_اعرف انك تحبينها ,ولكن من الامانه ان تعرفي كيف يفكر جويل .
_حسنا ...لاتشغل بالك ياجيمس ! لن يأخذ سارة .سوف تجري العمليه كما اتفقنا ,سوف نتزوج بمجرد ان تشفى .
وساد الصمت لحظه ,ثم قال جيمس :
_كنت افكر في ذلك ,ياراشيل ,اقصد في زواجنا ,الاتظنين انه من الافضل ان نتزوج قبل ان تتم عملية نقل الكليه لسارة ؟
_قبل ؟
_نعم قبل .لو اننا تزوجنا ياراشيل ,لكان لي الحق الشرعي في تبني سارة باعتبارها طفلتي .
وضغطت راشيل بيدها على معدتها المضطربه ,وقالت :
_لا اعرف ياجيمس!
_ولم لا ؟ما الفارق ؟ فبعد ان نتزوج ادخل المستشفى واجد انا وسارة العلاج اللازم ,وبعدها لن يوجد شئ يؤخر اقامتنا في هذا البلد .
لم تكن راشيل تعرف كيف تجيبه ,كان رأسها يدور ,وكانت في حالة من الاضطراب والقلق ,وقالت :
_جيمس لابد ان افكر .
_تفكرين .لماذا ؟هل كنت تنوين ان تغيري رأيك ؟
وانفعلت راشيل بغضب وقالت :
_لا ! انا لا افعل ذلك .
_حسنا .
_اوه جيمس ! اعطني يومين لأقلب الموضوع على وجوهه ,لم اكن اتوقع ذلك بهذه الطريقه المفاجئه ...
وسكتت ,ثم قال :
_سوف اعود خلال ايام ثلاثه ,ياراشيل ,هل يمكنك ان تعطيني رأيك عندئذ؟
وزفرت راشيل زفرة تعبر عن الارتياح وقالت :
_اوه ,نعم ....ارجو الا تكون غاضبا ياجيمس!
ورد جيمس بأزدراء :
_لست غاضبا .لا ,ولكن اشعر بشيء من خيبة الامل ,ارجو ان تتذكري انك تستفيدين من هذا ...فعندما تصبحين زوجتي لن يستطيع انسان ان يأخذ سارة منك .
عندما وضعت السماعه ,التفتت راشيل الى مديرة المنزل ,وقالت :
_سوف اخرج لبعض الوقت ,ياسيدة تالبوت .
وبدا على السيدة تالبوت شيء من الدهشه ,وقالت :
_تخرجين ؟ياسيدة غليمور ؟
واومأت راشيل بالايجاب وقالت :
_نعم ويعرف السيد كنغدوم بذلك .
واخذت تحاسب نفسها لماذا قالت هذا ,لم تكن طفله صغيره لتحتاج ان تفسر حركاتها ,وخشيت ان يكون الدور المرسوم لها في المستقبل ان تحاول دائما ان تجد الاعذار لتصرفاتها .
_حسنا ..اذا كنت واثقه من ذلك ياسيدة غليمور !ولكن الساعة الان بعد التاسعه .
_اعرف !
واتجهت راشيل الى حجرتها ,ولبست سترتها الجلديه ,ولم تكن القميص الزرقاء كافيه لوقايتها من البرد ولكنها كانت تنوي ان تأخذ سيارة اجرة عند نهاية الممر ,وانزلتها السيارة امام المبنى وحملها المصعد الى الشقه ,وضغطت على الجرس وانتظرت .لم يكن هيرون هو الذي فتح لها الباب ولكنه جويل بنفسه .كان يقف بأدب الى الداخل عندما رأها ,وقال :
_الا تدخلين ؟
ورفعت راشيل بصرها في شيء من الشك ,كان قدر كبير من الارهاق قد زال عن وجهه ,وكانت عيناه فقط تعكسان قسوة الالم الذي يعانيه .ولكن من الواضح انه شفي بالفعل ,وعلقت ببساطه ,وهي تتوقف على الدرج الهابط الى الغرفه :
_الحمد لله انك احسن .
كانت الغرفه مضاءة بالمصباح ,والستائر قد ازيحت لتكشف عن المنظر الشامل العريض لاضواء لندن ,وواصلت راشيل :
_لماذا لم تقل لي ذلك ؟واذن كان من الممكن ان نتقابل في مكان اخر .
ورد جويل وهو يهبط الدرج برشاقه امامها :
_ولم ذلك ؟ان هذا المكان ليس اقل بهاء من اي مكان اخر ,اخلعي معطفك ,وتعالي نجلس ,ماذا تشربين ؟
هزت راشيل رأسها ,وقالت :
ما الذي تريد ان تقوله لي ؟ لننته من هذا اولا !
احضر عربة المشروبات محمله بالزجاجات والكؤوس وقال في صوت هادئ :
_انا وانت وحدنا هنا ,ياراشيل ولا داعي للعجله .
واتسعت عينا راشيل ونظرت تجاه الباب ,وقالت :
_اخبرتني ان هيرون هنا .
وتنهد جويل وقال :
_حسنا ,انه في غرفته ,المهم اننا وحدنا ,هل يرضيك ذلك ؟
وبقيت راشيل حيث كانت ,وقالت :
_اعتقد انه لا طائل وراء هذا الكلام ياجويل ,طلبني ابوك بالهاتف واخبرني انه كان يحادثك .
وحدق فيها بشيء من العبوس ,وقال :
_راشيل ! استحلفك ان تأتي وتجلسي ,لن احاول ان اغويك ,او ارتكب شيئا من الاشياء التي قد يوحي بها اليك تفكيرك ,اريد ان اتحدث اليك .
واسرعت انفاسها ,وقالت :
_عن اي شيء ؟
_تعالي واجلسي اولا .
وهبطت راشيل الدرج وجلست على طرف الاريكه ,ولم تكن قد خلعت معطفها ,وعندما قدم لها كأسا به سائل عديم اللون ,اخرجت يدها من جيبها ,لتتناول الكأس وسألت :
_ماهذا ؟
_عصير !
قالت وهي تتناول الكأس :
_اشكرك .
وعاد جويل ليجلس الى جوارها على الاريكه وقد اقترب منها بدرجه كانت تخشاها ,وقال :
_والان ,ماذا قال لك ابي ؟
هزت راشيل كتفيها في شيء من الارتباك ,وقالت :
_فقط ...انك تحادثت معه ...
كانت ملامح جويل تعكس الشعور بالمراره وقال :
_فقط ذلك ,ولا شيء اخر ,هل طلبك بالهاتف ليقول لك انه كان يحادثني .
وامتقعت بشرتها ,وقالت :
_لا ! كان لديه كلام اخر .
_مثل ماذا ؟
_لا يحق لي ان اخبرك به .