لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-01-21, 08:01 PM   المشاركة رقم: 126
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

بينما يتلقّى الزوجان الجديدان جاسر وريم التهانئ القلبية والمباركات بحياة جديدة هانئة وقد ارتسمت معالم السعادة والفرحة جليّة على وجهيهما ,وجد سيف وزوجته من يقترب منهما محييا وهو يقول بشكل رسمى:
-كيف حالك يا سيف ؟ وأنتِ يا مها .. مبارك لكما ,ان شاء الله تقومين بالسلامة.
انعقد حاجبا سيف وهو ينظر لخالد بعينين تقدحان شررا وهو يمد يده لمصافحة زوجته فابتسم ابتسامة صفراء وهو يسحب يده الممدودة اليه ويصافحه بقوة كادت ان تخلع كتف خالد النحيل قائلا من بين اسنانه:
-شكرا لك , العقبى لك أنت وليلى.
وابتسمت مها فى رقة قبل أن يقع بصرها على ليلى تتهادى فى مشيتها نحوهم ثم تقف الى جوار زوجها برشاقة وأناقة أوغرت صدرها , فها هى منافستها السابقة ترفل فى ثوب ناعم قصير من الشيفون الذهبى وتتمايل باغراء تلامس وجنة زوجها بحب وشغف وهى تعاتبه بدلال:
-هكذا أنت هنا ,, وانا أبحث عنك ..
هتف خالد سريعا وقد ايقظته رنة الغضب التى لم يلتقطها سواه فى صوت زوجته الحسناء:
-لقد جئت لأبارك لهما على الحمل.
وأشار الى بطن مها المتكوّرة بمغزى ,فقال سيف بلا اكتراث:
-العقبى لكما ان شاء الله
فارتفع حاجبا ليلى بترفع قبل ان تقول بغنج:
-لا , ما زال الوقت مبكرا على هذا , فقد قررنا أنا وخالد ان نتمتع بحياتنا قليلا قبل أن ننشغل بتربية الأطفال.
لم يتمالك سيف نفسه من أن يحيط بخصر زوجته الممتلئ باشارة تملكية واضحة وهو بقول بصوت أجش مانحا مها ابتسامة جذابة اذابت مفاصلها:
-ولكن من قال أن انجاب الأطفال يمنعنا من التمتّع بحياتنا , بل اكاد أجزم أنه يزيد رونقها تألقا ويمنحنا سعادة غامرة بلا حدود , اليس كذلك يا حبيبتى ؟
خزّت مها رأسها ايجابا قبل أن تتأوه بصيحة متألمة وهى تمسك ببطنها فمال اليها سيف يسألها بلهفة قلقة:
-ما لك حبيبتى ؟ أتشعرين بألم ؟
رفعت رأسها بتحدٍ واضح وهى تنقل بصرها بين زوجها والزوجين الآخرين قبل أن تقول بصوت عذب يفيض أنوثة:
-لا يا حبيبى , ولكننى شعرت بركلة فى بطنى , لا بد أن ابناءك يلعبون الكرة بالداخل.
-ابناءك !
هتفت ليلى بلهجة ممطوطة من أثر الدهشة والذهول ,فأسندت مها رأسها الى كتف زوجها بأريحية وهى تقول بفخر:
-نعم , فأنا حامل بتوأم .. اثنين.
ورفعت اصبعين فى وجه ليلى مؤكدة بينما ابتسم خالد مجاملا وهو يتمتم:
-مبارك مرة أخرى .. على التوأم ..
-عن اذنكما.
ألقى سيف بعبارته بمزيج من البرود واللا مبالاة وهو يبتعد برفقة زوجته الحامل عن أعينهما المدققة الحاسدة كما يعتقد , فعلى الرغم من تصنّع ليلى الواضح لهدم الاكتراث بمسألة الحمل وانجاب الاطفال الا أنه يجزم بأنها أطلقت على زوجته نظرات الحسد الذى لم تستطع اخفائه , كما أنه ضاق بنظرات خالد الى زوجته رغما عن أنه ادّعى البراءة التامة بمحاولة تبرير مقاطعته لهما بالمباركة على الحمل ..
شعر بنيران الغيرة تكوى قلبه بينما يرسم على شفتيه ابتسامة مجاملة وهو يدور بزوجته بين الحضور للقيام بواجباتهما الاجتماعية نحو الضيوف.
انتهز فرصة سانحة حينما أخذ المدعوون يتجمعون حول البوفيه لتناول الطعام وقاد مها نحو الحديقة الخارجية على نحو اثار دهشتها قبل أن يقفا بجوار شجرة عملاقة وارفة يتلاعب النسيم بأغصانها المورقة ..
هتف وهو يطحن بأسنانه متهما:
-ما الذى يدعوك لمصافحته ؟
كانت هى الأخرى تتلظى بدورها فى حمم بركان غضبها الاعمى وغيرتها اللا معقولة فانتفضت معترضة وهى تقول:
-من تقصد ؟ خالد ؟
قلّد نبرتها وهو يردد:
-نعم .. خالد .. ومن غيره ؟
بادلته الاتهام وهى تشير باصبعها أمام عينيه:
-أنها مجرد مصافحة باليد .. ماذا عن عينيك اللتين لم تفارقا الست ليلى وكادت أن تلتهمها بنظراتها المعجبة ؟
صاح فى استنكار:
-أنا ؟؟ وليلى .. غير معقول , لم أنظر لها الا بصورة عادية , ولا تنسى اننا قريبان.
فجأة توقف الاثنان وهما يتأملان بعضهما البعض قبل أن تلين ملامحهما دفعة واحدة وهما يغرقان بضحك هستيرى حتى تأوهت مها تناشده باستجداء:
-كفى يا سيف , سأموت ضحكا ,, أن بطنى تؤلمنى من كثرة الضحك .. قلت لك توقف.
ولما لم تجد منه استجابة لندائها الصارخ اقتربت منه مهددة وهى تمسك بتلابيبه لتشده اليها فطوّقها بذراعيه باحكام استحال أن تفلت منه بينما أدنى وجهه نحو شفتيها ليقبّلها بحرارة وشوق , استجابت له بحميمية وهى تبادله القبلات قبل أن تحاول الابتعاد مجددا وهى تلتقط أنفاسها اللاهثة قائلة بصوت متهدج:
-سيف ,, توقف ,, قد يرانا أحدهم.
نظر لها متخابثا قبل أن يضمها من جديد الى حضنه وهو يقول بمكر:
-لا تقلقى , فالجميع مشغولون بتناول الطعام الشهى فلن ينتبه احد لغيابنا.
ثم اردف متلاعبا بحاجبيه:
-ثم انك كنتِ غارقة لتوك فى أحضانى وقبلاتى ولم تمانعى أبدا , ما الذى استجد ؟
-وقح !
هتفت مغضبة بمودة بينما تتعالى ضحكاتهما معا وهو يجيبها مشاكسا:
-ولكنك تحبين وقاحتى , وهذا خير دليل.
واشار الى بطنها الممتدة أمامها فلكزته بمرفقها فى جانبه وهى تنهره:
-ان لم تتوقف عما تفعله , فسوف أخاصمك.
وأدارت له ظهرها تنفيذا لتهديدها وهى تقلب شفتيها فلمال سيف بجسده ليحتضنها من الخلف مسندا ظهرها الى معدته المسطحة بينما ذراعاه تلتفان حول جسدها الذى امتلأ قليلا فى أنحاء عدة مضيفا عليها جاذبية واشراقة وهو يتحسس بطنها بينما يهمس بانفعال:
-لن تجرؤى على مخاصمتى , ولعلمك سوف أشكوكِ لأطفالك حينما يأتون , سأخبرهم بأن أمهم تتدلل كثيرا علىّ مستغلة عشقى وهيامى بها.
غشت عينيها نظرة غامضة واكتسى وجهها بلون شاحب قبل أن تجيب بنبرة حزينة بها الكثير من الشجن:
-أريدك ان تعدنى بأن تعتنى بأطفالنا يا سيف وأن تغدق عليهما بعطفك وحنانك.
استغرب سيف من حديثها فقال باندفاع :
-طبعا , ولكن لماذا اعدك ؟ فسوف تكونين موجودة معنا لتتأكدى بنفسك.
-ان شاء الله.
تاهت بغمار الذكريات واشجانها تتذكر طبيعة علاقتها بخالد , وقد نشآ سويا بحكم الجيرة .. تآلفت معه ببساطة محيّرة وقد تقبّلت اهتمامه الذى اخذ يصبّه عليها ويزداد يوما بعد يوم , وربما لأنها كانت وحيدة فقد فسرّت مشاعرها التى تسللت نحوه على أنها حب , ولسنوات خلت ظلّت تعتقد أنه هو حبها الأول , الا أنها وبعد لقائها بسيف وحياتهما المشتركة معا كزوجين اثبتت لها مدى الخطا الذى وقعت فيه , أن سيف هو حبها الحقيقى .. الأول والاخير .. حبها الوحيد.
لكم تتشابه قصتها مع قصة خالتها منى - والدة سيف - فى اطارها الخارجى الا انها تختلف فى بعض التفاصيل الصغيرة .. ولكم تتمنى لو تبقى العمر بأكمله الى جوار حبيبها وزوجها ! يا لها من أمنية بعيدة المنال كنجوم السماء !


*********************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 22-01-21, 08:02 PM   المشاركة رقم: 127
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

ترقرقت الدموع فى عينى شريفة الرماديتين وهى ترى حفيدتها الأثيرة متزوجة أخيرا بمن اختاره قلبها , جاسر , حفيد عبد الله ... وأخذت تتلاعب بخاتم زواجها الذهبى العتيق الذى لم تخلعه حتى بعد مرور اكثر من عام على وفاة زوجها ,شعرت بحركة الى جوارها فاستدارت تنظر وراءها لتراه واقفا يتأمل السماء المظلمة التى يتألق بها عدة نجوم مشكّلة لوحة فنية بديعة .. قال بصوت عميق:
-ها قد حقق هذا الاثنان ما عجزنا نحن عن الوصول اليه بالماضى.
أجابته بصوت مبحوح :
-نعم .. أن هذا الجيل يختلف عنّا كثيرا , يتمتع بقوة وعزيمة ومثابرة لتحقيق أمنياته والوصول الى أهدافه.
هتف عبد الله معترضا:
-أننا لم نكن ضعفاء يا شريفة .. أبدا .. لقد تعوّدنا على اتباع التقاليد والأعراف .. لا نخرج عن الاطار المألوف والا كان مصيرنا النبذ.
-كما حدث معك يا عبد الله .
ابتسم ابتسامة مريرة قبل أن يردف بتهكّم:
-نعم , كما حدث معى.
عادت لتتأمل المشهد الكونى البديع بدورها وهى ترزح تحت وطأة الشعور بالذنب فقالت بخفة:
-عبد الله .. أنا آسفة حقا لما آل اليه الوضع بيننا.
تقدم عبد الله منها ببضعة خطوات حتى صار بمحاذاتها وهو يقول بصوت مشبوب بالعاطفة:
-لا عليك يا شريفة , كنتِ على حق .. فزماننا قد ولّى الى غير رجعة .. لم يعد بامكاننا استعادة لحظاته الضائعة منّا , علينا أن نتعلّم الصبر والرضا بالنصيب .. يكفينا أن نجلس سويا نتأمل هذا المشهد الجميل .. ونتابع أحفادنا وهم ينهلون من نبع الحب والسعادة .. أنا راضٍ بهذا القدر يا شريفة , فقد اعتدت على الحرمان من كل ما أحببته فى حياتى.
ابتسمت برضا نفسى وهى تطلق أنّة واهنة بينما تتبّع بنظراتها النجوم الفضية وهى تتخذ شكل قلبين متقاطعين فى السماء العالية بعيدا جدا عن متناول أيديهم.


******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 22-01-21, 08:03 PM   المشاركة رقم: 128
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

بعد مضىّ قرابة الثلاثة أشهر .....
ترددت صيحة ألم صارخة لتشق سكون الليل البهيم وقد صاحبها صوت سيف الذى استيقظ مفزوعا من نومه على صوت زوجته التى تنوح باكية بألم جسيم وتمسك بظهرها شاكية :
-سيف .. الحقنى .. أعتقد بأننى سوف ألد .. آآآآه.
-الآن ؟؟
تثاءب بكسل وهو يتمطى محدّقا بالساعة الى جواره وهو يقول بصوت يغلب عليه آثار النعاس:
-الساعة الثالثة فجرا يا مها .. وأنت ككل يوم تقريبا تنهضين من فراشك تصرخين من ألم وهمىّ وتدّعين أنكِ على وشك الولادة .. ونهرع الى المشفى .. لنتأكد فيما بعد انه انذار كاذب .. أرجوكِ يا حبيبتى ,, توقفى ,, فأنا على وشك السقوط على وجهى .. لا أكاد أرى أمامى .. أتوّسل اليك بكل عزيز وغالٍ .. لدىّ عمل فى الصباح الباكر أريد أن أنام.
ثم لم يلبث ان عاد الى نومه متجاهلا نظرات مها المذهولة وقد توقفت عن البكاء بفعل معجزة بعد ان خفّت آلام ظهرها فابتسمت بضعف لنفسها وهى تقول:
-أنت محق ... أننى أضخّم الأموووور ,,,, آآآآآه.
شهقت متألمة بقوة حينما عاودها احساس بألم فظيع شق ظهرها وقبضت على ذراع زوجها تجذبه اليها وهى تصيح :
-سيف .. سيف .. استيقظ ..
عاد سيف ليفتح عينيه مجددا وقد طار عنهما أى اثر للنوم هذه المرة , فاستقام فى الفراش واتكأ على وسادته يقاوم رغبة عنيفة بالانفجار بالضحك وهو يسألها بعد أن منحها نظرة تنازلية ودية:
-ماذا الآن يا حبى ؟ هل تكرر الوجع ؟
أومأت برأسها ايجابا برقة قبل أن تعاودها نوبة الآلام فتصرخ فيه ناهرة:
-سيف .. قم وانهض .. هيّا خذنى الى المشفى ,, أنا سوف ألد ... هذه المرة .. اشعر بآلام مخيفة .. آآآآآآه ... آآآآه.
وتصبب العرق فوق جبينها باردا مما أكّد له على صدق حدسها , على ما يبدو أن ساعة الولادة قد حانت ,, وطفليه فى طريقهما للقدوم ..
هب واقفا على قدميه وهرع نحو الحمام حافيا قبل ان يعود ليبحث عن خفيّه متوجها الى الداخل ,غسل وجهه بماء بارد حتى يزيل آخر أمل للنوم مجددا .. ووقف متأملا وجهه فى المرآة وهو يحادث نفسه بحماس:
-ستصبح أبا ... يا سيف .. أخيراااا.
ثم وبّخ نفسه وهو يحث الخطى مبتعدا عن وجهه المنتشى سعادة والذى يطالعه فى المرآة :
-لا وقت لهذا ,, فمها على وشك الولادة.


*******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 22-01-21, 08:05 PM   المشاركة رقم: 129
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

بعد وقت قصير قضته مها بين آلام المخاض العنيفة وسعادتها المتلهفة لاستقبال وليديها ,تم نقلها الى المشفى الاستثمارى الخاص المعروف و وحالما رأتها الطبيبة المتابعة لحالتها بدا على وجهها دلائل عدم الرضا وهى تلاحظ شحوب وجه مريضتها واحباس أنفاسها المتلاحقة فقد كانت تشهق بقوة فى محاولة لدفع الهواء الى رئتيها .. فهتفت بفريق الطاقم الطبى من أجل نقل مها سريعا الى غرفة العمليات لأجل اجراء عملية قيصرية عاجلة ..
استوقفها سيف قبل أن تندفع بدورها الى غرفة التعقيم لتلحق بمريضتها وهو يتساءل بقلق وتوتر:
-دكتورة .. لحظة واحدة .. ماذا بها زوجتى ؟ لماذا اصررتِ على دخولها بهذه السرعة ؟
نظرت له الطبيبة بدهشة بالغة وهى تهتف بسرعة وبطريقة عملية باردة:
-ألا تعرف يا سيد ؟ أن زوجتك تعانى ضعفا بقلبها كما انها مريضة بفقر دم حاد .. مما يعرّضها لمخاطر مضاعفة اثناء الولادة .. من الاساس .. الحمل كان مخاطرة غير محسوبة العواقب الا أن زوجتك رفضت الاجهاض وهو الحل البديل لحالتها وخاصة بعد علمها بأنهما طفلين وليس واحدا .. عن اذنك.
وغادرت مهرولة تاركة لسيف منهارا يدفن وجهه بين يديه وهو يغمغم بعدم تصديق :
-لا يمكن .. مها .. حبيبتى .. لماذا أخفيتِ عنى الامر ؟ لماذا ؟
وضرب على الجدار بكلتا قبضتيه بقوة حتى كادت عظامه تتحطم من قوة الخبطة وعنفها .. وقف كلا من رفيق وكريم الى جانبه وهما يحاولان أن يشدّا من أزره حتى يتماسك وقد قال رفيق بنبرة صارمة:
-سيف .. لا بد أن تكون قويا .. فمها بحاجة اليك .. وليس هذا وقت الضعف أو الانهيار ..
تهدّج صوته وهو يجاهد ليمنع نفسه من الارتجاف:
-لا يمكننى أن أتخيّل الحياة بدون وجودها .. أنا احبها بل أعشقها ,, هى من أعادت البسمة الى وجهى والثقة الى نفسى والراحة الى حياتى.
ثبّت كريم نظره على نقطة بعيدة .. وتماثل امامه خيال هديل التى أخذت تقترب منهم شيئا فشئ , استأذن منهم للحاق بها قبل ان تصل اليهم وهو يلتقط كفّها الرقيق الذى تألق خاتم خطبته الماسىّ فى بنصره ,تمايلت على جسده بانحناءة وهى تسأله بقلق بالغ:
-كيف حال مها ؟ واين هى الآن ؟
-ادعِ لها يا هديل , فقد تم نقلها فورا لغرفة العمليات والطبيبة المختصة بالولادة تقول بأن حالتها خطيرة .. حيث أن حالة قلبها لم تكن تسمح بالحمل ولا مرورها بآلام المخاض.
شهقت هديل ارتياعا وهى تهز رأسها يمينا ويسارا:
-قلبها !! لا أصدق أن مها مريضة .. فهى لم تشكو يوما من قلبها ..
قاطعها كريم قائلا وهو ما زال ممسكا بيدها:
-أيعنى هذا انك لم تكونى على علم بحالتها المرضية ؟ غريب جدا .. فقد أكّدت الدكتورة على أن مها رفضت اختيار الاجهاض بارادتها .
انسلت عبرات غزيرة على وجه هديل البيضاوىّ وهى تنتحب بحرقة:
-يا حبيبتى يا مها .. يا حبيبتى .. اللهم نجّها .. اللهم احفظها .. لم تعانِ فى حياتها من اية امراض سوى فقر الدم .. هذا ما أعرفه .. لو كنت أعرف ما سمحت لها بالمخاطرة بحياتها .. يا الله !
ربت على شعرها فى حنان وهو يحاول تهدئة انفعالها الجارف قائلا:
-لا بأس يا حبيبتى .. هدأى من روعك .. أنه مقدّر ومكتوب .. فعلينا الرضا بقضاء الله وقدره ..
دفنت وجهها فى صدره دونما قدرة حقيقية على مواجهة الواقع القاسى المرير .. صديقة عمرها فى خطر .. قلبها عليل .. لأول مرة تعرف.
أشار سيف نحو أميرة التى كانت تجلس على مقعد معدنى مزدوج وهى تتمتم بدعوات صامتة تناجى الله وهو يقول لرفيق:
-اذهب الى زوجتك .. خذها وعودا الى البيت فهى لن تتحمّل الانتظار فى مكان كهذا.
حاول رفيق أن يبدى اعتراضه وهو يغمغم بانفعال:
-لن أتركك وحدك فى ظرف كهذا .. محال.
-اذن فلتقلّها هى الى المنزل حتى ترتاح .. لا تنسَ بأن حالتها غير مستقرة .. ولا نريد ان تصبح خسارتنا مضاعفة.
التقط رفيق المعنى الخفىّ لعبارة ابن عمه .. فأميرة حامل بشهورها الأولى ,, وأخيرا تحقق حلمهما بالانجاب بعد أن طافا على العديد من الأطباء فى مصر وفى الخارج , فتم اكتشاف خللا طفيفا فى نظام التبويض لدى زوجته مما حدا بهم الى وصف بعض العقاقير المنظمة والتى آتت بثمارها بنجاح مذهل حيث أخبرته منذ ما يزيد عن الشهر ببضعة ايام بأنها قد أجرت الاختبار المنزلىّ للحمل وظهرت النتيجة ايجابية .. يومها لم يتمالك نفسه من السعادة فحملها وأخذ يدور بها حتى شعرت بدوار وطالبته بالتعقّل , وأى عقل تبقّى لديه فقد طار صوابه من فرط ابتهاجه بهذا الخبر , لا ينكر انه كان متشوقا لانجاب طفل يحمل اسمه الا أنه تمنّى هذا الحمل من أجلها هى .. زوجته وحبيبة قلبه .. أميرة عرشه .. فقد تحمّلت وصبرت كثيرا وهى ترى أمها السيدة التى تخطت منتصف الاربعينات أما لمولود صغير ,ومها حامل بشهورها الاخيرة .. وكانت شقيقته التى تزوجت مؤخرا حامل بشهرها الثانى .. كانت تلك القشة التى قصمت ظهر البعير .. ولكن الله منّ عليهما بهذه النعمة , ليرتاح قلبها وتعود الى طبيعتها الهادئة بعد فترة من العصبية والانفعال لأتفه الاسباب ..
توّجه الى حيث تجلس زوجته فلمس كتفها بأطراف اصابعه ليخرجها من حالة الخشوع وهى تتضرع الى الله لانقاذ مها والطفلين .. نظرت له متسائلة بصمت فقال بنبرة تفيض عاطفة جيّاشة:
-حبيبتى .. تعالى لآخذك الى المنزل ,يبدو عليك التعب .
اعترضت بقوة هاتفة:
-كلا يا رفيق , سأبقى هنا معكم .. فلن أحتمل البقاء فى البيت وحدى.
-أميرة ..لا داعٍ من تواجدك هنا .. ثم ان بقاؤك بالمنزل له اكثر من فائدة .. أولا لتنالى قسطا من الراحة .. وثانيا لتبقى الى جوار تنت منى.. فأنت ِ تعرفين ان حالتها لا تسمح بذهابها الى المشفى , لن تحتمل هذا الجو المشحون بالتوتر والترقب ,, كما أننى ساكون أكثر اطمئنانا عليكِ وعلى الجنين ..
-ولكننى ..
-لا يوجد لكن .. هيّا.
وتأبط ذراعها متوجهين الى الخارج بعد أن ألقت هى التحية على هديل التى هزت رأسها بتحية مماثلة دون أن تتكلم ,, لم تجد فى نفسها القدرة ولا الطاقة على الاتيان بأية فعل أو ردة فعل .. مجرد حالة من الخواء الرهيب تلفّها وتغمرها .. هل من الممكن ألا تنجو مها ؟ لا تريد ان تفكّر فى هذا الحتمال الوارد .. بل لا تجرؤ على مجرد تخيّل حياتها بلا صديقتها المفضلة ..
مرت حوالى الساعتين وهم على نفس الحال ... بينما التزم سيف حالة من الصمت القاطع فجسمه قد تصلّب فى وضعبة الوقوف وهو يستند بظهره الى الحائط البارد .. وانما يشعر بالبرودة تغلّف قلبه .. وتنسل الى عقله .. عاجزا عن مساعدتها .. ليختبر ابتلاءا جديدا .. فالمال والسلطة والنفوذ وكل شئ .. بلا فائدة تُرجى .. كله هباءا منثورا .. أمام الموت.
أحس بقشعريرة باردة جعلت شعر جسده يقف حينما أطلّت الممرضة من غرفة العمليات وتوجهت نحوهم بخطوات متثاقلة بطيئة وغمغمت بصوت حاولت أن تجعله طبيعيا وهى تقول:
-مبارك لك يا استاذ .. لقد رزقك الله ببنتين جميلتين.
شعر بدقات قلبه تتقافز متسارعة فى صدره حتى خيّل اليه أنه يسمع صوت هذه الضربات القوية .. حمدك يا رب .. رزقهما الله - هو مها - بفتاتين .. ثم تنبّه الى أنها قالت رزقك الله ولم تقل رزقكما الله , الفارق الشاسع بين المفرد والمثنّى جعله يرتاب ,, فاقترب منها متسائلا بحدة:
-وزوجتى ؟ كيف هى الآن ؟
لم ترد الممرضة واكتفت بالتحديق الى الباب المغلق وهى تغمغم:
-سوف يخرج الطبيب الآن لاخبارك بحالتها.
-أى طبيب ؟ ألم تكن هناك طبيبة بالداخل .. هى التى قامت بعملية التوليد ؟ عن اى طبيب تتحدثين يا امرأة ؟ جاوبينى.
وسارع كريم للحيلولة بينه وبين الممرضة التى تراجعت الى الخلف مذعورة من حالة الهياج التى انتابت الرجل الواقف أمامها , وقد همّت بضغط زر استدعاء رجال الأمن لولا أن منعتها هديل برجاء متوسل وهى تلتمس له العذر قائلة:
-أرجوكِ لا داعٍ لهذا ..
هتفت الممرضة بارتياع:
-ولكنه كاد أن يتهجّم علىّ ..
-أنه بحالة من اللا وعى .. صدقينى هو ليس برجل يهاجم النساء .. فقط يريد معرفة ما حلّ بزوجته .. وهذا أبسط حقوقه.
كان سيف ثائرا بقوة وقد تطلّب من كريم بذل مجهود عضلى كبير حتى يشلّ حركته ويمنعه من أن يتهوّر .. وهو يصيح منفعلا:
-اهدأ يا سيف .. اهدأ .. ليس الحل فى العنف .. اصبر وسوف يخرج الطبيب لاعلامنا بحالة مها..
-أى طبيب هذا ؟ من هو ؟ فليخبرنى احدكم.
من يرى سيف بهذه اللحظة يجزم بأنها قد فقد عقله تماما .. كان يصيح ويهذى ..
حتى خرج طبيب فى أواسط الخمسينات من عمره من غرفة العمليات وهو ينظر حوله كمن يبحث عن أحد ثم تكلم أخيرا:
-من منكم زوج المريضة التى كانت تلد ؟
تملّص سيف من قبضة كريم واندفه نحو الطبيب بحركة حادة وهو يجيبه بصوت مرتعش ونظرات عينين زائغتين:
-أنا .. أنا زوجها .. كيف حال زوجتى يا دكتور ؟ بل اخبرنى اولا من أنت ؟
أجابه الطبيب بلهجة رسمية باردة:
-انا الدكتور يوسف أبو العلا .. أستاذ امراض القلب والاوعية الدموية .. يؤسفنى يا سيدى ان أخبرك بأن زوجتك ... سقطت فى غيبوبة ونحن نحاول افاقتها بلا جدوى.
-لماذا ؟ ألم تتم الولادة على خير ؟
-بلى , ولكن قلبها لم يتحمّل .. لقد توقف القلب تماما.
وهوى قلبه بين ضلوعه ... هوى صريعا , بينما قدماه لا تقويان على حمل ثقل جسده الذى سقط على ركبتيه ... بارتجاج عنيف.
ودوّت صرخته الملتاعة حزنا وأسى فى أرجاء المشفى :
-مهااااااااا.


********************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 22-01-21, 08:08 PM   المشاركة رقم: 130
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

انتهى الفصل الأخير

وتبقى فقط الخاتمة



 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسرار, الحيتان, السيف, سلسلة, زواج, عائلة, نيفادا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:15 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية