ، سأنتظرك بعد ساعة مقابل الجامعة ..
حسناء : أنسيت أننا في عطلة ؟ و هل سأخرج لأقابل رجلاً لا أعرفه ؟
الرجل : ستعرفين ، بعد ساعة سأكون في انتظارك ، و أرجو أن لا تجادليني ..
أغلق الخط دون أن يترك لها مجالاً للكلام ، تأففت و ألقت الجوّال جانباً ، نهضت من سريرها بتكاسل ، وضعت روبها الدافئ فوق جسدها ، خرجت من غرفتها و هي تسمع أصواتاً من الأسفل ، متعجبة أن والدها مستيقظ في ذلك الوقت الباكر جداً ، وقفت عند بداية الدرج و هي تسمع والدها يحدّث عابد : يعني اليوم البنوك كلها مو شغّالة ..
عابد : سيد عمر إنت عارف اليوم عطلة ، بس ممكن لو تبي نروح على فرع البنك بالمول ..
عمر : مو كل المعاملات بيسوونها بأفرع المولات ، أنا ماني فاهِم شلون ما قلتلي أمس إن اليوم عطلة !
عابِد بنصف ابتسامة : سيد عمر إنت في هالبلد من قبلي و عارف إن السبت عطلتهم ..
عمر بحدة : والله ؟ و تخفف دم بعد ؟
ارتخت نظراته و هو يخفي ابتسامته ، قال بهدوء : سيد عمر إنت ما بتسوي معاملة كبيرة إنت تبي توقّف حساب زوجتك و هذي عملية بسيطة تقدر تسويها بأي مكان ..
اتسعت عينا حسناء و هي تسمع كلام عابِد ، قال عمر : طيب روح هالحين ، الظهر نتكلم و نشوف ..
خرج عابِد ، سمع عمر صوت خطوات حسناء و هي تنزل الدرج ، يتذمر داخلياً هذه الفترة من تصرفاتها و تمردّها ، يبتعد ليجلس على أريكته ، ينظر إلى ظلها من خلال شاشة التلفاز المُغلقة ، ترتخي نظراته ليركز في شاشة جواله دون أن يبالي بقدومها ، تلقي نفسها إلى الأريكة المجاورة و تقول : صباح الخير ..
عمر دون أن ينظر إليها : صباح النور ..
يعم الصمت لدقيقة ، تحدّق فيه بنظرات غير مفهومة ، يتساءل بعدها : وش مصحيك هالحين ؟
تُميل رأسها : الشّغل ..
ينظر إليها : أي شغل ؟ في شي ما أعرفه ؟
تبتسم ابتسامة ذات مغزى ، تشتت أنظارها في أشجار الحديقة الظاهرة من خلف زجاج النافذة : لا ، قبل شوي اتصل فيني واحد ، يقول إنه من جامعتي ، و واضِح إن فيه أحد دالّه علي ..
عقد حاجبيه : منو يعني ؟
تهز كتفيها بعدم معرفة : ما أدري ، بعد شوي راح نتقابل و نشوف ..
يترك جوّاله ، يقترب منها : تقابلي منو و ليش ؟ ما نبي أي مخاطرة ، اعتذري ، أو خلاص خليكِ ولا تروحي ، و إذا اتصل مرة ثانية لا تردي ..
تنظر إليه و تقول بجدية : و لو كان عارف شي فعلاً ، مو ممكن تكون مخاطرة لو ما لبينا طلبه ؟ الرجال قال إنه عارف لمين بعنا المنشطات المرة الماضية و شلون ساعدناهم يفوزوا !
تتسع عيناه : يعني اللي بلّغه واحد منهم ؟ شلون وثـقـتي فيـهم ؟ مو حضرتك قلتي أمـان ؟
حسناء : مو بالضرورة ، ما كانت أول مرة نشتغل ، إن الأمر ينكشف كان شي متوقع لا تقعد تحط اللوم علي ..
بنبرة حادّة مرتفعة : إنتِ لازم تعرفي مين اللي قاعدة تتعاملي معاهم ، لازم يكون معاكِ ضمانات ! وش كنت أعلمك طول هالسنين ؟؟؟
نهضت : كنت تعلمني أخدمك ، شوف يا ، عُمـر حـرب ، أكلمك الحين بصفتي ، خلينا نقول شريكة عمل ، مو بنتك .. إيّاك تحاول إنك تطلعني غلطانة ، أو تفكّر تضحي فيني ..
بهدوء ، يتساءل عمر : أضحي فيكِ ؟ شلون ممكن أضحي فيكِ ؟
حسناء : يعني ، لو الموضوع وصل للشرطة و الأمن ، لا تتوقع إنك تحطني كَبش فِدا و إنتَ تطلع منها ، هالشي مستحيل ..
نَهَض بصمت ، أمسك كتفيها بكفيه و قال بجدية : متوقعة إني ممكن أسوي شي زي كِذا فيكِ ؟ بنتي الوحيدة متوقعة إني ممكن أترك شي يأذيكِ ؟
ابتسمت بسخرية و هي تنظر إلى يديه المستقرتين فوق ذراعيها : ليش ما حاولت تقتل وِلدك اللي لسا ما شاف الدنيا ؟ و يا ليتَك تتوب ، لسا تحاول تقتله و تقتل أمه !
عَقد حاجبيه ، أردفت : لما تفكّر إنّك توقف حسابات ريم ، يعني كأنك تموّتها من الجوع ، تخيّرها بين حياتها و حياة وِلدها ، أنا ما شفت بحياتي رجال ظالِم مثلَك ..
أنزلت يديه عن ذراعيها بهدوء ، ابتعدت عنه بخطوات بطيئة حتى وصلت الدرج ، عيناها تتبعانها ، وقفت عند عتبة الدرجة الأولى ، التفتت : ربنا أعطاك فرصة يكون عندك ولد حقيقي ، ابن ، يحبّك ، لا تفوّت هالفرصة برأيي ، و لا تتأمل إني أكون بنتَك اللي بتظل معاك لآخر لحظة بحياتَك ، حاول تخلي شخص واحد عالأقل بهالدنيا يحبّك ..


،,


تظهر ابتسامة ساخرة على وجهه و هو يسمع التسجيل الذي حذفه عزيز ، يراقب جميعهم ردود فعله عدا عصام ، يرفع عينيه إلى عزيز الواقف أمامه بتوتر و يقول : طارِق كِبر راسه و قاعد يهدد .. أجل هذا اللي ما تبيني أسمعه ؟
اكتفى بالصمت ، أردف بصوت مسموع و هو يكلّم نفسه : أنا ما أخاف من ربنا ؟
عِصام بحدّة نظر إليه : وش استفدت بعد ما سمعت التسجيل ، يعني وش بتسوي ؟
يحكّ ذقنه بتفكير : مدري ، وش بسوي يعني ؟
عِصام يشبك يديه أمام الطاولة : يحيى إنت قاعِد تلعب ؟ وش قاعِد تسوّي فهمني ؟
يرفع حاجبيه : أنا قاعِد ألعب ؟ هذا رأيك ؟
عِصام يترك مكتبه ، يتقدّم إليه : شوف يا يحيى ، أنا مقدّر حماسك لهالقضية ، بس اللي شايفه إن الموضوع قاعِد يتحوّل لتحدي ، أو أمر شخصي بالنسبة لك ، و هذا مؤشر ماهو كويس ..
يحيى بملل : المعنى ؟
عِصام يأخذ نفساً : المعنى يا تحل هالقضية و تشتغل عليها كمحقق عادي ، يا اتركها لغيرَك ، و خليك صادِق مع نفسك و قول أنا ماني قادر أتعامل مع هالقضية .. إنت لا زلت مبتدئ ، و طبيعي تكون قضية من هالنوع صعبة عليك ...
نهض يحيى : أجل أنا مبتدئ !
يخفي عزيز ضحكته و كذلك إبراهيم ، الذي يتدخل : لا يحيى مو المقصود كذا بس خبرتك في التحقيق لسا بسيطة ، لازم تعترف بهالشي ..
يرمق يحيى عزيز بنظرة ، ينظر إليهم : شوفوا اتركوني أشتغل بقضيتي على كيفي ، أنا ماني قاعِد أخالف القانون ، لا شفتوني أسوي هالشي حطوا الكلبشات بايديني و احبسوني ، كويس ؟
عِصام : مانك ملاحظ إنك قاعِد تأخذ كل شي على منحى شخصي ؟ إنت عاطفي زيادة عن اللزوم ،
يحيى و هو يقف أمامه : كلامك هذا كله فارغ ، وش عاطفي ما عاطفي ، شايفني هندي ؟
عِصام بجدية ، متكتفاً : لا والله شايفك عربي ، لأن العرب اهمة الوحيدين اللي تتدخل عواطفهم بشغلهم ، تلاقيه مع حرمته و عياله جدار ، و في شغله كله أحاسيس !
يحيى ساخراً : والله إذا إنت جدار مع حرمتك هذي مشكلتك مو مشكلتي ..
ينظر الجميع إلى يحيى بصدمة ، تتسع عينا عِصام بغضب واضح لدى يحيى الذي شعر أنه تسرّع في كلمته ، تتكوّر قبضة يدِ عصام ليلكمه على وجهه ، يلتصق ظهر يحيى في المكتب دون مقاومة ، يقترب عِصام ، يشدّه من ياقة قميصه : صدقني بعلمك شلون تقلل أدبك معاي يا يحيى ..
رمقه بنظرة غاضبة ، خرج مسرعاً دون أن يلتفت لأحد ، إبراهيم و علي ينظران إلى يحيى بتوتر ، يتجاهل نظراتهم و هو يتحسس مكان اللكمة ، يخرج خلف عصام دون كلام ،،


،,


يضرِب الطاولة بكفه بِغضب ، يصرخ و هو ينهض : إنتَ جايبني من الصبح عشان تسمعني هالكلام الفارغ ؟
فهد ببرود : أبغى دفعة اليوم ، مو بعد أول أسبوع شغل .. قلتلك صار عندي ظرف طارئ و أمي في المستشفى !
سُلطان : وش ذنبي أنا ؟ أنا وعدتك أصرف عليك و على عيلتك ؟ ما معاك فلوس ؟؟
فهد بحدة : ما قلتلك اصرف علي ، قلتلك أبغى دفعة سلف من الشغل اللي بيننا ، ما هي صَدقة ..
يجلس مجدداً و هو يكتّف يديه : و إذا قلتلك ما معي الحين ، وش بتسوي ؟
فهد ، بلا مبالاة : ما بروح الشغل ..
سلطان : فهد أنا طوّلت بالي عليك أكثر من مرة ، واضِح إنك مَنت رايد لنفسك الخير .. إنتَ ملاحظ إنّك قاعِد تتحداني ؟
فهد : مو بكيفك طولت بالك ، ناسي إن في بين ايدي كَرت للحين ما حرقته ؟ و إنتَ عارف إني لو بحرق هالكرت بحرقك معاه ، شرايك ؟
أخذ نفساً عميقاً ، أخرج زفيراً : والله مَنت قدّ اللعب معاي ، أحذرك لا تلعب معاي .. و بكرا تنزل دوامك مثل البشر و إلا !
نهض فهد : وإلا .. ؟ شوف أنا الحين رايح المستشفى ، اليوم إذا ما وصلني دفعة ، بكرا ماني نازل الشغل ، و إذا جربت تأذيني ، رقم يحيى الغانِم معاي ،
ابتسم سُلطان بسخرية لم يفهمها فهد ، و سمح له بالخروج دون أن يمنعه ، تأكد من ابتعاده عن المكتب ، رفع سماعة الهاتف و قال : اهوة نازل الحين ، لا تخلوه يترك المبنى ، عارفين شغلكم .. مع السّلامة ..
أغلق الخط ، ليرفعه مرة أخرى و يتّصل ، يقول بدون مقدّمات : واضِح راح نحتاجِك ، ما في حل ثاني ..
تأتي ضحكتها الصاخبة : هههههههههههههههههههههه ، طبعاً يا سُلطاني ، و إنتَ تقدَر من غيري ؟
يبتسم بخبث : طبعاً مـقدر ، عارفة كل شي ولا نعيد ؟
: أفـا ، ولو ؟ عيب هالكلام ..
سُلطان : أنتظرِك ..


،,


تبدأ الحياة بالابتسام مجدداً لها ، تعود الشمس لُتشرِق في غرفتها و تنيرها ، تتجول بخفة رغم وزنها الزائد في غرفتها ، و هي ترتب جميع أغراضها في حقائبها ، تدندن بكلمات أغنية تخرج من بين شفتيها كعصفور يرقص فرحاً ، مَرت من جانب غرفتها أختها التي تحمل كوب النسكافيه بيدها ، تسمع فرحها لأول مرة ، دون أن تطرق الباب ، تفتحه و تدخل لتزول ابتسامة سـَارة عن وجهها فور رؤيتها ، تَميل بكتفها لتستند إلى الباب ، ترتشف شفة من كوبها ، تقول بسخرية : الله الله ، وش هالسعادة ، من متى ؟
تضع الكتاب من يدها في الحقيبة و تقول دون أن تنظر إليها : من يوم عرفت إني مسافرة ، غيره ؟
رَهف : كويس ، و احنا نفتّك شوي من اللي عاملة اكتئاب في البيت ..
ترمقها بنظرة دون أن ترد ، تدخل رهف لتتجول نظراتها في أرجاء الغرفة ، تقول : تدري يعني غرفتِك ما هي شينة ، ما كانت مبينة قبل لأنك كنت دايماً مقفلة النور و الأباجورات ، كويسة ، معاها حمام بعد ، راح تفيدني كثير ..
ترفع سارة حاجبها و تقول : شنو راح تفيدك وش تقصدي ؟
رَهف : يعني أفكّر لا سافرتِ ، أبدل غرفتي بغرفتك ، هذي أكبر و أحسن لي .. إنتِ وش تبي بغرفة كبيرة مثلها ؟
سارة بنرفزة : والله لو تغيري شي بهالغرفة بكسر ايدك !
رهف ترفع حاجبيها : والله ! قاعدة في بيتنا و تتكلمي بعد ؟ حبيبتي هذا بيت أبوي أنا ، و أنا اللي أقرر وين أقعد مو إنتِ !
سارة بابتسامة مستفزة : والله ما حزرتِ ، هذي الغرفة لي و بتظل لي ..
يأتي صوته الأجش من الخارج ليقول : و ليش ما حزرت ؟
تلتفتان سوية إلى الباب ، تبتسم رهف ابتسامة النصر و هي ترى والدها يقف أمام الباب ، تقول سارة : عمي !
يَعقوب : إذا حابّة هالسفرة مرة بتتركي هالغرفة لأختك و تاخذي إنتِ غرفَتها ..
تقترب رهف ، تعلق يدها بذراعه و هي تقبّل خده : فديت أحلى أبو في الدنيا ..
سارة : بس يا عمّي ..
يعقوب يقاطِعها : اللي قلته ما أثنيه ، " يقترب منها و يهمِس في أذنها " : و لو ما ترجعي البيت من الأساس تريحينا كِلنا ..
يتبادلان نظرات حادة ، قبل أن يخرج برفقة ابنته من الغرفة .. تبقى سارة وحيدةً ، تتمنى لو تجِد بالفعل مخرجاً آخر يخلصها من العيش مهملة ، غير مرغوب بها في عائلة ، كانَت يوماً تعني لها ..


،,

لَكمه على وجهه ليزداد تدفق الدم من وجهه ، مثبتاً على الكرسي بحبال وثيقة الرباط ، ينظر إليه بحقد ، يقول الآخر بلهجة باردة : حاولنا نفهمك بالحسنى ما فهمت ، واضح إنك ما تيجي إلا بهالطريقة ..
فهد : أمي بالمستشفى بروحها و لازم أكون عندها ..اتركني يا سُلطان أبركلك !
سُلطان بابتسامة : لا تخاف ، بعد شوي بنبعث ياسمين .. بس أول في شي لازم تعرفه ..
صَمت ، أردف سُلطان : الحين ياسمين بتيجي هِنا ، و بنشوف وش بتقول لك ، ما كِنت حابب أزيد همّك و أقول لك ، بس إنت أجبرتني ..
يلتزم بالصمت ، يُشير سُلطان إلى الرجل الواقف أمام الباب ليفتحه ، تدخل ياسمين بابتسامة ، و حركات بطيئة ، تُلقي السلام على سُلطان ، يرد : هلا بالغالية ، " ينظر إلى فهد " : زوجة الغالي ..
تتسع عينا فهد بدهشة خوفاً من أن يكون ما قد فكر فيه صحيحاً ، ينظر إلى سُلطان باستفهام ، الذي يغمِز لياسمين و كأنه يعطيها الضوء الأخضر للتكلم ، فتقول و هي تقف أمامه : سمعت إن ضرتي تعبانة ، قلت آجي آخذ عنوان المستشفى و أزورها ..
فهد بلهجة مرتجفة : وش هالكلام الفارِغ ؟
ياسمين : أنا ياسمين ، زوجة مشعل شَهران .. يعني زوجة أبوك ،
صَرخ و هو يتحرّك على الكرسي دون جدوى كأنما يحاول فكّ قيدِه : كــذب ، كذابيين ، وش تبون مني قولوا !!
ابتسمت و هي تفتح حقيبتها لتُخرِج منها عقداً ، تفتحه أمامه ليقرأه ، يرى كلمة " عقد زواج " ، يغلق عينيه بسرعة محاولاً أن يُبعد ذلك عن رأسه ، تصرخ بحدة : افتح و شوف ..
يفتحهما مجدداً بخوف ، يقرأ العقد كاملاً ، يتضح أنه لم يثبّت في المحكمة الشرعية ، لكن هذا اسم والدي ، و هذا توقيعه ، و هؤلاء هم الشهود على خيبتِك يا أمي ، يقول بنبرة هادئة : وش المطلوب مني ؟
تبتعد من أمامه ، يقول سُلطان : آهـا ، سألتني وش المطلوب ، يعني رح نتفق ، شوف يا فهد ، أمّك تعبانة و ما هي قادرة تتحمل خبر صادم زي كِذا و أنا مقدّر هالشي ، عشان كذا سالفة زواج أبوك من ياسمين بتظل سر هنا ، بس ياسمين راح تقعد عندكم في البيت ، مثل ما كانت في البداية مرافقة مسن ، و لو جربت تلوي ذراعي بكلمة وحدة ، الخبر بنفس الساعة بيكون عند أمّك .. و كل شي بقوله بيتنفذ ، مفهوم ؟
يصمت و يرتخي جسده على الكرسي بعجز عن المقاومة ، يتبادل سُلطان و ياسمين ابتسامة النصر ، تقول ياسمين بسخرية : مزودينها على وِلد زوجي ، ترى ما أرضى !
سُلطان : ياسمين الحين رايحة بطريقها لأمك ، و برسالة مني كل شي عنّك و عن أبوك بيكون عندها ، خليك ذكي مثل ما أعرفك ، ولا تخاطر ..
يشتت نظراته في الأرض ، عقله عاجز عن التصديق ، لِم فعلت بي كل ذلك يا أبي ؟ أعرفتني قوياً لأتحمل الدنيا من بعدِك ؟
تخرج ياسمين من عندهم بأمر من سُلطان ، الذي يأمر رجاله أيضاً ليفكّوا فهد ، يقول : هالمرّة فركة أذن بسيطة ، ما حبيت أزوّدها عليك ، بس لو تتصرف بغباء مرة ثانية صدقني ما بيحصل طيّب ، و هذاك عرفت مين سُلطان ، لا تجرب توقف بوجهي مرة ثانية ..
كان صمته لاذعاً ، و نظراته سامّة ، كأنه الهدوء الذي يسبِق العاصفة ، رأى وعيداً في عينيه ، وعيداً لم يُخِفه ، فقد أبرح قَلبه صدمات ، أعجز قلبه عن المقاومة ، يُردف سُلطان : هالحين تروح بيتكم و ترتاح عشان شغل بكرا ، و بالنسبة للعلامات اللي في وجهك ، قول إنّك تعالقت مع واحد في الطريق ..
فهد بصوت مبحوح : راح يقولوا لي مع السلامة من أول يوم ، منو بيوظّف عنده واحد راعي مشاكل ؟
سُلطان : لما يكون وراك سلطان ، ما في أهمية لأي شي ثاني ..
رفع فهد حاجبيه ، ظهرت ابتسامة ساخرة على وجهه من ثقته الزائدة بنفسه ، نهض بصعوبة من مكانه و هو يشعر أن حتى عقله شُل عن التفكير ، إلى أين ذاهب ؟ لا أدري ! إنه طريق بلا نهاية ، كما قلت يا أمي ..

،,

ألقى نظرة أخيرة إلى وجهه في مرآة السيّارة ، عاتَب نفسه في داخله على تِلك الكلمة التي ألقاها لعصام ، ترجل من السيارة متجهاً نحو بيت طارِق ، لا يعلم إن كان ما يفعله تحدياً له ، أم أنه يريد أن يفسّر ذاته .. لم يعجبه ما دار بين طارِق و أخته من كلام ، ولا يحب أن يظهر بتلك الصورة الوحشية أمام أي كان ، لا أحد يعلم ما الذي سيحدث بعد طرق الباب ، لكنّه دون تردد ، طَرقه ثلاث طرقات متتالية ، باتَ بإمكانها توقع الطارق ، فقد اعتادت على تِلك النغمة التي تصدر من باب بيتهم المتهالك ، حين يأتي ذلك المتغطرس ليطرقه ، لكنّها في هذه المرة لم تكن غير مبالية كالمعتاد بقدومه ، بل كانت خائفة جداً من التوالي .. اقتربت و هي تدعو الله أن تخيب ظنونها ، قالت : ميـن ؟
يبتسم يحيى ، المشهد ذاته يتكرر ، بنبرة هادئة غريبة عليها يقول : يحيى الغانِم ..
تنفث أنفاساً قوية ، تعدل حجابها و تفتح ، تقول بعجلة : طارِق مو موجود ..
يُميل رأسه و يقول : ننتظره ..
بنبرة الرجاء : و اللي يخليك روح من هنا قبل لا يجي أخوي !
يحيى بسخرية : اوف اوف شهد تترجى ! من متى !
رفعت نظرها إليه بحدة : من وين عرفت اسمي ؟
أرسل ابتسامة مستفزة ، تلاحظ كدمة حمراء تميل إلى اللون البنفسجي ، تبتسم بسخرية : سبحان الله ربّك ما يضيع حق أحد ..
يعقد حاجبيه و لم يفهم مقصدها ، أردفت : امشي من هنا ، نصيحة ..
جاءت لتغلق الباب ، استبقها بوضع قدمه ليبقي الباب مفتوحاً ، نظرت إليه بحقد : وش بيصير إذا ما مشيت ؟
تَركت الباب ، كتفت يديها : والله طارِق لو شافك هِنا بيكوفنك ، و أتوقع سمعت وش قال ..
يحيى : عشان كِذا أنا جيت ، أنا ماني شخص ما يخاف ربنا مثل ما قلتوا ..
شهد : و أنا ما يهمني و مابي أخوي يشوفَك لأني خايفة على أخوي مو عليك !
أغلقت الباب بغضب ، أطبق عينيه بملل ، ماذا أفعل هنا ؟ لا أعرف ، إنني أرتبط بقضية ارتباطاً أشعر أن مكانه القَلب ، قَلبي هو من يقودني ، و إنه كان شرساً طوال تِلك المدّة ، لكنني تعلمت أن لا أترك فيه مجالاً للعاطفة ، لا أعلم لِم أنا مهتم إلى تِلك الدرجة بنظرة طارِق عني ، ربما لأنني لست كما يرونني ، و لِم أنا مهتم بدقة الصورة التي يتخذونها عني ؟ ربما لأنني لم أعرف إن كانوا محقين ، لا أعلم يا الله ، هل كانوا محقين حين قالوا أنني لا أخشاك ؟ أيعقل أن أكون هكذا ؟ تنهّد بقوة ، ربما كانت تِلك اللكمة من عِصام هي ما توقظه ، لكنه إلى تِلك اللحظة لم يعرف بعد ، سبب اهتمامه بنظرة طارِق له ، أهناك صوت في داخله يخبره أنه قد ظلمه ؟

،,


تجلِس على الرصيف المُقابِل لكليتها ، واضعة نظاراتها الشمسية فوق عينيها ، تنظر بملل إلى المارّة ، تحاول أن تتعرف على صاحِب الاتصال ، تأخر عن موعده ، و لم مستغربة من تأخره كأنها تعرفه بدقة مواعيده و هي تراه للمرة الأولى ، قفز أمامها شاب يرتدي بدلة رياضية ، كأنه يعرفها تماماً ، يقول بلكنته الإيطالية : هل تأخرت عليكِ ؟
رَفعت النظارات عن عينيها ، و هي تعقِد حاجبيها تساءلت : من أنت ؟
ابتسَم : صاحِب الاتصال ، ألم تأتِ لتقابليني ؟
تجاهلت كلامه ، و عادت للتحديق في المارّة بتوتر واضح ، أردف : قبولك لدعوتي يعني أن ما سمعته كان صحيحاً ،
حَسناء دون أن تنظر إليه : و ماذا سمعت ؟
أجاب : قدرتك الهائلة على إستحضار كأس البطولة للفريق الذي تريدين ..
ابتسمت بسخرية دون أن ترد ، أكمل كلامه : نحن بحاجة لكِ .. بحاجة إلى تِلك المنشطات ..
رمقته بطرف عينِها : من أين أتيت بتلك الخرافات ؟ أي منشطات تتحدث عنها ؟
: أخبرني صديق لي ، لا تقلقي سيكون الأمر سراً بيننا ..
أرسلت ابتسامة ذات مغزى : من هو ذلك الصديق ؟ لا بد أنني أعرفه ..
: أنتِ حذرة بشكل مبالغ فيه ، لا داعي للقلق ، قلت أن الأمر سيكون سراً ..
حسناء : أعطني سبباً يجعلني أثِق برجل أراه لأول مرة في حياتي !
: و ما السبب كي لا تثقي برجل ترينه لأول مرة ؟ الحياة دائماً بحاجة إلى الفرص ، لا يمكنك أن تسيئي الظن بأحدهم لمجرد عدم معرفتك به !
أخذت نفساً عميقاً و هي تفتش في جوالها ، قالت بعد تفكير و هي تمد الكلام : أنت مُـحِق ، يـبـدو أنَـك تستحق فرصة ما ..
ابتسم براحة ، التفتت إليه : تعرِف جيداً أن أموراً كتِلك لا يمكن أن تحل بين أسوار الجامعة ..
: أين سنلتقي إذن ؟ لا مانع لدي !
حسناء و هي تنهض عن الرصيف ، تنفض الغبار عن بنطالها بكفيها : سأرسل لك العنوان و التوقيت ، ولا تنسى تجهيز الثمن ..
ابتسم : كل شيء سيكون جاهزاً ، صدقيني إن فزنا هذه المرة سأهديك مكافأة جيدة ..
بادلته الابتسامة ، تركته و مضت ..


،,

فَتحت عينيها ببطء ، بالكاد تذكر ما حدث في الأمس ، كان أشبه بكابوس ، أو حلم طويل ، لكنّها تأكدت من واقعيته حين رأت بياض الجدران حولها ، جهاز مراقبة القلب إلى جانبها ، يستقر المغذي في كفّها الهزيلة ، رفعت رأسها بإنهاك ، الرؤية غير واضحة تماماً لها ، فتاة نحيلة تختبئ في عباءة سوداء تجلِس أمامها تتصفح جوالها بلا مبالاة ، هل سافر فهد مجدداً ؟ ذلك السؤال تراود إلى ذهنها حين رأت تِلك المرافقة تطل مجدداً في حياتِها .. رفعت ياسمين رأسها ، لتقول بهدوء : صح النوم خالة ، نمتِ كويس ؟
تجاهلت سؤالها : وين فهـد ؟
دفعت كرسيها إلى الأمام لتقترب منها : فهد اتصل و طلب مني أظل معاكِ ، قال إنه مشغول اليوم ..
ارتخى رأسها فوق وسادتها البيضاء ، خيبة أمل ارتسمت على ملامحها ، تتمتم بينها و بين نفسها : مشغول ؟ أتفعل الأموال ما فعلت بك يا طِفلي الذي لم تبتعد عن حضني يوماً واحداً ؟ وحيدة و جدراني في هذه الغرفة الباردة ، هل سأموت وحيدة يا فهـدي ؟
دخل الطبيب بعد أن طرق الباب ، بابتسامة قال : لا ما شاء الله واضِح إنك أحسن اليوم ..
تعلقت عيناها بباب الغرفة الخشبي دون أن ترد ، شعر بسوء حالها ، وجّه كلامه لياسمين : حضرتِك بنتها ؟
ياسمين و هي تقف : لا أنا مرافقتها ، شلون وضعها دكتور ؟
تنهّد الطبيب و قد فهم سبب بؤس تِلك السيدة ، ابتسم بارتباك : ان شاء الله ما فيها شي ، شوية إرهاق ، ما عليكِ شر يا أمـي ..
تناثرت دمعاتها بعشوائية على وجنتيها ، أصبحتِ مثيرة للشفقة يا جواهر ، يقول الغَريب لكِ أُمي ، لاستشعاره مدى فقدانِك لتلك الكلمة ، إنني أفقِد نفسي يا وَلدي ، فهل ستجلبها لي بمالِك ؟ لم أقتنع يوماً أن السعادة قد تنفصل عن المال و الثّراء ، لكنني و إن كنت أملِك مال الدنيا كلها ، أشعر أنني فقيرة ، معدَمة أكثر من أي وقت مضى ، معدمة الأمومة ، معدَمة الحب ، و الدفء .. شعرت ياسمين أن الطبيب لم يقل كل شيء لديه ، خَرجت خلفه ، نادته بهدوء : دكتور ..
التفت إليها ، قالت : شلون وضع المريضة ؟ في شي ؟
أخذ شهيقاً قوياً و هو يرغب في لكم ذلك الرجل على وجهه : لازم ولدها يكون موجود عشان نبلغه ..
ياسمين بقلق مُفتَعل : تبلغوه بشنو ؟ اهوة صراحة دائماً مشغول عشان كذا أنا معاها و أنا دائمأ أبلغه بأي طارئ ..
الطبيب : المريضة عندها فَشل كلوي ، بمرحلته الأولى ، و لازم يكون موجود عشان إجراءات العِلاج ..
طقطقت أصابعها بتوتر : ممم طيب ممكن نخليها لبكرا هِنا عبال ما يتفرغ ولدها ؟
ينظر إليها بتعجب : بتنتظري إلين يتفرّغ ؟ هذا فَشَل كَلوي ، عارفة وش يعني ؟ يعني ممكن نخسر المريضة بأي لحظة !
هزّت رأسها بتوتر و هي تفتح جوالها : طيب الحين بكلمه إن شاء الله ..
رمقها بنظرة غير مفهومة ، مضى في طريقه ، راقبته حتى غاب عن عينيها ، ضغطت على اسم سُلطان ، بعد دقائق : سُلطان .. أنا في المستشفى ..
سُلطان ببرود : وش أسويلك ؟
ياسمين بهمس : الطبيب كان هِنا و قال إن أم فهد عندها فشل كلوي ..
يبتلع لقمته من السّمك ، و بنفس البرود : وش أسويلها أعطيها كليتي ؟
ياسمين : اففف ، أقصِد أتصل أبلغ فهد ؟
سُلطان : لا تبلغيه بشيء ، خليه ملهي بـشغله معـانا ، انتِ تصرفي ..
ياسمين : أتصرف بشنو قالوا ولدها لازم يكون موجود ! بعدين فهد لو درى بيموّتنا كلنا !
سُلطان بغضب : ياسـمـيـن ، ماني طفل عشان أخاف من هذا اللي اسمه فهد ، خلاص خليه بكرا يستلم وظيفته و يتثبت فيها بعدين نكلمه في سالفة أمه ..
تتجول ذهاباً و إياباً ، تتحدث بصوت منخفض : طيب وش أسوي الحين ؟
سُلطان : خليكِ معاها ، و بلغيني كل شي أول بأول .. ولا تتصرفي بغباوة و تدقي على فهد !
ياسمين : افرض جـاء بـروحه ، أكيد بيعرف ..
سُلطان بابتسامة : ما شفتِ وجهه خريطة شلون بيروح لأمه بهالحال ؟
ياسمين تبتسم بسخرية ، تقول : والله مَنت قليل .. طيب و أنا بالنسبة لي متى أبدأ شغلي ؟
تسمع صوت الماء يتدفق في حلقه ، يقول بعد أن يشرب : هالحين مو وقته أنا أقول لك متى و شلون ..
ياسمين تهز رأسها : طيب ، خليني أفوت لهالعجوز الحين ، سَلام ..
سُلطان : سَلام يا قمـر ..


،,






يتحرّك بعجز تام و هو ينظر حوله بريبة ، رجلين أمامه ينظران إليه ببرود ساخِر ، غير مباليان بمقاوماته الخاذِلة ، يصرخ و هو ينظر إليهما بغل : اتركوني ، شغلـي مو مـعــاكــم !!


،,



أخذت غرّتها المزعجة إلى الجانب الأيسر من وجهها ، نهضت و ملامح وجهها تنبئ بالنهاية لتقول : ماني متأكدة إذا كنت أبيك أو لا ..


،,

صَفعها على وجهها الناعِم ، صفعة قوية أسقطت جسدها الهزيل أرضاً ، دون أن تدرك السبب خلف غضبه الجامح تجاهها ، انحنى ليأخذ شعرها بيديه ، يشدّه بقوة و هو يصرخ بكلمات تخرج من شفتيه الغاضبتين بارتباك ، لم تكن واضحة لدى أي منهم ..



انتهى


مرة أخرى سامحوني على التأخير ، و إن شاء الله لن يتكرر ..

توقعاتكم و آراءكم ، نلتقي الجمعة القادمة بإذن المولى ..

دمتم بخير ، طِيفْ!

 
 

 

عرض البوم صور طِيفْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:33 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية