لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-01-21, 07:55 PM   المشاركة رقم: 121
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

الفصل الخامس عشر والأخير



ارتدت ريم ثوب السهرة البنفسجى والذى انتقته بعناية فائقة من بين عدة اثواب بعد عناء وبحث طويل .. حيث أنها شعرت بأنه مصنوع من أجلها أول ما وقعت عيناها عليه .. أنه أكثر من ملائم لحفل عقد قرانها .. على حبيب الروح والقلب .. جاسر .. وقد استسلم لرغبتها المصرّة على أن يُقام هذا الحفل بمنزل العائلة وتعللت بأنها تريد السير على نهج أخيها الذى سبق وفعلها بالرغم من عرض الجد عبد الله السخىّ من أجلهما .. وهو يحاول مناشدتهما الموافقة على اقامة الحفل فى أحدى كبرى القاعات التى تليق باسم وسمعة الشرقاوية .. وربما كان منبع اصراره الى أن جاسر هو حفيده الوحيد وأراد أن يمنحه شيئا مميزا خاصا به هو وعروسه والتى تنتمى لذات العائلة العريقة .. بيد أن جاسر كان قد سبق وأخبره بأنه لن يتراجع عن وعد قطعه لخطيبته .. وهو أنه سيحقق لها كافة رغباتها دونما مناقشة أو مراجعة .. وأضاف بتصميم واصرار:
-أنه حفلها الخاص وهى ملكة هذه الليلة فرغباتها أوامر بالنسبة لى.
وحتى ووالدته تبذل قصارى جهدها لاثنائه وحمله على تغيير خططه بحجة أن هذا الاحتفال يخصه هو الآخر فعلّق بصبر وأناة قائلا:
-يرضينى ما يجعلها سعيدة وهانئة ومرتاحة.
فاكتفت والدته بمصمصة شفتيها فهى على الرغم من العلاقة الطيبة التى تربطها بكنتها المستقبلية لا تريد ان يصبح ابنها لعبة بين يديها .. أرادت منه أن يثبت قوة شخصيته وقدرته على اتخاذ القرارات وان تناست أنه من الرجولة أن يبرّ بوعده وأن يحافظ على الأمانة التى تعلّقت بعنقه مراعيا لمشاعرها ومحاولا اسعادها بكافة الطرق ..
ابتسمت ريم لنفسها وهى تنظر لانعكاس صورتها فى المرآة بعد أن أنهت ارتداء ثيابها ووضعت ظلالا خفيفة على جفونها ولمسات رقيقة من طلاء شفاه أظهر امتلاء واكتناز شفتيها بينما تلونت وجنتاها بلون وردى دون الحاجة الى حمرة صناعية .. وتألقت عيناها ببريق مشع جذاب .. رأت فتاة حسناء هيفاء بقدّها الرشيق وقد منحها حذاؤها ذى الكعب المرتفع طولا اضافيا ,, هى فى أمس الحاجة له لأن جاسر يفوقها طولا بأكثر من عشرين سنتيمترا .. والأهم أن رضاها الداخلى وراحة بالها قد تركت أثرا واضحا على ملامحها التى تراخت فى هدوء واشراق .. كانت باختصار عروسا بارعة الحسن .. بينما ابتسامة عريضة لا تفارق شفتيها ..
سمعت وقع طرقات متتالية على باب غرفتها وصوت شقيقها يتعالى محتجا:
-ريم .. ريم .. افتحى الباب .. الجميع بانتظارك.
هرولت مسرعة باتجاه الباب وهى ترش بضعة قطرات من عطرها الانيق ذى الرائحة الوردية حول معصميها وخلف أذنيها ,وفتحت الباب لتطالع رفيق الذى كان مرتديا حلة رمادية اللون ومن تحتها قميصا باللون الأزرق السماوىّ تاركا أعلى زرين مفتوحين بلا ربطة عنق فى اشارة واضحة لميله للجموح ورفضه القيود .. وما أن لمحها حتى أطلق صفيرا طويلا قبل أن يهتف باعجاب واضح:
-ما هذا الجمال ! من هى هذه الغادة الفاتنة .. أين ذهبت شقيقتى ريم ؟ هيّا .. اعترفى فورا ..
قطبت ريم جبينها باعتراض قبل أن تهتف بغضب مصطنع:
-يا سلام .. أيعنى هذا أننى لست جميلة يا سيد رفيق ؟ لن أكلمك ثانية !
انطلقت قهقهاته العالية من حلقه قبل أن يغمغم فى خفوت:
-كلا , ولكننى لست معتادا على رؤيتك بمثل هذا التألق والـ ...
وتوقف لاختيار الكلمة المناسبة بعد طول تفكير ثم قال:
-واللمعان .. أنتِ تشبهين قطعة من الجواهر النادرة .. ببريقها وجمالها .. كما أننى لا أقوى على خصامك يا حبيبتى الغالية .. ريم أنت درتى وتاج رأسى .. فأنا لست مجرد أخ لكِ .. أنا أعدّك بمثابة ابنتى الكبرى.
-حسنا .. حسنا ,, سوف اغفر لك تسرعك وأعتبر حديثك مجرد زلة لسان .. ولكننى عاتبة على زوجتك .. فأميرة قد تهرّبت من مساعدتى رغم انها وعدتنى.
اقترب رفيق من شقيقته وضمها بين ذراعيه مربتا على ظهرها ومقبّلا لمفرق شعرها بحنان بالغ وهو يغمغم معتذرا بلباقة:
-لا يا ريم .. لا تظلمى أميرة .. فأنتِ تعرفين كم كانت مشغولة جدا بالأسبوع المنصرم .. بعد ولادة عمتى فريال ,, واضطرارها للبقاء معها ليلا نهارا .. حتى تسترد صحتها وعافيتها .. فهى غير قادرة على الحركة ولا رعاية المولود الصغير بعد ولادتها المتعسرة فى الشهر السابع ..
طأطأت ريم برأسها بخجل قبل أن تهمهم بحبور:
-حمدا لله على سلامتها .. الجميع انتابه القلق عليها وخاصة وأن الطبيب لم يكن متفائلا بسبب سنها الكبير ..
-ولكنها باتت أفضل وحالتها الصحية قد استقرت كثيرا وان ظلت بحاجة لمعاونة أميرة المستمرة خاصة فى هذه الفترة الحرجة من عمر الطفل ..
تساءلت ريم بفضول:
-وما هو الاسم الذى اطلقوه على المولود ؟
-أكرم .. لأن الله أكرمهما به ليصبح قرة عين لهما ..
تمتمت ريم:
-اسم جميل .. والعقبى لكما أنت وأميرة.
تطلّع رفيق الى ساعته وقال مغيّرا دفة الحديث:
-هيّا يا ريم ... لا وقت لثرثرتك الفارغة , فالعريس فى الأسفل فى انتظراك على أحر من الجمر .. لا تجعليه ينتظر أكثر حتى لا يفرّ ...
وصدحت ضحكاته بينما تشاركه هى بابتسامة رقيقة وقد تلاعبت بحاجبيها وهى تقول بثقة:
-ولو .. لا تشغل بالك .. فجاسر لن يهرب منى أبدا .. ولو اضطر الى انتظارى العمر كله.
التقط ذراعها حتى تتأبطه وهما فى طريقهما للطابق السفلى وهو يقول بسعادة:
-فليبارك الله لكما ويرزقكما السعادة والهناء .. أنه محظوظ للغاية لينال فتاة جميلة رائعة مثلك بهذا القدر من البراءة والصفاء وطيبة القلب , وأنتِ ايضا عليكِ ان تحبيه وتراعيه فهو سيصبح زوجك.
ما أن رآها تتقدم نحوه بصحبة أخيها تمشى بخطوات واثقة رشيقة تتألق بجمال مبهر وابتاسمة أخّاذة تتراقص على شفتيها الكرزيتين .. واللتين تغريانه باقتطافهما .. حتى نهض واقفا يحدّق فى وجهها بحب وهيام.
ما أن وقع بصرها على زوجها المستقبلىّ وهو متألقا بأناقة وبساطة فى بزة كحلية اللون ذات تصميم حديث وقميص بلون يضاهى زرقة عينيه اللامعتين وهما تبثانها نظرات عاشقة مغازلة .. وقعت أسيرة لهم .. وهى تقترب ببطء منه بينما اتجه اليها والدها ليحل محل أخيها الذى تنازل بكل بساطة وأريحية مكتفيا بالوقوف مراقبا لهما ..
شدّها محمد الى أحضانه وهو يقبّل جبينها بمحبة أبوية خالصة وأمها من الجانب الآخر تطلق زغرودة مجلجلة تخللتها بنشيج منتحب وفد فقدت السيطرة على عبرات سعادتها .. مما دفع بريم لأن تضمها وهى تهمس قائلة :
-ماما .. لا تبكِ يا حبيبتى .. لن أحتمل دموعك وصوف أنهار بدورى باكية مثلك.
مسحت سوسن دموعها بطرف يدها وهى تعتدل بكبرياء وشموخ قائلة بحماس:
-لا يا حبيبتى .. أنا بخير أنها فقط دموع السعادة والفرحة .. فصغيرتى الجميلة سوف تتزوج .. كما أننا لا نريد ان تفسدى زينة وجهك ..
كان الماذون حاضرا بين الجلوس فى المنتصف وقد قام بفتح دفترا كبيرا وبيده القلم الحبرى .. كان ما زال يدوّن البيانات الخاصة بالعروسين.
استغل جاسر هذه الفرصة ليتقدم من عروسه بخطوات جريئة واسعة وهى تقف بجانب والدها واخيها مبهورة النظرات تكاد تشعر بأنها تحلم .. ويا له من حلم جميل وردىّ ,بينما وقف فارس أحلامها لليالٍ طوال على مقربة منها ثم التقط يدها ليلثم أطراف أناملها برقة متناهية وصوته الهامس الأجش يدغدغ مشاعرها كأنما يداعب أوتار الكمان:
-حبيبتى .. لقد جاء اليوم الذى طال انتظارى له .. وأخيرا ستصبحين لى وحدى ,ولن نفترق أبدا.
أطرقت بنظراتها الى الأرض بينما ظل رأسها مرفوعا بشموخ وكبرياء لم تعد تتخلّى عنهما حتى وهى عاشقة وبجنون فأردف جاسر بنبرة عشق خالصة:
-تبدين كالملاك .. ملاكى أنا يا ريم.
رنت اليه بنظرة خاطفة وهى تقول بغمغمة خافتة:
-وأنت ايضا تبدو وسيما متألقا .. يا جاسر.
توجه الجميع الى حيث يجلس المأذون فى انتظار العروسين ليبدأ مراسم عقد القران الذى تم فى جو من البهجة والسعادة شمل العائلة بأسرها.
لم يتخلّف عن حضور الحفل سوى فريال وأميرة التى كانت الى جوارها ترعاها وتعتنى بالمولود الجديد , الا أن مجدى لم يقصّر بأداء الواجب , وها هو يتوسط المجلس بين عادل والجد عبد الله وقد اندمج ثلاثتهم فى حديث ودىّ بانسجام تام.
بينما كانت مها جالسة الى جوار حماتها وخالتها منى تتبادلان أطراف الحديث .. ولم تنتبها الى نظرات سيف الصقرية وهو يراقبهما سويا وتلتمع عيناه بالرضا والقناعة حيث كانت الشهور الأخيرة خير دليل على عودة المياه الى مجاريها بعد المصارحة التى تمت بين الاثنتين من جهة وبينه وبين زوجته من جهة أخرى .. بدأت منى فى التقرّب من ابنة أختها فعليا بعد أن رمت الماضى خلف ظهرها وارتأت أن الفتاة لا ذنب لها فى كونها ابنة كمال وسهام .. وهى ايضا لم تتخلّ عنها فى السابق ولا عن أختها كما كانت تدّعى سهام دوما وهى تصرّ على ابنتها أنهما وحيدتان فى هذا العالم بلا معين ولا سند .. كانت منى ترسل مبلغا شهريا ولمدة سنوات عديدة اليهما حتى وفاة أختها , ولكن تلك الأخت استقبلت الأمر فى جحود ونكران بينما تقبل بهذه الأموال الا أنها رفضت الاعتراف لابنتها بالحقيقة مضللة ايّاها بأوهام وخيالات مريضة ..

*********************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 22-01-21, 07:56 PM   المشاركة رقم: 122
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

كانت مها قد اعتقدت خطأ بأن علاقة امها السابقة بـ سامى شقيق والدها التوأم لا بد وأنها قد تمادت الى حد كبير وهى تظن بهما السوء , حتى أنقذتها منى بحجة قوية وهى تنفى من الأساس انحراف أفكارها بهذا الاتجاه مؤكدة على أنها لا بد ابنة كمال وليس سامى ,, فى حينها صدح صوت منى رنانا وهى تنهر ابنة اختها وتعنّفها على مسار تخيّلها قائلة:
-لا يمكنك ان تظنّى بأمك هذا القدر من السوء وانعدام الأخلاق .. نعم ,, أعترف أن سهام كانت متكبرة ومغرورة حتى وبعد أن تعارفنا قبل موت أمنا وصرنا أصدقاء ولكنها لم تكن أبدا بتلك الصورة الوضيعة التى تتخيّلينها .. لم تصل علاقتها بـ سامى الى هذا البعد , ولكنها أحبته كثيرا وهو كان يبادلها مشاعرها الا أن أنانيته وطموحه الجامح جعله يهجرها مسافرا الى الخارج بعد ان بنى لها قصورا وهمية من الأحلام الجميلة عن العش الهادئ الذى سوف يجمعهما بعد الزواج .. ولا أنكر أننى لم أشعر بارتياح أبدا نحوه بنظراته الثقيلة وحضوره السمج .. باختصار أظنه انجذب اليها لأنها جميلة وثريّة ,ولكنه يئس بعد رفض والدها طلبه للزواج منها فقد كان ذلك الأخير ينظر الى الأمور بمقياس مادىّ بحت .. وبعد سفر سامى بحوالى سنتين توفى والد سهام واصبحت وريثة لثروة ضخمة مشاركة مع أخويها من ابيها .. كان الاثنان يحلمان بالهجرة الى أوروبا ,فقاما بتصفية اعمالهما وبيع كافة ممتلكاتهما متخلفين عن مسؤولياهما تجاه الأخت الصغيرة بدون أن يشعرا بوخز الضمير وهما يصطحبان أمهما معهما تاركين سهام وحيدة بلا أهل ولا اصدقاء .. وان لم يحرماها من ميراثها .. وهذه كانت الحسنة الوحيدة التى فعلاها.
وأضافت منى هذه العبارة الأخيرة بمزيج من السخرية والتهكم مما دف بمها وقتها أن تنظر لها بعينين متسائلتين فاستطردت بمرارة وأسى:
-بعد سنة من وفاة والدها علمت - ولدهشتى - أنها وكمال قد تزوّجا .. ومنذ تلك اللحظة انقطعت صلتى بأمك , ليس لأننى أردت قطع صلة الرحم أو لغضبى على تصرفها بدون الرجوع الىّ واستشارتى ولكن لأنها لم تسمح لى بالتواجد فى حياتها ورفضت ان تجيب على اتصالاتى وتهربت من مقابلتى ...
قاطعتها مها بصوت مرتعش يفيض يأسا واحباطا:
-ولماذا ... تزوج والدى من أمى ؟ أطمعا بأموالها أم ... ؟
لم تتوانَ منى لحظة عن محاولة التهرّب من الاجابة على ذلك السؤال المصيرى طوال المحادثة والذى كان لا بد منه فلم تستطع الا أن تقول بصراحة:
-لا أعرف حقيقة .. جميع الظروف والملابسات التى أوصلتهما الى الزواج يا مها .. وما أستطيع قوله هو أننى فى هذا الوقت كنت قد التقيت بعادل حيث كنت أعمل سكرتيرة فى احدى شركات والده وأحببته منذ أول نظرة وهو بدوره كان يبادلنى ذات المشاعر .. وفى ذلك الوقت كنت مرتبطة بوالدك بصورة غير رسمية لأننا كنا جيرانا ,كانت والدته تقطن بالبناية المجاورة لمنزل جدىّ وقد ترعرنا سويا ونشأنا معا فتولّد نوع من الألفة والمودة بيننا وحينما كان الأهل يخبروننا بأننا سوف نتزوج حينما نكبر لم أعترض .. كنت صغيرة السن بلا خبرة ولا تجربة وأحببت ذلك الشعور بأن هناك من يهتم بى ويشعرنى بأننى ملكة متوّجة وأظن أنه هو الآخر كان مستسلما لهذه الفكرة لارضاء والدته وساهم فى ذلك أيضا أننا ننتمى لذات الطبقة الكادحة العاملة فبدت كافة الظروف ملائمة لزواجنا ..
صمتت منى برهة لتلقط أنفاسها المتسارعة ثم أردفت بحسرة قائلة:
-حينما اعترف لى عادل وقتها بحبه لى كدت أطير من فرط سعادتى , وشعرت بأن الدنيا قد ابتسمت لى لم افكّر فى انه كان شخص واسع الثراء ومن عائلة عريقة ذات نفوذ .. ولكنه كان يمطرنى بنظراته الملهوفة العاشقة وكلماته المغازلة الرقيقة كما أنه دائما كان الى جوارى فى كل محنة حينما توفّى جدى ظهر عادل فى الصورة وأتمّ كافة الاجراءات لاستخراج تصريح دفنه والحصول على المعاش وتولّى أمر الجنازة والصوان .. كنت غارقة فى أحزانى واشعر بارتباك هائل ولم يكن لى فى الحياة سوى جدتى التى تجاوز عمرها السبعين ومريضة بالقلب فأحسست بالامتنان والعرفان لوجود عادل بجانبى واهتمامه الواضح بى .. ولم يمض سوى بضعة اشهر على هذا الحادث حتى فاتحتى برغبته فى الزواج منى , وكنت قبلها قد تشاجرت مع كمال لأنه قد اتهمّنى صراحة بسوء الاخلاق وأننى قد استمرأت علاقتى بعادل رغم أننى لم أخرج برفقته يوما الى أى مكان خارج العمل ولم يحاول هو أن يتجاوز حدود الأدب واللياقة فى معاملته لى .. فثرت ولأول مرة على كمال وحاولت انهاء أمر الخطبة المعلّقة بيننا الا أنه قابلنى بالرفض والهجوم الكاسح وقال لى بثورة حرفيّا :
-لا تنتظرى منه ان يكون جديّا بخصوصك .. فهو مجرد شاب عابث مستهتر وقع بصره على فتاة جميلة ظنّها سهلة فأوقعك فى شباكه بكلامه المعسول المنمّق ولكنه لن يحاول الاقتران بك .. ببساطة لأنكِ دون المستوى.
استعادت منى ذكرى ذلك اليوم وقد اغرورقت عيناها بالدموع قبل أن تتمتم بضعف ووهن:
-ووقتها لم اشعر بنفسى الا وأنا أصفع خده بقوة وعزم ثم طردته من منزلنا بعد ان أخبرته بأنه لم يعد يربط بيننا أى شئ , ولم أندم على ذلك القرار حتى وأنا اقضى ليالىّ مؤقة مسهدة من اثر التفكير فى حديث كمال لى ,وأخذت اتساءل ترى هل عادل بهذا السوء حقا ؟ هل يمكن أن يتلاعب بى وبعواطفى مستغلا براءتى وسذاجتى ؟
ولكننى قررت ألا ألعب دور الخادمة والسيّد ,, فحاولت أن أختصر علاقتى بعادل وقصرها على حدود العمل ,فما كان منه الا أن أعلننى برغبته فى الزواج منى بعد أن تأكد من اننى لم أعد مرتبطة بغيره .. لهذا تصرّف والدك كرجل مجروح مطعون بسكين الغدر والخيانة ولكننى من هذه التهمة بريئة .. لم يكن كمال يحبنى ولكنه أعتقد أنه قد تملكّنى وهذا ما اساء اليه حينما تزوجت فعلا بعادل ,لم يصدّق أن ذلك الشاب الوسيم بكل ثرائه وأخلاقه الطيبة ومستواه الاجتماعىّ اللامع أصبح زوجى .. ربما حقد علىّ لفترة من الزمن وان لم تطل ,وبقية تفاصيل القصة ليست عندى .. رحم الله والديك وغفر لهما , يا حبيبتى لا تحاولى نبش القبور ,, اتركيهما بسلام وعيشى حياتك وتمتعى أنتِ وزوجك وأطفالكما القادمين و فلن تفيدك معرفة الحقيقة بشئ ولن تزيدك الا حسرة وندما .. وما أدراكِ أن تدبير القدر كان لصالحك .. فقد التقيتِ بسيف ووقعتما بالغرام ,, بذات الطريقة التى شعرنا بها أنا وعادل من قبل , اتعلمين انه قد تحدّى والده وعائلته كلها من أجل الارتباط بى , ولم يعترفوا بى ككنّة لهم الا بعد معرفتهم بأننى أحمل حفيدهم الغالى .. سيف .. تصرّف بالضبط كوالده.
ورقّت نظرات منى وهى تتابع ابنة أختها بعينيها الذابلتين من آثار بكائها قبل ان تنتفض الاخيرة فى مكانها وهى تسألها فى مزيج من اليأس والرجاء:
-أيعنى هذا أنكِ لست ناقمة علىّ ؟
ضاقت عيناها وهى تهب من مقعدها لتحتضن تلك الفتاة الوحيدة والتى ترتجف خوفا وألما ثم تنسح على خصلات شعرها الحريرية بحنوٍ بالغ قبل أن تهمس مبتسمة:
-يا حبيبتى .. مها .. أنتِ كل ما تبقّى لى من أختى الوحيدة ,, عائلتى .. يستحيل أن أحقد عليكِ كل ما فى الأمر أننى قد تفاجأت بزواجك من سيف فلم استوعب الصدمة .. اضافة الى ظروف مرضى وعلاجى التى تجعلنى متوترة ومرهقة .. لو عرفتِ الحقيقة .. حاولت أن اتواصل معكِ من بعيد لأننى لم أكن واثقة من ردة فعل عادل على اهتمامى بكِ ورعايتى لكِ ,وحينما قدّمت لكِ الكارت لتحصلى على عمل بشركة العائلة ظننت أننى بهذا أكون قد أدّيت دورى على أكمل وجه , ولكن سامحينى يا ابنتى فقد قصّرت بحقك .. لم يجدر بى أن أترككِ تعانين وحدك ..
استكانت مها فى أحضان خالتها وقد شعرت ولأول مرة منذ وفاة امها بالأمان والحنان .. فاطمأنت بعض الشئ وهدأت ضربات قلبها المتسارعة ثم تنهدت بارتياح تام وهى تغمغم:
-هل معنى ذلك أن عمى عادل قد تقبّل وجودى بينكم ؟
-طبعا يا مها , عادل طيب القلب وحنون كما أنه يتمتع بنية صافية ,ستعرفين طباعه جيدا حينما تعاشرينه يا حبيبتى , ويا لسعادته حينما تلدين وتجعلين منه جدّا فسوف تعلو مكانتك ويرتفع شأنك لديه.
حلّ صمت متوتر بينما مها تقول بحذر:
-ان شاء الله يا .. تنت .. أتسمحين لى بأن ...
قاطعتها منى صيحة هادرة وهى تضع اصبعا أمام وجهها :
-اشششش ... ما هذا الكلام ؟ لن تناديننى بهذا اللقب ابدا.
انكمشت مها على نفسها وقد بدأت دموع الذل والانكسار تتجمّع فى مآقيها لولا أن عاجلتها منى بتعنيف محبب:
-لن تقولى سوى ماما .. هذه هى الصفة الوحيدة المسموح لكِ بها .. أفهمتِ يا ابنتى ؟
ولشدة فرحتها وسعادتها فقد احتضنتها مها بلهفة واشتياق وهى تطبع قبلات كثيرة متوالية على وجنتيها ثم اتبعتها بقبلتين على يديها وهى تقول بقوة:
-فهمت يا ماما .. يا احلى ماما فى الدنيا.
ربتت الام على رأسها بمودة وهى تقول بتضرّع:
-حفظك الله ورعاكِ يا بنيتى .. يا حبيبتى.



********************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 22-01-21, 07:57 PM   المشاركة رقم: 123
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

ما أن شعرت مها بأنها مراقبة من قبل أحد ما حتى رفعت بصرها نحو زوجها وهى تمنحه ابتسامة حلوة فبادلها الابتسام ثم وجد نفسه مسيّرا نحوها بلا اردة وتوقف الى جانب مقعدها حيث تجلس بأريحة محاولة الاسترخاء وقد انتفخت بطنها بصورة واضحة معلنة بجلاء عن وجود طفلين بداخل رحمها .. مال على اذنها وهمس مغازلا:
-لم أكن اعرف ان الحمل يزيد من جاذبية وجمال المرأة الى هذا الحد .. أتعرفين بمَ اشعر الآن ؟
سألته بفضول:
-بمَ تشعر يا حبيبى ؟
ازدادت نبرته همسا وخفوتا وهو يقول متخابثا:
-اشعر بأننى أود اختطافك من وسط هذا الحشد الغفير وأحملك بعيدا , بعيدا جدا .. الى حيث لا يوجد سوانا .. ثم ... أبادلك الحب.
وغمز لها بوقاحة معبّرا عن رغبته الجامحة بها تاركا لها تخمين ما يفكّر به حتى تصاعد اللون الاحمر على وجنتيها مضيفا جمالا وبهاءا الى حسنها وهى تعض على شفتيها قبل أن تتلفّت حولها وهى تغمغم بحرج:
-سيف .. ليس هذا مجال الحديث عن ..
وتوقفت كلماتها بغتة وتعثرت بخجلها الفطرىّ حتى أتم هو عبارتها المبتورة بجدية وثقة:
-عن الحب .. ولمَ لا يا حبى ؟
نظرت لها مؤنبة بعد أن انتبهت أمه الى محور حديثهما فتألقت شفتاها بابتسامة وقور وهى تقول:
-الحب فى كل وقت واى وقت .. لا حدود له يا ابنتى.
ثم تبادلت مع زوجها الجالس فى الطرف الآخر نظرات كلها عشق وهيام وكانها تؤكد لهما على أن الحب الحقيقى قائم وموجود كما أنه يتحدّى كافة الظروف ويستمر بمرور الوقت بل أنه يزداد عمقا وقوة مع العمر.
صفّر سيف بصوت خفيض قبل أن يهتف بمرح:
-أرأيتِ أن أبى وأمى يتفقان معى ؟
نهرته منى بغضب مصطنع وهى تربت على ظهر مها التى كانت تسعل محاولة تبديد حرجها :
-ألف سلامة عليكِ يا مها .. سيف .. كفّ عن ازعاجها واثارتها ..
حاصرها بنظراته الهائمة قبل أن يعود ليهمس من جديد بعيدا عن مسامع والدته:
-حسنا .. لقد انتصرتِ ولكن مؤقتا فهذه مجرد جولة .. وحينما تخلد أمى الى النوم لن تجدى من ينقذك من بين يدىّ .. وحينها لن تكون مجرد كلمات عن الحب .. بل أفعال ..
شهقت مها مصدومة وهى تتحاشى نظراته ,فقد تلاعبت بها هرمونات الحمل حتى باتت تتأثر كثيرا بمغازلاته الصريحة وتلميحاته الجريئة ,وان كانت لا تنكر مدى سعادتها بهذا الحب والاهتمام:
-سيف .. لا يصح .. ثم اذهب .. هيّا فعمى محمد يشير لك .
انتصب سيف معتدلا بوقفته وقد لمح فعلا عمه محمد يحاول اثارة انتباهه , لم تكن تلك مجرد محاولة من زوجته لتشتيت ذهنه ,فلوّح بيده قبل أن يتجه نحو عمه بعد ان التفت اليها وهو يقول باحباط:
-جميع الظروف تأتى لصالحك اليوم .. لولا عمى ما كنت تركتك قبل أن ترفعى رايتك البيضاء.
رفعت رأسها بكبرياء وهى تقول بشمم:
-فى أحلامك فقط !
هتف متوعدا:
-سنرى.


****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 22-01-21, 07:59 PM   المشاركة رقم: 124
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

كانت هديل ووالدها مدعوين الى حفل عقد القران بصفتها خطيبة لكريم وان ظلّت هناء على عنادها ورفضها الزواج من صلاح بحجج واهية .. كل مرة تفتعل سببا مزيفا بينما صلاح يتقبّل هذا الرفض بصدر رحب وان بقى على علاقته بها يساعدها فى ادارة المؤسسة الخيرية التى تحمل اسميهما ويعاونها على استذكار دروسها فقد عملت بنصيحته بعد الحاح وجهد لتعود الى صفوف الجامعة المفتوحة وتكمل دراستها بكلية الحقوق .. وكل هذا بتشجيع ودعم من كريم وهديل اللذين تصالحا أخيرا بعد اعتراف طويل مفصّل من الاول بخطئه فى حقها , واجحافه لقدرها على مدار سنوات .. واعترافه الصارخ بحبه العميق لها ووعده لها بتحقيق السعادة معا .. الى آخر العمر .. اضافة الى مباركته لزواج والديهما الا أنه لم يسعه اقناع امه بقبول هذه الزيجة حتى بعد أن توسطّت الجدة شريفة من أجلها لاقناعها بالقبول .. وكانت ردها الوحيد الذى تشبثت به بقوة:
-لقد تزوجت من قبل بوجدى - رحمه الله - والد ابنى كريم , ولن أعيد هذه التجربة مجددا.
قالت شريفة بنبرة متزنة مليئة بالثقة :
-ولكنك لم تعودى زوجته .. فقد توفى وجدى وأنت الآن وحيدة , حتى وهو على قيد الحياة كنتِ وحيدة .. يحق لكِ الآن أن تستمتعى بحياتك وتقضى بقية عمرك مع رفيق لك يؤنس وحدتك ويمنحك الحب والرعاية التى تستحقينهما ,حبيبتى الحياة تستمر حتى بعد فراق من نحبهم , هذا ما تعلمّته بسنوات حياتى التى تخطت الخمسة والسبعين عاما .. وهذا لا يشكّل خيانة لهم ولا عدم وفاء لذكراهم .. مطلقا ..
هتفت هناء فى ارتياع:
-لا أنكر أن وجدى قد جرحتى فى الصميم بزواجه من مهجة وهجره لبيت الزوجية ولنا ,, ولكننى وعيت على هذه الدنيا وأنا معه وله .. تزوجته وانجبت منه ولدى الوحيد .. أتصدقيننى يا أماه لو اخبرتك بأننى لا أحتمل مجرد التفكير برجل آخر سواه .. يمكنك أن تسمى هذا عشرة .. تعوّدا .. أو هى مجرد حماقة منى ,, ولكن الأمر ليس بهذه البساطة .. لا ,, لا يمكننى التفكير فى الزواج من رجل غيره.
-ولكن صلاح يحبك يا هناء .. وهو رجل جدير بكِ وبامكانه منحك السعادة والحب الذى حُرمتِ منه , فلتعطِ نفسك فرصة لاعادة التفكير فى الأمر.
-وكريم ؟؟ أنه يحتاج الىّ !
-ما به ؟ لقد شب رجلا ولم يعد مجرد طفل صغير بحاجة الى رعايتك , كما أنه قد اقترن بفتاة جميلة ومهذبة وفى سبيله لانشاء اسرته الخاصة ..
وبعد مرور السنين و حتى وان ظل على برّه وعنايته بكِ , وهو حتما سيفعل الا أنه سينشغل باحتياجات زوجته واولاده , ستبتلعه دوامة الحياة بدون عمد .. وهذا مصيرنا جميعا .. فماذا ستجنين غير الوحدة وأنتِ فى خريف العمر , لا تنظرى الى نفسك الآن وانتِ قادرة على تلبية احتياجاتك وتسلية اوقاتك .. صدقيننى الوحدة قاتلة وخاصة فى سنّى المتقدم ذاك .. حتى وان كنت محاطة بالابناء والأحفاد ..
-ولكن كريم لن يتركنى , لقد خصص لى قسما كبيرا من الفيلا الجديدة وأهدّها من أجلى لأكون بقربه حتى بعد زواجه.
ابتسمت شريفة ابتسامة باهتة وهى تقول بحكمة ورزانة:
-لا أنكر أنه ابن بار ,, كما أبنائى جميعهم ,, أنا أحدثك عن الرفقة الدائمة .. التى تمنحكِ دفئا واحساسا بالأمان وراحة البال .. لا تتخذى قرارا متسرعا .. فكّرى مرة أخرى ,ولا تردّى هذا الرجل المحترم خائبا.
ولم يحاول صلاح فرض نفسه عليها أكثر من ذلك ,بل ولم يحاول اعادة مطلبه مرة اخرى ,يبدو انه قد اكتفى بلعب دور الصديق الوفىّ والشريك فى العمل اضافة الى كونه صهرا لابنها , وقد ظنّت خطأ انه سوف يتعنّت بمسألة زواج كريم وهديل .. ربما انتقاما من رفضها أو حتى انكارا لأية صلة قد تربط بينه وبين عائلة الشرقاوية التى ابتعد عن مجالها لفترة طويلة من الزمن , بل لم تصدّق عيناها حينما وقع بصرها عليه قادما الى الحفل يصطحب ابنته معه وقد بدا أنيقا وجذابا للغاية فى حلّته الكلاسيكية الداكنة اللون وقد صفف شعره الرمادى الناعم الى الخلف فبدا اصغر سنا من عمره الحقيقى .
اتجه اليها وصافحها بلباقته المعهودة وهو يقول مجاملا:
-مبارك للعروسين.
فبادلته المباركة بابتسامة حانية قائلة وهى تشير الى الزوجين المتشابكى الأيدى الى جوارهما:
-الله يبارك فيك يا صلاح .. والعقبى لهذين الاثنين .. هاه كريم وهديل .. ألم تكتفيا بعد من هذه الخطبة ؟ لقد آن الأوان للتفكير جديا بعقد القران .
قال كريم بدون أن يرفع عينيه عن خطيبته الرقيقة التى توردت وجنتاها حياءا:
-لا يا أمى , لقد سبق واتفقنا أنا وهديل على تمديد فترة الخطبة الى ستة اشهر , لم يمض منها سوى النصف .. كما اننا بحاجة الى تأثيث منزلنا أولا , وهذا سوف يستغرق وقتا لا بأس به.
تمتمت هديل بصوتها العذب الرقيق:
-نعم .. كريم لديه الحق , وما الداعى للعجلة ؟ علينا أن نتعرّف جيدا على طباعنا ونختبر مدى قابليتنا للزواج فى هذه الفترة حتى نضمن باذن الله النجاح والتوفيق دون أن ندع مجالا للأوهام والمظاهر الخادعة.
شعر صلاح بفخر واعتزاز بابنته وتفكيرها المتعقّل الرزين فأومأ برأسه موافقا وهو يقول :
-سلم لسانك يا هديل .. أنتِ محقة يا ابنتى فالزواج ليس مجرد علاقة حب أو اعجاب متبادلة بين اثنين , أنه يُقام على التوافق والتفاهم والاحترام .. وعليكما أن تمنحا أنفسكما الفرصة السانحة لمعرفة مدى الانسجام فى علاقتكما المستقبلية.
اشاحت هناء بيدها بضيق ظاهر وهى تقول بفتور:
-حسنا .. حسنا .. لقد اتفقتم أنتم الثلاثة معا , وعلىّ ان ألتزم الصمت وأعترف بأننى لا أحبذ التفكير بهذا المنطق الغريب.
نظر لها صلاح متعمقا وهو يحاول سبر أغوارها لمعرفة السبب وراء ضيقها قبل أن يقول معتذرا:
-ابناى .. اسمحا لى أود الانفراد بهناء لمحادثتها بأمر خاص .. تعالى معى يا هناء.
وقبل أن تجد فرصة لمعارضته أو ابداء اية ممانعة أمسك بمرفقها بحزم وهى ترسل نظرات متوسلة تستنجد بابنها وخطيبته , الا أنهما هزّا كتفيهما بعجز سامحين لهما بفرصة الانفراد حتى يستغلّاها بدوريهما ليهتف كريم متشدقا وهو يحيط كتفى هديل بذراعه اليمنى يقودها بعيدا عن الجموع:
-تعالى معى .. أشعر بأن الجو هنا أصبح خانقا.
-ألن ننتظر أبى وأمك ؟
رمقها بنظرة شمولية قبل أن ترتفع قهقهاته مجلجلة وهو يقول باستخفاف :
-اعتقد أن حديثهما سيطول , وان كنت أتمنى أن يسيطر عمى صلاح على الوضع ...
-عن أى وضع تتحدث ؟
-يا لكِ من فتاة بريئة ساذجة .. تعالى معى لأشرح لكِ الأمر برمته.


***************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 22-01-21, 08:00 PM   المشاركة رقم: 125
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

ما أن انتحى بها جانبا قصيّا حتى نفضت يده عن ذراعها بحركة احتجاجية وهى تهتف معاتبة :
-ما لك يا صلاح ؟ لماذا فعلت هذا ؟ ماذا سيظن بنا الأولاد الآن ؟ بل ماذا سيقول الناس عنّا وهم يروننا بهذا الوضع ؟
أشار لها صلاح بأصابعه حتى تهدأ وهو يحاول التمسك بهدوء أعصابه بلا جدوى فهذه المرأة تستنفذ قدرته المشهور بها على التعامل مع الأمور بشكل عملىّ ودونما انفعال , تستخرج منه أسوأ ردة فعل ممكنة نسبة الى سنه ومركزه بوقاره المعهود ورزانة فكره , ثم غمغم متنهدا:
-مهلا .. رويدك يا هناء .. كل هذا الكم من الأسئلة لن أستطيع الاجابة عنه دفعة واحدة .. أعطنى فرصة للشرح وتوضيح الأمور.
قالت باستسلام:
-حسنا .. تفضل.
اعتدل فى وقفته وهو يقول بصوت مهيب:
-ما بكِ يا هناء ؟ لماذا يبدو عليكِ الضيق ؟
شعرت بنظراته العميقة تخترق دفاعاتها وتذهب بعيدا فاشاحت بوجهها عنه فى توتر وهى تغمغم:
-لا شئ .. كل ما فى الأمر أننى أود الاطمئنان على ابنى وأراه مستقرا فى زواجه سعيدا وسط أسرته الخاصة ,, أأجرمت لأننى أرى أن كل هذا الوقت .. ستة اشهر .. فترة طويلة ؟
ابتسم لها بود قبل أن يقول متفهما:
-ومن لا يوافقك الرأى ويتمنى أن يرى ابنته ببيت زوجها اليوم قبل الغد ؟ ولكننى اريد لهما الأفضل .. أن يكون اختيارهما عن قناعة تامة بأنهما يصلحان الواحد للآخر , حتى لا يندما فيما بعد .. لضمان سعادتهما الابدية.
غمغمت هناء فى توتر:
-لا توجد اية ضمانة للسعادة الابدية ؟ أنها مجرد وهم نخدع به أنفسنا لنسكت صوت العقل ونخمده.
قال صلاح وهو ينظر لها باشفاق:
-لماذا تشعرين بكل هذا القدر من المرارة ؟ هناء .. اخرجى من دائرة الماضى .. استيقظى من سباتك .. أيتها الحالمة .. لقد مضى زمن طويل .. لا فائدة تُرجى من حبس ذاكرتك فى حدود ضيّقة بذكريات قديمة استحالت رمادا .. اتركى الزمن يداوى جرح قلبك ويهيل التراب على ذكرى قاسية ماتت واندفنت , بينما تصرّين بعزيمة على اعادة احيائها.
كان يهزها بقسوة متعمدا حتى يجعلها تفيق من شرودها وتعود الى حاضرها ,فنظرت لها مندهشة تؤنبه على ايلامها وهى تقول باتهام:
-وأنت الامَ تسعى ورائه من جراء دفعى للنسيان ؟ لمَ لا تتركنى وشأنى ؟ فأنت لست ذلك الفارس النبيل الذى تدّعيه والذى يسعى بشهامة من أجل انقاذ الأميرة الحبيسة فى برج التنين ؟ كما أننى قد كبرت على لعب دور الفتاة المغلوبة على أمرها والتى تستطيع هزيمة ماضيها وتبدأ من جديد !
صاح غاضبا وهو ينظر لها بازدراء واضح:
-ما هذا الذى تقولينه ؟ أنا لا أحاول ادّعاء الشهامة فى تصرفاتى معكِ ولا حاولت اخراجك من دوامة الماضى لأننى نبيل , أنا قمت بما أملاه علىّ قلبى .. قلبى الخائن الذى - وللأسف - ما زال ينبض بحبك برغم مرور السنين , وبرغم من انكارك لهذه العاطفة فى الماضى وحتى الآن ما زلتِ ترفضينها , لم أسعَ اليكِ ولا للعودة الى حياتك بارادتى , فالقدر هو من جمعنا ثانية كما فرّقنا من قبل ,وهو ذاته الذى ربط بين ابنتى وابنك بعاطفة قوية صادقة , ولكنك تعاندين نفسك واحساسك .. أنتِ تعرفين بداخلك أن سعادتك تكمن فى حياتك معى .. وما زال كبرياؤك الجريح ينازع مقاتلا ويأبى الاعتراف بالحقيقة.
مالت برأسها معترضة وهى تمط شفتيها باستياء قائلة:
-وما هى تلك الحقيقة التى لا أعترف بها ؟
قال بنبرة واثقة حازمة رافضا التراجع عن موقفه:
-الحقيقة .. أنكِ تحبيننى كما أحبك .. وتخشين الاعتراف بها حتى بينك وبين نفسك.
فغرت فاها دهشة وهى تهتف ببرود:
-أنت واهم يا صلاح !
هتف صلاح فى ضجر:
-حسنا يا هناء .. لقد وصلنا لمفترق الطرق اذن .
رددت ورائه بذهول:
-مفترق طرق ؟ ماذا تعنى ؟
-لقد سئمت كل هذا ,لم اعد قادرا على الاحتمال .. يعنى هذا اننى سوف أتنازل عن شراكتى لكِ بالمؤسسة وسأخرج كليا من حياتك ..
قاطعته مذعورة:
-ماذا تقول ؟ ولمن ستترك الادارة ؟ بل .. وماذا عن الأولاد ؟
تنهد بحرقة وهو يضغط على اسنانه قائلا:
-لا يهم ,, فلتبحثى عن غيرى .. ولا تقلقى بشأن كريم وهديل فلا علاقة لهما بما يدور بيننا ,وبالتأكيد فلن احاول قطع علاقتهما فقط ارضاءا لغرورك وكبريائك الذى يصوّر لكِ أننى قد أتصرف على هذا النحو .. وهذا أكبر دليل على أنكِ لا تعرفيننى حقا فلست هذا الرجل الذى يخبّئ فشله وراء الآخرين أو يحاول الانتقام ..
صاحت وهى تتأوّه من شدة الألم:
-صلاح .. لا تفعل ذلك , لا تتركنى .. فأنا ,, ...
صاح محنقا وهو يهم بالانصراف:
-أنتِ ماذا ؟
-آه .. كاحلى ... آه.
وكادت أن تتهاوى ارضا بعد أن خذلتها ساقها المصابة فسارع صلاح لنجدتها وهو يحيط خصرها بذراعه القوية فتحاملت هناء عليه وتركت العنان لمشاعرها الخائنة بالانفلات كما انهارت دموعها مدرارا ,وهمست بانكسار:
-صلاح .. لا تتركنى أرجوك.
أطلق زفرة حارة من صدره وهو يسحبها الى أقرب كرسى لترتاح عليه وهو يقول ببساطة:
-لن اتركك .. اجلسى هنا.
-أحقا ؟ لن تتركنى أنت ايضا !
حوقل صلاح وقال بنفاذ صبر:
-يا ربى ! رحماك ! لا يا هناء .. لن أتركك ..
وما أن اطمأن الى جلستها المريحة فتأهب للانصراف الا أن نبرة صوتها اليائس استوقفته وهى تقول:
-الى اين ستذهب ؟ لا تتخلّى عنّى الآن.
أجابها بنبرة ملاطفة كمن يهدئ طفلة صغيرة:
-اهدئى قليلا يا هناء ريثما اذهب لأبحث لك عن مسكّن لآلام قدمك.
-انتظر !
تأفف صلاح متضايقا وهو يتساءل:
-ماذا هناك بعد ؟
أطرقت برأسها أرضا وهى تبدو كمن يصارع وحشا جبّارا قبل ان تردف بشجاعة:
-لا أريد مسكّنا لآلام قدمى يا صلاح , استطيع التحمّل .
ران عليهما الصمت حتى قطعته بصوت متوسل ترجوه:
-أريد مسكّنا لأوجاع قلبى .. أريدك أنت الى جانبى يا صلاح .. أنت وحدك من تستطيع مداواة جراحى .
ابتلع صلاح ريقه بصوت مسموع وهو لا يكاد أن يصدق أذنيه .. هل سمعها حقا تتفوّه بهذه الكلمات ؟ هل اعترفت بحاجتها اليه هو فقط , ما زال يحتاج الى تأكيد أن ما اخترق عقله لم يكن مجرد هلاوس أو أمنيات صعبة المنال ..
اقترب منها ببطء وهو يسألها بصوت يشوبه بعض المرارة:
-أتعنين ما فهمته ؟ أم أنكِ تتلاعبين بى ؟
-ألهذا الحد وصل انعدام ثقتك بى ؟ أمعقول ان تفكّرأنت ودونا عن جميع الناس بى هكذا ؟ صلاح .. انت تعرفنى أكثر من نفسى .. أحتاج اليك ..
-فقط ؟ تحتاجين الىّ فقط ؟
كان يستحثها على منحه الاعتراف كاملا وهى كانت تتمنّع بخجل وحياء كالعذارى , الا أنها ما لبثت ان أزاحت عن صدره ما يثقله وهى تهتف ببساطة شديدة:
-أحتاج لك وأحبك .. وأوافق على الزواج منك ..
هتف بسعادة غامرة وهو يمسك بكفّها بين يديه يعتصر أناملها الرقيقة:
-لا أصدّق ما تسمعه أذناى ولا ما تراه عيناى .. أخيرا يا هناء .. نطقتِ بها .. أعتقدت أننى سأموت قبل أن تمنحيننى هذا الشرف.
أسبلت هناء جفنيها وهى تتمتم باعجاب وتقدير:
-نعم اعترفت بها .. وأود أن أضيف شيئا آخر : أنت لست مسكّنا لوجع قلبى , أنت البلسم الشافى لجروحه .. وحدك.
وذاب الاثنان فى غمرة شوقهما ولهفتهما وهما يرتشفان رحيق السعادة المؤجلة.


*******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسرار, الحيتان, السيف, سلسلة, زواج, عائلة, نيفادا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:03 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية