كاتب الموضوع :
سيريناد
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 327 - حب وخط أحمر - جاكلين بيرد
اوشكت ان ترفض , واخذت تنقل بصرها بين الرجلين
بدا التمرد فى وجه سبستيان,كما بدا الاجرام فى وجه خافيار.
كانا كوعلين يدافعان كل عن نفسه او خنزيرين يتناحران , كما اخذت تفكر ساخرة وهما اللذان كادا فى ما بينهما ان يدمرا حياتها
وتملكها الاشمئزاز مما سمعت
وبصلابة لم تكن تعلم انها تملكها قررت ان تدعهما ليدمر كل منهما الاخر
لم عليها ان تهتم بذلك؟
وبهزة من كتفيها , تركتهما وعادت الى البيت
كانت مضطرة للتحلى بالقوة للاختلاط بالضيوف وتقبل التعازى من اصدقاء الدون بابلو الكثيرين
واوقفها الدكتور سرفانتس:
روزالين عزيزتى, انا خارج الان
لكننى لا استطيع الخروج قبل ان اعبر عن شكرى لك مرة اخرى
كان الدون بابلو رجلا محظوظا للغاية لعنايتك به
وكان يعلم هذا
ومع ان هذا اليوم حزين, فسوف يسعد به
رحمه الله لأنك جعلته فخورا
ابتسمت روز للرجل العجوز الذى بدت حالته سيئة بسبب حزنه على صديقه القديم , لكن عواطفه كانت صادقة.
وتمنت له ليلة سعيدة
وفى الساعة التالية كان معظم الضيوف قد غادروا
ورأت روز رأس خافيار فوق الرؤوس.
بدا طويلا متحفظا, لكنه تجنب نظراتها
كان قناع من الشرود الكئيب يكسو ملامحه.
وربما ظن اكثر الموجودين انه حزن على والده
لكن روز لم تكن تعتقد ذلك
كان غضبها قد هدأ نوعا ما
وكلما ازداد تفكيرها فى اعترافات سبستيان ازداد الامل فى قلبها
اذا تناقشا هى وخافيار بصدق وصراحة ربما يمكنهما انقاذ زواجهما
ثم رأت زوجها وهو يتمنى لايزابيل ليلة سعيدة, فأخذت تعنف نفسها لحماقتها.
لا شئ تغير .... رأته يودع المرأة بلطف جم ثم يقف وينظر حوله.
شعرت بألم هادئ فى قلبها واشتبكت عيناه بعينيها , ثم تقدم اليها وامسك بمرفقها:
روزالين
حان الوقت لتوديع ضيوفنا
نفضت يده عن ذراعها وقالت متهكمة:
أتعنى الان بعد ان خرجت صديقتك ايزابيل؟
ضاقت عيناه على وجهها الغاضب:
انها ليست صديقتى ولن تكون كذلك ابدا
وقد اخبرتك بذلك من قبل
والان هل لك ان تتأبطى ذراعى وتتصرفى كزوجة احتراما لذكرى والدى؟
لم تستطع روز ان ترفض فوقفت وسط القاعة الفسيحة شاعرة الى اقصى حد بجسمه الممتلئ بالحيوية والرجولة الى جانبها, ولمسته الخفيفة على ذراعها.
ما ان ودعا اخر الضيوف حتى تركت ذراعه واستدارت تواجهه بالسؤال الذى لم يبارح ذهنها منذ ساعتين:
ماذا حدث لسبستيان؟
حدق اليها بجمود:
لقد رحل ولم يعد مصدر اهمية لك
- فهمت , وهل هذا كل ما ستقوله؟
بدا مسيطرا على نفسه ببرودة , لكنها ما لبثت ان رأت يديه تنقبضان الى جانبيه
بدت سلاميات اصابع احدى يديه بيضاء من شدة التوتر فيما بدت قبضة يده الاخرى حمراء مسلوخة
فهتفت:
هل ضربته؟
- لا لقد كشطت جلد يدى فى الجدار
واضاف من دون ان ينظر اليها :
والان اذا سمحت , كان يوما شاقا وما زال هناك اشياء علىّ القيام بها
وكاد يصطدم بها لسرعته فى الابتعاد عنها
واخذت تنظر الى قفا رأسه ذى الشعر الاسود وكتفيه العريضتين فيما هو يدخل مكتبه ويصفق الباب خلفه , تاركا اياها وحدها
انه يعلم الحقيقة الان
يعلم ان سبستيان قد كذب عليهما معا , ومع ذلك ما زال مبتعدا عنها ... انه لا يهتم بها ... ولم يهتم بها قط ....
فكرت بماراة فى ان عليها ان تواجه الحقيقة , وهى ان خافيار لا يريدها
فقد بردت مشاعره نحوها
لم يلمسها منذ ثلاثة اسابيع
كان يغيب طوال النهار ليأتى فى الليل فيجلس مع ابيه قليلا , ثم يخرج عندما تدخل روز الى غرفة المريض
عاودتها ذكرى العطف الذى كان يبديه لايزابيل
ما الفرق ان كان يمضى اوقاته مع صديقته القديمة ام مع ايزابيل؟
لقد تعهد لها بأن يبقى مخلصا لكنه اخلف وعده
اخذت تغالب دموعها وهى تنظر فى انحاء الردهة التى اصبحت خالية
وفكرت بحزن فى ان عهدا من حياتها قد انتهى .... لقد رحل الدون بابلو , وقد ترحل روزالين فالدزبينو ايضا
وتمنت لو تعود الى شخصيتها الاولى الدكتورة ماى وتنسى ان الاشهر الخيرة قد حدثت قط
لكن الحياة ليست بهذه السهولة
وتذكرت وعدها للدون بابلو وهو على سرير الموت, هل اخلاف خافيار بوعده لها يبرر اخلافها بوعدها لأبيه؟
دخلت الى المطبخ والغم فى اعماقها
كان ماكس على وشك المغادرة بعد انتهاء عمله
حاول ان يبتسم لها وهى تحييه تحية المساء , لكن وجهه كان مغلفا بالحزن.
جلست على كرسى صلب الظهر واتكأت بذراعيها على المائدة محنية الرأس
كانت متعبة للغاية ومستنزفة عاطفيا , ما جعلها تشك فى قدرتها على الصعود الى سريرها
كما ان ليس لديها القوة على تحدى زوجها
ولم تكن لديها فكرة كم امضت فى جلستها هذه
واخيرا تنهدت طويلا ومسحت دموعها ثم عادت الى الردهة , و... هالتها الصرخة التى سمعتها!
كانت اشبه بصرخة حيوان يتألم تبعها صوت يشبه تحطم الزجاج
كان هذا الصوت اتيا من المكتب
ومن دون تفكير اندفعت الى المكتب وفتحت بابه
كان خافيار متهاويا على الاريكة الجلدية السوداء ورأسه بين يديه وكتفاه تهتزان
كانت سترته وربطة عنقه مرميتين على الارض الى جانب بقايا كأس محطمة
- خافيار!
لقد تصدع اخيرا تحكمه بنفسه
اندفعت روز لتجلس بجانبه على الاريكة ووضعت ذراعها حول كتفيه مؤاسية
القى برأسه الى الخلف وادار اليها عينين دامعتين :
انت ما زلت هنا و روزالين ؟ اما لعذابى هذا من نهاية؟
وتأوه وهو يتخلل شعره بأصابعه
- اهدأ .... أعلم ما تشعر به .... لا بأس فى ان تحزن
ابوك كان رجلا رائعا
تمتمت بذلك تخفف عنه , وقد امتلأ قلبها عطفا على هذا الرجل المتغطرس فى ضعفه غير العادى هذا , والذى هده موت ابيه
مد يده يزيح خصلة من شعرها عن جبينها:
عطفك يضعفنى, يفقدنى شعورى برجولتى
قال هذا بصوت خشن وهو يرفع ذقنها باصبعه وينظر الى وجهها:
ولا استطيع ان اكذب عليك
ليس موت ابى ما يعذبنى
بل انت
كيف يمكنك ان تنظرى الى بعد الطريقة التى تصرفت بها معك
لا بد انك تكرهيننى
- انا طبيبة وعملى هو الاهتمام بالناس...
حاولت ان تقول هذا بمرح لكن صوتها اهتز وكأن المشاعر خنقتها:
- ولا يمكننى ان اكرهك ابدا
وكان هذا اقصى ما جرؤت على كشفه من مشاعرها
نظرت اليه وهو يعود ليتنفس مرة اخرى
نظرت الى عينيه الداكنتين وهما تحومان على وجهها وعلى شعرها وعلى جسمها الرشيق ثم تعودان الى وجهها.
نظر اليها طويلا , والتوتر ينمو فى الجو بينهما , ويده تشتد على ذقنها بدون وعى منه.
ثم سألها بصوت أجش :
ولكن , هل يمكنك ان تتعلمى كيف تحبيننى يوما ما؟
ما لاحظته فى عينيه من خوف ووحدة جعلها تبدو كالمصعوقة
انها نفس المشاعر التى تملكتها, لذا لم تتمكن من الكلام
|