كاتب الموضوع :
سيريناد
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 65 - الرهان الخاسر _ آن ميثر _ دار الكتاب العربى ( كتابة )
10 - الولد الميت
" سارة! أين سارة؟"
" سارة بخير تام...المهم أنت...إننا قلقون عليك أنت!"
و أغلقت راشيل عينيها و غمرها للمرة الثانية نعاس عميق و صارت تردد في شيء من اليأس:
" سارة...سارة..."
وفتحت عينيها للمرة الثانية لم تكن الجدران تبدو كلها بيضاء و قطبت و هي تحاول أن تفكر..ماذا جاء بها إلى ذلك المكان؟ لماذا هي بالمستشفى؟ وسمعت صوتا يقول:
" السيدة غيلمور؟"
كان الصوت صوت رجل و كان الوجه يدل على أنه يميل إلى كبر السن، وبلعت راشيل ريقها و قالت:
"ماذا أفعل هنا؟"
و أشار الرجل الذي يلبس المعطف الأبيض إلى إحدى الممرضات من خلفه لتقطر سائلا بين شفتي راشيل كان السائل منعشا و كان مذاقه مقبولا.
" و الآن يا سيدة غيلمور...لا أريدك أن تتكلمي...كل ما أرجوه هو أن تستريحي.
" أين أنا الآن ؟"
" أنت في المستشفى يا عزيزتي...ألا تذكرين أنك سقطت على الدرج...إلى الدور الأرضي."
و قطبت حاجبيها و تنشقت نفسا مضطربا و تذكرت جويل...مسكين جويل و أخذت تنطق بصوت باهت:
" سارة؟"
" سارة بخير"
" أريد أن أراها"
"لا داعي لأن تثيري أعصابك يا سيدة غيلمور"
قالها الرجل بحزم و هو ينحني على الفراش ليمسك بمعصمها:
" غير مسموح لأحد بزيارتك الآن سوف ترين سارة في الوقت المناسب.
" سارة من يرعاها؟"
"لقد فهمت أن أباها يتحمل المسؤولية"
ولكن راشيل لم تكن تسمع.وحاولت أن تتحرك، ولكنها لم تستطع و بكت.كان الألم في رأسها يزداد حدة، أوه يا الله لماذا لا تستطيع الحركة ؟ هل أصابها الشلل؟ كان عليها أن تفكر..و تفكر..وتفكر، ولكن التفكير كان مؤلما للغاية..كان وجه الرجل غامضا...و كانت لا ترى من بعد إلا الظلام الحالك و أصبح عليها أن تسأل..وومضت عيناها...تذكرت أن هناك شخصا يجلس إلى جانب الفراش.أيمكن أن يحدث هذا ...أين إذن ذهب الرجل ذو المعطف؟ و الممرضة؟ و الرجل الذي يجلس إلى جانب الفراش لم يكن يلبس معطفا أبيض ،بل قميصا و سترة جلدية. و كان يجلس في وضع يدل على الإعياء الكامل. و أحست بأصابعها بين أصابعه...و حاولت من باب التجربة أن تحرك أصابعها..و غمرها شعور بالشكر حين نجحت.
و انتبه الرجل على الحركة و رفع رأسه يستطلع حالها.كان الرجل هو جويل، و عرفت ذلك في الحال رغم أنه كان يبدو مكتئبا أضناه التعب و أهمل لحيته فبدأت تطول و نظرت بعينين طار فتين من جديد .كان الضوء الوحيد في الغرفة يأتي من مصباح إلى جانب الفراش.و كان الظلام قد ساد ثانية لا بد أنها نامت طوال النهار.
قال و هو يتنفس باضطراب:
" راشيل, راشيل هل أنت صاحية؟"
" أ...اعتقد ذلك"
" جويل..أين سارة؟"
|