رواية عبير الجريئة
الملخص
قبل ان تتعرف آردن على كونور مارنتين ,كانت تعتقد نفسها انها تعيش بسعادة وصفاء
لكن حين بدأ يحوم كونور حولها بدأت المتاعب, خصوصاً بعد حصولها على ميراثه, فطلب الزواج واعتقدت بادئ الأمر انه يريدها فقط ليستعيد ميراثه الذي هو من حقه لوحده.
لكن أردن كانت مخطئة , لان الحب هو ما جمعهما وليس المال.
ملخص البداية
أخيراً توقف المصعد , خرجت آردن مسرعة الى الممر . سمعت وقع اقدام تتبعها , فثارت أعصابها , كم هو ملحاح لا يطاق, أخذت نفساً عميقاً واستدارت لتواجهه , فقالت
((اسمع سيد, إن كنت تظن......))وسكتت فجأة , الغربي لم يكن يتبعها , بل كان يفتح باب غرفته.
رفع بصره نحوها , كانت عيناه باردتان حين قال
((سيدتي ليس هذا لطفاً منكِ.))
ارادت ان تستدرك الآمر ولكنها لم تستطع فأخفضت رأسها ودخلت غرفتها.
روايات عبير الجريئة المكتوبة نصا
الفصل الأول
هبط الليل عالم آردن ميلر كالاخرين خلال الخمسة أشهر الماضية منذ ان إنتقلت من مكاتب ماك كين فلنت إميرسون في نيويرك الى فرع الشركة الجديد في كوستاريكا.
مضت فترة الثماني ساعات في عملها كسكرتيرة تنفيذية للسيد إدغار لينغو , تمنت له مساءً سعيداً. ثم قادت سيارتها ال(فورد) مخصصة من الشركة لتنفلاتها , الأميال الفاصلة عن الفندق حيث حجزت لها الشركة لتنقلاتها ولغيرها غرفا فيه.
حياها موظف الإستقبال بسرور
_"مساء الخير سيدتي, الطباخ يقول لك بأنه اعد سمكا لذيذا للعشاء"
_"بالطبع سيكون كذلك, ولكنني أفضل شطيرة دجاج أتناولها في غرفتي , أتسمح بأن تخبر أليخاندرو بأن يوصلها الى غرفتي بعد حوالي الساعة؟"
_"مع قهوة مثلجة , أليس كذلك؟"
_؟ارجوك."
_"بالطبع سيدتي.هذا من دواعي سروري"
لا, فكرت آردن كل هذا من دواعي سرورها, لم تشعر من قبل بكل هذا الاهتمام وهذه الرعاية وكأنها في منزلها في الاشهر الاخيرة, ولكنها لم تقل هذا الكلام بالطبع مثل هذه الإعترافات شخصية جدا ولا تتناسب مع شكلها العملي , فبدل ان تتكلم إبتسمت له وأمسكت بالرسائل الخاصة بها وسارت نحو المصعد,ضغطت الزر وبدأت تنظر الى الرسائل في يدها.
كانت هناك نشرات دعائية لماكي تحدثها على ان تشتري في العروضات وتستفيد من التخفيضات ورسالة من مرشح يطلب منها التصويت له, فتبسمت لكون البريد يلاحقها حتى الى هنا على بعد الاف الأميال.
الرسالة الثالثة كانت من والدتها ففتحتها بشوق ,إفلين تقول بأنها سعيدة بعملها كمدبرة منزل لعائلة كارسون على تلة غرينفيلد , هل تعرفهم أردن؟ بالطبع, لديهم ولدان مغروران.
نظرت الى الصفحة التالية ,هناك اخبار جيدة عن إيما سيمس كما قالت والدتها , لقد انهت دراستها في معهد التجميل وهي غارقة في الحب مع ابن (آل إيفانس) الذي كان يعمل لدى(دستري للصيانة) وقد قررا الزواج في شهر فبراير وسيقضيان شهر العسل في(ديزني لاند) وتان ريتشارد حامل بطفلها الثالث وتعمل خلال عطل نهاية الأسبوع لكي تتمكن وزوجها من شراء منزل.
هزت آردن راسها , بعض الأشياء لا تتغير , لا حتى التوقعات عن بعض الناس . إنها تحب امها كثيرا , ولكن كيف تعمل إيفلين سعيدة كخادمة لأغنياء كان ابعد من ان تستوعبه.
ولكن بالنسبة لآردن السعادة كانت تعني ان تؤسس لنفسها عمل, يجب ان يكون للانسان هدف في الحية وكل ما كان بعيدا كان ذلك افضل.
اما بالنسبة للوقوع في الحب والزواج ,(حسنا هذه تفاهات صنعت لعناوين الأغاني , وليس لها مكان.......)
_"سيدتي؟"
رفعت راسها بسرعة لقد وصل المصعد, والباب مفتوح ورأت رجلا ينتظر في زاويته يراقبها , وعلى وجهه إبتسامة ثقيلة.
سألها
_"هل تنتظرين احدا؟"
فدخلت المصعد, هل يظن بأنها من الممكن ان تعجب بشخص مثله ؟ ربما كذلك عليه ان يعلم بأن هناك نساء ,العديد منهن , اللواتي ينظرن الى امثاله ويعجبن بهم, كان طويلا , عريض المنكبين ممشوق القوام وله وجه إسباني وسيم.
اي إمرأة ساذجة يمكن ان ترى ما هو خلف هذا المظهر,رأت آردن العديد من الرجال امثاله منذ ان وصلت الى سان جوزيه انواع الرجال الذين يأتون الى اميركا الوسطى من جميع الاماكن يحملون جواز سفر وجيوبهم فارغة يطلق عليهم بعض الناس هنا لقب المغامرين,واين المنطق بإدعاء الرومانسية لإخفاء الحقيقة؟إنه مدعي وماكر ورجل لا يخطط لأبعد من الغد ويجني من المال ما يكفي ليوم واحد.
لا اعلن كيف تدبر امره ليبيت هذه الليلة في الفندق
_"ماذا يجري سيدتي؟"
_"ليس من شأنك"
_"آه, انت من اميركا الشمالية , ولست من بورتيوريكو."
_"هذا صحيح, لست من بورتوريكو,وانا لست مهمتة"
_"مهتمة ,نعم, لكنك لم تفهمي قصدي,لا أمانع بالإنتظار فأنت تستحقينه,سيدة جميلة مثلك تستحق ذلك, كل ما في الآمر سبب إختراع المصعد هو للصعود ,وهذا المصعد لم يتحرك لمدة خمس دقائق كالمة."
لقد تبادل الأدوار معها , لقد جعلت منه تافها متطفلا وها هو يرد عليها بلطافة.
قالت بإبتسامة بادة
_"آسفة"
دخلت المصعد وأدارت ظهرها له, اغلق الباب وبدأ المصعد بالصعود فأحست به هذه الليلة بطيئا على غير عادته وكأنه يتطلب دهرا ليصل الى الطابق الثالث , احست بنظرات الرجل على ظهرها وكأنها تحرقه محدثة حفرة.
_"هل وصلت حديثا الى كوستريكا؟"
نظرت آردن الى السقف , ثم نظرت الى الباب وكأنها تنتظر رسالة مكتوب عليه.
_"لو كنت كذلك سأكون سعيدا بأن..."
يا للهول انه مصر, قالت بصوت بارد
_"شكرا , ولكني مشغولة."
_"سأشتري لك شرابا وأخبرك بعض...."
إستدارت نحوه وبصوت جاف قالت
_"قلت إني مشغولة."
_"هناك حفل إستقبال هذه الليلة قرب حوض السباحة فقط إمنحني نصف ساعة كي استحم وأبدل ثيابي "
ثم وضع يده على لحيته وتابع
_"ولكي احلق بالطبع, كنت في الريف لأيام و....."
احمرت وجنتيها خجلا فوضعت إصبعها على زر الطابق الثالث وبدأت ضغط عدة مرات بعصبية,
_"انت تضيع وقتك . انا متأكدة بأن هذه البلاد تحوي العديد من النساء اللواتي يستمتعن بمثل هذه الروايات , ولكني لست واحدة منهن."
_"الا تستهويك روايات الادغال؟"
قالت
_"ان كان هذا ما تعنيه "
ونظرت اليه نظرة تدل على عدم الإهتمام وأضافت
_"وهل تظنني عاطلة عن العمل , الجواب لا , لست كذلك."
كلامها الجارح ادى الى النتيجة المطلوبة ,ضاقت عيناه والوجه الباسم الوسيم تجهم.
_"انت صادقة سيدتي"
_"نعم قيل لي ذلك مرارا"
توقف المصعد اخيرا,خرجت بسرعة الى الممر, سمعت وقع اقدام تتبعها ,ثارت أعصاب آردن كم انه ملحاح,لا يطاق, أخذت نفسا عميقا واستدارت لتواجهه ,قالت
_"اسمع ان كنت تظن"
وسكتت فجأة , الغريب لم يكن يتبعها,بل كان يفتح باب غرفته, رفع بصره ,كانت عيناه باردتين كعيون هرة الأدغال , وتلاقت نظراتهما.
_"سيدتي هذا ليس لطفا منك."
فغرت آردن فاها, ارادت ان تستدرك الآمر ولكنها لم تستطع,فأخفضت راسها وأستدارت ومشت نحو غرفتها وحين دخلتها اغلقت الباب بعصبية, مشت بخطوات ثقيلة في غرفة الجلوس متجهة نحو غرفة النوم ورمت المفاتيح على الطاولة, ثم ارتمت جالسة على كرسي , ما من داع لأن تسبب هذه الحادثة , اي إزعاج لها كان يومها طويلا شاقا وكانت تحلم بالعودة الى غرفتها للإسترخاء مساء , وبالطبع لن تسمح لهكذا متطفل بالتحرش بها.
خلعت حذاءها وتمددت وبدأت تقلب الرسائل المتبقية في يدها.
الرسالة التالية كانت من الفندق, تذكر المقيمين في الفندق بالحفل الذي سيقام عند حوض السباحة, وبدأت تكمل خلع ملابسها وهي تفكر لا بد وان متطفل المصعد سيكون هناك ولكنها لن تكون, وبدأت تفكر وهي تكمل خلع ملابسها لم تكن يوما تحب الحفلات, كانت تتخيل دائما بأن الناس يشيرون اليها بالأصابع سائيلين من دعى تلك الفتاة؟
رفع شعرها الأسود ودخلت الحمام لتستحم , حين تمضي عمر المراهقة وانت تقدم المقبلات والشراب لناس تراهم كل يوم سينتهي بك الآمر بسهولة الى التصرف تجاه الحفلات بطريقة مختلفة.
قالت لنفسها :إنها طريقة سهلة لكسب المال, لطالما قالت لها والدتها هذا الكلام, حين كانت على آردن للخدمة خلال عطل الاسبوع في منزل آل بوت حيث كانت تعمل كخادمة , ولم تكن آردن لتجرحها بأي جدال, ولكن الحقيقة كانت بأنها طريقة رهيبة لكسب المال ,إرتداء الملابس السوداء ذات الياقة البيضاء وعدم التظاهر بأي ردة فعل حين ينظر اليها رفاق المدرسة بطريقة وكأنهم لا يعرفونها ولم يروها من قبل.
بدأت تتذكر حين ذهبت الى احدى تلك الحفلات في فندق وآلح عليها رئيسها بالحضور لعدة أسابيع ,قال السيد ليثغو
_"إنه عمل إجتماعي انسة ميلر, انا لا استمتع ايضا بهكذا سخافات , ولكن مكتب نييورك أصر على حضورنا جميعا لتدعيم الصداقات مع الشعب الكوستاريكي,"
وهكذا بعد تردد واضح وافقت مرة اخرى على حضور الحفل , ولكنها كانت غير مندمجة اكثر من اي مرة اخرى, كانت تقف وسط اناس يستمتعون بعطلهم وهي مرتدية البذلة الرمادية متظاهرة بالرضى. في الواقع, كانت آردن وهي تستذكر الأحداث تشعر بالإشمئزاز لانها جعلت من نفسها سخرية حين تقدم نحوها حاملا كوبين من الشراب
_"لا شكرا ,سيدي"
_"لا تتصرفي بسلبية آنسة ميلر,إنه عصير فواكهة"
أخذت العصير وابتلعت رشفة منه فقط للمجاملة, كان لا باس به نوع من الفواكهة بارد ولذيذ, ولكن لا بد من وجود كحول بداخله لأنه اتجه مباشرة نحو رأسها وذلك لأنها بعد لحظات تخيلت بأن السيد ليثغو ينظر اليها بإعجاب من خلف نظارته وظنت بأنه يقترب منها اكثر من اللازم.
ولكن الأسوأ من ذلك حصل حين احست بأن يده على وركها , إلى الآن مما تزال آردن تشعر بالإشمئزاز حين تتذكر اللحظة, قالت حينها بصوت عال مسموع
_"سيد ليثغو؟"
امسك بيدها وسحبها نحو حوض السباحة وطلب منها الإنسحاب قبل ان تصبح سخرية الجميع, وهرعت الى غرفتها نادمة إذ إنها قبلت الإنتقال الى هنا ليس فقط من اجل زيادة الراتب, بل ايضا لأن رئيسها انسان مهذب غني ولا يتسبب باي اذى لمن حوله فهو زوج وأب لخمسة أطفال إضافة الى ذلك إسمه مسجل لدى العديد من الجمعيات الخيرية كأحد أبرز فاعلي الخير لديها.
خرجت آردن من الحمام ولفت جسمها بمنشفة وهي ما زالت تفكر بالسيد ليثغو وبدأت تسرح شعرها.
سمعت الباب يدق . هل مرت ساعة على وجودها بالغرفة ؟ لا يهم ستأكل وهي نرتدية مئزر الحمام قالت بدون ان تنتظر
_"مساء الخير اليخاندرو"ثم نظرت والدهشة تمتلكها.
كان إدغار ليثغو من يقف على الباب , وليس خادم الغرف.
الفصل الثاني
حاولت آردن ان تتماسك حين أخذ ليغو ينظر اليها من رأسها وشعرها المسدول حتى اخمص قدميها العاريتين , لم تكن تتوقع زوارا , بصعوبة إصطنعت إبتسامة وقالت
_"سيد ليثغو , يا للمفاجئة."
_"مساء الخير آنسة ميلر. اعتذر للإزعاج, ولكن حدث امر واتساءل ان كنتِ قادرة على تدوين بعض الملاحظات."
قالت بوقاحة
_"الآن"
_"اعلم بأن الأمر غير مناسب , ولكني أعتذر , سآخذ من وقتك لحظات ,اعدك بذلك."
نظرت آردن الى الباب المغلق ثم الى وجه رئيسها
_"آنسة ميلر؟ هل هناك خطب ما؟"
_"لا سيدي بالطلع لا"
تابعت
_"لدي بعض الأوراق في غرفة النوم, سأجلبها......."
_"لم تكوني في الحفلة,انسة ميلر."
إستدارت آردن بدهشة, لقد تبعها ليغو , إنه خلفها تماما قريب جدا ورائحة مزعجة تنبعث منه,
_"لا , لم اكن."
ثم نظرت الى نفسها بثوب الحمام وقالت
_"انا....آه ....كنت استحم....لماذا لا تعود الى غرفة الجلوس وتعطيني دقيقة لكي......"
_"لا تكوني سخيفة, آنسة ميلر, ابق كما انت يا عزيزتي, تبدين مرتاحة."
عزيزتي؟ أرادت ان تتراجع الى الخلف ولكن السرير كان خلفها, قالت مرتجفة
_"حسنا,إذا سـأجلب الورقة ونبدأ....."
_"بلا تردد"
_"عليك.....عليك ان تبتعد قليلا لامر سيدي..."
ارتفع حاجباه دهشة, أضافت
_"الأوراق هناك سيدي , اريد ان امر"
مال بجسده قليلاً الى الوراء. وقال
_"انتِ فتاة رشيقة ويمكنك العبور من هذه المساحة الضيقة."
فجأة بدا كل شيء في الغرفة يدور حولها, ولكنها تمالكت نفسها, كوني هادئة قالت لنفسها وخذي الآمور بهدوء وروية.
_"أتعلم سيد ليثغو, الوقت متأخر , وأليخاندرو سيحضر العشاء بعد دقائق."
_" لا لن يفعل"
_"ماذا تعني"
_"لقد قابلته في الصالة وقلت له بأننا , انا وانتِ سنتعشى لاحقاً , ليس الآن."
_"ليس لديك الحق بأن تفعل ذلك, اظن بأنه من الأفضل ان ترحل الآن.....لو سمحت......""
أمسك بيدها قائلا
-" لم أملي ملاحظتي بعد...آردن..."
_"بإمكانك ان تفعل ذلك غدا صباحا في المكتب."
_"انتِ على حق, ما كان يجب ان ازعجك بهذه التفاهات هذا المساء."
_"لا باس سيدي, حسناً..... حسنا لننسى الموضوع."
_"ايمكنني ان اتناول شرابا باردا قبل ان اذهب؟"
قالت في تفكيرها
(لا , لا يمكنك , فقط اخرج من هنا ولنتظاهر بأن الامر لم يحصل.)
_"انسة ميلر؟سأكون ممتنا ان تناولت جرعة من اي شيء بارد."
_"حسنا سيدي.سأتيك بكوب ماء بارد"
نظر الى الثلاجة الصغيرة وقال
_"ماذا لديكِ بداخلها؟"
_"كولا, وبعض عصير البرتقال, ولكن....."
_"وثلج....؟"
_"نعم بالطبع, انحنت وفتحت الثلاجة
_"ماذا تفضل سيدي؟الكولا؟او..."
_"فقط الثلج آردن"
نظرت اليه فرأته يسحب زجاجة من جيبه ويقول
_"إن لم تأتِ آردن الى الحفلة, تأتي الحفلة اليها."
_"عليك ان تخرج الآن سيد ليثغو."
_"أوافقك الرأي يا حبيبتي , العمل يستطيع ان ينتظر حتى الصباح, لماذا لا تجلبين كوبين؟"
_"سيد ليغو....."
_"إدغار"
قالت بجدية
_"سيد ليغو, ستندم على ذلك غداً, الآن , لماذا لا......"
_"على ماذا اندم؟ الوقت الذي ضاع مني وانا اراقبك في المكتب نمشين امامي بجسدك الجميل ولا افعل ما يتحتم على الرجل ان يفعل حين يتوفر له ذلك.."
_"هذا كذب, لم أفعل...."
_"الإغواء وضع في طريقي ولأشهر كنت افكر بأنه إمتحان لقيمي ثم أدركت بأنني أسأت التقدير , لست هنا للأغواء, إنما هدية لطريقة عملي."
قالت آرون
_"الآن توقف لحظة"
_"انتِ هدية, انها طريقة على شكري على سنوات طاعتي والتزامي عمل الخير."
إنه مجنون, إما ذلك او أنه فاقد الإحساسا بالمنطق, ووضع يده على كتفها.
صرخت بوجهه في خوف
_" اخرج من غرفتي."
_"نسيتِ نفسك, لدي كل الحق بالتواجد هنا, انا من يدفع إيجار هذا الجناح تذكري."
_"الشركة من يدفع."
_"مسألة تعبير لغوي"
"انه تحرش, عليك ان تعلم بأن هناك قوانين ضد هذه الأفعال الغير....."
_"قوانين ! مجموعة تفاهات , دفع بها الى المحاكم الأمريكية من قبل نساء تافهات, ولكننا لسنا في اميركا الآن , نحن في مكان رائع."
لا وقت للجدال الآن , إذ ان هذل الرجل إما ان يكون مجنون او انه فقد عقله, نظرت الى الباب , وبدأت تقيس المسافة متسائلة هل بإمكانها الوصول إليه قبله ,ولكن قبل ان تتحرك امسك بها وجرها نحوه , صرخت وقاومت لتحرر نفسها.
قاومته قائلة
_"أيها الغبي المعتوه."
وبطريقة ما تحررت من يده ولكن ليثغو كان ممسكاً بروب الحمام وإذا به يحرر ربطة الحزام.
زمجر وكأنه يرى فريسة
_"جميل"
مع تلك الكلمة أحست ان فرصتها بالنجاة معدومة.
استدارت لتهرب فدفعت بالطاولة التي كانت عليها زجاجة, كانت تحاول الوصول الى الهاتف, ولكن محاولتها باءت بالفشل إذ أمسكها ليثغو من الخلف وسحبها فوقعا على السرير, فقال
_"ايتها الهرة البرية الصغيرة"
قالت محاولة الافلات
_"دعني ايها السافل"
وبدأت تضربه على كتفيه.
سمعت الباب يفتح وصوت يقول
_"ماذا يجري هنا؟"
تجمد ليثغو فصرخت آردن
_"دعني إبتعد عني"
تجمدت نظراته وضاق فمه, وفجأة عاد أدغار ليغوو ثانية.
نهض واقفاً وأنتفضت من السرير مبتسمة لمنقذها.
_"شكراً , وصلت في الوقت المناسب....."
تجمدت الكلمات في حلقها , الرجل الواقف عند باب غرفة نومها كان الرجل الذي قابلته في المصعد, وكان ينظر اليها وكأنها خارجة للتو من تحت صخرة, قال بإبتسامة باردة
_"يبدو انكِ كنتِ تقولين الحقيقة حين قلتِ بأن لديكِ إرتباطات لهذه الأمسية."
قالت- وهل هذا إرتباط مسبق؟"
بدا ينظر اليها مندهششاً, فأدركت بأن الروب كان مفتوحاً , فأعادت ربطه حول خصرها, وتابع
_"ماذا تسميه إذا سيدتي؟"
_"يا للهول, أي شخص ساذج يمكنه ان يرى...."
_"سؤال ممتاز يا سيد"
دهشا معاً , آردن والرجل ونظرا الى أدغار ليثغو كان يقف امام السرير , ويزم فمه من الإستياء.
_"ربما تستطيع ان تفسر لنا الانسة آردن نحن الاثنين ما يجري هنا."
ثم نظر ليثغو الى الرجل وأضاف
_"هذه الشابة _الانسة ميلر هي سكرتيرتي منذ اشهر, وفي كل تلك الأوقات كنت اتجاهل تلميحاتها وإغراءها."
صرخت آردن
_"ماذا , ماذا تقول؟انت....انت.....؟"
_"انا رجل لديه عائلة , يا سيد, وزوج مخلص واب, رائد في عمل الخير ومخلص, حاولت ان اتجاهل طريقة تحرشها بي من حين الى اخر, ولكن الليلة , حين دعتني الى غرفتها....."
_"هذا كذب.انا لم....."
قال ليثغو
_"لقد تناولنا شراباً سوياً اكثر من كوب, لأكون صادقاً, فضعفت وهي....هي."
_"أيها السافل, انه يكذب, لم أدعوه الى هنا وبالتأكيد لم أقدم له شراباً"
ثم نظرت اليه وعيناها تقدحان شرراً
_"انت.....انت فرضت نفسك علي, ايها المتوحش."
_"انها نسخة حديثة لمسرحية راشومون, مسرحية يابانية هل تعرفينها؟ تدعي إمرأة بأنها أغتصبت, والرجل يتهمها بإغواءه والأمر يتوقف على المشاهد لمعرفة الحقيقة."
احمرت وجنتا آردن خجلاً, وقالت
_" لم أغتصب."
قال لييثغو
_"بالطبع لم تغتصب"
_"على الأقل انتما متفقان على ذلك, اما بالنسبة لي لا اعلم ما حصل هنا الليلة, ولكن...."
اعترضت آردن
_" لا , بالطبع لا تدري, ولكني سأخبرك شيئاً واحداً اكيداً.هذا الرجل....."
_"هذا الرجل هو سبب إنشغالك هذه الليلة وعدم إنضمامك للحفلة سيدتي, ثم نظر الى الرجل الواضح الثراء وقال
_"وبسهولة استطيع ان ارى لماذا يروق لكِ اكثر"
_"ليس لدي اي فكرة عن الذي تعنيه"
_"ليس لديكِ؟"
أخذت نفساً عميقاً
_"حسناً , هذا يكفي , لم أقف هنا في غرفة نومي, وانا ادافع عن نفسي تجاه حفنة اكاذيب"
جلس ليثغو مثقلاً على حافة السرير وأحنى كتفيه, منظره يدل على حالة الانهيار والضياع الذي هو فيها
_"انا جد متضايق, لم يحصل لي ذلك في السابق, كان علي ان اعلم, لقد طلبت مني ان آمر لاصطحابها الى الحفلة..."
_"لم أفعل ذلك. هل ابدو وكانني ذاهبة الى حفلة؟"
_"هذا يعتمد على نوع الحفلة التي تعنين."
رفعت يدها لتصفعه فأمسك بمعصمها وقال
_"لقد اخطأت في حساباتك مع الرجل الاول سيدتي, اطلب منك ان لا تكرري الخطأ مع الرجل الآخر."
_"انت....انت....."
وقف ليثغو الى حيث الرجل الآخر وقال
_"سيدي , هل لديك عائلة؟ ان كان لديك؟ ستفهم مدى اهتمامي بالأغواء."
ضحك الرجل الغريب
_"لا تسألني يا سيدي"
_"لا اصدق هذا, هل جن العالم؟ ألا يهتم احد ما لأمري؟ انا من يطلب الحماية, انا من كنت....."
_" كان يجب ان اسمح لها بإستدراجي الى غرفتها لتحطمني."
_"إنه يكذب, الا تحس بذلك؟ وتراه على وجهه."
لم ينظر الرجل الغريب إليها وقال
_"إن سألتني عن رأيي في الموضوع....."
_"نعم بالضبط, من رجل لرجل...."
_"لك كلمتي يا سيد, إلا اذا بالطبع ,كانت السيدة تقول الحقيقة وانت تكذب.."
_"شكرا , كنت آمل الا يقنعك ولكني لم أكن...."
_"وما من جدوى لكلامي او سكوتي, بما ان السيدة ستطلب الشرطة وتدفع المتوجبات, اليس كذلك سيدتي؟"
قالت آردن
_"الشرطة"
_"بالطبع , ان كان ما قلتيه عن الذي حصل الليلة حقيقة, ستتصلين بهم وسأخبرهم بمشاهداتي حين دخلت الغرفة, كنتما معا على السرير."
_"لم نكن معا, اعني كنا, ولكن فقط لسبب انه كان يرغمني على ...على..."
_"نعم , قلت ذلك, السؤال هو, هل ترغبين بأن تستدعي الشرطة؟"
_"نعم , بالطبع,انا....انا....."
نظرت آردن الى الرجل حين سألها
_"ماذا سيحصل سيدة ميلر؟ هل سأصدق نسختك عن الراشومون ام نسخته؟"
نظرت الى ليثغو وقالت
_"اخرج من غرفتي,كلاكما, اخرجا, هل سمعتماني؟اخرجا."
نظر ليثغو الى الرجل الغريب وقال
_"شكرا سيدي ,شكرا"
مد يده وقال
_"إن اردت اي خدمة."
نظر الغريب الى اليد الممدودة نحوه وكأنها تحمل وباء ما وقال
_" لا علاقة لي برجل لا يهتم بالأخلاقيات وسيدة تدعوهم لعمل ذلك,عمت مساء سيدتي آمل بأن لا نلتقي ثانية."
دموع الغيظ ملآت عينيها بينما خرج من الغرفة
_"بإمكانك ان تتأكد من ذلك."
استندت الى الحائط ومر أمامها أدغار ليثغر
_"لا تات الى المكتب غدا."
_"لن تفلت بفعلتك هذه."
وأغمضت عينيها وأغلقت الباب وراءه