إنها لن تضيع وقتها في استماع جدالهما مثل طاووسين يتحاربان للحصول على افضل مكان .
ابتسم ويك وشاد دون ان ينظر احدهما للآخر. استدارت داليا ودخلت المبنى حيث توجد المكاتب.
لم يكن لها أخ او اخت ابدا , فهي لا تستطيع ان تعرف كيف يحدث ذلك.
وفجأة ارتجفت داليا لفكرة ان تتواجد بمفردهما حتى اليوم التالي فمنذ ان علمت بموت والدها منذ خمسة عشر يوما , كانت لا تزال تشعر بالحزن في اعماق قلبها , حتى لو لم تكن تعرف ذلك الشخص الذي يدعى دينيس بينتون .منتديات ليلاس
شعرت بتحريض , فاستدارت وصاحت :
- ماذا لو احتفلنا بعيد ميلاد ويك هذا المساء؟
- عيد ميلاد...
- نعم ! يمكننا عمل حفل صغير , تأتيان مع من ترغبان ... اما أنا فسأنتظركما في الثامنة , اتفقنا؟
تبادل ويك وشاد اخيرا نظرة اتفاق .
- موافقان ! هذا المساء .
- في هذا المساء.
صعدت داليا درجات السلم , سعيدة بمباردتها, لكنها نزلت على الفور , وخرجت لتلحق بالشابين , لقد نسيت ان تسأل ويك عن الهدية التي يفضلها .
دون ان تحدث صوتا - إذا إن احدهما مصنوع من القماش , سلكت داليا طريق الاصداف المؤدي إلى الميناء حيث رسا مركبا الأخوين . لكنها توقفت على الفور, عند معطف , عندما وصل إلى مسامعها حديث الأخوين :
- اذا كنت قد ادركت تماما , فنحن بصدد حفل راقص خاص , هذا المساء .
صاح ويك في تعجب:
- اوه , هذا غريب جدا , ماذا تريدنا ان نفعل اكثر من ذلك؟ انت تعرف جيدا ما الذي على ظهر هذا المركب , اريد ان استخدم كل الفرص المتاحة لي وهذا طبيعي . لا يمكن الاعتماد عليها , كما كنا نعتمد على دينيس وخاصة الآن وقد عرفنا انهما لم يعرف احدهما الآخر ! وإذا لم تتح لهما الفرصة ابدا ليتحدثا ... هل تفهم ما اريد قوله ؟
ابتعد الشابان وظلت داليا في مكانها كالمذعورة . ما معنى كل ذلك ؟ محتارة, سألت داليا نفسها حقا عم كانا يتحدثان ؟
انتهى بها الأمر بأن عادت إلى المبنى حيث توجد المكاتب , وقلبها منقبض . كان هناك شيء غامض في الأمر, وقد عقدت العزم على اكتشافه .ريحانة
كان مكتب والدها من الخشب الزان , وهناك طاولة كبيرة ظهرها إلى النافذة , والحجرة شديدة الإضاءة , على الجدران بعض النقوش البحرية , تبينت داليا على الفور ان والدها كان صاحب ذوق رفيع.
جلست خلف المكتب , إن أباها إذن كان يعمل في هذا المكان , لا بأس فيما فعله .
فتحت داليا احد الأدراج عاقدة العزم على إخراج كل الملفات , فهي لم ترد الاستسلام للحزن ولو دقيقة واحدة وانغمست في حسابات سان رامز باهتمام وسرعة , حصلت على تقدير مرتفع عنهما في اختبارات التخصص في المحاسبة .

مضت الساعات دون ان تشعر بها . منذ ان اتصل بها محامي والدها وأعلن وفاته , واخبرها بالميراث الذي خلفه لها , لم يعرف مدير الشركة التي تعمل بها , ماذا يفعل ليرضيها .
يجب القول : ان داليا ذات قيمة عالية بالنسبة لمديرها الذي لم يرد فقدها . لقد منحها الوقت الذي يلزمها حتى تستطيع تنظيم اعمال والدها . وهو لم يبد من ناحية اخرى اي اعتراض على رحيلها عن بوسطن إلى سان رايزكي.منتديات ليلاس
عندما رفعت داليا عينها اخيرا من فوق الملفات , دفعت مقعدها وتمددت . كانت الساعة الثالثة بعد الظهر تقريبا . وهي لم تأكل شيئا . والشيء المؤكد هو انها لا تريد البقاء هنا .
انعشها الحمام الذي اخذته في الساعة السابعة . لم تعرف ماذا ترتدي لعيد ميلاد ويك , ربما سيكون هناك اشخاص عديدون , على اية حال لقد اقترحت عليهما اصطحاب من يرغبان في اصطحابه , على الاقل ستعرف إذا كانا متزوجين ام لا .
انتهت بأن ارتدت لباسا من الحرير الوردي مع قميص مناسب من نفس اللون , استكملت ملبسها بحيث ابرزت خصرها بحزام عريض ذهبي.
زين كارلوس جزءا من صالة الطعام ببالونات متعددة الألوان معلقة في السقف . كان المكان بهيجا بشرط عدم النظر إلى جزء من الصالة غارق في الظلمة والفراغ.
وصل ويك اولا مع بورك , كان الاثنان مرتديين بنفس الطريقة , كانا يرتديان بنطلوني ينز نظيفين وقميصين ابيضين باكمام قصيرة .
اعترفت داليا في نفسها ان القميص يتناسب بشكل جميل مع ويك , كان مثل شاد ذا صدر مفتول العضلات.ريحانة
ابدى ويك إعجابه بمظهرها وحاولت إقامة حديث مع بورك لكن إذا كانت لا مثيل لها في الحسابات فكان الأمر مختلفا بالنسبة لها في الحديث مع الاطفال. لقد حاولت إقامة الحديث إذن بدون جدوى . انتهى الأمر بأن اعتذر لها الطفل :
- أنا لا اعرف التحدث جيدا بالأميريكية .
اجابت بينما يقدم ويك إليها العصير:
- حسنا ً , لا يهم.
انتهز ويك الفرصة ليقول بنبرة متظاهرة بالمرح :
- في الحقيقة , لقد قذفنا بالهلب في الناحية الاخرى من الجزيرة , هل تجدين في ذلك سوءا ؟
اجابت :منتديات ليلاس
- المحيط ملك للجميع.
- إذا اردت .
اتخذت داليا مظهراً اجتماعيا واضافت :
- إني متأكدة من ان سان رايزكي لا ترى في ذلك اية مشكلة . يمكنك ان ترسو عند اي موجة تريدها , لكن ماذا فعلت لكي تأتي ؟ هل عبرت البرك؟
انفجر ويك ضاحكاً:
- اوع , كلا ! لم اقول لك كيف يبدو الليل.
تلألأت عينا داليا , قالت في دلال :
- بل , قل لي.
- لا يرى المرء سوى نقاط مضيئة حمراء ..
- نقاط مضيئة حمراء؟

- نعم , إنها عيون التماسيح الاميريكية .
- اوه , كم هذا خطير !
وقع بصرها على بورك الذي ينظر في اتجاه البوفيه . بما انها لم تعرف عدد الاشخاص القادمين , طلبت داليا من كونسويلا ان تعد التابولا والسلطة . لقد اصابتها الدهشة بأن ترى مخزن الطعام بمحطة الحمامات ممتلئا على هذا النحو كما لو كان نسبة إشغال المكان مائة بالمائة .
قالت للطفل:
- هيا بورك اخدم نفسك وتناول ما يحلو لك .منتديات ليلاس
بسط ويك إليه يده بطبق وأشار له إلى البوفيه. بينما اسرع الطفل نحو البوفيه , لم تستطع ان تمنع نفسها من ان تسأل ويك :
- الا تستطيع امه الحضور هذا المساء؟
- امه ...؟
اوما ويك برأسه , اجاب اخيرا :
- كلا , لا تستطيع امه المجيء هذا المساء .
لم تصر داليا , ربما قد ارتكبت حماقة اخرى .
- والآن , يمكنك ان تحدثني عن والدي يا ويك.
في ذلك الوقت وصل شاد وأسرع الى الصالة قائلا :
- عيد ميلاد سعيد يا ويك.
التفتت داليا وبقيت صامتة . كان شاد أكثر وسامة في البذلة عنه في البنطلون الجينز , كان يرتدي سترة بيضاء وبنطلونا ابيض وقميصا ازرق تيركواز , لقد وجدته رائعا ببساطته.
- لم اعرف ما ينبغي ان احضره من شراب فاحضرت عصير العنب.
فتح الزجاجة , بينما ملأت كونسويلا له طبقا من التابولا . كانت السهرة جميلة والأخوان رائعين , اظهر ويك مهارة في الحديث وتحدث طويلا عن تاريخ فلوريدا الذي يحفظه عن ظهر قلب وعلى العكس, لم يتكلم عن نفسه . وشاد بدا اكثر كتمانا , كان يجيب في كياسة.
شكل كونسويلا كارلوس وجاك باقي المدعوين , وقد وجدت داليا ان الأمور طيبة جدا على هذا النحو , ودهشت عندما تخطت الساعة منتصف الليل, وانصرف الجميع عنها.ريحانة
خرجت داليا من صالة الطعام لتلحق بغرفتها . مستنشقة هواء الليل العذب , تهادت في طريقها نحو المبنى الذي يضم الحجرات. فجأة , في منتصف الطريق سمعت صوت تنفس إلى جوارها. هل تبعها شخص ما في الظلام؟ نجحت ان ترى ظلا يقترب منها .
همست في صوت مهتز :
- من هنا ؟
- داليا .
تعرفت على الفور على صوت شاد , تنهدت داليا في راحة .
- اف ! لقد افزعتني .
اقترب منها حتى وصل عطره إلى انفها , عطر لا تستطيع ان تنساه , لكن ماذا يريد منها ؟.
- آسف لأني افزعتك , لكن لابد ان اتحدث إليك.

- لكن , ألم تستطع ذلك اثناء السهرة؟
امسك ذراعها .
- سأرافقك حتى غرفتك.
ارتعشت داليا , لم يكن هناك مجال حتى يرافقها , وإلا فستفقد عقلها , شاد , على باب غرفتها ! إنه يطلب منها الكثير.
- أنا ... في الحقيقة اريد ان امشيء قليلاً , الشاطئ الشمالي أكثر ملاءمة لهذا النوع من النزهة الليلية عن الآخر.منتديات ليلاس
ودون ان يسألها عن رأيها , قادها صوب ابعد شاطئ عن الفندق . استسلمت داليا كليا تحت تأثير سحره. كان القمر بدرا والأمواج تهمس بهدوء في الظلام اغنية البحر والحب كما لو كان هناك مئات الجنيات.
قال شاد:
- يوجد عدد اقل من الحواجز ليلا عنه في الشاطئ الآخر. فرصة فقدان التوازن هنا اقل .
تخيلت داليا نفسها تفقد توازنها بين ذراعي شاد سينتهي بها الامر ان تعتقد ان ليالي فلوريدا أكثر دفئا من نهارها. سألت بصوت متردد :
- عم تريد محادثتي إذن ؟
قد يكون من الأفضل التحدث عن السير في صمت بجانبه !
- هل كان لديك الوقت لتلقي نظرة على الموقف المالي لسان رايز كي بعد ظهر اليوم ؟
اعتلت شفتي داليا ابتسامة لم يستطع رؤيتها في الظلام . نعم, إنها لم تنتظر ان يحدثها عن الحب في الجو الرمانسي للغاية. جاءت إجابتها فاقدة للحماس بشكل لم ترده .
- لقد قضيت فترة بعد الظهر في مراجعة الحسابات , بالتأكيد سأحتاج بعض الايام قبل ان انتهي , ولقد اخبرتك بالفعل انني مازلت غير مستعدة للتحدث معك .
- صحيح , آسف!
نادرا ما قابلت داليا رجلا في مثل كياسته . لقد قدرت فيه هذه الدماثة التي تراها حقيقية .
- ومع ذلك لدي اقتراح مهم جدا اعرضه عليك.
- اجل خلال الاسبوع القادم ساقابلك بمجرد ان اكون مستعدة .
سلكا الطريق دون ان ينبسا بكلمة اخرى . لقد قبل الأمر الواقع وحرص شاد على ان يوصلها حتى مدخل الفندق حيث غرفتها في الدور الارضي .
- هل تقبلين العشاء معي مساء الخميس ؟ مالم تفضلينه غداء؟
في الحقيقة .كان شاد يتمتع بسر خاص وحاولت داليا الا تخضع لعذوبة هذا الصوت الرجولي الدافئ.
قال محددا:منتديات ليلاس
- خلال ثلاثة ايام.
- سأتصل بك يوم الأربعاء وسنقرر في هذه اللحظة.
اخرج شاد من جيبه بطاقة . وألقاها إليها .
- ستجدين رقم الهاتف الشخصي ور قم هاتف العمل.
لم تجب داليا بشيء وامسكت البطاقة , وضعتها في حقيبة يدها دون ان تقرأها. قبل ان يتركها داعب شاد خدها في حنان.

- ليس من عادتي المزج بين العمل والمتعة , لكن أرغب كثيراً في ان أترك العمل جانبا يا داليا بينتون .
فتحت فمها لتجيب بشيء ملائم , وخاصة لتخفي اضطرابها لكن بدون جدوى , كان شاد قد اختفى بالفعل في الظلام. ومما زاد دهشتها ان باب غرفتها كان مواربا , فعبرت الممر الصغير المؤدي إلى الحجرة الكبيرة حيث نامت ليلة امس , وصاحت في تعجب. كان ويك ممددا على سريرها , ويداه خلف رأسه , ينتظرها بكل هدوء . ابتسم لها , وبدأ الحديث على الفور :
- كان المشهد مؤثرا جدا بالخارج , عبر النوافذ المفتوحة يمكن سماع كل شيء ! لدى شاد وسائل بيع لا يمكن الشك في فاعليتها وعلى هذا النحو صنع ثروته .منتديات ليلاس
اخرجت داليا البطاقة من حقيبتها ببطء , وقرأت شركة س ت ج المتحدة. صاحت في غضب:
- هل رأيت الوضع الذي تظهر عليه ؟ هذه ليست طريقة ابدا . ثم ماذا تفعل هنا ؟.
ابتسم ويك ابتسامة ساحرة :
- لم آت لأحدثك في العمل. هذا دور شاد اما أنا فقد جئت لأحدثك عن والدك . لقد قلت لي , اعتقد ذلك , انك تودين معرفة ماهو اكثر عنه.
وضعت داليا حقيبة يدها فوق منضدة صغيرة في مدخل الغرفة واختارت ابعد مقعد عن السرير لتجلس بعيدا عن ويك بقدر المستطاع لا احد يعلم ما الذي قد يبدر منه .
- قل لي اولا , كيف دخلت الغرفة ؟ لقد اغلقت الباب خلفي بعد ان خرجت .
- هنا , يعد ذلك عديم الفائدة , لا احد يغلق الحجرات .
قالت : هنا , ربما , لكن في بوسطن الامر مختلف.ريحانة
اذعن ويك : هذا طيب , لقد استخدمت مفتاحي الخاص ,الذي تسلمته من دينيس.
- إيه حسنا , هذا جميل , إذا كان شاد قد دخل معي .
انتصب ويك :
- الدش مكان مناسب لأختفي تحته.
- ولو ...
- إذا مكث شاد فترة كافية إلى ان يحتاج لأخذ دش, اليس كذلك؟
- ويك .
عبس وجهه .
- لم اعتقد ابداً انك من هذا النوع من الفتيات .
قالت مصححة :
- من السيدات , اذا اردت القول .
- نعم , إذا اردت ذلك.
نفذ صبر داليا :
- هل من الكثير ان اطلب منك مغادرة هذه الغرفة على الفور ؟ اين بورك حقاً؟
- على ظهر المركب , لقد نام هذا الطفل الصغير.
نهض ويك ببطء . كان على داليا ان تعترف بأنه جذاب جدا ولكن ليس مثل اخيه .