عبست جوين وقالت : لدى شقيق واحد فقط . مات , اوه
صفقت يديها معا , بدات بالضحك بمرح ثم تابعت : ليس لديك ادنى فكرة من يكون مات , اليس كذلك ؟
"لا"
اية غبية سوف تعتقديننى , لقد افترضت انك تعرفينه . ولكن ما الذى جعلك تعتقدين انهم اثنان ؟ او لا , لا تخبرينى لقد حضر الى هنا لملاحقة فتاة , بصراحة هذا الرجل بلغ حده .
حدقت بالفتاة وبوجه مرتبك قالت ببطء : "لكن ليو قال ..."
قالت جوين : ليو ؟ ولكن ليو هو مات ؟ اه , لم اسمع احدا يناديه بهذا الاسم منذ سنوات ! هل هذا هو الاسم الذى اطلعك عليه ؟
وعندما اومات هيلارى مرتبكة تمتمت جوين مفكرة : استغرب لماذا .
هذا ما كانت هيلارى تستغربه بالضبط . هل كان هاربا ؟ او هل انه اراد لها اسما خاصا لتدعوه به ؟ عبست , ونظرت الى اسفل وبدات ترسم علامات على الطاولة باصابعها وهى تحاول فك اللغز .
فجاة تذكرت كلمات الولد , تجمدت وعادت تنظر الى الاعلى بذهول , عندها نظرت اليها جوين مبتسمة وكانها تدرك ماذا هناك .
قالت جوين بلطف : لن احرجك بإثارة الموضوع , والان , اين وصلت قبل ان يعود نيك ويقاطعنا ؟ اوه , اجل تلك العائلة فى بورت هيدلاند؟
استفهمت هيلارى وقد شدت انتباهها الى ما تقوله جوين : بورت هيدلاند؟
شرحت جوين بنفاذ صبر : نعم , انها فى شمال غربى استراليا هل تستطيعين تصديق ذلك ؟ غضبها الواضح فى نبرة صوتها عكس انزعاجها المستمر . فى الواقع لقد طلبا منه الاعتناء بابنتهما الطائشة عندما جاء الى انكلترا . ماذا فعل ؟ بدلا من ان يبقى معى كما كان عازما , استأجر هذا المكان البعيد أميالا عن اى مكان , فقط لكى يبقى هذه الفتاة تحت المراقبة والتى كما يبدو قد اوقعت نفسها فى كل انواع المتاعب من اجل ارض...
قاطعتها هيلارى بشدة : مهلا انتظرى لحظة , هل تقولين لى ان ليو اقصد مات قد اتى الى هنا لان هؤلاء الناس فى بورت هيدلاند قد طلبا منه ذلك ؟
شرحت جوين : نعم , هل تصدقين ذلك ؟ بدلا من ان يبقى مات معى وانا التى لم اشاهده منذ اشهر واشهر انه انانى !
وافقتها هيلارى بوهن : نعم . وحدقت بعمق فى جوين .
تراجع الموضوع فى راسها من جديد . انه مشروعا من المشاريع بالنسبه اليه .
شبكت يديها معا لتوقف ارتجافهما غير قادرة على الجلوس اكثر , ثم ابعدت الكرسى الى الخلف ونهضت .
تمتمت جوين : اوه , اقلت شيئا ازعجك ؟ انظرى انا اسفة , اذا كانت صديقة لك او اى شئ من هذا النوع ...ربما اخطأت فى هذا الامر ..
نكرت هيلارى قائلة : اوه , كلا , انا اكيدة انك لم تفعلى , ولكنك ذكرت ارض اى ارض ؟
اوه انا اكيدة ان الامر لا علاقة له ...
فكرت هيلارى وهى تتمالك نفسها : اى ارض؟
اعترفت جوين : الارض التى فى القرية مات يحاول الحصول على اذن ب....
ضربت بيدها على الطاولة وقاطعت كلام جوين تفكر ما تقوله : كلا
ولكن ماذا اذا كان الامر حقيقة ؟ تابعت تحدق فى جوين , وافكارها فى تشوش تام ومعرفة ان اهتمام ليو كان بطلب من ذويها قد نسيته للحظة , حاولت ان تفكر اى نوع من الاذن يريد ليو الحصول عليه ربما نفس الاذن الذى اراد ريان الحصول عليه .
الم يسرع ليو وراء ريان ؟ الم يظهر اهتمام غير عادى بكل التفاصيل عن الكوخ المدمر؟ مما يعنى امرا واحدا , ليو وريان مشتركان فى الامر معا .
عدة انفعالات اجتاحتها معا من ارتباكات والم , من غضب وياس .
امعنت النظر بشقيقة ليو قائلة : اوه , السافل الحقير .
وبدون ان تلاحظ وجه جوين المرتعب , إستدارت وخرجت , وأغلقت الباب وراءها بعنف . ركضت بقدر ما تستطيع عبر الحقل الموحل , وعبر الجسر المتداعى , واخيرا انهارت بجانب خط طويل من شجر السنديان حيث الجدول يميل ليحيط باملاك الكولونيل .
شعرت بالتعب , وانحنت ببطء على جذع شجرة لتجلس , محاولة تخفيف الالم والصدمة اللتين تمنعانها من التفكير بصفاء .
كانت ترتجف بشدة لدرجة ان كل شئ بدا يرتج امامها .
همست : اوه , لا , لا ,ليس ليو ارجو ان لا يكون ليو
فكرت اى رجل عاقل متزن يستطيع جعل امراة تحس بانها مميزة وليو لا يستاهل دموعك . قال انه يعمل فى الxxxxات , ولكنه لم يقل اى نوع منها ,
وتذكرت كم كان فضوليا . حاولت يائسة ان تسيطر على نفسها بعد ان اصبح مظهرها مزرى للغاية .
.
لم يكن اسمه ليو حتى , ولكن , ماذا يهم اسمه ؟ لقد كذب ايضا بامور اخرى كثيرة . لماذا اراد معرفة الكثير عن ريان ؟ واين هو , وماذا يفعل الان ؟ لقد اراد ان يعرف كل كبيرة وصغيرة وقد جعلها تعتقد انه يهتم , فهى اذا اهتمت له فمن يكون افضل منها فى اقناع الكولونيل فى ان يطلب من اصدقائه فى المجلس البلدى بان يعطوا الاذن له ليتمم مخططاته ؟ ولكن اذا كان الامر كذلك فاين اذا موقع ذويها من الامر؟
واذا كانوا قد طلبوا منه الحضور , فاين موقع ريان من الامر ؟ ولكن اذا كان قد عرف ريان او لا .. وسيد جرين قال ان لريان شريك , الم يقل ذلك ؟ اذا لماذا اخبر جوين انه يعرف ذويها ؟
صدفة ؟ كلا , هذا يحتاج كثير من التسليم , اذا لماذا ؟
ضغطت بقبضة يدها على جبينها فى محاولة للتفكير . اذا كان يعرف ريان مسبقا , والذى يبدو انه صحيح , فهل بحث عن ذويها عن سابق قصد وتصميم ليكتشف ماذا يعرفان ؟
ليرى اذا ما كانت هناك؟ نعم , هذا منطقى اكثر . لابد ان ريان افترض انها ذهبت للبقاء عند اسرتها عندما تركها ولكن لماذا لريان شريك استرالى ؟
اختلطت الافكار فى راسها , وصلت الى خلاصة واحدة وهى ان التفاصيل ما عادت تهمها الان , وكل ما يهم هو انها غبية وقد تغابت مرتين فى سنة واحدة .
رجلان مختلفان جدا فى الشكل والمضمون ولكن كلاهما قد اعد لتحطيمها لاجل طموحاته . كان بمثابة طعنة السكين فى داخلها . كيف يمكن ان تكون بتلك السذاجة الم تتعلم شيئا ؟
استرجعت بفكرها العام المنصرم , سنه ضائعة ذهبت سدى من عمرها , وجدت انه من غير المفهوم لها الان ان تفهم كيف سمحت بان يدمرها شخص سئ مثل ريان .
وليس فقط هذا . لقد احرجت العالم ذات مرة بحماسها وضحكت على الحياة وامتلأت بالتعاطف مع هؤلاء الاقل حظا وماذا هى الان ؟ لا شئ سوى شبح هيلارى .
وعائلتها ترتاح لجبنها , لا تدعى ريان يدمرك , لقد قال لى هذا , والان هذا الامر ينطبق على ليو نفسه . ان تكون مغفلة فهذا كاف ولكن جبانة لتعذب ؟ اوه كلا , حللت الامر , ليس مرتين بل عدة مرات , فهى لن تمضى فى إضاعة سنة آخرى من حياتها !
وجدت محرمة ورقية فى جيبها فكفكفت دموعها , وبعد ذلك اخذت نفسا عميقا ونهضت : لن اكون الخاسرة مرتين ايها السفلة !