لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-01-20, 07:54 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

أطل الصباح مشرقا ببهجة لم تشعر بها على الاطلاق ,واتخذت قرارها المتسرّع فور استيقاظها من النوم ,, لن تتراجع ,سوف تتحكّم مسار حياتها من الآن فصاعدا ,لن تنتظر غيرها ليقرّر نيابة عنها وكأنها قاصرا أو لديها قصور فى التفكير ,أمسكت بالمقص الكبير وأدارته عدة مرات فى خصلات شعرها البنيّة الطويلة والتى كانت تصل الى منتصف ظهرها.
تطايرت خصلاتها المقصوصة فى الهواء تتساقط تحت قدميها كأحلامها التى ذهبت أدراج الرياح ,كانت تتحرك كالآلة التى لا تشعر ولا تتألم بينما عبراتها الخائنة تغرق وجهها كدليل دامغ على ضعفها الواضح ازاء قرارها الجرئ ,لن تعود مرة أخرى الى خنوعها واستسلامها لكل من حولها يدير حياتها ويتحكّم فى مصيرها ,,ستتمسّك بدفة القيادة هذه المرة ,لن تبقى فى انتظار أحدهم ليعتذر أو ليطيّب خاطرها المكسور ,ستشق طريقها بنفسها ,وستصبح سيدة نفسها ,ريم القديمة قد ماتت واندفنت واليوم ستولد ريم جديدة مختلفة تماما عن السابق.
وأول قرار اتخذته أن قامت باخراج جميع ثيابها القديمة المعلّقة بالخزانة ورميها على الفراش ثم أسرعت الى أعلى الدرج تنادى على الخادمة بصوت جهورى أفزع الفتاة التى لم تكن معتادة على طريقتها الجديدة وهى تصرخ عدة مرات:
-سماح ,, سماح ,, أين أنتِ ؟
فأتت الأخيرة مهرولة بخوف وفزع وهى تجيب بخضوع:
-نعم يا آنسة ريم , أنا هنا.
فعادت ريم الى غرفتها تلحق بها سماح على وجل وهى تتضرع الى الله ألا يكون مكروه قد أصاب سيدتها الصغيرة ,شهقت الفتاة حينما دلفت الى الغرفة وهى ترى أكوام الثياب الملقاة هنا وهناك بيدى ريم التى لم تكف عمّا تفعله وكأن مسا من الجنون قد أصابها ,وحاولت سماح أن تمنعها مهدئة لها بقولها :
-ماذا يجرى يا آنسة ريم , لماذا تلقين بثيابك على الأرض ؟ كفى الله الشر !
اقتربت منها تنشد التقاط القطع الطائرة بالهواء فمنعتها ريم بحركة من يدها لتقول بصرامة:
-خذيهم كلهم ,تخلّصى منهم , ألقى بهم فى صندوق القمامة أو فلتحرقينهم .. لا تتركى شيئا أبدا.
وقفت الفتاة تحملق فى سيدتها ببلاهة وقد راعها ما لاحظته ,فعلى ما يبدو أن يدا آثمة قد امتدت الى خصلات شعرها الحريرى لتغتال خصلاته الطويلة باجحاف بيّن , فعاودت ريم الصراخ فيها قائلة:
-ما لكِ تقفين جامدة كالتمثال ؟ ألم تسمعيننى ؟
تلجلجت سماح بالرد وهى تغمغم:
-و .. ولكن ,, يا آنسة ريم ,, كيف يمكننى احراق كل هذه الثياب , أنها ... أعنى لماذا ؟
-ليس من شأنك مناقشة اوامرى يا سماح , فقط نفذى ما أطلبه منكِ , لا أريد أن تقع عيناى عليهم مرة أخرى.
مطت سماح شفتيها بحسرة تنوح بمرارة بينما تلتقط الملابس الأنيقة ذات الماركات المعروفة من كل صوب:
-يا للخسارة ! يا للخسارة !
كانت بعض الثياب ما زالت بحالتها جديدة وأخرى لم تمس من قبل ,ولم تعرف سماح أكانت تنعى جريمتها بقص شعرها أم رغبتها باهدار هذا الكم من الأموال لتذروه الرياح أو تلتهمه النيران ,راقبتها ريم وهى تقوم بعملها صامتة بعد أن حدّجتها بنظرة رهيبة جعلتها تبتلع لسانها ,شعرت بالتعاطف معها وهى تتأمل ما تلتقطه بين أصابعها باعجاب وذهول وكأنما قرأت أفكارها فقالت بصوت أهدأ:
-سماح , يمكنك أن تأخذى منها ما تشائين.
رفعت الفتاة بصرها نحو ريم وكأنها تتساءل هل حقا تفوّهت بهذه الكلمات أم أنها تحلم من شدة رغبتها باقتناء ولو قطعة واحدة من هذه الثياب البالغة الأناقة ذات الأقمشة الثمينة , فاستطردت ريم بجدية:
-ولكن لا ترتديها وأنتِ قادمة الى هنا ,فقط احتفظى بهم جميعا لجهازك.
-جميعهم ؟ ولكن هذا كثير يا آنسة ,ألا تريدين الاحتفاظ حتى ببعضهم على الأقل ؟
هزت ريم رأسها نفيا بحدة وهى تعاود الانفعال مجددا لتقول بحزم:
-كلا ,لا تشغلى بالك فأنا لست بحاجة اليهم ,هيا أسرعى باحضار صندوق لترتبى ثيابك الجديدة بداخلها.
ومنحتها ابتسامة مريرة لم تصل الى شفتيها فأومأت الخادمة ايجابا وهى تهرع الى الأسفل حتى تنفّذ رغبة ريم بيد أن قلبها على سعادته بهذه المنحة كان يصرخ ألما من أجل سيدتها التى لا يبدو عليها أنها بخير على الاطلاق ,منذ الأمس وهى على حال غير الحال ,كأنما تبدلت الى فتاة لا تعرفها ولا تفهمها ,ماذا حل بها ؟
قالت بصوت منخفض تدعو الله:
-فلتحمها يا رب وتمنع عنها كل شر.

****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 18-01-20, 07:55 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

انتهى الفصل الثانى

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 20-02-20, 07:30 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

الفصل الثالث
************

هل أتصل به ؟ أم لا ؟
ظلت فكرة اجراء هذه المكالمة تراودها بين الحين والآخر ,لا تجرؤ على الاقدام على هذه الخطوة كما لا تستطيع اقصائها من بالها ,عانت الأمرين مع ابنها بعد كشفه لحقيقة العلاقة القديمة بينها وبين صلاح على الرغم من نقاء هذه العلاقة وخلوها من كافة الشبهات ,وهى تتفهم مشاعر كريم جيدا فهو نشأ دون أب الى جواره وكانت هى بالنسبة له الأم والأب معا ,تعلّق بها بشدة واعتبرها آية مقدسة لا يمكن المساس بها فمن الطبيعى أن يشعر بالصدمة ويغار عليها أيضا ,فيرفض الاعتراف بحقها فى الاحساس بمشاعر الحب مع رجل آخر حتى وهى أرملة لرجل هجرها بارادته واقتسم الحياة بحلوها ومرها مع امرأة أخرى ,أجمل منها وأصغر سنا ... بينما بقيت هى زوجته اسما فقط حتى توفاه الله.
ولا تنكر أنها خائفة للغاية من رفضه لأية صلة بها خاصة وقد سبق وأعلنها صراحة أنه لا يقبل أية علاقة تربط بين ابنته وابنها ... ابن وجدى ,وفى قرارة نفسها تولّد شك رهيب بأنه رافض لوجودها هى بحياته بأية صورة من الصور ... فكيف تجرؤ على الاتصال به لتسأله المساعدة ؟
حسمت هناء ترددها أخيرا وقررت أنه من الخير أن تقوم بالمحاولة وتتحمّل كافة نتائج هذه المغامرة الغير محسوبة العواقب ,,, لا يمكن أن تبقى بهذا الوضع تتقلّب على نار هادئة فلتفعلها والآن ... نعم الآن حتى لا يغلبها التردد فتتراجع مرة أخرى ,, سوف تهاتف صلاح ... وببطء شديد لمست بأطراف أناملها شاشة هاتفها تبحث عن اسمه مسجلا فى قائمة الاتصالات ,وكادت أن تضغط على زر التأكيد لاجراء المكالمة قبل أن تندم على ضياع الفرصة ,فظل أصبعها معلقا على بعد سنتيمترا واحدا وتسمّرت كليا وكأن عقلها قد شل عن التفكير أو القدرة على التصرف ,فقدت احساسها بمرور الوقت وهى على ذات الحال ... ثم تنهدت بعمق وأسبلت جفنيها لتتراقص صورة بخيالها ... صورة وجدى التى أخذت تتضخم وتتضخم بينما تحاول هى يائسة أن تمحوها من ذاكرتها لتحل محلها صورة أخرى لرجل وقور , ربما هو ليس أكثر وسامة بيد أن ملامحه مألوفة وعينيه تشع دفئا ملحوظا وصوته يرن بأذنيها .. حانيا رقيقا ,ثم وبأقل من جزء من الثانية أجرت اتصالها ,ظنت أن صوت الجرس أخذ يرن الى ما لا نهاية ,وأملت أنه ربما لن يجيب على مكالمتها ,تجاهلا منه لها أو ...
-آلو.
صوته الرزين تردد حتى ملأ كيانها وتشعب الى أعماق خلاياها فتسلل الى قلبها الذى كان يدق متسارعا وكأنها عادت فتاة مراهقة تتخفى لترتشف قطرات العسل من حبها الأول ,,, مهلا لم يكن أبدا حبها الأول ,, كان وجدى هو من أسر قلبها الصغير البرئ وكيف لا وهو صديق طفولتها وفتى أحلام مراهقتها ,, الأدق بالتعبير هو أنها كانت مفتونة به الى درجة أعمتها عن رؤية أى شخص آخر ,حملها اعتقادها بأنها بزواجها من ابن عمها سوف تحافظ على نصيبها من الميراث وتنال حقها الذى حرمها منه عمها المتسلّط المتحجر القلب ,لم تدرك أنها بيديها حفرت قبرها ورسمت لوحة بؤسها وشقائها الأبديين فخسرت نفسها.
-آلو ... هناء ؟ هل أنتِ معى ؟
صوته الذى عاد يتردد فى اذنيها أعادها للواقع فابتلعت ريقها بصوت مسموع قبل أن تنجح فى قول كلمة واحدة :
-نعم.
خرج صوتها خائفا مرتجفا يكشف عن مدى توترها وقلقها ..
-هل أنتِ بخير ؟
-نعم ,كيف حالك ؟
-الحمد لله.
-وهديل ؟
اعتقدت بسماعه يزفر بحرقة قبل أن يقول بجمود:
-بخير كما تعرفين.
ضاقت عينها وهى تقول بتمعن:
-ما هو الذى أعرفه ؟ هل ألم بها شئ ما ؟
-أتحاولين خداعى أم اقناعى بأنكِ لا تعرفين حقا يا هناء ؟
-ما هو الذى أحاول خداعك بشأنه ؟ صلاح أنا لا أفهمك .
-بخصوص هديل ... لقد قام ابنك بازاحتها من طريقه فنقلها الى قسم آخر لا يتناسب معها أبدا ألقاها بعيدا كلفافة من القمامة حتى لا تلوّث مكتبه.
-ماذا تقول ؟ هل أنت جاد ؟
كان صوتها مستنكرا صريحا فعلى ما يبدو أنها صادقة فى نفيها لمعرفتها بالأمر حتى أخذت حدة لهجته تخف تدريجيا فاستطرد بهدوء:
-نعم هذا ما حدث فعليا.
-وما هو السبب ؟
-لا أكاد أصدق نفسى ,, هل تمزحين معى ؟ السبب ؟ السبب بسيط هو ينتقم منى بازدرائه لابنتى الوحيدة ... قرة عينى .. يؤذيها هى ليؤلمنى أنا ... ولو كان رجلا حقا لواجهنى شخصيا دون اللجوء لمثل هذه الطرق المتدنية ...
- مهلا يا صلاح .. ربما ليس الأمر كما تتصور ..
-أرجوكِ يا هناء .. لست غرا حتى لا تصلنى الرسالة الغير مكتوبة ,أنتِ لا ترين كيف هو حالها الآن ,لن تعرفينها بلا شك اذا مرت الى جوارك ,أصبحت صامتة مكتئبة , تأكل بالكاد ما يكفيها لتعيش وبعد الحاح وضغط منى ,,, لم تعد ابنتى التى أعرفها حتى ملامحها تغيرت .. وبعد هذا كله تقولين أن الأمر ليس كما أتصور.
-أقسم لك أننى لك أكن أعرف بما جرى ,صلاح ... أنت لا تظن بأننى أنا وراء هذا القرار ؟
كان فى صوتها رنة استعطاف ورجاء أن يبرئها من هذه الجريمة بحق وحيدته فأجابها ببطء :
-لا يهم يا هناء من كان وراء هذا القرار , كل ما يعنينى هو ابنتى ,أننى أفقدها كل يوم ... أريد استعادة هديل , أريد ابنتى التى أعرفها ...
وكانت آخر كلماته صراخا وكأنه يستجير بها لتنقذ غاليته من الضياع ,فشهقت هناء متألمة ثم أردفت قائلة بنشيج باكٍ :
-صلاح أهدأ بالله عليك , لا تفقد تماسكك وثباتك فهديل الآن بأمس الحاجة لمساندتك ودعمك ,,, لا أدرى ماذا اقول ولا كيف أتصرف ,أنا نفسى لم أعد أصدق تصرفات كريم هذه الايام ,صار شخصا غريبا عنى ليس هذا ولدى الذى ربيته بيدى ,بحياته لم يؤذِ أحدا عن عمد ...
قاطعها صلاح هادرا:
-ولكنه مع ذلك أذى ابنتى , مع سبق الاصرار والترصد.
هتفت هناء بلا وعى :
-هو يحبها ...
ردد صلاح مذهولا:
-يحبها !! كيف تريدين منى التصديق ؟
-نعم ,أنا متأكدة من ذلك ,هو اعترف لى بنفسه ...
-بالرغم من عدم اقتناعى بما تقولينه الا أنه هذا لا يفيد بشئ ,فما نفع هذا الحب اذا ما كان دافعا لالحاق الأذى بها بهذا الشكل ؟
أغمضت هناء عينيها وقالت بصوت مرتعش:
-أحيانا نؤذى من نحب بدون ارادة منا ,أو على الأقل نتصرف هكذا باضطرار.
-لااااااا ,عندما نحب حقا نضحى من أجل من نحبهم ,نبذل النفيس والغالى من أجل اسعادهم ,ربما يصل الأمر الى حد ايلام النفس حتى نحميهم من الأذى , ولو وصل الأمر الى اتخاذ قرار الابتعاد عن حياتهم ولو كان هذا هو الموت بعينه.
عبارته اصابتها فى الصميم مباشرة ,أنه يتحدث عن مشاعره نحوها التى دفنها عميقا حتى لا يؤثر على حياتها مع وجدى بعد أن فضلّته عليه ... كان جرحه ينزف بغزارة رافضا الالتئام حتى مه مرور كل هذه السنوات ... غاضبا منها ومن قرارها الظالم بحقه .. اعترفت ببساطة:
-أحيانا ... نتصور أننا نحميهم بهذا القرار والعكس هو الصحيح ,ربما كان علينا أن نقاتل من أجلهم بدلا من الانسحاب.
قال بسخرية مريرة:
-الحب ليس معركة ... طرف يفوز والآخر خاسر ,,, أنه اتحاد روحين ,تؤامة قلبين ,اندماج عقلين ,توافق كيانين سويا ,, ينتصر الطرفان معا أو يهزم كلاهما ...
قالت بأسى:
-أنت محق .. ولكن الندم لا يفيد ولا يعيد ما كان.
صاح وكله أمل ورجاء:
-هل أنتِ نادمة يا هناء ؟
اكتست ملامحها بالحزن وهى تجيبه بهدوء:
-نحن لا نتحدث عنى يا صلاح.
قال بجرأة:
-حقا ظننت لوهلة أنكِ ... تحاولين الاعتذار.
تساءلت هناء مدعية البراءة:
-لمن ؟
-لى.
-وهل أنا مدينة لك باعتذار ؟
أجابها بصراحة:
-أنتِ مدينة لى بحياة كاملة يا هناء.
لم تكن تريد أن يأخذ الحوار منحى شخصيا خاصا بهما فكامل اهتمامها كان منصبا بالأساس على كريم وهديل وعلاقتهما المستحيلة.
-لا أظن ذلك.
-لماذا تتصلين بى اذن ؟
تهربت من الرد بذكاء فبادرت بالقول:
-اسمعنى جيدا يا صلاح ,أنا لم أتصل لهذا الغرض ,كنت أود أن أقدم لك عرضا ,, وأعتقد أنك لن تستطيع رفضه.
قال مستنكرا:
-الى هذا الحد أنت واثقة ؟ ما هو هذا العرض ؟
-اذا التقينا يمكننى أن أشرحه لك تفصيليا.
-واذا أخبرتكِ أننى غير مهتم بهذا العرض المغرى.
-أعتقد أنك ستندم اذا لم تفكر بكلامى ,فلتعطِ لنفسك فرصة لاتخاذ القرار السليم ,كما ان هذا العرض سوف يساعدك على استعادة هديل.
لا ينكر صلاح أنه شعر باغراء شديد لمعرفة كنه هذا العرض الذى تقدمه هناء كما أنها قد أثارت فضوله واهتمامه أكثر حينما أتت على سيرة ابنته ,ما الذى يمكنه أن يعيد اليه هديل المرحة الباسمة مجددا ,والأهم هل يستطيع قبول مثل هذا العرض ؟
-أما زلت معى على الخط ؟
قال وهو يشعر بضيق بالغ :
-طبعا ,حسنا سوف أقابلك لأرى ما تعرضينه علىّ وان كان يستحق التفكير أم لا ,وأحذرك من مغبة التلاعب بى وبابنتى ,فأنا لن أتهاون فى حقها بتاتا.
تسللت ابتسامة خفيفة الى شفتيها وهى تقول بحبور:
-لا تخش شيئا فأنا الأخرى لا أقبل بالمساس بهديل ,مقامها غالٍ لدىّ وأعتبرها كابنة لى.
وأضافت فى سرها : مقامها غالٍ مثل أبيها.
-حسنا ,أين تحبين أن يتم اللقاء ؟
قالت حالمة بصوت خفيض:
-أفضل نفس المكان الذى التقينا فيه سابقا ,هل هذا يناسبك ؟
-وبنفس الموعد ؟
-وهل تذكره ؟
-لا أنسَ شيئا يخصك يا هناء.
غزا الاحمرار وجنتيها رغما عنها وحمدت ربها أنه لا يستطيع رؤيتها وهى على هذه الحالة من الخجل الا أنه يبدو كمن استشعر ما يجرى لها فأضاف بثقة:
-أراهن على أن خدودك قد صارت مثل ثمار الخوخ الطازجة ,هل أنا مخطئ ؟
تمتمت معترضة:
-صلاح ... لا يصح أن يقال هذا الكلام.
-ولمَ لا ؟
-لأنه ... لأننا ...
وعقدت الحيرة لسانها فلم تفلح فى اكمال عبارتها حتى أنقذها هو بقوله مباشرة:
-لأننا سنلتقى وحينها يمكننا أن نتحدث بحرية وجها لوجه.
-أنت غير معقول !
ورنت ضحكتها القوية فى أذنيه مما حدا به أن يتخيّلها كصورة حقيقية مرئية أمام عينيه وود لو استطاع أن ينزع عنها قناع الحزن الذى يكسو ملامح وجهها على الدوام فتكافئه بابتسامة دافئة تنير دربه فنادرا ما كانت تبتسم بالآونة الأخيرة على ما يتذكر.
-لنرَ من هو الغير معقول بعد الاستماع الى عرضك.
-حسنا , اتفقنا.
-الى اللقاء اذن.
وبعد أن أغلقت هاتفها ظلت تحتضنه بصدرها وكأنها تتمسك بآخر بصيص من الأمل لها لاستعادة حياتها الضائعة وابنها الشارد.
أنها تعلّق آمالا واسعة على قبول صلاح بما تريد فهو منقذها الأخير.


#############

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 20-02-20, 07:33 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

فى حفل عائلى بسيط ضم الأهل والأقارب تمت خطبة ليلى وخالد بمنزل الجد عبد الله والذى كان مكونا من طابقين ,وقد تمت دعوة جميع أفراد عائلة الشرقاوى للحضور ,فلم يتخلّف منهم أحدا الا من كان مسافرا الى الخارج.
كانت ريم قد جاءت بصحبة كريم وقد تألقت بثوب من الشيفون الأزرق يعلو احدى كتفيها بحمالة عريضة بينما يترك الكتف الآخر مكشوفا ويصل الى ما فوق ركبتيها بمسافة متوسطة كاشفا عن ساقين رشيقتين مائلتين الى النحافة لينتهى بحذاء صيفى باللون الذهبى الفاتح ذى كعب مرتفع مما أعطى لقامتها طولا اضافيا منحها ثقة أكثر بينما مشطت خصلات شعرها البنية القصيرة بطريقة عصرية مواكبة واكتفت بطلاء شفاه وردى خفيف وظلال عيون بنفس لون ثوبها , ولم يبدر عنه أى اعتراض على تغيير نمطها الكلاسيكى المعتاد بل بدت فى عينيه نظرة مشجعة وكأنه يؤازرها فى مواجهة سيف الذى كاد أن يشتعل غضبا حينما لمح قصر ثوبها البالغ من وجة نظره الا أن آثر التزام الصمت خشية اثارة فضيحة علنية وافساد الحفل ,وقد راوده هذا الخاطر كثيرا ... افساد حفل خطبة ليلى ,, اذا أخبره أحد منذ سنوات خلت أنه سوف يكون من ضمن المدعوين لحضور مثل هذه الخطبة لكان ثار بوجهه واتهمه بالجنون المطلق ,الا أنه يجد فى نفسه السكينة والهدوء الآن لولا شرارات خضراء متطايرة من عينى المرأة التى أصبحت زوجته اسما فقط تنبهه الى ضرورة أخذ الحيطة من تصرفاتها التى ربما قد تتسبب بكارثة محققة وقد وجد نفسه يتأملها مرة بعد أخرى بثوبها الساتان الأحمر الطويل والذى يصل الى كاحليها وله كمين من الدانتيل المخرم بالكاد يصلان الى مرفقيها ,
كانت تسير الى جانبه محاولة الحفاظ على خطوة متناسقة وأنيقة بينما قلبها يدق معلنا عن سباق ماراثون وهى تتنسم عطره الرجولى المثير وتشبع جوع عينيها لتقاطيع وجهه الوسيمة بينما بزته الرمادية الفاخرة تشى بذوق رفيع وثراء فاحش لتشعر بفخر كونها زوجة لرجل مثله يتمتع بكافة مقومات الزوج المثالى فتحسدها عليه الكثير من الفتيات ,وقد أطاعته تماما دونما أى اعتراض حينما وجهها نحو العروسين لتقديم التهنئة لهما.
كان هناك الكثير من المدعوين يلتفون حول العروسين السعيدين مما جعل الرؤية عسيرة عليها فلم تتبيّن وجه العريس جيدا الا أنها شعرت بحركة جسده مألوفة لها أكثر من اللازم.
ثم وجدت نفسها تقف أمام خالد وخطيبته الحسناء التى تبتسم له بطريقة حميمية ,شعر سيف بها تتجمد مكانها فحدجها بنظرة متساءلة قبل أن يمسك بيدها بتملك واضح متقدما لمصافحة الرجل الذى تعرفه أكثر من أى شخص آخر بهذا المكان ... مد يده يصافحه بقوة قائلا ببرود:
-تهانىّ لك يا ... خالد.
والتفت الى ليلى التى تجلس الى جوار خطيبها المزهو فانحسر فستانها الأرجوانى القصير والذى كان متدرجا من اللون الفاتح الى الداكن كاشفا عن جزء لا بأس به من ساقين بلون الحليب ,فقام بتهنئتها هى الأخرى بجمود:
-مبارك لكِ ليلى ...
مدت يدها اليه فالتقطها واحتفظ بها لفترة دامت لثوانٍ معدودة وهو يضغط عليها برفق ,ارتجفت ليلى قليلا من جراء لمسته العفوية كما بدت وهى تتمتم بصوت منخفض:
-شكرا لك
سمع همسة خالد التى أفلتت منه مرغما:
-مها ..
أخذ يراقب نظرات خالد التى تلتهم وجه زوجته بنهم فشعر بضيق لا يعرف له سببا قبل ان يستطرد مردفا:
-أقدم لكما زوجتى ... مها ,بالمناسبة هل تعرفان بعضكما ؟
أمام نظرات الثنائى المذهولة وقد فغر خالد فاه وحركه عدة مرات قبل أن يقول بصعوبة دون أن يعى نظرة التحذير التى رمته بها مها:
- نعم , مبارك لكما يا ... سيدة مها.
نظر سيف بتساؤل الى زوجته وهو يستجوبها آمرا:
-عذرا ,لم أفهم ما هى الصلة التى تربطكما .
أجابت مها بخوف وهى تجاهد لتدفع بابتسامة واهية على شفتيها الا أن الأوان قد فات وأدرك سيف مدى ترددها وارتباكها:
-أننا جيران.
-جيران !
-نعم بمنزلى ...أقصد بمنزل عائلتى القديم.
بينما قالت ليلى بشفتين مرتعشتين:
-متى تزوجت ؟ ثم ألم تكن ... ريم ...
وتعثرت بكلماتها المتقطعة فبادر هو بالقول قبل أن يصدر عنها أى تصريح عن علاقته بريم:
-لقد تزوجنا منذ مدة قصيرة ... بعد قصة حب طويلة , أليس كذلك يا حبيبتى ؟
ورنا بنظرة ذات مغزى الى مها فأخذت تهز رأسها موافقة وهى لا تجد فى نفسها القدرة على تبادل الأحاديث فاستطرد مقررا:
-نأسف اذا لم ندعوكما ولكننا ماذا اقول ...
وفرك جبهته باحثا عن الكلمة المناسبة قبل أن يفرقع اصبعيه قائلا بانتصار:
-كنا على عجلة من أمرنا ,أنت تعرف كيف يتصرف المرء حينما يصير عاشقا .. يا خالد.
ونظر له ثم الى ليلى يراقب ردة فعلها التى لم تفلح فى اخفائها فأشاحت بوجهها بعيدا حتى لا يلمح دموعا وليدة تترقرق بعينيها ولكنه أدرك أنها تعانى وبشدة حتى لا تفلت عبراتها مما أثلج صدره فها هو يستغل زيجته المدبرة والتى أقدم عليها مرغما فى الثأر لكرامته الجريحة ,أما خالد فكان أكثر براعة من خطيبته فى اخفاء مدى تأثره برؤية مها ... محبوبته السابقة ... وهى زوجة لرجل آخر ,والأنكى أنه قريب لخطيبته فعلى ما يبدو أنهما سوف يلتقيان كثيرا بعد الآن ,مع الاعتراف الجزئى بالحقيقة : انهما حقا جيران ولكن ما أخفته مها كان أكبر بكثير.
قال سيف بطريقة مسرحية مبالغ فيها:
-آه ها هى ريم يا ليلى قد أتت تبارك لكِ , كنتِ على ما أعتقد تسألين عنها ... وكريم أيضا ,يا له من اجتماع لجميع الأقارب !
تقدم الاثنان السابق ذكرهما لمصافحة العروسين يتبعهما السيد مجدى وزوجته فريال ,بينما تقدمت السيدة شريفة بخطوات بطيئة ثابتة تستند الى ذراع كنتها هناء لتطبع قبلة على خد العروس قبل أن تمنحها ابتسامة عذبة وهى تقول بحبور:
-تهانىّ القلبية , بارك الله لكما.
فضمتها ليلى الى صدرها وهى تقول بتأثر:
-شكرا لكِ أنّا شريفة ,مشاركتك لنا أنتِ والعائلة فى هذا الحفل يشرفنا ,,, جدى سوف يسعد للغاية حينما يعلم بحضوركم.
تألقت عينا السيدة شريفة ببريق لامع حينما أتت سيرة عبد الله قبل أن تتراجع مفسحة المجال لهناء حتى تقدم مباركتها هى الأخرى وقالت بطريقة عادية نجحت فى اخفاء لهفتها:
-أين هو ؟ أننى لا أراه قريبا.
كانت تتلفت حولها تبحث عنه وفوجئت بالشخص الذى تاقت لرؤيته ماثلا أمامها بشحمه ولحمه ,كان مرتديا حلة كحلية اللون أنيقة زادت من وسامته قبل أن يقول برصانة ووقار بينما يمد يده يلثم ظاهر يدها:
-شريفة هانم ... يسعدنا أنكِ قد لبيّتِ الدعوة ,والعائلة أيضا.
-كيف حالك ؟
-بخير.
وأخذ بيدها يقودها فى الزحام بعيدا عن رفقتهم قائلا برفق:
-اسمحِ لى ,سوف نذهب لمكان بعيد عن الضوضاء والصخب, أنتِ تعرفين كم يصبح الشباب مزعجين فى حفلات هذه الأيام.
رافقته الجدة شريفة وقد حركت رأسها بموافقة ضمنية دون أن ينتبها لنظرات أحفادها وابنتها وكنتها المشيّعة لهما باندهاش ما عدا مجدى الوحيد الذى وقف صامتا لا يبدو عليه الانتباه لما حدث أمام عيونهم حتى قامت زوجته بتوجيه الحديث اليه فقالت هامسة فى أذنيه:
-مجدى , هل رأيت ما حدث ؟
أعارها كامل اهتمامه فابتسم لها برقة وقال متساءلا:
-ماذا حدث يا فريال ؟
أجابته بانفعال وهى تشير الى والدتها التى اختفت بين المدعوين هى والجد عبد الله:
-ماما وعمى ؟
-ما بهما يا حبيبتى ؟
-لقد اختفيا فجأة ودون أن تخبرنا بأية كلمة.
قال ببساطة وهو يتأمل المكان من حولهما:
-لا بد أنهما منزعجان من صوت الموسيقى المرتفع.
-عم تبحث يا مجدى ؟
انحنى نحوها قبل أن يقول باغراء واضح:
-كنت أبحث لنا عن مكان هادئ , فلا طاقة لى على احتمال مثل هذه الاحتفالات بازدحامها وصخبها ... هاه وجدته تعالِ معى فريال.
وجدته فجأة يسحبها من ذراعها بحنان دون أن يترك لها فرصة للاعتراض أو حتى ابداء الرأى فقالت بصورة مشاكسة بينما تتبعه برضا داخلى:
-ولكن ماذا اذا أردت أن أتابع الحفل ؟
ارتفع حاجباه بتساؤل وهو يضيف بقلق:
-هل تقولين أنك تفضلين الاستمتاع بالحفل على مرافقتى ؟
توقف عن متابعة السير فأخذت فريال تتأمله بحب بالغ وهى تهز رأسها نفيا قبل أن تقول بصوت غريب عنها:
-كلا طبعا ,أنا سوف أتبعك الى آخر العالم اذا طلبت منى ذلك.
واستطردت بقوة وهى تشير الى صدره:
-فمكانى بقلبك أنت فقط.
اتسعت ابتسامته الجذابة فوق شفتيه فرفع يدها الأخرى الى شفتيه وهو يقول غامزا:
-حسنا يا سيدتى الجميلة , أتسمحين لى بالذهاب معكِ ولكن ليس الى آخر العالم فقط الى ركن بعيد فى نهاية هذه الحديقة.
سارت الى جواره متأبطة ذراعه بحب وسعادة وهى تقول باستسلام:
-كلى ملكك.

#############

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 20-02-20, 07:39 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

انتحى كريم بها فى جانب أكثر هدوءا محافظا على مسافة بينه وبين سيف منذ تلك الليلة المشهودة ,ثم بادرها بالقول بلهجة مؤنبة:
-ريم .. أرى أنكِ قد تسرعتِ بمسألة قص شعرك ,لماذا فعلتِ هذا ؟
نظرت له بملل قبل أن تقول بلا مبالاة:
-أف ألا يمل أحد من هذا الحديث المكرر ؟ جميعكم صار فجأة مهتما بأمر قصة شعرى , لا ادرى لم تلوموننى على اتخاذى لقرار يخصنى أنا وحدى ؟ بينما لا أجد واحدا منكم اعترض ولو بحرف واحد على تصرف السيد سيف ... لقد تزوج ودون علمنا ,وماذا ايضا ؟ كان لديه الجرأة لاحضارها الى منزل العائلة ولم يكتفِ بهذا أنه يطالب بالترحيب بها وكأن هذا حق اصيل لها.
وضع يديه بخاصرته وقال متذمرا:
-اسمعينى , أعرف أنك تشعرين بضيق لما حدث ولكن ...عليكِ التحلّى بالهدوء والصبر فلا أعتقد أن هذه الزيجة سوف تدوم.
قاطعته بنزق هذه المرة وهى تلوح بيدها فى الهواء بعصبية:
-لا يا كريم , اسمعنى أنت ... لمَ علىّ أنا أن أكون الصبور التى تتحمّل نزوات الجميع , تلهون كما تشاؤون وتتصرفون على هواكم بينما أنا الوحيدة المقيّدة بالعادات والتقاليد والأصول ...وبصراحة شديدة لا يهمنى اذا دام زواجهما أم انفصلا.
نظر لها كريم بتمعن يحاول استكشاف حقيقة مشاعرها بالنسبة الى ابن عمه فسألها بفضول:
-هل هذا يعنى أنكِ لستِ غاضبة من زواج سيف ؟
-كلا أنا غاضبة جدا , اشعر بأن ليس لغضبى حدود كدت أن أجن حينما علمت وبهذه الطريقة المهينة ,ولكن كما يقال أن تصل متأخرا أفضل من ألا تصل على الاطلاق.
-ماذا تعنين ؟
أشاحت بوجهها بعيدا عنه حتى لا يرى نظراتها المتألمة فقالت ببؤس:
-أقصد أننى قد تعلمت الدرس هذه المرة جيدا ,ولن أعود مجددا الى الخضوع والاستسلام.
أمسك بمرفقها يديرها نحوه وهو يقول بحنان:
-ريم .. لا تجعلى ما حدث يدمرك ويغيّر من شخصيتك ,أنتِ الأفضل بلا شك , لقد تصرّف سيف بتهوّر ...
قاطعته قائلة بمرارة:
-يغيّر من شخصيتى ؟ وأين هى شخصيتى هذه التى تتحدث عنها ؟ لقد قام الجميع بالغائها تحت مسمى الاهتمام والحماية.
هز رأسه بشدة وهو يقول بتفهم:
-أعرف أنك تشعرين بالوحدة فجميعنا مشغولون ولكن لدى عودة رفيق وأميرة سوف تجدين من يرافقك ويسليك ...
اشارت له باتهام واضح:
-تعرف أننى وحيدة ؟ حقا يا كريم ! وهل تظن أنه بعد عودتهما من شهر العسل سوف تتحسن الأمور , كلا يا عزيزى سوف تصير للأسوأ ,ولكن مهلا أنا لست بحاجة الى أحد لا رفيق ولا أميرة ولا سيف ولا حتى أنت.
تراجع كريم للوراء مصعوقا بكم الألم والمرارة فى صوتها أهذه هى ريم ابنة عمه الصغرى ؟ مدللة العائلة ؟ ترى أهناك ما يجهله عنها ؟
-ريم ! نحن سنحاول معا من جديد .
هتف بها بتأنيب وهو يحاول ضمها الى صدره كما اعتاد أن يفعل ليهدئ من روعها الا أنها أبعدته عنها بخشونة متعمدة وهى تصيح بانفعال بالغ:
-ابتعد عنى , لا تقترب منى ! أخبرتك أننى لم أعد ريم القديمة المستسلمة لكل من هب ودب يتحكّم بحياتها ليسيّرها على هواه ,من الآن فصاعدا سأعيش بطريقتى الخاصة وأتصرف كما اشاء ,لم يعد هناك مجالا لنحن يا كريم , للأسف جئت متأخرا ...
وأردفت باصرار:
-لا يوجد سوى أنا ... أنا فقط ,أفهمت يا كريم ؟ لن يتحكّم بى أحدكم مجددا حتى يرضى تسلطه الذكورى ورغبته بالسيطرة ,سئمت من أنانيتكم المفرطة وسعيكم للحصول على ما تتمنونه دون الاهتمام بمشاعر الآخرين فلا يهم اذا ما انجرحت ريم سوف نواسيها ونحاول مداواة جراحها , بسيطة ... أليس كذلك كما سبق وفعلت مع هديل ؟
ثم هربت من أمامه بلمح البصر وهى تشهق بالبكاء فانتفض قلبه ألما من أجلها ,, آه كيف لم ينتبه من قبل لتصرفاتها التى تغيرت ؟ ومزاجها الذى صار سيئا ؟ أم بريق عينيها الذى خبا ؟
تبا لك يا سيف ! قالها وشتم بسره وهو يفكر : كيف سيتعامل معها بعد الآن ؟ أنها مجروحة بشدة ومنهارة نفسيا الى درجة لم يكن يتخيّلها , أكان أنانيا الى هذا الحد معها ؟ وتذكر كلماتها .. ثم انحرف تفكيره الى فتاته الرقيقة الحالمة ... التى آذاها بيديه دون أن تهتز شعرة برأسه ؟ أكان قاسيا أكثر من اللازم ؟ كان يراها باستمرار عندما تحضر الى الشركة فيراقبها عن بعد دون أن تلمحه ,افتقد الى وجودها بحياته ,بعمله ,بقلبه , كلا أنها ما زالت تحتل قلبه ,لا يجرؤ على اخراجها تماما من حياته وكان يمكنه أن يفصلها من عملها نهائيا مقدما لها تعويضا ماليا كبيرا كما فعل سيف ولكنه آثر ابقائها تحت نظره مكتفيا بابعادها عن مجرى حياته ,وهل صار حاله أفضل ؟ اتهم نفسه بالكذب والخداع اذا ما حاولت اقناعه بذلك كما أنها هى الأخرى ,, هديل ,, لم تكن أحسن حالا منه ,فقدت الكثير من وزنها وهى بالأصل لم تكن يوما ممتلئة القوام وفقدت وجنتيها توردهما اللذيذ بينما غارت عيناها اللوزيتان وعرف أنها تقوم بعملها صامتة لا تجيب الا على قدر الحاجة ولا تبتسم أبدا ,واذا ما صادف أنها اضطرت الى المجاملة فابتسامتها لا تصل الى شفتيها ,الا أنها ما زالت كفؤة تعمل بجد ولا تفوّت ثانية واحدة الا لتستغلها لصالح عملها ,أتراه أخطأ بحقها ؟ ظلمها ... أنه ظالم ,وراعه الأمر كثيرا فأشد ما يكرهه بالحياة أن يظلم شخصا متعمدا ... وهو فعلها بدم بارد ,,, ظلم روحه ,,, نصفه الآخر ... هديله الحلوة ... عليه أن يصحح غلطته وبأسرع وقت ممكن ... هكذا اتخذ قراره.

#############

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسرار, الحيتان, السيف, سلسلة, زواج, عائلة, نيفادا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:48 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية