لا تعرف هديل كيف منحته موافقتها على مرافقته بهذا المشوار .. المصيرى كما أطلق عليه كريم وهو يلح عليها بدون كلل ليصطحبها معه ولم تنجح فى استدراجه حتى يمنحها أية معلومة بخصوص طبيعة هذا المشوار ,وان كانت نبرة صوته وهو يعرض عليها الأمر تشى بأهميته القصوى لديه ,كادت أن ترفض وباصرار .. متعللة بأنه لا يوجد ما يربطهما .. فعلى الرغم من اعترافه البسيط لها بحبه سابقا , الا أنها لم تعد تكتفى بمثل هذا الاعتراف السطحى .. أنها تتوق الى رابطة أكثر استقرارا وعمقا تجمعهما ببعضهما.
أنها مضطرة الى الانتظار .. حتى يفاتحها هو بأمر ارتباطهما .. بالزواج .. مع أنها قد استنبطت من اصراره اليوم على وجودها أنه بات لا يستغنى عنها فى حياته ,وقد ألمح لها أنه بحاجة الى استشارتها لاتخاذ قرار من شأنه أن يقلب حياته رأسا على عقب .. وأضاف بخبث : أنه قرار لا يخصه وحده.
أكان يحاول جرّها لسؤاله عمّا يعنيه ,, باثارة فضولها .. فضول المرأة الذى لا غبار عليه ,, أنه كفيل لاعلانها الموافقة باستسلام , ولو من باب المعرفة فقط .. الا أنه موقن من قوة مشاعرها نحوه والا فلماذا تغار عليه كلما ذكر اسم عبير - مساعدة أحمد - صديقه ؟
والحق يُقال أنه صار يتعمّد تكرار هذه العبارات كثيرا على مسامعها بطريقة تبدو تلقائية .. مثل التقيت عبير وأخبرتنى ب .. وهى اتصلت أكثر من مرة ل... وهكذا ,شعور غريب بالنشوة والسعادة يجتاحه كلما رأى نظراتها المستنكرة أو نبرتها المتبرمة من تلك المدعوة عبير ,ودون أن يشفِ غليلها باعلامها سر اهتمامه بعبير .. ولكنه ملّ هذه اللعبة .. كانت مجرد خطوة ضرورية لمعرفة كنه احساسها نحوه ,, وهل ما زالت تحبه ؟ أم لا ؟
لم يتبادلا سوى التحية الصباحية بشكل رسمىّ مهذب حينما مرّ عليها بمنزلها ليصطحبها كما اتفقا .. والعجيب أنها وطوال الطريق لم تلقِ عليه سؤالا واحدا عن وجهتهما بل اكتفت بمراقبة الطريق الى جانبها تاركة له مساحة لمراقبتها خلسة بين الفينة والأخرى دون أن تشعر.
محاولة حثيثة منه للفت انتباهها , فشاكسها بقوله ممازحا:
-ألا تودين معرفة الى أين سنذهب ؟
نظرت له متعجبة ولكنها ألجمت لسانها على السكوت فاستطرد ممازحا:
-ألا تخشين أن تكون نيتى غير سليمة تجاهك ؟ ربما أردت اختطافك مثلا لأعاقبك على تجاهلك لى ؟
ثم اشار لما حوله بمغزى خاص فقد كانت المنطقة التى يتجهان نحوها شبه منعزلة عمّا حولها ,وبدا لها أنه طريق خاص عندما دار بالسيارة ليسلك منحنى على جهة اليمين ,ثم بدأ يهدئ من سرعته .. تدريجيا ,حتى توقف أمام بوابة حديدية مطلية باللون الأبيض.
أمعنت هديل النظر اليه وهى تتحدث بجدية قائلة:
-كريم .. أنا أثق بك ثقة عمياء .. وليس معنى اختلافنا بوجهات النظر أننى أراك شخصا طائشا ومتهورا , على العكس لقد عملنا سويا لسنوات .. وقد رأيت مبلغ جديتك وحكمتك اضافة الى أنك تتمتع بمزية خاصة جدا ..
ثم صمتت متعمدة فاستحثها بقوله:
-ما هى تلك المزية ؟
كان واضحا أنه مهتم للغاية بما ستتفوّه به من اجابة على سؤاله ,فتراجعت للوراء بثقة وهى تقول بلهجة جاهدت لتجعلها عادية:
-أنت تتمتع بالنزاهة والعدل .. حتى مع أعدائك .
أطلق كريم صفيرا عاليا وهو يقول متسليا:
-أعدائى ! هل وصل الأمر الى هذا الحد ؟ ومن هم هؤلاء الأعداء بنظرك يا هديل ؟
ارتبكت قليلا فحاولت أن تخفى توترها بمحاولة لتصنّع الغضب قالت بحدة:
-أنت تحاول أن تتسلّى على حسابى , أليس كذلك يا سيد كريم ؟
وأضافت عبارتها الأخيرة تتعمّد اغاظته بهذا اللقب الذى يكرهه ,فرمقها بنظرة غاضبة رادعة ثم تنفس بقوة ليسمح لأعصابه بالاسترخاء قبل أن يقول بتمهل :
-حسنا يا آنستى العزيزة .. والآن لننهِ هذا الفصل الاخير من تلك المسرحية الهزلية السخيفة .. تعالى معى .
نزل من سيارته ثم أشار لها بأن تحذو حذوه .. واتجه نحو البوابة يدفعها ببساطة وكانه يمتلك الحق لفعل ذلك , كادت أن تعترض على تصرفه .. كيف يدخلان لمكان خاص كهذا دونما استئذان ,نهرت نفسها بحدة : لا يعقل ان يتصرف كريم بدون حساب فهو متعقل ومتوازن بأفعاله وخطواته .. لا مفر من اتباعه فقد قطعا شوطا لا بأس به ولن تتراجه بآخر لحظة خوفا أو رهبة من شئ مجهول.
التفت اليها كريم ليتأكد من متابعتها له وهو تحث الخطى لتلحق بخطواته الواسعة .. كان الممر غير ممهد وملئ بالحصى .. لهذا فقد ترك سيارته بالخارج .. سألته بفضول:
-لمن هذا المكان ؟
نظر لها بمودة وهو يجيبها بغموض:
-انتظرى قليلا لتعرفى , فات الكثير ولم يتبقّ سوى القليل .
فوجئت بعد عدة أمتار ببناء ضخم يمتد على مسافة عدة مئات من الكيلومترات .. كان عبارة عن فيلا واسعة تحتل جزءا كبيرا من الأرض المسيّجة مكونة من طابقين وتحيط بها مساحة لا بأس بها .. زرع بها بضعة أشجار ما زالت فى بداية طريقها للنمو .. يبدو أنها الحديقة ..
ما أن خطت الى الداخل حتى فوجئت بالعمل يجرى على قدم وساق ,, الكثير من العمّال والصنايعية .. كل مشغول بما بين يديه ,فلم يلتفتوا لهما حينما وصلا .. رأت رجلا طويلا ضخم الجثة ذى شعر أسود .. كان يسرع لملاقاة كريم وهو يحتضنه بقوة هاتفا:
-كريم .. ابن الذوات .. ما هذه المفاجأة يا رجل ! أين أنت ؟
ربت كريم على كتفى الرجل وهو يقول :
-هأنذا قد جئت .. ومعى ضيفة .. هديل .. أقدّم لكِ أحمد المنشاوى صديقى.
والتفت نحو هديل التى كادت أن تتوارى خجلا من نظرات الرجل المحدّقة بها , ثم لم تلبث أن رفعت بصرها اليه تتأمل ملامح وجهه الوسيمة والتى اختفت تحت لحية كثيفة ,ثم مدّ يده اليها يحييها بحرارة قائلا:
-أهلا وسهلا .. تشرفنا بمقابلتك يا آنسة هديل .. ارجو أن تكون الفيلا حازت على اعجابك .. صحيح أنه ما زال هناك الكثير لانجازه ,الا أننى لا أريدك أن تشغلى بالك فلن نحتاج وقتا طويلا لانهاء كافة التشطيبات.
أخذت هديل تنقل نظراتها الحائرة بين الرجلين الواقفين أمامها وبالنهاية استقرت على وجه كريم الجامد تبعث له برسالة تستنجد به .. ولكنه قبض على ذراع صديقه وجرّه لينتحى به جانبا بعيدا .. كان يحادثه بلهجة معاتبة ,, لم تصل الى أذنيها أية كلمات واضحة الا أن نظرة واحدة لوجه كريم المحتقن بالدماء كانت كفيلة بالكشف عن غضبه المستعر.
وقفت تتأمل ما حولها بانبهار وهى ما زالت غير قادرة على استنباط السر الذى يحاول كريم اخفائه عنها جاهدا , ثم لماذا يخبرها ذلك الصديق بتفاصيل عن هذه الفيلا ؟ فجأة ضربتها الحقيقة .. كيف كانت بهذا الغباء والسذاجة ؟ لا بد أن هذه الفيلا ملك لكريم ولهذا فهو له كامل الحق بالدخول والخروج منها ... حسنا هذه هى اجابة الجزء الأول من السؤال , يبقى الجزء الأخير والأهم : لماذا يصطحبها معه ؟ قال أنه يريد استشارتها بأمر ما , هل يود معرفة رأيها فيها ؟ ولماذا يهتم الى هذا الحد ؟
قطع عليها استرسال أفكارها الخاصة صوته الفولاذى الثابت وهو يرن بأذنيها:
-هديل .. تعالى .. ألا تريدين مشاهدة الفيلا من الداخل ؟
وانتزعها من مكانها بدون انتظار موافقتها .. فأخذت تهرول خلفه محاولة الحفاظ على مسافة مناسبة تفصل بينهما وأصابعه قابضة على يدها .. ندمت على انتعالها حذاء ذى كعب متوسط .. فلم يكن من السهل السير على الأرض المليئة بمواد البناء وبقايا الرمل متناثرة هنا وهناك ,حتى أنها كادت تصطدم بلوح خشبىّ لولا أن انتبه كريم فنحّاها جانبا وهو ما زال ممسكا بها ,شكرته بتمتمة خافتة شكّت أنها وصلت الى مسامعه ,الا أنه بادلها الابتسام بمنتهى المودة حينما وصلا الى الداخل وشهقت بسعادة حينما رأت الدرج الخشبى الدائرى الذى يصل الى الطابق العلوى .. دفعها أمامه بلطف زائد وهو يقول بتهذيب:
-السيدات أولا ..
لم تجد بدا من ارتقاء السلم وان كانت خطواتها حذرة متمهلة على الدرجات الخشبية .. التى اتخذت منحنى دائريا أفعوانيا ..
أخذها من يديها ودار بها فى أرجاء الطابق .. غرفة تلو الغرفة .. وهى ساكنة تتابعه بصمت بينما تنطق عيناها بالاعجاب والانبهار ..
-والآن ما رأيك ؟
أجابت بصورة عادية وهى ما زالت تجهل الداعى لهذا السؤال:
-جميلة .. بل رائعة .. أعتقد أنها تخصك , أليس كذلك ؟ مبارك عليك ..
اقترب منها ببطء ثم دار حولها نصف دورة حتى بات خلفها تماما ثم انحنى نحو أذنها هامسا:
-بل قولى مبارك عليكِ أنتِ .. علينا ..
ارتعشت شفتاها وهى تناضل حتى لا تظهر انفعالها المتزايد:
-ما .. ماذا تقصد ؟ ما دخلى أنا بذلك ؟
أجابها ببساطة:
-لأنها ملك لكِ ..
-كيف ؟ أنا لم .. لم أشتريها ولم أرها سوى الآن ؟
-هناك من ابتاعها لكِ يا عزيزتى.
دارت حول نفسها بحركة مفاجئة لتواجهه بعنف متحدية:
-أنت ؟ طبعا ومن سواك ؟ ولكن كيف تظن أننى سوف أقبل منك شيئا كهذا ؟ لا .. شكرا جدا ..
-تمهلّى , سوف نعيش بها سويا .. ولكن .. هى ملكك ..
لم تتمالك نفسها الا وهى تصفعه بكل قوتها على وجهه وهى تصيح بوجهه صارخة:
-كيف تجرؤ ؟ أيها الحقير القذر .. كيف تطلب منى ذلك ؟ .. وأنا التى كانت تظن أنك .. أنت شخص دنئ لا تحتمل.
نظر لها كريم بقسوة وهو يضع يده على خدّه الذى احمرّ من اثر ضربتها وهو ما زال مذهولا غير قادر على التصديق بأن هديل .. حبيبته الرقيقة المهذبة .. تصفعه ..بل وتتفوّه بهذه الشتائم البذيئة.
انهمرت العبرات من عينيها وهى تواصل صراخها:
-أجرؤت أن تطلب منى العيش معك ؟ هل تظننى فتاة رخيصة الى هذا الحد ؟ أو اعتقدت أنك يمكن أن تشترينى بثمن فيلا .. حتى ولو كانت بهذه الفخامة .. ولو وضعت كنوز العالم تحت قدمىّ فلن أقبل بتاتا ..
فجأة انقشعت الغيوم المتلبّدة بعينيه واندفع يقهقه عاليا وهو يقترب منها ,فلم تتمالك نفسها من تكرار محاولتها لضربه الا أنه تمكّن هذه المرة من منعها تماما من الحركة وهو يقبض على معصميها معا مدنيا وجهه من وجهها لتلفحها أنفاسه الحارة اللاهثة بعناء وهو يهمس بعشق:
-ايتها الحبيبة المتهورة .. ذات العقل الصغير .. أأنت حقا هديلى .. الذكية الواثقة .. لقد فوجئت بردة فعلك هذه الى أن أذهلتنى بحق بعد أن خرجت تلك الحماقات من فمك الجميل .. أمعقول أنكِ فهمتِ من كلامى هذا المعنى الرخيص ؟ أنتِ تبخسين نفسك قدرها كما أنكِ لا تقدّرين عمق مشاعرى نحوك ولا تأخذيننى على محمل الجد , أتظنين أننى مجرد شاب ثرى عابث ؟ لماذا اعتقدتِ أننى أعرض عليكِ شيئا مشينا ؟
استكانت بهدوء بعد محاولاتها الفاشلة للتملص منه فأيقنت أنه من الخير لها أن تستمع له أولا .. ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تتساءل باستجداء:
-أنت قلت أننا سنعيش سويا ؟ فلا يوجد معنى لهذا غير أنك تعرض علىّ أن أصبح .. اممم ..
وأطرقت برأسها خجلا حينما قال بنزق ليكمل عبارتها المبتورة:
-عشيقة ..
-نعم.
- تبا لكِ ! ولماذا لا يكون هذا عرض زواج ايتها الحمقاء ؟
-زواج !! مستحيل !!
قطب حاجبيه بغضب وهو يقول مستنكرا بينما يهزها بعنف:
-لماذا مستحيل ؟ أهناك ما يمنع ؟
كانت تنتحب بشدة وقالت من بين دموعها:
-أنت تعرف ما هو المانع , أمك وأبى .. لا تحاول اقناعى بأنك قد نسيت .. فهذا شئ لا يمكن نسيانه.
-اسمعينى يا هديل .. ما حدث يمت للماضى فقط ,ونحن الآن نعيش بوقت آخر لا مجال فيه للحديث عما مضى ,اذا كان هذا هو السبب الوحيد لرفضك فيمكننا التغاضى عنه .
-أنت الذى تقول هذا ؟ لا أصدّق.
نهرها بعصبية قائلا:
-لا , عليك أن تصدقى وتؤمنى بأننى لست متحجر العقل والقلب الذى تظنينه .. أنا انسان .. من لحم ودم ,, أحب وأكره ,, أشعر وأتألم .. هذا شئ طبيعى.
-ولكنك تكره أبى ..
قاطعها باشارة من يده قائلا:
-لا , أنا لا أكرهه .. أنا أحترمه وأقدّره , فهو أستاذى .. ولا أنكر أننى فى البداية كنت متضايقا من علاقته بأمى ,فوجئت .. شعرت بأننى مخدوع .. ربما لفترة ليست قصيرة ظننت أننى لن اتحمّل مجرد رؤيته ,وبهذه الفترة اتخذت قرارى بنسيانك ومحوك من حياتى ..
-أكان هذا هو سبب قرارك بنقلى الى قسم آخر ؟
-نعم ,للأسف كنت مشوش التفكير اشعر بالضياع .. غضبت من أمى ,وأبيكِ بل وتماديت فى القاء اللوم عليكِ رغم أنه لا يد لكِ بالموضوع .. حسنا لكم كنت مخطئا حينها بابعادك عنى .. تصورت أنى سوف أنساكِ وأتخلّص من مشاعرى العميقة نحوكِ .. فالمثل يقول : البعيد عن العين بعيد عن القلب ..
سألته متألمة:
-ونجحت ؟
ابتسم بطرف فمه واندفع معترفا بمرارة:
-كلا .. ازداد حبى وتعلّقى بكِ .. ضد ارادتى , ولشدة غبائى .. تماديت فى قسوتى وحتى بعد محاولتى الفاشلة لاستمالتك الىّ من جديد .. رفضت الاعتراف بسوء تقديرى للأمور ولم أتفهم رفضك أبدا ..
وقال أخيرا محاربا أخر ذرة من كبريائه الرجولى وغطرسته:
-حتى فى تلك اللحظة .. بعد أن اعتقدت أننى باغرائى لكِ عندما ترين هذه الفيلا وأخبرك أننى بنيتها خصيصا من أجلك سوف توافقين على زواجك منى على الفور دون تفكير.
لكزته بقوة فى كتفه بوعى لواقع جديد عليها أنها تمتلك من السلطة عليه ما يفوق أقصى أحلامها خيالا .. وقفت أمامه كالمعلمة التى تعطى تلميذها درسا لا ينساه:
-ظنِك بى فى غير محلّه يا كريم .. ما يغرينى للموافقة على الزواج بك ومشاركتك الحياة الى آخرها هو أنت .. وحبك لى .. واحترامك وتقديرك لشخصى ,وليست حفنة جنيهات أو فيلا ضخمة كهذه .. فأنا لن أتزوّج الا بدافع الحب والاحترام .. اذا ما كنت قادرا على منحى ايّاهما الى أن يفرّقنا الموت فسوف أكون سعيدة بقبول طلبك هذا.
وقفت هديل شامخة ترفع رأسها بفخر واعتزاز فى انتظار معرفة مدى تأثير كلماتها عليه ,وبلمح البصر أشعت عيناه ببريق السعادة والرضا .. ثم كان الى جوارها يلتقط أناملها ليلثمها برقة وهو يقول بصوت عميق النبرات رنّان كأنه آتٍ من هوة سحيقة:
-يشرفنى يا حبيبتى أن اقدّم لكِ قلبى وكل ما أملكه وأضعه بين يديكِ .. أنتِ الفتاة الوحيدة التى دقّ لها القلب وأعجب بها العقل ولن أفرّط فيكِ ما حييت يا هديلى.
وضعت أصبعا أمام فمها وأنفها قبل أن تقول بعزة نفس:
-والأهم من موافقتى ,, أن تنال رضا أبى .. هل أنت مستعد لهذا ؟
-طبعا يا حبيبة قلبى , بكل تأكيد .. فهذا هو اليوم الذى طال انتظارى له بفارغ الصبر .. أن تصبحى لى .. وفى سبيله أنا مستعد لخوض غمار الحرب ..
تمتمت هديل بأمنية تحلم بتحققها:
-أرجو ألا نضطر الى هذا.
**********************