كاتب الموضوع :
رشا باعلوي
المنتدى :
الارشيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
يسعدني بأن اشارك بروايتي بهذا المنتدى المبهر
فروايتي ذات طابع ايطالي وفيها معلومات متنوعة عن ايطاليا ...
روايتي تحكي عن احتراق رجلين بحب امرأة فتألموا بسبب هذا الحب الذي كلفهم الكثير من الألم والمعاناة
فأتمنى بأن تستمتعون في القراءة بقدر ما استمتعت انا في الكتابة لكم ..
بالنهاية يسعدني تكونون لي قراء واخوات قبل كل شي ومن هالمكان انطلق معكم بروايتي الجديدة فبدعمكم وتشجيعكم اكيد سنصل للأفضل
الفصل الأول
"الكل يعرف ان هذا صحيح لا بد انه رجل اعزب ثرائه فاحش ولابد انه يحتاج الى زوجة"
نظر له اندرو بعمق وهو يعتدل بجلسته في الكرسي قائلاً
"صحيح جيانو.. اتعرف لقد استمتعت معك بالحديث
بهذه المقهى الذي يقدم القهوة التي احبها وحديثنا عن ديفد
وثرائه وغموضه فأنا اتمنى التقرب منه والحديث معه لكن سمعت انه
لا يتداخل مع الناس فقط بمحور عمله فهو يعيش بقصره
مع والده والخدم فقط الذين يخدموه هو ووالده
.. امم حسناً دعنا منه والأن انت عليك ان تذهب
لأمراتك ههه اظن اني اخرتك عليها فهي تحضر لك جواً رومانسياً ههه .. وتبدو وسيماً اليوم "
كان جيانو مرتدياً قميص باللون الأحمر وسترة رمادية وجينز اسود وشعره الأسود الفاحم المسرح بتسريحة بومبادرو حيث شعره مصفف الى الخلف ،مع رفع الجزء
الأمامي بشكل موجة مرتدة الى الخلف وعيناه العسلية اللون الجميلة جعلته كامل الوسامة
وقف جيانو من مقعده وهو مقطب حاجبيه بأنزعاج قائلاً بغضب
"اندرو انا نادم لأني اخبرتك بأن زوجتي تعد لي جواً رومانسياً
ولا تسخر مني ايها المعتوه ودع فضولك عن ديفد الذي لا ينتهي..والأن الى اللقاء ايها المزعج"
مشى بخطوات مسرعة خارجاً من المقهى
فضحك اندرو على صديقه الغاضب وهو ايضاً نهض بعده وغادر المقهى
..........
ارتديت معطفي الشتوي فوق بدلتي الرسمية للعمل
وخرجت من قصري ملوحاً بأبتسامة لحراس القصر
سرت انعش نفسي بهواء الصباح العليل احب السير في الصباح الباكر
وصلت وجهتي دفعت الباب الزجاجي بيدي فرنت الأجراس المعلقة به معلنة دخولي رفعت نظري
لأرى صديقي المرتدي معطف شتوي بالأزرار الذهبية يلوح لي بيده
اقتربت منه سحبت الكرسي وجلست وقلت
" صباح الخير مارتن كيف حالك"
رد علي بأبتسامة بشوشة
" صباح التفاؤل الحمد لله وانت كيف حالك ديفد... وكيف عملك بأدارة المصانع للمواد الغذائية"
قلت بهدوء
" انا بخير كل شي جيد عمالي يعملون بجد "
قال صديقه
" هل اثر عليك تفرق والديك فأمك تزوجت وتعيش بأروبا بينما والدك كما رايت مسبقاً يهتم بك يعوضك عن فقدانك لأمك"
رفعت نظري اليه وابتسمت بسخرية وقلت
" اتعلم ما اكثر اربعة اشياء ان اعطيتها ظهرك فلا تلتفت اليها"
اشاح بنظره عني متضايقاً وقال بتذمر
"الحب وما الثلاث الآخران"
ابتسمت ببرود وقلت
"الماضي والحاضر والمستقبل"
هز راسه بيأس وقال
"مر وقت طويل جداً ياصديقي انسى آن لك ان تنسى ما حدث
وتبني حاضراً جميل فأنت غني لا ينقصك شي ماذا تريد بعد
غيرك فقير لا يحصل على ثمن دواء لدائه ومبتسم متفائل
بحياته ويحمد الله على نعمه ... وعمرك ٢٩ سنة عش حياتك بأستمتاع "
ضحكت ضحكة عالية صاخبة وقلت
"وهل تمحوا السنين شيئاً انها كالطابعة محفورة بالعقل يجعلك
لا تثق بالناس وهذه بسبب والداي فهم كانوا يتصرفوا كالأطفال عند صغري
لم يفكروا بي كبرت وفهمت انهم غير متفقين دائماً يصرخون
ببعضهم البعض ويتجادلوا وانا وسطهم حائر بينهم امي لترتاح من خلافات ابي على حد قولها
ولترتاح او لأقل لتهرب من مسؤليتي وانا طفل احتاج لحضن دافئ حنون امومي يبعد حيرتي عن جدال ابي وامي
ولكن ذلك لم يحصل ابي يغرقني بالمال والعمل يعتقد بأنه يهتم بي ولكنه هو لا يشعر بي بالأساس لا يسأل عن حالي
لا يحضنني عندما كنت احتاج لحضن بطفولتي كبرت هكذا بليد المشاعر
فقط يقول كيف حالك ويسأل عن سير العمل بالمصانع.. ويتناول معي الفطور والغذاء والعشاء وغالباً يكون بمكتبه
الذي في المنزل يعمل به اعماله او يسافر او يخرج للعمل او يذهب مع اصدقائه يستمتع بوقته
اما انا هه ما انا إلا نكره حلت على والداي"
نظر لكأس القهوة امامه وادار اصبعه على حوافه في حركة دائرية وقال بهدوء
"وحتى متى ستعيش على هذه الحال"
قلت بشرود
"المهم اني لا اريد شفقة والداي او الناس فهكذا افضل انا مرتاح"
نظر لي مطولا بصمت فقلت
"ما رايك برحلة استجمامية لأستراليا "
رفع حاجب بتعجب وقال
"حقاً"
قلت بهدوء
" كما سمعت اتذهب معي ؟"
نظر لي وقال
"حسناً عظيم ان تخرج من قعوقتك"
رميته بالجريدة بوجهه التي كانت امامه ويبدو انه كان يقراها قبل قدومي
ابعد الجريدة بيده عن وجهه ونظر لي بغضب وقال
" احمق متعجرف ماذا قلت لتفعل بي هكذا قصدي اساعدك مما انت به"
سندت مرفقي بالطاولة وقلت
"اعتذر لم اعتقد انك ستغضب هههه"
وقفت من على الكرسي وقلت ملوحاً له بيدي
"الى اللقاء ... اراك لاحقاً سأذهب لأرى سير العمل "
ابتسم مارتن قائلاً
"الى اللقاء"
تابعه مارتن بعينيه مبتسماً وهو يخرج من المقهى برزانة وراس مرفوع بشموخ
بداخل تلك الغرفة الفخمة
بستائرها الحمراء الرائعة وسرير بيج بمفارش بيضاء والحمراء
والأرضيات باللون البيج ومربعات نبيتي والسقف والحوائط باللون الأبيض
حيث كانت تلك الجميلة جالسة امام المرآة تقوم بتجهيز نفسها
ابتسمت بلطف ناظرة لشكلها بالمرآة
كانت ترتدي فستاناً ابيض اللون به خطوط ذهبية جعلته فخماً
مكياجها الخفيف والذي جعلها اكثر رقة ولطافة
شعرها الطويل الكستنائي اللون والذي يصل لخصرها اسدلته خلف ظهرها
انهت اطلالتها الراقية برشة من عطرها المفضل كوكو شانيل
امسكت هاتفها لتتصل بصديقتها رين والتي اجابتها بسرعة
"صباح المربى بالخبز"
ضحكت جوليا وقالت
"صباح القشطة بالخبز انا جاهزة لنذهب للملاهي"
قالت رين
"حسناً سأمرك وسنذهب سوياً"
قالت جوليا
"حسناً"
ثم اغلقت الخط
جائت رين لمنزل جوليا واصطحبتها معها للملاهي
ركبوا السفينة السريعة الدوارة
ثم صعدوا القوارب المطاطية واخيراً ركبوا العجلة الدوارة
بعد ان لعبوا جلسوا بالمقاعد الموجودة بالملاهي
قالت جوليا بتعب
"لقد تعبت من اللعب"
ابتسمت رين وقالت
"اعشق الألعاب ولا استطيع الأستغناء عنها اطلب من اخي كل خميس بأن يأخذني الى هنا
ولكن اليوم الخميس رفض بأن يأخذني قال بأنه لديه
اعمال بشركة الديكور للمنازل الذي يعمل بها
وعندما قلت لك بالهاتف
امس بأني اريد انا وانت الذهاب للملاهي وافقتي ما الطفك يا صديقتي
فكرت بأن اصطحبك معي الى هنا كل خميس بدلاً
عن اخي الذي يتذمر عندما اطلب منه بأن يأتي بي الى هنا"
توسعت عينا جوليا بتفاجئ قبل ان تقول
"اوه لا استطيع بأن اتي معك كل خميس الى هنا
لقد اتعبتي اخاك عندما تطلبي منه بأن يأتي بك كل خميس الى هنا انتِ متعبة رين تستطيعي بأن تأتي الى هنا بمفردك"
قالت رين بحنق
"حسناً جوليا هكذا اذاً سأبحث عن شخص اخر يونسوني يأتي معي الى هنا"
قالت جوليا
"اعتذر رين هل حنقتي من كلامي لم اقصد ان ..."
قاطعتها رين قائلة
"لا عليك حنقت وانتهى الأمر "
ضحكت جوليا على كلامها
تأملت رين جوليا قبل ان تقول
"تبدين جميلة جداً اليوم "
ابتسمت جوليا وهي تقول
"هل الأن لاحظتي جمالي"
ضحكت رين وقالت
" اجل"
نهضت جوليا قبل ان تقول
"هيا لنغادر "
نهضت رين وهي تتأفف ثم قالت
"لما انتِ مستعجلة على الذهاب لم اكتفي بعد من اللعب"
قالت جوليا
" انا متعبة ولا استطيع البقاء "
قالت رين
"حسناً هيا بنا "
خرجوا من الملاهي اوقفت رين سيارة اجرة واخبرته اين منزلها
فأوصلهم نزلوا من السيارة
قرعت رين الجرس فتحت الباب ماريسا والدة رين
سلمت ماريسا على جوليا
ثم دخلت رين وجوليا لغرفة الأستقبال
وجلسوا بأريكة واسعة
وضعت ماريسا الكيك والشاي بالمنضدة التي امام جوليا
ابتسمت جوليا وشكرت ماريسا وبدات تأكل وتشرب الشاي
سمعوا جرس المنزل يرن ذهبت ماريسا وفتحته رحبت بجيانو واندرو
رفعت رين عينيها لتتفاجئ من قدوم اخاها فنهضت مسرعة واتجهت نحوه تعانقه بقوة
بادلها جيانو العناق
نظرت رين له وهي تبتسم ثم قالت
"اشتقت لك لماذا لا تأتي
لنا كيف حالك وكيف حال لورا"
قبل جيانو وجنتها وقال بهدوء
"حبيبتي لقد انشغلت بعملي اعذريني وانا بخير ولورا ايضاً .. اعرفك على صديقي اندرو"
ابتعدت رين عن جيانو ونظرت لأندرو وابتسمت وقالت
" اهلاً اندرو كيف حالك لقد اخبرني عنك جيانو مسبقاً وقال بأنك ظريف ولديك نكات مضحكة جداً"
ضحك اندرو وقال
"واهلاً بك انا بخير ... ههه اخاك جيانو اخبرك عني انه ثرثار حقاً"
انتبه جيانو لجوليا الجالسة فتوجه نحوها وقال
"اوه اسف لم اسلم عليك لقد اشغلتني رين بثرثرتها
كيف حالك جوليا"
ردت عليه جوليا بصوت هامس
"بخير وانت كيف حالك"
قال جيانو
"بخير "
نظر جيانو لأندرو وقال
"هذه جوليا صديقة رين"
نظر اندرو لجوليا فأنجذب لجمالها قال
"اهلاً جوليا تشرفت بمعرفتك"
قالت جوليا
"اهلاً بك اندرو ولي الشرف بالتعرف عليك"
ابتسم لها اندرو ابتسامة بشوشة
قال جيانو لأندرو بأن يجلس جلس اندرو بالأريكة الواسعة بجانب جيانو
احضرت ماريسا لهم الكيك والشاي ووضعته امامهم على الطاولة
اكل كل من جيانو واندرو
وشربوا الشاي وبدأوا يتحدثون
حدقت جوليا بشعر اندرو البني الكثيف الناعم وقد صففه للخلف مع لمسة جل تعطيه قليلاً من اللمعان
ثم نظرت ما يرتدي كان يرتدي قميص ابيض اللون كلاسيكي وبنطال باللون الرمادي مع حذاء نحاسي
نظر اندرو لجوليا ارتبكت جوليا وابعدت نظرها عنه بسرعة وقالت في نفسها
اوه اعتقد بأنه كان يراقبني عندما كنت اتأمله ولكنه جذاب وعيناه الخضراء اوه كفى جوليا مابك تقولي هكذا
نهضت جوليا وقالت لرين الجالسة بجانبها
"اريد ان انام "
قالت رين
"حسناً اذهبي لغرفتي انتِ تعرفيها وسألحقك بعد قليل"
اومأت جوليا براسها وذهبت
بعد نصف ساعة دخلت رين الغرفة المفروشة بسجاد فارسي وستائر باللون الأحمر
وفيها دولاب ملابس وطاولة بجانب السرير
قفزت رين بسعادة ثم هتفت
" رائع ستنامين اليوم عندي "
قالت جوليا وهي مستلقية بسرير ...
"وهل استطيع ان ارفض اصرارك بالأمس عندما هاتفتني لأذهب معك للملاهي وابيت عندك يا سمو الأميرة "
ضحكت رين وقالت
"بالتأكيد لا"
توجهت لدولابها واخرجت
بيجامتها الوردية اللون القصيرة
وقالت وهي متوجهة للحمام المتصل مع غرفة النوم
"جيد انك لم تخجلي وارتديتي احد بيجاماتي لا تنامي انتظريني"
بعد دقائق خرجت رين من الحمام وفتحت شعرها من المشبك وبعثرت شعرها القصير الأشقر اللون الذي يصل لكتفيها
ونظرت لجوليا التي تنظر لها
قالت جوليا
"عيناك جميلة بلونها الأخضر وبشرتك البرونزية افضل من بشرتي البيضاء"
تقدمت رين من السرير وجلست بجانب جوليا المستلقية وقالت
"بالعكس بشرتك البيضاء افضل مني فأنا احب البشرة البيضاء"
قالت جوليا
"صحيح بأن والدك طلق والدتك عندما كنتم صغار وسافر لبريطانية ولم يسأل عنكم ولا يصرف عليكم ولكن والدتكم
لم تقصر بحنانها عليكم والأعتناء بكم واراكم الأن سعيدين ولا تحتاجون لوالدكم"
وضعت رين يدها على فمها تتثأب وقالت
"صحيح نحن سعداء مع والدتنا ...اشعر بالنعاس .. لقد امضيت اوقات ممتعة مع جيانو واندرو اضحكني اندرو كثيراً لقد قال نكات مضحكة
وهل تصدقي لقد اصبحنا اصدقاء اخي اخبره بأني
احب السكاكر والحلويات
واحب الملاهي وبأنني اتعبته وهو مشغول ولا يستطيع اخذي كل خميس الى الملاهي فقال اندرو
بأنه سيأخذني للملاهي وسيجلب لنا عند ذهابنا الملاهي السكاكر والحلويات انه لطيف ومضحك
وقلت لك بأني سألحقك بعد قليل ولكني لحقت بك بعد نصف ساعة لأني لم اقاوم ظرائف اندرو "
هزت جوليا راسها قبل ان تقول بخفوت
"المسكين ستتعبيه ولا اعتقد بأنه سيأخذك كل خميس للملاهي... ورائع بأنه لديه نكات مضحكة"
ضحكت رين وقالت
"لن اتعبه هو الذي قال سأخذك للملاهي "
واستمرت رين ثثرثر انتبهت بأن جوليا نامت فأبتسمت ثم همست
"نمتي لتهربي من ثرثرتي"
قبلت جبين جوليا ثم غطتها بالحاف وتغطت هي ايضاً واستلقت على السرير واغمضت عينيها ونامت من التعب
ذهبت رين وجوليا لحفلة صديقة والدة رين فوالدة رين لم تستطع الذهاب
للحفلة فطلبت من رين بأن تقول لصديقتها اونيلا بأنها تعتذر لأنها متعبة ولم تستطع القدوم للحفلة
وعند دخولهم للقاعة رات رين اونيلا فسلمت عليها هي وجوليا واخبرتها رين
بما اخبرتها به والداتها
ابتسمت اونيلا وقالت
"حسناً"
يعد الفندق الذي اقيمت فيه الحفلة من اكبر الفنادق العصرية
والفخمة بأيطاليا فتألقت القاعة بالديكورات الأبداعية والأجواء
الحماسية
والكراسي المدعوين المغطاء بقماش الستان
الناعم وتثبيته في الكراسي بالأستعانة
بشريط ملون وربطة على شكل بيبونة كبيرة
اما الطاولات المزينة بأغطية الأنيقة ووضعت عليها فازات الورود
وفوق الطاولة انواع الأكلات والحلويات والعصائر
زفرت رين بضيق وهي مستندة بظهرها الى الكرسي ثم قالت
" لا اصدق اني وافقت امي واتينا لهذه الحفلة واصطحبتك معي
فأصحاب هذه الحفلة من
الطبقة المخملية وانا اكرهم واكره حفلاتهم
انهم متكبرين "
قالت جوليا وهي تعتدل بجلستها بكرسيها وترجع خصلات شعرها عن وجهها خلف اذنها
" اهدئي رين واستمتعي بالحفلة"
امتلئت القاعة بالحضور
وكان من بينهم ديفد الذي يجلس لوحده بعيداً عن المدعوين قليلاً
فكرسيه الذي يجلس به مزين بالتول الذي يلف الكرسي مع عقدة كبيرة
في الوسط فكرسيه مزين خصيصاً له
فهو صديق زوج اونيلا
فعمل الحفلة لأنه نجح بمشروع الأستيراد والتصدير بشركته
كان ديفد ينظر ما حوله بهدوء وهو ممسك بيده كأس فاخر الشكل يحتسي
منه عصير العنب.. بينما كان يتجول بنظره لما حوله لفت نظره فتاتان ترقصان بمنصة الرقص
احدهما برونزية البشرة وشعرها الأشقر اللون مرفوع وملفوف كله الى فوق ومثبت بالدبابيس
واضعة مكياج وكحل اسود لعينيها وواضعة احمر شفاه باللون الزهري
ومرتدية فستان زهري انيق بتصميم الكتف الواحد فكانت تتمايل ملوحة بيديها امامها وهي مبتسمة بسعادة ..
اما الفتات الأخرى بشرتها ناصعة البياض واضعة مكياج انيق وكاحلة عيناها بكحل اسود ابرز عيناها الزمردية اللون
ومزينة شفتيها باللون
الأحمر القاني ... وشعرها الطويل الكستنائي اللون والذي اسدلته على كتفها
ومرتدية فستان احمر اللون متوسط الطول ومكشوف الأكتاف
فكانت مثل صديقتها تتمايل وتلوح بيديها امامها
وضع ديفد كأسه فوق الطاولة ثم نهض وسار عند الفتاتين فوقف بالقرب منهم
انتبهت رين له وهي ترقص بأنه واقف امامهم ينظر لهم فتوسعت عيناها بتفاجئ
فنظرت لجوليا واشارت لها براسها جهة الرجل الواقف امامهم فنظرت
جوليا له وتفاجئت ثم اعادت نظرها لرين فهزت رين راسها يميناً ويساراً دليل انها لا تعرف مابه
تقدم منهم اكثر ثم وقف امامهم بهيمنة وبشكله
المتألق ببدلته التوكسيدو والجاكت والبنطلون الأسود والقميص الأبيض والبابيون
وشعره الحريري الأسود الطويل الذي يصل الى بداية رقبته وبعض الخصل من شعره على جبينه
نقل نظره بين الفتاتين ثم قال بصوت رجولي عميق
"اعلم انكن متفاجئتين من قدومي عندكم .. فلا تتفاجئوا لقد اتيت لأرقص
معكم فأذا سمحتن اريد الرقص مع احداكن"
نظرن كل من رين وجوليا لبعض بدهشة
قالت رين بهمس
"ما رايك يبدو رجل محترم ومتألق هل نوافق عليه"
قالت جوليا بهمس مثلها
"عجيب امره لكن كما قلتي مظهره يوحي انه محترم فهو وسيم جداً
هل تظني ملابسه من الجلد انظري ... "
قاطعتها رين وهي تتأفف ثم قالت بهمس
"دعي ثرثرتك"
التفتت رين لشاب فراته يسير مبتعداً عنهم
التفتت بسرعة لجوليا
فراتها تلحق به وتناديه
" ايها الرجل ايها الشاب"
وقف ديفد يضحك بخفوت من ظرافتها
بقولها ايها الرجل ايها الشاب
التفت لها ونظر لها
خجلت جوليا فقالت بتوتر
" نعم موافقون على الرقص معك وانا سأرقص معك "
فرح ديفد من داخله فهو حصل على ما يتمناه
الرقص مع الفتات ذات الفستان الأحمر الغزالي كما يسميه
فأرتسمت على شفتيه ابتسامة ثم قال بهدوء
"حسناً تفضلي لمنصة الرقص"
وعند وصولهم للمنصة
رات جوليا ديفد يعطي اشارة لأحد الذي بدوره اشر لمنسق الدي جي ... وبدات الأغنية يوبيتو
لف ذراعه حول ظهرها والأخرى اخذها بيده يمدها بطول مستقيم ..
ارخت يدها الأخرى على كتفه وبدا يدور بها
كان يميل بها على ايقاع الأغنية ثم اخذ يدها اليمين وادارها مرتان ولما اعادها اليه لم تكن
بمواجهته كان ظهرها على صدره ويداهم متشابكتان اليمين بالسيار والعكس
ثم ادارها ثانية لتواجهه
نظرت له جوليا وهي تقول في نفسها
اوه انا خجلة جداً بين ذراعيه اريد الهرب اشعر بجسدي يحترق بقربه
انتهت الأغنية
ابتسم ديفد وقال
"انتِ بارعة بالرقص "
قالت جوليا بأرتباك
"شكراً وداعاً الأن "
قال ديفد
"انتظري انا اسمي ديفد وانتِ ما اسمك"
قالت جوليا
"جوليا"
ثم ابتعدت عنه مسرعة
ابتسم ديفد وهو يراها تبتعد
جلست جوليا براحة على كرسيها
نظرت لها رين وقالت
"ما بك "
قالت جوليا
"لا شي"
ضحكت رين وقالت
"هل خجلتي من الشاب عندما رقصتي معه لقد
كان رقصكم رائع جداً مع الأغنية التي اختارها انها مبهرة"
قالت جوليا بسعادة وابتسامة
"حقاً شكراً لك"
مضى الوقت وكان الأحتفال ممتع وشيق من كل النواحي
نهضت رين والتقطت حقيبتها التي فوق الطاولة وقالت
"هيا بنا لنغادر"
نهضت جوليا والتفتت بأتجاه مكان جلوس ديفد فلم تراه ثم التفتت لرين وقالت
"هيا بنا"
.............
ببيت متواضع من الخارج وغاية في الأناقة من الداخل
بغرفة الجلوس التي تتمتع بديكور عصري رائع يجمع بين الأناقة والفخامة في
ذات الوقت يثبت تحتوي
على كنبة عصرية التصميم باللون الأبيض مع الوسائد الملونة الى جانب الحوائط المزخرفة بنقشات حيوية
كان اندرو يقف امام شرفة الغرفة
نظر له جيانو وهو جالس على الأريكة ومدد ذراعه على ظهر الاريكة
قال جيانو
" اندرو هل قررت"
التفت له اندرو بكليته يخلل يده بشعره القصير الخصلات
كان يرتدي قميص باللون الأبيض مشمر اكمامه لرسغيه.. وبنطلون باللون الأرزق
قال جيانو بأعجاب
"تبدو اليوم متألق مع عيناك الخضراء اعطتك وسامة تطيح بكل بنات حواء ولا ننسى بشرتك البرونزية"
قال اندرو وهو يمط شفتيه
" اذا صمت ستكون بأمان صدقني"
توسعت عيناه قليلاً قبل ان يقول بخوف مصتنع
"اوه حسناً اعتذر "
سار اندرو عند جيانو ثم وقف امامه وقال بعزم
"سأذهب لشركة ديفد جومان ايزك"
قال جيانو
"حسناً اتمنى لك التوفيق بما تريد"
بشركة ديفد جومان ايزك فهي اكبر شركة مصانع للمواد الغذائية بأيطاليا
بعد ان سأل اندرو الموظف الأستقبال اين مكتب ديفد اخبره الموظف اين يقع المكتب
ذهب اندرو ودخل المصعد وضغط الزر رقم اربعة بعد ان فتح المصعد خرج منه ثم
مشى الى مكتب السكريترة التي بجانب مكتب ديفد التي تبدو له بأنها بأوائل الثلاثينات من عمرها مرتدية قميص باللون الأزرق فاتح اللون مع تنورة تول باللون الأبيض
وشعرها ملفوف بتسريحة من اعلى وواضعة الكحل لعينيها والقليل من المكياج
واحمر الشفاه باللون الوردي
وقف اندرو امامها وهو يراها جالسة خلف مكتبها منشغلة تكتب شي بحاسوبها
فحمحم ثم قال بهدوء
"مرحباً "
رفعت راسها ونظرت له بعينيها الزرقاء اللون
قال اندرو
"اذا سمحتي اريد مقابلة المدير السيد ديفد جومان ايزك"
نظرت الى ساعة معصمها ثم عادت بنظرها له قائلة
" لحسن حظك هو الأن غير مشغول انتظر سأخبره "
نظر لها تكلمه عبر الهاتف .. اغلقت الهاتف ونظرت له قائلة
" تفضل ادخل له"
طرق بخفة الباب الفخم المصنوع من الاستانليس ستيل الأنيق الشكل
والمتميز وعندما سمع صوت رجولي رخيم يأذن له بالدخول ادار مقبض
الباب فتحه ثم اغلق الباب خلفه
نظر مدى فخامة المكتب الذي بلون الرمادي والأبيض.. والنباتات الموجودة حول المكتب
رفع نظره فاتح فمه بأندهاش لتصميم الكلاسيكي للمكتب
والكرسي الجلدي الامع ثم انحدر بعيناه لرجل الذي يجلس به كجلسه الملوك
قال اندرو وهو يبعد عنه حالة الأعجاب من المكتب
"مرحباً سيد ديفد سررت برؤيتك"
قال ديفد وهو يشير بيده بأن يجلس امامه بالكنبة الأنيقة المريحة
"اهلاً بك"
جلس اندرو ووضع يديه على ركبتيه ثم قال بأبتسامة
"طبعاً انا اتيت لأعمل بشركتك فأنا معجب بك وبشركتك الضخمة التي لها اسمها بالسوق"
وضع ديفد القلم الذي كان بيده فوق مكتبه واراح ظهره على الكرسي ثم اومأ براسه ناظراً له وقال بهدوء
"يشرفني انك من المعجبين بي حسناً يمكنك من الغد ان تعمل هنا"
ابتسم اندرو ونهض ماداً يده له
نظر ديفد ليده ثم مد يده وصافحه
قال اندرو
"شكراً لك انا ممتن لك استأذنك الأن سأذهب"
ثم خرج اندرو من مكتب ديفد
كانت جوليا تبحث عن هاتفها بغرفة الأستقبال
قالت جوليا لوالدتها
"اوه لم اجد هاتفي هل رايتيه امي ؟"
ردت عليها والدتها
"نعم يا جوليا "
وضعت جوليا يديها بخصرها متأففة بحنق قائلة
" قلت هل رايتي هاتفي؟"
قالت فيرونا وهي تجلس بالكنبة وتحتسي القهوة
" اعتقد انه فوق الطاولة بالمطبخ يبدو انك نسيتيه هناك"
سمعت جوليا جرس منزلهم فذهبت مسرعة وفتحت الباب
فتفاجئت من قدوم اندرو مع رين
قالت رين بصوت عالي
"هي انتِ مابك متسمرة هكذا "
قالت جوليا متداركة تفاجئها
" اه تفضلوا اسفة فقط تفاجئت قدومكم الغير متوقع"
قالت رين متنهده بضجر منها
" لا اتينا لكي نتنزه لقد اخبرت اندرو فوافق فهيا جهزي نفسك وتعالي"
اومأت جوليا براسها ثم انصرفت
بعد دقائق عادت مرتدية فستان طويل ازرق اللون بأكمام قصيرة منقوش بدرجات الأزرق مع الأبيض
وضعت مرطب الشفاه باللون الوردي وربطت شعرها ذيل حصان
نظروا لها كل من رين واندرو بأعجاب
ثم ذهبوا ثلاثتهم يتنزهوا بالحديقة الحيوان ثم جلسوا اخيراً بالبستان
الموجود بحديقة الحيوان المليئة بالأعشاب والورود الفواحة
قالت رين
"لقد اعجبني من كل الحيوانات التي رايناها بأقفاصها القرد انه جميل ولطيف "
ضحكت جوليا وقالت
"حقاً "
قالت رين وهي تفتح سلة الطعام ثم وضعت الطعام امامهم
" امم تفضلوا لقد احضرت لكم وليمة شبس وعصير المانجو والخوخ والعنب والكعك "
توقفت عن الكلام عندما رات انهم لا يعيروها انتباهاً منشغلين بتناولهم الطعام
زفرت بحنق وشاركتهم الأكل
بعد ان انتهوا من الأكل تبادلوا الحديث بينهم وانسجمت جوليا مع اندرو بطرائفه وعفويته بالحديث
انتهت النزهة واستمتعوا بها
قال اندرو وهو ينهض من مكانه رافعاً ذراعيه الى فوق يمطها
" لقد كسلت من الجلوس سأذهب الأن يا فتيات "
نظرت جوليا له وهو يعلوها طولاً فكان مرتدي قميص ازرق اللون مع بنطلون اسود وشعره القصير المسرح بأتقان
قالت رين
" هل لديك عمل"
نظر لها اندرو ثم قال
" اجل..وداعاً الأن نلتقي بنزهات اخرى قريباً"
ثم ابتعد عنهم
بعد دقائق ذهبتا كل من جوليا ورين لمنازلهم
.....
كثرت النزهات مع اندرو فكان هو لطيف مع الفتاتين
بينما ايضاً كان سعيد بالعمل بشركة ديفد فكان يعمل بالصباح حتى الظهر
بالمطعم
كانت جوليا جالسة بالكرسي ناظرة من شرفة التي بجانبها للبحر
"مساء الخير"
التفتت جوليا له وابتسمت بتوتر ثم همست
"مساء النور تفضل بالجلوس لقد تأخرت رين مع اننا اتفقنا بأن نلتقي جميعنا هنا بالمطعم"
ابتسم اندرو وجلس امامها بالكرسي واضعاً يديه فوق الطاولة الطعام التي امامه قبل ان يقول
"لا عليك سنتمتع نحن
بالتجوال في المدينة اذا لم تأتي"
اتسعت ابتسامتها قليلاً بدرجة غير ملحوظة... الا انه لاحظها
فقالت
"حسناً لكن افضل ان نجلس هنا فالجو جميل مع رائحة البحر "
نظر اندرو من الشرفة التي بجانب جوليا ..ثم عاد بنظره لها
فقال
"صحيح منظر البحر ورائحته رائعة"
اتى النادل عندهم فطلب اندرو عصير الشمام واقترح على جوليا عصير الشمام بأن يختار لها فوافقت على اختياره
مضت نصف ساعة يتحدثون يتعرفون على بعضهم اكثر
قال اندرو بعد ان ارتشف من كوبه
" اخذنا الحديث ولم نتناول طعام فقط اكتفينا بعصير الشمام"
ارجعت شعرها المموج كله لخلف ظهرها ثم قالت
" نعم ولكني لم اشعر بالجوع يكفيني بأني شربت عصير الشمام"
ثم ضحكت برقة قائلة
" اختيارك لعصير الشمام الذي عرضته علي يبدو انه عصيرك المفضل"
ذاب من رقتها وطريقة كلامها فقال
"اجل انه عصيري المفضل"
ثم امعن النظر بها لقد اكتشف انه انجذب لها كثيراً
زفر بضيق من تفكيره قبل ان يقول
" قلتِ لي انك خريجة من كلية تصاميم ازياء "
قالت وهي ناظرة له وواضعة ذقنها على راحة يدها مستندة بمرقفها على الطاولة
" نعم ولا نفكر حالياً بالعمل انا ورين فهي ايضاً تخرجت معي من نفس
التخصص فنحن كنا بقاعة واحدة ونحن نريد ان نرتاح حالياً"
ضحك اندرو بصوت رجولي ثم قال
" انتم ظريفين حقاً تريدو ان تلهوا فقط "
ضحكت جوليا بخفة قائلة
"اجل وما المضحك بالأمر"
قال اندرو وهو ناظراً لها
" لم اقصد شي اعتذر اذا حنقتي مني"
قالت وهي ترفع انفها وراسها بشموخ
" لا عليك لكن انتبه ان تقول شي خاطئ مرة اخرى"
حدق بها بأبتسامة ثم قال
"اوامرك اميرتي"
رمشت بعينيها عدة رمشات وقالت في نفسها ...ماذا يقصد بأميرتي هل يعني اميرته هو
نهض اندرو قائلاً
" هيا لنذهب"
نهضت جوليا ومشت معه وبعد ان خرجوا من المطعم التفتت له قائلة بخفوت
" سأركب سيارة اجرة"
التفت لها بكليته ناظراً لها بعمق قبل ان يقول
" لا سأوصلك بسيارتي لا ترفضي رجاء"
ثم تقدم من سيارته وفتح بابها ودخل واغلق باب السيارة
دخلت جوليا السيارة وجلست بجانبه واغلقت باب السيارة
نظرت له بطرف عينها انهم لم يتبادلوا الحديث بعد ركوبهم الى السيارة
فجأة قال اندرو
" لقد وصلنا "
نظرت له جوليا مبتسمة بلطافة ثم قالت
"شكراً لك اندرو "
التفت لها بكليته وهو يترك من يده مقود القيادة ثم قال ببشاشة وهو ناظراً لها
" العفو"
ثم اغمض عين واحدة من عينيه مفكراً واحنى راسه قليلاً
قبل ان يقول
"اممم ما رايك ان تأتي برفقتي غداً لمهرجان هو موعد سنوي يقام فيه سباق القوارب "
صفقت جوليا بيديها بفرح هاتفة
"رائع حسناً "
قرع راسها بأصبعه بخفة هاتفاً هو ايضاً
"اذاً سأمرك غداً صباحاً الساعة الثامنة واصطحبك"
"شكراً لك انت حقاً رفيق لطيف "
قالتها قبل ان تنزل من السيارة ملوحة بيدها تودعه
ابتسم لها ثم انطلق مبتعداً بسيارته
دخلت القصر مرهق توجهت لغرفة الجلوس رميت سترتي بالكنبة ثم جلست مريحاً ظهري على ظهر الكنبة مغمضاً عيناي
"اهلاً بني كيف حالك لم ارك منذ وقت "
قالها والده قبل ان يجلس امامه بكنبة منفردة...
ابتسمت بسخرية وفتحت عيناي ناظراً له
وقلت
"منذ متى تهتم بي كأب لنكن صريحين ابي انت لا تهتم الا بمصالحك"
نهضت لم انتظر رده وصعدت لجناحي
صدم والده منه فهو اول مرة يصرح ديفد ما في نفسه
فتحت رشاش الماء ووقفت تحته انعم ببرودة الماء تخمد ناري المشتعلة التي بداخلي ...
بعد ان استحميت جذبت المنشفة القصيرة من معلاق الحمام ولفيتها حول خصري
خرجت من الحمام الملحق بجناحي ثم توجهت ووقفت امام
المرآة ناظراً لرجل جامد ذو عيون كالصقر لامعة باللون الرمادي
شعر طويل ملتصق بجبهته يقطر ماء منها وصدر يقطر ماء منه وبمنتصف جسده منشفة قصيرة تصل لركبته
هززت راسي اوه يبدو اني لا ارى نفسي بالمرآة الا لوجهي فقط عندما اخرج للعمل لم اعتقد بأني كما
اسمع من الموظفات الذين يعملون في الشركة صفات الرجل الكامل الوسامة والرجولة ... ههه مضحك حقاً كم هم
موظفات سخيفات يحبون المظهر الحسن ولا يعرفون ما المظهر الداخلي لرجل
ورحلتي الأستجمامية لأستراليا مع مارتن كانت رائعة ولكن عندما عدت الى ايطاليا رجعت لحياتي الكئيبة
ارتديت بيجامة نومي باللون الأسود ثم ارتميت بفراشي الوتير المريح
انسدحت على ظهري واضعاً يدي خلف راسي
فتذكرت تلك الغزالة الحمراء ابتسمت لذكرى
عفويتها يا ترى هل سأراها مرة اخرى اغمضت عيناي فغرقت بنوم عميق
.............................
كانت جوليا تدور حول نفسها سعيدة هاتفة
" ارايت سباق القوارب جميل لقد شارك اربع فئات الأطفال والنساء والرجال في قوارب لستة اشخاص
وسباق الأبطال بقارب لشخصين.. اما قبل بدء السباق فأقيم عرض مميز في الشارع "
ثم ضحكت بخفة قائلة
" الرجال والأطفال فازوا فقط"
ثم نظرت له قائلة بعتاب طفولي
" مع ان النساء كانت قريبة بقاربها من مكان المحدد لخط نهاية للفوز بالمسابقة"
ضحك اندرو بقوة ثم امسك يدها بقبضته سائراً خارجاً من مكان المهرجان
ضربته بقضبتها بكتفه بقوة
التفت لها متأوها بألم قبل ان يقول
" قبضتك كرجل "
ضربته بصدره بقبضتها ايضاً بقوة اكبر من سابقتها
امسك يدها بقبضته ثم نظر لها قائلاً
"لقد كسرتي عظامي"
ضحكت بنعومة اطاحت بالمسكين الذي يقف بجانبها
سحب يده من يدها واضعاً يديه بجيب بنطاله
ثم قال
" حسناً بما اننا تعارفنا على بعضنا بوقت قصير "
ثم مد يده لها قائلاً بهدوء
"لقد اصبحنا اصدقاء اليس كذلك ؟"
نظرت ليده الممدودة ثم نظرت له بأبتسامة واسعة ومدت يدها تصافحه بقوة هاتفة
"يسعدني ذلك انت صديق لطيف وظريف تعجبني ظرافتك"
ثم ضحكت بقوة
نظر لها بحنق زام شفتيه ابتعد عنها قليلاً مولياً اياها ظهره... وضعت يدها بفمها كاتمة ضحكتها
تقدمت نحوه وجذبت ذراعه تلفه نحوها فألتفت لها فنظرت له بعيون جرو بريئ
رفع حاجبيه ثم قال
" لقد عطفت عليك والتفت لك "
ابتسمت بعفوية ثم قالت
" اسفة لكني لم اقل سوى الحقيقة"
توسعت عينيه بأندهاش ثم لم يلبث ان ركض خلفها لأنها هربت منه فلقد غضب منها
ظلت تجري ضاحكة بقوة ... لكنها جذبتها قبضة لفتها نحوه
نظر لها دامعة العينين من كثرة الضحك
فعبس بوجهه .. فمدت يديها وامسكت وجهه وشدت وجهه يميناً وشمالاً
محاولة ابعاد عبوسه ليضحك لشدها لوجهه
ابعد يديها من وجهه ناظراً لضحكها المستمر يا الهي ما اجملها وهي سعيدة تضحك
انتبهت لنظراته العميقة
ثم نظرت ليديها التي بين يديه
|