كاتب الموضوع :
رشا باعلوي
المنتدى :
عبير الاحلام
الفصل التاسع
قال ديفد
" اردت ان افاجئك"
قالت جوليا
" مفاجئتك رائعة "
قال ديفد
" فلنذهب الى الرقص "
قالت جوليا
"هيا"
نظرت جوليا لديفد بأعجاب المرتدي بدلة سوداء اللون وقميص ابيض اللون وشعره الطويل مصفف بأتقان ومرتدي حذاء اسود
وضعت يدها اليسرى على كتفه وشابكت يدها اليمنى مع يده لتبدأ رقصتهما على اغنية مع رقصة لتانجو ، كانا الأثنان متناغمان وكأنهما جسد واحد
اثاروا انتباه الجميع بالضوء المسلط عليهما لأتقانهما الرقصة بكل احترافية وكأن الأغنية
خاصة بهما فقط ، هو جعل النساء تنذهل بوسامته وهي جعلت الرجال ينسون نسائهم بجاذبيتها
انتهت الأغنية صفق المدعوين الحفل لهم
نظرت جوليا لديفد ابتسم لها وقال
" انتِ بارعة بالرقص"
ضحكت جوليا وقالت
"وانت ايضاً "
ابتعدوا كلاً من ديفد وجوليا عن حلبة الرقص
وقفت جوليا بجانب ديفد الذي كان يكلم مدير شركة الأستيراد والتصدير
نظر ديفد لجوليا وقال
" اعرفك على سيد اسبرجان مدير شركة الأستيراد والتصدير فنحن شركاء بشركتينا وهو
صاحب هذا الحفلة ولقد دعاني للحفلة .. سيد اسبرجان هذا صديقتي جوليا"
نظرت جوليا لأسبرجان الذي يرتدي بدلة كحلية اللون وقميص اسود وشعره القصير الأسود
اللون مصفف والذي خمنت بأن عمره اربعين سنة وابتسمت وقالت
" اهلاً تشرفت بك سيد اسبرجان"
نظر لها بأعجاب وقال
" اهلاً بك لي الشرف بأن التقي بك يا جوليا ورقصكم كان مذهل "
ابتسمت جوليا بينما قال ديفد
" شكراً "
وبعد نصف ساعة من تبادل الأحاديث بين ديفد واسبرجان وجوليا ودع ديفد اسبرجان وغادر هو وجوليا
.........................
دخل ديفد للقصر وهو يصفر
"اوه تبدو اليوم سعيد ومبتسم من هي ياترى التي جعلتك هكذا ؟"
نظر ديفد لأليس وهم بالصعود لجناحه لكنها تحركت ووقفت امامه وهي تقول
"لماذا تتجاهلني هددتني مسبقاً بأنك ستخرجني من هذا القصر وارى انك لم تستطع "
ثم ضحكت بسخرية
زفر ديفد بعمق واجاب
"لا تستعجلي ايتها الغجرية قريباً ستتركين القصر فأنا حالياً مشغول
بأعمالي وعندما اتفرغ سأهتم بطردك ايتها الخردة"
نظرت اليه بحقد وصرخت
"وقح متعجرف"
ضحك ديفد عليها اقتربت اليس منه واحاطت عنقه بذراعيها ونظرت لعينيه بتحدي
نظر لها بذهول ثم تحولت نظراته لوعيد امسك ذراعيها وابعدها عن عنقه بعنف ثم توجه صاعداً لجناحه بصمت
بينما كانت اليس تنظر اليه وهي تضحك بسعادة غير مبالية بوعيده همست لنفسها
"اللعب معك رائع ديفد"
..........................
باليوم التالي ....
بالصباح الساعة العاشرة
انتهت جوليا من عملها بدار الأزياء صعدت سيارتها وانطلقت بها لمنزل اندرو فرات منزل اندرو مغلق
.......
بشركة ديفد
سمع ديفد طرقات على باب مكتبه فأذن لطارق بالدخول
دخلت السكريترة مكتبه وهي تقول
"سيد ديفد هناك انسة تريد مقابلتك واسمها جوليا"
نظر ديفد اليها وهو عاقد حاجبيه بأستغراب ثم قال
"دعيها تدخل"
بعد لحظات دخلت جوليا وبهرت من ما تراه من جمال المكتب ثم نظرت لديفد الجالس خلف مكتبه كملك
قالت جوليا
"صباح الخير "
حدق بها واشار لها بالجلوس بالأريكة التي امام مكتبه ثم قال بهدوء
"صباح النور لم اتوقع مجيئك لشركتي"
اخفضت جوليا راسها ولعبت بأصابع يدها
نهض ديفد وجلس امامها بالأريكة وقال بصوته الرخيم
"مابك جوليا هل حدث شي ؟ "
رفعت راسها ونظرت له وهي تقول
"اتيت لتساعدني ..اندرو يتجاهلني ذهبت لمنزله فكان مغلق ماذا افعل ليكون غير غاضب مني"
لمعت عينا ديفد بطريقة مخيفة فقال بجمود
"كيف اساعدك فأندرو لن يتراجع عن غضبه لأنك قبلتي هديتي"
تفاجئت جوليا من نظراته المخيفة فقالت بيأس
"وما الحل"
هدر ديفد فجأة بعنف
"صارحيني جوليا انتِ لا تحبي اندرو فأنتِ منجذبة لي انا كما انا منجذب لك فلما تعذبي نفسك
وتعذبين اندرو معك انتِ اخطأتي عندما وافقتي بالزواج منه فهو يظن بأنك منجذبة اليه وستكملين حياتك معه
فالأفضل اطلبي الطلاق منه الأن جوليا افضل لك وله "
نظرت جوليا اليه وهي مصدومة من انفعاله وكلامه زفرت بعمق وهي تتمتم بسرها
كلامه صحيح لماذا استمر مع اندرو وانا غير منجذبة اليه ظننت اني منجذبة اليه ولكني كنت مخطئة ولكن لا استطيع طلب الطلاق منه
قال ديفد
"جوليا استمعي الي وانفصلي عن اندرو"
قالت بقنوط كالأطفال
"لا استطيع طلب الطلاق منه "
هتف بقوة وحنق
"بل تستطيعي بعد ان قلتي لي بأنك منجذبة لي فأنا لا اريدك ان تقابلي اندرو "
توسعت عيناها بدهشة وهي تقول
"هل انت معتوه زوجي كيف تريدني ان لا اقابله ؟!"
نظرت اليه وهو يضع ساقاً فوق اخرى واراح ذراعيه على مساند الأريكة وهو ينظر اليها بسخرية
ثم قال بهدوء جليدي
"بل انتِ الغبية التي تتصرف بتهور انتِ اصبحتي تخصيني انا
فقط فلا تغضبيني اكثر فأنفصلي عن اندرو"
وقفت جوليا وهي تقول بعصبية
"مابك ديفد انت تطلب المستحيل مني وايضاً انا لست ملكك ولا اخصك "
ثم نهضت وخرجت من مكتبه
ضحك ديفد وهو يقول
" اهديتك مبنى لدار الأزياء ليغضب اندرو منك ويتجاهلك
فسامحيني جوليا فأنا هكذا لدي صفة سيئة وهي حب التملك ولا استطيع تغيير
هذا الصفة السيئة اذا اردت اي شي اخذته حتى لو كان غصباً انا منجذب لك واريدك ملكي وكفى"
..........
بعد ان انهى ديفد اعماله هم بمغادرة الشركة لكن الموظف دخل مكتبه من دون ان يطرق الباب
نظر اليه ديفد بغضب لأن الموظف دخل من دون ان يطرق الباب
الموظف كان متوتراً جداً نظر لديفد وهو يقول بتلعثم
"سيدي سيدي لقد لقد افلست شركتنا لا ادري من وراء افلاسها انا متأكد بأنها خطة محكمة استخدمها حاقد علينا"
جلس ديفد بالأريكة وهو منهار هز راسه بنفي ينظر للموظف وهو غير مصدق ماتسمع اذناه ثم قال بحدة
" كيف كيف افلسنا شركة ديفد جومان ايزك كيف تفلس شركتنا عظيمة فكيف انهارت ؟!! "
ابتلع الموظف ريقه بخوف من ديفد وقال
"سيدي لا ادري كيف افلست شركتنا لقد صدمت حقاً"
نظر ديفد للموظف وهو يجز على اسنانه بغضب قائلاً
"اعتقد الذي احرق المخزن مسبقاً هو نفس الشخص السبب بأفلاس الشركة طلبت من قسم المباحث ان يبحثوا عن الفاعل
ولكن للأسف لم يجدوا له اثر لكن الأن طفح الكيل سأبحث عنه انا بنفسي وعندما اجده اقسم بالله اني سأعذبه عذاب لم يرى مثله في حياته"
قال الموظف وهو حزين على افلاس الشركة
"بإذن الله سيدي ستعرف الفاعل .. وانا اسف لأني اقتحمت مكتبك دون طرق الباب استأذنك الأن "
اكتفى ديفد بأنه اومأ براسه
..............................
بالقصر
بغرفة الجلوس
كانت اليس جالسة بجانب جومان بالأريكة الوثيرة المريحة وهي تأكل من الطبق الفوشار الذي بحضنها وتضحك على نكات جومان
دخل ديفد للقصر وتوجه لغرفة الجلوس وراى والده وزوجته اقترب منهم وجلس مقابل لهم بالمقعد وهو يقول بحزن
"مساء الخير ابي"
نظر جومان الى ملامح ديفد الحزينة وهو يقول
"مساء النور ..ماذا بك حزين هكذا ؟ "
قال ديفد بفتور
"ابي لقد خسرنا "
عقد جومان حاجبيه وهو يقول بتوجس
" ماذا خسرنا تكلم"
نطق ديفد بهمس
"شركتنا افلست واظن بأن الذي احرق المخزن سابقاً هو نفس الشخص السبب
بأفلاس الشركة ولا ادري كيف جعل شركتنا تفلس بلمح البصر"
عم الصمت للحظات قبل ان تدوي صرخة جومان الغاضبة في ارجاء القصر
انتفضت اليس مكانها من صرخته بينما اغمض ديفد عينيه بقوة
قطب جومان جبينه وضيق عينيه ناظراً لديفد متمتماً من بين اسنانه المطبقة
" ايها الأبله المدلل الم تستطع حماية الشركة من الحاقدين علينا انظر الأن
بسبب اهمالك لشركة انهارت انت شاب فاشل لا تصلح لشي"
كتمت اليس ضحكتها بصعوبة عندما سمعت جومان يقول لديفد ايها الأبله المدلل
تصلب فك ديفد من سيل الشتائم الذي يلقيه عليه والده اعتصر قبضة يده بقوة الا انه قال بهدوء جليدي
"ابي لا تلقي اللوم علي فكلامك لم يؤثر علي.. هل تنكر شقائي لتطوير الشركة لم تكن لتفلس
هناك جاسوس وسارق بقصرنا هو من ساعد الشخص بأفلاس الشركة"
حدقت به بأعين متوسعة بصدمة من دهاء وذكاء ديفد ومن تحليله المنطقي ولكي لا يشك بأنها الجاسوسة فهو يمقتها
وهي خائفة بأن يكشف امرها مع انها لم تدع اثر على فعلتها فذرفت دموع التماسيح وهي تقول لجومان بحزن
"اهدأ حبيبي جومان فديفد ليس السبب بأفلاس الشركة انظر انه
حزين ايضاً اتمنى ان تجد الشخص الذي سبب بأفلاس الشركة "
نظر ديفد اليها وهو رافع حاجبيه بتعجب لا يصدق ماتسمع اذناه نظرت اليه اليس بحنان مصطنع وهي تقول
"ديفد اعذر والدك فهو لم يقصد ان يشتمك ويتهمك بأنك السبب بأفلاس الشركة فهو منهار لأفلاس الشركة"
لم يرد ديفد على الفور بل ظل صامتاً وقد بدت ملامحه رقيقة ام انها تتوهم!!
ابتسم ديفد بسخرية وقال بأستهزاء
"اوه لا اصدق من يتكلم الأن ويدعي اللطف "
ثم نهض وتابع يقول
"اسمعي ايتها الغجرية لا تدعي الطيبة فهي لا تليق بك "
ثم تحرك مبتعداً صاعداً لجناحه
اما اليس كانت مصدومة منه كثيراً فلقد عرف انها تتصنع الطيبة
نظر جومان لأليس وقال
"اليس اعلم بأن ديفد اساء لك كثيراً ولكن ... "
قاطعته اليس وهي تنظر له بحزن
"ديفد يمقتني ولا يريد رؤيتي ابداً.. وانت لماذا لم تدافع عني وتوبخه عندما اساء الي "
ثم نهضت وركضت تجري صاعدة لجناحها
ناداها جومان بأن تنتظر لكنها ذهبت تنهد بعمق وفكر انه من الأفضل ان يدعها تهدأ ثم يذهب
ويعتذر لها عن تصرف ابنه وسيقول لها بأنه سيوبخ ابنه ويأمل بأن تسامحه وتسامح ابنه
......
باليوم التالي الساعة السابعة صباحاً
بدار الأزياء تحديداً بمكتب جوليا
كانت جوليا تجلس بالأريكة بجانب رين تحكي لها عن اخبارها
نظرت رين لجوليا وابتسمت بحزن وهي تقول
"لا عليك عزيزتي اندرو يحبك فمن الواضح هو يغار عليك وغضب لأنك قبلتي هدية ديفد فأنتِ
اخبرتني بمساء اليوم الذي اهداك ديفد هديته لقد صدمت منه حقاً لم اعتقد بأنه هكذا "
ثم ضحكت رين وهي تربت على كتف جوليا قائلة
"ديفد هذا حكاية اخرى ما باله يغضب ويطلب منك ان تطلبي الطلاق من اندرو لأنك وبسذاجتك
عندما قال لك هل انتِ منجذبة لي كما انا منجذب لك قلتِ اجل "
تنهدت جوليا بعمق واجابت
"ولكني لا احب اندرو انا احب ديفد ولا ادري ماذا افعل "
وضعت جوليا يديها فوق راسها وهي تقول
"اوه اشعر بأن راسي سينفجر من الصداع بسبب تفكيري المتواصل لأيجاد الحلول المناسبة لمشاكلي"
جذبت رين جوليا لحضنها ومسدت على راسها قائلة بنعومة
"اششش لاتتعبي نفسك بالتفكير انتِ امضي بحياتك وتصرفي على مايملي عليك عقلك"
ابتسمت جوليا بأرتياح وهي تقول
"رين اشكرك حقاً لقد ارحتيني بكلامك انتِ فعلاً صديقة رائعة"
ابتسمت رين قائلة بهدوء
"لا شكر بيننا حبيبتي على فكرة تبدين جميلة اليوم بفستانك الوردي الذي يصل لساقك "
ابتسمت جوليا وارادت ان ترد لكنها سمعت رنين هاتفها الذي كان بحضنها فتحت الخط وقربته لأذنها وقالت
" اهلاً "
رات رين ملامح جوليا المنصدمة
انهت جوليا الأتصال فأسرعت رين تقول بتوجس
"مابك ماذا قال لك المتصل لتكوني منصدمة هكذا"
نهضت جوليا وملامح وجهها مبهوتة فقالت بخفوت
" المتصل كان ديفد اخبرني ان شركته افلست وسأذهب الأن له لأواسيه
فأرجوكي رين اديري العمل عند غيابي سأعود بعد ساعة"
ثم اندفعت خارجة من المكتب
نادتها رين
"لكن كيف سأدير العمل "
تأففت رين فجوليا ذهبت ولم ترد عليها
...............
وصلت جوليا للقصر.. رات حراس يحيطون القصر فأخبرتهم انها صديقة ديفد وتود رؤيته
............
اتصل الحارس بسيده ديفد .. وبعد ان انهى اتصاله سمح لجوليا بالدخول للقصر
دخلت جوليا وهي تلتفت يمنة ويسرة ورفعت راسها عالياً تنظر لضخامة القصر المشيد فغرت فاها بدهشة
سارت وهي لا تدري اين ستجد ديفد فالقصر كبير والحارس الأحمق لم يقل لها اين مكان ديفد
لمحت ديفد جالس بمقعد بالحديقة القصر تقدمت منه
وجلست بجانبه بالمقعد مالت براسها نحوه تنظر له وهي ترمش بعينيها راته ينظر للأمام بشرود وملامحه جامدة فمدت
يدها وامسكت بيده الموضوعة على فخذه وضغطت عليها وقالت بخفوت
"اعلم بأنك حزين لأفلاس الشركة التي تعبت بتطويرها وجعلتها افضل الشركات بأيطاليا بل وبالعالم لكن ان شاء الله
ستعمل على جعل الشركة مثل قبل وافضل ايضاً والشخص الذي سبب بالخسارة الفادحة لشركة ستجده وستقتنص من ما فعله "
مدت جوليا يدها الأخرى وامسكت وجه ديفد تديره نحوها قبل ان تقول بهمس حنون
"اين ديفد القوي الذي اعرفه "
التوت شفتاه في ابتسامة صغيرة ساخرة قبل أن يقول بخفوت
"انتِ كنتِ حانقة علي وعندما قلت لك بأن شركتي افلست اتيتي الي
والأن تشفقين علي رفضتي بأن تتركي اندرو اخترتيه بدلاً عني"
ابعد ديفد جوليا عنه ونهض وصرخ فجأة بكل جنون
"انا احمق عندما اخبرتك بأن الشركة قد افلست لأنكم كلكم لاتهتموا الا بمصالحكم لا احد يحبني والداي اهملاني ماذا بقي
لي من العالم كله صديق واحد فقط هو كل شي بالنسبة الي اذهبي جوليا لحبيبك اندرو فأنا معتاد على الوحدة "
اخذ يدور حول نفسه ويتنفس بهياج كان يرتجف ويتمتم بكلمات لم تفهمها جوليا ثم اندفع داخلاً للقصر
صدمت جوليا من حالته فتبعته وصعدت درجات خلفه وهو لم يلاحظ بأنها
تتبعه وعندما وصل لباب جناحه اختبئت بالرواق انتفضت فجأة عندما اغلق الباب بقوة
ظلت واقفة تفكر ماذا ستفعل عند هذه المعضلة ..بعد لحظات حسمت امرها وتحركت ووقفت امام باب جناحه اغمضت عيناها واخذت
نفس عميق وقبضت على طرف فستانها ثم رفعت يدها التي بدات ترتجف للمقبض الباب وفتحته بهدوء ودخلت مغلقة الباب خلفها بهدوء
نظرت امامها فراته واقف امام نافذته الكبيرة اقتربت منه وهي تبلع ريقها بصعوبة وصلت
عنده اخيراً وقالت بصوت بالكاد يسمع
"ديفد"
التفت ديفد لخلفه وراها فغر فاهه قليلاً وعقد حاجبيه مصدوم من رؤيتها ثم نظر لها بحدة وهو يقول
"لماذا انتِ هنا ولماذا تبعتيني"
حدقت جوليا به مرتبكة وخائفة ان يؤذيها وهو غاضب منها فقالت بتوتر
"ارجوك اسمعني "
قاطعها صراخ ديفد وهو يقترب منها وامسك بقبضتيه كتيفها وهزها بقوة
"قلت لك ارحلي لماذا لا تفهمي "
اغمضت جوليا عيناها متفاجئة من هياجه ومتألمة من هزه لها بقوة
حاولت ان تبعده عنها لكنها لم تستطع فصرخت بوجهه
"ديفد ايها المعتوه دعني انت تؤلمني .. اردت اخبارك بقراري لكنك لا
تريد سماعي اذاً سأغادر ولن ترى وجههي ابداً"
رمش ديفد بعينيه ثم ابتعد عن جوليا وهو يتنفس بقوة فقال وهو يلهث
"لم اشأ ان اؤلمك ولكنك اغضبتيني ..فرجاء قولي ما لديك"
نظرت اليه ببرود قبل ان تقول
"انت افرغت كل ما يضايقك بغضبك وبصراخك علي لذلك
لست مجبورة لأقول لك قراري واعتذر لأني ازعجتك"
ثم همت بالمغادرة.. لكن يد رجولية امسكت ذراعها وادارتها له نظرت جوليا اليه بتفاجئ فأستشاطت غضباً وكانت ستصرخ
بوجهه لكن ملامحه المتعبة والمرهقة اوقفتها عن الصراخ
تأملت الهالات السوداء تحت عينيه وشعره الطويل المبعثر وبعض
الخصلات المتناثرة على جبهته وقميصه المفتوح ازراره بأهمال
ابتلعت جوليا ريقها وهي تقول في نفسها حتى وهو مهمل الشكل يبدو وسيماً
قاطع تفكيرها صوت ديفد وهو يقول بضيق
"انا اسف جوليا لقد اشتدت بي الضغوطات وانفجرت بك اخبريني ما تودي اخباري به"
نظرت اليه بشفقة فلم تشأ ان تعذبه اكثر فقالت بهدوء وهي تخفض نظرها للأسفل
"لقد فكرت فيما قلته لي ... سأطلب الطلاق من اندرو لكن ليس الأن سأنتظر الوقت المناسب وحينها سأخبره "
توسعت عينا ديفد وهز راسه بنفي لا يصدق ما يسمعه فجأة ابتسم وصرخ بفرح
"جوليا "
رفع يده وامسك بأصابعه ذقنها ورفع راسها ونظر لعينيها بنظرات غامضة رفعت نظرها اليه
مال اليها ديفد وقبل وجنتها ببطئ شديد
ارتجفت جوليا من قبلته ومن انفاسه الدافئة التي تلفح وجهها
بينما هو تأمل جمالها وفستانها الوردي الرقيق واكثر ما يجذبه عيناها التي كالمحيط تغرق
بزرقته ..ركزت عيناه بشغف على شفتيها المنفرجتين بلون الكرز
وفقد كل شي معناه الا عناقهما الحار المليء بالمشاعر المختلطة شعر بجسدها ينتفض من احتياجها اليه...قبل شفتيها بتمهل شديد
رفعت يديها تطوق عنقه وهو قربها اليه الى ان كادت ان تصبح جزءاً منه
بقيا على تلك الحالة للحظات طويلة لم يخرجهما منها سوى صوت طرقات الباب
ابتعدا عن بعضهما
نظرت اليه جوليا بخجل ثم قالت
" وداعاً "
نظر ديفد اليها وهي تغادر فضحك بصخب وتمتم لنفسه
كم هي خجلة اه ما اسعدني اليوم لأن جوليا ستصبح لي
.............
دخلت جوليا المنزل الساعة الثانية عشرة ظهراً تقاجئت من سماع صوت اندرو الأتي من غرفة الجلوس توجهت هناك
ورات اندرو جالس ويتحدث مع والديها
نظر لها اندرو ثم نهض ونظر لوالداها وقال
"استاذنكما اريد التحدث مع جوليا "
قال جورج وهو ينظر لجوليا واندرو
" حسناً بني ..جوليا ما بك دخلتي متفاجئة "
قالت جوليا
"لقد تفاجئت من مجيء اندرو الأن"
قال اندرو
"هيا تعالي"
خرجت معه الى خارج المنزل استند اندرو على سيارته بينما وقفت جوليا امامه وهي تقول
"الأفضل كنا ان نجلس بأحد الغرف المنزل ونتحدث"
قال اندرو وهو يتأمل جمالها الذي يزداد كل يوم بنظره
"افضل التحدث هنا"
ساد الصمت بينهما عدة لحظات قبل ان يقول اندرو بخفوت
"اعلم بأني اتعبتك لكنك انتِ عاندتيني وقبلتي هدية ديفد .. سأتغاضى عن هديته لك ... والأن
دعينا نرجع مثل قبل وافضل زوجين متفاهمين"
نظرت اليه بتفاجئ لم تتوقع كلامه هذا وفرحت لأنه تقبل هدية ديفد لها ولكنها تشعر بالذنب لأنه
يتأمل بأنهم سيصبحوا زوجين متفاهمين
قال اندرو بهدوء
"مابك جوليا "
نظرت اليه وهي تبتسم وقالت
"لا شي"
ضمتها ذراعه اليه بينما امسكت يده بذقنها يرفع
وجهها اليه ليطبع شفتيه على وجنتها كانت جوليا مغمضة عيناها وشعور بالذنب تجاهه يزداد
ابتعد عنها وهو ينظر اليها بهيام وهو يقول بصوت اجش
"احبك يا من ملكتيني كلني .. جوليا دعينا نسرع بأقامة حفل زفاف "
نظرت اليه بأرتباك ولم تنبس ببنت شفة
ابتسم اندرو وطوق خصرها بذراعه وهو يقول
"جوليا ارجوكِ وافقي ان نقيم حفل زفافنا لماذا تريدين تأخير حفل الزفاف"
عقدت حاجبيها قليلاً بينما ارتجفت شفتيها بشدة وساد الصمت بينهما وكل منهما ينظر للآخر
همست جوليا بصوت مختنق
"اعذرني اندرو لا نستطيع اقامة حفل زفاف حالياً لأني مشغولة بعملي "
تنهد اندرو بعمق وقال
"حسناً .. غداً بمنزل رين سيقيم هناك جيانو حفلة صغيرة لطفله جيروم انا وانتِ وولداك مدعوان للحفل .. عمتي مساءً"
ثم غادر تأففت جوليا وتمتمت
يا الهي ساعدني
.......................
باليوم التالي الساعة السادسة مساءً بمنزل رين
زينت رين الغرفة الجلوس فكانت سعيدة وهي تقدم
مع والدتها الحلويات والكيك والكعك والمشروبات الغازية لضيوف
وقفت رين بمنتصف الغرفة وبدات تغني لجيروم وهي متأنقة
بفستان ازرق اللون وشعرها اسدلته على كتفيها
ضحكت لورا وقالت لجيانو الجالس بجانبها بالأريكة
"اختك مضحكة وهي تغني"
قال جيانو وهو ينظر للورا
"صوتها نشاز "
نظرت فيرونا لماريسا الجالسة بالمقعد بجانبها
"رين فتاة ظريفة ومفعمة بالحيوية"
ابتسمت ماريسا وهي تقول
"اجل .. ولكنها تتعبني فهي شقية"
قال جورج الجالس بمقعده امامهم
"نشكركم على دعوتنا لهذا الحفلة الرائعة"
قالت ماريسا
"على الرحب .. وانا سعيدة بوجودكم معنا "
اعطت لورا جيروم لفيرونا نظرت فيرونا لجيروم الذي بحضنها الملفوف بغطاء من الصوف قبلت وجنته وبدات تلاعبه
ضحك اندرو ونظر لجوليا الجالسة بجانبه على الأريكة قائلاً
"صديقتك رين مضحكة جداً"
ضحكت جوليا وقالت
"اجل "
نهضت جوليا من عند اندرو وجلست بالمقعد بجانب رين
قالت رين
" تبدين جميلة بفستانك الأسود وشعرك المنسدل على ظهرك والكحل الأسود ناسبك واحمر
الشفاه باللون الوردي
اليوم انتم متأنقون فعمي جورج مرتدي قميص ازرق اللون وبنطلون اسود اللون وشعره مسرح بطريقة انيقة وعمتي فيرونا
مرتدية فستان وردي اللون وشعرها اسدلته على كتفها وكحل رمادي اللون ومكياجها رائع واحمر شفاه باللون الأحمر
وامي مرتدية فستان برتقالي اللون وشعرها منسدل على كتفها واكتفت بوضع كحل اسود
اللون واحمر شفاه باللون
الزهري اما اندرو مرتدي قميص اسود اللون وبنطلون اسود اللون وشعره مصصف وجيانو
مرتدي قميص ابيض اللون مع بنطلون اسود اللون وشعره مصفف"
ضحكت جوليا بصخب ثم قالت
" لقد وصفتينا كلنا يصلح بأن تكوني مهرجة بالسيرك"
ضربت رين بقبضتها كتف جوليا تأوهت جوليا من الألم ثم ضحكت
بعد ان انتهت الحفلة غادر المدعوين لمنازلهم
...............
باليوم التالي الساعة السابعة صباحاً
ذهبت جوليا لعملها بنشاط بسيارتها الفورد التي اشترتها
وبعد ان انتهت من العمل الساعة الحادية عشرة
خرجت من الدار الأزياء
رات ديفد بسيارته ويلوح لها بيده سارت نحوه وهي تقول
"اهلاً ديفد فاجئتني بقدومك الى هنا"
حدق بها ديفد وهو يقول
" اركبي هيا "
قالت جوليا
"لدي سيارتي وسأركب بها"
قال ديفد
"حسناً اتبعيني بها "
ركبت جوليا سيارتها وسارت بها خلف سيارة ديفد .. اوقف ديفد سيارته
امام الشاطئ وترجل من السيارة اوقفت جوليا السيارة وترجلت منها ايضاً
جلس ديفد على الرمل امام البحر يستنشق رائحة البحر
جلست جوليا بجانبه وهي تقول
"رائحة البحر جميلة"
قال ديفد
"نعم"
تأملت جوليا بأعجاب شعر ديفد الطويل المسرح بشكل رائع وبدلته الأنيقة
قالت في نفسها
كل يوم يزداد جمال وجاذبية
همست بصوت خافت
"كيف حالك الأن "
قال ديفد وهو يرى تلاطم امواج البحر
"احوالي غير جيدة ...عندما امسك الشخص الذي سبب بأفلاس شركتي وانتقم منه وعندها سأكون مرتاح"
قالت جوليا بتأكيد
" ان شاء الله ستجد الفاعل "
نظر اليها ديفد وهو يقول بصوته الرخيم
"انا سعيد لانك موجودة بحياتي "
اخفضت جوليا عيناها خجلة من نظراته وكلامه
ضحك ديفد وقال
"انتِ تخجلين مني "
لم ترد عليه جوليا فهي لا تستطيع الرد عليه بسبب خجلها منه
قال ديفد بدون مقدمات
"عندما تنفصلين من اندرو سنتزوج"
اجفلت وتوسعت عيناها بصدمة وقالت بصوت مختنق
"انا موافقة لكن لا استيطع خيانة اندرو اخاف ان يتأذى بسببي"
اظلمت عيناه قليلاً وقال بصوت اجش
"اسمعيني جوليا هل من الأفضل ان يعيش معك اندرو طوال حياته بتعاسة لأنه سيرى منك عدم
تقبلك له بحياتك وانك لا تبادليه حبه لك.. ام تنفصلي عنه الأن صحيح سيتألم لأنك تركتيه لكنه
لن يتألم طوال حياته هل فهمتيني ولا يعتبر بأنك خنتيه"
قالت جوليا بحزن
"صدقت "
|