كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( الفصل الاول )
وحاولت ان تضحك لتطرد هذه الفكرة الغريبة، لكن شوقاً عظيماً الى موطنها ومنزلها تفجر في داخلها. وعادت الكآبة تكتسحها اكثر فاكثر فنزلت الدرجات الثلاث وسارت في الممر المرصوف. استدارت عند اول منعطف ثم مرة اخرى. وافترضت انها تستطيع أن تتحقق من الجهة الخلفية للمنزل، فلعل مالك الارض يعمل في.. سقيفة او خيمة مزروعات او ما شابه.
في لهفتها في رؤية وجه ودود، سارعت جوزي الخطى لتفتح البوابة. تلمست اصابعها المزلاج وقد تصاعدت الحاجة في داخلها ، الحاجة إلى رفقة، الحاجة إلى التواصل مع شخص ما. واخيراً، انفتحت البوابة لتكشف عن حديقة مرتبة، وهنا ايضاً لم تر احواض زهور او مساكب تكسر الرتابة، لكن العشب الاخضر كان مجزوزا وقصيرا واطرافه محددة.ريحانة
كان السياج مطليا باللون الأبيض ليتماشى مع المنزل فيما انتصب منشر الغسيل في وسط المكان، منشر من حديد، قديم الطراز كذاك الذي تملكه جوزي في منزلها. هذا المشهد الواقعي المألوف طمأنها، فحدقت في سروال الجينز الباهت اللون، و القميص الازرق والسروال القصير الكحلي وأدركت ان مالك المكان رجل.
لم تعرف اسمه من مارتي او فرانك؟ علما ان الامور سارت بسرعة فائقة. فاجآها بعرضه هذا الليلة الماضية واصرا على ان تنطلق مع بزوغ فجر هذا اليوم. ماحصل للسيدة بنغلي حسم مسألة الانطلاق باكراً ايضاً. وعضت جوزي شفتيها. ربما ما كان عليها ان ترحل بل ان تبقى و..
هرير منخفض وشرير جعلها تجمد مكانها، وسرت قشعريرة باردة على طول عامودها الفقري وفي فروة رأسها.
ارجوك يا إلهي، لا!.
لم تر يافطة ( احذر الكلب ) على البوابة حين دخلت. كانت لتراها لو وجدت فهي تنتبه لمثل هذه التفاصيل، تنتبه إليها انتباها شديداً.
وتعالى الهرير مجدداً، فنتفض قلب جوزي بشدة بين ضلوعها حتى خيل إليها انه قد يتمزق قطعاً قبل ان يقترب الكلب منها. وراحت ركبتاها ترتعدان.
- كلب لطيف.
حاولت أن تتكلم لكن لسانها التصق بأعلى فمها، ما جعل كلماته غير مفهومة.
ورد عليها الكلب بالهرير مجدداً. لا هذا ليس بكلب لطيف رغم انه ليس ضخما جدا لكنه كبير بما يكفي وقد كشر عن انياب شريرة. واستطاعت ان تتخيل كيف يمكن لهذه الانياب ان تمزق اللحم بسهولة.منتديات ليلاس
تراجعت خطوة فتقدم الكلب خطوة.
وتوقفت فتوقف.
راح قلبها يتخبط بقوة آلمتها. شعرت بأنها ستنهار ارضا لكنها رفضت أن تزيح عينيها عن الكلب الذي يحدق فيها. احنى رأسه وكشر عن انيابه مجدداً واقشعر شعر ظهره كله تأهبا.
كل مافي داخل جوزي صبا نحو البوابة والحرية ولكنها ادركت انها لن تتمكن من الوصول إليها قبل ان تقطع نصف المسافة. وتلك الانياب...
ابتلعت بريقها وتراجعت خطوة اخرى الى الخلف. وبقي الكلب مسمرا في مكانه.
|