- آسفة , لكن ليس معي ورقة ولا شيء أكتب فيه.
اذا كان هناك شيء لا تستطيع فعله فهو ان تتحدث دون ان تمسك بيدها قلما .
- لن نوقع شيئا اليوم يا داليا , لا تقلقي , اردتك فقط ان تعرفي سبب مجيئي هنا , ولماذا حرصت على مقابلتك , لا اريدك ان تعتقدي...
بدا يبحث عن كلماته , فاسعفته داليا :
- لا تريد ان تبدو بمظهر من يستغلني , أليس كذلك؟
اومأ برأسه بحيوية :
- ليس ذلك فقط, بل خاصة انك ستقولين , إنك تفتقرين إلى المعلومات عني . لا اريد ان يكون بيننا هذا النوع من الأسرار ولا حتى أي سر.
حول نظره عنها فسألت نفسها : إذا كان هناك جزء منه لا زالت لا تعرفه ؟
وعلى الرغم من ذلك , كان لابد ان تعترف بأنه قد احسن بحديثه عن عرضه الآن . إنه ليس بالعمل البسيط وهي لم تكن تظن ان تساوي سان رايزكي كل ذلك المال .
- فيما يخص عرضك , من الواضح اننا لن نتحدث في تفاصيل أكثر عنه الآن . وعلى الرغم من ذلك يجب ان اقول لك , إنني قد فكرت فعلا في احتمال بيع المحطة ... ضمن حلول اخرى بالتأكيد.
لم ان أجد مشتريا بهذه السرعة وهذه السهولة , لكني لست ادري ماذا سيكون قراري النهائي ؟ يجب ان انتهي اولاً من فحص الحسابات .منتديات ليلاس
اخذت داليا تعبث بطرف الملاءة , واضافت :
- سأخبرك بقراري , يا سيدي ..
ولدهشة داليا تبينت انها لا تعرف حتى اسم عائلة شاد إن هذه ليست طبيعتها ابدا .
من المعتاد ان هذا اول شيء تسأل عنه من تقابله , هل كانت شمس فلوريدا قوية جدا بالنسبة لها ؟ ام ان الصدمة التي تلقتها على رأسها كانت عنيفة جدا؟ لقد بدت في قمة دهشتها مما جعل شاد ينفجر ضاحكا.
- هذا كله بسبب عدم قراءة بطاقات التعارف.
- شاد .
اجابها :منتديات ليلاس
- السيد شاد ويك من فضلك.
- شادويك ؟ شادويك.
شرح لها :
- في الحقيقة , اسمي دونالد رونالد شادويك.
رددت :
- دونالد رونالد.
- نعم يا داليا , هذا هو السبب في ان اطلقت على نفسي شاد . لا احب اسم دونالد رونالد , إنه اسم طويل وصعب جدا , لقد كان أبي شاعرا موهوبا , لذلك اطلق علي هذا الاسم , اما اخي سترين فحاله ليس أفضل مني.منتديات ليلاس
- ما اسمه ؟

- دانيال راندال . كان لقبانا عندما كنا طفلين دون ودان ثم فضلنا ان ندعى شاد و ويك .
قالت في تعجب :
- إذا كنت قد فهمت جيدا , فلقد قسمتما اسم الأسرة إلى قسمين .
- تماما.
استطرد مفسرا:
- ويك وأنا مختلفان تماما . أنا اعتبر الهيكل الديناميكي للأسرة . اما ويك فهو على الأصح مغامر , إنه يعجب النساء كثيرا ...
لم تستطع ان تمنع نفسها من ان تجيب :
- مم , ليس بنفس قدرك.
- لا تصدقي ذلك.
همست في أذنه :
- هل تعرف يا شاد ان خبراء الحسابات في بوسطن يعشقون الكوادر الديناميكية في فلوريدا.
- هل أنت واثقة بأنك لا تخلطين بين الأخوين يا طفلتي ؟
رجعت داليا برأسها إلى الوراء , وهمست :
- أنا متأكدة تماما .
ازداد قرب شاد منها .منتديات ليلاس
- هل علي ان افهم ان اجتماع العمل قد انتهى يا شاد.
- بكل تأكيد .
طبع قبلة طويلة على شفتيها . ثم قال بصوت منخفض :
- هناك شيء آخر اود ان اسألك عنه.
- ماذا تريد ان تعرف ؟
دهشت داليا لسؤاله .
- في اليوم الآخر قلت لي إنك لا تريدين اطفالا , اتذكرين ذلك؟
- نعم .
- هل هذا صحيح ؟
- لنقل إنني احب مهنتي , ولا اتخيل نفسي اجري خلف اطفال في المنزل , هذا ما افكر فيه الآن .
اصبحت نظرته أكثر صفاء .
- اخبريني لماذا تسألني هذا السؤال ؟ ألا تعتقد ان هذا مبكر جدا؟
ارتسمت على شفتيه ابتسامة تميل إلى الحزن ظللت اسارير وجهه.
- إذا كنت قد سألت عن ذلك , فمن ناحية لأني لست معتادا التصرف مع كل النساء على هذا النحو , ومن ناحية اخرى لأني لا اعتقد ان علاقتنا ستكون .. علاقة قصيرة .
- شاد .
- ولا اعتقد انني مخطئ إذ ظننت انك تفكرين في نفس الشيء.
لم تجب داليا على الفور لكنه محقا . لابد ان تعترف ان علاقتهما اصبحت اقوى من ان تكون علاقة قصيرة , إنها لم تقابل قط رجلا شعرت معه بهذه الراحة.
توردت وجنتا داليا , إنها غير معتادة على هذا النوع من الحديث ووجدت نفسها بدون إجابة امام هذا الوضوح.ريحانة
- اريد كل ما تريدينه , هذا كل شيء.
قبلها مرة اخرى ولم يعد هناك مكان للكلمات .
نسيت داليا كل شيء , من تكون ؟ اين تكون ؟ وماذا تريد ؟ كل ما كانت تشعر به هي ذلك الأحتضان الدافئ التي تهبها جناحين , وتملؤها بالنشوة حتى الثمالة .
وبعد ذلك بفترة طويلة , فتحا عيونهما لتتقابل نظراتهما في ضوء النهار , وصلت كلمات شاد إلى مسامعها , ورنت في اعماق قلبها :
- اوه , يا عزيزتي لقد سقطت في حبك بجنون.
غرد عصفور بالخارج , وعلت شمس حبهما في كبد السماء

نهاية الفصل

الفصل السادس

مضت ساعات كثيرة منذ الفجر , وبعد ان اخذت دشا ارتدت داليا نفس الملابس التي اختارها لها شاد في المستشفى .
انتهى شاد من ارتداء ملابسه عندما خرجت من الحمام . كانت الشمس مشرقة بضوء رائع أكثر من المعتاد.منتديات ليلاس
كانت نظرة شاد مليئة بالإشراق والأمل , حتى إنها تعلقت برقبته .
- آسف حقا , لأن لدي غداء عمل, لكن لا استطيع إرجاءه.
- يا لها من فكرة ان يكون لديك موعد غداء في الساعة الثانية عشرة والنصف. كان يمكنك ان تحدده في الواحدة , مما كان سيتيح لنا نصف ساعة نقضيها معا .

- أعدك بأنها المرة الأخيرة التي أقبل فيها دعوة غداء. لكن هذا الغداء لا يمكنني إلغاؤه .
قادها إلى الخارج كما لو كان لا يريد مغادرتها إلى قاربه . استسلمت داليا في سعادة , لم تكن ترغب على الإطلاق في ان يبتعد عنها .
- سأقابلك على العشاء , يمكننا ان نتوقف للعشاء في احد مطاعمي المفضلة على جزيرة كابتيف قبل العودة إلى المنزل , ماذا تظنين؟
لاحظت داليا , انه يتحدث بالفعل عن محل إقامتها ببعض الفخر كما لو كان يتحدث عن منزله الخاص , لقد كانت تخشى في وقت ما ان يستغل الموقف.
- إنها فكرة طيبة. يمكنك ايضا ان تطلب من بعض الغجر الحضور لعزف الكمان على مركبك سيجعل ذلك الجو رومانسيا في حالة احتياجنا لذلك.
- في الحقيقة أفضل ان ننفرد معا لإنجاز الكثير.
- شاد.منتديات ليلاس
- لكن الآن , يجب حقا ان اذهب , ساعد حتى ثلاثة وسأرحل . لكن لم يتسع الوقت لشاد ان يعد , لم يقاوم شفتيها الرقيقتين وقبلهما بإحساس مرهف.
جاء صوت ساخر ليقطع مصارحة الحب الحقيقية هذه.
- يبدو انني قد تغيبت فترة طويلة .
رفعت داليا رأسها , ورأت ويك يمشي بالقرب منهما , وهو لا يخفي غيظه . قالت بصوت بارد:
- صباح الخير يا ويك.
ابقى شاد ذراعه حول كتف داليا , لم يكن هناك شيء , يدعوه لإخفاء علاقته بداليا , لم يكن اخوه ساذجا فقد فهم الموقف تماما.
مضغ ويك قشة في صمت . نظر إلى داليا بشيء من التحدي.ريحانة
- ربما لم يكن هذا اختيارها إذا كان هناك وجه مقارنة بينهما ؟
قال شاد :
- ويك إن اسمها داليا , في حالة إذا كنت قد نسيت .
انحنى ليحييها .
- آنسة داليا تقبلي كامل اعتذراي.
حدق إليها وأضاف :
- اشعر ان آنستي قد فتنت بعرض اخي العزيز , أليس كذلك؟
ترددت داليا لحظة ونظرت في اتجاه شاد الذي أوما برأسه تلقائيا .
استطرد ويك :
- نعم يا داليا , آسف , لكني على علم بعرض شاد .اعرف ان سبعة ملايين دولار مبلغ ضخم , لكن والدك قد رفض مرارا هذا العرض .
جحظت عينا داليا .
- انتظر لحظة , اقلت سبعة ملايين دولار؟

- نعم , لماذا ؟
طقطق ويك اصابعه .
- لن تقولي لي إن هذا ليس هو المبلغ الذي عرضه عليك شاد.منتديات ليلاس
صاح شاد ثائرا :
- ويك.
التفتت داليا نحو صديقها وطرحت عليه السؤال مباشرة , سألته بقلق:
- هل يتحدث ويك عن نفس العرض الذي قدمته لي هذا الصباح ؟
خفض شاد بصره في حزن :
- نعم , هو نفسه يا داليا , لكن يجب ان تفهمي انه ليس أنا من يقرر لست إلا وسيطاً , إن العروض تكون هكذا في البداية , كان العرض خمسة ملايين دولار. ارتفع المبلغ خلال المناقشات العديدة التي جرت مع والدك ووصل إلى سبعة ملايين .
- فهمت .
كان صوت داليا باردا , او بالأحرى متعاليا.
أصر في حزن :
- لا , أنت لم تفهمي على الإطلاق .
إنه لم يرها ابدا بهذا المظهر الغاضب او المستنكر .
- كان من الصعب التناقش مع والدك مما جعل المبلغ يقفز بسرعة .
- آخر عرض كان أعلى مليونا بالنسبة لثمن سان رايزكي الحقيقي.
- لا يمنع ان يترك ذلك فارق مليون ونصف يا شاد.
- لك حرية التفاوض يا داليا , انت تعرفين ذلك جيدا يمكنك تقديم عرض وقتما تشائين.
لقد نسيت داليا وجود ويك تقريبا , كل ما تراه هو ان شاد لم يقل لها كل شيء وكانت حريصة على ان توضح له ذلك .
- اعتقد انك قد استفدت من الايام الأخيرة , وخاصة تلك الليلة لتتأكد من اني لن اطرح اسئلة عن العرض الأول.
- داليا , انت تعرفين الإجابة جيدا بنفسك , إنك سيدة اعمال .
هذا حقيقي , إنها ليست سيدة اعمال سيئة وستثبت له ذلك. على الفور . استقامت داليا , إذا كان السيد شاد ويك قد صعقها , فستظهر له أي نوع من النساء هي .ريحانة
ابتلعت داليا دموعها التي شعرت بها في حلقها . لا يجب الانهيار ابدا امام الخصم. هذا هو ما تعلمته من أفضل استاذ للحسابات استقامت بكل ثقة . حدقت إلى شاد وهي تؤكد له :
- حسنا , إذا كنت تعتقد انها تساوي مليون دولار ونصفا فليس لي نفس الرأي.
لم يجب شاد على الفور . بدا متأثرا جدا وضم قبضتيه بشدة .
- كنت اعتقد اني بصدد التعامل مع امرأة ناضجة في الاعمال كما في باقي الامور , لكن أرى انني قد اخطأت .
لم تجد إجابة افضل من ان تقول :
- لقد كنت محقا , كان علينا ان نهتم بأعمالنا قبل ان نهتم بباقي الأمور كما تقول , كل ما استطيع ان اضيفه هو ان ما حدث بيننا هذا الصباح لم يكن إلا لحظة لا يجب ان تتكرر.