لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


327 - حب وخط أحمر - جاكلين بيرد ( كاملة )

رواية حلوة من أحلام الجديدة حب وخط أحمر ملخص الرواية : - أريدك أن تكوني زوجتي. هذا ببساطة كما لو أنه

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-07-19, 04:33 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات احلام المكتوبة
New Suae 327 - حب وخط أحمر - جاكلين بيرد ( كاملة )

 



رواية حلوة من أحلام الجديدة


حب وخط أحمر





ملخص الرواية :

- أريدك أن تكوني زوجتي.
هذا ببساطة كما لو أنه يسألها عن الوقت. ونظرت إليه ذاهلة: "أنت تمزح أو ربما جننت!".
-لا بل منطقي. أبي مريض ولن يعيش طويلاً، وأشهره الأخيرة ستكون أسهل كثيراً إذا تزوجت.
- ولكن لماذا أنا بالذات؟.
كان هذا شيئاً غير مفهوم. كان خافياً رجلاً من النوع الذي يمكنه أن يحصل على أي امرأة يريدها، وليس بحاجة إلى أن يبتز امراة لكي تتزوجه.
- أريد ترتيباً مفيداً دون أي ارتباط عاطفي. امرأة تدفئ حياتي، دون أن تظاهر بأنها تدفئ قلبي. وما أعرفه عنك، يجعلك مرشحة مثالية لهذا الدور.


 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس

قديم 19-07-19, 04:39 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 327 - حب وخط أحمر - جاكلين بيرد

 

١- ظل من الماضى


الفتى فى الرابعة والعشرين من عمره فقط ولايزال صغيرا على الزواج انه ابنك وبامكانك أن تقنعيه بالعدول عن هذه الفكرة
قال خافيار هذا وهو ينظر متهكما الى أخته تيريزا التى كانت مستلقية على الأريكة فهو واثق أن أخته الكبرى قادرة تماما على السيطرة على ابنها اذا شاءت كما سيطرت عليه هو عندما كانت امهما وكان فى الثامنة من عمره فقد كانت تكبره بعشر سنوات
استلمت دور الام فكانت اكثر صرامة من امه التى فقدها وبقدر ما كان يحبها تنفس الصعداء حين وقعت فى غرام دايفيد ايستربى وهى فى الرابعة والعشرين وكان الرجل الانجليزى قد زار مزرعة الدواجن التى يملكونها والتى تبعد عدة أميال شرق سيفيل لكى يشترى حصانا اسبانيا أندلسيا اصيلا لأصطحابه الى يوركشاير
لقد تزوجا منذ ذلك الحين كما اخذ خافيار يفكر متأملا فى الخمسة وعشرين عاما التى مضت عليهما ولم ينجبا أثنائها الا ولدا واحدا يريد أن يتزوج أما السبب فى زيارته للمزرعة فهو حضور حفلة عشاء على شرف الخطيبين فى فندق ريفى قريب لقد رتبت هذه الحفلة لتعارف الاسرتين وكان خافيار ضيفا على الرغم منه
وقاطعت تيريزا أفكاره المشكلة معك هى انك لم تعرف الحب قط
فقال ساخرا ببطء لكننى كنت متزوجا ويمكننى أن أؤكد لك يا تيريزا أن قلة من الناس فى هذا العالم يعيشون حياة منسجمة كالتى بينك وبين دايفيد
هراء انت مجرد رجل ساخر لا رجاء فيه وعلى كل حال انه قرار جيمى وانا ودايفيد مشاهده من دون شروط سيكونان هنا فى اى لحظة ولهذا أرجوك أن تحتفظ بارائك لنفسك وحاول أن تكون مهذبا مع خطيبته ووالديها
هذا عدا عن ابنة عمتها العانس

قال هذا رافعا حاجبيها بسخرية وكانت الحيرة قد تملكته منذ وصوله قبل ثلاث ساعات حين علم أن الدعوة إلى قضاء عطلة نهاية الأسبوع فى المزرعة لم تقتصر على الخطيبة ووالديها فقط وأنما هناك أيضا ابنة عمتها حذار يا تيريزا اذا كانت لديك اى مية فى التقريب بينى وبين تلك السيدة ..الافضل ان تنسى ذلك
وكأننا سأجرؤ على ذلك؟
قالت هذا يمطر وهى تنظر الى قامته التى تبلغ اكثر من ست اقدام واربع انشات وتقارنها بقامتها هى التى تبدو عادية للغاية يبدو خافيار رجلا منيعا من كل النواحى فهى ثرى مسيطر وذو وجه وسيم للغاية اما شعره فأسود كالليل وعيناه كستنائيتان أثناء فتواه كانت النساء تتهافت عليه وكان هو يستغلهن تماما ولكن خلال السنوات القليلة الماضية اصبحت نظراته باردة صلبة وهو نادرا ما يبتسم
أضافت تيريزا وفى عينيها لمحة عطف لا اظن احدا يجرؤ على أن يعترضك الان خافيار فى اى شأن كان
الطفل لهذا العطف الغير مرغوب فيه فى وجه أخته ورمقها بنظرة حانقة ثم استدار يجتاز غرفة الجلوس الأنيقة المريحة وعلى كل حال اذا كان ابن أخته يريد أن يتزوج فى مثل هذه السن الفتية فهذا ليس من شأنه . وقف امام النافذة واخذ ينظر الى الطريق المبلغ بالحصى والى الحديقة العامة خلفه من دون أن يرى شيئا فى الحقيقة راحت أفكاره تدور حول أبيه دون بابلو اورتيغا فالدزبينو البالغ من العمر التاسعة والسبعين وقلبه الضعيف الذى يمنعه من المجئ الى انجلترا ما جعله يصر على انابته عنه فى حفلة الخطبة هذه
نادرا ما كان خافيار وابوه يتفقان على شئ وخطوبة جيمى الوشيكة لم تكن مستثناة لم يوافق خافيار على الحضور الا عندما اخذ ابوه يعنفه لعدم إنجابه أولادا يحملون اسم العائلة عند ذلك فقط وافق أن ينوب عن أبيه فى هذه العطلة الأسبوعية فهو يكره الحفلات المنزلية الا تلك التى يقيمها فى بيته مع قليل من أصدقائه المختارين بعناية
فى الواقع لقد مضت عدة سنوات منذ أن أمضى عطلة أسبوعية خارج اسبانيا لسبب لا يتعلق بالعمل. ورأى خافيار أن الوقت حان لكى يوجه حقيقة انه اصبح مرهقا فالعمل هو كل حياته مع أنه يقوم من حين لآخر بزيارة صديقته. وعندما عاد بفكره الى الماضى وجد أن خمسة أشهر مضت منذ آخر زيارة منه لها.....

انتبه الى صوت وصول سيارة فنظر باهتمام ليرى سيارتين قادمتين نحو المنزل عرف منهما سيارة جيمى الفخمة فهو الذى اشتراها له كهدية فى عيد ميلاده الواحد والعشرين. لكن السيارة الثانية هى التى جذبت انتباهه.
انها سيارة سباق كلاسيكية من طراز جاغوار- اى يعود طرازها الى ستينات القرن الماضى. غطاء محرك السيارة المفرط الطول والأناقة لا يدع مجالا للشك فى ذلك.
لم يكن ثمة عيب فى هيكل السيارة الأخضر اللون الذى يتألق فى شمس العصر هذه الأناقة اضفت عليها بهجة خاصة وكان خافيار يعشق السيارات.
قفز ابن أخته جيمى من السيارة الأولى وفتح بابها الخلفى فنزل منها زوجان فى منتصف العمر ألقى خافيار عليهما نظرة قصيرة وكذلك على الفتاة السمراء الجميلة التى سارت الى جانب جيمى لا شك انها العروس المقبلة لكن السيارة الثانية هى التى أثارت اهتمامه قد لا تكون هذه العطلة الأسبوعية مجردة من التسلية رغم كل شئ إذ بشئ من الحظ يمكنه أن يتحدث لبعض الوقت عن السيارات مع متحمسة حقيقية لها . صاحبة السيارة الجاغوار- اى تهدف إلى الحصول على قلبه كما يبدو.
اجفل خافيار والتهبت عيناه اللتان تبدوان باردتين فى العادة بضوء متألق عندما نزل السائق ومسح بقعة من الغبار تكاد لا ترى عن مقدمة السيارة.
كان السائق امرأة واى امرأة!
طويلة القامة والساقين ذات شعر طويل مسرح الى الخلف ومربوط بوشاح حريرى أحمر.
استدارت نحو صندوق السيارة فرأى خافيار أن خصلات الشعر تصل حتى منتصف ظهرها تصاعدت الاصوات فى جو الربيع المنعش البرودة فقطب خافيار حاجبيه البنيتين الداكنتين بعبوس متوعد.
من أين جئت بهذه السيارة المحطمة العتيقة روز؟ أنها تشكل عبئا على البيئة.
ألقى جيمى هذا السؤال لكن الهزل كان يتراقص فى عينيه فيما ذراعه تلتف حول خصر خطيبته ما خفف من لهجته اللاذعة.
صفقت سائقة السيارة غطاء الصندوق وحملت حقيبة ملابسها فى يدها ثم نظرت الى الخطيبين حذار! كل من يهين برترام يهيننى!..انها حب حياتى وهى جديرة بالثقة اكثر من اى رجل.
تألقت العينان الخضروان هزلا واتسعت الشفتان المليئتان بابتسامة كبيرة فيما تقدمت المرأة المذهلة نحو الخطيبين الفتيين ولمعلوماتك الخاصة جيمى جاءتنى هذه السيارة من أبى ولطالما كانت مصدر متعته وزهوه وربما تساوى مرتين ما يساويه هذا الغول الذى تقوم أنت.
الحق معها فهى كلاسيكية ومازالت مرغوبة.
وسكت الرجل ذو الشعر الاشيب والتفت الى المرأة يا لها من مصادفة أن نلتقى فى الطريق بهذا الشكل ... ارجو انك لا تقودينها بسرعة بالغة يا عزيزتى روزالين
نعم يا لها من مصادفة ! لقد عرفت سيارة جيمى خارج ريتشموند بالضبط. ولكن لو تعلم كم تملكنى السرور حين التقيت هذين الاثنين فى المطار الأسبوع الماضى واطمئنك خالى اليكس اننى لم تتجاوز قط حدود السرعة طوال الطريق الى هنا .
وضحكت.
لم يسمع خافيار الحديث فقد اجتاحته موجة ساخنة لرؤيته جمال هذه المرأة وهتف بصوت خافت يا الهي!
لم يسبق أن تملكته مثل هذه المشاعر القوية نحو امرأة منذ اكثر من عشر سنوات صدمه هذا لكنه لم يدهشه فقد كان يفكر لتوه انه لم يزر صديقته منذ وقت طويل!
تراجع خطوة إلى الوراء فأخفته الستائر جزئيا اخذ يراقب وقد تصلبت كتفاه العريضتان وضاقت عيناه الداكنتين وهو ينظر الى تلك المرأة الضاحكة الحمراء الشعر وفى تلك اللحظة قرر شيئا هاما
ستصبح هذه المرأة له!

التهبت عيناه بتحد شيطانى وشعر بحيوية لم يعرفها منذ سنوات هذه العطلة الأسبوعية تعده بأشياء وأشياء لن ينساها ابدا واقسم أن هذه المرأة الضاحكة لن تنساها هى ايضا وشعر برغبة فى أن يضرب ابن أخته لا لشئ الا لانها ابتسمت له
رأى عيناها تنظران الى أعلى لقد اصبح مصيرها محتوما لكن لم يحن الاوان بعد أنه بحاجة إلى أن يضع خطة وفى تلك اللحظة اخذت يداه ترتجفان وكأنه عاد الى طور المراهقة
استدار الى الخلف وصل ضيوفك تيريزا أنا ذاهب لأتمشى قليلا سأقلبلهم أثناء العشاء
قال ذلك من دون أن يبدو اى اضطراب على وجهه الصلب الملامح ومن دون أن ينتظر جوابا اجتاز الغرفة بخطوات واسعة ثم خرج إلى المستنبت الزجاجى الملحق بها ومنه الى حديقة البيت الجانبية
*********
فعت روز بصرها الى المنزل وابتسامة تلوح على شفتيها بدا المنزل ودودا مرحبا بقرميده الاحمر والنوافذ الجميلة البارزة المحاطة بنباتات متسلقة تتخللها ازهار الياسمين الصغيرة يبدو أن العطلة الأسبوعية ستكون حسنة وسوت الطقم الكشمير الذى ترتديه وشددت قبضتها على الحقيبة وهى تتقدم الى الامام ثم وقفت وترددت للحظة قبل أن تنتبه المسير ارتجفت واقشعر جسمها وتملكها شعور لم تستطع تفسيره بأن هناك من يراقب كل حركة منها التفتت الى الخلف رافعة بصرها الى المبنى ولسبب ما لم تعد تراه ودودا لكنها حدثت نفسها بأن هذه فكرة سخيفة ثم اسرعت الخطى نحو الباب الامامى
مدير وكالة النجدة الطبية لما وراء البحار والذى اشتغلت معه خلال الثلاث سنوات الماضية كان قد نبهها الى انها بحاجة ماسة إلى الراحة فلقد أسرفت كثيرا فى العناية بمرضاها صغار السن ما سبب لها ارهاقا ولهذه الاسباب اصر عليها أن تعود الى انجلترا فى اجازة لمدة ثلاثة أشهر قبل أن تصاب بالانهيار رفضت من قبل أن تصدقه ولكن ربما هو على صواب ما دامت تتخيل اعينا تراقبها فى كل مكان فهى حقا بحاجة إلى الراحة
انفتح الباب الامامى على اتساعه فنسيت روز مخاوفها حين بدأ التعارف بين الاسرتين تيريزا والدة جيمى بدت صغيرة الجسم سوداء الشعر وجذابة للغاية وفى اواخر الاربعينات من العمر اما أبوه فبدأ طويلا أشيب الشعر واكبر من زوجته بسنوات غير قليلة
الحديث الذى دار فى الردهة كالمعتاد شمل حالة الجو ورحلة القدوم نظرت روز الى خالها اليكس وزوجته جين واسعدها أن ترى الاطمئنان على وجهيهما اما ابنة خالها أن فقد كان خطيبها يشدها إليه كأنه يخاف أن تهرب منه النظرات التى كان الصمام يتبادلانها دلت بوضوح أنهما هائمان يحب بعضهما البعض
وقبل أن تدعو تيريزا الجميع للصعود الى غرفهم قالت لم يستطع أبى الحضور الى يوركشاير من بيتنا فى سيفيل بسبب قلبه المريض لكنه يرجو أن يتحسن قبل العرس فى أيلول
سيفيل؟
وخفق قلب روز انت اسبانية؟لكن ذلك لا يبدو عليك
قالت هذا بدون تفكير ثم سكتت فجأة والاحمرار يعلو وجهها حين سكت الجميع والتفتوا إليها
ضحكت تيريزا واسرعت تصلح الارتباك الذى ساد دوما يخبرنى زوجى اننى ابدو إنجليزية اكثر منه اظن ان الامر بسيط لقد عشت هنا خمسا وعشرين سنة
بدا الحديث عاديا بالنسبة للجميع إلا أنه شكل صدمة جهنمية لروز ولم تتضح من صدمتها حتى بعد أن تحرك الجميع صعودا الى غرفهم فقد ظل القلق يساورها
صعد خالها وزوجته الى غرفتهما فى مقدمة المنزل ودخلت أن الى الغرفة المجاورة بينما اصطحبت تيريزا روز الى اخر الردهة حيث أشارت إلى باب مغلق هذه غرفة اخى لقد وصل هذا الصباح لكنه ذهب يتمشى بين المروج ستتعرفيه إليه عند العشاء
ثم قادتها الى الباب المجاور وهذه غرفتك انت
دخلت روز الغرفة بحركة آلية اخوها! اقترن هذا الخبر بذكر سيفيل منذ قليل ارسل رعشة تحذير فى كيانها هزت كتفيها فى محاولة لصرف هذه الأفكار من ذهنها لا يدخل أن سكان سيفيل يبلغون مليونا او اكثر واحتمال أن يكون اخوها هذا هو ذلك الرجل الذى تعرفت عليه فى سيفيل منذ سنوات خلت هو احتمال ضعيف ومستبعد

مع ذلك لم يذكر لها احد شيئا عن هذا الأخ ولكنها فى الحقيقة بالكاد تحدثت مع أن طوال هذا الأسبوع الماضى فقد استقبلها الخطيبان فى المطار ثم احضراها الى شقتها فى شمال لندن وبعد أن فاجأها بخير خطبتهما طلبت منها أن تحضر حفلة العشاء للاحتفال بذلك اثناء العطلة الأسبوعية ثم غادرا فى اليوم التالى وفى الواقع أمضت روز معظم وقتها ذلك الأسبوع فى النوم
اجالت نظراتها فى انحاء غرفتها المريحة وتملكها الاغراء فى ان تستلقى على ذلك السرير الفسيح وتنام مرة اخرى لكن تيريزا طلبت منها ان تنزل عند الساعة السابعة لتناول الكوكتيل فتحت حقيبتها وراحت تخرج ملابسها لتعلقها او تضعها فى الادراج
اجالت بصرها فى انحاء الغرفة فبدت لها غرفة جميلة اثاثها مصنوع من خشب الصنوبر بدا كل ما فيها بديعا فتحت بابا فى احد نواحى الغرفة فوجدت حماما انيقا صغيرا مع حوض صغير
دخلت روز تحت مياه الدوش الدافئة وتنهدت بارتياح عندما عادت الى انجلترا الاسبوع الماضى اخبرتها ان مباشرة بانها مخطوبة وتساءلت روز عما اذا كانت ان لا تزال صغيرة على ذلك فهى لا تزال فى الواحدة والعشرين من سنها وانتابها ما يشبه الشعور بالذنب لانها كانت بشكل غير مباشر سببا لمعرفتها بجيمى
فاثناء سنوات غيابها قامت روز بتأجير شقتها لشابين هما جيمى ومايك ثم سمحت لان بالسكن فيها مجانا وبذلك شغلت غرف الشقة الثلاث فكان ان وقع جيمى وان بحب بعضهما البعض
كل شئ سيكون ممتازا !حدثت نفسها بذلك والماء الساخن ينساب على جسمها فيريحها ويزيل التوتر من عضلاتها
بعد عشرين دقيقة اغلقت روز باب الغرفة خلفها واسرعت تهبط السلم سمعت اصوات الثرثرة والضحك من باب غرفة الجلوس الموارب فاخذت نفسا عميقا ثم دفعت الباب ودخلت
الاخيرة كالعادة يا روزالين لكنك جميلة كشأنك على الدوام
قال الخال اليكس ذلك باسما وهو يقف بجانب المدفأة تقدمت روز نحوه واذا بتيريزا تتقدم من المستنبت الزجاجى وهى تقول انت تعرفين الجميع هنا روزالين ما عدا اخى اسمحى لى ان اقدم لك خافيار
عند سماع روز اسم هذا الرجل اضطربت خطوتها هذا غير ممكن! انها مصادفة فظيعة لا يمكن ان تحصل!
استدارت نحو تيريزا ببطء تمسح راحتيها المبللتين بالعرق بوركيها وقد تملكها التوتر
كان شقيق تيريزا يتبعها خارجا من المستنبت لا يمكن ان يكون القدر بهذه القسوة!
اخى خافيار فالدزبينو وهذه ابنة عمة ان الدكتورة روزالين ماى

حدق خافيار اليها وقد ظلل وجهه الاسمر نور الشمس القادم من خلال المستنبت الزجاجى خلفه ثم تقدم الى الامام وملامحه البرونزية اشبه بقناع يسرنى التعرف اليك يا دكتورة ... وتردد صوته العميق روزالين ماى ومد يده مصافحا تركت روز يدها له وقد خدرتها الصدمة وهى تشعر بقوة اصابعه الطويلة التى التفت حول اصابعها وهما تنظران فى عينيه لكن عينينه البنيتين الذهبيتين ابتسمتا لها ولم تبد فيهما اى اشارة الى معرفة سابقة تمتمت بأدب اهلا وسهلا لكن قلبها كان يقرع كطبول الادغال ان تراه مرة اخرى بعد عشر سنوات امر يتطلب منها كل تحكم فى النفس فحضوره بقامته الفارعة الطول وكتفيه العريضتين ينضح بنفس الرجولة التى اغرتها فى اول لقاء بينهما ولولا مرور كل تلك السنوات لما تمكنت من السيطرة على مشاعرها يسرنى التعرف اليك واحنى رأسه وقبل ان تدرك نيته رفع يدها الى شفتيه يطبع قبلة عليها لو جاء هذا التصرف من اى رجل اخر لبدا لها خارجا عن المألوف ولكن لأمر ما بدا منه طبيعيا تماما سرى فيها تيار كهربائى وابعدت يدها عنه بينما فتحت فمها واقفلته من دون ان تنبس ببنت شفة انى اوافق خالك تماما على كلامه فأنت تبدين جميلة للغاية ونزلت نظراته من شعرها الملتهب احمرارا الى وجهها حيث استقرت عليه لحظة نزلت بعدها الى ثوبها الحريرى الاخضر واخيرا الى ساقيها الطويلتين قبل ان تعود الى وجهها شعرت بالاحمرار يعلو فوق وجنتيها اكتسحت عيناها الخضراوان قامته الفارعة بنفس الدراسة الحادة كان ذا بنية متينة بالغة القوة يرتدى بذلة عشاء سوداء رائعة التفصيل مع قميص ابيض ناصع وربطة عنق سوداء على شكل فراشة ما اعطى انطباعا عن حقيقة شخصيته كأحد ملوك المال والاعمال الناجحين كان خافيار يمول فريقا خاصا به للمشاركة فى سباقات الفورمولا-وان ارضاءا لهوايته فى قيادة السيارات الرياضية اما الان فهو يلعب دور زير نساء انه كذلك بالطبع بغض النظر عن كونه متزوجا! شكرا قالت ذلك بهدوء وقد تمكنت من تمالك نفسها بعد الصدمة التى تلقتها عند تقديمها الى رجل لم تره منذ عشر سنوات وتمنت ألا تراه بعد ذلك فى حياتها ابدا ثم لاحظت ما جعلتها الصدمة تغفل عن ملاحظته من النظرة الاولى وهو ان الوجه البالغ الوسامة لم يعد كما تتذكره فثمة ندبة عميقة معقوفة كالمنجل تمتد من اذنه الى فكه من ناحية واحدة مشوهة بشرته السمراء الرائعة واستيقظ اهتمامها المهنى فلاحظت ان تلك الندبة هى اثار جراحة تجميلية اجريت ربما اثر حريق حيث ان الجلد الذى يحيط بالندبة كان اقل سمرة ويمتد الى اسفل ياقة قميصه اعتقد أننى سأكون رفيقك أثناء العشاء يا روزالين هل يمكننى ان اخاطبك باسمك الاول روزالين ؟ الا اذا كنت تفضلين اسما اخر حسنا اكثر الناس يدعوننى روز كذلك خالى وزوجته لكننى لا افضل اسما بشكل خاص اجابته روز بحذر وقد ضاقت عيناها لرؤية ملامحه الصلبة العنيدة أتراه عرفها رغم كل شئ؟ لا يمكنها ان تتأكد فقد كانت مراهقة عندما تعارفا للمرة الاولى كانت انحف قواما وشعرها قصير اكثر دكنة مما هو الان فخلال السنوات الثلاث الماضية خففن شمس افريقيا من لونه كثيرا اما هو فقد كان حينذاك رجلا ناضجا فى التاسعة والعشرين من عمره الا ان السنوات لم تغير شكله على الاطلاق ما عدا تلك الندبة
حدق خافيار اليها وقد ظلل وجهه الاسمر نور الشمس القادم من خلال المستنبت الزجاجى خلفه ثم تقدم الى الامام وملامحه البرونزية اشبه بقناع يسرنى التعرف اليك يا دكتورة ... وتردد صوته العميق روزالين ماى ومد يده مصافحا تركت روز يدها له وقد خدرتها الصدمة وهى تشعر بقوة اصابعه الطويلة التى التفت حول اصابعها وهما تنظران فى عينيه لكن عينينه البنيتين الذهبيتين ابتسمتا لها ولم تبد فيهما اى اشارة الى معرفة سابقة تمتمت بأدب اهلا وسهلا لكن قلبها كان يقرع كطبول الادغال ان تراه مرة اخرى بعد عشر سنوات امر يتطلب منها كل تحكم فى النفس فحضوره بقامته الفارعة الطول وكتفيه العريضتين ينضح بنفس الرجولة التى اغرتها فى اول لقاء بينهما ولولا مرور كل تلك السنوات لما تمكنت من السيطرة على مشاعرها يسرنى التعرف اليك واحنى رأسه وقبل ان تدرك نيته رفع يدها الى شفتيه يطبع قبلة عليها لو جاء هذا التصرف من اى رجل اخر لبدا لها خارجا عن المألوف ولكن لأمر ما بدا منه طبيعيا تماما سرى فيها تيار كهربائى وابعدت يدها عنه بينما فتحت فمها واقفلته من دون ان تنبس ببنت شفة انى اوافق خالك تماما على كلامه فأنت تبدين جميلة للغاية ونزلت نظراته من شعرها الملتهب احمرارا الى وجهها حيث استقرت عليه لحظة نزلت بعدها الى ثوبها الحريرى الاخضر واخيرا الى ساقيها الطويلتين قبل ان تعود الى وجهها شعرت بالاحمرار يعلو فوق وجنتيها اكتسحت عيناها الخضراوان قامته الفارعة بنفس الدراسة الحادة كان ذا بنية متينة بالغة القوة يرتدى بذلة عشاء سوداء رائعة التفصيل مع قميص ابيض ناصع وربطة عنق سوداء على شكل فراشة ما اعطى انطباعا عن حقيقة شخصيته كأحد ملوك المال والاعمال الناجحين كان خافيار يمول فريقا خاصا به للمشاركة فى سباقات الفورمولا-وان ارضاءا لهوايته فى قيادة السيارات الرياضية اما الان فهو يلعب دور زير نساء انه كذلك بالطبع بغض النظر عن كونه متزوجا! شكرا قالت ذلك بهدوء وقد تمكنت من تمالك نفسها بعد الصدمة التى تلقتها عند تقديمها الى رجل لم تره منذ عشر سنوات وتمنت ألا تراه بعد ذلك فى حياتها ابدا ثم لاحظت ما جعلتها الصدمة تغفل عن ملاحظته من النظرة الاولى وهو ان الوجه البالغ الوسامة لم يعد كما تتذكره فثمة ندبة عميقة معقوفة كالمنجل تمتد من اذنه الى فكه من ناحية واحدة مشوهة بشرته السمراء الرائعة واستيقظ اهتمامها المهنى فلاحظت ان تلك الندبة هى اثار جراحة تجميلية اجريت ربما اثر حريق حيث ان الجلد الذى يحيط بالندبة كان اقل سمرة ويمتد الى اسفل ياقة قميصه اعتقد أننى سأكون رفيقك أثناء العشاء يا روزالين هل يمكننى ان اخاطبك باسمك الاول روزالين ؟ الا اذا كنت تفضلين اسما اخر حسنا اكثر الناس يدعوننى روز كذلك خالى وزوجته لكننى لا افضل اسما بشكل خاص اجابته روز بحذر وقد ضاقت عيناها لرؤية ملامحه الصلبة العنيدة أتراه عرفها رغم كل شئ؟ لا يمكنها ان تتأكد فقد كانت مراهقة عندما تعارفا للمرة الاولى كانت انحف قواما وشعرها قصير اكثر دكنة مما هو الان فخلال السنوات الثلاث الماضية خففن شمس افريقيا من لونه كثيرا اما هو فقد كان حينذاك رجلا ناضجا فى التاسعة والعشرين من عمره الا ان السنوات لم تغير شكله على الاطلاق ما عدا تلك الندبة
اذا سأدعوك روزالين انه اسم ملئ بالأنوثة وهو يناسبك
قال هذا بصوت عميق لم يفقد شيئا من سحره لحسن الحظ لم يبد عليه انه عرفها ولكن لماذا يعرفها؟ فهى لم تكن بالنسبة له سوى مجرد فتاة عرفها لليلة واحدة وذلك بين الاف الفتيات اللواتى عرفهن
انه غرور منها ان تتصور لحظة انه ما زال يتذكرها او يتذكر الاسم الذى كانت تستعمله اثناء الفترة التى اشتغلت فيها كعارضة ازياء
كما تشاء
قالت ذلك بعفوية واعية تماما الى تفحصه الدقيق لها لكنها استبعدت ان يكون ذلك بسبب تذكره لها فليست الذكرى هى التى تثير اهتمامه بها وانما مجرد ردة فعل كرجل امام امرأة جذابة
والان يا خالى خافيار لا تكن انانيا الفتاة المسكينة تكاد تموت عطشا!
قال جيمى هذا وهو يظهر بجانبها فجأة عارضا عليها كأس عصير فأخذت منه الكأس باسمة وقد سرتها مقاطعته هذه
تصاعد الضحك والتهانى واغتنمت روز الفرصة لتنسل الى اخر الغرفة لتنضم الى زوجة خالها جين
لكن انتابها شعور غامض بأن عينين دامنتين مقيمتين كانتا تتابعان كل حركة من حركاتها
ربما كان عليها ان تعترف له بأنهما سبقا وتعارفا من قبل وان بامكانهما ان يتحدثا كصديقين قديمين .. لا لم يكونا صديقين قط .. بل حبيبين نعم!
اجفلت للذكرى وشعرت بوخزة من الالم فى قلبها ولم تستطع منع نفسها من النظر الى الرجل الذى سبب لها هذا الالم الشعر الاسود الجعد اصبح الان اطول وقد ظهرت بضع شعرات فضية فى سالفيه الغضون الدقيقة حول عينيه اصبحت اعمق وكذلك الخطين العميقين على جانبى فمه لكنه ما زال اكثر الرجال الذين عرفتهم جاذبية .. وفى هذه اللحظة رفع رأسه بعد حديث كان يتبادله مع زوج اخته فاخترقت عيناه الثاقبتان عينيها ونظرت اليه وهو يتقدم منها
بدت كأرنب سلط عليه اضواء سيارة بشكل مفاجئ كانت اضعف من ان تحول نظراتها بعيدا ما الذى يحدث لها؟ لقد تخلصت من هذا النوع من الهراء منذ وقت طويل لكن خيبة الامل تملكتها عندما اصبح قريبا منها فاذا به ينظر الى خلفها ليقول لخالها وزوجته اليكس جين ابلغنى دايفيد بوصول السيارات فاذا كنتما جاهزين الان سنتحرك
عند ذلك فقط نظر الى روز نحن الاربعة سنستقل سيارة واحدة اذا كان ذلك يناسبك يا روزالين
نعم طبعا
وماذا يمكنها ان تقول غير ذلك؟
فسألها بصوت منخفض هل انت واثقة ؟ يساورنى شعور بأنك متلهفة الى الابتعاد عنى وارجو ان اكون مخطئا
قال هذا بسخرية بطيئة وعيناه ما زالتا مشتبكتين بعينيها
شعرت روز باحمرار الغضب يتصاغد الى وجنتيها لكنها ابتلعت جوابا لاذعا ووقفت ببطء لتقول بمرح انت مخطئ فعلا هل نذهب؟ اكاد اموت جوعا
ومرة اخرى وبمزيد من عدم اللباقة اخذت نظراته تنحدر على قوامها المتناسق لتعود فتستقر اخيرا على وجهها البيضاوى ثم امسك بمرفقها قائلا اعرف هذا الشعور لأن جوعى انا ايضا قد تصاعد خلال دقيقة
القت عليه نظرة حذرة من تحت اهدابها الكثيفة ادركت انه يتعمد استفزازها اخر شئ تريده هو قضاء امسية مع خافيار كادت تتأوه عندما ادركت ان الامر لن يقتصر على هذه الامسية فقط بل سيشمل العطلة الاسبوعية بأكملها على الارجح وهى لن تستطيع الرحيل قبل صباح الاثنين مع خالها وزوجته حيث ستمكث معهما مدة اسبوع او اسبوعين
كانت حقيبتها الاخرى لا تزال فى سيارتها مع كومة من الكتب ابتاعتها منذ سنوات وهى تتلهف الى قراءتها
متى ستعود الى اسبانيا؟
سألته من دون تفكير فيما هما يخرجان معا من المنزل متوجهين الى السيارة الليموزين التى كانت فى انتظارهم دفء يده على ذراعها ذكرها بمشاعر ظنت انها اصبحت منسية منذ وقت طويل
انت لا ترضين غرور الرجال كثيرا روزالين لقد تعارفنا للتو واذا بك تسأليننى متى ارحل
قال ذلك ببطء فرأت السخرية فى عينيه
لا صدقنى! كل ما قصدته هو القيام بحديث مهذب
المعذرة فأنا غير متمكن من الحديث الاجتماعى بالانجليزية
وانحنى يهمس فى اذنها ربما بامكانك ان تعلمينى
وتركها فجأة متراجعا ليفسح المجال لخالها وزوجته بالصعود الى السيارة اولا وفكرت روز غاضبة ان عليها ان تحمد الله لأن المسافة الى الفندق لن تستغرق سوى عشر دقائق والقت نظرة جانبية عليه وهو يجلس بجانبها. راح يتحدث بسهولة تامة مع خالها وزوجته بينما هى تجاهد بتوتر لكى تبقى جسمها بعيدا عن جسمه. كانت كتفه تحتك بخفة بكتفها فى كل مرة ينعطف فيها السائق فى طرقات يوركشاير لكن لم يبد على خافيار انه يهتم لذلك فملامحه بقيت هادئة نائية.
روز زارت اسبانيا ذات مرة
اصطدمت كلمات زوجة الخال بأفكار روز الشاردة
لقد امضيت اجازة هناك
قالت روز هذا بسرعة فهى لا تريد ان تذكر جين انها كانت ذات يوم عارضة ازياء فذلك سينبه ذاكرة هذا المتغطرس


اذن فقد زرت بلادى يا روزالين ؟ اين كنت تقيمين ؟
لم تر فى ملامحه شيئا سوى السؤال المهذب وعنفت نفسها لمبالغتها فى ردة فعلها فالرجل لم يعرفها على الاطلاق اجابت ببرودة اه كنت فى برشلونة انها مدينة رائعة
اوافقك على ذلك فقد اعتدت ان ازور برشلونة كل عام لأجل السباق الكبير لكننى لم اذهب الى هناك منذ سنوات
نظرت روز اليه متأملة مع ان ملامحه حافظت على ذلك الاهتمام المهذب الا ان ضيقا بسيطا ظهر فى عينيه تساءلت روز للحظة اذا ما كان يبدى التهذيب اكثر مما ينبغى .. وكأنه يخفى شيئا تحته وفكرت بجفاء فى انها لا تريد العبث مع هذا الرجل
سأله اليكس بحماسة هل اعتدت المشاركة فى سباقات السيارات؟
لا بل اعتدت مساندة فريق ارضاءا لهوايتى فقط لكننى لسوء الحظ التزمت بأمور اخرى ولم يعد لدى الوقت الكافى لذلك لكننى ما زلت اعشق السيارات ولدى مجموعة جيدة منها فى بلدى
هل رأيت سيارة روزالين؟ انها رائعة عاد خافيار باهتمامه الى روز نعم رأيتها امام البيت .. انها جاغوار من طراز اى
واشتبكت عيناه بعينيها انها سيارة سريعة نوعا ما بالنسبة الى سيدة كما اظن
بل هذا رأى متعصب نوعا ما بالنسبة الى القرن الواحد والعشرين كما اظن
اجابته ذلك بعداء فهى تكره تعصب الرجل ضد المرأة مهما كان نوعه
لا اظنك احدى أولئك النساء الثائرات اللاتى يعتقدن ان الرجل لا يصلح الا لشئ واحد؟
كان الهزل والسخرية واضحين فى لهجته فسألته:
- وماذا لو كنت كذلك؟
- برأيى ان النساء الجميلات خلقن لكى يحميهن الرجل ويحبهن ويدللهن هذا عدا عن انجاب الاطفال من المؤسف ان يكون للمرأة التى تبدو كالملاك عقل كالفخ الفولاذى تلك خصلة شاردة!
ورفع يده يزيح خصلة من شعرها الاحمر ويضعها خلف أذنها.
التهبت عينا روز وصعد الدم الى وجهها غضبا انه يوتر اعصابها عمدا
- أليست أفضل من أولئك الذين لا يملكون عقلا على الاطلاق كبعض الرجال الذين عرفتهم؟
ردت عليه بذلك بغضب وقد غمرها احساس غريب للمسة يده وهو يزيح خصلة الشعر عن خدها
فقال بجفاء انما كنت امزح ظننته امرا مسليا ان اكتشف ما اذا كان طبعك يماثل شعرك الأحمر عنفا
**********

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 19-07-19, 04:42 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 327 - حب وخط أحمر - جاكلين بيرد

 

2- عندما يطبق الفخ


حملقت روز فى خافيار ثم دفعت رأسها الى الخلف لو كنت امضيت السنوات القليلة الماضية فى المناطق المتوترة فى العالم كما فعلت انا وكان عليك ان تصلح الضرر الذى يلحق بالفتيات الصغيرات لما وجدت هذا الموضوع مسليا؟
لوى خافيار فمه للطريقة التى كانت روز تنظر بها اليه ثم قال بهدوء يبدو اننى كدرتك ولم تكن هذه نيتى وانا اعتذر من كل قلبى
فقال اليكس لا تقلق لهذا خافيار فروز تملك طباعا حادة ومن سوء حظك انك طرقت موضوعا حساسا بالنسبة اليها لكنها ستنسى ذلك
ارجوك يا خالى يمكننى ان اتحدث عن نفسى
قالت هذا متجاهلة اعتذار خافيار فهى تكره الظلم مهما كان نوعه وخصوصا ظلم الاطفال وفى اعماقها ما زالت تشتعل غضبا وكراهية بسبب تصرف خافيار نحوها عندما كانت فى التاسعة عشرة من عمرها ولا تكبر الطفال كثيرا كانت تجاهد لوضع هذا الماضى خلفها لكن رؤيتها لخافيار مرة اخرى قد اعادت الى ذهنها كثيرا من الذكريات المرة اما هو فيبدو انه لم يتذكرها تبا له!
كانت روز تعرف الفندق الذى يقصدونه لتناول العشاء. فعندما كانت صبية صغيرة كانت تمضى معظم عطلاتها المدرسية فى بيت خالها فى مدينة يوركشاير وكثيرا ما كانت تتناول العشاء فيه . جلست تيريزا عند طرف المائدة المستطيلة بينما جلس زوجها عند الطرف الاخر وعندما رأت روز خالها وزوجته يجلسان اسرعت وجلست الى جانبهما فهى لم تشأ ان تجلس الى جانب خافيار لكن ارتياحها كان قصير الامد فما ان رفعت بصرها حتى اكتشفت ان خصمها يجلس قبالتها مباشرة مع ان وجيمى بجانبه.
اصطدمت نظراتها المجفلة بنظرات خافيار وللحظة خيل الى روز انها رأت شيئا قاتما شريرا يلمع فى اعماق عينيه فأسرعت تختبئ خلف قائمة الطعام لكنها لم تستطع ان تركز افكارها على الاطباق التى تحتويها فأفكارها كانت مشغولة للغاية بالرجل الصلب الساخر الذى يجلس أمامها
دارت فى ذهنها اسئلة كثيرة لماذا حضر خافيار الى هنا وحده؟ انها تعلم تماما انه متزوج فأين زوجته اذن؟ هل لديه أطفال؟ اخذت تتساءل وقد خفق قلبها.
القت على خالها نظرة جانبية فهو وزوجته وان اسرتها الوحيدة بعد ان قتل والداها فى حادث تحطم طائرة وهى فى السابعة عشرة من عمرها وعندما تتزوج ان من جيمى ما الذى سيحصل لها؟ انها لا تستطيع احتمال فكرة ان يكون خافيار عضوا من اسرتها. لن تستطيع ابدا ان تستمر فى التظاهر بعدم معرفتها به وفى الواقع يساورها الشك منذ الان فى قدرتها على قضاء العطلة الاسبوعية من دون ان تخبر الرجل بشعورها نحوه بالضبط وهو انه فظ كريه مراوغ متعصب. فهى تكرهه بعنف يتناقض مع طبيعتها المحبة ولم تكن مزهوة بهذا الشعور لكنها لم تستطع منع نفسها من ذلك . - هل قررت ما ستطلبينه من طعام روزالين أم أختار لك بنفسى؟ قاطع افكارها بصوته العذب الشجى جرأته على هذا الاقتراح جعلت اعصابها الحساسة تتوتر فأنزلت قائمة الطعام واخذت تتأمل وسامته الخشنة بعينيها العاصفتين. تلك الندبة ستبدو قبيحة فى وجه اى رجل اخر اما هو فقد منحته هالة من القرصنة وزادت من جمال ملامحه أدركت انه يتعمد مضايقتها بما عرضه عليها. القت قائمة الطعام على المائدة لست بحاجة الى عون منك أطلب سلطة قريدس وبطيخا أصفر. هل تتبعين ريجيما للحفاظ على قوامك؟ لست بحاجة الى ذلك صدقينى لأن قوامك متناسب بدقة بالغة لا بد ان الكثير من الرجال غيرى قد أخبروك بذلك. قال هذا رافعا حاجبه بهزل. لم يفقد شيئا من سحره الاسطورى نعم انه ماهر ! حسنا يمكنهما القيام بهذه اللعبة معا قالت روز تدعى الخجل وهى تنظر اليه مرفرفة بأهدابها أنت تتملقنى سنيور فالدزبينو قال لاويا شفتيه خافيار من فضلك. وانا لا اتملقك فأنت امرأة رائعة الجمال من كل النواحى. وسكت لحظة ثم عاد يقول وهو يتأملها انه جمال كامل من الاجرام ان تفسده رغبة حمقاء فى النحافة كلامه عن النحافة بدا مألوفا بشكل مخيف فقد قال الكلام نفسه تلك الليلة التى امضاها معها ضاقت عيناها وهى تنظر الى وجهه الاسمر بحذر لكن ملامحه لم تكشف لها شيئا فأجابت وهى ترغم نفسها على مواجهة نظراته الساحرة اه انا لا استعمل قط نظاما للنحافة كل ما فى الامر اننى احب السلطة وانا اراهن على انك ستطلب شرائح لحم بقر ثم اضافت وهى تفتح عينيها على اتساعهما بدهشة ساخرة اه ربما لا! فقد نسيت أنك ثور وارادت ان تضيف كلمة اخرى لكنها امسكت لسانها فى اللحظة الاخيرة. فقالت جين مؤنبة روزالين كيف تقولين هذا؟ كانت روز مستغرقة فى تبادل الكلام مع خافيار فلم تنتبه ان الاخرين قد سكتوا عن الكلام ليسمعوا حديثهما لكن الضحك فى عينى جيمى وان انبأها بأنهما سمعا ذلك. ماذا؟ القت روز هذا السؤال وهى تنظر الى المجتمعين حول المائدة ثم هزت كتفيها وتابعت تقول ما اعنيه ان خافيار اسبانى وكما فهمت فى اسبانيا يأكلون الكثير من لحم البقر وهذا ما يجعلهم يحبون مصارعة الثيران. قالت هذا متصنعة البراءة وتماكها الارتياح عندما رأت خالها وزوجته اقتنعا بذلك لكن نظرة منها الى وجه خافيار انبأتها بأنه لم يخدع . التوى فمه بابتسامة جافة فقد أدرك انها تقصد اهانته هذه الالفة الفورية بين غريبين هى امر محير تماما وكأنك قرأت أفكارى يا روزالين فأنا سأطلب سمك سلمون مدخن فى البداية ثم شرائح البقر ولن اتردد فى تناول لحم البقر الانجليزى مع ان كل الدول الاوروبية ترى ان من الافضل تجنبه لوقت طويل فأنا واثق انه لذيذ تماما كلحم الثور الاسبانى. قال ذلك بشئ من السخرية لم تفتها ملاحظتها وانقذها من الجواب قدوم النادل ليأخذ طلباتهم وصل اول نوع من الطعام فقررت روز ان تبقى رأسها منحنيا فلا تتحدث الا اذا تحدثوا اليها لكن ذلك لم يكن سهلا تماما اصر جيمى وقد برح به الحب على شرب نخب كل شخص بما فى ذلك روز لو انك لم تؤجرى بيتك فى لندن ربما ما كنت سأتعرف الى ان فقالت روز ضاحكة ارجو الا تندم على ذلك فأنا اعرف ان ان فتاة صعبة المراس. أتذكر يوم كانت فى العاشرة من عمرها وانا فى الثامنة عشرة وحاولت اقناعى بأن نذهب الى الصيد على حمارين كان خالى اليكس يحتفظ بهما حينذاك ما كنت لأمانع فى ركوب الحمار لكننى لم اوافقها على الصيد فأنا لا احب قتل الحيوان! مال خافيار الى الامام قليلا بعد ان ازاح طبقه جانبا فأصبح وجهه بمستوى وجه روز هذا حديث ممتع هل تحبين ركوب الخيل روزالين؟ سألها باسما فنظرت فى عينيه بجرأة وقد ادركت ان سؤاله لا صلة له بالصيد كان اللمعان الذهبى للصياد البدائى يتألق فى عينيه هذا الرجل اعتاد على ان يحصل على اى امرأة يريدها من دون بذل كثير من الجهد. اجابته بمرح وبلهجة واقعية متجاهلة التحدى الذى ظهر فى عينيه اعتدت ركوب الخيل عندما كنت احضر لزيارة بيت خالى ولكن لم تسنح لى فرصة لذلك منذ اعوام الا اذا كنت تعتبر الجلوس على ظهر جمل فى صحراء كالاهارى هو كركوب الخيل لكننى اشك كثيرا فى ان يعجب هذا الامر رجلا مثلك.. ذا وضع اجتماعى هام قد يتملكنى الاغراء لذلك اذا انت صحبتنى المرأة الجميلة حافز قوى لانجاز اى شئ.
قال هذا بصوت عميق مغر فنظرت اليه بهزل انه امر محير! حتى عندما يغازلها يبدو فى نظراته نوع من الشرود يتناقض مع المجاملات التى يبديها لكن روز لم تشأ ان تضيع الوقت سدى فى تحليله لم تكن تريد اى صلة معه. انت تضيع وقتك سدى يا سنيور فالدزبينو اه لا اظن ذلك وعلى كل حال ما زال الليل فى اوله. استند خافيار الى ظهر كرسيه ثم عاد ينظر اليها قائلا مع معرفتنا لبعضنا اكثر فأكثر من يعرف ماذا سيحدث يا عزيزتى روزالين نطق بكلمات الاغراء تلك ببطء يغيظها وضحك الجميع لقوله هذا من كل قلوبهم فيما ابتسم هو ابتسامة عريضة لكن روز وحدها لاحظت ان ابتسامته لم تصل الى عينيه فردت بحدة لا اظن ان زوجتك تجد قولك هذا مسليا راح يتفحصها من تحت اجفانه الثقيلة ثم سألها بنعومة وما الذى جعلك تظنين ان لى زوجة؟ انتبهت روز الى الصمت الشامل الذى استقبل به قولها هذا والتوتر المفاجئ الذى بدا على الرجل امامها وادركت انها كشفت تقريبا عن معرفتها السابقة به فكرت بسرعة محاولة ان تخفى اضطرابها بلومه على موقفه المتعصب السابق حسنا بالنسبة لرجل فى سنك مع وجهات نظرك تلك .. تصورت ان تكون متزوجا ولديك ثلاثة او اربعة اولاد عند قدميك وربما امرأة حبلى فى البيت قالت هذا وهى ترفع حاجبيها هازلة. - قوة الملاحظة لديك رائعة حقا حتى ليكاد المرء يظن اننا سبق وتعارفنا من قبل. تصلبت روز لقد عرفها! لكنه تابع يقول وصوته بعناد ملامحه نعم كنت متزوجا ولكن ليس لدى اولاد مع الاسف وقد ماتت زوجتى منذ سنتين - اسفة. تمتمت بذلك وقد احمر وجهها وتمنت لو ان الارض تنشق وتبتلعها. قفزت ان واقفة لتجنبها المزيد من الارتباك بقولها المعذرة ولكن على الذهاب الى الحمام هل تأتين معى روز؟ انتهزت روز هذه الفرصة للهرب فوقفت وسارت خارجة من الغرفة مع ابنة خالها يا الهى يا روز! ماذا تحاولين ان تفعلى؟ تنهين خطوبتى قبل أن تبدأ ؟ قالت ان هذا وهى تجرها من ذراعها - لا أدرى ماذا تعنين؟ اه لأجل الله روز! خافيار فالدزبينو هو رأس الاسرة لقد تقاعد ابوه الدون بابلو اورتيغا فالدزبينو وهو مريض جدا..وهكذا اذا صمم خافيار على منع زواجى من جيمى فيمكنه ذلك .. انا اعلم ان جيمى يحبنى لكن خاله هو الذى يدفع نفقاته واقساط الجامعة ومازال امامه سنة ليتخرج الغاية من هذه الحفلة ان تتوحد اسرتانا وانت لم تفعلى شيئا سوى اهانة خافيار منذ تعرفت اليه. ماذا حدث لك؟ انه رجل ساحر مهذب كبير السن قليلا لكنه ليس قبيح الشكل باستثناء الندبة .. هل هى الندبة؟ ونظرت ان اليها متسائلة بحيرة انت طبيبة! ولا اصدق ان امرا كهذا يؤثر على رأيك فيه لا لا كلا بالطبع!
انكرت روز هذا بعناد وقد تأثرت لفكرة ان تظن ان بها ذلك لم ادرك قط مبلغ اهميته بالنسبة اليك والى جيمى لا بد ان دايفيد وتيريزا ثريان ايضا المزرعة فسيحة ثم هناك اصطبلات خيول السباق ألا تظنين انك تولين رأى خال جيمى اهمية أكثر مما يستحق؟ سألتها هذا بوقاحة فعبست ان من الواضح ان غيابك لوقت طويل وراء البحار واستغراقك فى مهنتك جعلاك غافلة عما يدور فى بقية العالم فى السنوات القليلة الماضية تعطلت اعمال اصحاب مزارع البقر فى انجلترا فمرض جنون البقر وحظر اوروبا استيراد لحومها تسبب باقفال المئات منها. اما اصطبلات السباق فلا تكاد تفى بنفقاتها حسب قول جيمى ولولا مساندة خاله للمزرعة لأفلست وانهارت ولهذا لأجل الله حاولى ان تكونى لطيفة مع خافيار والا حطمت كل شئ ان جيمى يعتمد عليه ليمنحه المال لكى يبدأ عمله كطبيب بيطرى وذلك خلال سنتين او ثلاث - لم ادرك ذلك قط قالت روز ذلك مقطبة جبينها لقد انقطعت صلتها بآن مدة سنوات كما ادركت وقد ساورها شعور بالذنب الفتاة الصغيرة التى كانت تتبعها الى كل مكان وهى صغيرة اصبحت الان امرأة شابة جديرة بالثقة تعلم بالضبط ما تريده من الحياة وتنهدت الحق معك ربما طال غيابى عنكم فنسيت كيف اتصرف ولكن من الان فصاعدا سأكون فى منتهى العذوبة والمرح مع السنيور خافيار فالدزبينو هذا وعد. ونظرت الى انعكاس صورتها فى المرآة وسوت شعرها ثم اعتدلت فى وقفتها لن يكون لديه سبب للشكوى اؤكد لك يا آن - هذا مناسب اكثر
قالت ان هذا ضاحكة ثم نظرت باستحسان الى انعكاس صورة المرأة الطويلة بجانبها لقد عادت عارضة الازياء المتفوقة ولم لا؟ ستجدينه راكعا عند قدميك اذا عرف ذلك فأنا اراه مفتونا بك لا انا اعنى ذلك حقا يا آن لا اريد كلمة واحدة عن عرض الازياء لا بأس ولكن عليك ان تفى بوعدك كونى لطيفة مع الرجل لنه عريس ممتاز حتى لامرأة مثلك كرست نفسها لمهنتها صحيح انه سمكة باردة نوعا ما لكنه ثرى ومحنك واعزب ماذا تريدين اكثر من ذلك السمكة الباردة كانت تتجاوز الحد لكن روز ادركت تماما ما تعنيه آن فخافيار رجل مهم بالنسبة الى اسرته لما تميز به من يقظة واتزان اما بالنسبة الى ما تبقى من صفاته ... واعترفت روز بداخلها بأنها فى فترة ما كانت ستوافق آن على رأيها ولكن ليس الان قالت وهى تمسك بذراعها وتتجه بها نحو قاعة الطعام أتعلمين يا ابنة خالى؟ لقد ادركت لتوى ان لديك فى طبيعتك الرائعة نزعة مادية لا لكننى احب جيمى من كل قلبى وانا ببساطة اتصرف بشكل واقعى. لم تحاول روز ان تجيب فقد علمت ان آن على حق وعندما عادتا الى مكانيهما على المائدة قال جيمى كنا قد بدأنا نتساءل عما اذا كنتما تهتا فقال خافيار هذا ما يظنه الشباب فى مثل سنك اما نحن الاكبر سنا فنعلم من خبرتنا... وتبادل النظرات مع اليكس ودايفيد ان السيدات يذهبن دوما الى الحمام ازواجا وهناك يبدآن بتبادل الاحاديث عن الرجال فى حياتهم فيمزقنهم اربا بينما نحن الرجال المساكين ننتظرهن لساعات. قوبلت تعليقاته بالضحك والاستحسان ثم اصبح الحديث عاما.
تناولت روز الطعام الذى وضع امامها من دون شهية وحاولت جهدها ألا تنظر الى خافيار ولكن لسبب ما كانت عيناها تنجذبان اليه باستمرار انتهى طبق الطعام الرئيسى واحضرت الحلوى وبعد ذلك تطرق الحديث الى الاسفار.
اخبرتنى جين بأنك امضيت خارج البلاد ثلاث سنوات لا بد انك حصلت على بعض الخبرات الهامة.
خاطبها خافيار بذلك مباشرة لأول مرة منذ اكثر من ساعة واذ كانت مليئة الذهن بوعدها لآن ارغمت نفسها على الابتسام على قليل من ذلك فقد امضيت معظم الوقت بالعمل والمزيد من العمل هناك نقص بالغ فى الاطباء فى اكثر المناطق الافريقية خصوصا المناطق الريفية نحن فى الغرب تتوفر لدينا مختلف الخدمات بمجرد اتصال تليفونى تصل سيارة الاسعاف فنسى بعضنا ان معظم مناطق العالم ليست محظوظة بهذا الشكل.
توهج وجهها حماسة لهذا الموضوع ما فتن الرجل الذى كان يستمع اليها وبدت روز غافلة عن ذلك
قاطعت جين الحديث حقا يا روز هل يتوجب عليك انت الاهتمام بذلك؟
- انه عار علينا جميعا يا جين
والتهبت عيناها نحن فى القرن الواحد والعشرين وما زال هناك اماكن كثيرة فى العالم تسير فيها المرأة اياما وهى تحمل طفلا مريضا فقط لكى تصل الى عيادة طبيب ولا اقول مستشفى
انسى ذلك هذه الليلة على الاقل يا روز انت تعرفين ما قاله رئيسك فى العمل(ثلاثة اشهر من الراحة)
فأجابت هذا لن يمنعنى عن التعبير عن رأيى فى الموضوع
وسكتت فجأة لرؤية وجه آن العابس عبر المائدة
انت فى عطلة طويلة اذن؟ لم اعلم ذلك

اندفع خافيار يقول هذا مالئا بذلك الصمت المفاجئ فى هذا الحديث وقد ضاقت عيناه
وكيف لك ان تعلم؟
رفعت روز عينيها اليه واخذت نفسا سؤيعا لا اراديا رأت وميضا غريبا فى تينك العينين المتألقتين وميضا اسود وخطرا بشكل غامض وقالت كاذبة فقد تعارفنا لتونا.
وارتسمت فى ذهنها فجأة صورة كاسحة لقامته الطويلة البرونزية فتملكها شعور عنيف اذهلتها ردة فعلها هذه فمنذ سنوات طويلة لم يتجاوب جسمها امام سحر رجل تحديدا منذ عشر سنوات لم تشعر بأحاسيس مشابهة حتى لكادت تنسى وجودها فلماذا الآن؟
ربما عطفها على خافيار فالدزبينو لموت زوجته قد خفف من غضبها منه مما جعلها تشعر فجأة برجولته البالغة.
سلخت نظراتها عن نظراته وانحدرت بها الى فكه القوى وندبته البشعة لكن ذلك كان غلطة فقد زاد ذلك من اضطراب مشاعرها ابتلعت ريقها بصعوبة وحدثت نفسها بأن عليها ان تتعقل اغمضت عينيها لترد صور الماضى من ذهنها ثم عادت وفتحتهما ولم تدرك الا بعد لحظة ان خافيار لا يزال يتحدث اليها.
يجب ان تأتى غدا مع جيمى وآن أصر عليك
هزت رأسها باضطراب وعيناها الخضراوان مسمرتان بحذر على الرجل الذى يجلس امامها ما الذى كان يتحدث عنه؟ والى أين عليها ان تأتى مع جيمى وآن؟
انضمت آن الى الحديث انها فكرة عظيمة وهكذا لن اكون وحدى مع الرجلين بدون رفيقة أتسوق معها
فقال جيمى وهو يضحك موافقا يجب ان تأتى يا روز فحضورك ينقذنى من مرافقة آن الى التسوق
قالت زوجة خالها جين نعم ذلك سينفعك كثيرا.
ولكن ماذا اخذت روز تفكر وهى تنظر حولها الى الوجوه الباسمة
بدا ان الجميع يحبذون ان تخرج مع آن وجيمى غدا ونظرت الى وجه آن الباسم فرأت التوقع فى عينيها البنيتين فقالت نعم لا بأس ولكن الى اين سنذهب بالضبط؟
الى بيتى فى اسبانيا
قال خافيار هذا بهدوء وهو ينهض واقفا والان بعد ان استقر رأينا اعتقد ان القهوة تقدم فى البهو ولا شك ان هذين الفتيين يفضلان النزول الى المقصف ليقابلا اصدقاءهما.
قفزت روز واقفة
انتظر لحظة لا يمكننى ان اذهب الى اسبانيا ظننتكم تعنون نهارا فى ليدز للتسوق او ما شابه
كانت تهذر علمت ذلك على الفور ما الذى وافقت عليه ؟
ونظرت حولها بفزع والجميع يقفون معا وفجأة انصبت عليها سبعة ازواج من الاعين بدرجات مختلفة من التسلية وقالت جين زوجة خالها
طبعا يمكنك ذلك ستجدين من البهجة اكثر مما ستجدينه معى ومع اليكس
هل جواز سفرك معك؟
نعم ولكن ....
هذا حسن ليس ثمة مشكلة اذن
ولكن لا يمكننى الذهاب الى اسبانيا بهذه السهولة
ونظرت روز الى خافيار لكنها لم تجد اى عون لديه كانت عيناه تلمعان بتسلية شيطانية وهو يرى ارتباكها هذا
حسنا جيمى جدك مريض ولن يرغب باستضافة امرأة غريبة فى بيته
قالت هذا متوسلة بجيمى فقالت تيريزا بحزم
على العكس من ذلك ابى تقليدى للغاية وفى الحقيقة لن يكون مسرورا لاقامة آن فى مسكن واحد مع جيمى قبل الزواج بدون أن يكون لديها مرافقة
مرافقة ؟ لا بد انك تمزحين؟
قالت روز غير مصدقة ولكن لم يكن هناك من يضحك
كلام اختى صحيح.
قال خافيار هذا ببطء واشتبكت نظراته الهادئة بنظراتها الملتهبة وهو يجيب بهدوء:
تقضى التقاليد عندنا ان ترافق الفتاة التى ستصبح عروسا امرأة اكبر منها سنا بمجيئك معنا ستقدمين لى ولتيريزا خدمة كبرى وتمنحين ابى سكينة النفس اثناء مرضه الشديد هذا.
قالت آن وهى تسير لتقف بجانب روز وتضع يدها على ذراعها:
خافيار على صواب قولى انك ستأتين معنا ارجوك
حركت روز فمها ولكنها لم تنبس بكلمة وتوترت ملامحها وهى تنظر الى وجه خافيار التهكمى فقد بدا مستمتعا بما يجرى اما هى فقد شعرت بنفسها وكأنها عانس كبيرة فى السن عادت تنظر الى آن فرأت القلق فى عينيها البنيتين
نعم لا بأس.
لم يكن بامكانها القيام بخلاف ذلك ولكن كيف لها ان تتحمل العيش فى المنزل نفسه مع خافيار فالدزبينو؟
عانقتها ان وهى تقول
هذا عظيم سأراك فى الطابق الأسفل اذن
سنستمتع بوجودك معنا فى اسبانيا
ثم غمزتها وتركتها وقال لها خافيار وهو يضع يده على ظهرها
اسمحى لى ان ارافقك الى البهو تبدين شاحبة قليلا فأنت لم تتناولى الكثير من الطعام
كان يسخر منها انها تسمع هذا فى نبرة صوته هذا المتغطرس يعرف انها لا تريد الذهاب الى اسبانيا ما الذى جعلها تضع نفسها فى مأزق كهذا؟
قالت بجفاء
كيف يمكننى ان ارفض ازاء هذه الاسباب؟
دفء يده على ظهرها ارسل رجفة فى كيانها جاهدت بكل ما تملك من ارادة للسيطرة عليها يا لغبائها ! كان عليها ان ترفض
تملكها الارتياح عندما ابعد يده عن ظهرها ورأت روز ثلاث ارائك مرتبة حول منضدة قهوة منخفضة فتقدمت لتجلس مع خالها اليكس على احدى هذه الارائك وراحت تسوى تنورتها بيديها اللتين كان العرق ينضح منهما وجلس خافيار امامها مع اخته فيما جلست جين ودايفيد على الاريكة الثالثة ثم جئ بالقهوة ودار الحديث حول املاك فالدزبينو فى اسبانيا.
أعدك بألا يصيبك الملل
قال خافيار هذا بصفاء وعينان تحومان على وجهها الرائع الجمال
أبى يقطن فى منزلنا الذى فى المدينة حاليا فهكذا يكون قريبا من المستشفى اذا ما احتاج الى رعاية اثناء غيابى قد تتمكنان انت وآن من رؤية المدينة خلال اقامتنا هناك ثم نعود الى المزرعة وهذا يعتمد على ما قد يقوله الطبيب لأبى.
يبدو هذا حسنا جدا
قالت روز هذا موافقة بعد ان استطاعت كبح نبرة ساخرة فى صوتها
فكرة قضاء اسبوع فى صحبته بدت لها اشبه باجازة فى جهنم! والأسوأ من ذلك انها واثقة انه يعرف شعورها بالضبط! انها تراقب تصرفاته منذ نصف ساعة كان رجل الاعمال الدمث المهذب المحنك يدير الحديث بمهارة لم يوجه اهتمامه ولو مرة واحدة اليها اكثر مما كان يوجهه الى زوجة خالها او الى اخته.
ولكن كان هناك شئ ما ....وراء ثقته الهادئة الظاهرة بالنفس أحست بشئ بدائى ... رأته فى لمعان عينيه الداكنتين عندما كان يتنازل ويريحهما على وجهها.
رأت فيهما كل شئ ما عدا الهدوء.
هل تشعر بعقدة الارتياب بسبب غضبها منه ؟ هزت رأسها ثم نهضت عندما جاءت موظفة الاستقبال لتخبرهم بأن السيارات فى الانتظار. كانت تيريزا مستغرقة فى حديث طويل مع خافيار بلغتهما فالتفتت روز الى جين مغتنة الفرصة وتمتمت تقول: لن يكون الامر محنة كما اتصور اظن كل شئ سيسير بشكل حسن. استدارت روز على عقبيها لتجد خافيار واقفا على مسافة قريبة جدا منها بحيث بسطت يدها على صدره بحركة دفاع غريزية : لم أرك. شعرت بحرارة جسمه وبخفقان قلبه المنتظم من خلال قميصه الحريرى فأبعدت يدها شاعرة بأن أصابعها تحترق وكأنما لمست جمرا: ما كان لك ان تزحف نحو الناس بهذا الشكل. فقال ساخرا وعيناه تلمعان: أزحف...؟ لم يتهمنى احد قط من قبل بأننى ازحف أظن ان رئيسك فى العمل على حق فأنت متوترة للغاية وتحتاجين الى فترة تغيير فى حياتك فقالت جين: بالضبط والان انزلى مع خافيار الى المقصف واسدلى شعرك فقد امضيت مدة طويلة وانت تعملين بجد روزالين هيا انزلى وامرحى وانتبهى ايضا الى جيمى وآن من أجلنا؟ وهكذا وجدت روز نفسها بعد عشر دقائق فى مدخل ناد كثير الضجيج وهاج الاضواء تحت الارض ويد رجل قوية تضغط على ظهرها لتدفعها الى الامام: لا يمكنك بأية حال ان تبقى هنا.

رفعت بصرها الى رفيقها فرأت نظرة هزء باردة فى عينيه الداكنتين فتراجعت غريزيا منفلتة من يده.
آسف لا استطيع سماعك
وبسرعة مد يديه واخذها بين ذراعيه ثم احنى رأسه ليقول بالقرب من اذنها:
اظنك تجاوزت مرحلة التسليات البسيطة هذه روزالين
ولكن يمكننا ان نقوم برقصة واحدة
ثم نطمئن بسرعة على الخطيبين وهكذا نكون قد انهينا واجبنا ازاء ذويهم
فنستطيع بعد ذلك مغادرة هذا المكان
اتفقنا؟
قفز قلبها للدفء الذى كان يتسرب من انفاسه على اذنها فأومأت بموافقتها لاهثة.
ومن سوء حظها ان الفرقة اختارت هذه اللحظة بالذات لتعزف اغنية شعبية.
امسكها خافيار بسرعة فوضع يدا قوية فوق كتفها بينما طوق خصرها بيده الثانية وراح يحركها على انغام الموسيقى التى اخذت تثير فى كيانها احاسيس حاولت جهدها تجاهلها.

تصاعد توترها عليها ان تبتعد الان .... بهذا حدثها المنطق
خافيار فالدزبينو رجل بالغ الخطورة لكنها لم تفعل فخافيار قد جرحها بمضمون كلامه حين قال انها اكبر سنا من ان تستمتع بالرقص فى هذا المكان.
وهكذا عندما تغيرت الموسيقى قال بصوت أجش وعيناه تتراقصان:
هل تجيدين رقص السالسا؟
وبغباء اجابت:
نعم
ظنت انه سيبدو احمق فقد كان اكبر من اى رجل فى القاعة.
لكنه بدلا من ذلك بدا وكأنه أمنية كل امرأة.
راح جسم خافيار الكبير يتحرك برشاقة مثيرة
وادركت روز بسخرية ان الاختلاف بين شخصية هذا الرجل المتحفظة المسيطرة وقوة ارادته وبين ملامح الرجولة غير العادية التى تنضخ منه جعل كل امرأة فى المكان تكتسحه بنظرات جانبية تخلو من الذوق.
لم تعرف روز أهى اجواء الموسيقى الصاخبة ام الاحباط الغاضب الذى كان يجيش فى نفسها منذ لقائها بهذا الرجل ما جعلها تشعر باغراء لم تستطع مقاومته.
وهكذا راحت ترقص معه على سجيتها.
وعندما توقفت الموسيقى شدها خافيار اليه فضاع صوابها .
ورأت رأسه ينحنى .
هل سيعانقها؟
لكنه انتصب فى وقفته ويداه القويتان حول كتفيها
ثم تراجع بشكل عفوى
ثم اخذت نظراته تكتسحها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها , بملامح شاردة باردة .....
**********

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 19-07-19, 04:48 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 327 - حب وخط أحمر - جاكلين بيرد

 



3-ملاك ونظرات شيطانية



تملك روز الاضطراب واخذت تحدق فى وجهه وقد دار رأسها
شكرا انت ترقصين بشكل جيد
قال هذا بتهذيب متكلف وقد نزلت يداه عن كتفيها
شكرا لك
تمتمت بذلك وقد التهب وجهها ارتباكا ماذا يحدث لها؟
هل بلغ بها الغباء حدا ظنت معه ان رجلا مثل خافيار فالدزبينو قد يعانقها فى حلبة الرقص المزدحمة؟
هل اخذت اجازة من عقلها ام ماذا؟
اشاحت بوجهها وتراجعت خطوة الى الخلف شكرا لك
كان هذا كل ما استطاعت التفكير به فهذه هى الحقيقة عليها ان تكون حذرة.
فهذا الرجل يملك كل المؤهلات التى تجعل المرأة تشعر بمشاعر جارفة.
تعالى اظننا قمنا بواجبنا
الخطيبان بأحسن حال ويمكنهما رعاية بعضهما البعض .
امسك بذراعها يقودها الى المخرج ثم صعدا السلالم الى البهو الهادئ نسبيا
سارت روز معه من دون ان تعترض بسبب اضطراب مشاعرها
طلب خافيار كوبين من عصير الليمون ثم دعا روز الى الجلوس على اريكة قائلا:
كثرة الرطعام والرقص من المحتمل ان تصيبنا بالاجهاد
ثم جلس بقربها على الاريكة التفتت اليه مرغمة نفسها على مواجهة عينيه :
انت محق فى هذا
احست بالضيق بسبب شعورها بالحر كما ان شعرها اخذ ينفلت ليصبح خصلات مشوشة بينما بدا خافيار هادئا منضبطا بشكل ملحوظ
ثم اخذ يتأملها من تحت جفنيه الثقيلين طبيبة انجليزية اصيلة ترقص كبنات اللاتين!
وابتسم وهو يرفع حاجبيه بذهول ساخر اخبرينى بسرك اين تعلمت رقص السالسا؟
بدا سؤاله عاديا فتمسكت روز بهذه الفرصة لتبدأ حديثا طبيعيا املة ان يخفف ذلك من التوتر الذى تملكها طوال الساعة الماضية وانبأتها ملامح خافيار المتغطرسة الشاردة انه لا يعانى من هذه المحنة مثلها.
فى افريقيا
اجابته بذلك بصدق ثم سكتت لحظة فجعلت الذكريات السعيدة عينيها الخضراوين تتألقان بذكريات الماضى الحافلة بالمرح
دومينيك وهو عالم آثار من الارجنتين جاء الى مستشفانا فى الصومال كان مسافرا بمفرده كما يبدو وتعرض للسلب لكن الحظ حالفه فنجا بحياته بدون نقود ولا ملابس بعين سوداء وجمجمة مشروخة ولكن من الغريب انه استطاع ان يحتفظ بشريط موسيقى السالسا راح يسمعنا ذلك الشريط فى المسكن ليلا ونهارا وعندما حان وقت رحيله بعد ذلك بثلاثة اشهر كنت قد تعلمت رقصة السالسا وكذلك التانغو والسامبا.
وابتسمت روز لقد هدأ توترها بعد تناول كوب العصير وكان الليل قد شارف على نهايته تقريبا وكان خافيار قد طلب سيارة اجرة حين طلب الشراب واصبح بامكانها ان تكون ودودا وتتخلى عن حذرها.
لم يكن لديها فكرة عن الاغراء الذى يشعر به الرجل الذى يجلس معها
فقد كان ينظر اليها بعينين سوداوين لامعتين وقد اطبق اسنانه باحكام.
كانت خصلات شعرها الاحمر تحيط بوجهها البيضاوى. وقد انزلقت فتحة عنق ثوبها الاخضر قليلا وبدا جسمها مثيرا وهى تضع ساقيها الطويلتين الواحدة فوق الاخرى لكن روز لم تكن واعية لذلك على الاطلاق.
لقد عاد الى البرازيل سمعت مؤخرا انه يزور جبال الانديز ليبحث عن مقبرة مقدسة.
اضافت روز ذلك ولمحة من الحزن تظلل عينيها الخضراوين الرائعتين.
كان دومينيك قد اغرم بها وحاول اغراءها فى احدى الليالى, وكادت غلطته تلك تفسد صداقة رائعة بينهما.
قال خافيار ساخرا: يبدو ان المقبرة هى احسن مكان له فسألته بدهشة: لم تقول ذلك؟ انه رجل لطيف رقيق لو انك عرفته لأحببته حتما بعد ان قالت هذا ادركت انه صحيح تماما فدومينيك هو رجل من نوع خافيار لكنه لا يملك نزعة خافيار الى القسوة وادركت فجأة ان هذا هو السبب الذى جعلها تختاره كصديق مميز لها طوال العشر سنوات الماضية فقد ذكرها بخافيار وقد ادرك دومينيك حقيقة انها لم تكن مغرمة به فانسحب من حياتها. اذا كان هذا رأيك..... قال هذا مبتسما بجفاء وهو يومئ الى شخص ما خلفها ثم يقف: يبدو ان سيارتنا وصلت ومد يده اليها يساعدها على الوقوف وقد بدا فى هيئته فى عينيه اللامعتين شئ منعها من مجادلته فوضعت يدها فى يده لم يكن مضطرا الى ان يرفعها لتقف بمثل هذا العنف كما اخذت تفكر بعد ان كادت تقع على وجهها عاثرة بكعب حذائها العالى هذا لكنه بنظرة استخفاف الى وجهها الجميل شدد قبضته على يدها ودفعها خلال ردهة الاستقبال ومن ثم الى الخارج حيث جو الليل البارد لم هذه السرعة؟ لم تستطع ان تمنع نفسها من طرح هذا السؤال سرت فى ظهرها رجفة خفيفة ولم تعلم ما اذا كان ذلك بسبب برودة الليل ام بسبب يده الضخمة التى كانت تقبض على يدها. ترك يدها قائلا ببرودة: اصعدى الى السيارة كان يوما مجهدا والليل لم يكن افضل حالا لقد نلت هذه المرة ما فيه الكفاية ويسرنى ان اعود الى الوطن غدا معك ومع جيمى وآن طبعا لماذا تشعر وكـأن الجملة الاخيرة قد دست وكأنها فكرة متأخرة ؟ عبست وهى تصعد الى السيارة جاء خافيار فالدزبينو الى يوركشاير ليقوم بواجب اسرى وقد ادى دوره بشكل رقيق محنك ساخر وهو الان متلهف للعودة الى بلده فلبس فى هذا ما يقاقها ستمضى اسبوعا فى اسبانيا مع جيمى وان ولا شك ان خافيار فالدزبينو سيكون مضيفا ممتازا اما خوفها من ان يتذكر تلك الفتاة الغبية التى كان تعرف اليها منذ عشر سنوات قلا داعى له على الاطلاق . بغد وصولهما الى البيت رفضت دعوة خافيار المختصرة الى فنجان القهوة الليلى وذهبت الى غرفتها مباشرة كانت ما تزال مستيقظة تماما. لا فائدة فهى ستبقى مستيقظة وبآهة مهزومة فتحت عينيها وتركت ذاكرتها تعود الى الماضى اذا هى واجهت شياطينها او بالأحرى شيطانها .... خافيار ربما تتمكن اخيرا من النوم
*********
دخلت عارضة الازياء على وقع الموسيقى رافعة الرأس متئدة الخطوات
ترفل فى ثوب من الحرير مكشوف الظهر مربوط عند كتفيها بحمالتين رفيعتين لا تكادان تقويان على حمل القسم الاعلى منه
اما تنورته قصيرة فتكشف عن معظم ساقيها.
بدا وجهها الرائع خاليا من اى تعبير وشعرها الاحمر قصير قومت تجاعيده بقسوة
كما كحات عيناها بشكل مبالغ فيه وقد بدت نظراتها شاردة....
فى السادسة عشرة من عمرها لفتت الانظار اثناء عرض للأزياء اقيم فى بيرمنغهام فعرض عليها ان تعمل كعارضة ازياء.
كان طولها مئة وثلاثة وسبعين سنتيمترا جسمها نحيف يتحلى بالرشاقة وهذا ما كانت تبحث عنه وكالة عرض الازياء
ناقشها والداها فى الامر وهما طبيبان ثم وافقا اخيرا على ذلك على ان تعمل فقط اثناء العطل المدرسية وان اسمها الحرفى مايلين وهو مأخوذ من اسمها الكامل روزالين ماى وقد اشار عليها بذلك والدها
فهى تريد ان تكمل تعليمها لتصبح طبيبة لذا من الافضل ألا تستعمل اسمها الحقيقى.

شملت مايلين المتفرجين حولها بنظراتها غافلة عن التصفيق الحماسى الذى قوبلت به
كان قلبها مليئا بالحزن لقرب رحيلها الى الوطن بعد مأساة مقتل والديها فى حادث تحطم طائرة فى وسط افريقيا منذ اكثر من عام فيما هما يقومان بمهمة انسانية هناك
وجدت روز بعد ذلك تفسها وحيدة مع بيغى التى كانت ترعاها منذ كانت فى الثانية من عمرها.
وبعد مناقشة الامر مع خالها وزوجته وهما كل ما بقى لها فى العالم من اقارب استقر الامر على ان تسكن روز مع بيغى فى بيت الاسرة فى لندن الى ان تنهى امتحاناتهاز
وقد انهتها بنجاح الصيف الماضى رغم الحزن الذى حل بها وكما تم قبولها فى جامعة لندن لدراسة الطب
لكنها قررت ارجاء دراسة الطب مدة عام ستزاول خلالها مهنة عرض الازياء وهكذا تجمع مبلغا من المال تنفقه على نفسها ودراستها فى كلية الطب.
خلال عيد الميلاد الاخير اعلنت بيغى انها ستتزوج خلال اشهر وهكذا عرضت روز بيت الاسرة الكبير للبيع ثم قررت ان تشترى شقة على بعد شارعين منه.
من سخرية القدر ان فقدها والديها نتج عنه فقدها الكثير من وزنها وهذا كان مناسبا تماما لمهنتها عارضة ازياء
وهكذا لم يعد المال مشكلة بالنسبة اليها.
وها هى الان فى برشلونة فى حفلة عرض ازياء خيرية بالاشتراك مع جائزة اسبانيا الكبرى فى شهر ايار
تمنت روز لو انها الان فى انجلترا لتحتفل بعيد ميلادها مع خالها وزوجته
فاليوم هو عيد ميلادها التاسع عشر
نظرت حولها الى المتفرجين فشعرت كأنها فى التسعين لكنها اخذت تعزى نفسها ان هذا الحفل لن يدوم طويلا.
وصلت مايلين عارضة الازياء الى اخر ممر العرض الضيق ثم استدارت لتعود ادراجها فانثنى الثوب الحريرى الرمادى اللون والضئيل الحجم حول جسمها باغراء
واذا بفكرة غادرة تخطر لها وهى ان ليس ثمة امرأة تتمتع بعقل سليم تحب ان تسير بين الناس مرتدية هذا الثوب
على كل حال ستتوقف بعد غد عن ممارسة هذه المهنة لن يراها احد بهذا الشكل بعد الان.
وابتسمت لهذه الفكرة من دون وعى
الاسبوع القادم سيكون لديها شقة جديدة واجازة طويلة وفى ايلول ستعود الى حياتها كطالبة مرة اخرى
عادت تسير الهوينا نحو خشبة العرض واذا بقشعريرة اثارة تتملكها وهى ترى فجأة رجلا طويلا جذابا يقف فى احد جوانب الصالة وعيناه مسمرتان على عينيها.
كانت هاتان العينان تتألقان بعنف كما التوت شفتاه بابتسامة خطيرة.
آه يا لجهنم
لقد ظنها تبتسم له !
كانت مايلين قد لمحته اثناء العرض امس وبالكاد تمكنت من ابعاد نظراتها عنه
وبعد انتهاء العرض دخل خلف الكواليس وتحدث اليها:
مايلين انا متلهف الى لقائك
كنت متألقة الليلة
بغطرسة الشباب وذكائه تجنبت مايلين كل الاشراك التى كانت توقع بعارضات الازياء الاخريات فهى لا تدخن كما انها لم تقابل بعد ذلك الرجل الذى يستطيع ان يغريها بالخروج معه
لكن نظرة واحدة الى هذا الغريب الاسمر جعلتها تضيع فى عينيه .
شعرت بالحرارة تسرى فى دمها وتصاعد الاحمرار الى وجهها.
لم تستطع ان تحول نظراتها عنه
وفى تلك اللحظة كل مبادئها السابقة عن الحب والاخلاق تبددت فى هبة من الدخان.
تعالى صوت فى اعماقها ينبهها بأن هذا الرجل خطر .
لكنها تجاهلت ذلك الصوت وابتسمت له
كان طوله يفوق الستة اقدام وقالت يصوت عاطفى اجش:
شكرا
قدم اليها الرجل سيجارة وعندما رفضتها قال لها ان بامكانه ان يقدم اليها شيئا اقوى كانت تعلم ان المخدرات تكثر فى عالم عرض الازياء ولكن لم يكن لها صلة بذلك فشعرت بالمرارة ظنا منها انه من تجار المخدرات. فما كان منها الا ان صفعته على وجهه وابتعدت عنه .... واذ تذكرت اين هى الان وما عليها ان تقوم به حولت نظراتها عن ذلك الشيطان الوسيم ثم اكملت العرض. صرخ مصمم الازياء الاسبانى فيها يغضب بالغ لما عادت الى خلف مسرح ال***: ما كان عليك ان تبتسمى كما اظنك بدأت تسمنين نظرت مايلين الى الرجل الاسمر المخنث الصغير الجسم وعادت تبتسم من عادة مصممى الازياء ان يقولوا لعارضات الازياء كذبا انهن يسمن وذلك لمجرد تنبيههن الى ضرورة الحفاظ على رشاقة قوامهن. لكن ذلك لم يعد يهمها فقالت ضاحكة اسفة يا سيرجيو لم استطع منع نفسى انت صعبة جدا يا مايلين جميلة لكنك صعبة حاولى ان تفعلى ما يقال لك ولو مرة فى حياتك ابقى هذا الثوب على جسمك واختلطى بالناس الحفلة اوشكت ان تبدأ وكل ابناء الطبقة الراقية فى اسبانيا سيحضرون الحفلة وكذلك اشهر سائقى سيارات السباق فى العالم ومن يساندهم .

فتأوهت :
هل انا مضطرة لذلك؟
نعم اذا شئت ان تحصلى على اجرك.
تناوات كأس صودا ثم شقت طريقها بين الجموع اخذت تجيب على نداءات باسمها لا تحصى بابتسامة مختصرة وايماءات.
واخيرا وجدت ما كانت تبحث عنه زاوية هادئة خلف نخلة كبيرة مغروسة فى اناء
استندت مايلين الى الجدار واخرجت احدى قدميها من فردة حذائها ذات الكعب العالى الى درجة سخيفة ثم تنهدت بارتياح
اذا ساعدها الحظ يمكنها ان تهرب خلال دقيقة الى فندقها
لم تشأ ان تشرب الصودا فنظرت حولها بحذر ثم افرغت كأسها فى انية النخلة.
يا للقسوة لقد قضيت على نبتة بريئة بنفس السهولة التى قضيت بها على املى امس.
القت الكأس فى الانية ثم التفتت مذهولة لترى فى الناحية الاخرى من النخلة ذلك الرجل الطويل الاسمر الذى لفت انتباهها فى قاعة العرض
احمر وجهها حتى جذور شعرها:
لم لكن اعنى.... لم أكن..
تلغثمت وتسارعت خفقات قلبها وهى تنظر اليه
بدا اكثر جاذبية مما تتذكر
فكرت مايلين مفتونة ان وجهه كالملاك فقد بدا وسيما بشكل لا يصدق بلونه الاسمر الذى يميز سكان حوض البحر المتوسط وحاجبيه الاسودين القاتمين اللذين يلمعان ببريق ذهبى
لم يكن انفه مستقيما تماما فقد بدا منخراه متسعين قليلا ووجنتاه عاليتين بالاضافة الى فم جميل واسع
بدت جاذبيته كاسحة ومدمرة
ومع ان مايلين طويلة القامة الا انه كان يفوقها بأكثر من عشرين سنتيمترا وقد بدت كتفاه عريضتين قويتى العضلات.
كان يرتدى قميصا من القطن الناعم وحزاما جلديا مزخرفا منخفضا حتى وركيه يشد بنطلونا بلون القشدة.
بدت ملابسه عفوية لكن مايلين لاحظت انها من افخر انواع الملابس اذ كان توقيع المصمم واضحا عليها.
استند الرجل الى الجدار بجانبها :
انا امزح معك فقط يا مايلين
زكل ما اريده هو ازالة سوء التفاهم بيننا
انا لا اتعامل بالمخدرات كما اظنك تصورتنى بالأمس
اردت التأكد فقط انك لا تتعاطين المخدرات
لأن رأيى فى عارضات الازياء ليس حسنا وانا اعتذر
وصدقته مايلين
وفى مقابلتها الثانية له بدا لها ارفع شأنا من ان يكون تاجر مخدرات
اطمئنك الى اننى اقوم بعمل شريف لأكسب عيشى وانا اريد ان اتحدث اليك مرة اخرى من دون ان انال صفعة.
وابتسم لها ونسيت مايلين كل ما تملكها من شكوك حول الرجل
لقد اسرها تمام بجماله الاسمر
تملكتها موجة من الارتياح وشعرت بقشعريرة من الاثارة ما جعلها تقول بابتسامة رائعة:
ما دام الامر كذلك لا بأس
قالت هذا بوقاحة فقال ببطء:
حسنا لدى ايضا فكرة اخرى فى ذهنى
انتابها احساس حقيقى بخيبة الامل
فانتصبت مايلين فى وقفتها ثم عادت تدخل قدمها فى فردة حذائها.
لم تعد تتذكر عدد الرجال الوسيمين الذين حاولوا اغراءها خلال العام المنصرم .
واملت ان يكون هذا الرجل مختلفا
لكن الامر لا يبدو كذلك
فقالت بهدوء:
لقد اخترت الفتاة غير المناسبة.
وهمت بالابتعاد
امسك الرجل بيديها
لا كنت اعنى فقط اننى لم آكل جيدا هذا المساء وسيشرفنى ان تتناولى العشاء معى
انا لا اعرف حتى اسمك
لكن الاغراء تملكها لأن تلبى دعوته
اصابعه التى كانت تمسك بذراعها ارسلت شعورا بالشوق فى كل كيانها
شعور لم تكن تعرف مثله فى حياتها
عيناه القاتمتان المليئتان بالحيوية كانتا تخترقان قناع عارضة الازياء الذى تضعه لتصلا الى الفتاة وراءه.
وشعرت مايلين بميل الى تصديق كلامه
رفع حاجبيه ساخرا:
بل اظنك تعلمين من ....
وسكت فى منتصف الجملة وعيناه تضيقان وهو ينظر الى وجهها
يبدو ان ما قرأه فى ذلك الوجه الفتى الصريح جعله يغير رأيه:
اسمحى لى ان اعرفك بنفسى.
خافيار فالدزبينو
انا فى التاسعة والعشرين من عمرى وانا اسبانى اعزب من مدينة سيفيل
اقيم حاليا فى برشلونة لكى احضر السباق.
صوته العميق الرخيم ذو اللكنة الخفيفة دغدغ مشاعر مايلين
وفكرت ان يضيف الى اوصافه انه يملك جسدا رائعا
وفى تلك اللحظة قررت ان تلقى بالحذر مع الريح وتقبل دعوته
وعلى كل حال انه عيد ميلادها....
مدت اليه يدها تقدم نفسها :
مايلين انا فى التاسعة عشرة وانا انجليزية عزباء ايضا وانا فى برشلونة لأجل عرض الازياء
قلدت طريقته فى التعارف وقد انفرجت شفتاها عن اسنانها الؤلؤية بابتسامة ارتياح.
- هل هذا يعنى انك ستتعشين معى؟
كانت يده لا تزال ممسكة بذراعها وفى تلك اللحظة انزلها لكى يطوق بها خصرها
شعرت مايلين بصدمة كهربائية تهز كيانها لكن عينيه اللتين كانتا تضحكان لها اعمتاها عن الخطر.
-نعم
قالت هذا وقد سمرتها روعة ابتسامته
فقال وهو يستعجلها للخروج من الغرفة:
سأتذكرك دوما كلما نظرت الى شجرة نخيل مغروسة فى انية
- قدمت الى مجاملات افضل.
قالت هذا ضاحكة وهى ترفع بصرها اليه من خلال اهدابها الكثيفة
فقال بجدية تامة:
ولكن ليس بهذا الصدق أؤكد لك.
والتقت عيونهما خضراء بريئة وبنية دنيوية وللحظة بدا كأن الحشد والضجيج قد تلاشيا وان الزمن قد توقف.
رفع اصبعه ومررها على ذقنها ووجنتها :
مايلين اسم جميل لفتاة جميلة.
خفق قلبها واكتسحتها موجة من السخونة صعقت لها لكن النظرة التى ظهرت فى عينيه جمدتها واشعرتها بشئ من الخوف
لم تعرف ما الذى يحدث لها ما عدا انه هام وخطير
فتحت فمها لتقول شيئا علها تخفف من التوتر الذى احاط بهما لكنه وضع اصبعه على فمها بحزم:
لا , لا تقولى شيئا لا حاجة بك لذلك.
واكتسحت نظراته الذهبية جسدها الفتى فتسارعت خفقات قلبها, واخذت تلهث وهى تنظر اليه بعجز فعاد يقول:
اعرف ما تريدين قوله
ووضع يده حول خصرها النحيف فجذبها اليه وعيناه تحترقان فأدركت مايلين انه سيعانقها
لكن رجلا نادى خافيار وخاطبه بلغته مال برأسه المتغطرس نحو الرجل الاخر واسرع يجيبه بابتسامة.
ثم اخذ يدفعها خلال الحشد
كان العديد من الاشخاص يوقفونه او يحيونه فيجيب التحية بتهذيب.
لكن مايلين لم تفهم معظم ما كان يقال من تعابير
لأن اكثرها كان بالاسبانية
عندما وصل الى باب الخروج تذكرت اين هى وماذا ترتدى
انتظر على ان ابدل ملابسى
انت رائعة بهذا الثوب
قال هذا بصوت اجش قرب اذنها
- لكنه ليس ثوبى.
وانفلتت من قبضته وتنفست بعمق
واذا بسيرجيو يظهر فجأة الى جانبها:
ها انت ذى يا مايلين اظننى طلبت منك ان تختلطى بالحشود
اريد ان يرى الناس هذا الثوب هل هذا كثير عليك ؟ لدى امل كبير فى ان ابيع بعض ازيائى فى السوق
ولهذا اختلطى بالناس يا عزيزتى لأجل الله.
عاد خافيار يحيط خصرها بذراعه وهو يلقى على سيرجيو نظرة قاسية:
ألا ترى انها معى ؟ اما بالنسبة الى الثوب ارسل الى فاتورته فأنا سآخذ مايلين الى العشاء
لا انتظر لحظة
لم يحدث من قبل ان اشترى رجل لها ملابس, وخصوصا رجل لا تكاد تعرفه.
مع ان هذا الرجل فتنها لكنها ليست معتوهة تماما اوشك سيرجيو ان يرفعها الى خارج الباب :
لم ادرك انك مع السنيور فالدزبينو يا عزيزتى
احتفظى بالثوب واذهبى اذهبى اذهبى استمتعى بالعشاء ولا تنسى ان هناك عرضا للأسرة المالكة غدا عند الظهر
ثم التفت الى خافيار:
انا بحاجة اليها عند الساعة الثانية عشرة من ظهر الغد.
وقبل ان تدرك ما يحدث لها كانت مايلين قد اصبحت فى سيارة رياضية سوداء فخمة
جلس خافيار خلف المقود وراحت السيارة تسرع بهما فى شوارع برشلونة
واخيرا وجدت صوتها:
لنا اعنى ما قلته بالنسبة الى تغيير ملابسى لا اريد ان اظهر بين الناس فى هذا الثوب
هذا ليس طرازى على الاطلاق
القى نظرة جانبية على وجهها المتمرد والضحك فى عينيه :
ليس ثمة مشكلة لدى حل ممتاز سنأكل فى بيتى
- ولكن .... ولكن ....
اخذت تغمغم مضطربة ولم تعد تجد الكلمات المناسبة , لا يمكنها ان تعترض بعد ان اعلنت انها لا تريد ان تبدو بين الناس فى هذا الثوب اللعين
امسك يدها بيده العريضة :
لا تقلقى يا مايلين انت آمنة معى
أعدك بذلك.
**********
تململت روز على سريرها بعدم ارتياح انه اول وعود خافيار لها منذ عشر سنوات. وكان زائفا بقدر الوعود التى تبعته. وادركت بعد فوات الاوان ان خافيار ادركها فى النقطة الفاصلة فى تغيير حياتها , بعد اكثر من سنة من الحزن على والديها والعمل بشكل آلى. كانت قد اوشكت على الشفاء من احزانها. فقد بيع بيت الاسرة وهى فى سبيل شراء شقة خاصة بها. فمربيتها بيغى ستتركها لتتزوج وروز اصبحت جاهزة لدخول عالم الراشدين ومغادرة عالم الازياء. كانت تتطلع الى دخول الجامعة لدراسة المهنة التى تريدها حقا. وهكذا سارت تلك الليلة على خشبة العرض الضيقة مليئة بالثقة . ولأول مرة منذ اكثر من عام ارتسمت على شفتيها ابتسامة عفوية. وكانت تلك غلطتها الكبرى. أخذت تتأمل خيوط الفجر وهى تبزغ عبرسماء الليل . تأوهت وهى تتقلب فى سريرها ودفنت وجهها فى الوسادة , محاولة ان تمتنع عن استعادة تلك الذكرى , لكنها لم تفلح. فذكريات تلك الليلة ظلت تعاود احلامها لسنوات وفى الحقيقة لقد اثرت على نظرتها الى كل الرجال منذ ذلك الحين فهى لم تتمكن من نسيانها لتتابع حياتها بشكل عادى الا بعد وقت طويل انها فى النهاية تريد زوجا واسرة لنفسها فهل تدع ذكريات الليلة الغبية تفسد حياتها الى الأبد؟ حتى ان خافيار الذى سبب لها تلك الصدمة لم يتذكرها. وحدثت نفسها تخفف عنها ان عليها مواجهة الأمر .... فهو بالتأكيد ليس رجلا صالحا.


************

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 19-07-19, 04:51 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: 327 - حب وخط أحمر - جاكلين بيرد

 


4- النصف الآخر

وقفت مايلين وسط الغرفة الواسعة وهى تتساءل عما تفعله هنا
كانت الارض من الخشب المصقول اما النافذة فقد امتدت على طول الجدار وقد بدا من خلفها مشهد ليلى مذهل لبرشلونة
نظرت حولها فرأت ان الغرفة لا تحتوى الا على قطع قليلة من الاثاث
اريكتان ناصعتا البياض ومنضدة سوداء بالاضافة الى مدفأة رخامية انيقة وضعت على الرف الذى يعلوها صورة داخل اطار فضى
اقتربت منها ونظرت الى الصورة
بدا خافيار فيها مشبكا بذراع رجل اخر وقد وقفت بينهما فتاة جميلة سوداء الشعر
كانوا جميعا يضحكون اما الفتاة فكانت تضع خاتما كبيرا فى اصبعها
قالت وقد وجدت موضوعا للحديث
هل هما من اصدقائك؟
فأجاب خافيار باسما
نعم صديقان طيبان
بيتك جميل
وزادتها ابتسامته توترا
أتظنين ذلك؟
نظر فى انحاء الغرفة من دون حماسة ثم عادت نظراته لتستقر على قوامها المتوتر
رأى نظراتها الحذرة فقال:
لا تخافى فأنا لا انوى ايذاءك
ثم امسكها بذراعها وادارها اليه :
انا دعوتك الى العشاء وهذا كل شئ
هل يمكنك ان تطبخ ؟
سألته بارتياب مستعيدة مظهر الحنكة الزائف الذى تعلمته من خلال عملها فى عرض الازياء وهى تحاول فى الوقت نفسه ان تتجاهل قربه البالغ منها وتسارع دقات قلبها
طبعا فأنا رجل متعدد المواهب
هز كتفيه وبسط يديه ما جعل تأثيره عليها يتضاعف
أنا أصدقك.
ونظرت الى قامته الطويلة وثارت مخيلتها وهى تتصور مواهبه الاخرى
سألها وابتسامة راضية تلوى فمه الواسع :
ما رأيك فى عجة اسبانية حقيقية مع السلطة؟
جميل جدا شكرا
فانفجر ضاحكا:
أنت لا تقدرين بثمن يا مايلين
ونظرت عيناه الباسمتان فى عينيها ثم امسك بذراعها وقادها الى المطبخ:
هيا بنا يمكنك ان تعدى السلطة
اثناء ربع الساعة التالية اخذا يعملان معا سعيدين
وحبست مايلين انفاسها فيما هما يتحركان معا فى تلك المساحة الضيقة الا انها لم تظهر ردة فعلها
ولكن فيما بعد فاجأها شعور بالخزى وهى تجلس امامه حول المائدة الصغيرة وطبق الطعام امامها... لم يسبق لها قط ان كانت وحدها مع رجل فى شقته وصدمتها هذه الفكرة تماما
انها مع رجل غريب فى بلاد غريبة
لم تتصرف بهذا الطيش قط من قبل.
راحت عيناه السوداوان تتفحصان بكسل ثوب الحرير الناعم الذى يغطى جسمها
فشبكت ذراعيها على صدرها بخجل وقد شعرت بالصدمة لان نظرة واحدة منه جعلتها تتأثر بهذا الشكل
مد خافيار يده عبر المائدة وامسك بيدها
لا يا مايلين لا تخجلى
بينما القى خافيار برأسه الى الخلف وانفجر مقهقها: يا للبراءة! انا لا اصدق هذا لكنك انت على صواب بالنسبة لهذا الثوب مايلين انه لا يباسبك على الطلاق والآن انهى طعامك قبل ان يبرد اكلت لقمتين ثم دفعت بقية الطعام بشوكتها بعيدا لم تجرؤ على النظر اليه لأنها خشيت ان تحبس انفاسها اذا فعلت ذلك سألها باهتمام: ماذا حدث يا مايلين ؟ ألم تعجبك العجة؟ رفعت رأسها بسرعة وحاولت ان تبتسم: بل هى لذيذة ولكن يبدو اننى فقدت شهيتى انت عارضة ازياء واعرف انك تودين الحفاظ على قوامك لكنك ايضا فتاة رائعة الجمال ومن الاجرام افساد الجمال الكاامل بالرغبة الحمقاء فى تنحيف الجسم والآن كلى! قال هذا بحزم فعادت لمتابعة الطعام

اراح افكارها عندما انطلق فى الحديث عن حبه للسيارات, وعرفت انه يعمل فى حلبة السباق
وسرعان ما راحا يثرثران كصديقين قديمين
ونسيت ان اليوم هو عيد ميلادها
نسيت كل شئ ما عدا جاذبية هذا الرجل الساحقة ولكنها شعرت ان ما بينهما هو اكثر من مجرد جاذبية
تحدثا عن كل شئ ولا شئ , واخبرها انه لم يجلس قط من قبل لمدة ساعتين على كرسى المطبخ الصلبة كما جلس الان مقترحا عليها ان ينتقلا الى غرفة الجلوس.
استرخت مايلين بجانبه على الاريكة المخملية فى غرفة الجلوس, واخذا يشربان القهوة التى صنعها بيده
القت نظرة جانبية طويلة على جانب وجهه الوسيم, وفجأة ظهر عليها الارتباك وتصاعد الاحمرار الى وجنتيها.
لقد انتهى العشاء وكذلك القهوة تقريبا, وقد حان الوقت لتخرج , اما خافيار فقد تصرف كرجل مهذب طيلة الوقت تماما
بينما كانت هى تعانى من اضطراب مشاعرها نحوه.
لم تعرف ما الذى جرى لها .
لقد تعرفت الى عشرات الرجال الوسيمين اثناء حياتها العملية, ولكن لم يتمكن اى منهم من التأثير فيها كما اثر فيها خافيار.

كان يجلس باسترخاء بجانبها على الاريكة وساقاه الطويلتان ممدودتان امامه بعدم اكتراث فبدا مرتاحا بالغ الجاذبية. ورفعت بصرها بسرعة لكن ذلك لم يكن افضل كثيرا فقد استقرت نظراتها على صدره, وكانت ازرار قميصه العليا مفتوحة فقفزت واقفة , ثم قالت بصوت اجش وهى تحاول ان تسوى من حاشية ثوبها: الافضل ان اخرج الان فقد تأخر الوقت وعلى ان اعمل غدا وغامرت بالقاء نظرة عليه فذهلت لرؤية النار الذهبية المتقدة فى عينيه. مد خافيار يده وامسك بيدها وقبل ان تدرك ما يحدث كان قد جذبها نحوه -ألن تمنحينى عناقا قبل الوداع؟ - ارجوك انت ستتلف الثوب قالت اول فكرة خطرت ببالها: على ان اعيد الثوب سليما ادركت انها تتحدث بحماقة لكنه قال وذراعه تلتف حول خصرها بحزم بينما تمسك يده الاخرى بكتفها ما جعلها تشعر انها اشبه بقطيطة عاجزة. -اعتبريه هدية لك واقترب منها اكثر فاكتسحت جسدها احاسيس غريبة جعلتها تشعر بما يشبه الخدر - لا استطيع ان اقبل ولم تعرف مايلين هل قصدت بحديثها الثوب ام العناق فقال لها وعيناه اللامعتان تتفحصان وجهها ببطء: اعتبريه هدية عيد ميلادك يا حلوتى مايلين منحته ابتسامة متألقة ومالت قليلا مبتعدة عنه : وكيف عرفت ان اليوم هو عيد ميلادى؟ سألته ذلك وهى تحاول ان تخفى ارتباكها ضحك لقولها: لم أكن اعرف لكننا متناغمان مع بعضنا البعض الى حد يبدو ان بيننا حاسة سادسة.

ثم احتضنها بذراعيه بشدة :
عيد ميلاد سعيد يا جميلتى
ولكن لماذا لم تخبرينى؟
العجة ليست احتفالا لائقا لهذه المناسبة
لو كنت اعلم لاصطحبتك الى مطعم لتناول العشاء
ولكن ماذا بالنسبة الى والديك واصدقائك؟
ألا يرغبون فى مشاركتك عيدك؟
امتلأت عينا مايلين بالدموع
انه حقا رجل طيب يهتم بالآخرين:
مات والداى منذ سنة ونصف تقريبا
آه يا للمسكينة
وهذه المرة عانقها هناقا عذبا طويلا .... حمل لها العطف والمواساة.
لم تعرف مايلين ماذا جرى لها .
لحظة شعرت بالأمان والسلوان بين ذراعيه, وفى اللحظة التالية وجدت نفسها فى دوامة من الاحاسيس لم تفهمها تماما.
شعرت وكأن احدا لم يعانقها قط من قبل
فقد استجابت غريزيا وكأنها انتظرت هذه اللحظة طوال حياتها وارتجفت لقوة مشاعرها
وبرقة انزلقت يده الى كتفها ومال برأسه الى الخلف يحدق اليها:
انت رائعة مايلين ليتك تبقين معى
فنحن متناسبان تماما
ارتجفت وهى تنظر الى وجهه القوى الملامح بما يشبه الافتتنان وقد اشتبكت يداها الصغيرتان بشعره
لا يمكننى البقاء فلدى عمل اقوم به
اصبح الوقت متأخرا , ما رأيك لو تبقين هنا, وسوف اوصلك الى فندقك صباحا ساعة تشائين؟ اظنك تشعرين بالتعب
لم يكن التعب فقط ما جعلها تقبل اقتراحه, وانما رغبتها فى البقاء بقرب هذا الرجل الجذاب
ومضت لحظة تملكها فيها ما يشبه التعقل فقالت بصوت مرتجف:
لا , من الافضل ان اذهب.
وكأنما شعر خافيار بمخاوفها فقال يطمئنها:
اعدك بأن اتصرف كرجل شهم
سأنام فى غرفة الضيوف
نظرت اليه وقد تبدد كل شعور بالحذر لديها
فقد كانت رغبتها فى البقاء معه تفوق كل تصور
حسنا سأبقى اذا كنت تحترم وعدك حقا
يا الهى! لا يمكننى ان اسئ اليك مايلين
انا لم اتأثر بامرأة فى حياتى كما تأثرت بك
اريدك فى حياتى الى الابد
- حقا؟
تنهد خافيار وازاح خصلات شعرها عن حاجبها وعيناه تتفحصان وجهها الجميل:
غدا بعد ان تنهى عملك
سنخرج معا للاحتفال بعيد ميلادك
لماذا لم تخبرينى بذلك مايلين؟
لم اظن انك ستهتم للأمر.
ضمها الى صدره بقوة:
من الان فصاعدا سأهتم بكل ما يتعلق بك
لم يكن لديها فكرة عن كيفية التصرف فى مثل هذا الوضع
هل التقت حقا بحب حياتها؟
وصعدت الى حلقها ضحكة هيستيرية.
هذا ليس مضحكا يا مايلين
انا اتكلم بجدية
لست امزح فى هذا الامر
فقالت بفتور:
اسفة
فأنا لست معتادة على مثل هذه الامور
تأوه ثم رفع يده واخذ يسرح شعرها الى الخلف بحنان:
اشعر اننا خلقنا لبعضنا مايلين
لقد تأخر الوقت الان
ومن الافضل ان تنامى وسنتحدث بالأمر غدا, اتفقنا؟
ورفع ذقنها لينظر فى عينيها الخضراوين الكبيرتين:
احبك مايلين
لا ادرى كيف حصل لى ذلك
اشعر انك لى
لى وحدى والى الابد.
وانفرجت شفتاه بابتسامة وعيناه الداكنتان تتراقصان ببهجة جعلت قلبها فى صدرها يمتلئ بالحب
لكنها خشيت الاستسلام لمشاعرها فابتعدت عنه قليلا:
حسنا سأفكر بالأمر فيما بعد اما الان فأنا بحاجة الى الذهاب الى الحمام قبل الخلود الى النوم
عندما عادت الى الغرفة , بعد ان غسلت كل الزينة عن وجهها وحاولت ان تمشط شعرها وقفت عند الباب بالضبط.
كان خافيار مستلقيا على ظهره فوق الاريكة مغمض العينين وصدره يعلو ويهبط بانتظام.
وتملكها شعور قاهر بالحب.
ولم تعد تستطيع التنفس.
ومن دون ان يفتح عينيه قال بنعومة:
تعالى اجلسى بقربى مايلين
يمكننى ان اشعر بك واقفة هناك
فقالت وهى تسير نحوه ببطء:
وكيف عرفت اننى واقفة هناك؟
- انت نصفى الآخر.
فتح عينيه ونظر فى عينيها , وادار رأسها الدفء الذهبى فى عينيه
اخذت عيناه تجولان فوق جسدها, ثم عادتا الى وجهها الخالى من الزينة:
انت رائعة الجمال ومن دون تبرج عارضة الازياء انت اكثر جمالا.
تعالى.
ومد يده اليها فوضعت يدها فى يده بثقة واذا به يجذبها الى ما بين ذراعيه ليغرقها فى عناق طويل , حمل اليها احاسيس لم تعرف بوجودها من قبل.
وادركت مايلين ان هذا الرجل هو من كانت تنتظره طوال حياتها.
**********

رنين هاتف بعيد ايقظ مايلين من نوم عميق.
فتحت عينيها فوجدت انها ليست فى غرفتها فى الفندق
تشتت ذهنها للحظة ثم عادت وتذكرت انها فى غرفة خافيار
حملت الهاتف النقال ونزلت من السرير ثم توجهت الى الغرفة الاخرى تحمل اليه الهاتف
فتحت الباب بحذر راجية ان ترى فى عينيه هذا الصباح لمحة الحب التى رأتها فيهما ليلة امس
دخلت الى الغرفة وانفاسها تحتبس فى حلقها من التوتر
ما ان شعر خافيار بوجودها حتى تململ فى السرير:
مايلين
ذكر اسمها برقة وبصوت اجش عميق من تأثير النعاس
وبسرعة فتح عينيه جيدا ثم انارت وجهه ابتسامة عريضة عندما رآها تنظر اليه:
اذن ذلك لم يكن حلما
تبددت مخاوفها كما يتبدد الثلج فوق النار:
لا , ولا رنين الهاتف ايضا
اجابته بابتسامة وهى تناوله الهاتف
اخذه من يدها بعد ان استوى فى جلسته على السرير.
وقفت مايلين تتفحصه من خلال عينين ناعستين
وارادت ان تقرص نفسها لتتأكد ان ما يحصل معها حقيقة لا وهم, خافيار احبها , وهو يريدها ان تبقى معه
لقد طلب منها ان تتوقف عن عرض الازياء فوافقته على ذلك بسرور لأنها كانت ستفعل ذلك على كل حال , ولكن قبل ان تتمكن من الشرح عاد يحتضنها بشوق لم يعد للكلام معه اى معنى .
هذا لا يهم! لا شئ يهم هذا الصباح سوى مشاعرهما نحو بعضهما البعض.
رأت وجهه يظلم وهو يقطب جبينه بشراسة , ثم يبدو فجأة اكثر خشونة واكبر سنا, واذا باحساس غامض بالخوف يسرى فى كيانها
وضع سماعة الهاتف بعنف ثم هم بالنزول من السرير.
- ماذا جرى؟
سألته وقد شعرت بالقلق لرؤيته متجهما
فالتفت اليها وكأنه ادرك للتو انها موجودة
قال بابتسامة جافة وهو يقف بالقرب منها:
آسف يا حبيبتى
ولكن على ان اذهب الى ميدان السباق
ولا ادرى كم سأتأخر
وتأمل طويلا وجهها الفتى الغارق فى النعاس ثم ازاح شعرها عن حاجبيها الى الخلف وأضاف:
يا لفتاتى وعيد مولدها! الساعة ما زالت السادسة والنصف, عودى الى النوم وسأترك لك مفتاح الشقة على مائدة المطبخ وبطاقة مع العنوان
واحنى رأسه وعانقها عناقا سريعا, فاحتك شعر لحيته النابت حديثا ببشرتها الناعمة:
اذا انهيت عملى سأتوقف عند صالة عرض الازياء
آخر عرض لك.
قال جملته الاخيرة بشئ من الرضا :
او اتصل بك الى الفندق واذهب لاحضارك
واضاف وهو يتجه الى الحمام :
ولكن اذا لم اتصل بك قبل الخامسة احزمى امتعتك من الفندق وتعالى الى هنا
اتفقنا؟
ثم دخل الحمام.
عادت مايلين الى السرير ثم تنهدت حالمة
وبعد دقائق كانت قد استغرقت فى النوم مرة اخرى لم تر قط خافيار عندما دخل الى غرفتها ليبتسم لها حنان لكنها تحركت قليلا فى نومها عندما شعرت بقبلة ضعيفة ناعمة تحتك بجبينها بنعومة وتصورت فى احلامها انها سمعت صوته يقول : احبك
تأملت صورتها فى مرآة الحمام فى شقة خافيار وضحكت
بدت مختلفة فقد كست ملامحها البهجة والسعادة
انها عاشقة ارادت ان تصرخ باسم خافيار من فوق السطح
انه امير احلامها نفسه
لكنها بدلا من ذلك اخذت تهمهم بسعادة ثم توجهت الى المطبخ
سوف تتناول القهوة قبل ان تستدعى سيارة اجرة لتأخذها الى الفندق.
ملأت فنجانا من القهوة ثم احاطته بيديها
تشممت رائحة القهوة العابقة وتنهدت بسعادة بالغة
لم تنتبه قط من قبل الى مشاعرها هذه كل شئ فى عالمها اتخذ صورة اوضح واكثر حدة.
نظرت الى المفتاح الصغير الملقى على مائدة المطبخ مع البطاقة التى تحمل عنوانه.
كان المفتاح يتوهج كالذهب فى اشعة شمس الصباح انه مفتاح بقية حياتها... تراءى امامها مستقبل ذهبى رائع مع خافيار حبيبها
فمع انها لم تعرفه الا منذ يومين ولكن لم تتملكها اى شكوك انه توأم روحها
اخذت البطاقة ودستها فى حقيبة يدها ثم اطبقت يدها على المفتاح.
وبعد لحظات سمعت صوت الباب ينفتح فقفزت عن الكرسى
لقد عاد خافيار.
اسرعت الى غرفة الجلوس وقد تألقت عيناها بالتوقع وانصبت نظراتها على الرجل الذى دخل من الباب
فتحت فمها لتتكلم واذا بها تسكت مشدوهة فقد كان هذا الرجل غريبا تماما... بدا متوسط الطول, متين البنية وجذابا بشعره الاسود الجعد.
كان يرتدى بنطلون جينز ويحمل بيده حقيبة من القماش اسقطها عند قدميه.
انتصب الرجل فى وقفته واخذ ينظر اليها من رأسها حتى اخمص قدميها .
ثم قال شيئا بالاسبانية بدا لها اشبه بشتيمة.
سألته مجددا مدركة خطر وضعها:
ماذا تفعل هنا؟
لغتى الانجليزية ليست جيدة جدا لكننى سبستيان
لكن هذا غير ممكن! هذا بيت خافيار
آه , خافيار
هز رأسه وسار ليجلس على اريكة حيث اراح رأسه الى الخلف واغمض عينيه :
خافيار يشاركنى شقتى خلال اسبوع السباق وهذا ليس بيته مهما كان ما قاله لك.
وفتح عينيه لنظر لها ساخرا:
أين هو؟ أهو فى سريره ويجعلك تعدين القهوة؟
لا, لقد ذهب الى العمل
وتمنت لو انها ابقت فمها مغلقا , اذ ان اخباره بأنها وحدها فى الشقة , ليس فكرة حسنة
العمل!
ثم ضحك:
يا له من عذر! اسمعى يا سيدتى الصغيرة , انا متعب جدا فأنا قادم من رحلة استغرقت ساعات
أريد قهوة ونوما.
ونظر اليها بوقاحة ثم اضاف بغير تهذيب:
انا وخافيار نشترك فى كل شئ
كل شئ أفهمت؟
لكننى متعب جدا الان كما انه يبدو عليك الارهاق مثلى
وهو لن يعود , فلماذا لا ترحلين ؟
شحب وجهها لما يتضمنه كلامه من تلميحات: قولك هذا مثير للاشمئزاز وانا لا اصدق كلمة واحدة مما تقول خافيار يحبنى وهو ... هو يريدنى ان ابقى معه نظر اليها بازدراء ثم وكأنه ادرك انها جادة , انتصب فى جلسته: وهل قال لك ذلك؟ نعم انه سيقابلنى عندما ينتهى عمله فى ميدان السباق لقد وعدها خافيار بذلك ورفضت ان تصدق انه كذب عليها لم تشأ ان تصدق ذلك .... لكن صوتا هامسا ساخرا همس فى رأسها : ( ما الذى تعرفينه حقا عن خافيار غير كلامه المعسول ووعوده؟ ) وفجأة عرفت الرجل : انت الرجل الذى فى الصورة على رف المدفأة؟ نعم وخافيار فالدزبينو لا يعمل ليس العمل الذى نعرفه انا وانت. ورفع حاجبيه ساخرا: امواله تساند فريق السباق وهذه هواية معظم الرجال الاغنياء وهو يملك بنكا تجاريا ولديه بيوت فى سيفيل , ومدريد وبوينس ايريس كما انه يماك اراض واسعة. شعرت وكأن شيئا وخزها فى معدتها تحسست المفتاح فى يدها ثم أرته اياه وكأنه طلسم: لكنه اعطانى مفتاح الشفة تأمل سبستيان المفتاح طويلا مقطبا جبينه , ثم قال ساخرا وهو ينظر الى وجهها الشاحب: لقد اعطاك مفتاحا اذن ولكن هل جربته فى القفل يا صغيرة؟ انكمشت مايلين فى مكانها متمنية لو تموت فى تلك اللحظة لقد تحققت اسوأ كوابيسها نظرت الى المفتاح فى يدها بغباء وادركت انه لم يخطر ببالها قط ان تجربه فى القفل قبل ان تغادر المنزل خافيار يحتفظ بمجموعة من المفاتيح وهى خطة يفضلها كلما اراد الخلاص من امرأة , وهكذا يتركها بهدوء انا اعرفه جيدا فهو صديقى الحميم وخطيب اختى. اذا كنت لا تصدقينى فاذهبى وجربيه فى القفل. - خطيب اختك!
تساءلت برعب , وقد ادركت ان الصورة التى رأتها على رف المدفأة والتى سألت عنها خافيار الليلة الماضية هى له ولخطيبته.
وشعرت بالغثيان
ترنحت قليلا وصرخ ذهنها ان هذا لا يمكن ان يكون صحيحا
وفجأة امسك الرجل بذراعها:
هل انت بخير؟..... تبدين شاحبة
ونظر الى ثوبها الخفيف ثم عاد ينظر الى وجهها الشاحب الخالى من الزينة:
تعالى واجلسى
هل شعرت بالصدمة؟
تركته مايلين يقودها الى الاريكة بخنوع
اسمحى لى بأن اعتذر عن رجل من بلادى
آسف فأنا لم ادرك انك اصغر سنا من النساء اللاتى اعتاد ان يخدعهن بوعوده
كان سبستيان رقيقا , احاط كتفيها بذراعه وحاول ان يجلسها برفق:
أنت رأيت الصورة على رف المدفأة
اخذت هذه الصورة منذ ثلاثة اشهر
هل انا بحاجة الى قول المزيد؟
لكن اختك... حسنا , هل تعلم ان خافيار غير مخلص لها؟
قاطع سؤالها المتلعثم بضحكة عالية:
اسرة خافيار هى من اقدم الاسر فى سيفيل واجداده هم مزيج من العرب والاسبان
وهو ما زال تقليديا فى تفكيره... يريد ان تكون عروسه عذراء ليلة الزفاف.
الى ان يحين ذلك فهو يمضى اوقاته باللهو مع النساء.
وهذا لا يعنى انه غير مخلص , فالأمر لا يعنى شيئا بالنسبة اليه , وكاتيا خطيبته متفهمة لذلك, رغم اننى احيانا اشعر بالخزى من تصرفاته, كما يحصل الان.
اراك لست من نوع النساء العابثات وهكذا مرة اخرى انا آسف.
لم تستطع مايلين قول المزيد بسبب ما شعرت به من خدر نتيجة الفزع والصدمة.
وهكذا طلب سبستيان لها سيارة أوصلتها الى فندقها.
**********


بدا سيرجيو مسرورا من عرضها ظهر ذلك اليوم
- رائعة يا مايلين
هذا بالضبط ما كنت اتمناه.
اغرورقت عيناها الخضراوان بالدموع فغالبتها بغضب:
انا مسرورة لأن هناك من يرضى عنى
قالت هذا بصوت مرتجف, فأحاط كتفيها بذراعه وبدا العطف على وجهه وهو ينظر الى وجهها الشاحب:
آه يا الهى! انت وقعت فى غرام فالدزبينو.
كان على ان احذرك, فالاشاعات تقول انه نخطوب الى فتاة صغيرة تناسبه بالرغم مما يقال عنه بأنه زير نساء , ولكن الحق يقال هو كريم جدا مع النساء اللاتى يدخلن حياته.
انظرى الى الناحية الجيدة , اتصل بى احد مستخدميه هذا الصباح ورتب الامر لدفع ثمن الثوب.
وهكذا يمكنك الان ان تفخرى بأنك صاحبة الثوب الاسطورى الذى ابتكره سيرجيو.
فيما هى تصغى الى سيرجيو تلاشى كل امل لديها ان يكون الامر مجرد غلطة وان خافيار سيصل الى العرض ليراها او ربما يتصل بها الى الفندق , لقد تلاشت كل احلامها
واذا كان الثوب لم يعجبها من قبل , فقد كرهته الان.
عادت الى غرفتها فى الفندق وعلى الفور اتصلت بالمطار
ولحسن حظها تمكنت من الحصول على مقعد فى طائرة خاصة بالاجازات ستغادر فى الرابعة والنصف من بعد الظهر.
وبسرعة القت بثيابها فى الحقيبة والدموع تغسل وجهها ثم مزقت الثوب ورمته فى القمامة.
ولم تجرؤ على التفكير:
أهى تذرف الدموع لتحطم قلبها ام غضبا من غبائها لأنها صدقت ان المرء قد يقع فى الحب من النظرة الاولى؟
لقد تصرفت كطفلة حمقاء ساذجة اذ صدقت اكاذيب خافيار.
واقسمت, وهى تستدعى سيارة اجرة على الا يحدث لها هذا مرة اخرى
وصعت السماعة ثم اخذت حقيبة يدها.
وعندما اخذت تطمئن الى وجود جواز سفرها نظرت طويلا الى البطاقة التى طبع عليها ... اسم سبستيان غاردا وعنوانه ورقم هاتفه
وبدا لها ذلك اكبر برهان على ان خافيار كذب عليها ... حتى انه لم يعطها رقم هاتفه الخاص.
رن جرس الهاتف فرفعت السماعة
وجاءها صوت خافيار الغاضب:
مايلين ما هى لعبتك؟
لماذا تركت المفتاح؟
أنا لست بحاجة الى المفتاح ولا اليك.
الوداع
واقفلت السماعة مرة اخرى عندما كانت تتناول حقيبة ملابسها وتغادر الغرفة.
***************

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
a most passionate revenge, احلام, دار الفراشة, جاكلين بيرد, حب .. وخط احمر !, jacqueline baird, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:11 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية