لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-19, 11:31 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة منتدى الحوار الجاد


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 70555
المشاركات: 6,526
الجنس أنثى
معدل التقييم: شبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسي
نقاط التقييم: 5004

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شبيهة القمر متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 

السلام عليكم
ياعمري عمرك ياطارق مااحد كلها غيرك..واكيد من تطلع بيستلمك ابوك...
فهد .. انا مثل يحيى مستغربه كره ابو طارق لفهد .. معقوله كان ابوه معروف انه يتاجر بالممنوعات علشان كذا مايبي هالعائلة !!!
حسناء ..الله يكون بعونك كان هذا ابوك ..

طيف ..تسلم يمينك ..بانتظارك بكل شوق

 
 

 

عرض البوم صور شبيهة القمر  
قديم 16-11-19, 08:43 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2019
العضوية: 333413
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيفْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيفْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم
ياعمري عمرك ياطارق مااحد كلها غيرك..واكيد من تطلع بيستلمك ابوك...
فهد .. انا مثل يحيى مستغربه كره ابو طارق لفهد .. معقوله كان ابوه معروف انه يتاجر بالممنوعات علشان كذا مايبي هالعائلة !!!
حسناء ..الله يكون بعونك كان هذا ابوك ..

طيف ..تسلم يمينك ..بانتظارك بكل شوق

أهلاً و سهلاً بشبيهة القمر الجميلة ،،
ربي يسعدِك على تواجدك اللطيف و تعليقك الجميل ،

أنرتِ غلاتي

 
 

 

عرض البوم صور طِيفْ  
قديم 16-11-19, 08:47 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2019
العضوية: 333413
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيفْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيفْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم أدخلني مدخل صِدقٍ ، و أخرجني مخرج صِدقٍ ، و اجعل لي من لدنك سُلطانا .

أصدقاء الرواية ، أتمنى أن لا تلهيكم الرواية عن واجباتكم الدينية و الدنيوية .

في البداية أعتذر على التأخير المفروض البارت ينزل أمس لكن كنت تعبانة والله مع إن البارت جاهز ، نزلته في المنتدى الثاني و نمت من غير لا أحس على نفسي ..

و كمان بقول شي ، مممم التفاعل في هذا المنتدى جداً بطيء ،، أول شي أوجّه شكر لشبيهة القمر المستمرة معي منذ البداية ،، لكن معقول هالقراءات كلها و المشاهدات ما أحد يعلّق ؟
أحب لو أرى نتيجة لتعبي و تسعدني تعليقاتكم حتى لو كانت ناقدة فأنا بحاجة للنقد حتى أطور من أسلوبي ،، أترككم الآن مع روايتنا .. قراءة ممتعة


و في نَشوة العِشق صرنا رمادا ، بِقلم : طِيفْ!

" لـقد كَتمت الهوى حتى تهيمني ،
لا أستطيع لهذا الحبّ كِتمانا . "

*جـَريـرْ

الجزء 7


المُستشفى ، يقِف عابِد بعيداً ، ريـم في الغرفة تشعر بإعياء و تعب ، و القلق يقتلها .. في الخارج ، تحدّث حسناء الطبيب باللغة الإيطالية .. يقول : الوَقت هو أكثر ما ساعَدنا ، لو تأخرتم في المجيء لكنّـا خسرنا الطّفل . لكن هل تعمّدت المريضة إجهاضه ؟
هزّت حسناء رأسها بالنفي : لا ، كانت سعيدة جداً بالحمل ..
الطبيب : لقد أخذنا عيّنة من الدم للتحليل لنرى سبب حدوث النزيف ، هي الآن بخير .. يمكنكِ أن تطمئني ..
ابتسمت حسناء بقلق : شكراً دكتور ..
تركَها و رحل ، تقدّمت حسناء من عابِد و قالت بحدّة : تقدر تروح ، اتركلي السيّارة ، و بلـّغ معلمك إن خطّته فشلت ..
التفتت و تركته خلفها ، تقدّمت و هي تعدّل السكارف على رقبتها ، فتحت الباب و دخلت بهدوء مبتسمة ، رفَعت ريم رأسها بتعب ، قالت بصوت مبحوح : حسناء ، طمنيني !
اقتربت منها ، جلست على الكرسي المقابل للسرير : لا تخافي ، قدرنا ننقذ الجنين ..
ارتخى رأسها على الوسادة براحة ، ابتسامة صغيرة ظهرت و هي تتنفس : الحمدلله ، الحمدلله ! " نظرت إليها بعين دامعة " : ماني عارفة شلون أشكرك لو ما جيتِ في الوقت المناسب مادري وش كان بيصير !
عَبس وجهها و هي تفكّر في أمر ما : أنا سوّيت اللي لازم أسويه ، بس أنا مو فاهمة شلون صار معاكِ كذا ؟
ريم : أنا متأكدة عمر السبب ، الصبح جاء للغرفة و معاه عصير برتقال ، أنا استغربت تغيّره و قلت يمكن ربنا هداه ، و غيّر رأيه .. شربت العصير ، و بعدها شفتي وش صار معاي ..
حَسناء و هي متأكدة تماماً أن والدها وراء الموضوع لكنها لا يمكن إلا أن تدافع عنه : لا تحكمي عليه بهالسرعة ، ممكن شي ثاني سبب النزيف .. على كل حال الدكتور قال لا وصلت النتيجة من المختبر بيعرفوا وش سبب النزيف ..
ريم بحقد : أنا متأكدة من كلامي ، و إذا نتيجة التحليل أكّدت شكوكي ، أنا مستحيل أقعد بالبيت عنده ..
عقدت حسناء حاجبيها : وين بتروحي يعني ؟
ريم : أي مكان ، مادري .. بس مستحيل من اليوم أأمن على نفسي مع واحد مُجرِم ..
حسناء بهدوء : لا تنسي إن اللي قاعدة قدّامك هي بنت زوجك ، و مهما كان ما يهونلي تتكلمي عليه بهالشكل ..
كتمت ريم الكثير من الكلام في جوفها ، نهضت حسناء : على كل الحمدلله ع سلامتكم ، أنا بروح البيت الحين و راح أجيبلك معي ملابس لما أرجع.. تَبين شي ؟
ريـم بلهجة رجاء : مابي عُمـر يدرى بأي مستشفى أنـا !
بسخرية قالت حسناء : تتوقعي عابـِد ما رح يقول له ؟ على كل حال ، لا تخافي أنا مو مطوّلة عليكِ ، و بعدين إنتِ هنا في المستشفى بـأمـان ..
تركتها و خرجت ، سَقطت دمعة على خدّها البارِد و هي تتحسس بطنها براحة يدها ، تمتمت بصوتٍ باكٍ : وش ذنبي أعيش بخوف عليك من قبل لا أشوفك ، وش ذنبك تطلع لدنيا أبوك رفضك فيها !


سَحب السيجارة من فمه بغضب : إنت مجنون ؟ ليش تسوّي كذا ؟
استمر يهز قدمه بتوتر و هو يرمق عزيز بنظرات غاضبة ، مدّ يده لعلبة السجائر ليتناول أخرى ، كانت يد عزيز أسرع الذي أخذ العلبة و أخفاها خلف ظهره : وش قاعِد تسوّي ؟
يحيى بتحذير : عـزيـز الزم حدّك ، هات العلبة و اطلع مالك علاقة فيني !
أصرّ عزيز على موقفه : لا والله ماني طالع ، إذا منت خايف على نفسك قدّر إن في ناس تشتغل معاك و تتضايق من ريحته !
يحيى : أنا ما أدخن هنا أيام الداوم هالحين ما في غيرك !
عزيز و ابتسامة جانبية : والله ؟ يعني أنا مو بني آدم ؟
تنهّد يحيى و أبعد نظراته عن عزيز محاولاً أن يضبط أعصابه عنه ، أخذ عزيز كرسياً و جلس و لا زال محتفظاً بعلبة السجائر : أبوك يدرى إنّك تدخّن ؟
رفَـع يحيى حاجبه الأيسـر ، اكتفى بالصمت ، تابَع عزيز : وش بيسوّي لا عرف ؟
يحيى : ما بيسوي شي ، بعدين أسلوب الأطفال هذا مو معاي أصغر عيالَك أنا تهددني بأبـوي ؟
عزيز بضحكة : ههههههههه ، بس إحساسي يقول إنه أسلوب الأطفال هذا جاب نتيجة ..
أخذ شهيقاً و أطلق بعده زفيراً سريعاً : عـزيز ، لا تخليني أعصّب و بعدين تقول ليش عصّبت و تقعد تحرد مثل قبل شوي !
عزيز بتعجب : والله إنت للحين ما عصّبت ؟ كل هذا و ما عصّبت ، والله عندي فضول أشوف وش بتسوي و إنت معصب !
يحيى و قد عاد لنوبة الغضب مجدداً : عـزيز ، لا تجبرني أزعلك ..
وقف عزيز و هو يلقي علبة السجائر على الطاولة : لا توثق مرة إنك قادر تزعلني ، تفضل دخّانك ، و يا ليت تدخن برا لأن التدخين هِنا ممنـوع ،،
يحيى : ممكن أفهم إنت ليه متضامن لهالدرجة مع هذا اللي اسمه طارِق ؟
عزيز بجدية : لأن تصرفه كان متوقّع ، من رجال ما يعرف شي بجهاز الأمن ، متوقّع إنه ما يأذي صديقه ، أنا و إنت عارفين إنه لو تجسس عليه و عرف منه معلومات كان ممكن يفيده لو هوة متورط في شي فعلاً ، بس اهوة ما يعرف ، ما عنده إلمام بأمور التحقيق ، و لا عنده فكرة عن أهمية هالشي و اهوة على باله إننا بنأذي فهد ماهو مقتنع إننا بنساعده ،، فليش نلومـه ؟
يحيى بسخرية : هالحين يعني إنت صاحِب الخبرة و الإلمام بجهاز الأمـن ؟
صمت لثانية ، ثم أجاب : دام إن مستوى الحديث بيكون كذا ، أفضّل إني ما أتكلم ، و يا ليت تكون قانوني بالتعامل مع طارِق ، و غيره ، لأني ما راح أسكت لو شفتك تستخدم وظيفتك بطريقة غلط .. و تأكـّد يا يحيى إني قادِر أكسِر غرورَك و إنت عارِف أنا وش أقدر أسوي و حدود صلاحيّاتي بهالمكان ، بس أنا رجل أمن ، و مستحيل أستخدم وظيفتي أو حتى واسطتي بطريقة غلط ،،
يحيى بامتعاض و هو يرفع حاجبيه : تهديد يعني ؟
عزيز بلامبالاة : اعتبره مثل ما تبي ، المهم إنّك تقدّر شلون تتعامل مع الموقوفين ، مهمّتنا نحافظ على أمن الناس ، مو نخوّفهم .. حتى لو كانوا بنظرك مسويين شي غلط ..
يصفق يحيى ساخِراً : برافوو ما شاء الله ، محاضرة وطنيّة رائعة .. أنا أقترح تترك الشغل و تتوجه للخِطابة و إلقاء المؤتمرات و المحاضرات ..
رمقه عزيز بنظرة من أعلى رأسه حتى أسفل قدميه ، تناول مفتاحه و جاكيته و خرج ..


،,


لم تصدّق ما سمِعت ، ابتسمت بفرحة ، بينما كان الجميع الآخر ينظر بتعجب إلى غَسّان ، يعقوب بهدوء قال و هو يمضغ اللقمة : مرفوض ..
بخيبة أعادت سارة نظراتها إلى الأرض و بدأت تلعب في الطعام بملعقتها ، الخيبة ذاتها ظهرت على وجه والدتها ، قال غسّان لأمه : يمه إنتِ وش رأيك ؟
كانت لتتكلم ، قاطعها يعقوب قبل أن تتفوه بكلمة بحدة : أنا قِلت مرفوض يعني مرفوض .. شتبي برأي أمّك ؟
غَسّان : يبه ليش ؟ أنا وش بسوي غلط ؟ سَارة عمرها 26 سنة و أنا أبي أغيّرلها جو ، كافي إنها ما كمّلت تعليمها و ...
رفع يعقوب حاجبيه ، و بابتسامة ساخرة : والله ؟ مو ناقِص إلا تعلّمها علي بعد !
غسّـان بنبرة رجاء : يبه الله يخليك ، لا ترفض ، أنا باخذها روما عشان تغيّر جو ، و تتسلى ، و يمكن تشوف طبيب تغذية و حميات .. مو لازم تظل في غرفتها محبوسة كِذا !
تسللّت يد يُسرى الناعمة لتلمس كفّه بهدوء : حبيبي ، وافِق .. خليها تغيّر جو مع أخوها ..
رهف بغيرة تنظر إلى سارة : و أنا بعد أبغى أروح ، ليش سارة تسافر و أنا أظل !
جُمانة بحدة : رهـفف ! و بعدين إنتِ عندك دراسة شلون بتروحي يعني !
تنهّد يعقوب ، نهض عن الطاولة و قال : سووا اللي تبونه ..
أدار ظهره و صعد إلى الأعلى ، التفت غسّان مبتسماً إلى سارة ، بحماس قالت : يـــسس
تِلك الفرحة لم يعهد أن يراها في عيني سارة أبداً ، ملامحها كانت دائماً خالية التعابير ، لم يكن يبدو عليها حزن أو فرح ، غضب أو رِضا ، ابتسم لاستطاعته في رسم ابتسامة صغيرة على وجهها الذي اعتاد العبوس ، اقتربت منه ، طوّقت رقبته بذراعيها ، قبّلت خدّه و قالت بحب : ربي ما يحرمني منّـك ..
تخللت يده في شعرها مبتسماً ، تساءلت : متى بنسافر ؟
غسّان بضحكة : ههههههه مستعجلة ، لسا إجازتي باقي عليها أسبوعين ، كمان أكون لحقّت أخلّص أوراقك و أجهزها ..
الحماس ذاته لا يترك نبرة صوتِها : ونـااسسة ، لازم أبدأ أجهّز نفسي من اليووم ..
تركتهم و صعدت بفرحة لم يرونها بها منذ زمن طويل ، بامتنان نظرت إليه والدته : ربي يرضى عنّك و يسعدك مثل ما أسعدت هالبنت ..
اختفت ابتسامة غسّان : يمه هذي أختي ، و على طول كنّا مقصرين معاها و ظالمينها ، أنا في الغربة عرفت معنى الأخت و الأهـل ، عشان كِذا أبغى أعوّضها عن كل شي ..
ابتسمت جمانة و قالت ممازحة : ترى أنا بعد أختك ..
غسّان : هههههههههه طيب تآمرين وين حابة تروحي في الإجازة ؟
جُمـانة تفكّر : مممممممم ، الهِند ؟
عقد حاجبيه : اوف الهند مرة وحدة ! طيب خليكِ قريبة في أوروبا عالأقل !
يُسرى : هذي تبي تروح تشوف الممثلين الهنود اللي تحبهم ..
غسان ينظر إليها : يا رب تكبري !

،,

وقفت أمام باب غرفته متوترة ، أمسكت مقبض الباب بيد مرتجفة ، من جهة تشعر بالمسؤولية تجاه علاقة أخيها بزوجته ، و من جهة أخرى لا تريد أن تترك مجالاً ليسألها أكثر عن سبب ما حصل بينها و بين زوجها ، نسيت حزنها ، من المفترض اليوم أن ترتدي فستانها الأبيض ، أن تُمسِك بيد رَجُلِها الذي اختارته ، لتمشي بين الناس بابتسامتها الخجولة ، و هو بهيبته الشّرقية السمراء ، لكنّ ما حدث كان العكس ، اختبأت في عقر غرفتها ، عينان تخجلان من نظرات الناس و تساؤلاتهم ، شَـوق يجرّها إلى إيذاء قلبها العاصي عن النسيان ، إنني بارّة جداً في حبّك يا إبراهيم ، و عاقّة جداً في نَفسي ، أنا التي عشت بلا قلب ، سَلبت قلبك و أخفيته بداخلي ، بدأت أحيا على نبضاته و أُشرِق ، ليتك تعلم أنني إذا ما سمعت قلبي ينبض ، سمعت اسمك كالنغم يتراقص من أوتار عود ، يعزفه طالب هش ، لا يعرف في الحب إلا معزوفة الصمت ، و عيناك.
أخذت نفساً عميقاً قبل أن تطرق الباب ثلاث مرات متتاليات ، سمِعت صوته الناعس : ادخـل .
فتحت الباب بهدوء ، سليمان مستلقٍ على سريره و عيناه متعلقتين في السّقف ، ترسم ابتسامة مزيفة على وجهها : فاضي نتكلّـم ؟
نَظر إليها ، نهض و اعتدل بجلسته و هو يعرِف سبب قدومها : أكيد ..
دخلت جيهان ، جَلست أمامه و قالت : شلونَك اليوم ؟
تنهّد : الحمدلله ، و إنتِ ؟
ابتسمت ، فضّلت عدم الرد لأنها حتماً ستكذِب لو قالت أنها بخير : شلـونها عـروب ؟
ألقى نظرة و التزم الصمت ، أردفت : ليش قاعِد تسوي معاها كِذا ؟ أنا و إبراهيم تكلّمنا و تفاهمنا إننا اثنيننا حابين نأجل الزواج ، إنت و عَروب ليش تتأثروا بقرارنا ؟
سُليمان : قلت لك إن هذا النوع من الزواجات ما أحبه ، يجيب مشاكِل ، أنا ماقدر أتجاهل إذا إبراهيم زعّلك أو أذاكِ ،
جيهان : طيب لو إبراهيم ضربني ، وش بتسوي ؟ الرجّال وش مفروض يسوّي بهالحالة ؟ تضرب أخته ؟ أو تواجهه و تدافع عن أختك ؟
أرخى نظراته و التزم الصمت ، جيهان : قبل كل شي أأكدلك إن قرار التأجيل ما أخذه إبراهيم بروحه ، اهوة عرض علي الموضوع و أنا فكّرت و وافقت ، مثل أي ثنين مخطوبين ، أخذنا القرار بالتفاهم و برضى الطرفين ، و لـو إنت شايف إن إبراهيم غلط في حقي ، و شايف إن التأجيل كان غَلط ، المفروض إنّـك ما تسوّيه ، ليش تسويـه مع عروب ؟ اهية وش ذنبها تحاسبها ؟
سُليمان بخفوت : لأن الحياة ماهي عادلة ، و دائماً في شخص بريء بيدفع الثّمن ..
جيهان بحدّة : هذا ماهو كلام ، الحياة ماهي عادلة ، يعني نكون ظالمين ؟ إنت عارف إن ربنا ممكن يغفرلك أي ذنب ، بس ما يغفرلك حقوق الناس و ظلمهم ؟
مدّت يدها ، تحسست ركبته : حبيبي ، إذا لي خاطِر عندك ، لا تظلم عَروب ، لا تظلمها ، و دائماً خلي ربـنا بينَك و بينها ولا تعاملها إلا بما يرضيه .. و ما عَليك من غيرك لو شايفه ظالِم ، اتركه لربه يحاسبه ، اتفقنا ؟
تنهّد : إن شاء الله ..
جيهان بابتسامة : عروب ما قالت لأحد عن تأجيل الزواج ، بس أنا قالتلي ، اليوم أبغاك مصلّح كل شي ، و نبي نفرح فيكم بنفس التاريخ المحدد .. اتفقنا ؟
سُليمان بهدوء : إن شاء الله ..
نهضت عن السرير ، أرسلت ابتسامة ، و خرجت ..

،,

ارتشف القليل من فنجان قهوته الساخن ، وسط الأجواء المتوترة بينه و بين سُلطان الذي يرمقه بنظرات حادّة ، مرر لسانه على شفتيه ثم وَضع سيجارة في فمه ، أشعلها و بدأ الدخان ينتشر في الغرفة الضيقة المُظلِمة ، نفث دخانه : كلّمت معلّمك بموضوعنا ؟
سُلطان بجمود : أي موضوع ؟
ظهرت ابتسامة جانبية على وجهه : إنتَ عارِف أي موضوع ، و ترى ما أحب اللي يسوي نفسه غَشيم ،
يستنِد سُلطان إلى ظهر كرسيه الدوّار ، يقول بهدوء : ملاحظ إنك قَليل حيا و ما تحترم اللي أكبر منّك ؟
بنفس ابتسامته : هذا مو موضوعنا هالحين ، اخلص و قول ، عندي موضوع ثاني ..
سُلطان : وش هو ؟
أخذ نفساً عميقاً من سيجارته ، أطلَق دخانها : قول لي وش صار بموضوعنا الأول ، بعدين نتكلم بموضوعنا الثاني ..
سُلطان بملل : كلّمته ، و وافق ، مبسوط الحين ؟
ابتسم مجدداً : ممتااز ، " اقترب من منفضة السجائر ، أطفأ سيجارته ، أخذ رشفة من الماء ثم أردف " : هالحين موضوعنا الثاني ، وِلدَك يحيى ..
سُلطان بشيء من الغضب : لا حول ولا قوّة إلا بالله ! لا يكون عَبالك إنك بتلوي ذراعي بسالفة ولدي ؟
فهد بلهجة مستفِزّة : إني ألوي ذراعك بولدك هالموضوع متفقين عليه و منتهيين منه ، اللي بقوله شي ثاني ..
أطلق نظرات حاقدة ، أردف فهد : ولدك معتقل صديقي طارِق ، لأنه حاول يخليه يتجسس علي و طارِق رفض و اهوة الحين مسجون عندهم بالمركز ..
سُلطان : و المطلوب ؟
نهض فهد و بلهجة الأمر : اليوم طارِق بيرد بيته ، تصرّف قبل لا أنا أتصرّف ..
ضرب الطاولة بكفه ، نهض و قال بنبرة غضب : تهديداتك هذي راح تبطّلها و لا تخليني أطلّع وجهي الثاني معاك !
فهد متجاهلاً تهديداته : و يا ليت بطريقك تقول لولدك يلتهي بحل جريمة أبوي ، و يبعد عني .. يبـعـد عنّي ..
سُلطان : شوف يا فهد والله ثم والله بخفيك عن وجه الأرض أخلي الذبان الأزرق ما يعرف لك طريق ، احترم نفسك !
فهد : والله يا سُلطان أنا كانت نيتي معاكم طيبة ، كل اللي كنت أبيه إني أخلّص ديون أبوي و أحسّن وضعي و وضع والدتي ، إنتوا اللي حفرتولي ، و إنتوا اللي حاولتوا توقعوني ، و اللعب معاي عليه ضريبة ..
سلطان : نبي مصلحتك ..
ابتسم بسخرية ، توجه نحو الباب و هو يقول : طارِق اليوم بيكون في بيته ..
خرج تاركاً سُلطان خلفه ينظر إليه بغضب ، تمتم سُلطان بينه و بين نفسه : بَسيطة يا وِلد مشعل ، ما راح تكون أصعب من أبوك ،،

،,

تأمّلته و هو يُسرّح شعره حالك السواد ، ينظر إلى عينيها الخجولتين من المرآة و يبتسم حتى يظهر صف أسنانه ، وضع المِشط جانباً و التفت إليها ، اقتربت منه ، مدّت يدها لتداعب قميصه الرمادي و تقول بخجل دون أن تنظر إليه : ضروري اليوم تروح ؟ حتى في الاجازات ما أشوفَك !
أَخذ يدها ، قبّلها و قال : مالي خِلق أروح و أخليكِ ، بس ضروري أمر الشغل ،،
توتّرت نظراتها ، تنهّد عِصام : حبيبتي ، ليه أحسّك على طول على أعصابِك ؟
مَريم تترك يده ، تبدأ بفرك يديها ، تعطيه ظهرها : ماني متوترة بسس ..
احتضنها من الخلف و هو يغلق ذراعيه حول خصرِها ، أسند ذقنه إلى كتفها : كل هذا عشان أمي سألتك أمس ؟
بهدوء قالت : وش بقول لها لو سألتني الحين ؟ ماقدر أكذب يا عصام ما تعوّدت أكذب ..
ضحِك بخفة و لا زال على وضعيته واقفاً خلفها : ههههههههههه ، منو قالك تكذبي ؟ حبيبتي قولي ربنا ما أراد و خلاص ، فيها كذب لو قلتِ كذا ؟
التفتت إليه و هي تنظر بدهشة : عــصــاام ! شلون خطرت على بالَك هذي ؟ والله مَنت قليل ! صحيح ، لو قلت ربنا ما أراد للحين ما فيها كذب ! يا خوفي تكون قاعِد تسوي معاي نفس الشي و تخبي عني شغلات بس !!
ضحِك بصخب : هههههههههههههههههههه لا تخافي ما أستخدم ذكائي معاكِ مخليه للتحقيق ..
بدأت تتحدث بعفويتها التي غابت لفترة عنه : تدري أمس من الارتباك عضيت شفتي و نزل منها الدم ..
عَقد حاجبيه : صِدق ؟ أشوف ، " مد إبهامه و هو يرفع شفتها العلوية ليظهر تورماً أحمراً ، عَقدت حاجبيها معبّرة عن ألمها ، اقترب من مكان ألمها ، طبع قُبلة رقيقة فاجأتها ، أغمضت عينيها بخجل ، ابتعد عنها مبتسماً " : سَلامتِك حبيبتي ..
ضغطت بيدها على قميصه قبل أن يبتعد : راح تتأخر ؟
رفَع حاجبيه بـ " لا " ، و ابتسامة ذات مغزى على شفتيه ، بخجل قالت : أنتظرك ..
وقف عند الباب ، أرسل لها قُبلة في الهواء قبل خروجه ، توّرد خديها خجلاً ، أنعود في الحب مراهقين يا حبيبي بعد أن أضنانا الزمن و أتعبنا الحِرمان ؟


،,


بعد عدّة ساعات ، روما ،
نزلت الدرج و هي تحمل حقيبة صغيرة في يدها ، وصلت إلى نهاية الدرج ، وقف والدها أمامها ينظر إليها بطريقة غير مفهومة ، تساءلت : وش فيك يبه ؟
عُمر بهدوء : وين رايحة ؟
تنهّدت ، ثم أجابت : رايحة عند ريـم ، عالمستشفى ..
عمر : وش صار معاها ؟ أجهضت ؟
ابتسمت بشماتة : ما قال لك عابِد ؟ الطفل أنقذناه و صحته كويسة ، لا تخاف ..
عقد حاجبيه : شلون ؟ أقصِد شلونها الحين يعني كويسة ؟
حسناء بجدية : يبه لا تسوّي نفسك مو عارف شي ، أنا و ريم عارفين إنك مدري وش حاطط لها في العصير ، و الحين التحاليل راح تأكد هالشي ..
أرخى نظراته بتفكير ، أردفت حسناء : كنت عارفة إنك أبو قاسي ، بس ما توقّعت إنك ممكن تذبح وِلدك اللي من لحمك و دمّك !
ابتعد عنها و جلس على الأريكة : تعبت عشان أسوي منّك بنت قوية و قادرة تدافع عن نفسها ، و أنا الحين ما عندي نفس القوة عشان أسوي هالشي مرة ثانية ..
تركت الحقيبة أرضاً ، توجهت نحوه ، جلست على ركبتيها أمامه : منت مضطر لهالشي مرة ثانية ، أنا موجودة ، اترك الطفل اللي جاي يعيش حياته بشكل طبيعي ، مو ضروري كل أولادك تحوّلهم لأشخاص ثانيين عشان مصلحتك !
عمر بحدة : لا تعزفيلي على نفس الوتر ! أنا سويت كل شي لمصلحتك مو لمصلحتي أنا !
ابتسمت بسخرية : واضِح جداً ،، يبـه أنا عارفة سبب وجودي بحياتك ، و عارفة مكانتي عندك ، عشان كِذا خلاص ماله داعي نمثّل على بعض !
صَفَعها على وجهها صفعة لم تكن تتوقعها ، أسقطتها أرضاً ، قال بغضب : إنتِ صايرة قليلة تربية !
تجمّد الدمع في عينيها اللتان تزدادان خُضرة في كل مرة تجتمع الدموع فيهما ، تذكرانه أكثر بزوجته الخائنة ، يظنها أمامه فيرسل إليها نظراته الحاقِدة ، تنهض حسناء عن الأرض ، و بقوّة الذكورة التي اختلقها والدها في داخلها ، تكتِم دمعها الذي تظن أنه قد يَعيبها سقوطه ، تلتزم الصّمت و هي تعرف أن لا فائدة من اللوم و الكلام ، و لا تستطيع أن تحقِد عليه أو تكرهه ، فالأولى بتِلك الكراهية هي أمّها ، تقدمت لتحمل الحقيبة و تخرج دون كَلام ، أخرج جوّاله و هو يلهث غضباً ، كَتب الرسالة ذاتها بالإيطالية ، التي يكتبها منذ سَنوات إلى نفس الرّقم ، ثم يمحوها ولا يجرؤ على إرسالِها : أكرهك ، و أكره كلّ ما يخصّك ، و أكره كل أخضر أراه ، أكثر ما عشقته فيكِ هو خضرة عينيكِ ، و أول ما خانني فيكِ ، عيناكِ ..
خَرج من قائمة الرسائل قبل إرسالِها ، ليس قادراً على ذلك ، يشعر دوماً أنه يرغب بالاحتفاظ بخيطٍ رفيع للعودة ، رغم أنه أيقن أن عودتها شبه مستحيلة ، لكن لا زال أمله ينمو في أن تعود يوماً ، لا ليعشقها مجدداً ، بل لأجل الانتقام فقط !


يُتـبَـع ...

 
 

 

عرض البوم صور طِيفْ  
قديم 16-11-19, 08:48 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2019
العضوية: 333413
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيفْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيفْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 

،,

تقِف خلف المجلى تُشطّف الصحون بالماء ، شاردة في مكان آخر ، اقتربت منها عبير و هي تحمل الملاعق و تضعهم داخل المجلى ، تقول بهمس : حظّك من السما .. إنتِ دخلتي و بعد دقيقتين أبوي دخل ..
لم تكترث بكلامها ، استمرت في غسل المواعين و هي تفكّر في ملامح فهد و حسرتها لبعده عنهم ، لم تعد قادرة على أن تراه في كل صباح ، أردفت عبير بنفس الهمس : بس أبعرف وين كنتِ ؟
شهد : أحاول أحل مشكلة طارق اللي أبوكِ مو سائل عنّه ، أمّك المسكينة ما نامت الليل من قلقها ..
جحظت عيني عبير : رحتِ مركِز الأمــن ؟!
تجعّد جبينها و عقدت حاجبيها بتقزز من ذِكر اسم المركز : لاا طبعاً ، " هَمست بابتسامة " : رحت لفهـد ..
شهقت بصوت تحاول أن تكتمه : اهــئ !! شلــون و ويـن وش سويتوا ؟
ضربتها بخفة على كفّها : و صمخ وش بنسوي يعني ، قلتله عن مشكلة طارِق عشان يساعدنا ..
تكتفت و تساءلت بسخرية : فهـد يسـاعدنا ؟ من ويـن يقدر يساعدنا و اهو حاله أسوأ من حالنا !
ظهرت ابتسامة جانبية على وجهها : هه ، حبيبتي فهد اللي تعرفيه زمان ماهو فهد نفسه حق اليوم ، تغيّر مرة ، عنده بيت ، و سيارة ، و فلوس ، و أكيد واسطة ..
عبير : و من وين كل هالشي ؟
تنهدت شهد : مادري ، كل اللي أعرفه إنه صار بدنيا غير الدنيا اللي كان فيها ،،
عبير : طيب ما قالك شي عنكم ؟
شهد : عنا ؟ وش قصدِك ؟
عبير بابتسامة تحاول اخفاؤها : يعني وش آخرة هالنظرات من بعيد لبعيد ، وش آخرة هالحب العذري هذا !
شهد بخجل : بس يا بنت وش هالكلام الماصِخ ! بعدين أقولك رحت أكلمه بخصوص طارِق و يا دوب كلمتين عالباب ، جاية تقوليلي حب و ما حب ..
عبير : صدقتِ ، عجبتيني لأن اهو لازم يفتح معاكِ الموضوع مو إنتِ ، هذولا الرياجيل لا شافوا وحدة تحبهم يتكبروا عليها حتى لو كانوا يحبونها ..
شهد ترفع حاجباً : ما شاء الله ، من وين عندك هالخبرة آنسة عبير ؟
عَبير : من الروايات اللي أقراها كونه ما في تلفزيون نشوف مسلسلات ..
قاطعهم صوت رنة قصير لرسالة نصية وصلت على هاتف شهد ، التي ارتبكت و نشّفت يديها في بنطالها بعجلة ، أخرجت الجوال من جيبها و همست : عبير وقفي عند الباب إذا أبوي جاء قوليلي ..
عبير : أبوي مو هِنا ما سمعتيه لما قال إنه رايح يشوف جارنا بـو خالد ؟
صمتت و هي تقرأ رسالة فهد بابتسامة ، عبير : اللي ماخذ عقلك يتهنـى !!
شهد : هسسس ، " تابعت قراءة رسالته " :
" شهد ، عساكِ بخير ، أبغاكِ تكوني متطمنة ، طارِق اليوم أو بكرا بيكون بينكم ، أنا تصرّفت و بإذن الله ما رح يتأخر أكثر من كِذا ، انتبهي على نفسِك "
بدأت تضغط على أزرار جوالها و تكتب رداً ترسله بسرعة :
" مشكور ماني عارفة شلون أتشكرك ، و أعذرني من لهفتي على أخوي نسيت أقول لك الحمدلله عالسلامة ، و يا ليت تسلملي على خالتي جواهر و تعتذر منها عني إني ما قدرت أدخل أسلّم عليها ، "
جاءها الرد سريعاً و مربكاً :
" ربي يسلّمك و يسعدِك ، لا تخافي عَمـتـِك جواهـر تحبّك و ما راح تزعل منّك "
اتسعت ابتسامتها و هي تقرأ تِلك الكلمة ( عمتِك ) ، أيقصِد بها ما أفكر فيه ؟ ألا زِلت تريدني يا فهد كما أريدك أنا بكل خلية في جسدي النحيل ؟
بدأت تختفي ابتسامتها و هي تتذكر حقد والدها على فهد ، و استحالة قبوله به كنسيب لهم ، أطلقت تنهيدة حارة و هي تخفي جوالها في جيبها ، اقتربت عبير : هذا فهد ؟
التزمت الصمت ، فأردفت عبير : انتبهي يا شهد ، والله لو أبوي يدرى إنّك تكلميه بيذبحك و يذبحه ، و طارِق بعد !
شهد مرتبكة : منو قالك إني أكلمه شايفتني أغازله مثلاً ؟ كل الموضوع إنه طمني عن طارِق ، قومي سوي شاي و خذيه لأمي يلا ..
يُطرق الباب في وقت لم يعتادوا فيه زيارة أحد ، تذهب عبير بحركات خفيفة ، تقف خلف الباب و تسأل : مـين ؟
صوته الضّخم من الخارِج : الأمن الجنائي ..
ترفع عبير حاجبيها بخوف و دهشة ، تمشي على أطراف أصابعها بسرعة متجهة إلى المطبخ ، تنظر إليها شهد باستفهام ، فتقول بهمس : هذولا الأمن الجنائي !
تعقِد شهد حاجبيها و هي تتساءل في داخلها عن سبب قدومهم ، تغلق الحنفية ، تنشّف يديها من الماء و ترفع الشال عن كتفها لتغطي به شعرها ، تلتفت إلى عبير : خليكِ عند أمي ، ولا تقولي لها شي ..
اقتربت شهد من الباب ، تغلق أصابع يدها اليُسرى على حجابها من جهة الرقبة كي لا يفلت أمامهم ، و بيدها اليمنى تفتح الباب ، ذلك الطويل ، و عضلات جسده التي تدل على تدريبات قاسية تلقاها منذ زمن ، يعطيها ظهره و يديه في جيوبه ، يقول دون أن يلتفت : بـو طارِق موجود ؟
شهد تقف خلف الباب : خير ان شاء الله وش تبي منه ؟ مو كافي خذيتوا أخوي ؟ وش تبون من أبوي بعد ؟
أطلق زفيراً سريعاً ، التفت : هذا مو شغلك ، أبوكِ موجود أو لا ؟
شهد : لا مو موجود ، و ما أنصحَك تخليه يشوفَك لأنه ما بيعديها لَك على خير إنّك أخذت أخوي ..
رفع حاجبه الأيسر ، تعالت ضحكته ذلك الذي ظنّت شهد أن وجهه لا يعرِف حتى الابتسام ، تساءلت بنرفزة : خير ان شاء الله ضحكنا معاك !
أخذ نفساً ، توقّف عن الضحك بشكل مفاجئ : اللي ضحّكني ثقتك و إنتِ تهددي ،
بدا على وجهها التوتر : أخوي طارِق وينه ؟ و ليش أخذتوه ؟
أخذ يمرر نظراته في الشارع أمامه على المارّة ، قال ببرود : أنا ماني جاي أتكلّم في موضوع أخوكِ ، أنا جاي عَشان أبوك ..
شهد : والله أبوي مو هِنا إذا تبيه تفضل استناه في الشارع لين يجي ، ولا ترجع تدق علينا و تزعجنا ،،
يحيى : اوك ، سوي فنجان قهوة و حطيه عالباب أنا باخذه ..
ترفع شهد حاجبيها مستنكرة : نعم ؟ مو ملاحظ إنّك واثق في نفسك زيادة عن اللزوم ؟
يحيى بابتسامة : ملاحظ طبعاً ،
رمقته بنظرة حاقدة ، أغلقت الباب في وجهه بقوّة و دخلت إلى المطبخ تتمتم بغضب ، ضحِك هو و توجّه نحو سيارته ، عاد ليجلس مراقباً عودة أبو طارِق ..

،,

استند إلى ظهر المكتب وقف متكتفاً و سأل : كل هذا صار من أمس لليوم ؟
هزّ عزيز رأسه ببرود ، أردف عصام : و حضرة جنابه وين راح ؟
عزيز و هو يقرأ مقالاً على شاشة الحاسوب ، دون أن ينظر إليه : مادري ، أنا تركته بعد الظهر و الحين رديت ،، مادري وين راح ..
عِصام بهدوء : والله حلو ، أغيب كم ساعة ألاقيكم قالبين الدنيا !
عَزيز ينظر إليه : المسألة مو مسألة ليش اعتقلنا طارِق ،، طارِق ما نفذ المهمة ، أنا اللي عصبني من يحيى طريقة تعامله معاه ، يعني ماهو هالذنب الكبير ، بعدين طارق من الأساس كان رافض الفِكرة ..
عِصام بنبرة حادّة مرتفعة قليلاً : أساساً بأي حق بتجبروه يشتغل معاكم ؟ هذا ماهو رجل أمن شلون بتكلفوه بمهمة اهوة ما يعرف عنها شي !! و بالإجبار بعد ؟
عزيز : كونه صديق فهد المقرّب ، كان ممكن يكون أكثر واحد بيفيدنا ،،
عِصام يعتدل في وقفته : و انتوا بدال ما تحققوا في مقتل مشعل ، جايين تدورون وراء فهد و سفراته ؟
ارتفعت نبرة عزيز : ما هذا هو السر ، سفرات فهد و تغير وضعه ممكن يوصلنا لأشياء مهمة ! وش نسوي إذا القضية ما فيها ولا خيط يوصلنا للقاتِل ؟
رمقه بنظرة : وش تسوون ؟ شوفوا قضية ثانية امسكوها ، جبتوا واسطة عشان تشتغلوا بقضية أساساً ميؤوس منها ! ولا بس مضيعة وقت ؟
عزيز : إنت شايفنا نضيع وقت ؟
عِصام : طبعاً تضييع وقت ! المجرم قاعِد يسرح و يمرح و مبسوط ، و إنتوا لاحقين لي فهد و طارق و بو طارق و مدري منو ! وش هالكلام الفارغ ! ناقصنا عيال يشتغلوا معانا !
نهض عزيز و قال بغضب : وش عيال ما عيال احترم نفسك !! أنا و يحيى مو قاعدين نلعب !
مسح عصام وجهه بكفه ، اقترب من عزيز : انزل الحين اخلي سبيل طارِق ، و لو شفتكم مرة ثانية تلاحقون الهبل هذا راح أطلّع قرار نقلكم بإيدي ، والله برجعكم صف أول .. إذا حابين تتسلوا اتسلوا بعيد عن شغلنا ..
عزيز بعناد : مقدر ، أنا آخذ أوامري من يحيى ..
صَمت لدقيقة ، ثم : و يحيى يأخذ أوامره مني ، انزل اخلي سبيل طارِق أقول لك ،
أخذ مفتاح سيّارته ، التفت : أعتذِر ، عن إذنَك ..
خرج من أمامه ، تقدّم عِصام نحو الباب و هو يتوعّد في داخله لكليهما ، نادى على أحد الضبّاط ، اقترب منه بسرعة ، قال عِصام : انزل إخلي سبيل المتهم طارِق الحمد فوراً ..
الضابط : حاضِر سيدي ..
عاد إلى المكتب ، يده اليمنى في جيبه ، و الأخرى يحكّ بها ذقنه بتوتر : ناقِص علينا كنّا فـ يحيى صرنا فـ يحيى و عزيز !

،,

روما ، دخل الطبيب إلى غرفة ريم ، بابتسامة على وجهه ، تساءل بالإيطالية : كيف أصبحتِ الآن سيّدة ريم ؟
ريم و هي تعدّل حجابها : الحمدلله بخير ، هل ظهرت نتيجة التحاليل ؟
هزّ رأسه بـنعم ، حسناء تتساءل بفضول : و ما هي النتيجة ؟
تنهد الطبيب و هو يضع يديه في جيب لابكوته الأبيض : إن ما حدث لكِ سيدة ريم هو تسمم دوائي ، و لقد تبين لنا أن تركيبة الدواء ضارة بالجنين ، يستخدمنها النساء عادة للإجهاض ..
التفتت ريم إلى حسناء ، تنظر إليها و كأنها تقول : " صدقت توقعاتي " ، أردف الطبيب : هل تريدين تقديم شكوى بمن حاول أن يؤذيكِ و يؤذي طفلك ؟
تنظر إليها حسناء و عينيها متسعتين من تفكيرها بأن ريم قد تتقدم بشكوى ضد والدها ، ولا تعرف ما الذي يربطها به إلى تِلك الدرجة رغم كل الأذى الذي ألحقه بها ، تبادلت ريم النظرات الصامتة معها ، تنهّدت و قالت : لا ،
تنفست حسناء براحة ، أردفت ريم : هل يمكنني الخروج اليوم ؟
الطبيب : يمكنِك ذلك ، لكنني أفضل أن تنتظري حتى صباح الغد ،
ريم : أرجوك دكتور ، أريد أن أخرج اليوم ،
الطبيب : كما ترغبين ، سأسمح لكِ بالخروج اليوم .. أتمنى أن تتعافي بسرعة ..
ريم بابتسامة متوترة : شكراً ..
خرج الطبيب من عندها ، التفتت إليها حسناء و قالت بسخرية : بهالسرعة تبي ترجعيله ؟ لا تقولي اشتقتي ؟
رفعت اللحاف عن قدميها و نهضت : منو قالك إني برد البيت بعد سواة أبوكِ ؟
وقفت حسناء إلى جانبها ، متكتّفة : أجل وين بتروحي ؟
ريم : أبيكِ تاخذيني لأي أوتيل ، و المهم عمر ما يدرى عن مكاني ..
حسناء ترفع حاجباً : نعم ؟ يعني بتقضي حياتِك كلها في أوتيل ؟ بعدين عُمر لو يبي يقدر يعرف إنتِ في أي مكان ، ما هي صعبة عليه ،، أنا رأيي الأحسن تردي البيت و تحاولي تقنعيه يتقبل الولد .. بعدين اهوة ما راح يكرر اللي سواه مرة ثانية ..
ريم بعناد : مستحيل ، لو لفترة مؤقتة أنا لازم أبعد عن البيت ، طلبتك حسناء لا تاخذيني لعنده هالحين أبوكِ ممكن يسوي أي شي عشان يخلص من اللي في بطني !
حسناء تنهّدت : طيب ، جهزي نفسِك ، عبال ما أرجع بشوف الطبيب ..
تحركت نحو الباب ، قالت ريم : حسناء ، إنتِ شلون تخلين طبيب رجال يعالجني ؟ منتِ عارفة إني متحجبة و ما أرضى رجال يكشفني ؟
التفتت لها حسناء ، بلا مبالاة : إنتِ كنت تنزفي و الجنين كان بين الحياة و الموت ، و هذا الطبيب كان موجود و اهوة اللي أسعفك و أنقذ طِفلك ، الحالة كانت طارئة .. و لو ما كنت مضطرة كان استنينا تيجي دكتورة ، سمعتِ الدكتور وش قال ، الوقت كان أهم شي .. لو ما استعجلنا كان راح الجنين ..
أطلقت زفيراً ، هزّت رأسها : عالعموم شكراً ،،
أطلقت حسناء ابتسامتها المزيفة ، و خرجت ..

،,

قَبل الغروب ، سمِعت صوت الباب يُفتح و ترحيب من والدها بالمحقق الذي اعتقل أخيها ، يقول : يا هلا بالسيد يحيى ، عن إذنك بس أقول للحريم يدخلوا داخل ..
يحيى بابتسامة : خذ راحتَك يا عم ..
دخل بسرعة ، جميعهن جالسات في الساحة و والدتهن مستلقية فوق الكنبة المهترئة ، قال بهمس : قوموا اقعدوا داخل معاي ضيف ..
شهد بالهمس ذاته : يبه هذا وش جايبه عندنا فوق ما أخذ أخوي وش يبي بعد ؟
يحيى في مدخل المنزل ، يسمع تذمراتها و يبتسم بشماتة ، حين يوبخها والدها : يلا قومي ولا تكثري هذرة ،، عَبير خذي أمك و ادخلوا ، و إنتِ سوي لنا قهوة و ومابي أسمع صوتِك !
أخذت عبير كتابها ، أمسكت بيد والدتها و دخلتا إلى الغرفة ، وضعت شهد حجابها فوق رأسها و دخلت متأففة إلى المطبخ ، عاد والدها إلى يحيى : تفضل يا ولدي تفضل أهلا و سهلا ..
أخذ كرسياً و جلس ، واضعاً قدماً فوق الأخرى بتعجرف ، تراقبه شهد من نافذة المطبخ الصغيرة بغيظ ، يتساءل أبو طارِق : شلون قهوتك يا سيد يحيى ؟
يخرج سيجارة من باكيت دخانه ، مبتسماً : ما حفظناها يا عم ؟ وسَط ،،
رد له الابتسامة ، رفع صوته : وَسَط و سادة يُبه ..
من عندها ، متخصرة ، تقلّد صوته بنرفزة : ما حفظناها يا عم ؟ وسط نانانا !! يا ثقل دمّك عساه سم ينزل في معدتك ..
تأففت و هي تقترب نحو الغاز لتشعله و هي تمتم : أستغفرك ربي و أتوب إليك ..
في الخارج ، التفت أبو طارق ليحيى و قال بقلق : يبه طمني عن ولدي ؟ وينه الحين ؟
أخذ نفساً عميقاً من سيجارته ، ثم أجاب و الدخنة البيضاء تنطلق من بين شفتيه : لا تقلق يا عم ولدك بالحفظ و الصون ،
أبو طارِق : طيب أقدر أعرف ليش أخذتوه يعني وش مسوي معاكم ؟
يحيى : وِلدك قال لفهد عن المهمة اللي كلفناه فيها ، يعني خرب كل شغلنا ..
يفرك أبو طارِق يديه بتوتر : لا حول ولا قوّة إلا بالله ، طيب إلى متى بيظل عندكم ؟
اعتدل يحيى في جلسته بعد أن أطفأ السيجارة : أنا مو جاي أتكلم بموضوع طارق ،
أبو طارِق : أجل ؟؟
يحيى : أنا أبغى أعرف وش السر ، اللي مكرّهك في فهد ، و أبوه .. مع إنه معلوماتي تقول إنكم كنتوا أعز أصدقاء قبل وفاة مشعل ، وش اللي صار بعدين ؟
اتسعت عينا أبو طارق بدهشة ، ابتسم بارتباك : بشوف وش صار بالقهوة ..
همّ بالنهوض ، استوقفته نبرة يحيى الحادة : هالحين مو وقت القهوة ، جاوبني على سؤالي ..
اعتدل في جلسته ، و قال : بصراحة ، ما في سبب معين بس ..
اقترب يحيى و أطفأ سيجارته في منفضة السجائر : أيوه ، أنا سؤالي عن اللي بعد الـ بس هذي ، بس شنو ؟
أبو طارق : بعد مقتل مشعل ، فهد تغيرت أحواله و الكل في الحارة قالوا عنه إنه أكيد ما صار حاله هالحال إلا لأنه اشتغل بشي ممنوع ..
يحيى : شي ممنوع مثل شنو ؟
أبو طارق : والله يا سيد يحيى ما عندي معلومات ، فهد بعد ما تحسنت أحواله ما قعد في الحارة ولا عاد سمعنا عنه خبر ، حتى أولادي منعتهم يتواصلوا معاه عشان أبعدهم عن المشاكل ..
استند يحيى إلى ظهر الكرسي ، قال و هو يكتّف ذراعيه : و شلون لاحظتوا عليه إن أحواله تحسنت وش التغييرات اللي شفتوها ؟
أبو طارق : يعني صار عنده سيّارة ، و حتى لبسه صار مرتب و صار فهد ثاني يعني ، و بعدين أخذ بيت ثاني و غيّر بيته ،،
صمت يحيى بتفكير ، قال أبو طارق و هو ينهض : أكيد القهوة جهزت ، عن إذنك ..
توجّه نحو المطبخ ، ولا زال يحيى غارقاً في تفكيره ، غاب لثوانٍ و عاد ، وضع فنجانه أمامه : هذي القهوة الوسط مثل ما طلبتها ،،
جلس على كرسيه و بدأ ينظر إليه بتوتر ، تقدّم يحيى بجسده ، تناول فنجانه و ارتشف الرشفة الأولى ، أطبق عينيه و تغيرت ملامح وجهه من الطعم المالِح في القهوة ، تساءل أبو طارق : خير سيد يحيى ما عجبتك القهوة ؟
وضع الفنجان على الطاولة ، رفع نظره إلى نافذة المطبخ حيث تقف شهد و تنظر إليه راسمة ابتسامة على وجهها ، نهض و قال : لا لا عمي بس تذكرت عندي شغل ولازم أروح عن إذنك ..
وقف أبو طارق متعجباً من عجلته المفاجئة ، رافقه إلى باب المنزل ، شهد في المطبخ تفك حجابها و تقول بغيظ : روحـة بلا ردّة !

أغلق الباب خلفه و هو يقول : مع السلامة ،،
توجّه يحيى نحو سيارته غاضباً من تلك التي وضعت له الملح في فنجان القهوة ، ركب السيارة و تحرّك مسرعاً خارج الحارة الضيقة ، لاحظه طارق الذي يتقدّم نحو البيت بحركات بطيئة و ارهاق ، وسط نظرات أهالي الحارة المتعجبة للكدمات على وجهه ، وقف أمام بيته و هو يتحسس مكان الكدمة بيده اليسرى بألم ، و بيده اليمنى أخرج مفتاح المنزل ، دخل ببطء إلى الداخل ، حيث عادت والدته و أخته عبير للجلوس في مكانهم ، يجلس أبو طارق يفكّر في زيارة يحيى ، بينما تلم شهد فناجين القهوة خوفاً من أن يكتشف والدها فعلتها ، وقف أمامهم بحالته التي جعلت والدته و عبير تشهقان من منظر الكدمات ، قالت والدته بلهفة : يمه طارق وش صايرلك ؟؟
تقدّم بصمت نحو والده الذي انتصبت قامته و هو يرمقه بنظرات غاضبة ، وقفت شهد على باب المطبخ تراقب الوضع ، وقف أمامه بنظرات خجولة ، رأسه في الأرض ، رفع يده و صفعه على وجهه : طول عمرك فاشل ، و ما تعرف مصلحتك .. الشرهة علي اعتمدت عليك و اعتبرتك رجال ..
اقتربت شهد بسرعة و وقفت خلف أخيها ، وضعت يدها فوق كتفه و قالت بلوم : يبه حرام عليك مو شايف وش مسوي فيه هذا اللي ما يخاف من ربنا !
رفع طارق نظراته الجامدة نحو والده : سامحني يبه إني خيبت أملك ، و سامحني عاللي بقوله هالحين بعد ..
نظروا جميعهم إليه باستفهام ، فأردف : راح أخيب أملك أكثر من كذا ، لو كان أملك إني أخون صديق عمري و أأذيه .. أنا ماني خاين يبه ، و إنت ما ربيتني على كذا ..
ساد الصمت بينهم ، ألقى إليهم نظرة معاتبة ، و دخل إلى غرفته ..

،,



"" الله أكبـر

على صوتِ أذان المغرب ، دخل إلى غرفتهم المعتمة ، تجلِس مريم على سجادتها بنصف جسدها مرتدية لباس الصلاة ، رأسها مستلقٍ تحت ذراعيها الراقدة على الكرسي أمام السجادة ، تغفو بهدوء بعد تفكير يبدو أنه قد طال ، أشعل نوراً خافتاً لم يوقظها ، وضع مفاتيح سيارته و مسدسه فوق الطاولة بهدوء ، اقترب منها بحركات بطيئة ، جلس نصف جلسة أمامها ، مرر سبابته فوق خدّها الأبيض الناعم و قال بهمس : مريم .. قومي حبيبتي ..
انتفضت و هي تفتح عينيها ، قال : بسم الله عليكِ ..
فركت عينيها بنعس ، اعتدلت في جلستها : عصام ، متى جيت ؟
عِصام : توني أدخل ..
بدأت تفرك وجهها و هي تردد مع الأذان بصوت ناعس : أشهد أن لا إله إلا الله ..
عِصام بلوم : حبيبتي ليش نايمة هالحزة مو عارفة إن النوم فـ هالوقت ماهو كويس ؟
مريم : والله ما حسيت على نفسي شلون غفيت عيني و أنا أستناك ، تأخرت !
عِصام : كان في شوية شغل خلصت و جيت ، إنتِ ما طلعتِ من الغرفة ؟؟
هزت رأسها بالنفي : لا ظليت هنا من ساعة ما طلعت إنت ..
عقد حاجبيه و هو يقف : و ليش تحبسي نفسك ؟ كان قعدتي مع أمي تسليتوا عبال ما أرجع !
وقفت إلى جانبه : لو نزلت كانت بتسويلي تحقيق مثل أمس و أنا ماني قادرة يا عصام !
ابتعد عنها ، وقف أمام النافذة و قال بنفاذ صبر : إنتِ قاعدة تبالغي و هالشي ما ينحمل !
عقدت حاجبيها و هي تنظر إليه باستغراب : عِصام ؟ وش تقصد وش يعني ما ينحمل ؟
عِصام ينظر إليه بعتب : يعني إذا بتظلي على هالحـال صدق راح ....


،,

لَكمه على وجهه ليزداد تدفق الدم من وجهه ، مثبتاً على الكرسي بحبال وثيقة الرباط ، ينظر إليه بحقد ، يقول الآخر بلهجة باردة : حاولنا نفهمك بالحسنى ما فهمت ، واضح إنك ما تيجي إلا بهالطريقة ..


،,



انتهى


بعضكم راح يقول البارت هذا قصير ، و هو فعلاً ما هو مثل طول البارتات السابقة ، بس ما هو مرة أقصر منهم ، البارتات السابقة كانت 40 -42 صفحة بالوورد ، هذا البارت تقريباً 30 صفحة ، و السبب إني كنت مشغولة بشكل هالأسبووع من أوله لليوم عزومات ، و بعد طلعات و شوبينق فما فضيت ،، العذر و السموحة يا غوالي و إن شاء الله بعوضكم في البارت القادم ..

نلتقي على خير الجمعة القادمة بإذن الله ، و لذلك الوقت فلتبقوا بألف خير ..

طِيفْ!

 
 

 

عرض البوم صور طِيفْ  
قديم 17-11-19, 06:55 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة منتدى الحوار الجاد


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 70555
المشاركات: 6,526
الجنس أنثى
معدل التقييم: شبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسي
نقاط التقييم: 5004

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شبيهة القمر متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 

السلام عليكم
طيف حبيبتي شوفي اول رد لي هنا ...
وارجع واقول لاتحبطك قلة الردود ..الكاتب يكتب ليثبت ذاته وقدراته .. وانت ماشاءالله قدرتي واثبت قدرتك ومهارتك بالكتابه .. فأمنيه لاتخلين قلة الردود تقلل من طموحك واستمري ونحن معك ... وماشاءالله يكفي المشاهدات % 👍

نجي لابطالنا .. قاهرني هاليحيى استغفر الله طالع على ابوه في قسوته وطيشه يعني هو غصب طارق يشتغل معكم .!! مدري ليييه احساسي ان يحيى بيحط عينه على شهد كنوع من الانتقام اما منها او من فهد ...
سلطااان يالله اكيد انت الي باخر البارت بتمسك فهد وتجلده .. يعني انت وولدك كل شي عندكم بالاكراه ..
غسان ..نعم الاخ ..فرحت انك فكرت باختك وبتطلعها من العذاب النفسي الي هي عايشه فيه .. اتوقع بتلتحق بنادي ويمكن تتعرف على حسناء ...

طيف ... تسلم يمينك .. ومشكوره حبيبتي ..انت كاتبه تستاهل المتابعه ..واتمنى من كل القراء يردون على الكاتبه ولو بكلمه بس 😉
خلوكم كرماء ترى كاتبتنا تستاهل 💚💕

 
 

 

عرض البوم صور شبيهة القمر  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:06 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية