كاتب الموضوع :
SHELL
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان
بينما يتلقّى الزوجان الجديدان جاسر وريم التهانئ القلبية والمباركات بحياة جديدة هانئة وقد ارتسمت معالم السعادة والفرحة جليّة على وجهيهما ,وجد سيف وزوجته من يقترب منهما محييا وهو يقول بشكل رسمى:
-كيف حالك يا سيف ؟ وأنتِ يا مها .. مبارك لكما ,ان شاء الله تقومين بالسلامة.
انعقد حاجبا سيف وهو ينظر لخالد بعينين تقدحان شررا وهو يمد يده لمصافحة زوجته فابتسم ابتسامة صفراء وهو يسحب يده الممدودة اليه ويصافحه بقوة كادت ان تخلع كتف خالد النحيل قائلا من بين اسنانه:
-شكرا لك , العقبى لك أنت وليلى.
وابتسمت مها فى رقة قبل أن يقع بصرها على ليلى تتهادى فى مشيتها نحوهم ثم تقف الى جوار زوجها برشاقة وأناقة أوغرت صدرها , فها هى منافستها السابقة ترفل فى ثوب ناعم قصير من الشيفون الذهبى وتتمايل باغراء تلامس وجنة زوجها بحب وشغف وهى تعاتبه بدلال:
-هكذا أنت هنا ,, وانا أبحث عنك ..
هتف خالد سريعا وقد ايقظته رنة الغضب التى لم يلتقطها سواه فى صوت زوجته الحسناء:
-لقد جئت لأبارك لهما على الحمل.
وأشار الى بطن مها المتكوّرة بمغزى ,فقال سيف بلا اكتراث:
-العقبى لكما ان شاء الله
فارتفع حاجبا ليلى بترفع قبل ان تقول بغنج:
-لا , ما زال الوقت مبكرا على هذا , فقد قررنا أنا وخالد ان نتمتع بحياتنا قليلا قبل أن ننشغل بتربية الأطفال.
لم يتمالك سيف نفسه من أن يحيط بخصر زوجته الممتلئ باشارة تملكية واضحة وهو بقول بصوت أجش مانحا مها ابتسامة جذابة اذابت مفاصلها:
-ولكن من قال أن انجاب الأطفال يمنعنا من التمتّع بحياتنا , بل اكاد أجزم أنه يزيد رونقها تألقا ويمنحنا سعادة غامرة بلا حدود , اليس كذلك يا حبيبتى ؟
خزّت مها رأسها ايجابا قبل أن تتأوه بصيحة متألمة وهى تمسك ببطنها فمال اليها سيف يسألها بلهفة قلقة:
-ما لك حبيبتى ؟ أتشعرين بألم ؟
رفعت رأسها بتحدٍ واضح وهى تنقل بصرها بين زوجها والزوجين الآخرين قبل أن تقول بصوت عذب يفيض أنوثة:
-لا يا حبيبى , ولكننى شعرت بركلة فى بطنى , لا بد أن ابناءك يلعبون الكرة بالداخل.
-ابناءك !
هتفت ليلى بلهجة ممطوطة من أثر الدهشة والذهول ,فأسندت مها رأسها الى كتف زوجها بأريحية وهى تقول بفخر:
-نعم , فأنا حامل بتوأم .. اثنين.
ورفعت اصبعين فى وجه ليلى مؤكدة بينما ابتسم خالد مجاملا وهو يتمتم:
-مبارك مرة أخرى .. على التوأم ..
-عن اذنكما.
ألقى سيف بعبارته بمزيج من البرود واللا مبالاة وهو يبتعد برفقة زوجته الحامل عن أعينهما المدققة الحاسدة كما يعتقد , فعلى الرغم من تصنّع ليلى الواضح لهدم الاكتراث بمسألة الحمل وانجاب الاطفال الا أنه يجزم بأنها أطلقت على زوجته نظرات الحسد الذى لم تستطع اخفائه , كما أنه ضاق بنظرات خالد الى زوجته رغما عن أنه ادّعى البراءة التامة بمحاولة تبرير مقاطعته لهما بالمباركة على الحمل ..
شعر بنيران الغيرة تكوى قلبه بينما يرسم على شفتيه ابتسامة مجاملة وهو يدور بزوجته بين الحضور للقيام بواجباتهما الاجتماعية نحو الضيوف.
انتهز فرصة سانحة حينما أخذ المدعوون يتجمعون حول البوفيه لتناول الطعام وقاد مها نحو الحديقة الخارجية على نحو اثار دهشتها قبل أن يقفا بجوار شجرة عملاقة وارفة يتلاعب النسيم بأغصانها المورقة ..
هتف وهو يطحن بأسنانه متهما:
-ما الذى يدعوك لمصافحته ؟
كانت هى الأخرى تتلظى بدورها فى حمم بركان غضبها الاعمى وغيرتها اللا معقولة فانتفضت معترضة وهى تقول:
-من تقصد ؟ خالد ؟
قلّد نبرتها وهو يردد:
-نعم .. خالد .. ومن غيره ؟
بادلته الاتهام وهى تشير باصبعها أمام عينيه:
-أنها مجرد مصافحة باليد .. ماذا عن عينيك اللتين لم تفارقا الست ليلى وكادت أن تلتهمها بنظراتها المعجبة ؟
صاح فى استنكار:
-أنا ؟؟ وليلى .. غير معقول , لم أنظر لها الا بصورة عادية , ولا تنسى اننا قريبان.
فجأة توقف الاثنان وهما يتأملان بعضهما البعض قبل أن تلين ملامحهما دفعة واحدة وهما يغرقان بضحك هستيرى حتى تأوهت مها تناشده باستجداء:
-كفى يا سيف , سأموت ضحكا ,, أن بطنى تؤلمنى من كثرة الضحك .. قلت لك توقف.
ولما لم تجد منه استجابة لندائها الصارخ اقتربت منه مهددة وهى تمسك بتلابيبه لتشده اليها فطوّقها بذراعيه باحكام استحال أن تفلت منه بينما أدنى وجهه نحو شفتيها ليقبّلها بحرارة وشوق , استجابت له بحميمية وهى تبادله القبلات قبل أن تحاول الابتعاد مجددا وهى تلتقط أنفاسها اللاهثة قائلة بصوت متهدج:
-سيف ,, توقف ,, قد يرانا أحدهم.
نظر لها متخابثا قبل أن يضمها من جديد الى حضنه وهو يقول بمكر:
-لا تقلقى , فالجميع مشغولون بتناول الطعام الشهى فلن ينتبه احد لغيابنا.
ثم اردف متلاعبا بحاجبيه:
-ثم انك كنتِ غارقة لتوك فى أحضانى وقبلاتى ولم تمانعى أبدا , ما الذى استجد ؟
-وقح !
هتفت مغضبة بمودة بينما تتعالى ضحكاتهما معا وهو يجيبها مشاكسا:
-ولكنك تحبين وقاحتى , وهذا خير دليل.
واشار الى بطنها الممتدة أمامها فلكزته بمرفقها فى جانبه وهى تنهره:
-ان لم تتوقف عما تفعله , فسوف أخاصمك.
وأدارت له ظهرها تنفيذا لتهديدها وهى تقلب شفتيها فلمال سيف بجسده ليحتضنها من الخلف مسندا ظهرها الى معدته المسطحة بينما ذراعاه تلتفان حول جسدها الذى امتلأ قليلا فى أنحاء عدة مضيفا عليها جاذبية واشراقة وهو يتحسس بطنها بينما يهمس بانفعال:
-لن تجرؤى على مخاصمتى , ولعلمك سوف أشكوكِ لأطفالك حينما يأتون , سأخبرهم بأن أمهم تتدلل كثيرا علىّ مستغلة عشقى وهيامى بها.
غشت عينيها نظرة غامضة واكتسى وجهها بلون شاحب قبل أن تجيب بنبرة حزينة بها الكثير من الشجن:
-أريدك ان تعدنى بأن تعتنى بأطفالنا يا سيف وأن تغدق عليهما بعطفك وحنانك.
استغرب سيف من حديثها فقال باندفاع :
-طبعا , ولكن لماذا اعدك ؟ فسوف تكونين موجودة معنا لتتأكدى بنفسك.
-ان شاء الله.
تاهت بغمار الذكريات واشجانها تتذكر طبيعة علاقتها بخالد , وقد نشآ سويا بحكم الجيرة .. تآلفت معه ببساطة محيّرة وقد تقبّلت اهتمامه الذى اخذ يصبّه عليها ويزداد يوما بعد يوم , وربما لأنها كانت وحيدة فقد فسرّت مشاعرها التى تسللت نحوه على أنها حب , ولسنوات خلت ظلّت تعتقد أنه هو حبها الأول , الا أنها وبعد لقائها بسيف وحياتهما المشتركة معا كزوجين اثبتت لها مدى الخطا الذى وقعت فيه , أن سيف هو حبها الحقيقى .. الأول والاخير .. حبها الوحيد.
لكم تتشابه قصتها مع قصة خالتها منى - والدة سيف - فى اطارها الخارجى الا انها تختلف فى بعض التفاصيل الصغيرة .. ولكم تتمنى لو تبقى العمر بأكمله الى جوار حبيبها وزوجها ! يا لها من أمنية بعيدة المنال كنجوم السماء !
*********************
|