لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-01-21, 09:12 PM   المشاركة رقم: 111
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

إن شاء الله أنزل الفصل قبل الأخير

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 04-01-21, 12:28 AM   المشاركة رقم: 112
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

الفصل الرابع عشر




-هيا .. استيقظى أيتها الكسولة .. حبيبتى .. ألم تكتفى من النوم ؟ لقد أصبح الوقت ظهرا ..
صوت زوجها المحب ومداعباته اللطيفة لوجنتيها أيقظتها من نومها ,تمطت وتثاءبت بكسل وهى تقول بصوت ما زال يغلب عليه آثار النوم:
-آآآآه ... كم الساعة الآن ؟
اقترب أكثر بوجهه حيث أخذ يمرر شفتيه فوق خديها المتوردين بقبلات خفيفة متناثرة أرسلت الى جسدها الواهن ارتعاشة .. مثيرة .. لذيذة وقد انتابتها موجة هائلة من أحاسيس متضاربة .. من السعادة والخوف .. حقيقة هى أيقنت أن سيف يحبها الى درجة كبيرة والا لما ظهر عليه هذا القلق الرهيب والفزع حينما كانت راقدة بالمشفى تعانى من نزيفها السابق والذى تم ايقافه والسيطرة عليه وأن بقى لديها ما تخشاه .. والآن تضاعف وجلها من القادم .. صار لديها ما تتمسك بالحياة من أجله .. زوج عاشق .. وطفل صغير ينبض بجوار قلبها .. تنهدت بارتياح حينما سمعت زوجها يقول بمزيج من المداعبة والحزم بينما يبتعد عنها ليتوجه نحو النافذة الزجاجية جاذبا الستائر بشدة سامحا لأشعة الشمس بالدخول الى الغرفة:
-لقد تجاوزت الواحدة ظهرا .. ألا ترين ضوء الشمس المشرقة ؟ وتشعرين بدفئها يغمر المكان ؟
-آسفة يا حبيبى .. فقد أخرتك عن موعد العمل ,كما أنك لا بد تشعر بارهاق وتعب , شعرت بك وأنت ساهر الى جوارى بالأمس .
ارتفع حاجبا سيف بدهشة غامرة وهو يتمعن فى النظر الى وجهها الجميل فقد باتت تلك الملامح البريئة محفورة بقلبه ووجدانه .. ثم عاد ليجلس بجوارها على الفراش بينما كانت تستند الى وسائده الوثيرة مخففة الصغط عن ظهرها المتعب .. وقال بعد برهة بحنان:
-ولو قضيت ما تبقى لى من العمر ساهرا على راحتك ما شعرت بلمحة تعب واحدة وما اكتفيت من مراقبتك .. أنتِ حبى الأبدى .. أنتِ وحدكِ.
وأخذ يعبث بخصلات شعرها الذهبية الناعمة مزيحا بعضا مما تدلى فوق وجهها ليعيده الى ما وراء اذنيها , ثم أحاط وجهها بكفيه قبل أن يلثم جبينها بعفوية بالغة وهو يتمتم:
-أنتِ يا أم أبنائى ...
هتفت بدهشة ونظرات عينيها معلّقة بعينيه المغازلتين:
-أبناؤك ؟؟ ماذا تقصد ؟؟
التمعت عيناه السوداوان ببريق عابث وهو يقول بمكر:
-هذا يعنى أنكِ قد حققتِ المعجزات يا عزيزتى .. فقد عرفت وبالمصادفة البحتة أثناء اقامتك بالمستشفى وبعد اجراء عدة فحوصات لكِ بأنكِ تحملين توأما فى أحشائك ..
فغرت فاها ببلاهة وهى تغمغم باضطراب:
-توأم !! حقا !!
استطرد سيف غير واعيا لنظراتها المصدومة وهو يشعر بفخر واعتزاز كبيرين:
-نعم حبيبتى .. أنهما توأم متماثل .. كلا منهما ينمو بذات الكيس داخل الرحم.
واصلت تقول وهى غير مصدقة:
-كيف حدث هذا ؟
لم يفطن زوجها للمغزى الحقيقى وراء سؤالها فأجاب بطريقة علمية بحتة كما سمع من الطبيب بالضبط:
-أخبرنى الطبيب أنهما ينشآن من بويضة واحدة ملقحة بأكثر من حيوان منوى ,وبعد ذلك تنقسم الى اثنتين أو ماشابه ..
ثم استطرد وقد انتفخت أوداجه زهوا:
-هذا يعنى أننا سنحصل على طفلين متشابهين بالشكل والجنس دفعة وحدة .. أليس هذا رائعا ؟
ثم هب واقفا وهو يصفق بيديه فرحا رافعا أصبعين فى الهواء مشيرا الى رقم ( اثنين ).
فى النهاية ابتسمت مها ببطء وهى تقول بهمس غير مسموع:
-أن قدرة الله ورحمته وسعت كل شئ .. ربما كان هذا خيرا .. نعم , لعله خير.
انتبه سيف الى حركة شفتيها الواهنتين فاقترب منها متسائلا بلهفة:
-ماذا قلتِ لتوك يا مها ؟ أتريدين شيئا حبيبتى ؟
أشاحت بوجهها بعيدا عنه حتى لا يرى عينيها المغرورقتين بالدموع ,وقالت بصوت مرتجف:
-كلا يا عزيزى .. فقط أشعر ببعض التعب.
صاح بلهفة:
-هل تتألمين من جديد ؟ مها .. أفصحى عما بكِ ؟
-لا .. لا شئ , أنا بخير ..
رمى بنفسه الى الفراش وأمسك بذقنها بتنظر اليه ففوجئ بعبراتها المنسابة على وجنتيها بغزارة فتساءل بنبرة هادئة:
-مها .. أما زلتِ غاضبة منى ؟ يا حبيبتى .. أنا آسف .. اعدك أننى لن أضايقك مجددا ولن أتفوّه بالحماقات .. فأنتِ غالية عندى وسعادتك وراحة بالك تعنى لى الكثير.
وجذبها الى احضانه بدون انتظار لردة فعلها فأراحت رأسها على صدره باستسلام وهدوء تنشد الراحة والسكينة .. ربما بقى لديها فرصة أخيرة .. ربما تمنحها الدنيا مكافأة لصبرها واحتمالها الآلام المريرة على مدار سنوات طويلة .. وربما تتلاعب بها مرة أخرى فترتفع أحلامها محلقة فى السماء قبل أن تهوى الى بئر بلا قرار ..
انتزعهما من عناقهما الحار سماع صوت طرقات متتالية خافتة على باب الغرفة ,فأزاح سيف ذراعيها المحيطين بعنقه برفق وهو يتأهب ليرى من الطارق .. توجه الى الباب بخطوات واسعة رشيقة .. ووقف يتأمل برهبة خيال أمه الماثل أمامه ,نقل بصره بينها وبين زوجته الراقدة بفراشهما بقلق ووجل .. كانت زاوية الباب اضافة الى وقوفه بطريقة تسد عن مها رؤية القادم الا بعد أن يدلف الى الغرفة .. مما أتاح له الوقت حتى يسأل والدته باستفسار ملح متجاهلا ابسط قواعد الذوق واللياقة :
-ماما .. ما الذى أتى بكِ الى هنا ؟
نظرة أمها المصعوقة اليه وشحوب وجهها أعاد اليه صوابه فى ثانية واحدة .. فأردف قائلا بأسف:
-أعتذر يا أمى عمّا أفلت من لسانى .. ولكننى أقصد ما الذى جعلك ترهقين نفسك وتأتين الى هنا ؟ فأنتِ بحاجة الى الراحة التامة.
أطرقت منى برأسها الى الأسفل قبل أن ترفع عيناها تتطلّع الى ابنها بنظرات راجية متوسلة لتقول بتردد:
-جئت لأطمئن على .. على زوجتك .. كيف حالها الآن ؟ كان لا بد أن آتى قبل هذا ولكن الأمر لم يعد خافيا عليك ,أنا .. أشعر بضعف ووهن ..
وشعرت هى فجأة بارتخاء عضلات ساقيها فترنحن الى الأمام وكادت أن تقع لولا أن سارع سيف الى اسنادها ومنحها القوة اللازمة لتتماسك بفضل ذراعيه القويتين .. وقال بنبرة اعتذار:
-ماما .. آسف جدا .. تعالى .. استندى الىّ ..
أجابته الأم بانكسار:
-أنا التى يتعيّن عليها الاعتذار يا ولدى , فما كان علىّ أن أسبب لكما ازعاجا ,, وأنا أعلم أن .. أنها تحتاج الى راحة ..
هز سيف رأسه يمينا ويسارا بحدة وهو يقول نافيا:
-ماما .. لا تعتذرى فلم تخطئى , اللوم كله يقع علىّ , تعالى الى الداخل.
اعترضت منى بحركة ضعيفة وندت عنها آهة حارة قائلة:
-لتعيدنى الى غرفتى يا سيف , فهذا ليس الوقت المناسب لـ ..
قاطعها بسرعة قائلا:
-كلا .. أنه الوقت الأنسب لتواجدك وحضورك .. أن مها ستفرح بشدة لرؤيتك.
-وما الذى يدعوها لذلك ؟ كما أنه كان يتعيّن علىّ الاستئذان أولا قبل مجيئى هكذا فى مثل هذا التوقيت ..
فى أثناء المداولة بين الأم وابنها تناهى الى مسامعهما صوت أنثوى رقيق يقول بتهذيب بالغ:
-تفضلى .. فأنتِ لستِ بحاجة الى استئذان .. البيت كله بيتك وأنا مجرد ضيفة هنا ...
فوجئ سيف بزوجته تقف خلفه تماما قبل أن تتبتعد مفسحة مجالا لمروره هو ووالدته الى غرفتهما ,فسارع بقوله وهو يوّجه أمه الى مقعد قريب من الباب:
-مها .. عودى فورا الى فراشك ,لم يكن عليك النهوض فجأة بهذه الصورة , فقد حذرنا الأطباء من الدوار وما قد يسببه لكِ من مضاعفات نحن فى غنى عنها خاصة وأنكِ تعانين من فقر الدم الحاد.
ابتلعت مها ريقها بصعوبة وقد وقفت مسمّرة بمكانها تتحاشى النظر مباشرة الى عينى حماتها ,فقد خشيت أن ترى نظرات الاحتقار والكراهية التى تشعر باستحقاقها التام لهما .. غمغمت منى باهتمام:
-اذهب لمساعدة زوجتك .. حتى ترتاح.
ابتسم سيف بمحبة وهو يسبق كلمات أمه الى مها ليلتقط ذراعها معيدا ايّاها الى السرير ,ونثر فوق جسدها الهزيل غطاءا خفيفا قبل أن يولى والدته اهتمامه من جديد قائلا:
-ماما هل تشعرين بتحسن ؟ أم ..
قاطعته الأم باشارة من يدها قائلة بحزم:
- صرت أفضل كثيرا .. والآن لتتركنا وحدنا قليلا يا سيف.
شعر سيف بمها وقد تغلّب عليها خوف مبهم وظهر هذا جليّا على قسمات وجهها المتقلصة وفمها المزموم وعينيها الشبيهتين بعينى قطة حبيسة تخشى الافتراس ,حاول أن يعترض قائلا:
-ولكن يا ماما .. مها .. متعبة ..و..
قالت الأم بنبرة متثاقلة وهى تسترخى بمقعدها:
-لا تخشّ على زوجتك منى يا سيف , فلست أنوى ايذائها مطلقا أو زيادة متاعبها .. فقط سنتبادل حديثا وديّا تأخر أوانه كثيرا.
أجاب سيف باستسلام وهو يرفع يديه :
-حسنا .. يا أمى , ولكن حذارِ أن ترهقى نفسك ..
ثم اتجه نحو زوجته ومال اليها يطبع قبلة حميمة على وجنتها قبل أن يتمتم:
-سوف أترككما بعض الوقت ثم أعود ثانية .. لن أتأخر .. هه حبيبتى اتفقنا ؟
رفعت مها رأسها عاليا بكبرياء وهى تومئ بالايجاب.
اندفع سيف مغادرا الحجرة ولكنه التفت الى أمه قائلا بحماس:
-ماما .. سأترك مها فى عهدتك ,, ولكن رفقا بها فهى تحمل اثنين لا واحدا ..
ثم غمز لها بشقاوة محببة وأغلق الباب خلفه مختفيا عن أنظارهما.
جاهدت مها لتبتسم عدة مرات ولكنها كانت تخفق فى كل مرة ,بيد أن منى ما لبثت أن قالت بصوت هادئ رزين:
-مبارك لكما .. هذا نبأ سعيد جدا .. ويبشر بالخير.
لم تجد مها ما تجيب به هذه السيدة التى تشعر بوجودها يملأ المكان من حولها فيما يتضاءل وجودها هى أو يتلاشى تدريجيا فهى سيدة المنزل ولها كامل الحق بالتواجد فيه على عكس وضعها هى .. الفتاة التى اختطفت ابنها بزواجها منه دونا عن ارادتها أو موافقتها سوى القول:
-نعم ,,ولكننى أتعجب من حصول هذا الأمر ..
ضاقت عينا منى لا اراديا وهى تستفسر بروية:
-ولماذا العجب ؟ فوجود التوائم يخضع لقوانين الوراثة.
قالت مها بنبرة خفيضة:
-لم أكن أعرف أن الأمر وراثيا بعائلتكم ؟
شعرت منى بالوجوم قبل أن يتغلب اندفاعها على حذرها وهى تقول:
-أنه ليس وراثيا بعائلتى ولا عائلة عادل .. أنتِ السبب فى هذا.
اشارت مها بأصبعها نحو نفسها بتعجب وهى تصيح بانفعال:
-أنا ؟؟ وما دخلى بالموضوع ؟؟
حسمت المرأة الأكبر سنا ترددها وقالت بأسى تحاول اخفاء ألمها:
-لا أعرف اية لعبة تلك التى تلعبينها معى ؟ ولكن لنضع النقاط فوق الحروف .. السبب هو أباكِ وعمك .. أنهما توأمين متماثلين .. ولا بد أنكِ تحملين توأما مثلهما ,, ربما كانتا فتاتين ..
شهقت مها بفزع وسألتها بحدة:
-أكان لأبى أخا ؟؟ هل أنتِ متأكدة ؟
أمالت منى وجهها باستغراب وقالت بضجر:
-نعم بالطبع ..
-ولماذا لم اسمع عنه أو أعرفه ؟
مطت منى شفتيها تعبيرا عن عدم معرفتها ثم تشدقت قائلة:
-لقد كانا متشابهين فى الملامح وحتى فصيلة الدم ولكن ما اشد اختلاف شخصياتهما .. كان كمال متعقلا رزينا فيما سامى أكثر تهورا وطيشا .. وربما أخفيت أمك عنك أمر وجوده عمدا , فهذا كان يتناسب أكثر مع تفكيرها ورغبتها الانتقامية ...
تردد صدى الاسم فى أذنيها برنين متواصل .. سامى .. الأخ التوأم لأبيها كمال .. سامى .. لم يبدُ أن الاسم غريبا عليها .. أين سمعته من قبل ؟
وعادت اليها ذاكرتها التائهة حاملة أدق التفاصيل .. ذلك اليوم المشؤوم .. البعيد جدا .. منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاما .. اختفت جدران ذلك المنزل الأنيق وتبدلت بأخرى متشققة متصدعة ذات طلاء باهت .. وأثاث قديم مهترئ .. وشقة ضيقة .. من غرفتين فقط وصالة ..
يعود أبوها منهزما مكسور الخاطر يجر أذيال خيبته ويبدأ فى تحطيم اثاث منزلهما الصغير .. يصرخ منهارا .. كل هذا وهى لم ترَ شيئا فأمها أخذتها بأحضانها وأقفلت باب الحجرة من الداخل .. تظن أنها مجرد نوبة غضب ستمر كسابقتها .. تضعها بفراشها الخشبى محاولة اقناعها بالبقاء فى غرفتها , قبل ان تغادر هى الى الخارج .. لتطمئن على زوجها .. ويتناعى الى مسامها ذات الصوت الملتاع بجزع :
-أرجوك يا سامى , أجبنى , انهض , لاتتركنى وحيدة.
من سامى هذا ؟ ربما تكرر المشهد بحذافيره بعقلها مئات المرات كل ليلة ولكن لسبب ما فقد أغفل ذلك العقل عن الانشغال بهذه النقطة .. لماذا كانت تنادى أمها أباها ب " سامى " ,وليس " كمال " ,هناك سر غامض ,, لا بد وأن تجد له تفسيرا .. ومن أجدر من تلك المرأة التى يبدو أنها تعرف الكثير عنها وعن عائلتها ,والأرجح أنها تخفى الأكثر.
-قلتى بأن اخفاء أمر وجود سامى كان متعمدا من جهة أمى , فلماذا تتوقعين هذا ؟ وما الذى تخفينه بجعبتك ؟
-أنا متأكدة مما اقول وليس مجرد تخمين .. فسهام لم تكن بالمرأة التى يسهل الاعتراف بهزيمتها ,, وهى كانت عنيدة جدا لا تستسلم ببساطة .
-تتحدثين عن أمى وكأنك على دراية بتصرفاتها ؟ ما الذى يدفعك لذلك ؟
-أنا أعرف والديكِ جيدا .. كليهما .
اثارت فضول مها بشدة حتى أنها شعرت بجسدها كله يتوتر وأعصابها مشدودة .. قبل أن تعاود سؤالها من جديد:
-تعرفين أبى .. هذا أمر مفروغ منه , ولكن أمى كيف ؟
ابتسمت منى بلا روح وقالت بخفة:
-ألا تتذكريننى حقا يا مها ؟
قطبت الفتاة جبينها مفكرة بعمق .. قبل أن تتنهد بضيق وهى تغمغم:
-وهل علىّ أن أفعل ؟
-نعم , فلقد سبق والتقينا من قبل .. بعزاء والدتك.
كانت مها تحك جبيبنها محاولة عصر ذهنها للوصول الى هذه النقطة البعيدة المختفية من ذاكرتها ,وبدا على ملامحها بوادر الفشل فهزت رأسها بقهر وهى تقول:
-كلا .. لا أذكر..
قالت منى بصوت هادئ رصين:
-أنا السيدة التى احتضنتك وأنتِ تبكين منهارة ,ثم عرضت عليكِ العمل فى شركة الشرقاوى ..
انتفض جسدها بارتجافة حادة وقد ضربتها الحقيقة العائدة من أرض الضباب ,, فشهقت من هول الصدمة وهى تهتف:
-نعم .. تذكرتك .. أنتِ .. أتيتِ الى عزاء أمى .. وواسيتنى حتى هدأت ,ثم أعطيتنى ذلك الكارت قبل انصرافك وأخبرتنى أن أتقدم لشغل وظيفة بشركة الشرقاوى .. أنتِ لم تخبريننى وقتها بهويتك الحقيقية والا كنت تذكرت بسهولة ..
وأردفت بتمعن:
-لقد رفضتِ تماما الافصاح عن اسمك .. مرددة أنكِ كنتِ صديقة للمرحومة أمى ...
ونظرت لها مها باتهام واضح وهى تكشف كذبتها ,الا أن منى قامت بسحب البساط من تحت قدميها عندما قالت بلهجة قاطعة وهى تنظر اليها بثقة:
-أنا لم أكذب على عكس توقعاتك .. فسهام ليست مجرد صديقة لى .. بل كانت أكثر من ذلك كانت ... أختى.
ضربت مها على صدرها بفزع وهى تصرخ ارتياعا:
-أختك ؟؟ لا يمكن !! هذا مستحيل.


*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 04-01-21, 12:29 AM   المشاركة رقم: 113
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

غادر كريم مقر الشركة الذى يحمل اسم عائلته العريقة مبكرا على غير عادته ,ودونما تقديم أية أعذار الى ابن عمه رفيق ,الذى كان جالسا بمكتبه يضرب اخماسا بأسداس من حال ابناء عمومته ,وصل الأمر الى حد لا يمكن السكوت عنه , فسيف امضى اليومين السابقين فى المنزل مرابطا الى جوار زوجته بحجة الاطمئنان على صحتها ,, وها هو كريم الآن يغادر دون انذاره وقد كانا على موعد هام مع ممثل الشؤون القانونية لاحدى الشركات التى ترتبط معهما بأكثر من عمل واحد .. لا يمكنه أن يغفل عن مثل ذلك الموعد .. هتف بهذه الجملة هادرا بغضب أعمى فى وجه شقيقته التى تجرأت وأخبرته أن يلتمس العذر له .. وقال ووجهه محتقن بالدماء:
-ومنذ متى وأنتِ تتعبين نفسك بايجاد مبررات لتصرفاتهم اللا مبالية ؟
طوحت بيديها فى الهواء باعتراض قبل أن تقول متذمرة:
-لأن بالفعل الأمر بسيط ولا يستحق كل هذا القدر من الغضب ,تتصرف وكأنها نهاية العالم .. لن يتضرر العمل من بضعة ايام ,كما أن لقاءنا بهذا الممثل القانونى يمكن أن يؤجل للغد.
وقف رفيق يحملق فى وجه أخته التى انفرجت اساريرها اثر رنة قصيرة من هاتفها الخليوى معلنة عن وصول رسالة .. كانت تقرأ باهتمام نص الرسالة التى بعث بها جاسر:
" ويأتى يوم لا تشرق فيه الشمس لأن ابتسامتك لم تزيّن سماءها "
" وتتوقف فيه الأرض عن الدوران لأن طيفك غاب عنها "
" ويظل قلبى خافقا بنبض عشقك رغم انهيار تل آماله "
يا له من محتال منمق الحديث معسول الكلمات !
ربما قبل أن يتصالحا كانت لتفكّر فيه هكذا الا أنها لم تعد تشك فى صدق مشاعره نحوها ولا اعترافه بأنها الحب الأول والحقيقى فى حياته.
-ريم !! ما لكِ شاردة التفكير ؟ خيرا ان شاء الله ؟
صياحه الحاد كسر دائرة السحر وأخرجها من تيهها بعالمها الخيالى .. مع الحبيب .. المتفانى .. وعدها بأن يبذل قصارى جهده لتعويضها عما فات ,وحتى لا تندم على ما هو آتٍ ..
-هه .. لا شئ يا رفيق .. اسمع لا بد أن أذهب أنا الأخرى ..
-ماذا ؟ لا بد أنكِ تهذين , ستتخلين عنى الآن ؟
-اذا كان بمقدور كريم وسيف أن يتغيبا عن متابعة العمل ,فأنا أطالب بمبدأ المساواة ..
ثم ما لبثت أن اردفت بلهجة انتصار وهى تشير الى المرأة التى دخلت لتوها بعد أن سارعت لاحتضانها:
-وها قد أتت أميرة .. جئتِ بوقتك يا عزيزتى .. حسنا لن تصبح وحيدا الآن ,, معك حبيبة القلب وشريكة العمر وزميلة العمل ,فماذا تنتظر ؟هنيئا لكما .
ومنحت أميرة قبلة دافئة على خدها قبل أن تلتقط حقيبتها وتغادر على الفور قبل ان تفهم الأخيرة مغزى الحوار بينها وبين رفيق ,الذى وقف مبهوتا يراقب طيف شقيقته الذى اختفى .
جلست أميرة وهى تضع ساقا فوق الأخرى قبل أن تشير لزوجها متسائلة:
-ما الذى يجعلها تسرع بهذا الشكل للانصراف ؟ ولماذا كنت تمانع أنت ؟
لوى شفتيه استياءا قبل أن ينهار فوق كرسيه الجلدى المريح بثقل جسده قبل أن يغمغم بامتعاض:
-أعتقد أن السبب واضح كالشمس .. أنه هو السبب ..
-من هو ؟ لماذا تتكلم بالألغاز ؟
استطرد بملل:
-جاسر طبعا , اين ذهب ذكاؤك الخارق ؟ أيوجد غيره ؟ هو فى كل مرة .. أف ..
منحته ابتسامة دافئة مليئة بالحب والمودة قبل أن تكوّر أنفها بحركتها المشهورة وهى تداعبه بقولها:
-ألم نتفق أخيرا على نسيان هذا الأمر ؟
هتف بنزق:
-وكيف تريدين منى أن أنساه بهذه البساطة ؟
وفرقع باصبعيه بصوت مسموع وهو يردف بفتور:
-فى غمضة عين .. سيستغرق الأمر منى الكثير من الوقت.
-حسنا على الأقل تجاهله أو حاول التلهى عنه ..
-أننى أحاول جاهدا .. صدقينى الأمر ليس سهلا.
منحته ابتسامة تشجيعية وهى تمد يدها تتلمس أصابعه من فوق حافة المكتب وهى تقول والفرحة تغمرها:
-هذه خطوة للأمام وتعد تقدما ملحوظا .. وأنا واثقة بأنك قادر على تخطى هذه المرحلة الصعبة .
مد جسده الى الأمام ليداعب بشرتها الحريرية بأنامل خبيرة تدرك حركاتها ,وقد شلّ حركة يدها تماما قبل أن يضيف مبتهجا وقد تبدلت ملامحه الى النقيض:
-أميرتى .. لقد تخلى عنا الجميع , وكل مضى فى طريقه .. ألا يحق لنا نحن أيضا أن ننعم ببعض الراحة والاستجمام ؟
رفعت حاجبيها المقوسين عاليا بتعجب فيما أردف هو بلهجة ناعمة مثيرة:
-ما رأيك برحلة قصيرة ؟
-الى أين ؟
-لن أخبرك يا حبى .. فسوف أختطفك.
ثم غمز بعينه لها مداعبا .. كانت نبرات صوته ونظرات عينيه مغرية ,فغمرها الارتياح .. لقد عادت علاقتهما الى طبيعتها المنفتحة بحب وتفاهم .. وقد انتهت آثار العاصفة التى نثرت الرمال فى وجهيهما .. واستسلمت بكليتها تاركة له دفة القيادة , حيث السعادة تقبع فى انتظارهما .. لينهلا من نبعها المتدفق.



******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 04-01-21, 12:31 AM   المشاركة رقم: 114
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

ترددت هناء كثيرا فى ذهابها الى المؤسسة الخيرية وانما فى نهاية الأمر حسمت ترددها وقررت المواجهة .. لن تخشَ شيئا بعد اليوم .. ولن تقبع متهربة من قرار هام مصيرى .. صلاح ينتظر ردها على عرض الزواج الذى قدّمه لها بفارغ الصبر .. لم يحصل منها سوى على همهمة خافتة ونظرات زائغة غير مصدقة .. بدا وكأن الزمن قد توقف بهما لحظتها ,بل شعرت أن العالم بأسره قد خلا الا منهما ,اختفت معالم الدنيا من حولها وعادت شابة صغيرة تخطو بقدميها تتعثر بخلجات الحب الأولى .. تغمرها نظرات الحبيب العاشق بجنون فى حنان ورقة ,ربما تاقت بشدة لأن تسمع منه هذا العرض وأحلامها كل ليلة خير شاهد على ذلك ,الا وأنه لشدة العجب حينما تحقق على أرض الواقع شعرت برهبة كبيرة وصلت لمرحلة الهلع .. كيف يمكنها أن تتزوج ثانية وهى على مشارف الخمسين من عمرها ,بل وكيف تخبر ابنها الوحيد بهذا ,لا ... لن تحطّم حياته وتبعثرها اشلاءا .. أنه يحب هديل - ابنة صلاح - فقد سبق واعترف لها بمشاعره العميقة تجاهها ونواياه الجادة فى الارتباط بها .. حينما أخذها لتشاهد الفيلا الجديدة التى يشيّدها .. أدركت الأمر دون أى تفسير منه ,هو لم يقلها صراحة أن المنزل من أجل هديل ولكنه أخبرها بأن الفيلا سوف تقسم الى جزءين واحدا من أجلها والآخر سوف يصبح له بعد زواجه .. أمسك بيدها فى حنان وقال بصوت متهدج ملئ بالعاطفة:
-هذا بيتك يا امى .. شيّدته خصيصا لأجلك .. سوف نعيش هنا سويا .. بعد أن أتزوج.
سألته باندهاش:
-ومنزل العائلة ؟
انحنى ليلثم أناملها بشفتيه الدافئتين قائلا بمودة:
-سيظل منزل العائلة .. ولكننا سنسكن هنا , أريدك أن تكونى مرتاحة وسعيدة.
مسحت على شعره ذى الخصلات المجعدة عدة مرات وقالت بصوت يفيض امتنانا وحبا:
-بارك الله فيك يا بنى .. ورزقك الخير ..
أحس كريم بها دون أن تنطق بكلمة .. شعر بغربتها وسط عائلتها .. وآن الأوان لتحصد ثمار زرعها الذى بذرته فى تربة صالحة .. وروته بمحبة واعتنت به حتى نما .. وجاء الدور عليه ليرد لها تضحيتها وان لم تنتظر منه مقابلا أبدا .. أصبحت تمتلك بيتا باسمها .. هى سيدته الأولى والوحيدة ..
عادت لواقعها من جديد وارتدت أبهى ثيابها .. كانت واقفة أمام المرآة تضع زينة خفيفة على وجهها .. بعض الحمرة فوق خديها .. ولمسة من طلاء شفاه بلون فاتح .. لن تهرب من صلاح , سوف تذهب اليه لتعلن رفضها من أجل مصلحة ابنها .. لن تتخلى عنه الآن .. كيف ستقترن برجل يتمنى كريم أن يصاهره ويتزوج من ابنته ؟ لن تفعلها طبعا .. ولكم تود لو يتفهمها صلاح ويقدّر موقفها .. اعتمرت قبعة أنيقة فوق رأسها ووضعت نظارتها الشمسية لتخفى عينيها المسهدتين الذابلتين من آثار الأرق والتفكير.
واتخذت طريقها الى الأسفل ,وقبل أن تخرج مرّت على غرفة حماتها .. طرقت الباب عدة مرات ثم سمعت صوتا واهنا يطالبها بالدخول.
مشت بخطوات متمهلة بينما انطبعت ابتسامة حقيقية على شفتيها وهى تتطلع الى زوجة عمها التى كانت تجلس على مقعد مواجه للشرفة الزجاجية بينما توليها ظهرها ,أدارت المرأة العجوز رأسها ببطء لترى من القادم وبادلتها الابتسام بمحبة وهى تقول مرحبة:
-أهلا هناء .. تقدمى يا ابنتى .. تعالى .
انحنت فوق قامة المرأة الضئيلة لتطبع قبلة رقيقة على وجنتيها وهى تقول:
-صباح الخير يا ماما .. كيف حالك اليوم ؟
-بخير والحمد لله , اجلسى بجوارى وأخبريننى عن أحوالك أنتِ .. والمؤسسة الجديدة .. هاه هل تسير الأمور كما خططتِ لها ؟
أجابت هناء وهى تتمدد فى جلستها سامحة لكاحلها المريض أن يتراخى فى أريحية تامة وكانت آلامه تعاودها من حين لآخر:
-الحمد لله .. بدأنا العمل بجد ونشاط .. ولكننا ما زلنا بحاجة الى موظفين آخرين .
ربتت العجوز على يديها بعطف وهى تقول بصوت مرتعش:
-اعتمدى على صلاح فى هذا الأمر , ألا يعاونك فى ادارة المكان ؟
رغما عن ارتدائها لنظارتها ذات العدسات البنية والتى تخفى عينيها الا أنها شعرت بنظرات حماتها المدققة تعريها كاشفة عن روحها .. لن تصمد طويلا .. سوف تعترف لها بالأمر .. تحتاج الى شخص تثق فيه لتفضفض اليه بما يعتمل فى نفسها ,قالت بهزة من رأسها :
-نعم ,يساعدنى فى كل شئ.
قالت شريفة بمغزى :
-أكثر الله من خيره ,, فلولاه لما كنتِ .. استطعتى انجاز أى شئ ,أنه رجل نزيه ويُعتمد عليه ..
رقص قلب هناء طربا لاطراء حماتها الصريح لصلاح ,فيما أردفت العجوز متسائلة وهى تتصنع البراءة:
-أعتقد أنه أرمل .. أليس كذلك ؟
سارعت هناء تجيب قائلة :
-نعم .. توفيت زوجته منذ مدة طويلة.
-أنه رجل يصون العشرة ويقدّرها .. فقد استطاع البقاء عازبا وتفرّغ لتربية ابنته رافضا الاقتران بأية امرأة أخرى .. صحيح ؟
لم تدرِ هناء ما الغرض من وراء هذا الحوار الذى يدور عن صلاح والثناء عليه ,فالتزمت الصمت مكتفية بايماءة من رأسها من حين لآخر.
الى ان فاجأتها بقولها:
-أليست ابنته .. تلك الفتاة التى تعمل سكرتيرة لكريم ؟ ماذا كان اسمها ؟
وأخذت تحك جبهتها متظاهرة بالتفكير العميق فلم تجد هناء بدا من أن تقول ببساطة:
-اسمها هديل .. وهى فتاة جميلة ومهذبة جدا.
-نعم .. نعم .. هديل .. يا له من اسم رقيق لفتاة جذابة .. هناء .. ألم يحن الوقت للبحث عن زوجة من أجل كريم ؟
تراجعت هناء فى مقعدها مذهولة من تغيّر مجرى الحديث الفجائى وقالت تحاول مداراة ارتباكها:
-بالطبع يا ماما .. ولكننى أنتظر أن يفاتحنى هو بالموضوع .
-لقد تجاوز الثلاثين من عمره .. واذا ما انتظرنا الى أن يتحرك هو بالخطوة الأولى فأعتقد اننا سننتظر طويلا ولن اعيش لأرى أبناءه ..
قاطعتها هناء بلهفة ممزوجة بقلق حقيقى:
-بعد الشر عنك .. أطال الله لنا فى عمرك وبارك لنا فيكِ .. لا تقولى هذا الكلام مجددا يا ماما.
ابتسمت شريفة بهدوء وقالت فى رصانة:
-حبيبتى ان الموت علينا حق ,, ومن ينكر هذا فهو اعمى البصر والبصيرة .. عليكِ أن تمسكى بزمام الأمور يا هناء .. لو كان والده حيا لكان تولّى هو الأمر بنفسه ..
واختنقت الكلمات فى حلقها بينما امتلأت عيناها بالدموع .. دموع الحزن واللوعة على فراق ابنها الحبيب ..
ما زالت تتأثر بذكرى وجدى كلما مرت عليها .. حتى بعد مرور ما يزيد عن عشرة أعوام ..
-ماما .. أرجوكِ .. لا تبكِ .. حسنا سوف أحادثه , لا تحزنى .. ارجوكِ.
مسحت شريفة عينيها بطرف اصابعها بكبرياء وقالت منتحبة:
-لا , لا .. سيقوم محمد بهذا الدور بدلا منكِ .. ولكننى اتكلم عن اختيار العروس .. الجديرة بكريم والتى تليق به وبمقامه ومستواه الاجتماعى.
هتفت هناء متوسلة:
-بالله عليكِ يا ماما .. أما حان الوقت لنتوقف عن ترديد مثل هذا الكلام , لم تعد هناك اية اعتبارات للمقامات ومسألة الغنى والفقر , فالزواج يُبنى على التفاهم والتوافق الفكرى والمستوى الثقافى .. وايضا على العواطف والمشاعر.
لاح شبح ابتسامة ضعيفة على شفتى المرأة الاكبر سنا وهى تقول موضحة:
-لم أقصد هذا بتاتا .. عنيت بالملائمة الاجتماعية له ان تكون ذات مستوى ثقافى عالٍ وتصلح لأن تكون زوجة مناسبة وأم مثالية ,, ولم اشر مطلقا الى المستوى المادى .. فالثراء الحقيقى هو ما ينبع من النفس ورقيّها وليس مجرد رزمة أوراق نقدية بالجيب أو بحساب فى البنك.
لكم تغيّرت نظرتها الى الزواج والارتباط بشكل خاص والى الحياة بشكل عام .. بعد أن دفعت الثمن غاليا هى وأبناؤها .. ثمنا فادحا كلفّهم الكثير من سنوات العمر الضائعة.
تأهبت هناء للانصراف وهى تودّع حماتها بقبلة على جبينها بينما تقول فى حماس:
-لا تقلقى سوف أبحث هذا الأمر معه قريبا وان كنت أعتقد أنه لن يستمع الىّ فهو عنيد متصلب الرأى ,, ولن يسمح لى بالتدخل فى اختياره الخاص لمن ستشاركه حياته , أراكِ لاحقا يا ماما.
-الى اللقاء يا بنيتى .. وفقكِ الله وسدد خطاكِ.
وشيّعتها بنظرات مودّعة وهى تأمل أن تنعم هى وابنها بالسعادة على حد سواء بعد معاناة طويلة ,, فلم تملك هذه المرأة من اسمها شيئا ,, لم تهنأ يوما واحدا منذ تزوجت ابنها .. وهى مصرّة أن تعوّضها عن الماضى وآلامه ,لن تقف حائلا بينها وبين راحتها .. لم تصارحها بأن صلاح قد طلب وساطتها من أجله لتفاتحها بموضوع الزواج منه ,, ستنتظر الوقت المناسب .. طمأنت نفسها أن تأخير بضعة ايام لن يضر أحدا .. ستقف محايدة وان كانت تشعر بطعنات حادة فى صدرها , كلما فكّرت أن هذا الرجل سوف يأخذ مكان ابنها الراحل ,وهى تشهد بنفسها على مدى اخلاص كنتها ووفائها لذكرى المرحوم حتى بعد هجره القاسى لها ,فلترتشف بعضا من قطرات السعادة المؤجلة .. هذا هو حقها الأصيل الذى لا يمكن انكاره عليها.
كما أنها تعد هناء بمثابة فريال فقد ربتها كابنتها لم تفرق بين أحداهما .. وهى لم تعترض على زواج فريال من مجدى بعد أن توفى زوجها ناجى فلا يمكن أن تقف عند هناء وترفض ذات الشئ بالنسبة لها , فالاثنتان كانتا أرملتين بظروف متشابهة كثيرا.



****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 04-01-21, 12:34 AM   المشاركة رقم: 115
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

-ليلى .. حبيبتى .. ألا يكفى هذا اليوم ؟
هتف خالد بصوت متعب وقد بدت على وجهه آثار الاجهاد والارهاق.
تصاعدت ضحكات ليلى عالية وهى تدور حوله بسعادة قائلة:
-ماذا ؟ أأصابك التعب مبكرا هكذا يا حبيبى ؟ أننا ما زلنا فى أول الطريق.
شاركها الضحك وهو يجذبها نحوه قائلا:
-كلا .. لا أشعر بأى تعب وأنتِ الى جوارى .. أنا على أتم استعداد لأن أقضى عمرى كله معكِ فى اى مكان تريدينه ,ولو كان مصيرنا اللف والدوران فى الشوارع.
قالت بدلال وهى تتمايل برأسها فى حركة محببة جعلت خصلات شعرها تلامس وجهه برفق:
-سوف أطالبك يوما بالوفاء بهذا الوعد .. حينما تغضبنى سوف أقوم بتذكيرك به.
قال وهو يضم خصرها بذراعه الحرة بينما الأخرى محمّلة بأكياس المشتروات :
-أنا ؟؟ أغضبك ؟؟ لا يمكن أبدا ان يحصل هذا ..
قاطعته بلهفة قائلة:
-أبدا ؟؟ ابدا ؟؟
-والى آخر يوم فى عمرى .
تباطأت خطواتها وأشارت الى كافتيريا قريبة وهى تقول بتثاقل:
-حسنا .. ولكننى عطشى للغاية .. اشعر بأننى سأموت .. لمَ لا نتوقف لنحتسى مشروبا منعشا ؟
نظر لها مندهشا وهو يقول ممازحا:
-هاه .. من منّا المتعب الآن ؟ اذن تعترفين بالهزيمة ؟
مطت شفتيها استياءا وقالت بلهجة طفولية:
-لا .. لست متعبة فقط ارغب فى تناول عصيرا طازجا .. أهى جريمة ؟
داعبها برقة هاتفا:
-ليست جريمة طبعا .. أحلامك أوامر يا غاليتى.
صاحت بلهجة انتصار منتشية:
-هكذا يكون الكلام .. هيا ..
توقف ليسمح لها أن تتقدمه الى الداخل بينما يتبع خطواتها الرشيقة الواثقة وهى تدلف الى داخل الكافتيريا المعروفة التى تقع باحدى المجمعات التجارية الشهيرة حيث كانا يتسوقان طوال النهار.
أزاح لها الكرسى الى الوراء بحركة أنيقة بينما جلس هو قبالتها واضعا أحماله على الطاولة فمنحته ابتسامة جذابة وهى تقول برقة:
-أتعرف .. لم اشعر بمتعة كبيرة منذ وقت طويل كاليوم ؟ اشعر بأننى حرة أطير وأرفرف كالطير فى السماء.
رفع حاجبيه عاليا وهو يقول متسائلا:
-ألهذا الحد أنتِ سعيدة ؟
هتفت بسرعة:
-طبعا ..
ثم أردفت بصوت أقل ارتفاعا وأشارت له حتى يقترب منها كمن يود قول سرا:
-ولا أخفى عنك أن سر سعادتى الحقيقية يكمن فى استطاعتى الانسلال من وراء ظهر أمى والا لكنت الآن .. ترافقنا نحن الاثنتين معا.
تراجع الى الوراء يتنهد ارتياحا قبل أن يقول:
-لا هكذا افضل .. والا ما كنا اشترينا أى غرض ,فوالدتك لا يعجبها العجب بحد ذاته.
قالت تداعبه بخفة:
-آه لو سمعتك ماما .. لأفسدت الزيجة بأكملها.
أخذ يتلفت حوله وكأن من يتحدثان عنها ستأتى فور ذكر اسمها ثم قال بحنق:
-لا أعرف لمَ تكرهنى أمك الى هذا الحد ؟
ربتت ليلى على كفه الذى أراحه على الطاولة وهى تقول مشجعة:
-هى لا تكرهك يا خالد .. ولكن هذه هى طريقة أمى فى الحياة .. لا تريد الا أن تُطاع ,لا تحب من يناقشها بأوامرها .. حتى ابى لا يجرؤ على معارضتها.
وأردفت عبارتها الأخيرة بمزيج من الحزن والانكسار.
مما دفع خالد فى محاولة لدرء الهم عن محبوبته الحسناء أن يقول بجدية وان طغت رنة المرح على صوته:
-هذا من الماضى .. فأنا لا أقبل بتاتا بهذا الوضع مع كامل احترامى وتقديرى لعمى سليم ,لا تحلمى بأن أسير على هواكِ ..
قلبت شفتيها وقالت معاتبة ايّاه:
-أهكذا ؟؟ حسنا سوف أخاصمك.
غازلتها عيناه بلا هوداة وهو يقول متلاعبا بالألفاظ:
-ولكننى أسير هواكِ .. يا منى القلب.
ما كادت أن تبتسم حتى عادت للعبوس من جديد وهى تقول بتكشيرة عريضة:
-من منى هذه ؟
ورفعت اصبعا أمام وجهه بتهديد هزلى وهى تستطرد بلهجة عابثة:
-اذكر اسم أية أمرأة اخرى أمامى وسوف لن تعجبك النتائج يا سيد خالد.
فيما جاءهما النادل بطلبهما من عصير المانجو الطازج ,كان خالد يرتشف من كوبه ويحدّج ليلى بنظرات شاملة حتى صاح فى تلذذ واضح:
-لذيذة جدا.
سألته ليلى بغيظ واضح:
-أتحبها الى هذا الحد ؟
هتف ببراءة مصطنعة:
-نعم ,, أهواها الى درجة لا يمكننى الاستغناء عن وجودها بحياتى ...
ثم أردف بصوت أجش من العاطفة الفياضة التى تدفقت من عينيه وهو يكاد يلتهمها بنظراته :
-ترى هل توافق والدتها على تقديم موعد عقد القران ؟ ما رأيك أنتِ ؟
انتبهت ليلى الى المعنى الخفىّ المزدوج لكلماته فارتبكت بعض الشئ قبل أن تغمغم بخجل وحياء:
-لا أعرف .. ربما يتعيّن عليك أن تحاول بنفسك مع أمها هذا اذا كنت تحبها كما تدّعى ولا تقوى على بعدها عنك.
غمز لها بخبث وهو يقول بهدوء:
-عين العقل .. هذا هو الكلام الصحيح ,سأفعل.
وجلسا باسترخاء يتبادلان أحاديثا وديّة ويتسامران بدون ان يشعرا بتسرّب الوقت من بين أيديهما.
كانت ليلى تفكر بصمت : أن خالد هو النقيض تماما لوالدها , كما أنه يختلف كثيرا عن سيف وهذا ما كانت تبحث عنه .. لا تريد ان تتجدد مأساة حياتها , أنها تسعى وراء الاستقرار والهدوء.


*******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسرار, الحيتان, السيف, سلسلة, زواج, عائلة, نيفادا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:03 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية