لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-12-20, 11:33 AM   المشاركة رقم: 106
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

لا تعرف هديل كيف منحته موافقتها على مرافقته بهذا المشوار .. المصيرى كما أطلق عليه كريم وهو يلح عليها بدون كلل ليصطحبها معه ولم تنجح فى استدراجه حتى يمنحها أية معلومة بخصوص طبيعة هذا المشوار ,وان كانت نبرة صوته وهو يعرض عليها الأمر تشى بأهميته القصوى لديه ,كادت أن ترفض وباصرار .. متعللة بأنه لا يوجد ما يربطهما .. فعلى الرغم من اعترافه البسيط لها بحبه سابقا , الا أنها لم تعد تكتفى بمثل هذا الاعتراف السطحى .. أنها تتوق الى رابطة أكثر استقرارا وعمقا تجمعهما ببعضهما.
أنها مضطرة الى الانتظار .. حتى يفاتحها هو بأمر ارتباطهما .. بالزواج .. مع أنها قد استنبطت من اصراره اليوم على وجودها أنه بات لا يستغنى عنها فى حياته ,وقد ألمح لها أنه بحاجة الى استشارتها لاتخاذ قرار من شأنه أن يقلب حياته رأسا على عقب .. وأضاف بخبث : أنه قرار لا يخصه وحده.
أكان يحاول جرّها لسؤاله عمّا يعنيه ,, باثارة فضولها .. فضول المرأة الذى لا غبار عليه ,, أنه كفيل لاعلانها الموافقة باستسلام , ولو من باب المعرفة فقط .. الا أنه موقن من قوة مشاعرها نحوه والا فلماذا تغار عليه كلما ذكر اسم عبير - مساعدة أحمد - صديقه ؟
والحق يُقال أنه صار يتعمّد تكرار هذه العبارات كثيرا على مسامعها بطريقة تبدو تلقائية .. مثل التقيت عبير وأخبرتنى ب .. وهى اتصلت أكثر من مرة ل... وهكذا ,شعور غريب بالنشوة والسعادة يجتاحه كلما رأى نظراتها المستنكرة أو نبرتها المتبرمة من تلك المدعوة عبير ,ودون أن يشفِ غليلها باعلامها سر اهتمامه بعبير .. ولكنه ملّ هذه اللعبة .. كانت مجرد خطوة ضرورية لمعرفة كنه احساسها نحوه ,, وهل ما زالت تحبه ؟ أم لا ؟
لم يتبادلا سوى التحية الصباحية بشكل رسمىّ مهذب حينما مرّ عليها بمنزلها ليصطحبها كما اتفقا .. والعجيب أنها وطوال الطريق لم تلقِ عليه سؤالا واحدا عن وجهتهما بل اكتفت بمراقبة الطريق الى جانبها تاركة له مساحة لمراقبتها خلسة بين الفينة والأخرى دون أن تشعر.
محاولة حثيثة منه للفت انتباهها , فشاكسها بقوله ممازحا:
-ألا تودين معرفة الى أين سنذهب ؟
نظرت له متعجبة ولكنها ألجمت لسانها على السكوت فاستطرد ممازحا:
-ألا تخشين أن تكون نيتى غير سليمة تجاهك ؟ ربما أردت اختطافك مثلا لأعاقبك على تجاهلك لى ؟
ثم اشار لما حوله بمغزى خاص فقد كانت المنطقة التى يتجهان نحوها شبه منعزلة عمّا حولها ,وبدا لها أنه طريق خاص عندما دار بالسيارة ليسلك منحنى على جهة اليمين ,ثم بدأ يهدئ من سرعته .. تدريجيا ,حتى توقف أمام بوابة حديدية مطلية باللون الأبيض.
أمعنت هديل النظر اليه وهى تتحدث بجدية قائلة:
-كريم .. أنا أثق بك ثقة عمياء .. وليس معنى اختلافنا بوجهات النظر أننى أراك شخصا طائشا ومتهورا , على العكس لقد عملنا سويا لسنوات .. وقد رأيت مبلغ جديتك وحكمتك اضافة الى أنك تتمتع بمزية خاصة جدا ..
ثم صمتت متعمدة فاستحثها بقوله:
-ما هى تلك المزية ؟
كان واضحا أنه مهتم للغاية بما ستتفوّه به من اجابة على سؤاله ,فتراجعت للوراء بثقة وهى تقول بلهجة جاهدت لتجعلها عادية:
-أنت تتمتع بالنزاهة والعدل .. حتى مع أعدائك .
أطلق كريم صفيرا عاليا وهو يقول متسليا:
-أعدائى ! هل وصل الأمر الى هذا الحد ؟ ومن هم هؤلاء الأعداء بنظرك يا هديل ؟
ارتبكت قليلا فحاولت أن تخفى توترها بمحاولة لتصنّع الغضب قالت بحدة:
-أنت تحاول أن تتسلّى على حسابى , أليس كذلك يا سيد كريم ؟
وأضافت عبارتها الأخيرة تتعمّد اغاظته بهذا اللقب الذى يكرهه ,فرمقها بنظرة غاضبة رادعة ثم تنفس بقوة ليسمح لأعصابه بالاسترخاء قبل أن يقول بتمهل :
-حسنا يا آنستى العزيزة .. والآن لننهِ هذا الفصل الاخير من تلك المسرحية الهزلية السخيفة .. تعالى معى .
نزل من سيارته ثم أشار لها بأن تحذو حذوه .. واتجه نحو البوابة يدفعها ببساطة وكانه يمتلك الحق لفعل ذلك , كادت أن تعترض على تصرفه .. كيف يدخلان لمكان خاص كهذا دونما استئذان ,نهرت نفسها بحدة : لا يعقل ان يتصرف كريم بدون حساب فهو متعقل ومتوازن بأفعاله وخطواته .. لا مفر من اتباعه فقد قطعا شوطا لا بأس به ولن تتراجه بآخر لحظة خوفا أو رهبة من شئ مجهول.
التفت اليها كريم ليتأكد من متابعتها له وهو تحث الخطى لتلحق بخطواته الواسعة .. كان الممر غير ممهد وملئ بالحصى .. لهذا فقد ترك سيارته بالخارج .. سألته بفضول:
-لمن هذا المكان ؟
نظر لها بمودة وهو يجيبها بغموض:
-انتظرى قليلا لتعرفى , فات الكثير ولم يتبقّ سوى القليل .
فوجئت بعد عدة أمتار ببناء ضخم يمتد على مسافة عدة مئات من الكيلومترات .. كان عبارة عن فيلا واسعة تحتل جزءا كبيرا من الأرض المسيّجة مكونة من طابقين وتحيط بها مساحة لا بأس بها .. زرع بها بضعة أشجار ما زالت فى بداية طريقها للنمو .. يبدو أنها الحديقة ..
ما أن خطت الى الداخل حتى فوجئت بالعمل يجرى على قدم وساق ,, الكثير من العمّال والصنايعية .. كل مشغول بما بين يديه ,فلم يلتفتوا لهما حينما وصلا .. رأت رجلا طويلا ضخم الجثة ذى شعر أسود .. كان يسرع لملاقاة كريم وهو يحتضنه بقوة هاتفا:
-كريم .. ابن الذوات .. ما هذه المفاجأة يا رجل ! أين أنت ؟
ربت كريم على كتفى الرجل وهو يقول :
-هأنذا قد جئت .. ومعى ضيفة .. هديل .. أقدّم لكِ أحمد المنشاوى صديقى.
والتفت نحو هديل التى كادت أن تتوارى خجلا من نظرات الرجل المحدّقة بها , ثم لم تلبث أن رفعت بصرها اليه تتأمل ملامح وجهه الوسيمة والتى اختفت تحت لحية كثيفة ,ثم مدّ يده اليها يحييها بحرارة قائلا:
-أهلا وسهلا .. تشرفنا بمقابلتك يا آنسة هديل .. ارجو أن تكون الفيلا حازت على اعجابك .. صحيح أنه ما زال هناك الكثير لانجازه ,الا أننى لا أريدك أن تشغلى بالك فلن نحتاج وقتا طويلا لانهاء كافة التشطيبات.
أخذت هديل تنقل نظراتها الحائرة بين الرجلين الواقفين أمامها وبالنهاية استقرت على وجه كريم الجامد تبعث له برسالة تستنجد به .. ولكنه قبض على ذراع صديقه وجرّه لينتحى به جانبا بعيدا .. كان يحادثه بلهجة معاتبة ,, لم تصل الى أذنيها أية كلمات واضحة الا أن نظرة واحدة لوجه كريم المحتقن بالدماء كانت كفيلة بالكشف عن غضبه المستعر.
وقفت تتأمل ما حولها بانبهار وهى ما زالت غير قادرة على استنباط السر الذى يحاول كريم اخفائه عنها جاهدا , ثم لماذا يخبرها ذلك الصديق بتفاصيل عن هذه الفيلا ؟ فجأة ضربتها الحقيقة .. كيف كانت بهذا الغباء والسذاجة ؟ لا بد أن هذه الفيلا ملك لكريم ولهذا فهو له كامل الحق بالدخول والخروج منها ... حسنا هذه هى اجابة الجزء الأول من السؤال , يبقى الجزء الأخير والأهم : لماذا يصطحبها معه ؟ قال أنه يريد استشارتها بأمر ما , هل يود معرفة رأيها فيها ؟ ولماذا يهتم الى هذا الحد ؟
قطع عليها استرسال أفكارها الخاصة صوته الفولاذى الثابت وهو يرن بأذنيها:
-هديل .. تعالى .. ألا تريدين مشاهدة الفيلا من الداخل ؟
وانتزعها من مكانها بدون انتظار موافقتها .. فأخذت تهرول خلفه محاولة الحفاظ على مسافة مناسبة تفصل بينهما وأصابعه قابضة على يدها .. ندمت على انتعالها حذاء ذى كعب متوسط .. فلم يكن من السهل السير على الأرض المليئة بمواد البناء وبقايا الرمل متناثرة هنا وهناك ,حتى أنها كادت تصطدم بلوح خشبىّ لولا أن انتبه كريم فنحّاها جانبا وهو ما زال ممسكا بها ,شكرته بتمتمة خافتة شكّت أنها وصلت الى مسامعه ,الا أنه بادلها الابتسام بمنتهى المودة حينما وصلا الى الداخل وشهقت بسعادة حينما رأت الدرج الخشبى الدائرى الذى يصل الى الطابق العلوى .. دفعها أمامه بلطف زائد وهو يقول بتهذيب:
-السيدات أولا ..
لم تجد بدا من ارتقاء السلم وان كانت خطواتها حذرة متمهلة على الدرجات الخشبية .. التى اتخذت منحنى دائريا أفعوانيا ..
أخذها من يديها ودار بها فى أرجاء الطابق .. غرفة تلو الغرفة .. وهى ساكنة تتابعه بصمت بينما تنطق عيناها بالاعجاب والانبهار ..
-والآن ما رأيك ؟
أجابت بصورة عادية وهى ما زالت تجهل الداعى لهذا السؤال:
-جميلة .. بل رائعة .. أعتقد أنها تخصك , أليس كذلك ؟ مبارك عليك ..
اقترب منها ببطء ثم دار حولها نصف دورة حتى بات خلفها تماما ثم انحنى نحو أذنها هامسا:
-بل قولى مبارك عليكِ أنتِ .. علينا ..
ارتعشت شفتاها وهى تناضل حتى لا تظهر انفعالها المتزايد:
-ما .. ماذا تقصد ؟ ما دخلى أنا بذلك ؟
أجابها ببساطة:
-لأنها ملك لكِ ..
-كيف ؟ أنا لم .. لم أشتريها ولم أرها سوى الآن ؟
-هناك من ابتاعها لكِ يا عزيزتى.
دارت حول نفسها بحركة مفاجئة لتواجهه بعنف متحدية:
-أنت ؟ طبعا ومن سواك ؟ ولكن كيف تظن أننى سوف أقبل منك شيئا كهذا ؟ لا .. شكرا جدا ..
-تمهلّى , سوف نعيش بها سويا .. ولكن .. هى ملكك ..
لم تتمالك نفسها الا وهى تصفعه بكل قوتها على وجهه وهى تصيح بوجهه صارخة:
-كيف تجرؤ ؟ أيها الحقير القذر .. كيف تطلب منى ذلك ؟ .. وأنا التى كانت تظن أنك .. أنت شخص دنئ لا تحتمل.
نظر لها كريم بقسوة وهو يضع يده على خدّه الذى احمرّ من اثر ضربتها وهو ما زال مذهولا غير قادر على التصديق بأن هديل .. حبيبته الرقيقة المهذبة .. تصفعه ..بل وتتفوّه بهذه الشتائم البذيئة.
انهمرت العبرات من عينيها وهى تواصل صراخها:
-أجرؤت أن تطلب منى العيش معك ؟ هل تظننى فتاة رخيصة الى هذا الحد ؟ أو اعتقدت أنك يمكن أن تشترينى بثمن فيلا .. حتى ولو كانت بهذه الفخامة .. ولو وضعت كنوز العالم تحت قدمىّ فلن أقبل بتاتا ..
فجأة انقشعت الغيوم المتلبّدة بعينيه واندفع يقهقه عاليا وهو يقترب منها ,فلم تتمالك نفسها من تكرار محاولتها لضربه الا أنه تمكّن هذه المرة من منعها تماما من الحركة وهو يقبض على معصميها معا مدنيا وجهه من وجهها لتلفحها أنفاسه الحارة اللاهثة بعناء وهو يهمس بعشق:
-ايتها الحبيبة المتهورة .. ذات العقل الصغير .. أأنت حقا هديلى .. الذكية الواثقة .. لقد فوجئت بردة فعلك هذه الى أن أذهلتنى بحق بعد أن خرجت تلك الحماقات من فمك الجميل .. أمعقول أنكِ فهمتِ من كلامى هذا المعنى الرخيص ؟ أنتِ تبخسين نفسك قدرها كما أنكِ لا تقدّرين عمق مشاعرى نحوك ولا تأخذيننى على محمل الجد , أتظنين أننى مجرد شاب ثرى عابث ؟ لماذا اعتقدتِ أننى أعرض عليكِ شيئا مشينا ؟
استكانت بهدوء بعد محاولاتها الفاشلة للتملص منه فأيقنت أنه من الخير لها أن تستمع له أولا .. ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تتساءل باستجداء:
-أنت قلت أننا سنعيش سويا ؟ فلا يوجد معنى لهذا غير أنك تعرض علىّ أن أصبح .. اممم ..
وأطرقت برأسها خجلا حينما قال بنزق ليكمل عبارتها المبتورة:
-عشيقة ..
-نعم.
- تبا لكِ ! ولماذا لا يكون هذا عرض زواج ايتها الحمقاء ؟
-زواج !! مستحيل !!
قطب حاجبيه بغضب وهو يقول مستنكرا بينما يهزها بعنف:
-لماذا مستحيل ؟ أهناك ما يمنع ؟
كانت تنتحب بشدة وقالت من بين دموعها:
-أنت تعرف ما هو المانع , أمك وأبى .. لا تحاول اقناعى بأنك قد نسيت .. فهذا شئ لا يمكن نسيانه.
-اسمعينى يا هديل .. ما حدث يمت للماضى فقط ,ونحن الآن نعيش بوقت آخر لا مجال فيه للحديث عما مضى ,اذا كان هذا هو السبب الوحيد لرفضك فيمكننا التغاضى عنه .
-أنت الذى تقول هذا ؟ لا أصدّق.
نهرها بعصبية قائلا:
-لا , عليك أن تصدقى وتؤمنى بأننى لست متحجر العقل والقلب الذى تظنينه .. أنا انسان .. من لحم ودم ,, أحب وأكره ,, أشعر وأتألم .. هذا شئ طبيعى.
-ولكنك تكره أبى ..
قاطعها باشارة من يده قائلا:
-لا , أنا لا أكرهه .. أنا أحترمه وأقدّره , فهو أستاذى .. ولا أنكر أننى فى البداية كنت متضايقا من علاقته بأمى ,فوجئت .. شعرت بأننى مخدوع .. ربما لفترة ليست قصيرة ظننت أننى لن اتحمّل مجرد رؤيته ,وبهذه الفترة اتخذت قرارى بنسيانك ومحوك من حياتى ..
-أكان هذا هو سبب قرارك بنقلى الى قسم آخر ؟
-نعم ,للأسف كنت مشوش التفكير اشعر بالضياع .. غضبت من أمى ,وأبيكِ بل وتماديت فى القاء اللوم عليكِ رغم أنه لا يد لكِ بالموضوع .. حسنا لكم كنت مخطئا حينها بابعادك عنى .. تصورت أنى سوف أنساكِ وأتخلّص من مشاعرى العميقة نحوكِ .. فالمثل يقول : البعيد عن العين بعيد عن القلب ..
سألته متألمة:
-ونجحت ؟
ابتسم بطرف فمه واندفع معترفا بمرارة:
-كلا .. ازداد حبى وتعلّقى بكِ .. ضد ارادتى , ولشدة غبائى .. تماديت فى قسوتى وحتى بعد محاولتى الفاشلة لاستمالتك الىّ من جديد .. رفضت الاعتراف بسوء تقديرى للأمور ولم أتفهم رفضك أبدا ..
وقال أخيرا محاربا أخر ذرة من كبريائه الرجولى وغطرسته:
-حتى فى تلك اللحظة .. بعد أن اعتقدت أننى باغرائى لكِ عندما ترين هذه الفيلا وأخبرك أننى بنيتها خصيصا من أجلك سوف توافقين على زواجك منى على الفور دون تفكير.
لكزته بقوة فى كتفه بوعى لواقع جديد عليها أنها تمتلك من السلطة عليه ما يفوق أقصى أحلامها خيالا .. وقفت أمامه كالمعلمة التى تعطى تلميذها درسا لا ينساه:
-ظنِك بى فى غير محلّه يا كريم .. ما يغرينى للموافقة على الزواج بك ومشاركتك الحياة الى آخرها هو أنت .. وحبك لى .. واحترامك وتقديرك لشخصى ,وليست حفنة جنيهات أو فيلا ضخمة كهذه .. فأنا لن أتزوّج الا بدافع الحب والاحترام .. اذا ما كنت قادرا على منحى ايّاهما الى أن يفرّقنا الموت فسوف أكون سعيدة بقبول طلبك هذا.
وقفت هديل شامخة ترفع رأسها بفخر واعتزاز فى انتظار معرفة مدى تأثير كلماتها عليه ,وبلمح البصر أشعت عيناه ببريق السعادة والرضا .. ثم كان الى جوارها يلتقط أناملها ليلثمها برقة وهو يقول بصوت عميق النبرات رنّان كأنه آتٍ من هوة سحيقة:
-يشرفنى يا حبيبتى أن اقدّم لكِ قلبى وكل ما أملكه وأضعه بين يديكِ .. أنتِ الفتاة الوحيدة التى دقّ لها القلب وأعجب بها العقل ولن أفرّط فيكِ ما حييت يا هديلى.
وضعت أصبعا أمام فمها وأنفها قبل أن تقول بعزة نفس:
-والأهم من موافقتى ,, أن تنال رضا أبى .. هل أنت مستعد لهذا ؟
-طبعا يا حبيبة قلبى , بكل تأكيد .. فهذا هو اليوم الذى طال انتظارى له بفارغ الصبر .. أن تصبحى لى .. وفى سبيله أنا مستعد لخوض غمار الحرب ..
تمتمت هديل بأمنية تحلم بتحققها:
-أرجو ألا نضطر الى هذا.



**********************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 30-12-20, 11:43 AM   المشاركة رقم: 107
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

وجدها جالسة مع والدته تثرثران بمرح وانسجام تام .. أتيحت له الفرصة لتأملها دون أن تشعر به .. كانت ترتدى بنطالا من الجينز الأزرق الداكن يلتف حول وركيها النحيلين وفوقه كنزة ضيقة سوداء اللون موشاة بخيوط فضية لامعة ولها اطار من الدانتيل على الحواف ,أما شعرها فقد استطال الى حد ما وها هى تكبح جماح حريته برباط مطاطى تاركة بعض خصلاته الشاردة تتهدل فوق أذنيها الصغيرتين .. بدت كالأرنبة المذعورة حينما لمحته واقفا يراقبها بعينيه الحادتين وكأنه صقر على وشك الانقضاض على فريسته ... التزمت الصمت وهى تراه يتقدم منهما بخطوات واثقة متباطئة وهو يضع يديه فى جيبى بنطاله القماشى.
تهللت اسارير والدته انفراجا حينما رأته فنهضت من مكانها على الأريكة المستطيلة وهى تدعوه لأن يحل محلها الى جانب ريم قائلة بحبور:
-ها قد أتيت أخيرا يا جاسر , تعالى واجلس هنا .. ما رأيك بهذه المفاجأة الحلوة ؟ أنا لم أصدق عينىّ حينما دقّت جرس الباب ووجدتها أمامى ..
ثم لكزته برفق وهو يأخذ موقعها السابق هامسة:
-وأنت ألا تبتسم ولو قليلا , لا يصح يا بنى .. فليس هذا استقبالا مناسبا لخطيبتك.
زمجر جاسر محتدا:
-ماما ! لو سمحتِ .. لماذا لا تذهبى لتحضرى لنا العصير الرائع الذى تتفنين فى اعداده .. فالجو حار ولا بد أن ريم تشعر بالظمأ.
ابتسمت شريفة مجاملة وهى تحادث الفتاة قائلة:
-اسمعى يا ريم .. سأذهب الى المطبخ لأعد لكما كوبين من العصير الطازج وفى هذه الاثناء أريدك أن تعرفى سبب عبوسه المستمر وأن تعالجى الأمر بأسرع ما يمكن ..
هزت ريم رأسها ايجابا وهى تهتف بمرح:
-حاضر يا تنت , لا تحملى همّا سوف أتصرف بطريقتى الخاصة.
ضمت الوالدة يديها معا فى اشارة للسعادة وهى تنصرف مبتعدة بعد أن ألقت الى كنتها المستقبلية بقبلة فى الهواء وهى تتنهد : ما الذى يجعل واحدة برقة وحلاوة ريم هذه تقبل بهذا العابس معقود الجبين .. أف ! يا لكم من رجال !
ساد الصمت من جديد بعد انصراف شريفة التى تركت الاثنين جالسين على ذات الأريكة وان كانت المسافة الفاصلة بينهما صغيرة الا أن أفكارهما كانت بعيدة كل البعد .. تنحنحت ريم متعمدة وهى متحيرة من تصرفه اللا مبالى حيالها ثم قالت محاولة تخفيف حدة التوتر السائد فى الجو:
-الطقس لطيف اليوم , أليس كذلك ؟
نظر لها جاسر بطرف عينه ثم قال بفتور:
-ربما ..
-بالمناسبة .. لقد تحدد موعد زفاف سماح وسعد.
أجابها بذات الطريقة:
-مبارك لهما ..
-هل ستذهب ؟
-نعم , فسعد قام بدعوتى وأصرّ علىّ للحضور.
كانت ردوده قصيرة ومختصرة ,فآثرت التزام الصمت ثم لجأت لموضوع آخر:
-ما أخبار العمل ؟ أتسير الأمور على ما يرام ؟ أعنى هل تعوّدت على نظام العمل الجديد ؟
انتفض غاضبا وهو يرميها بسهام عينيه الناريتين هاتفا:
-ماذا تقصدين بالضبط يا ريم ؟ أننى غير كفء لادارة شركة عملاقة من شركات عائلة الشرقاوى ؟
تراجعت مصعوقة للوراء وقالت بنعومة:
-كلا , طبعا لا .. كل ما فى الأمر أن هذا النوع من العمل يختلف عما كنت تمارسه فى السابق فى مجال الـعقارات .. لم يكن الأمر يستحق كل هذا الضجة يا جاسر.
رفع حاجبيه متعجبا وهو يواصل شنّ هجومه الحاد عليها:
-طبعا أنا مهما فعلت ومهما كنت لن أرقى لأصل الى مستوى شقيقك الغالى أو أبناء عمومتك الأعزاء .
احتقن وجهها بالدماء .. ولم تعرف ما الخطأ فى سؤالها والذى استدعى كل هذا الغضب والضيق من جانبه ,فقالت ببراءة:
-لم يكن سؤالى هذا الا من باب التواصل معك .. أردت فقط تلطيف الجو بيننا.
-لا تشغلى بالك بى .. ولا بعملى .. فلست بحاجة الى اهتمامك المزيف ولا مجاملتك .. اهتمى بشؤونك الخاصة.
هبّت واقفة على قدميها وهى تصرخ بوجهه حانقة:
-حسنا , اذا كنت ضيفة ثقيلة الظل الى هذا الحد وغير مرغوب فى وجودى سأنصرف فورا ,, وأعدك أننى لن أحاول مجددا أن أهتم بك أو بأى شئ يخصك .. أيها الأحمق الأنانى المغرور ..
أوقفها قبل أن تجد الفرصة لتنفيذ تهديدها وجذبها الى حضنه مجبرا ايّاها على دفن وجهها فى صدره العضلىّ القوىّ ,لم تستطع ايقاف عبراتها التى انسلّت من عينيها بينما هو يضمّها اليه بعنفوان وقوة متمتما باعتذارات متلاحقة:
-آسف .. آسف يا حبيبتى .. لا أدرِ حقا ما الذى دهانى ؟ أعتذر منكِ يا حلوتى ..
ثم قبّل مقدمة رأسها عدة مرات وهو يردد اعتذاره لها ,ثم أبعدها قليلا لتلتقط أنفاسها المكتومة وهو يزدرد ريقه بصوت مسموع قائلا:
-لا أعرف .. أصبحت أتصرف بغرابة هذه الأيام .. حتى أمى لم تعد تحتملنى ولا تطيق أفعالى .. آسف يا ريم , وأعرف أننى لا أستحق ملاكا بريئا مثلك .. أنتِ برقتك وجمالك وطيبة قلبك ورهافة احساسك تستحقين من هو أفضل منى بلا شك .. وربما هذا هو سر تعبى وقلقى.
اختتم اعترافة بتنهيدة حارة خرجت من صدره كأنها موجة ساخنة تهدد باحراق ما حولها ,تأملته ريم بصمت وقد بدت الرؤية مشوشة أمام عينيها حتى أخذ بيدها وطبع قبلة على أطراف أناملها وظل ملامسا لها بشفتيه بينما يطوّق خصرها بيده الأخرى .. وأدركت أنه ينتظر منها أن تعلن عن مسامحتها له فغمغمت بتوتر:
-حسنا .. كلنا نشعر بالقلق والتوتر .. لا تعرف مبلغ الحزن الذى عايشناه بالأسبوع الماضى .. مها .. وما أصابها .. كنت أشعر بالضعف وقلة الحيلة تجاهها .. لو تعرف كم بدت مثيرة للشفقة وهى مستلقية على فراش المرض .. وسيف .. كان يتصرف كالمجنون .. أننى أعذره ,فحياة زوجته وابنه كانت على المحك .. يا الله !
التمعت عيناه بابتسامة متخابثة وهو يقرّبها منه بحركة سريعة فاجأتها ثم قال بصوت ملتهب:
-ريم .. توقفى عن الحديث عن ابن عمك والا فلن يكون لعواصف جنونى حدود.
شهقت مصدومة وهى تهمس له:
-جاسر .. أنا أكلمك عن موقف عصيب مر به هو وزوجته , لقد كادت مها أن تفقد جنينها .. لا يمكن أن تفكّر بهذا الشكل , أن اهتمامى به لا يعدة كونه ابن عمى الذى أكن له كل محبة أخوية و ...
-أننى أغار .. وبجنون ..
-ولكننى خطيبتك .. ما الذى يجعلنى أوافق على الزواج منك اذا كان فى نفسك ذرة من الشك حول حقيقة مشاعرى.
-لا تلوميني يا حبيبة فؤادى .. فعندما زاد حبي لك، جعلني أغار عليكِ حتى من نفسي.
ثم استطرد معاتبا:
-ريم .. هل أتيتِ لترحميننى من عذابى أم أنكِ كنتِ تلعبين ؟
رقت نظراتها وهى تطالع وجهه الوسيم وقالت بصوت عذب:
-لقد كانت هذه نيتى فى البداية ,ولكنك أفسدت خطتى بمنتهى البراعة .. ببرودك ولا مبالاتك تجاهى ..
-أكرر اعتذارى للمرة الألف .. أنا أحمق وغبىّ .. وأستحق الشنق .. أيكفيكِ هذا أم تريدين المزيد ؟
وضعت اصبعها على فمه لتغلقه وهى تهمس بدلال:
-يكفى .. يكفى ... هششش .. ألا يرضيك أننى قد جئت اليك بنفسى ؟
لقد بدأ يشعر بالحرارة الخانقة .. أتكون للمستها البسيطة هذا التأثير القوى عليه .. يكاد يشعر بقلبه يذوب .. وغضبه يذوى .. يا لها من ساحرة !
-ريم ..
هتف بلهجة تحذيرية وهو يستطرد:
-ستنهار قدرتى على السيطرة على مشاعرى تماما ولن اصبح مسؤولا عن أفعالى .. وأنا الذى كنت دوما أتفاخر بنفسى وبأنه لا توجد أية أمرأة أو فتاة قادرة على امتلاكى.
سألته بفضول ملح وهى تنسل مبتعدة عنه الى الأريكة:
-ومتى كان هذا بالضبط ؟
رمى بنفسه على الأريكة بجوارها معترفا بتردد:
-قبل أن ألقاكِ ..
مالت برأسها بزاوية حادة لتنظر له بدهشة ,بينما انزلق لسانها بدون وعى قائلة:
-ألم تحب من قبل ؟ تلك المرأة .. المتزوجة !
وندمت سريعا فور نطقها بتلك الكلمات .. يا لها من غبية ! لماذا تعاود نكأ الجراح وهى التى اتخذت قرارا صارما بعدم الضغط عليه مجددا بصدد هذا الأمر ,والذى يؤرقه كثيرا .. ستضحى من أجله ,حتى ولو كان الثمن راحة بالها وسلامة عقلها.
تأفف جاسر وهو يشيح بوجهه بعيدا عنها قبل أن يدير رأسه نحوها ويقبض على كتفيها مسلطا نظراته العميقة على عينيها المتوسلتين قائلا بحدة:
-فلننهِ هذا الموضوع مرة واحدة وأخيرة الى الأبد .. لقد سئمت الحديث عن تلك المرأة .. وذلك الذنب الذى ارتكبته .. ولأكن صادقا معكِ .. فى الواقع أنا لم احبها ابدا .. فقط كانت تبدو مناسبة لخططى فى ذلك الوقت .. كنت ما أزال أعانى من آثار هجران والدى لنا .. غير واثق من أننى أستحق الحب , فأقرب الناس الىّ تركنى .. وعشت لسنوات أفكّر أننى غير جدير بحب أبى ولا بحب أية أمرأة ...
كانت عيناه تحكيان مدى العذاب الذى تحمّله طويلا .. شعرت بأنها راغبة فى ضمّه الى صدرها واشعاره بمدى أهميته بالنسبة لها .. حتى تزيل عن وجهه معالم البؤس والشقاء وتبعد عنه الوساوس المؤلمة .. كان ببساطة يحتاج الى الحب .. الى من تأخذ بيده الى بر الأمان .. تمنحه بلا حدود حتى يرتوى ويكتفى .. وهى قادرة على هذا العطاء .. لن تتخلّى عنه مهما كان الثمن .. ستكون له الى آخر العمر .. كما أخبرها مرة ..
-الى أن قابلتك .. وأنتِ تعرفين البقية .. لم أشعر بقلبى ينفتح لأى انسان كما فعل معكِ ,ولهذا ايضا أخبرتك أن الزواج هو قرار مصيرى يجمعنا الى الابد .. فلست أنوى أن أعيد مأساتى من جديد .. سيترعرع أولادنا فى ظل أبويهم معا.
شعرت بفراشات خفيفة ترفرف حولها تدغدغ مشاعرها المرهفة .. اعترف بحبه لها .. هى وحدها دونا عن جميع النساء .. أنها تصدّقه هذه المرة ,فلا يوجد ما يستوجب الكذب أو الادّعاء .. نبرة صوته هادئة ورزينة .. عيناه الزرقاوان تلتمعان ببريق العشق .. التقت طرقاتهما بعد أن استمرت متوازية ..
-احممم ... أحضرت لكما العصير ..
تنحنحت شريفة وهى تتوجه اليهما حاملة صينية عليها كؤوس العصير الزجاجية ,وقد كانت تصدر صوتا عاليا بقدميها حتى يتنبها الى قدومها ,فابتعدت ريم سريعا الى الخلف بينما سحب جاسر يده التى كانت تداعب وجنتيها ودسّها بين خصلات شعره يبعثرها كعادته كلما شعر بالتوتر.
هتفت ريم بتهذيب محاولة استعادة قدرتها على الحديث:
-سلمت يداكِ يا ست الكل ,, أتعبناكِ.
وضعت شريفة الصينية على المنضدة وهى تجلس قبالتهما قائلة بمودة حقيقية:
-تعبك راحة يا حبيبتى , وهل يوجد أغلى منك لأتعب من أجلها ؟ فأنتِ لستِ خطيبة ابنى فقط ولكنك بمثابة ابنتى التى لم انجبها.
اتسعت ابتسامة ريم وهى تقابل حفاوة حماتها بذات المشاعر قائلة:
-القلوب تتلاقى معا .. أنا ايضا أعتبرك مثل أمى بالضبط.
أطلق جاسر صفيرا منغوما وهو يراقبهما بتسلية بينما تقوس حاجباه وهو يقول:
-ما كل هذا الانسجام والتفاهم , من يراكما لا يقول أن هذه حماة وكنتها.
ضربت شريفة على صدرها وهى تهتف معترضة:
-حماة .. أنا حماة يا جاسر .. لا , لا أنا غاضبة منك.
وأخذت تنتحب متصنّعة الحزن فنهض جاسر وأخذ بيدها محتضنا وهو يقبّل قمة رأسها قائلا :
-اغفرى لى يا ماما .. حقك علىّ .. لن أعيدها مرة أخرى .. أنتِ ست الحبايب والخير والبركة ..
وقامت ريم بدورها تحتضنها من الجانب الآخر وهى تقلّد خطيبها قائلة:
-ولا يهمك يا حبيبتى .. سوف أتولّى أمره أنا فيما بعد .. وأعدك أنه لن يجرؤ على مجرد التفكير بنطق هذه الكلمة ..
وقبّلت ريم خديها حتى انفرجت أسارير السيدة وقالت بسعادة جمّة وهى تحتضن ابنها وخطيبته الجميلة:
-يا أحبائى الغاليين .. ربنا يسعدكما ويبارك لكما .. أنتما فرحتى وسرورى .. لقد طال انتظارى لليوم الذى أرى فيه ابنى الوحيد متزوجا من الفتاة التى يحبها ,وقد تحققت أمنيتى فلا أريد من الحياة أى شئ آخر .. وسأموت وأنا سعيدة.
هتف الاثنان بنفس الوقت :
-بعد الشر عنكِ .. ربنا يبارك لنا فى عمرك وصحتك .
وطقطق جاسر بلسانه اعتراضا وهو يستطرد بحبور:
-ثم من الذى سيحمل أبناءنا ويربيهم ؟ من غيرك أنتِ يا قمرى ؟
قالت شريفة :
-سيكون هذا يوم السعد والهناء .. أسرعا باتمام الزواج وأنا سأنذر نفسى لرعاية هؤلاء الأبناء عندما يأتون ..
نظر جاسر الى ريم بامعان وهو يقول متخابثا:
-أنا عن نفسى على أتم استعداد لأن أتزوج ريم اليوم قبل الغد .. هه ما رأيك أنتِ ؟
أخفضت ريم رأسها خفرا وحياءا بينما كانت تقضم شفتيها هامسة:
-فلتفاتح أبى فى هذا الموضوع , لا شأن لى بتحديد المواعيد .. هذا من اختصاص الرجال , أليس كذلك ؟
اندفع جاسر اليها يطوّق خصرها بذراعيه وهو يرفعها عاليا عن الأرض ثم يدور بها غير مباليا بنظرات أمه الزاجرة ولا صرخات ريم المتوالية وهى تضحك:
-جاسر .. أنزلنى .. جاسر .. لا يصح ,فوالدتك تنظر لنا.
هتف جاسر وقد كفّ عن أرجحتها فى الهواء وأنزلها على الأرض وان ظل ممسكا بها:
-لا أصدق .. اخيرا نطقتِ بها .. أخيرا رحمتِ عذابى .. آه منكِ يا حبى ,, يا عصفورتى الصغيرة.



**********************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 30-12-20, 11:44 AM   المشاركة رقم: 108
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

كان يتأمل الرسم التخطيطى على شاشة جهاز السونار أمامه ويحاول متابعة حديث الطبيب الذى توالى وهو يشرح له ولزوجته أدق التفاصيل عن طفلهما القادم .. مجرد روتين اعتاد عليه هذا الطبيب وهو يفحص عشرات السيدات الحوامل .. مكررا ذات النصائح ,الا أنها المرة الأولى له .. سوف يصبح أبا .. وهى وحدها من ستحقق حلمه الكبير .. انتظرها كثيرا .. ما يزيد عن خمسة وعشرين عاما .. ولم يذهب صبره سدى .. نال ما كان يصبو اليه أخيرا .
كانت فريال مستلقية على سرير الفحص وكاشفة عن جزء من بطنها الذى تكوّر قليلا بينما يحرّك الطبيب ذراع الجهاز بحركة دائرية على جلدها الرطب بفعل سائل الهلام .. لم تشعر بسعادة مماثلة فى حياتها كهذه اللحظة .. مسترخية وهادئة الأعصاب .. تستمع لحديث طبى ملئ بالتفاصيل الصغيرة عن جنينها الصغير .. الابن أو الابنة التى ستربط بينها وبين زوجها مجدى .. ليست المرة الأولى لها .. ولكن هذا الحمل يختلف تماما عن السابق .. لعدة أسباب وأهمها أن الرجل الذى تحبه واقفا الى جوارها يمسك بيدها بحنان بالغ ,يبدو عليه السعادة والنشوة .. والفخر ..
ما أن أنهى الطبيب اجراءات الفحص حتى قام بمسح السائل المتبقى على بطنها وتركها لتعدّل هندامها بينما أشار لزوجها أن يتبعه .. بدأت الوساوس تساورها .. لماذا يريد الطبيب أن ينفرد بزوجها ؟
أعادت تسوية كنزتها الرقيقة وانتعلت حذاءها بسرعة فائقة وهى تغادر غرفة الفحص .. وقفت بمحاذاة الباب الفاصل بين الغرفتين .. وأصاغت السمع ..
4d-لا بد من اجراء السونار الرباعى الأبعاد
-لماذا يا دكتور ؟ هل تشك فى شئ ما ؟
-كلا ,, أنه مجرد اجراء روتينى لأن السيدة فريال .. احم .. تجاوزت الخامسة والأربعين .. والحمل فى هذا السن يعتبر خطرا , كما أننا لا بد أن نطمئن على سلامة الجنين وصحته وأنه لا يحمل عيوبا خلقية ..
-حسنا اذا كان هذا هو رأيك طبعا .
-لا تخشّ شيئا فهو يشبه السونار الذى أجريناه باختلاف بسيط وهو يصوّر الجنين كاملا ..
-ما أخشاه هو أن تعود فريال الى الشعور بالقلق .. أننا نحرص دائما على اراحة أعصابها وابعادها عن مصدر التوتر ..
دخلت فريال فى هذه اللحظة على الفور ووقفت الى جوار زوجها تقول بتصميم وارادة:
-لا يا مجدى , أنا بخير .. وسوف أنفذ تعليمات الدكتور بحذافيرها .. والآن هل أتابع تناول ذات الوصفة الطبية السابقة ؟
أومأ لها الطبيب الخمسينى برأسه بينما يكتب فى ملفها بضعة ملاحظات ثم رفع رأسه اليها وهو يمد يده بالتذكرة الطبية قائلا:
-لقد أضفت لكِ xxxxا من الفيتامينات المتعددة سوف يمد جسمك بالعناصر اللازمة له فى هذه الفترة وعليك بألا تتكاسلى عن تناوله يوميا .. أنه ضرورى جدا.
أجابت فريال بحماس وقد كان هذا حالها منذ علمت بالحمل:
-بالتأكيد.
-شكرا لك يا دكتور.
قالها مجدى بامتنان كبير وهو يصافح الطبيب مودعا ,ثم تأبط ذراع زوجته بمحبة لينصرفا مغادرين العيادة المشهورة التى تقع بأرقى مناطق المدينة.
-ها حبيبتى , كيف تشعرين الآن ؟ لا قلق , ولا توتر , أليس كذلك ؟
ربتت فريال على يده التى تشتبك بيدها وهى تقول مطمئنة ايّاه:
-كل شئ على ما يرام , لم أكن يوما بحال أفضل من اليوم .. أتعرف ؟ أننى أتوق ل .. تناول ..
استحثها بقوة قائلا:
-هيا يا فرى .. أخبريننى ما الذى تريدين تناوله وأنا أجلبه لكِ فى الحال ؟
-أشتهى الأناناس ..
قالتها بخجل وقد توردت وجنتاها ,فاستوقفها مجدى وهو يتلفت حوله يمينا ويسارا كمن يبحث عن أحد ,فاثار تصرفه استغرابها وسألته مندهشة:
-عمّ تبحث يا مجدى ؟ هل وقعت سلسلة مفاتيحك أم ماذا ؟
أخذ يلوّح لها بالسلسلة الفضية والتى أصدرت قلقلة مميزة بينما جذبها اليه وهو يهمس مترنما:
-أننى ابحث عن محل بهذه الناحية يمكننا شراء الأناناس منه .. انتظرى سوف اسأل هذا الرجل هناك.
وكاد أن يتحرك ليستوقف أحد المارة الا أن فريال سارعت لتمسك بذراعه حتى تمنعه وهى تغرق فى ضحك مجلجل هاتفة به:
-مجدى .. توقف .. ليس هذا وقته ,لنعد أولا الى البيت ثم نذهب الى السوق لشرائه فيما بعد , لا أصدق ما تفعله ...
نظر لها معاتبا وهو يقول مدافعا عن نفسه:
-ألم تقولى بأنك تشتهينه الآن ؟ ما العيب فى سؤال هذا الرجل .. يبدو عليه الطيبة .. ولا بد أنه سيقدّر موقفى ..
لم تتوقف فريال عن الضحك وان خفّت حدته وهى تقول بصوت متقطع:
-وماذا كنت ستخبره ؟ هه هل تستوقفه لسؤاله عن محل لبيع الأناناس ؟ لا بد أنه كان سيعتبرنا مختلين عقليا ..
انعقد حاجبا مجدى بتقطيبة خفيفة وهو يحك جبينه مفكرا قبل أن يغمغم:
-لا أرى خطأ فيما كنت سأفعله ,, سأخبره أن زوجتى الحبيبة .. حامل ولديها وحام للأناناس .. لا أرى عيبا أبدا ..
كان يكرر كلامه كأنما يحاول اقناع نفسه قبل زوجته ..
- على كل حال , لقد ابتعد الرجل ولن نجد واحدا آخر لنسأله .. هيا اركبى.
وقام بفتح باب السيارة لها ثم ساعدها حتى استقرت على المقعد .. عيناها لامعتان .. ثغرها باسم .. هكذا يفضل دوما أن يراها .. سعيدة ومرتاحة.
فكّرت هى بعقلها : ما الذى دهاه هذا الرجل ؟ لا يمكن أن تتخيّل مجدى المتعقل الرزين , ذلك المحامى اللامع المعروف .. يتصرف بهذا الطيش والتهور .. من أجلها ,ومن أجل طفلهما .. لا توجد سعادة أكبر ,قلبها الكسير الذى اعتاد الحزن وتوّحد مع الألم لا يحتمل هذا الكم من الحب والحنان والعطاء .. ماذا فعلت بحياتها لتستحق رجلا كمجدى ؟
ارتقى زوجها الى المقعد المجاور وأدار المفتاح ,ضاغطا على دواسة البنزين بقوة عدة مرات قبل أن يتحرك بالسيارة .. كان يقود بسرعة متوسطة وحذر .. ولكنها وجدته يسرع بعض الشئ هذه المرة , فسألته مستفسرة:
-مجدى , لماذا تسرع فى قيادتك ؟
-هل ضايقتك يا حبى ؟ أأخفف من السرعة قليلا ؟
وبالفعل اذعن لرغبتها فلم تلبث أن عادوت سؤالها :
-لم تجبنى .. لماذا تبدو مهموما ومشغول البال ؟
أجابها بعد أن منحها نظرة دافئة:
-أريد العودة سريعا حتى أتمكن من اللحاق ببائع الفاكهة قبل أن يغلق دكانه ..
انفجرت فريال بالضحك وجسدها يهتز بقوة ما حدا بمجدى أن يحذرها برفق قائلا:
-مهلا يا فريال , لا أعرف لماذا ينتابك الضحك اليوم كلما تحدثت ؟
وضرب كفا بكف متعجبا فقالت فريال وقد التمعت عيناها بالدموع من أثر الضحك:
-حسنا .. لم أكن أعرف ان موضوع الأناناس سيصبح هاجسا ملحا .. والله ما كنت أخبرتك به.
ظهر عليه الرضا الكامل وهو يتأملها بشغف قبل أن يهتف قائلا:
-أوامرك يا سيدتى لا بد أن تُجاب , وهذا الطفل الصغير .. لا نريد أن نحرمه من أى شئ .. أليس كذلك ؟
ألقت برأسها تستند الى المقعد وهى تنزع فردتى حذائها قبل أن تتكوّر على نفسها وهى تقول بصوت ناعس:
-أتعرف فقدت رغبتى بتناول الأناناس .. جل همى الآن أن أصل الى السرير لأنااااام ... هااااااوم.
وتثاءبت بقوة ,ثم تثاقل جفناها حتى أغلقا نهائيا ..
شعر مجدى بالاشفاق والحنو عليها ,ونظر الى ساعة يده .. كانت العاشرة مساءا .. يا له من وقت متأخر بالنسبة لزوجته أن تظل ساهرة الى هذا الوقت يعد أمرا شاقا وهى المعتادة على النوم مبكرا .. ربت على خدّها بأطراف أصابعه وهو يردد:
-نوما هانئا يا حبيبتى .. تصبحين على خير.
وأكمل بقيادته المتمهلة حتى وصلا الى منزلهما بسلام.



**********************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 30-12-20, 11:50 AM   المشاركة رقم: 109
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

انتهى الفصل الثالث عشر


 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 30-12-20, 11:16 PM   المشاركة رقم: 110
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

متبقى فصلين فقط

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسرار, الحيتان, السيف, سلسلة, زواج, عائلة, نيفادا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:18 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية