كاتب الموضوع :
SHELL
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان
وقف حائرا الى أين ذهبت ريم حتى وجد سماح تشير له من وراء شجرة زينة ضخمة الحجم وحينما اقترب منها متسائلا عما تريده أجابته قائلة:
-هل تبحث عن الآنسة ريم ؟ أنها بالطابق العلوى.
أجابها بنفاد صبر ملحوظ:
-نعم , وهل تعرفين بأية غرفة هى ؟
قالت سماح بطريقة من استشعر أهميته البالغة فجأة:
- بغرفتها طبعا يا سيد جاسر.
حوقل جاسر بتسامح عجيب وهو يعود لسؤالها مجددا:
- وأية غرفة هى غرفتها ؟
وصفت له باسهاب فشكرها بحنق واتجه يتتبع تعليماتها المستفيضة وهو يلعن بسره : لقد أضاعت خمسة دقائق كاملة بالثرثرة معه.
توقف لدى باب الغرفة التى ظن أنها هى الغرفة المقصودة ,جرب أن يطرق الباب عدة مرات ,, فى البداية أتاه الصمت المطبق فاعتقد أنه قد أخطأ بالحجرة وهم بأن يبتعد لولا أن سمع صوت بكاء متقطع ,فأعاد الكرة مرة أخرى وهذه المرة أتاه صوتها مجيبا بضعف:
-اذهب من هنا.
كاد أن يمتثل لرغبتها الا أن واتته الشجاعة بلحظة احباط قاتل ليدير مقبض الباب فلم يطاوعه قلبه على تركها وحيدة تتخبط بألمها ,خطا برهبة الى الداخل وكأنه ينوى ارتكاب جرما ,كانت متقوقعة على نفسها تدفن رأسها بين ذراعيها بينما خصلات شعرها الطويلة تنسدل كستار ليل بهيم محيطة بكتفيها فى نعومة ودلال ,وصوت نهنهة بكائها الحارق تقطع نياط القلوب .. التمس بأطراف أنامله طريقه نحو ذراعها العارى فقد كان معطفها المنزلى قد انحسر عن كتفيها ليكشف كنزتها قصيرة الكمين ,انتفضت بقوة وهى تصيح فى وجهه بغضب مكبوت:
-لقد أخبرتك أن تذهب عنى , لا أريد أن أراك أيها الغشاش المخادع , ألا تكفيك امرأة واحدة ؟ لماذا جئت الىّ ؟ اذهب الى زوجتك وارتمى فى أحضانها , اليك عنى يا سيف.
انغرست اصابعه بقوة أكثر فى لحمها الطرى وهو يجبرها على النهوض فأخذت تقاومه بعنف وهى تطوح بذراعيها ورجليها فى محاولة لضربه وهو ما زال مصرا على شل حركتها بتكبيل يديها خلف ظهرها وهى على حالها من محاولات الافلات حتى تخمش وجهه بأظفارها قبل أن ينساب صوته الساخر الى أذنيها كجرس انذار:
-أنا لست بسيف , أنا جاسر .
وأجبرها على أن تنظر الى وجهه عن قرب وهو يحيطها بذراعيه مقيّدا لحركتها التى وهنت بفعل البكاء والمقاومة العنيفة ,فصاحت برعب:
-وما الفارق بينكما ؟ أنت أيضا غشاش حقير , كاذب لعين , نفس الطينة.
جذبها عنوة الى حضنه وهو يزيح عن عينيها خصلات الشعر الممزوجة بدموعها الغزيرة قبل أن يقول بحزم:
-انظرى الىّ يا ريم , أنا جاسر ,, ولا تخلطى بينى وبين أى شخص آخر لا سيما ذلك المتعفن ,واحذرى منذ هذه اللحظة أن تقاريننى بأى رجل آخر , فلن أسمح لكِ حتى بأن تحلمى به فى خيالك.
كانت تشعر بالارهاق يتوغل بجسدها والضعف يتسلل الى مفاصلها بينما ذهنها مشتت الأفكار ,فبقيت هادئة باستسلام بين ذراعيه علها تجد الراحة المنشودة من الدوامة التى جذبتها الى أعماقها محاولة اغراقها فأخذت تتمتم من بين اسنانها التى اصطكت ببعضها:
-فقط اتركونى بسلام , لا أريد أحدا , أريد أن ابقى وحدى , أرجوك.
صوتها المتوسل بأسى توغل الى أعماقه فأيقظ شياطينه من سباتهم وغادرته كل ذرة تعقل باقية فجذبها أكثر الى صدره وهو يمسد قمة رأسها برفق ولين قائلا بصوت هامس بحنين دفين:
-هشش ,فقط اهدأى يا حبيبتى ,فلا أريد لكِ الأذى , وكيف تطالبيننى بالرحيل وأنا لا أملك خيارا أخر سوى البقاء ؟
همساته العاشقة تلاعبت بأوتار قلبها صانعة أنغام متناسقة داعبت جفونها كتأثير منوم مغناطيسى فاستسلمت لسلطان النعاس بعد لحظات دون أن تشعر , كانت بحاجة الى أحد بجوارها أيا كان فى هذا الموقف حتى ولو تحوّل معذبها بفعل معجزة الى الصدر الحنون المواسى الذى تدفن به أحزانها ,أما هو فقد أحس بجسدها يرتخى بلا مقاومة وصوت أنفاسها التى انتظمت كانت خير دليل على غرقها بالنوم العميق فحرك ذراعه تحت ساقيها يرفع جسدها الغض بوزنها الخفيف كالريشة ليضعها فى فراشها بهدوء وهو يصارع رغبته بالبقاء الى جوارها ليتأملها دونما انقطاع وليتلمس وجنتها بأنامله فيروى تعطشه لتنسم عطرها ,وشعر بأن زمام الأمور سوف ينفلت من بين يديه فآثر الهروب من حصار براءتها له وخرج من غرفتها كأنما هو آدم المطرود من الجنة بغير ارادته ,كما أنه ليس من اللائق بقاءه فى غرفتها فاذا ما رآه أحد فى هذا الوضع سيحدث ما لن يُحمد عقباه ,هو لا يخشى على نفسه انما لا يتحمّل كلمة واحدة تمس حبيبة قلبه الضائعة ,وهى بحاجة الى راحة حتى تتغلّب على اثر الصدمة التى صفعها بها سيف ,سوف يجعله نادما أشد الندم على جرحه لها وان كان هذا قد أضاف لمصلحته هو شخصيا فليس مضطرا لازاحته من طريقه بعد الآن ,, وأعتقد أن السبيل الى محبوبته بات مفروشا بالورود ,وقد أثبتت الأيام القادمة أنه يحيا فى وهم كبير.
**************
|