وصحبتهما راشيل الى غرفة النوم ,وبعدما قبلت سارة وتمنت لها ان تصبح على خير ,تركتهما وعادت الى غرفة الجلوس ,ولم تكد تفعل حتى رن جرس الهاتف ,وبدأت اعصابها تهتز كانت تستطيع ان تتصور من المتحدث ,وقالت في صوت هادئ
هالو!
_راشيل ؟راشيل ؟هذا انت
كان صوت جيمس ,وتنشقت راشيل نفسا مضطربا قبل ان تجيب :
نعم ,نعم,ياجيمس .انه انا!_
_هل انت بخير ؟يبدو عليك الاضطراب .
_لا ,لست مضطربه .
وكانت راشيل تحاول بصعوبه ان تحتفظ بثبات صوتها .
واضافت :
الواقع انني كنت اساعد سارة في النوم .
_وكيف حالها ؟هل سار كل شيء على مايرام الليله الفائته ؟
_نعم ...كان كل شيء على مايرام ...وكيف حالك ,ياجيمس ؟
_كالعادة, على احسن مايكون .وماذا عنك ؟هل تستمتعين بوقت جميل في لندن ؟
انه ابعد مايكون عن ذلك ياجيمس_
_ولما لا ؟لاشك ان الانسه كلاي اخبرتك انني فتحت لك حسابا في مصرف هارودز, الم تخبرك بذلك ؟كنت اتخيل انك تستمتعين بصكوك الشراء المفتوحه.
وزفرت راشيل زفرة وقالت:
لا ! لا ! لابد ان الانسه كلاي نسيت ان تخبرني بذلك ,ولكن ,ارجوك الا تسبب لها المتاعب ياجيمسسوف يكون اول شيء افعله في الصباح ان اتصل بالانسه كلاي حول هذا الموضوعكانت راشيل تحاول ان تعترض ,ولكنها تعلم ان ذلك الاعتراض بلا جدوى .فان كان جيمس عندما يقرر امرا يصمم عليه بلا تراجع ,وكانت يدها التي تمسك بالسماعه ترتعد بعض الشيء ,وواصل حديثه :
_وفي اية حال ,ظننت انه من المناسب ان اضعك معي في الصورة فيما يتصل بترتيبات حفل الخطوبه ,اتخذت بالفعل بعض الترتيبات الاوليه وخطر لي انك ربما تريدين ان توجهي الدعوة الى اشخاص معينين.
وهزت راشيل رأسها بالنفي ثم قالت:
لا اعتقد._
كان الاشخاص الوحيدون الذين يمكن ان تدعوهم يعيشون بعيدا عن لندن.
_حسنا ,اذن
اجاب جيمس بهذه الاجابه ,ولم يبد انه شعر بنوع من الاحباط .وخيل الى راشيل انه لن يتحمس لدعوة اي من زملائها من ملجأ الايتام ولاشك انه كان يريد ان يجعل منها صورة مثاليه يصنعها على يديه ,كما كان يفعل من قبل مع كل الاطفال الايتام الذي كان يتبناهم .
واحست راشيل بجويل يقدم من الداخل ,ثم وقف خلفها ,ولم يقل شيئا ,ولكنها احست بوجوده الصامت ,وكان ذلك مما سبب لها بعض التوتر وقالت ,وكأنها تريد ان تنهي الحديث
هل هذا كل شيء اذا ؟_
وتبع ذلك صمت دام لحظه ,وتحدث جيمس اخرا :
_هل انت متأكده انه لايوجد ما يضايقك ,ياراشيل ؟يبدو انك شارده بعض الشيء.
وحبست راشيل انفاسها ,وقالت :
_اخبرتك ياجيمس ,انني بخير ,كل ما لدي هو شيء من الصداع .
واحدث جويل صوتا يدل على التشكك ,وصار يتنقل داخل الغرفه وقد اشعل سيكارا, ولحسن الحظ فان جيمس كان يحاول التخفيف عنها ,ولم يسمع شيئا غير مناسب ,وسألها :
_لماذا لم تقولي لي ذلك ؟لابد انه تغيير الجو .
وسكت لحظه ثم قال :
_حسنا ,ياعزيزتي ,سأضع السماعة .وعلى فكرة ,فانني انوي العوده يوم الثلاثاء بدلا من الخميس .وسأخبرك بوقت الوصول فيما بعد ,بلغي سارة حبي ,هل تفعلين ؟
_سوف افعل ,وداعا ياجيمس .
_الى اللقاء ,ياحبيبتي .
قالها بالالمانيه ,واردف يقول :
_كما ترين ,فانني اتعلم اللغه .
واجابت راشيل اجابه مناسبه ,والتفتت على مضض لتواجه جويل الذي يقف امام المدفأة ,وعلق في سخريه بارده :
_حبيبتي !
قالها هو الاخر بالالمانيه ,واضاف :
_ابي تحول الى عاشق في كبر سنه .
واتجهت راشيل الى النوافذ تجذب الستائر ,وهي تقول :
_هل ينبغي ان تكون بغيضا ؟يخيل الي انك بعدما اكتشفت نقطة الضعف في سارة تريد ان تستغلها في الاعتراض .
وزفر جويل زفرة ثقيلة ,واجاب في شيء من القوة :
_اعتقد انه كان من حقي ان اعرف الحقيقه عن حالتها ,قلت من قبل انها تعاني من نقص طفيف في الدم ,وكانت تلك اجابه مضلله ,سارة تحتاج الى جهاز الكليه الصناعيه ,وذلك هو السبب في دخولها المستشفى الليله الماضيه .
واتجهت راشيل اليه وهي تطوي يديها باحكام :
_حسنا ,سأخبرك بالحقيقه,ولدت راشيل بنقص طبيعي في كليتيها .
واغتم وجه جويل وقال :
!_استمري
وبدت راشيل ,وكأنها تبحث عن الكلمات وقالت :
_حسنا ...نحن ...انا ...لم اكن اعلم في اول الامر ,كانت تبدو طفله عاديه صحيحة البدن ,ولكنها لم تكن تنمو بما يتلائم مع عمرها .ولم يكن وزنها يزداد بالسرعة المطلوبه .ولكن ذلك يحدث احيانا مع الكثيرين من الاطفال ...ونظرا لهزال جسمها كانت عرضه للعدوى وكان اضعف فيروس يجعل حرارتها ترتفع ويجعلها تعاني من اضطرابات معويه .واخيرا اكتشفنا العله الحقيقيه.
واسترخت راشيل بوهن في احد المقاعد المريحه ,وهي تحدق بلا غايه في النار المتوهجه في المدفأة ,وحركت كتفيها وقالت :
_فحصها الاطباء والاخصائيون ,وبذلوا كل ما يستطيعون ولكن لم يكن ذلك كافيا على الاطلاق ,ومنذ ستة اشهر كانت تعاني من حالة عطل كلوي ,وعند ذلك بدأت جلسات التنقيه بالكليه الصناعيه .
اذ ذاك اخذ جويل يقطع الغرفه جيئة وذهابا بشئ كبير من التوتر وقال :
_وحتى عندئذ لم تفكري على الاطلاق في ان تطلعيني ..
ونظرت راشيل اليه نظرة تدافع بها عن نفسها ,وهي تقول :
_ولماذا افعل ذلك ؟لم يكن همك ...كان همي انا .فانا التي قررت ان احضر سارة الى الوجود .
ولكن في مثل تلك الضروف!_
_لم تكن للضروف علاقة بأي شيء ...كانت فقط غلطه من غلطات الطبيعه ,وربما كان ذلك عقابا على فعلتي.
ودمدم بوحشيه:
_لا تتحدثي بمثل هذا الهراء ...ماذا فعلت غير انك هجرتني !
حسنا !وحتى ذلك ...ربما يكون بالوراثه ...من المحتمل ان ابوي ايا كانا_
ولسارة ابوان ايضا !