لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-19, 06:05 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة منتدى الحوار الجاد


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 70555
المشاركات: 6,526
الجنس أنثى
معدل التقييم: شبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسي
نقاط التقييم: 5004

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شبيهة القمر متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 

وااو نزل الجزء
لي عودة بعد القراءة بإذن الله

 
 

 

عرض البوم صور شبيهة القمر  
قديم 05-11-19, 12:01 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة منتدى الحوار الجاد


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 70555
المشاركات: 6,526
الجنس أنثى
معدل التقييم: شبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسي
نقاط التقييم: 5004

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شبيهة القمر متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 

السلام عليكم
مشكووره طيف على هالجزء الدسم .. ماقصرتي الله يسلمك
نجي لابطالنا .. رحمت فهد احسه مو قد عمر وسلطان الله يستر وش راح يمسكون عليه ..
مدري ليه جاني احساس ان مشعل ابو مريم وجهان ههههعع شطحت واجد بس يمكن تصيب هههههه

الى الان ماقدرت اميز شخصية فهد زينه او شينه ...مدري احبه او اكره هههههه

 
 

 

عرض البوم صور شبيهة القمر  
قديم 07-11-19, 01:32 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2019
العضوية: 333413
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيفْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيفْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر مشاهدة المشاركة
   وااو نزل الجزء
لي عودة بعد القراءة بإذن الله

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم
مشكووره طيف على هالجزء الدسم .. ماقصرتي الله يسلمك
نجي لابطالنا .. رحمت فهد احسه مو قد عمر وسلطان الله يستر وش راح يمسكون عليه ..
مدري ليه جاني احساس ان مشعل ابو مريم وجهان ههههعع شطحت واجد بس يمكن تصيب هههههه

الى الان ماقدرت اميز شخصية فهد زينه او شينه ...مدري احبه او اكره هههههه



أهلاً بالقمر المنير لصفحات روايتي ..

يسلّم هالأيادي اللي كتبت التعليق الجميلل ، و التوقعات الخطييرة رغم إنها متهورة شوي هههههههههههه

هِنا السّر ، في الرواية ، هل راح نحب فهد ؟ أو راح نكرهه ؟ هذا ما سنعرفه في الأجزاء القادِمة " أنا ما عندي إلا نظام سبيستون ههههههههههه "


حبيبة قلبي ، أنرتِ يالغلا :))

 
 

 

عرض البوم صور طِيفْ  
قديم 08-11-19, 12:46 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2019
العضوية: 333413
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيفْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيفْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،، عسى يكون الجميع بخير ..

أتمنى ينال البارت رضاكم و إعجابكم ،، لا تحرموني من تفاعلكم ، و صالح دعائكم ..

*قبل البداية : صديقات الرواية ، هُنا و في المنتدى الآخر ، و من خلف الكواليس .. ممكن نشوف في بعض المواقف إن المحققين " عِصام ، عزيز ، إبراهيم ، و يحيى " يتصرفون بقسوة في محيط عملهم ، و لازم نعرف إنه القسوة هي جزء من وظيفتهم ، فهذا لا يعني إنهم سيئين بشخصياتهم ، عَشان كذا ما أبيكم تكرهوهم لمجرد إنكم شفتوا قَسوتهم فيما يخص عملهم ،، هذولا المحققين أولادي و حبايبي و واجبي أوضّح هالنقطة عنهمم ""ههههههه كل الأبطال أولادي ما عدا الأشرار *))

،,


" و إذا التقينا و العيونُ روامِقٌ
صَمَت اللّسان و طرفُها يتكلّم ..
تشكو فافهَمُ ما تقولُ بطرفِها
و يردُّ طرفي مثلَ ذاكَ فتفهَمُ .. "

* بشّار بن بُرد


وَ في نَشوة العِشق صرنا رماداً ، بقلم : طِيفْ!

الجزء 6



،,

يجلِس سلطان في مكتبه السري ، محادثة سكايب بينه و بين عُمر على شاشة الحاسوب ، يقول عمر : مثل ما نبّهتك ، اليوم أبي هالموضوع منتهي ، هذا الولد ماهو سهل ..
سُلطان : ولا يهمّك ،اترك الموضوع علي ..
عمر : عرفت وينه الحين ؟
سُلطان ينفث دخان سيجارته : الرجال اللي يراقبه قال لي إنه راح لبيتهم ، و طلع بعد ساعة ، غالباً راح يكون بطريقه عندي ..
عمر : طيب ، سكّر هالحين و بلغني كل شي أول بأول ..
أطفأ سلطان سيجارته في منفضة السجائر : سلامات ،
أنهى محادثة السكايب ، و أطبق شاشة الحاسوب .. وقف أمام النافذة و رأى فهد يصطف بسيارته أمام المكتب ، ظهرت ابتسامة على وجهه و قال : استعننا على الشقا بالله ..

في الأسفل ، ترجل فهد من سيّارته ، وقف أمام المبنى و أخذ يتأمله ، عادت به الذاكرة إلى ذلك اليوم الأول الذي داست فيه قدمه ذلك المكان ، و كم هو الفرق كبير بين حالته في ذلك الوقت ، و حالته الآن ..

*عودة في الذاكرة ،

قبل السفر بـثـمـان أيـام ،،

وقف بملابسه الرّثة أمام ذلك المبنى ، شعره الأشعث و حالته التي تزداد سوءًا يومًا بعد يوم ، خاصّة بعد مقتل والده ، تحترق السيجارة في فمه و هو يفكّر بكل ما أوتي من قوّة ، في سؤال واحد فقط : " هـل أدخـل " ؟ و الإجابات في عقله لم تتأخر أبداً : " والدتـك المـريضـة ، حـالكـم السيء ، شـهـد التي تُحِب ، مصـاريف الحـياة ، الديـون التي تركها لك والدك في الميراث " ..
حَبس نفساً عميقاً ، أطلقه بعد ثوانٍ ليخرج مع تنهيدته دخاناً أبيضاَ ، ألقى سيجارته أرضاً ، سَحَقها بحذائه المهترئ ، تقدّم بخطوات مترددة ، صعد إلى المَكتب رقم 14 حسب ما وَصف له سُلطان على الهاتف ، وقف أمام الباب ، و بصوتٍ بالكاد يُسمَع : السّلام عليكم ..
رفع سُلطـان رأسـه من الكِتـاب الذي كـان يقرأه ، ظهرت ابتسـامة على وجهه ، وَقف و قال بترحيب حار : يا هـلا و مرحـبا ،، نـوّر المكـتب يا بـو مـشعل ..
دخل فهد ، صامتاً حتى وصل إلى منتصف الغرفة ، خرج سُلطـان من خـلف مكتبه ، فاتحاً يديه بحرارة ، أخذه في حضنه ، ابتعد عنه و قال : كِنت عـارف إن مشـعل مستحيل يكون خلّف ولد أقل منه في الذّكـاء ..
صَمته كان مريباً ، دون أي تعابير على وجهه بالسرور أو الغضب أو الحزن ، أمره سلطان بالجلوس ، جلسا مقابل بعضهما على الكراسي المقابلة لطاولة المكتب ، استرخى سُلطـان في جلسته ، بينما التوتر و التشنج كانا واضحين على فـهـد ، أخرج سُلطـان علبة السجائر من جيبه ، فتحها و مدّها أمام فـهد ، تناول واحدة ، اقترب منه سلطان ليشعلها له ، وضع هو الآخر واحدة في فمه ، و عجّ المكان بالدخان ، نفث سُلطـان الدخان من فمه و قال : طيّب يا بـو مـشعـل ، دام إنّك جيت ، يعني في موافقة ضمنية على مشروعنا ..
بَلع فهد ريقه ، هزّ رأسه بـ نعم ، دون أن يتحدث ، لفّ سلطان قدماً فوق الأخرى : كِنت متأكد إنك ما راح تخيّبنا ، شوف يا فهـد ، إنت عارِف إنّك لو واحـد ثـاني كان مـا عرضنا عليه هالعـرض ، ما في أحد يستبدل فلوسه بشي ثاني و إنت عارف ،، خاصّة إننا في زمن المـــال ، بس أبوك كان صديقنا و حبيبنا ، عشان كِذا راح نعفيك من المطالبة بالكمبيالات اللي على والدك ، مقابل 5 مهمّات بتسويهم معانا ، و مو بس كذا ،، راح نأمنلك بيت ، و سيّارة ، و راتب مقابل كل مهمة ،، و بعد ما يخلص شغلك معانا ، وظيفتك راح تكون مؤمنّة .. وش قِلت ؟
فهد : ما عندي شي أقولـه ، اللي تقوله إنت أنا موافِق عليه ..
أخذ سُلطان نفساً عميقاً : أول شي و أهم شي يا فهد ، السـرّيـة ، هي أهـم شي بشغلنـا ، أنـا سُلطـان الغـانِم ، محـامي ، و ما في أحـد يعرف إني أشتغل مع عُمـر حـرب ، يعني هذا سرنا الأول ، و أهم سـر .. مفهوم ؟
فهـد يطفئ سيجارته : مفهوم ..
سُلطـان : مخـالفة للتعـليمـات ممـنــوع ، أنا و عمـر خبرتنا أكثـر منك ، و لما نقول لك تسوي شي ، بتسوّيه .. مفهـوم ؟
هزّ رأسه موافقاً ، أردف سُلطـان و هو يجلِس خلف مكتبه : الشرطة ، لا سألوك من وين جبت فلوس و تغيّرت أحوالك ؟
فهـد : أبـوي ترك لنا فلـوس عند عُمـر حرب ، علشان يأمن مستقبلنا بعد وفـاته ،،
سُلطان : ممتاز ..
التفت سلطان إلى الخزنة خلف مكتبه ، فتحها و أخرج منها رزمة من المال ، و مفتاح سيارة ، وضعهما أمامه على الطاولة و قال : الحين تأخذ السيّارة ، و تروح تشتري ملابس جديدة و مرتبة ، و ترتب أمورك ، و رح أشوفلك بيت جديد تسكنه إنت و والدتك ، و أول عمليّة لك ، راح تكون السّفر لرومـا ..
عقد فهد حاجبيه : نعـم ؟ سفـر لرومـا ؟ و أمي وين بتركها ؟
سُلطـان : ما عليك منها ، راح ندبر بنيّة بنت حلال تقعد معاها و تهتّم فيها ..
فهد : لا مستحيل ، مستحيل أترك أمي بروحها !!
سُلطـان بلهجة آمرة : بديـنا نخـالف التعليمـات ؟
تنهّد طويلاً ، ثم تساءل : طيّب ليش ؟ وش بسوّي بروما ؟
سُلطـان بابتسـامة : اللي كـان أبوك يسوّيه ،، شنطة فيها فلوس نبي توصّلها لعمر ..
رفع فهـد حاجبيه : يعني تهـريب ؟ أبوي كان يسوّي كذا لما يروح لرومـا ؟
هزّ رأسه ، و قال : تهـريب ، مو تهـريب ، هذا مو شغلك ، شغلك توصّل الفلوس ، و ترى لا تخاف ما راح يكون عليك شي قانونياً ، لأنك ما تعرف وش موجود بهالشنطة .. قدّامهم يعني ..
فهـد : و افـرض في المطار فتّشوني و عرفـوا ؟
سُلطـان : افــا ، مو أول مرة نشتغل ؟! كل أمورك تمام إنت لا تخـاف ..

*عودة إلى الواقِع ،،

تنهّد بقوّة ، و بجرأة أكبر من المرة الأولى ، دخل إلى المبنى و هو يعرِف أنه يوماً بعد يوم ستألـف نفسـه تِلك الخطايا ، و ستتقبلها ذاته و كأنها أمر عادي ،،
وصل إلى الباب ، طرقه و قال بصوت جهوري : السّلام عليكم ،
سُلطـان بابتسامة : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، الحمدلله عالسّلامة بـو مشعل ..
دخل فهد : الله يسلمك ..
جلس فهد على الكرسي ، بينما جلس سلطان خلف مكتبه و قال بابتسامة : ما شاء الله ،، روما تحلـّي كل هالقد ؟
ظلت تعابير وجه فهد جامدة ، قال سُلطان : واضح سفرتك لروما حسّنت نفسيتك ، الإنسان لا تحسّنت نفسيته يبان هذا الشيء على وجهه ، و إنت ما شاء الله وجهك منوّر و حليـان ..
فهد ببرود : تسلم ،، يا ليت نخلّص موضوعنا بسرعة علشان عندي مشوار ..
استند سُلطان إلى ظهر الكرسي : تبي الكمبيالة ؟
أمال رأسه و قال بحدّة : إنت عارف اللي أبيه ، لا تضيـّع وقتي و وقتك ..
رفَع سلطان حاجبه الأيـمن ، و قال : قبل الكمبيالات ، في شي لازم نتّفق عليه ..
فهد : بالنسبة لموضوع الشّغل نتكلّم فيه بالليل ، ما عندي وقـت الحـين ،،
سُلطان بابتسامة جانبية غير مريحة : لا ، فـي شي ثـاني ، ضروري تعرفه الحين ..
رفع قدماً فوق الأخرى و قال : تفضّـل ..
أخرج من الخزانة الصغيرة في طاولة مكتبه ، أداة صغيرة تشبه المسجل ، بدت النظرات المتوتّرة على وجه فهد ، ثمّ ضَغَط سُلطان على زر التشغـيـل ..

،,

في مكَان آخـر ، جلست أمامه للمرة الأولى بكامل قوتها ، دون أن تنظر إليه أملَت عليه قرارها ، نظر إليها إبراهيم بطرف عينه : هذا قرارك ؟
جيهان ببرود : مثل ما قلت لك ، نأجل الزواج شهرين أو شهرين و نص عشان الناس ، و بعد شهر بالتمام ... تطلّقني ..
إبراهيم : حتى لو قلت لك بعد شهر إني أبيك ، و إني غيّرت رأيي ؟
جيهان بسخرية : قاعدة تحت أمرك أنا ؟ متى ما تبي أكون موجودة و أنتظرك ؟
انخفضت عيناه في الأرض : ما قِلت كذا ، بس أنا ما كان طلبي الطّلاق ، كان طلبي التأجيل .. ليش مُصرّة تندميني يوم صارحتِك ؟
جيهان : أنا مابـي أندّمك على صراحتك ، بس خلاص ،، اللي بيننا انكسر ،، هذا لو افترضنا إن في شي بيننا من الأساس ..
تنهّد إبراهيـم و التـزم الصّمت ، أردفت جيهان : أنا عندي بس سؤال واحد ..
نَظر إليها إبراهيم ، فأكملت بغصّة تحاول أن تكتِمها : في غـيري ؟؟
أجاب باندفاع : لا يا جيـهان ، الموضوع إني ...
صمت ، فأكملت عنه : إنّك ما حبيتني .. هه ، سبحان الله ،، مع إني سوّيت كل شي عشان تحبني .. بس الحب اللي ما يجي من ربنا ، ما ييجي غَصب ..
التزم الصمت ، وقفت جيهان و قالت : المهم ،، شلـون بنبلّغ الناس بتأجيل العرس ، لا تنسى العرس بكرا ؟ و شنو راح يكون السبب قدّامهم ؟
وقف هو الآخر : ما عَليكِ ، أنا أتصرّف بهالموضوع .
تحرّكت نحو باب المجلِس ، ناداها : جيهان ..
التفتت إليه ، فأردف : مابـي أخـوك يعرف بمشاكلنا ، يعني مابي اللي بيننا يأثر على علاقته بعـَروب ..
ظهرت ابتسامة ساخرة على وجهها : لا تخاف ،، عن إذنـك ..

،,

أطفأ سُلطـان الجهاز الصغير أمامه ، يراقب نظرات فهد ، و عينيه المتسعتين بدهشة ، بلع فهد ريقه ، ابتسم سُلطان بخبث : للأسف إن ذكاءك ما نفعك هالمرّة ، تعرف المثل وش يقول ؟ يقول غلطة الشاطر بألـف ...
فهد بصوت خافت : وش المطلوب مني الحين ؟
سُلطان بنفس اللهجة المستفزة : للأسف إنك مالك خيار ، و اللي بقوله بيتنفذ ، مفهوم ؟
ضرب الطاولة بكفه ضربة قوية ، نهض من مكانه و قال : سُلطــاااان !
نهض الآخر و صرخ : صوووتك لا يعلى عندي .. " انخفضت نبرته و أردف : " معاي تسجيلات تودّيك في داهية ، أمّك لمين بتتركها لو انسجنت ؟
هدأت أنفاسه ، جلس على الكرسي بتعب ، مسح وجهه بكفيه : يعني ما راح تعطيني الكمبيالات ؟
جلس سُلطان ، أخرج ورقة من جيبه و مدّها له ، فتحها فهد و قرأها ، الكمبيالة الأولى على والده بقيمة مئة ألف ريال سعودي ، ثنى فهد الورقة و أخفاها في جيبه ، ابتسم سُلطان : على جميع الأحوال ما بتستفيد ، راح تشتغل معانا برضاك أو غصبن عنك ..
فهد بهدوء : ليش سويتوا كذا ؟ ليش بتجبروني أشتغل معاكم ؟
سُلطان : لا لا لا ، انتبه على كلامك ، ما أحد أجبرك على الشغل ، إنت جيتنا برجولك ..
فهد بلهجة تهديدية : شوف يا سُلطان ، بشتغل معاكم إلين أخلص من موضوع الكمبيالات ، و بعدها لو تجرأت و بلّغت عني ، صدقني تاريخك الأسود كلـّه بيكون عند ولدك ، حضرة الضّابط ..
عقد سلطان حاجبيه ، تساءل بغضب واضح : ولدي ؟؟ من وين تعرف ولدي إنت ؟
ابتسم فهد بدهاء : افــاا ، ولو ، منـكـم نستفيد ..
التزم سُلطان الصمت ، سمِع ما لم يكن يتوقعه ، راقبه فهد بنظراته ، بعد ثوانٍ من الصّمت ، قال فهد : عُمـر حَـرب ، قال لي عن العمليّة الثانية .. تبي تبلغني عنها الحين أو أرجعلك بالليل ؟
نظر إليه سُلطان بنظرات حانقة ، ابتسم فهد و وقف : أجل خلاص ، الساعة 9 أكون عندك .. سَلامات ..
التفت متجهاً للخارج ، وقف عند الباب ، أشار بسبابته بتهديد : و إيّـاك ، إيّـاك تحاول تلعب معاي .. أنا فهــد ، بــو مشعـل ..
خرج فهد من المكتب ، سُلطان و نظراته الحانقة ذاتها ، ضرب قبضة يده في الطاولة بحقد ، و قال من بين أسنانه : حقـيــر !


،,


دخل يحيى إلى المكتب بحركات سريعة ، ألقى الملفات من يديه إلى طاولته ، ثم اتجّه إلى طاولة عزيز الذي يجلس أمام شاشة الحاسوب ، و يضع السماعات فوق أذنيه .. جلس أمامه : كل الأمور تمام ؟
هز عزيز رأسه بنعم ، دون كلام ، تنقلت نظرات يحيى بين الشاشة و عَزيز : صار شي جديد ؟
ابتسم عزيز ، أزال السماعة عن أذنيه و وضعها على رقبته : عندي أخبار حصرية ..
بحماس : قول ..
نهض عزيز من مكانه و ألقى السماعات فوق مكتبه ، قال و هو يربط زر كم قميصه الأيمن : لا مو الحين ، أبي فطور جعت ..
يحيى بملل : اففف الحين أجيبلك فطور قول !
ضحِك عزيز ، و من خلفه عِصام الذي قال : ههههههههههههههه سبحان مغيّر الأحوال !
التفت إليه يحيى و رمقه بنظرة ، قال لأبو أيمن الذي كان يلّم كاسات الشاي من المكاتب : عـم بو أيمن ما عليك أمر ، جيب لهذا الكائن أي شي يطفحه أحسن ما ياكلنا ..
ابتسم أبو أيمن : تآمر .. دقايق و يكون الأكل عندك ..
خرج أبو أيمن ، نظر إليهم عصام : هييه كأني مو موجود ؟
عَزيز ضاحِكاً : لا تزعل بخليك تاكل معاي ..
عِصام : هاهاها ، ظريف ! الأكل ممنوع هِنا !
يحيى : لا تسمع له هذا يحب يسوّي نظام عالموظفين الجدد ، بس الحين لا جاء الأكل بيجي ياكل معاك ..
قاطعهم دخول إبراهيم بوجهه المتجهم : السّلام عليكم ..
يحيى باستغراب : هلا بالمعرّس ، وش جايبك اليوم ؟
ألقى سلاحه فوق الطّاولة ، جلس خلف مكتبه ، أطلق تنهيدة و أجاب : ماني معرّس ولا شي ..
عِصام فتح عينيه : طلّقتها ؟؟؟؟
نظر إليه إبراهيم ، أخذ نفساً عميقاً : لا ، أجّـلنا الزواج ..
اتضّح لهم جميعاً أنه غير راغب بالكلام ، التفت يحيى إلى عزيز : عزوز خلّصنا لعوزتنا !
إبراهيم بابتسامة : اش اش ، عزوز و دلع ،، الله العالم وش تبي منه ..
عزيز : ههههههههههههههه واضح إن في إجماع على إنّك مصلحجي ..
رمقه يحيى بنظرة ، قال عزيز : طيب طيب ، خلاص بقول .. فهـد بالريّاض ..
رفع يحيى حاجبيه بتعجب : وصـل ؟ مو على أساس بيوصل بالليل ؟
أمال عزيز رأسه : صحيح ، بس مادري ، سمعت طارق يتكلّم عالجوال و يقول لفهد الحمدلله على السلامة ، و راح يتلاقوا في مقهى حَمدان ..
يحيى : يا سَلام ، و طارِق قال شي ثاني ؟
عَزيز : لا .. تتوقّع ممكن يقول شي ؟
يحيى : ما أستبعد ، إنت حطّيت أجهزة تنصّت في كل ملابسه ؟ لازم نعرف عن ايش راح يتكلموا في المقهى .. لأني مو ضامن إن طارق بيوصل لنا كل شي ..
عزيز : في غرفته في جهاز ، و السّاحة برا حطيت جهاز في الطاولة ، و كل قمصانه حطيت فيها ، أساساً كل قمصانه على بعضهم حوالي 5- 6 قطع ..
صمتوا قليلاً ، نظر عزيز إلى يحيى : تخيّل يلبس ملابسه اللي عالحبل ؟
صمَت يحيى دقيقة ، ثم انفجر ضاحكاً : ههههههههههههههههههههه لعنة الله على ابليسك ، و نطلع مثل كأنك يا بـو زيد ما غـزيت !
عزيز : هههههههههه ، لا أمزح معاك ، ما كان في ملابس عالحبل ،، بالأصل ما كان في حبل ..
يحيى : ههههههههههه " اختفت ضحكته بشكل مفاجئ ، و تحوّلت نبرته إلى الجدية " : المهم خليك متابع و بلغني كل شي أول بأول ..
عزيز يعقد حاجبيه : حاضر ،، ولا يهمّـك ..
تبادل عِصام النظرات الضاحكة مع إبراهيم ، إبراهيم بهمس مسموع : راح يجنن الولد !

،,

في أجوائها التي اعتادت عليها منذ زمن طويل ، تجلِس في سريرها ، و الظلام الدامس يحيط بها من كل جهة ، سمِعت طرق الباب ، أوقفت الفيلم ، و قالت : تفضّـل ..
فتح الباب ، أطل بابتسامة و قال : أقدَر أدخل ؟
وضعت حاسوبها المحمول جانباً ، التفتت إليه و ردّت بابتسامة : أكيد ..
دخل و قد استطاعت سَارة أن تقرأ العتب في عينيه ، اقترب بصمت إلى النافذة ، رفع الأباجورات ، التفت إليها و قال : لما أمّك كانت تكلمني طول فترة سفري بروما ، و تقول لي إنّك مسويّة كذا بروحك ما توقعت لهالدرجة !
سَارة بلا مُبالاة : وش مسويّة يعني ؟
وضع يديه في جيوبه : إنتِ تبي تموّتي نفسك ؟
سَارة : غسّان الله يخليك ، لا تبدأ تعطيني مواعظ و حِكَم !
جلس أمامها : حبيبتي أنا أخوكِ ، مابيك تتحسسي من كلامي ، أنا قاعِد أتكلّم عشان مصلحتك ..
تأففت : طيب ، تكلّـم ..
غسّان : إنتِ قاعدة بس أكل و شرب ، و ما تبذلي أي مجهود ، و وزنك قاعِد يزيد ، ما تحبي تكوني مثل البنات تلبسي فساتين و تلاقي ملابس على مقاسك في الأسواق ؟
سَارة : أنا أحب نفسي كذا ، و واثقة من نفسي و ما أبي أغير شي عشان أي أحد ..
غسّان : أنا ما جبت سيرة الثقة بالنفس ، ولا أقول لك لا تحبي روحك ، أو تغيري عشان أحد ، الثقة بالنفس مو يعني نأذي روحنا عشان واثقين من نفسنا ! السّمنة الزايدة تسبب أمراض و إنتِ لازم تعتني بهالشي ..
سارة بسخرية : تصدّق ؟ ماني مهتمّة أعيش بصحتي أو بدونها ، بعدين وش المجهود اللي تبيني أبذله ؟ كلكم تقولون قومي سوّ شي مفيد ، وش الشي المفيد اللي بسوّيه ؟ أبوك حَرق عمري !
أطبق عينيه بألم حين لامست كلمتها الأخيرة قلبه ، تنهّد : سارة ، أنا عارِف إن أبوي ظَلمك .. ما خلّاكِ تكملي تعليمِك ، و ...
قاطعته و قالت باندفاع : و كل ما يزورونا ناس يحبسني بالغرفة و ما يبي العالم تدرى بوجودي ، حتى أمي صارت تخجل تقول عندي بِنت اسمها سارة .. أنا موجودة في بيتكم كمالة عدد ، و إنت و أمي و جمانة و رهف ظلمتوني مع أبوكم ..
عَقد حاجبيه : شلون ظلمناكِ ؟ احنا نحاول نتقرب منّك و إنتِ تنفري منا كلنا !
سَارة : عمري ما سمعت واحد فيكم يقول لعمي حرام تسوّي بهالبنت كذا .. كلكم سكتتوا ، و السكوت على الظلم ظلم ..
أخذ نفساً عميقاً ، يبحث في عقله عن أجوبة لكلماتها التي لفظتها بعد مخاضٍ طويل عسير ، لتردف سارة : غسّان ، أبوك لغى وجودي ، و أنا متصالحة مع هالشي ، و أقعد بغرفتي كافية خيري و شرّي ، و مابي شي منكم ، مابي غير تتركوني بروحي ..
تنهّد و راسل عينيها بنظرات غير قابلة للترجمة ، اقترب منها ، أمسك وجهها بين يديه ، قبّل جبينها كأنه يعتذر لها عن عجزه و ضعفه ليكن أخاً حقيقياً لها ، و خرَج ..

،,

يتحدّث من بين أسنانه بغضب ، يضغط بقوّة يده على جوّاله و يقول : أبغى أعرف الحين هذا الولد من وين عرف إن ولدي ضابط في الأمن ؟
عُمر بلا مبالاة : و شنو المشكلة لو عرف ؟ وش بيسوّي ؟
سُلطان : عمرر ! بتموتني ببرودك ، أقول لك ما هو سائل بشي و هددني لو حاولت أجبره على شي بيبلغ ولدي عن كل شي ..
يقلّب صفحات الملف بين يديه و يقول بثقة : ما راح يقول شي .. بعدين لما حضرتك تقول لفهد من أول زيارة عن اسمك الكامل ، طبيعي بيعرف ، ناسي إن أبوه مقتول و الأمن قاعد يحقق ..
سُلطان بهدوء : معقول ، يحيى اهوة اللي ماسِك قضية مشعل ؟
عُمر : محتمل ، وين الغريب بالموضوع ؟
هدأت أنفاسه ، جلس على كرسيه و قال بتعب : طيب وش الحل الحين ؟
عمر : كل شي عندي محسوب حسابه ، توقعت إنه مو بهالسهولة بيتقبل الكذبة اللي كذبناها يوم قلنا إنه شغلنا معاه بس للكمبيالات !
سُلطان و هو يرفع حاجباً : تقصِد ... ؟
عمر بابتسامة : أيووه ، فهمت علي .. احنا محاصرين فهد من كل النواحي ، فما له داعي تخاف ..
سُلطان بتوتر : و هالشي تبيني أقول عليه اليوم ؟
عمر : لا لا ، نخلص من الكمبيالات ، و بعدين نقول له ..

،,


في المقهى ، عانق صديقه عناقاً طويلاً ، يحكي ألماً يمزّقه ، طال عناقهما كأنهما غائبان عن بعضهما لسنوات طويلة ، تغيّرت كثيراً يا فهد ، العِز و الراحة يتضحان عليك في ملابسك و هيئتك ، لكنني أعلم أن الألم ينهشك من الداخل ، أعلم أنّك تحترِق ، ليتك تبوح لي ، علي أساعِدك ، أو حتى أنصحك ، ليتك تبوح ...
جلسوا على طاولتهما ، اللهفة في عينيهما لذكرياتهما التي جمعتهما تموت شيئاً فشيئاً مع توتر فهد ، و خوف طارِق .. كسر طارِق جليد الصمت : شلونَك ؟ و شلون كانت روما ؟
تنهّد فهد ، ابتسم بغير رغبة في التبسّم : مادري يا طارِق ، تعبان ..
يتلفت طارق حوله بطريقة مريبة ، كأنه يحاول أن يتأكد من أنه غير مراقب ، يتساءل فهد مرتاباً : وش فيك طارق ؟
تحتد السيوف في داخله ، صراع دار بين صداقته لفهد ، و بين ما أمره به المحقق .. تنحنح فهد و كرر سؤاله : طارِق ؟ وش صاير ؟؟
بسرعة لفظ جملته : فهد ، الأمن الجنائي كلفوني بمهمة ..
صمت لدقيقة ، ثم تكتف و تساءل : مهمّة شنو ؟
انخفضت عيناه ، قال فهد بحدة : طارِق ! مهمة شنو ؟؟
رفع طارق نظراته الخجولة ، و قال بصوت أقرب للهمس : أتجسس عليك .. شاكّين إنك متورط في شي .. و كانوا بيعرفوه عن طريقي ..

في الجهة الأخرى ، رمى عَزيز السماعات عن أذنيه ، صرخ بغضب : حيــواااان ..
اقترب يحيى و قد عرف أن الأمر يخص طارِق ، تساءل : ايش صار ؟
عَزيز بنفس النبرة الغاضبة : هذا الحيوان طارق قال لفهد إننا كلفناه يتجسس عليه ..
رفع يحيى حاجباً ، تنفّس بعمق محاولاً أن يضبط أعصابه ، تناول السمّاعة و قال لعزيز : أعطيني مكانك ..

عنده ، ابتسامة جانبية ذات مغزى ظهرت على محيّاه ، مرر لسانه على شفتيه ، وقال بعد صمت : طيب ؟ و إنت وافقت ؟
طارِق بخجل : أجبروني أوافِق ، و جابولي تكليف رسمي من مدير الأمن .. و حتى أبوي أجبرني أوافق ..
فهد مستغرباً : أبوك ؟؟
هزّ رأسه بتوتر ، ضحِك فهد بسخرية : هههههههه ، طيب و الحين ليش تبلغني ؟ ليه ما كمّلت مهمتك ؟
طارِق : ما بي أأذيك ..
هز فهد كتفيه ، و قال بلا مبالاة : ليش تأذيني ؟ أنا ماني مسوي شي عشان تتجسس عليه أصلاً ،، لتكون بعد إنت مقتنع إني " متورّط " ؟
طارِق : لا ، بس حسّيت إني لازم أقول لك ...
تنهّد فهد ، وقف و قال : طيّب ، قوم الحين بوصلك بيتكم ، عندي مشوار مهم ..
نهض طارق : تضايقت ؟
ابتسم : لا ، يلا مشينا ..

أزال يحيى السمّاعة عن أذنيه ، يهزّ قدمه بتوتر و يشبك أصابعه أمام لوحة المفاتيح ، بهدوء نادى : عزيز ..
تقدّم منه ، أردف يحيى و هو يشير بسبابته : حضّرلي دوريّة ، بروح أجيب " تعالت نبرته غضباً " : هالكَـلب من شعـره ..
،,


في مكان آخر ، و لهموم من نوع آخر ، وضعت الأطباق على الطّاولة ، تنظر إلى حماتِها التي تغيّرت كثيراً عليها ، بارتباك جلست على كرسيها ، قالت آمنة : عِصـام لسا ما وصل ؟
بصوت خافت مرتبك : لا ، قال بيتأخر شوي ..
أخذت صحن حماتها ، و بدأت تسكب لها السلطة ، متجاهلة نظراتها التي بدت كأنها تستنطقها ، و تعرف أنها دوماً ما تنتصر في حرب النظرات ، وضعت الصحن أمامها : بالعافية ..
آمنة : مـريم .. أنا ملاحظة من فترة إنك مو طبيعية .. إيش اللي صاير ؟
ابتلعت اللقمة ، بارتباك ابتسمت : أنا ؟ لا ما في شي عمتي .. كل شي بخير ..
آمنة بلهجة الشّك : هالكلام مو علي يا مريم ، إنتِ و عِصـام من فترة متغيرين ، وش صاير بينكم ؟ في مشاكل ؟
مَريم : أبداً ، من وين المشاكل ؟ فديت قلبه عِصـام ما يزعلني ..
هزّت آمنة رأسها ، يبدو على ملامحها عدم تصديق ما قالته ، وضعت لقمة من الطعام في فمها ، أطالت مضغها و هي تراقب مريم بنظراتها ، تعرف مريم أنها تراقبها ، بدأت تمضغ لقمتها بشكل سريع كأنها تركض هرباً من استجوابات حماتها ، ثم : آآه ..
انتفضت آمنة : بسم الله عليكِ وش فيكِ ؟
وضعت يدها على طرف شفتها العليا ، قالت بألم : الظاهر عضيت شفتي ..
اقتربت آمنة ، مدت يدها لترفع شفّتها ، تجعد جبينها و هي ترى الدم يقطر من شفتها : الله يهداكِ يا مريم ليش مستعجلة و إنتِ تاكلي .. راح أجيب مطهّر و أنظفلك الجرح ..
أدارت ظهرها و خرجت ، أخذت مريم منديلاً ضغطت به على شفتها ليتحول لونه إلى الأحمر ، دون أدنى ألم تشعر به ، تشوشها نظرات آمنة المدركة تماماً لإخفائهما شيئاً ما ، إنه قلب الأم ، شعور الأم الذي لا يمكن أن يخدع أو يكذِب .. لم تعتد أن تكذِب يوماً ، و الآن تضطر لتحافظ على زواجها و بيتها ، مجرّد نظراتها جعلتني أشعر أنني متعرية تماماً أمامها ، أنني أكذب و هي متيقنة من أنني أكذب ، فماذا لو سألتني ؟ من أين سآتي بالقوة لألفظ من لساني كلمات كاذبة ؟ و كيف سأجرؤ لأخبرها الحقيقة التي لن تصبِر عليها أبداً ؟ فثلاث سنوات كافية بالنسبة لأي أم في العالم لتجبر ابنها على الزواج بأخرى .. خياران أحلاهما مر ، و لست أمتلك القوة لأتخذ أي منهما ، لست قادِرة على الكذب دون أن تتضح تِلك الكذبة في عيني ، و لا أنا قادرة على المصارحة و البوح .. تائهة ، دلّني يا الله ..


،,

يُـتـبـَع ...

 
 

 

عرض البوم صور طِيفْ  
قديم 08-11-19, 12:48 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2019
العضوية: 333413
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيفْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيفْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيفْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: و في نشوة العشق صرنا رماداً ، بقلمي : طِيفْ!

 


" أنا مو مـلاك "
ذلك كان الجواب الذي يتردد على لسانه ، لكل سؤال تسأله ، كانت تعرف أنه ليس جاهِلاً ليحاسبها على خطأ أخيها ، لكنه في المقابل لن يكون قادراً على تجاهل وَجـَع أخته .. قرأ الخيبة في ملامح وجهها ، تنهّد و قال : المفروض تكوني توقعتي هالجواب لأسئلتك .. ماله داعي تزعلي مني ..
عَروب : بس أنا مـالي ذنـب يا سليمـان ،
سُليمـان : عارف ، و أنا ما قلت شي ، بس أنا بعد مو مـلاك ، ما أقدر أتجاهل إنّك أخت اللي جرح أختي و قهـرها ..
عَروب تشبك أصابع يديها فوق ركبتها و تقول بتوتر : جرحها بشنـو ؟ ما في واحـد منا يعرف سبب التأجيل ، أخوي قال ظروف .. ممكن ظروف بشغله ..
سُليمـان : و هذي الظروف ما قدرت تيجي إلا قبل العرس بيومين ؟ صحيح جيهان ما قالت وش الخِلاف اللي بينهم ، بس أنا ماني مغفّل أصدّق إنه مو مزعّـلها .. و جيهـان إذا كتمت ، كتمت عشان علاقتنا ما تتأثر ..
عَروب ابتسمت ساخِرة : و يا ليت كِتمانها جاب نتيجة ، لو تكلّمت أحسن .. عالأقل أقدر ألوم أخوي .. هالحين وش بقول له ؟ زوجي قرر يأجل العرس لأنك قررت تأجل ؟
صَمت و لم يجِد جواباً لسؤالها ، أردفت : بكرا لو تزوجنا ، و جيهان تزوجت إبراهيم ، و اختلفوا .. راح تفتعل معي نفس الخِلاف ؟
سُليمـان : أكيد لا .. هذا موضوع ثـانـي ..
نهضت عَروب : خسارة يا سليمان ، و أنا اللي كِنت أقـول إن سليمان مستحيل يخلي شي يأثّر على علاقتنا ..
وصلت إلى باب المجلس ، صوته يقول بحدّة : قلت لك إني مو ملااك ، و اللي عندي قلته ..
فتحت الباب و خرجت حاملةً انكسارها و خيبتها ، و كان حِملاً ثقيلاً جداً هذه المرة .. تناول سُليمـان مفاتيح سيّارته و جواله ، و خرج دون أن يلتفت ..

،,

التاسِعة مساءًا ،
جَلست شهد ، و عبير و والدتهما في الساحة الخارجية للمنزل ، تدرس عبير موادّها ، و شهد تتابع معها بعض المسائل التي لم تفهمها ، بتعب تُمسِك أم طارِق مسبحتها و تسبّح باسم الله العليّ العظيم .. نَغَمات الغضب تقرع الباب ، بصوتٍ مُفزِع ، جعلت أنظارهن جميعها تتجه صَوب الباب بتعجب ، قالت عَبير : مين هذا اللي يدق عالباب كِذا ؟
الطرق على الباب يزداد غضباً و اضطراباً ، أم طارِق : قوموا شوفوا راح يكسّروا الباب !
نظرت إليهما شهد التي اعتادت دوماً أن تكون الدّفاع الخاص بوالدتِها و أختها الصغيرة في حال عدم تواجِد رجل في المنزل ، بأعصاب هادئة : خليكم ، لا تقوموا أنا بشوف مين ..
وَصلت إلى الباب ، تناولت حجابها المعلّق و لفّته على رأسِها بإحكام ، قالت و هي تُمسِك قبضة الباب : مـين ؟
صوت حانِق من الخارج : الأمـن ..
تنهّدت بملل ، فتحت الباب و اختبأت خلفه و هي ترى أهل الحارة متجمّعين ينظرون صوب بيتهم ، مدّت رأسها و قالت بلهجة باردة : أمـر ؟
يَحيى رَفَع حاجباً : إنتِ هِنا بس اللي تفتحي الباب ؟ ما في رجال يفتح ؟
بغضب ، و بحدّة أجابت : والله مالَك علاقة ، إنتَ تارِك شغلك عشان تشوف في رجّال في بيتنا أو لا ؟ يا ليت تقول ليش جاي ، و باختصار ، و خليك محترم نفسَك لا أعلّمك الاحترام ..
نَظر عزيز إلي يَحيى ، و لوهلة شعر أنه سيُطلِق النّار عليها لما قامت به من إهانةٍ تجاهه ، عضّ يَحيى شفّته السفلية كأنه يُخفي انفعاله ، بهدوء لا يعكِس ما بداخله ، جعلها تبتسم في داخلها على جرأتها ، قال : طارِق وينه ؟
شهد : مادري ..
أخرَج سيجارة ، وضعها في فمه : شوفيلي في أي داهية خليه يجي فوراً ..
شهد : اسمع يا حضرة الضابط ، أنا مو شغلتي أنفّذ أوامرك ، دام إنّك محقق و فهيم ، استخدم قوّتك علشـان تجيبه ، مو تيجي على بيوت الناس بأنصاف الليالي تدقدق على الحريم !
صَرخ صرخة جعلتها تنتفض في مكانها : بــــــنـــت !! احترمي نفسِك أنا ساكِت لأنّك بنت !
أوقَفهم صوت طارِق من الخلف : خير يا سيد يحيى ، وش تبي ؟؟
انسحبت شهد ، أغلقت الباب و دخلت متأففة و هي تنزع الحجاب عن رأسها ، التفت يحيى إلى طارِق ، و قد فهم من نظراته أنه قد علِم بما أخبر فهد ، سأله بهدوء و هو يسحق سيجارته بمقدّمة حذائه : وين كِنت يا طارِق ؟
أخذ نفساً عميقاً ، أجاب و هو يعرف أنه لا جدوى من الكذب الآن : مع فهـد ..
ابتسم يحيى ابتسامة لا تُنبئ بالخير أبداً ، اقترب منه ، قال و هو يفتح ثلاث أصابع للحلفان ، و بلهجة تهديدية : والله ، بعلّمك شلون تلعب على يحيى الغانِم ، والله لأخفيك عن وجه الأرض ..
صَرخ بحدّة : عزيـز ..
عزيز : آمر طال عمرك ،،
أشار إلى طارِق بسبابته : خذوه ..
ابتعد عنهم ليدخل في سيّارته ، كبّل عزيز يدي طارق ، الذي كانت تدور في رأسه علامة استفهام واحدة : كيف عرفوا بهذه السرعة ؟


،,

في الجهة الأخرى ، لم يكن يبدو عليه التوتّر مما قاله فهد قبل ساعات ، يجلِس خلف مكتبه براحة ، يضرب بقلمه فوق الطاولة ، يكمل حديثه : هذولا الشّركة داخلين مناقصة مع شركة عمّـك عـمـر ، و المَطلوب إن عمر يكسَب المناقصة ..
فهد : آهـا ، و أنا شـلون بخليه يكسبها ؟
تنحنح سُلطان ، خرج من خلف مكتبه و وقف أمامه : الشركة هذي ، مديرها يكون صديقي ، و في بيننا صلة قرابة بعيدة .. و أنا رح أكلّمه كـواسطة عشان يوظفك عنده ..
صَمت فهد ، منتظراً سُلطان ليُكمل كلامه : طبعاً سَبق و قلتلك إن ما في أحد يدرى بعلاقتي بعُمر .. و هذا أهم شي أبيك تكون منتبه له ..
هزّ رأسه بالموافقة دون كلام ، أردف سُلطان : راح تتوظّف في قِسم المحاسبة و الماليّة ، و بالتالي رح تحضر كل اجتماعاتهم ، و من ضمنها الاجتماعات اللي تخص المناقصَة .. و المطلوب منّك ، تبلّغنا بالرقم ، اللي رصدته الشركة لهذي المناقصة ..
أخذ نفساً عميقاً ، تساءل بعدها : طيب ، و فرضاً ما قبلوا يوظفوني ، وش بيصير ؟
ابتسم بدهاء : راح يقبَلوا ، أولاً إنت شهادتك الجامعية ، محاسبة .. ثانياً الواسطة ممكن تسوّي أمور عقلك ما يتخيّلها .. و ثالثاً ، في موظّف بيستقيل خلال يومين .. و راح يكون بحاجة موظف يأخذ مكانه ..
رفع حاجبيه و هو ينظر إليه باستفهام : و شلون متأكّد إن هالموظّف بيستقيل ؟
جَلس مقابله : الدّراهِم مراهِم يا وِلدي .. و اللي بيستقيل أنـا راح أكـون ورا استقالته .. بس بدون ما أحـد يدرى ..
فهـد : يعني دفعتوا كل هالمبالغ عشان تاخذوا المناقصة ؟ وش تستفيدوا ؟
سُلطان : افـا ، دارس محاسبة و ما تدري ليش الشركات تبذل كل مجهودها لربح المناقصات ؟
صَمت بجهل ، أردف سُلطان : ما عليك ، المهمّة هذي أتوقّع إنها أسهل من الأولى ، و نَصيبك منها محفوظ .. و بعد ما نخلص من موضوع المناقصة ، راح تداوم بالشركة مثل أي موظف ..
فهد : ممكن يعرفوا إني أنا الجاسوس ،
سُلطان : ما راح يعرفوا ، إنت مو قاعِد تشتغل مع أغبياء !
نهض من مكانه ، أدار ظهره : المقابلة انتهت ..
ظل فهد جالساً في مكانه ، لم يسمع سُلطان أي حركة في الخلف تدل على رحيله ، التفت : قلت لك المقابلة انتهت ، وش تبي ؟
ظهرت ابتسامة جانبية على شفتيه : ولو ؟ دفعـة عالحساب ..
رفَع سُلطان حاجبه و قال بغيظ : والله ؟
فهد : أنا بدون دراهــم ، ما أشتـغـل ، و بدون دفعة سَلَف ، ما راح أشتغل ..
سُلطان : مو ملاحظ إنّك قاعِد تتجاوز حدودك ؟ و يلا تفضّل من هنا لا تصير طمّاع ، لا أنجزت المهمة بعطيك كامل حقّك ..
نهض من مكانه ، و بنبرة جادّة : شوف يا سُلطان ، تقدر تقول إن اللي واقِف قدّامك الحين ما هو فهد ، اللي شفته أول مرة ، ضعيف و مكسور ، و قليل حيلة .. هذا فهـد ثـاني ، لا تتحداني ، هذي نصيحة ..
وَصل إلى الباب ، قال بتحذير : فكّـر ، على أقل من مهلك ، و شاوِر معلّمك عُمر ، لا وافقتوا .. رقمي تعرفوه .. و غير هالكلام ما راح أقول ..
كان ليخرج لولا صوت سُلطان : فهـد ..
التفت ينظر إليه باستفهام ، أردف سلطان متسائلاً : من وين عرفت إن ولدي ضابط ؟ في مليون واحد من بيت الغانِم ، شلون عرفت إنه يحيى يكون ولدي ؟
ابتسم : كان مجرّد تخمين ، و صَاب ، و إنت أكّدت لي الحين صحّة توقعي ..
برزت عينا سُلطان الممتعض من قدرة ذلك الرجل على كَشف سرّه بحيلة صغيرة ، أكمل فهد مبتسماً : أتوقّع هالمرة ، فادني ذكـائي .. سَلام ..
خرج و أطبق الباب خلفه بقوّة ، سُلطان يحدّث نفسه بغيظ : صاير تتمرّد يا فهـد ، بسيطة .. دواك عندي ..



،,

الثانية عشر و النصف ، بعد منتصف الليل ..

تجلِس الأم بقلقها ، و الهواجِس لا تتركها ، إلا أنه المرض اللعين يفتك بها ، يمنعها حتى عن مزاولة خوفها ، جسدها يرتعش جزعاً ، تِلك الليلة الأولى التي يقضيها وَلدي الوحيد خارج المنزل ، وَلدي الوحيد ، الذي لم يكن يوماً مدللاً .. حتى اضطرابها كان هادئاً ، يتلخص في مسبحة تتنقل حباتها الصغيرة بين أصابعها المرتجفة ، يجلِس زوجها الذي لم تعهده بتلك القسوة من قبل ، مسنداً كوعيه إلى الطاولة ، يشبك أصابعه بتوتر ، و أمامهم شهد التي مشَّطت الساحة ذهاباً و إياباً عشرات المرات ، كل يعبر عن قلقه بطريقته ، أو بما أتاحت له قدراته ، عَبير التي تقرأ في كتابها بتمعن ، تزوغ نظراتها لضعف الضوء الوحيد الذي ينير المكان .. تنهّدت شهد ، اقتربت منها و هي تعرف تماماً أنها لا تدرس إنما تحاول الهرولة هرباً من خوفها : عَبير .. قومي نامي حبيبتي ..
عبير بعنادها المعتاد : ما فيني نوم ، اتركيني قاعدة معاكم ، بكرا الجمعة يعني إجازة ..
أغمضت شهد عينيها ببأس : اووف صحيح ، بكرا الجمعة و إجازة يعني أكيد ما راح يطلع بكرا !
أبو طارِق بصوت حاد : إنتِ ما فهمتِ ليش أخذوه ؟
هزّت رأسها بـ " لا " ، قالت بهمس خائف : يبه ، وش قالوا لك لما رحت المركز ؟
أبو طارِق بحيرة : ما لقيت إلا الضابط عزيز ، و ما رضي يقول لي وش مسوي طارق ..
شهد تمتمت : أكيد الموضوع يخص فهد ..
نظر إليها والدها : وش قلتي ؟
بارتباك : لا ما في شي ، بس ممكن الموضوع يخص فهـد ..
أبو طارِق : حسبي الله و نعم الوكيل ، هالفهد هذا بيجيب آخرتنا .. الله أعلم وش مسوي أخوكِ الثّور !!
شهد تفرك أصابعها بتوتر : يبه ، ماله لزوم كان إنك تضغط على طارِق عشان يسوي شي ما يبيه !
رمقها بنظرة : والله ؟ عاد مو ناقصني إلا حضرتِك تعلميني وش له لزوم و وش ماله لزوم !
شهد بخجل : لا يبه استغفر الله ماهو قصدي ،، بس أنا خايفة على أخوي !
أبو طارِق بقسوة : قومي خذي أمك و أختك فوتوا ناموا ، و هذا أخوكِ خليه يتربى في القِسم ماني سائل عنه ..

في الجهة الأخرى ، أنزل السماعات عن أذنيه و وضعهما جانباً ، تبدو الحيرة على وجهه في ظل هدوء المكان ، نظر إليه يحيى الذي يراقب تويتر فهد من حساب وهمي ، و قال : في شي ؟
تنهّد عزيز : الحقد اللي حاقده بـو طارِق على فهد غَريب .. يعني وش مبرره ؟
يحيى باهتمام : و أنا بعد حسّيت نفس الشي .. أنا حاسس إن فهـد ، و علاقته بحارته القديمة اهمة اللي بيوصلونا للقاتِل ..و هذا اللي مخليني ألاحِق فهد و تحرّكاته ..
عزيز : أتوقّع لازم نسأل ، ايش اللي مخلي بو طارق يحقد على فهد ، و بعد يحرّض ولده إنه يتجسس عليه !
يَحيى : أتوقع هالشي طبيعي ، أب لـ 3 أولاد ، و أمهم ، و المصاريف اللي ما ترحم ، و إنت شفت حالهم ، مبلغ ياخذه ولده طارق مقابل مجرّد تجسس على صديق عمره ، هو عبارة عن فَرج و نعمة بالنسبة لهم ، ولا تنسى إننا وعدنا طارق بوظيفة في جهاز الأمن .. بالنسبة لعاطِل عن العمل ، هذي فرصة ما أحد يفوّتها ..
عزيز بابتسامة : بس طارِق فوّت فرصة هالعمل ، و أبوه هو اللي كان مصر عليها !
يحيى : لأنه صديق حقيقي ، ما ينباع و ينشرى بفلوس ..
رفع عزيز حاجبه : أشوفك غيّرت نظرتك عنه .. من ساعتين خليتنا نحط الأغلال في ايديه ، و نزلناه للزنزانة ، و الحين تقول عنه صديق وفي ؟
نهض يحيى : صحيح ، و الصداقة المخلصة لها ثمن ، و اهو قاعِد يدفع ثمنها حالياً ..
عزيز يعارض كلامه : إنت قاعِد تدفعه ثمن الخصلة الكويسة اللي فيه ؟ إنه ما رضي يبيع صديقه ، قاعِد تعاقبه عليها ؟؟ لازم يكون خاين عشان ترتاح ؟
رمقه بنظرة حادة ، ارتدى جاكيته و قال : عَزيز ! إذا وفاءك لصديقك بيخليك تعرض أمن البلد للخطر ، ساعتها بيصير هالوفاء لعنة ، مو خصلة كويسة ..
عزيز بلهجة ساخِرة : أمـن البـلد ؟؟ مو ملاحظ إنّك مكبر الموضوع ؟ أنا ماني معاك أبداً ..
رفع يحيى حاجبه و بدت ملامح الغضب على وجهه : مو ملاحظ إنك ما تنعطى وجه ؟؟ " اقترب من مكتبه ، انحنى و هو يسند كفيه فوق الطاولة : " مو مطلوب منّك تكون معاي ، مطلوب تنفّذ أوامري ، و إذا كنت ديموقراطي معاك ، مو معناته إنّك تتجاوز حدودك ..
تجمّعت ملامح الامتعاض في وجه عزيز ، لم يترك له يحيى مجالاً للرد ، خرج و هو يقول ببرود : انتبهلي على ضيفنا ، الوفـي ..
عَزيز يتمتم لنفسه بعد خروج يحيى : صدقوا لما قالوا إنك مريض !


،,



رومـا ، المدينة الشّاهِدة على أوجاعِ الكثيرات .. تجلِس حسناء في الصالة رافعة قدميها فوق الأريكة ، تقلّب بالريموت كونترول في التلفاز ، و في الأريكة الخلفيّة تجلِس ريم ، و يبدو أنها في عالَم آخر ، التفتت لها حسناء التي سمِعت الكثير من التنهّدات في ذلك اليوم ، و كانت تعرف جيداً ما وراءها ، إلا أنها تجاهلت ذلك ، لأنها اعتادت أن لا تفضفض ، و أن لا تسمع فضفضة من أحد ، اعتادت أن تنسلِخ عن كونها أنثى تحكمها مشاعرها ، تساءلت : وش فيكِ ريم ؟
صمت ريم ، كان دليلاً على أنها بجسدها فقط تجلس في هذا المكان ، أما روحها .. فيبدو أنها في مكان بعيد .. كررت حسناء : هييه ريموه ، أكلّمك وش فيكِ ؟
انتفضت ريم و هي تعود لواقعها : هـا ؟ وش قلتِ ؟
عقدت حسناء حاجبيها : وين سارحة ؟؟
تحدثت و الهمّ يقطر من كلماتها : أبوكِ يا حسناء ، رافض الطفل اللي في بطني ..
أعادت حسناء توجيه نظراتها صوب شاشة التلفاز ، ببرود : و مستغربة ؟ لو كان يبي عيال ما كان أجبرك على حبوب منع الحمل ..
ريم : ماني مستغربة ، بس توقّعت إنه لما يسمع خبر الحمل يغيّر وجهة نظره ! تخيلي بيني أجهض الولد !
حسناء دون أن تلتفت : عـارفـة ..
رفعت ريم حاجبيها : عـارفـة ؟؟
حسناء : يعني شي متوقع ،، و بعدين إنتِ على طول كذا تعترضي على أوامر أبوي و في الآخر تنفذيها .. فنفذي ولا تعوري دماغي و دماغِك !
ريم بصوت خافت : مو لمّـا يكون الموضوع متعلّق بروح ، هذا ولدي .. بكرا لا تزوجتي و حملتي راح تعرفي وش معنى إنّك تجهضي ولدك اللي تنتظريه من سنين ..
ظهرت ابتسامة ساخرة على وجه حسناء ، تضحك على كلمة " تزوّجتِ ، و حملتِ " لا تظن نفسها يوماً ستكون امرأة ككل النّساء ، تكوّن أسرة و تصبح مسؤولة عن أطفال .. يبدو أن والدها قد أوكل لها مهمّة أخرى في تِلك الحياة .. رن جوال حسناء ، رفعته و نظرت باستغراب إلى الشاشة ، كان والدها المتصل ، التفتت إلى ريم : أبوي طـالع ؟
ريـم : لا ، في مكتبه ..
تمتمت حسناء : ليش قاعِد يدق علي ؟
فصلت المكالمة ، نهضت من مكانها و قالت : بقوم أشوفه ..
صعدت الدّرج حتى وصلت إلى باب مكتبه ، دخلت و كان يجلس خلف طاولته ، إنّها تعرف تماماً سبب استدعاءه لها الآن ، اقتربت : يبه .. دقيت علي ؟
رفع نظارته الطبية عن عينيه و قال : ايه يبه تعالي ..
جَلست أمامه ، قال : بكرا نازلة الجامعة ؟
هزّت رأسها بنـعم ، أردف عُمر : طيب ، بكرا لا تردي البيت قبل لا تشوفي جماعة كلية الرياضة ، خاصة اللي عندهم بطولات .. و قوليلهم عن المنشطات الجديدة اللي جبناها ..
أمالت رأسها : و تبي تعطيني عيّنة كالعادة ؟
عُمـر : أكـيد ، " أخرج كيساً صغيراً أسوداً من الدرج ، وضعه أمامها و قال بلهجة تحذير : " ما بي أوصّيكِ ، لا تتكلمي إلا مع اللي واثقة منهم .. مفهوم ؟
حسناء تحمل الكيس و تقف : مو أول مرة نشتغل .. أبغى بس أتخرج و أخلص من هالقرف اللي دخلتني فيه ..
عمر بحدّة : القرف هذا اهوة اللي خلّاكِ تدرسي جامعة ، نسيتي ؟
التفتت إليه ، ألقت الكيس أمامه بغضب : أنا بس أبـفهم ، قاعِد تشغلني بهالشغل الوصخ عشان تخليني أكمل دراستي ؟ ليش ؟ أنا مو بنتك ؟ مو مجبور فيني و بتعليمي و بمصروفي ؟؟ ليش لازم تلوثني ؟
عمر بقسـوة : لو كانت أمّك ، واحدة ثانية غير روزموند ، لو أمّـك ما سـوّت اللي سوّته يمكن كان اختلف الوضع ..
تجمّعت الدموع في عينيها : أنا وش ذنبي بغلطها ؟ ليش تحاسبني عليه ؟
نهض من مكانه : ذنبك إنك بنتها ، عيونِك مثل عيونها ، نفس اللون و نفس الرسمة ، كل ما أطالع فيهم أتذكرها و أتذكر خيانتها ..
حملت الكيس بخيبة ، بنبرة هادئة تخفي فيها ارتجاف أحبالها الصوتية المهتزّة من فيض بكاء أخفته طويلاً : مشكلتك إنك أبوي ، ماني قادرة أكرهك رغـم كل شي سويته فيني .. لأن مالي غيرك ، ماني قادرة أكرهك ، ولا أتخلى عنك ..
تركته و خرجت ، جَلس على كرسيه بتعب و طيف زوجته الأولى و عشقه الأول يمر أمامه ، إلا أنه لم يكن طيفاً ملوّناً ، بل كان طيفاً حالك السواد .. تركت خلفها قلبين جريحين ، لم يتعافى أي منهما حتى الآن ، يلعن نفسه في كل مرة يقسو فيها على ابنته بسببها ، إلا أن عينا حسناء ذات اللون الأخضر الداكن ، تذكرانه دوماً بـ "روزمـونـد " ، المرأة الوحيدة التي كَسرت جبروته ، و أطغت قلبه ، المرأة الوحيدة التي اختلست الدمع من عينيه حين تركته و رحلت لآخر .. و لم يجد سبيلاً للانتقام إلا في عينيها ، عينيكِ أنتِ يا حَـسنـاء ..


،,
الجُمعة ، ظهرًا .. مآذِن الجوامِع تصدَح بأصوات الأئمّة و الشوّارع هادئة في سكينة ، يستمع الجميع إلى خطبة الجمعة .. وَصلت إلى البيت ، نظرت حولها إلى الشّوارِع الخالية ، وصلت إلى باب المنزل ، تحدّث نفسها : أكيد الحين بيكون في الجامِع .. يا ليتني أخرت جيتي شوي !
رن جوّالها ، ذات الموديل القديم ، ارتجفت و هي ترى اسم جارتهم هُدى ، عرفت أن عبير من يتصل من جوال جارتهم ، ردّت بخوف : آلـو ..
عَبير بهمس : شهد ، وين رحتِ ؟؟
شهد : مشوار ، لا جيت أقول لك ، أبوي رجع من الجامع ؟
عَبير : لا بس ما راح يطوّل ! وش بقول له إذا سألني عنّك ؟
شهد تفكّر ، بعد ثانية : قولي إني رحت أعطي واحدة من البنات درس خاص ..
عَبير بلهجة استنكارية : والله ؟ تبيني أكذِب على أبوي عشان يكوفنني ! و بعدين أبوي عارف إن البنات ياخذون دروس في بيتنا مو إنتِ تروحيلهم !
شهد بتعجل : طيب خلاص قفلي الحين لا تأخريني ! دبري أي شي و أنا لا رديت البيت بتصرف .. يلا سلام ..
أغلقت الخط ، وضعت الهاتف في حقيبتها الصغيرة ، فركت يديها بتوتر ، بعد دقيقة قرعت الجرس بسبابتها المرتجفة ، لم تتوقّع أن يفتح هو الباب ، نظر إليها بعينين متسعتين ، و بصدمة قال : شهـد ؟؟
انخفضت نظراتها في الأرض خجلاً ، يعهدها منذ زمن غير قادرة على النظر في عينيه ، أمال رأسه و هو يحدّق بها : تفضّلي ..

صوت خجول خرج من حنجرتها بالكاد يُسمع : خالتي جواهر موجودة ؟
ابتسم : ايه موجودة تفضلي ..
دخلت بخطوات مرتجفة ، وقفت في المدخل و هي تفرك يديها بتوتر واضح ، تساءل : صاير معاكم شي ؟
رفعت نظرها إليه ، لوهلة شرد ذهنها و هي تتأمل ملامحه التي تغيرت كثيراً ، إنك تصبح أجمل ، لكنّك مختلف .. كأني أقابلك للتو ، أرى وجهك الأسمر للمرة الأولى ، و ذقنك المرسومة ، نصف الغمازة في خدّك الأيسر التي بالكاد تظهر حين تبتسم ، أفاقت بسرعة من شرودها و قالت : بصراحة أنا ،، مابي أشغلكم معانا ، توقعت تكون في الجامِع بس ..
فهد بخجل : ما لحقت الصلاة ، تأخرت في النوم ..
أرسلت نظرة خاطفة معاتبة له ، تغيّرت كثيراً يا فهد ، لم تفوّت يوماً فرضاً ، كنت ترافق طارق إلى المسجد دائماً ، فما الذي تغير الآن ؟
تنهّد فهد : قولي يا شهد وش صاير ؟
شهـد : الأمن أمس ، أخذوا أخوي طارق و للحين ما رجعوه ..
تكتّف عاقداً حاجبيه : عَـشاني ؟
شهـد : مادري ..
مشت بسرعة نحو الباب و هي تقول : ما أقدر أتأخر أكثر ، قلت يمكن تقدر تساعده ، أبوي ماهو سائل و أنا خايفة عليه ، عن إذنك ..
فتحت الباب و همّت بالخروج ، قال فهد : شـهد ..
التفتت إليه ، أردف : أعطيني رقمك ، بدق عليكِ لا صار شي مهم ..
شهـد بتردد : بـس ..
فهـد : لا تخافي ، مستحيل أزعجِك ، ما بدق إلا لا صار شي مهم ..


،,

خَرج من الجامِع متجهاً إلى المركز ، وصل و دخل مسرعاً إلى مكتبه .. كانت الغرفة خالية إلا من عزيز الجالِس خلف مكتبه و يقوم بطباعة أوراق أمامه على الكمبيوتر ، خَلع جاكيته و هو يوجّه كلامه لعزيز : أشوفَك مداوم اليوم ؟
تجاهل عزيز كلامه و لا زال حاملاً في داخله على كلام يحيى في الأمس ، أما يحيى فقد نسي تماماً حالة الفصام التي أصابته .. استمر بالطباعة ، وضع يحيى مسدّسه فوق الطاولة ، اقترب و هو يعقد حاجبيه و يرسم ابتسامة على وجهه : عزوز ، وش فيك ما ترد ؟ أقول ليش مداوم ؟
عزيز ببرود و دون أن ينظر إليه : عندي شغل ..
يَحيى : كلّمت طارِق ؟
بنفس البرود : لا ..
ارتفعت نبرة صوته ، و قال بملل : عزووز و صمخ ! وش فيك تتكلم كذا ؟
التفت إليه و هو يرفع حاجباً : والله ؟ ناسي كلامك أمس ؟
شرد دقيقة و هو يتذكر ما حصل في الأمس ، تذكر كلامه ، ثم ضحِك : هههههههههههه لا تكون زعلان مثلاً ؟
عَزيز : ماني تافه علشان أزعل ، بس مو غلط يكون في بيننا احترام !
يَحيى مازحاً : والله أنا مو محترم تحمّلني..
اكتفى عزيز بالسكوت ، أعاد نظراته لشاشة الحاسوب ، وقف يحيى : يلا قوم بلا ولدنة خذ طارِق لغرفتي اللي أحبهاا،،،

دقائق ، كان طارِق الواضِح على عينيه أنه لم ينَـم طوال الليل يجلس في الغرفة الخاوية إلا من طاولة صغيرة و كرسيان ، دخـل يحيى إلى الغرفة ، بدأ يطقطق أصابعه كَمـن يستعِدّ لأمر ما ، جَلس على الكرسي و قال بهدوء : شلونَك يا طارِق ؟
كانت نظرات طارِق هي الرد ، إنما اكتفى هو بالصمت دون إجابة ، قال و هو يحكّ ذقنه بسخرية : إن شاء الله تكون ارتحت في النومة ؟
استمر في صمته المستفزّ ليحيى ، مسح فمه بيديه و استقرت كفه على رقبته ، ثم قال : ما راح ترد ؟ عيب ، تارِك إجازتي و جاي عشـانَك ..
طارِق بصوت مبحوح : شتـبـي ؟
أمال رأسه و هو يرفع حاجبيه قال بحدّة : تكلّم باحترام ..
طارِق يتأفف : واضِح إنك قاعِد تدوّر مشكلة !
اعتدل رأسه و قال بغضب : طـارِق !! مفكر نفسك مع خويك ؟؟ تكلّم بأدب !
ابتسم طارِق و زاد في استفزازه ليحيى ، بدأ الغضب يشع من عينيه ، رغم أنه كان متوقعاً لما سيحدث ، إلا أنه لم يكن يتوقع أن يغضب إلى تِلك الدرجة ، كوّر قبضة يده و لكمه على أنفه ، أسقطه عن الكرسي و أسال منه الدم ، نهض طارِق و هو يمسح دمه بكم قميصه ، ينظر إليه بنظرات حاقدة ، اقترب يحيى و شدّه من قميصه ، و قال بصراخ : قاعــد تلــعب معــاي ؟؟ منــت عــارف وش ثـمـن اللعـب معــاي ؟؟
طارِق بلهجة تحدي : قلتلك مابي أشتغل معاك و إنت أجبرتني ، مستحيل أخون صديقي ..
تركه و ألقاه على الكرسي بقوة و قال بغضب : صديقــك ؟؟ صديقك اللي ما سأل فيك من أمس ؟؟ وينه صديقك ؟؟
طارِق : مالك علاقة ..
لكمه مجدداً على فمه ، لكمة أقوى جعلته يبصق الدم ، أخذ يسعل بقوة ، دخل عزيز على صوت الصراخ ، انصدم من الدم الذي يسيل من وجه طارِق و قال : يحيى وش تسوّي !!!
كاد أن يقترب من طارِق مجدداً ، وقف عزيز في وجهه ليمنعه من الاقتراب ، أشار يحيى بسبابته : والله ثم والله يا طارِق إني بعلمك شلون تلعب مع يحيى الغـانِم ، والله بندّمك عاليوم اللي جيت فيه !
عزيز يصوت منخفض : يحيى إنت وين عقلك معقول اللي مسويه بالرجال ؟؟
طارِق : إنتوا كنتوا سامعين كل شي ، و سمعتوا وش قال فهد ، لو كان مسوي شي كان قال و كنتوا سمعتوا .. روحوا جيبوا اللي قتل العم مشعل و حاسبوه ، مو قاعدين تتبلوا ع ناس مالها علاقة ، و تحققوا مع وِلد الضحية بدال ما تشتغلوا عشانه !
ابتسم يحيى بغيظ : ممتــااز والله ، حضرتك بتعلّمنا شغلنا !!
أحكم عزيز قبضته على ذراع يحيى ، جرّه خارجاً : خلااص ، هدي أعصاببك ! ما يصير كذا وش مسوي الرجال عشان تضربه و تهينه ؟؟
يحيى بتوتر : والله بربيه ، والله بربييه !!


،,

ظهيرة روما الملطّخة بالدماء ، خرجت من الحمّـام مرتدية روب نومها الحريري الأبيض ، تضع يدها على بطنها الذي يعتصر ألماً ، تذكّرت كأس العصير الذي قدّمه لها عُمـر صباحاً ، نَزلت على الدرج بحركات بطيئة و هي تضغط بكفيها على بطنها ، وصلت إلى نهاية الدرج و لم تقاوم الوقوف أكثر ، جَلست بتعب و العرق يتصبب من جبينها ، شعرت برطوبة روبها تحتها ، مدّت يدها المرتجفة ، تحسست روبها ، رفعت يدها لتراها .. شحب وجهها و اصفرّ لونها و هي ترى دماً مائل لونه إلى السواد يغطيها ،ارتجف فكّها ، بدأت تبكي و تعتصر ألمـاً بصوت غير مسموع ، بحروف متقطعة تحاول أن تنادي الخادمة لكن صوتها بالكاد يخرج من حنجرتها ، تصبب العرق من جبينها أكثر ، ثم سقطت مغمى عليها ..
خلال دقائق دخلت حسناء العائدة من جامعتها ، سقطت حقيبتها أرضاً و راحت تركض إلى ريم الملقاة إلى جانب الدرج ، جلست على ركبتيها : ريــم ! ريــم سـامعتني ؟
بدأت تضربها كفوفاً خفيفة على خدّها ، فتحت عينيها ببطء ، نطقت بصعوبة : أ أبـ ـوكِ !
انتفضت بخوف و هي ترى الدم يلوّن الأرض تحتها ، رفعت جوالها بيد مرتجفة ، و اتصلت بالحارس " عَـابِد " ..

،,



ابتعد عنها ، وقف أمام النافذة و قال بنفاد صبر : إنتِ قاعدة تبالغي و هالشي ما ينحمل !

،,


وَقف أمامه بنظرات خجولة ، رأسه في الأرض ، رفع يده و صفعه على وجهه : طول عمرك فاشِل ، و ما تعرف مصلحتك .. الشرهة علي اعتمدت عليك و اعتبرتك رجال !

،,


انتهى ()

أتمنى أن يَنال البارت إعجابكم ، لا تنسوني من آراءكم ، تعليقاتكم الجميلة ، و صالِح دعائكم ..
نلتقي الجمعة القادمة بإذن الله .. في حفظ الرحمن ()

طِيفْ!

 
 

 

عرض البوم صور طِيفْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:17 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية