الفصل الرابع عشر
-هيا .. استيقظى أيتها الكسولة .. حبيبتى .. ألم تكتفى من النوم ؟ لقد أصبح الوقت ظهرا ..
صوت زوجها المحب ومداعباته اللطيفة لوجنتيها أيقظتها من نومها ,تمطت وتثاءبت بكسل وهى تقول بصوت ما زال يغلب عليه آثار النوم:
-آآآآه ... كم الساعة الآن ؟
اقترب أكثر بوجهه حيث أخذ يمرر شفتيه فوق خديها المتوردين بقبلات خفيفة متناثرة أرسلت الى جسدها الواهن ارتعاشة .. مثيرة .. لذيذة وقد انتابتها موجة هائلة من أحاسيس متضاربة .. من السعادة والخوف .. حقيقة هى أيقنت أن سيف يحبها الى درجة كبيرة والا لما ظهر عليه هذا القلق الرهيب والفزع حينما كانت راقدة بالمشفى تعانى من نزيفها السابق والذى تم ايقافه والسيطرة عليه وأن بقى لديها ما تخشاه .. والآن تضاعف وجلها من القادم .. صار لديها ما تتمسك بالحياة من أجله .. زوج عاشق .. وطفل صغير ينبض بجوار قلبها .. تنهدت بارتياح حينما سمعت زوجها يقول بمزيج من المداعبة والحزم بينما يبتعد عنها ليتوجه نحو النافذة الزجاجية جاذبا الستائر بشدة سامحا لأشعة الشمس بالدخول الى الغرفة:
-لقد تجاوزت الواحدة ظهرا .. ألا ترين ضوء الشمس المشرقة ؟ وتشعرين بدفئها يغمر المكان ؟
-آسفة يا حبيبى .. فقد أخرتك عن موعد العمل ,كما أنك لا بد تشعر بارهاق وتعب , شعرت بك وأنت ساهر الى جوارى بالأمس .
ارتفع حاجبا سيف بدهشة غامرة وهو يتمعن فى النظر الى وجهها الجميل فقد باتت تلك الملامح البريئة محفورة بقلبه ووجدانه .. ثم عاد ليجلس بجوارها على الفراش بينما كانت تستند الى وسائده الوثيرة مخففة الصغط عن ظهرها المتعب .. وقال بعد برهة بحنان:
-ولو قضيت ما تبقى لى من العمر ساهرا على راحتك ما شعرت بلمحة تعب واحدة وما اكتفيت من مراقبتك .. أنتِ حبى الأبدى .. أنتِ وحدكِ.
وأخذ يعبث بخصلات شعرها الذهبية الناعمة مزيحا بعضا مما تدلى فوق وجهها ليعيده الى ما وراء اذنيها , ثم أحاط وجهها بكفيه قبل أن يلثم جبينها بعفوية بالغة وهو يتمتم:
-أنتِ يا أم أبنائى ...
هتفت بدهشة ونظرات عينيها معلّقة بعينيه المغازلتين:
-أبناؤك ؟؟ ماذا تقصد ؟؟
التمعت عيناه السوداوان ببريق عابث وهو يقول بمكر:
-هذا يعنى أنكِ قد حققتِ المعجزات يا عزيزتى .. فقد عرفت وبالمصادفة البحتة أثناء اقامتك بالمستشفى وبعد اجراء عدة فحوصات لكِ بأنكِ تحملين توأما فى أحشائك ..
فغرت فاها ببلاهة وهى تغمغم باضطراب:
-توأم !! حقا !!
استطرد سيف غير واعيا لنظراتها المصدومة وهو يشعر بفخر واعتزاز كبيرين:
-نعم حبيبتى .. أنهما توأم متماثل .. كلا منهما ينمو بذات الكيس داخل الرحم.
واصلت تقول وهى غير مصدقة:
-كيف حدث هذا ؟
لم يفطن زوجها للمغزى الحقيقى وراء سؤالها فأجاب بطريقة علمية بحتة كما سمع من الطبيب بالضبط:
-أخبرنى الطبيب أنهما ينشآن من بويضة واحدة ملقحة بأكثر من حيوان منوى ,وبعد ذلك تنقسم الى اثنتين أو ماشابه ..
ثم استطرد وقد انتفخت أوداجه زهوا:
-هذا يعنى أننا سنحصل على طفلين متشابهين بالشكل والجنس دفعة وحدة .. أليس هذا رائعا ؟
ثم هب واقفا وهو يصفق بيديه فرحا رافعا أصبعين فى الهواء مشيرا الى رقم ( اثنين ).
فى النهاية ابتسمت مها ببطء وهى تقول بهمس غير مسموع:
-أن قدرة الله ورحمته وسعت كل شئ .. ربما كان هذا خيرا .. نعم , لعله خير.
انتبه سيف الى حركة شفتيها الواهنتين فاقترب منها متسائلا بلهفة:
-ماذا قلتِ لتوك يا مها ؟ أتريدين شيئا حبيبتى ؟
أشاحت بوجهها بعيدا عنه حتى لا يرى عينيها المغرورقتين بالدموع ,وقالت بصوت مرتجف:
-كلا يا عزيزى .. فقط أشعر ببعض التعب.
صاح بلهفة:
-هل تتألمين من جديد ؟ مها .. أفصحى عما بكِ ؟
-لا .. لا شئ , أنا بخير ..
رمى بنفسه الى الفراش وأمسك بذقنها بتنظر اليه ففوجئ بعبراتها المنسابة على وجنتيها بغزارة فتساءل بنبرة هادئة:
-مها .. أما زلتِ غاضبة منى ؟ يا حبيبتى .. أنا آسف .. اعدك أننى لن أضايقك مجددا ولن أتفوّه بالحماقات .. فأنتِ غالية عندى وسعادتك وراحة بالك تعنى لى الكثير.
وجذبها الى احضانه بدون انتظار لردة فعلها فأراحت رأسها على صدره باستسلام وهدوء تنشد الراحة والسكينة .. ربما بقى لديها فرصة أخيرة .. ربما تمنحها الدنيا مكافأة لصبرها واحتمالها الآلام المريرة على مدار سنوات طويلة .. وربما تتلاعب بها مرة أخرى فترتفع أحلامها محلقة فى السماء قبل أن تهوى الى بئر بلا قرار ..
انتزعهما من عناقهما الحار سماع صوت طرقات متتالية خافتة على باب الغرفة ,فأزاح سيف ذراعيها المحيطين بعنقه برفق وهو يتأهب ليرى من الطارق .. توجه الى الباب بخطوات واسعة رشيقة .. ووقف يتأمل برهبة خيال أمه الماثل أمامه ,نقل بصره بينها وبين زوجته الراقدة بفراشهما بقلق ووجل .. كانت زاوية الباب اضافة الى وقوفه بطريقة تسد عن مها رؤية القادم الا بعد أن يدلف الى الغرفة .. مما أتاح له الوقت حتى يسأل والدته باستفسار ملح متجاهلا ابسط قواعد الذوق واللياقة :
-ماما .. ما الذى أتى بكِ الى هنا ؟
نظرة أمها المصعوقة اليه وشحوب وجهها أعاد اليه صوابه فى ثانية واحدة .. فأردف قائلا بأسف:
-أعتذر يا أمى عمّا أفلت من لسانى .. ولكننى أقصد ما الذى جعلك ترهقين نفسك وتأتين الى هنا ؟ فأنتِ بحاجة الى الراحة التامة.
أطرقت منى برأسها الى الأسفل قبل أن ترفع عيناها تتطلّع الى ابنها بنظرات راجية متوسلة لتقول بتردد:
-جئت لأطمئن على .. على زوجتك .. كيف حالها الآن ؟ كان لا بد أن آتى قبل هذا ولكن الأمر لم يعد خافيا عليك ,أنا .. أشعر بضعف ووهن ..
وشعرت هى فجأة بارتخاء عضلات ساقيها فترنحن الى الأمام وكادت أن تقع لولا أن سارع سيف الى اسنادها ومنحها القوة اللازمة لتتماسك بفضل ذراعيه القويتين .. وقال بنبرة اعتذار:
-ماما .. آسف جدا .. تعالى .. استندى الىّ ..
أجابته الأم بانكسار:
-أنا التى يتعيّن عليها الاعتذار يا ولدى , فما كان علىّ أن أسبب لكما ازعاجا ,, وأنا أعلم أن .. أنها تحتاج الى راحة ..
هز سيف رأسه يمينا ويسارا بحدة وهو يقول نافيا:
-ماما .. لا تعتذرى فلم تخطئى , اللوم كله يقع علىّ , تعالى الى الداخل.
اعترضت منى بحركة ضعيفة وندت عنها آهة حارة قائلة:
-لتعيدنى الى غرفتى يا سيف , فهذا ليس الوقت المناسب لـ ..
قاطعها بسرعة قائلا:
-كلا .. أنه الوقت الأنسب لتواجدك وحضورك .. أن مها ستفرح بشدة لرؤيتك.
-وما الذى يدعوها لذلك ؟ كما أنه كان يتعيّن علىّ الاستئذان أولا قبل مجيئى هكذا فى مثل هذا التوقيت ..
فى أثناء المداولة بين الأم وابنها تناهى الى مسامعهما صوت أنثوى رقيق يقول بتهذيب بالغ:
-تفضلى .. فأنتِ لستِ بحاجة الى استئذان .. البيت كله بيتك وأنا مجرد ضيفة هنا ...
فوجئ سيف بزوجته تقف خلفه تماما قبل أن تتبتعد مفسحة مجالا لمروره هو ووالدته الى غرفتهما ,فسارع بقوله وهو يوّجه أمه الى مقعد قريب من الباب:
-مها .. عودى فورا الى فراشك ,لم يكن عليك النهوض فجأة بهذه الصورة , فقد حذرنا الأطباء من الدوار وما قد يسببه لكِ من مضاعفات نحن فى غنى عنها خاصة وأنكِ تعانين من فقر الدم الحاد.
ابتلعت مها ريقها بصعوبة وقد وقفت مسمّرة بمكانها تتحاشى النظر مباشرة الى عينى حماتها ,فقد خشيت أن ترى نظرات الاحتقار والكراهية التى تشعر باستحقاقها التام لهما .. غمغمت منى باهتمام:
-اذهب لمساعدة زوجتك .. حتى ترتاح.
ابتسم سيف بمحبة وهو يسبق كلمات أمه الى مها ليلتقط ذراعها معيدا ايّاها الى السرير ,ونثر فوق جسدها الهزيل غطاءا خفيفا قبل أن يولى والدته اهتمامه من جديد قائلا:
-ماما هل تشعرين بتحسن ؟ أم ..
قاطعته الأم باشارة من يدها قائلة بحزم:
- صرت أفضل كثيرا .. والآن لتتركنا وحدنا قليلا يا سيف.
شعر سيف بمها وقد تغلّب عليها خوف مبهم وظهر هذا جليّا على قسمات وجهها المتقلصة وفمها المزموم وعينيها الشبيهتين بعينى قطة حبيسة تخشى الافتراس ,حاول أن يعترض قائلا:
-ولكن يا ماما .. مها .. متعبة ..و..
قالت الأم بنبرة متثاقلة وهى تسترخى بمقعدها:
-لا تخشّ على زوجتك منى يا سيف , فلست أنوى ايذائها مطلقا أو زيادة متاعبها .. فقط سنتبادل حديثا وديّا تأخر أوانه كثيرا.
أجاب سيف باستسلام وهو يرفع يديه :
-حسنا .. يا أمى , ولكن حذارِ أن ترهقى نفسك ..
ثم اتجه نحو زوجته ومال اليها يطبع قبلة حميمة على وجنتها قبل أن يتمتم:
-سوف أترككما بعض الوقت ثم أعود ثانية .. لن أتأخر .. هه حبيبتى اتفقنا ؟
رفعت مها رأسها عاليا بكبرياء وهى تومئ بالايجاب.
اندفع سيف مغادرا الحجرة ولكنه التفت الى أمه قائلا بحماس:
-ماما .. سأترك مها فى عهدتك ,, ولكن رفقا بها فهى تحمل اثنين لا واحدا ..
ثم غمز لها بشقاوة محببة وأغلق الباب خلفه مختفيا عن أنظارهما.
جاهدت مها لتبتسم عدة مرات ولكنها كانت تخفق فى كل مرة ,بيد أن منى ما لبثت أن قالت بصوت هادئ رزين:
-مبارك لكما .. هذا نبأ سعيد جدا .. ويبشر بالخير.
لم تجد مها ما تجيب به هذه السيدة التى تشعر بوجودها يملأ المكان من حولها فيما يتضاءل وجودها هى أو يتلاشى تدريجيا فهى سيدة المنزل ولها كامل الحق بالتواجد فيه على عكس وضعها هى .. الفتاة التى اختطفت ابنها بزواجها منه دونا عن ارادتها أو موافقتها سوى القول:
-نعم ,,ولكننى أتعجب من حصول هذا الأمر ..
ضاقت عينا منى لا اراديا وهى تستفسر بروية:
-ولماذا العجب ؟ فوجود التوائم يخضع لقوانين الوراثة.
قالت مها بنبرة خفيضة:
-لم أكن أعرف أن الأمر وراثيا بعائلتكم ؟
شعرت منى بالوجوم قبل أن يتغلب اندفاعها على حذرها وهى تقول:
-أنه ليس وراثيا بعائلتى ولا عائلة عادل .. أنتِ السبب فى هذا.
اشارت مها بأصبعها نحو نفسها بتعجب وهى تصيح بانفعال:
-أنا ؟؟ وما دخلى بالموضوع ؟؟
حسمت المرأة الأكبر سنا ترددها وقالت بأسى تحاول اخفاء ألمها:
-لا أعرف اية لعبة تلك التى تلعبينها معى ؟ ولكن لنضع النقاط فوق الحروف .. السبب هو أباكِ وعمك .. أنهما توأمين متماثلين .. ولا بد أنكِ تحملين توأما مثلهما ,, ربما كانتا فتاتين ..
شهقت مها بفزع وسألتها بحدة:
-أكان لأبى أخا ؟؟ هل أنتِ متأكدة ؟
أمالت منى وجهها باستغراب وقالت بضجر:
-نعم بالطبع ..
-ولماذا لم اسمع عنه أو أعرفه ؟
مطت منى شفتيها تعبيرا عن عدم معرفتها ثم تشدقت قائلة:
-لقد كانا متشابهين فى الملامح وحتى فصيلة الدم ولكن ما اشد اختلاف شخصياتهما .. كان كمال متعقلا رزينا فيما سامى أكثر تهورا وطيشا .. وربما أخفيت أمك عنك أمر وجوده عمدا , فهذا كان يتناسب أكثر مع تفكيرها ورغبتها الانتقامية ...
تردد صدى الاسم فى أذنيها برنين متواصل .. سامى .. الأخ التوأم لأبيها كمال .. سامى .. لم يبدُ أن الاسم غريبا عليها .. أين سمعته من قبل ؟
وعادت اليها ذاكرتها التائهة حاملة أدق التفاصيل .. ذلك اليوم المشؤوم .. البعيد جدا .. منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاما .. اختفت جدران ذلك المنزل الأنيق وتبدلت بأخرى متشققة متصدعة ذات طلاء باهت .. وأثاث قديم مهترئ .. وشقة ضيقة .. من غرفتين فقط وصالة ..
يعود أبوها منهزما مكسور الخاطر يجر أذيال خيبته ويبدأ فى تحطيم اثاث منزلهما الصغير .. يصرخ منهارا .. كل هذا وهى لم ترَ شيئا فأمها أخذتها بأحضانها وأقفلت باب الحجرة من الداخل .. تظن أنها مجرد نوبة غضب ستمر كسابقتها .. تضعها بفراشها الخشبى محاولة اقناعها بالبقاء فى غرفتها , قبل ان تغادر هى الى الخارج .. لتطمئن على زوجها .. ويتناعى الى مسامها ذات الصوت الملتاع بجزع :
-أرجوك يا سامى , أجبنى , انهض , لاتتركنى وحيدة.
من سامى هذا ؟ ربما تكرر المشهد بحذافيره بعقلها مئات المرات كل ليلة ولكن لسبب ما فقد أغفل ذلك العقل عن الانشغال بهذه النقطة .. لماذا كانت تنادى أمها أباها ب " سامى " ,وليس " كمال " ,هناك سر غامض ,, لا بد وأن تجد له تفسيرا .. ومن أجدر من تلك المرأة التى يبدو أنها تعرف الكثير عنها وعن عائلتها ,والأرجح أنها تخفى الأكثر.
-قلتى بأن اخفاء أمر وجود سامى كان متعمدا من جهة أمى , فلماذا تتوقعين هذا ؟ وما الذى تخفينه بجعبتك ؟
-أنا متأكدة مما اقول وليس مجرد تخمين .. فسهام لم تكن بالمرأة التى يسهل الاعتراف بهزيمتها ,, وهى كانت عنيدة جدا لا تستسلم ببساطة .
-تتحدثين عن أمى وكأنك على دراية بتصرفاتها ؟ ما الذى يدفعك لذلك ؟
-أنا أعرف والديكِ جيدا .. كليهما .
اثارت فضول مها بشدة حتى أنها شعرت بجسدها كله يتوتر وأعصابها مشدودة .. قبل أن تعاود سؤالها من جديد:
-تعرفين أبى .. هذا أمر مفروغ منه , ولكن أمى كيف ؟
ابتسمت منى بلا روح وقالت بخفة:
-ألا تتذكريننى حقا يا مها ؟
قطبت الفتاة جبينها مفكرة بعمق .. قبل أن تتنهد بضيق وهى تغمغم:
-وهل علىّ أن أفعل ؟
-نعم , فلقد سبق والتقينا من قبل .. بعزاء والدتك.
كانت مها تحك جبيبنها محاولة عصر ذهنها للوصول الى هذه النقطة البعيدة المختفية من ذاكرتها ,وبدا على ملامحها بوادر الفشل فهزت رأسها بقهر وهى تقول:
-كلا .. لا أذكر..
قالت منى بصوت هادئ رصين:
-أنا السيدة التى احتضنتك وأنتِ تبكين منهارة ,ثم عرضت عليكِ العمل فى شركة الشرقاوى ..
انتفض جسدها بارتجافة حادة وقد ضربتها الحقيقة العائدة من أرض الضباب ,, فشهقت من هول الصدمة وهى تهتف:
-نعم .. تذكرتك .. أنتِ .. أتيتِ الى عزاء أمى .. وواسيتنى حتى هدأت ,ثم أعطيتنى ذلك الكارت قبل انصرافك وأخبرتنى أن أتقدم لشغل وظيفة بشركة الشرقاوى .. أنتِ لم تخبريننى وقتها بهويتك الحقيقية والا كنت تذكرت بسهولة ..
وأردفت بتمعن:
-لقد رفضتِ تماما الافصاح عن اسمك .. مرددة أنكِ كنتِ صديقة للمرحومة أمى ...
ونظرت لها مها باتهام واضح وهى تكشف كذبتها ,الا أن منى قامت بسحب البساط من تحت قدميها عندما قالت بلهجة قاطعة وهى تنظر اليها بثقة:
-أنا لم أكذب على عكس توقعاتك .. فسهام ليست مجرد صديقة لى .. بل كانت أكثر من ذلك كانت ... أختى.
ضربت مها على صدرها بفزع وهى تصرخ ارتياعا:
-أختك ؟؟ لا يمكن !! هذا مستحيل.
*****************