خرجت راشيل من المستشفى بعد ذلك بثلاثة ايام دون الحصول على موافقة الدكتور فريزر ,ورغم المعارضه الجديه من الراهبه ثوماس التي قالت :
_لقد افلت من الموت بمعجزه ياسيدة غليمور ! الا ترين من المخاطره بصحتك الان شيئا من التهور .
والتفتت اليها راشيل ,وهي تلبس سترتها ,وقالت :
_اشكر اهتمامك ,ولكن لابد ان اخرج .
_وماذا عن سارة ؟هل تعتقدين ان المخاطرة بصحتك شيء في صالحها ؟
وزمت راشيل شفتيها لتمنعهما من الارتعاش ,وقالت :
_سارة ...اوه ...سوف تكون بخير ...وسوف تعيش مع ابيها .
وبدا على الراهبه ثوماس شيء من عدم الارتياح ,وقالت :
_سامحيني ,ياسيدة غليمور ,ولكن زوجك لم يحضر بتاتا ليعودك خلال المرض .
_ليس لي زوج ...كان ما لي هو ابنة واحدة ,وكثير من الذكريات المؤلمه ...
وترددت بعض الشيء ,وقالت :
_والد سارة هو جويل كينغدوم ...والان هل تفهمين ؟
كانت الشقه باردة وموحشه عند عودتها ,ولكنها اشعلت المدفأة الكهربائيه حال عودتها ,وفتحت علبة حليب ,واعدت لنفسها فنجانا من الشاي ,كانت تنوي ان تقيم في الشقه ليلة واحده ,تقوم فيها بكتابة رسالتها الى جويل .وفي اليوم التالي ان تسحب نقودها من المصرف لتحجز تذكرة سفر الى مدينة اخرى .
واحست بالانهاك بعد ما بذلته من جهد في صنع الشاي ,واضطرت ان تجلس لتستريح قبل ان تشرع في حزم متاعها .وفكرت انه سيكون عليها ان تحجز غرفة في احد الفنادق حتى تستعيد صحتها .
وعندما دخلت مخدع سارة اخذت تتلفت حولها وقد استولى عليها يأس غامر ,كان كل مكان في الغرفه يذكرها بها .وادركت انها لن تكون قادرة على ان تصنع من حياتها شيئا على الاطلاق اذا ما استسلمت باستمرار للعواطف .واستراحت في فترة مابعد الظهر ,وعندما حل المساء احست بانها اصبحت قادره على حزم احدى الحقائب ,وفتحت ابواب خزانة الملابس ,وصارت تتفرس في صنوف الثياب التي دفع ثمنها جيمس ,لم تكن تريد ايا منها .وكانت قطع الثياب التي قررت الاحتفاظ بها هي ملابسها التي كانت ترتديها اخر مرة رأها جويل .
كانت في غرفة النوم تطوي السترات وتضعها في الحقيبه عندما انفتح الباب الخارجي للشقه ,وسمعت شخصا يدخل ,واضطربت دقات قلبها لحظه ,وساورتها كل المخاوف التي كانت تتضمنها قصص جيمس عن السكن في وحدة في مثل تلك الشقه ,ولكن عاودها التعقل عندئذ ,كان هناك شخصان فقط بخلافها معهما مفتاح الشقه :جيمس ,والسيدة تالبوت .
وتنشقت نفسا عميقا ,واتجهت الى باب غرفة النوم بينما دخل الزائر الغريب الى غرفة الاستقبال ليجدها ,لم يكن جيمس ولم تكن السيدة تالبوت .كان جويل هو الذي يقف امامها .ورفعت يدا مرتعده الى رأسها العاري واحست بنعومة الشعر الجديد النامي ,وخشيت ان يرى الرجل الذي كان يحدق بمرارة في شخصها منظرا مزعجا للغايه .واستطاعت في النهايه ان تجد القدرة على ان تنطق بالكلمات :
_جويل ,ما الذي جاء بك الى هنا ؟
ورد جويل في نبرات ثائرة :
_راشيل ! لماذا بالله تركت المستشفى ,ياراشيل ؟
وامتد بصره الى ما وراءها ,الى حقيبة الملابس المفتوحه على السرير ,وقال :
_ما الذي تفعلينه ,عليك اللعنه ؟
كانت راشيل تود لو استطاعت ان تغطي رأسها بيدها ,وكانت حساسه جدا لمنظرها السئ ,واستدارت تبحث عن الشعر المستعار الذي كانت قد القت به امام المرآة ..ولكن جويل امسك بكتفيها من الخلف ,وادارها نحوه لتواجهه ,وامسك بالشعر المستعار من يدها ,والقى به جانبا ,وقال :
_اجيبيني ,ياراشيل !اريد ان اعرف .
واجبرت راشيل نفسها على ان تقول :
_دعني البس الشعر المستعار اولا !
واكتفى بان هزها برقه ,ودمدم بوحشيه :
_انا لايهمني الشعر المستعار ,ولايهمني مظهرك ياراشيل !اخبريني ما الذي تنوين فعله ؟