كاتب الموضوع :
سيريناد
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 327 - حب وخط أحمر - جاكلين بيرد
فهزت رأسها:
لا , لا
انت اسأت فهم الامر خافيار
لم يكن الامر بهذا الشكل
لا تكذبى علىّ
تبا لك!
ورفع يده فارتجفت واغمضت عينيها بانتظار الضربة
- يا الهى , الى اين تقوديننى
وببطء فتحت عينيها فرأت قبضته معلقة فى الهواء, وقد بدا عليه الفزع
وعندما رأت يده هذه هبطت الى جانبه.
لكن يده الاخرى بقيت تشد على لحم كتفها
التوى فمه بابتسامة باردة وقد بدت عيناه كالصوان:
لا
لا استطيع ان الومك
فى المرة الاولى التى تعارفنا فيها اندفعت الى سرير سبستيان ما ان تركتك
وكنت ستكررين الامر نفسه الليلة لو اتيحت لك الفرصة
وصؤف بأسنانه , ثم تركها فجأة بقوة جعلتها تترنح
رفعت رأسها وحدقت لحظة من دون ان تتحرك , فى عينيه المتهمتين الباردتين
لم تصدق انه ما زال يتهمها انها اقامت علاقة مع سبستيان!
واخيرا فهمت سبب تعليقاته الوضيعة عن اخلاقها, فتصلبت ملامحها بغضب عاصف:
نعم قابلت سبستيان مرة من قبل فى شقته , عند الصباح بعد ان تعاهدنا انا وانت على الحب
تلك الشقة التى جعلتنى اعتقد انها بيتك
فاندفع يقول:
لقد تركت لك المفتاح
هل نسيت؟
فقال بغضب:
وكيف انسى؟
لقد اخبرنى سبستيان انك تحتفظ بمجموعة من المفاتيح لتعطيها لصديقاتك, لكن تلك المفاتيح لا تتلاءم مع اى قفل
كما اخبرنى بأنك خطيب اخته وانك اعتدت ان تستعمل شقته لاقامة علاقات مع النساء, لأنك لا تريط ان تلطخ شرف خطيبتك البريئة.
ويبدو هذا تقليدا مقبولا فى عالمكم
هز رأسه ببطء نفيا:
لن انخدع بهذه السهولة
منذ فترة اخبرتنى انك رأيت صورة لخطيبتى المزعومة والان تقولين ان سبستيان اخبرك بذلك
لكى تكونى كذابة جيدة يا روزالين , انت بحاجة الى ذاكرة جيدة
ويبدو ان ذاكرتك ضعيفة بشكل خطير
اما انا فلا زلت اذكر انك اعترفت باقامة علاقة مع سبستيان حين اخبرتك بأننى سأتزوجك
هل هناك شئ اخر نسيته؟
ذعرت لظنونه هذه , وعادت بذهنها الى اليوم الذى عرض فيه عليها الزواج
حينذاك شعرت بالذهول لطلبه الزواج بها
تذكرت ان خافيار كان قد قال انها القت بنفسها بين ذراعى سبستيان ولكن لم يدر فى خلدها قط بأنه كان يقصد انها اقامت علاقة معه
وقالت بعناد:
انا لم اقم علاقة مع سبستيان على الاطلاق, وما كنت لأحلم قط بالقيام بعمل كهذا
عليه ان يعلم انها تخبره بالحقيقة:
يجب ان تصدقنى
لكن نظرة عينيه الصلبتين الساخرتين أنبأتها بأنه لم يصدقها
وتساءلت عما يجعلها تحاول ان تفسر له الامر:
سبستيان وضع ذراعه حولى ولكن على الاريكة فى غرفة الجلوس
سمعته يشخر غير مصدق فشعرت برغبة فى ضربه لتضع شيئا من العقل فى رأسه المتغطرس:
وذلك عندما اخذ يخفف عنى بعد ان شرح لى مبلغ حقارتك
- وبعد ذلك اكتشفتما معا ان لديكما مشاعر مشبوبة نحو بعضكما البعض
وشعرت روز بغضب مفاجئ وسأم من كل شئ:
لا تكن سخيفا! بالنسبة الىّ انت خدعتنى وهجرتنى
قالت هذا بمرارة ثم استدارت متجهة الى غرفة النوم , الى اى مكان , بعيدا عنه, قبل ان تنفجر بالبكاء
المساء الذى ابتدأ حسنا انتهى اسوأ مما كان يخطر لها ببال.
امسك بمعصمها وادارها نحوه :
سبستيان اخبرنى بذلك روزالين وهو لا يكذب
كما اخبرنى انه اتصل بك الى فندقك ليخبرك عن حادث السيارة فقلت له ان هذا الامر لا يهمك
والتوت شفتاه ازدراءا:
اين كانت الفتاة المحبة حينذاك؟ الفتاة التى اصبحت الان طبيبة؟
قالها متهكما فاتسعت عيناها برعب:
هل وقع لك الحادث يوم رحيلى ؟
لم اعلم قط بذلك
- تعنين انك لم تهتمى قط
- لا لا انت مخطئ
انا لم اتحدث الى سبستيان قط بعد ان تركت الشقة
لقد تركت الفندق الى المطار بعد ان اقفلت السماعة فى وجهك
وكنت فى تلك الليلة نفسها فى انجلترا
بحق الله! فلا يمكن ان يكون سبستيان قد اتصل بى حتى ولو شاء ذلك
صدقنى لم اعلم ان حادثا وقع لك
مهما كان ما ظننته او ما اخبرك به سبستيان فأنا لم اعلم
قالت هذا بعنف ثم تذكرت الذعر الذى بدا على وجه سبستيان الليلة عندما اكتشف اخيرا من تكون
وفجأة تبلجت لها الحقيقة... كان سبستيان يحمى مصلحة اخته منذ عشر سنوات
- لقد كذب عليك سبستيان يا خافيار
اشتد ضغطه على معصمها بقبضة حديدية:
وتتوقعين منى ان اصدقك؟
انا اعرف سبستان منذ سنوات طويلة انه صديق العمر
وما كان ليكذب علىّ قط
فقالت:
بل فعل
سبستيان لم يتصل بى هاتفيا قط
وانا لم اكن على علاقة معه قط
جربت ان تقول هذا لآخر مرة فابتسم ساخرا:
هذا قولك انت....
تهكمه هذا كان القشة التى قصمت ظهر البعير كما يقال, واشتد المها لعدم ثقته بها كليا , وهزت كتفيها متعبة:
صدّق ما تشاء
مهما كان خلافنا حول ذلك
ستصدقه هو على كل حال
والان اترك معصمى من فضلك فأنا سأذهب الى سريرى
- نعم
وترك معصمها وهو يضحك دون مرح:
انه احسن مكان لأمرأة مثلك
لا تقلقى روزالين
سواء صدقتك ام لا فهذا غير مهم , لأننا متزوجان
انا مستعد تماما لأن أنسى الماضى واستمر فى القيام بما بيننا على احسن وجه
ولكى يثبت قوله بالفعل امسك بخصرها وجذبها اليه
شهقت بصوت مختنق حين شدها الى جسمه الصلب بعناق قاس, ولم يتركها الا بعد ان استسلمت كليا.
وحدها فى غرفتها, خلعت روز ملابسها بعينين دامعتين
وفكت العقد الذى قدمه اليها منذ ساعات وهى تفكر بحزن فى انتقالها فى ليلة واحدة من النشوة الى المأساة.
اذا لم تكن هناك ثقة متبادلة بينهما فلن يكون لعلاقتهما حظ الاستمرار على الاطلاق , لأن خافيار لن يصدقها هى ابدا بدلا من صديقه
جعلها ادراكها ذاك تشعر بالغثيان
ما دام سبستيان قد كذب عليه لا بد انه كذب عليها ايضا
لو انها جربت المفتاح فى باب الشقة فى ذلك اليوم عندما اتصل بها فى الفندق .... وسألته بصراحة عما اذا كان خاطبا حقا , ولو انها وثقت به .... وانهمرت دموعها على خديها....
كان ذلك منذ عشر سنوات
لقد فات الاوان لكى يحبها خافيار كما كانت تحلم
الى متى ستتمكن من احتمال زواج مبنى على رغبة الجسد فقط؟
وصعدت الى سريرها لتدفن وجهها فى الوسادة تاركة دموعها تسيل.
بكت كما لم تبك قط منذ افتراقها للمرة الاولى عن خافيار.
وأخيرا , بعد ان جفت دموعها, دفعها الارهاق الى نوم عميق.
*************
|