لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-12-20, 07:54 PM   المشاركة رقم: 101
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

-هيا يا عمى فلتذهب أنت لتنل قسطا من الراحة ,يبدو عليك الارهاق ,كما أن آذان الفجر على وشك أن يُرفع.
انطلقت العبارة من بين شفتى رفيق بمزيج من الاشفاق والحزم وهو يتطلع الى ساعته الأنيقة مشيرا الى عمه , فهز عادل رأسه نفيا عدة مرات وهو يجيب بتقرير:
-لا يا رفيق .. سأبقى هنا مع سيف , لن أتركه قبل أن تفيق زوجته ونعود جميعا الى البيت.
ثم استطرد قائلا:
-لمَ لا تعود أنت الى المنزل ؟ فزوجتك لا بد قلقة عليك .. وأنت أيضا يا كريم .. لقد قمتما بأداء الواجب وأزيد ...
فقاطعه كريم محتجا وهو يهتف معترضا:
-لا يا عمى .. لن نفارق سيف نحن أيضا حتى نطمئن على مها .. هو بحاجة الى وجودنا الى جواره فى هذه اللحظة الحرجة .. ونحن لسنا غرباء حتى تصرفنا بهذه الطريقة يا عمّاه .. وبقاؤنا ليس من باب الواجب ولا التعاطف .. نحن عائلة واحدة .. اخوة ..
أمّن رفيق على كلام ابن عمه وقال مؤيدا بينما ابتسامة خفيفة تزيّن شفتيه:
-كريم محق يا عمى , أعتقد أنه يمكنك الاعتماد علينا فى هذا الشأن ,أرجوك يا عمى عادل .. لا ترفض .. يبدو على ملامح وجهك التعب .. ألا تثق بقدراتنا ؟
ولوى فمه بحركة مازحة تعبيرا عن غضب مصطنع مما دفع عادل لأن يضحك بقوة رغما عن همومه وأحزانه ,ثم قال بجدية بعد أن توقف عن الضحك:
-حسنا يا رجال .. البركة والخير فيكم .. سأعود أنا الى البيت لأطمئن على منى ,فهى تحادثنى كل نصف ساعة لتعرف الأخبار الجديدة ,ولن تهدأ ولن يغمض لها جفن الا اذا كنت معها.
أطلق كريم صفيرا طويلا من بين شفتيه وهو يتلاعب بحاجبيه قائلا بهزل:
-انظر يا رفيق .. هذا هو الغرام الذى لا يقُاوم .. اللهم اوعدنا يا رب , أخبرنى يا عمى كم مرّ على زواجكما ؟
وأخذ يمد يديه متضرعا الى السماء فلكزه عادل فى خاصرته بخفة وهو يقول بزهو وفخر:
-يا حبيبى هذه قدرات خاصة .. كما أن الحب كالآثار تزداد قيمته ويصبح أثمن بمرور الزمن .. ويتغيّر ايضا ..
سأل رفيق باهتمام :
-كيف يتغيّر الحب يا عمى ؟
قال عادل بصوت رزين اكتسب الحكمة والمعرفة من سنوات عمره التى تجاوزت الخمسين:
-بمعنى أن الحب فى بدايته كالطفل .. يبدأ صغيرا فضوليا .. تؤجج نيرانه الغيرة وحمية الشباب ,ثم يتحوّل الى الهدوء .. والثبات والاستقرار بمنتصفه ,الى أن يمتد شامخا عاليا كشجرة ضخمة ذات جذور عميقة .. كالجبل لا يهزّه ريح .. ولكن تظل أفرعها المتشعبة ليّنة تتلاعب بها النسمات من حين لآخر ..
نظر كلا من رفيق وكريم بانبهار فاغرين أفواههما حتى بعد أن فرغ العم عادل من حديثه .. أنه يتحدث عن الحب الحقيقى الصادق الذى ينمو بمرور الوقت ويؤكّد وجوده وأهميته .
نجح كريم أخيرا فى أن يهتف مشدوها :
-أيعنى هذا انك ما زلت تشعر بالحب نحو تنت منى كما كنت فى أول تعارفكما ؟
هز عادل رأسه نفيا وهو يجيب بمودة:
-كلا , لقد توطد حبى لها أكثر وازدادت غلاوتها فى قلبى .. اذا سألتنى أأحبتها فى الماضى ؟ سأقول نعم وولكن ان سألتنى اليوم هل أقوى على فراقها ؟ سأجيبك بكلمة واحدة : مستحيل .. أتعرف لماذا ؟ لأنها حياتى ,وهل يستغنى أحد عن النفس الذى يتنشقه يوميا ؟
انتبه الرجال الثلاثة الى وجود سيف فى هذه اللحظة فقط .. وعلى ما يبدو من معالم وجهه المذهولة أنه قد استمع الى حديث أبيه الأخير كله ,فقد ظل واقفا يحدّق فى وجه عادل وكأنه يحاول استكشاف ما وراء قناعه الجامد الذى كان دوما يرتديه فى معاملته لزوجته حتى كان يخيّل اليه أمه يكرهها الى أبعد حد ولا يطيق رؤيتها .. وقد ظهرت دلائل العشق واضحة على محياه وهو يتحدث عن حب عمره وشريكة حياته بهذه القوة .. معلنا عن حب أقوى من الزلازل .. ابعد من حدود السماء .. أنقى من قطرات الندى .. أوسع من محيط البحار .. حب خالد.
-بابا ؟
وارتمى فى أحضان والده يستمد منه الشجاعة والمؤازرة فى محنته , الأمر ليس سهلا .. فشدّد عادل من احتضانه لولده بذراعيه القويتين اللتين لم تفقدا بعد عزم الشباب ..
-تجلّد يا بنى , وتحلّى بالصبر .. هذا اختبار من الله .. كما أنه عليك الرضا بالقدر مهما كانت النتائج .. أفهمت ؟
ثم أبعده عنه برفق قائلا بصوت جاهد أن يخرج ثابتا على الرغم تأثره البالغ:
-علىّ أن أكون الى جوار أمك الآن .. تعلم أنه ليس هيّنا علىّ أن أتركك فى هذا الوقت العصيب ,,ولكن منى تحتاجنى أكثر منك.
ضافت عينا سيف لا اراديا وهو يتراجع قليلا حتى يفسح مجالا لوالده متسائلا بفضول:
-بابا .. أتخفى عنّى شيئا ؟ وجهك يقول أن الأمر أخطر مما تحاول تصويره لى ؟
أخفض عادل بصره غير قادرا على مواجهة نظرات ابنه المتوسلة التى تخترق شغاف قلبه كسهام حادة ,ثم أطلق زفيرا حارا وهو يقول بتأنٍ:
-كنت أنوى اخبارك بالوقت المناسب .. لم يعد بامكانى اخفاء الأمر عنك .. أمك مريضة جدا يا سيف ,مرضها خطير للغاية ...
قاطعه سيف بلهفة وهو يمسك بمرفقى والده مناشدا:
-خطير ؟ ما هو هذا المرض بالضبط ؟ تكلّم يا أبى.
-منى ... تعانى من ورم بصدرها.
-سرطان ؟؟
هتف سيف مصعوقا قبل أن ينهار مستندا على الجدار خلفه حتى افترش الأرض متربعا وهو يدفن وجهه بين يديه يتمتم لنفسه بلوم وعتاب:
-أنا .. لقد تسببت لها بآلام جسيمة تفوق احتمالها .. لم أكن أدرك معاناتها الخاصة ,يا أمى .. سامحينى .. ضغطت على جرحك النازف مرارا دون أن أعلم .. لم أرحم ضعفك .. وبدلا من أن أطيّب جراحك كالبلسم الشافى .. كنت كالسم الزعاف الذى يلسعه ويجعله مميتا ..
اندفع عادل منحنيا نحو ابنه يسحبه من كتفيه لينهض واقفا على قدميه غير عابئ لمحاولاته الرافضة للتملص منه ,ثم ضربه فى صدره بقوة هاتف بحنق:
-اصمت .. لا مجال لهذا الهراء الذى تتفوّه به الآن .. اصمد .. الرجال لا ينوحون ولا يبكون عند المصائب ..
كان وجه سيف غارقا بدموع ندمه وحزنه على مصاب أمه , فأخرج عادل منديلا من جيبه وناوله لابنه آمرا:
-جفّف دموعك يا بنى .. واشدد عودك .. سنمر من هذه المحنة باذن الله .. لقد تمت معالجة والدتك أثناء سفرنا بالخارج ,وهى الآن أفضل حالا ,لكنها تحتاج لعدة اجراءات تكميلية حتى يتم الله شفاؤها على خير .. وآخر ما تود رؤيته هو ابنها القوى منهارا من أجلها .. علينا أن نساندها بدون أن تخور قوانا .. فهى بحاجة اليك بكامل قوتك وعافيتك , كما أن زوجتك هى الأخرى بحاجة اليك .. لا تترك نفسم فريسة للضعف ابدا .. خذها نصيحة من والدك الذى أدمن الوجع والتلذذ بجلد الذات على مدار السنوات الماضية .. استسلمت للأحزان ولم أقاوم .. وكانت النتيجة التى نعرفها أنا وأنت جيدا .. كدت تضيع منى الى الأبد .. وأنت ابنى الوحيد .. لا تكرر مأساتى.
مسح سيف على وجهه عدة مرات قبل أن ينجح فى الوقوف بثبات وهو يقول بصدق:
-سأفعل يا أبى .. من الآن فصاعدا سترى شخصا جديدا .. وأعدك أن أكون عند حسن ظنكما بى أنت وأمى.
ربت عادل على كتفه بحنان وقال بصوت واضح بينما يساعد للمغادرة نهائيا:
-هذا ما كنت أود سماعه منك .. سنتخطى هذه المرحلة الصعبة .. ونحن معا .. كتفا بكتف .. كعائلة واحدة .
-ان شاء الله .. سأرافقك الى الخارج .
واستأذن الاثنان من الرجلين الآخرين قبل أن ينصرفا سويا .
رفع كريم حاجبا الى أعلى وهو يضم شفتيه قائلا بغبطة:
-يا له من مشهد مؤثر !
نظر له رفيق بتمعن بينما يتأبط ذراعه بمرح وهو يقول محاولا سبر أغواره العميقة:
-أأسمع نبرة حسد هنا ؟ تعالَ لنذهب الى كافتيريا المشفى , ونحتسى فنجانين من القهوة .. يكاد رأسى ينفجر من شدة الصداع.
قال كريم بنعومة:
-كلا يا ابن عمى , أنا لا أغار من أيا منكما .. فأنتما تمتلكان أبا واحدا أما أنا فلدىّ اثنان .. بالعكس أنا أشعر بالسعادة لأجله .. أخيرا ستحقق له ما تمنّاه .. وسيلتم شمل الأسرة.
طلبا اثنين من القهوة المضبوطة .. وأخذا يرشفان السائل البنى قوى الرائحة ببطء واستمتاع على الرغم من رداءة البن المستخدم ,, هتف كريم بامتعاض واضح:
-أين قهوتك يا عبير ؟ هذه لا تقارن بها على الاطلاق.
عقد رفيق حاجبيه مقطبا قبل أن ينفجر ضاحكا وهو يتساءل:
-عبير !! هل غيّرت فتاتك اسمها ؟
أجاب كريم بغموض:
-كلا .. أنها واحدة أخرى.
-حقا ؟!!! ومن هى ؟
-صانعة القهوة الممتازة .. لا بد أن تتذوقها من صنع يديها ,وبعدها لن تستطيع احتساء هذا الكوب.
-على العموم أنا أتفق معك أن هذا السائل بشع المذاق ,ولولا اننى أحتاج الى جرعة الكافيين تلك حتى أحتفظ بصفاء ذهنى وقدرتى على المواصلة لقذفته فى وجه عامل الكافتيريا, ولكن ما حكاية تلك صانعة القهوة .. ما اسمها ..
-عبير.
انضم اليهما سيف وبيده هو الآخر كوبا ورقيا تنبعث منه رائحة النعناع العطرية ,جلس بأريحية تتناقض مع مشاعره السابقة وقال بتعجب:
-من عبير هذه ؟ هل فاتنى شئ هام يا رجال ؟
اشرأب كريم بعنقه متأملا الكوب بيد ابن عمه وسأل بضيق:
-ماذا تشرب ؟ شاى ! منكّه بالنعناع ! كيف فعلت هذا ؟
-لا شئ فقط طلبت شايا ,واذا كنت ستموت فضولا على كيفية وصول النعناع الى كوبى ...
وأخذ سيف يعدّل من هندامه ويسوّى خصلات شعره الناعمة التى تهدلت على جبينه قائلا بغرور:
-فقد استعملت سحرى الخاص .. بمجرد أن أشرت الى الفتاة العاملة الى أننى لا استطيع تحمل مذاقه بدون النعناع سارعت لاحضار بعضا من الأعواد الطازجة ..
-لو كنت أعلم لطلبت أنا أيضا.
ألقى كريم عبارته بمزيج من السخط والتبرم واستطرد وهو يرمى ابن عمه بنظرات حقودة:
-فهذه القهوة لا تطاق .. مجرد رائحة بلا مذاق.
اقترب سيف بوجهه من كريم وهو يرفع أصبعا محذرا فى وجهه قبل أن يغمزه بخبث قائلا:
-لا تحلم بأن تهرب من الاجابة .. من عبير هذه , أهى تخصك ؟ أم ..
وترك جملته معلّقة وهو ينظر الى رفيق بطرف عينه بمغزى مفهوم ,مما دفع الأخير لأن يرفع يديه باستسلام وهو يهتف:
-لا , لا تنظر الىّ ... أنا رجل متزوج الآن .. ومخلص جدا لزوجتى .. اسأل هذا الفتى اللعوب عن فتاة القهوة .
-فتاة القهوة ؟
-يا الله منكم ! لا تلبثوا أن تصنعوا من مزحة بريئة قصة وحكاية ,, لا شئ من هذا الذى يدور بخيالكم القذر .. أنها مساعدة صديقى كما سبق واخبرتك يا رفيق .. وبارعة فى صنع القهوة التركية.
اعترف كريم صاغرا وقد احمرّت أذناه وهو يحاول التبرأ من تهمة التلاعب والعبث الذى رماه بها رفيق ,الذى قهقه عاليا وهو يحك ذقنه مفكّرا ثم شخر ساخرا:
-أهذا فقط كل ما يمكنك أن تقوله عنها ؟ لا شئ آخر تخفيه يا خبيث , لك الحق فى اللهو قليلا قبل ان تدخل الى القفص الذهبى مثلنا.
وأشار بسبابته اليمنى الى نفسه ثم سيف تباعا الذى صرخ عاليا وهو يضرب كريم على كتفه:
-يا لك من محظوظ ! فأنت الوحيد بيننا الذى ما زال محافظا على حريته حتى الآن ,ولكن الى متى ؟ ستقع قريبا ..وتنضم الى شلتنا.
واندفع الثلاثة يتمازحون ويلقون النكات حول هذا الموضوع متناسيين دقة الموقف .. أو بالأحرى يحاولون التشاغل عنه , فالأمر ليس بيدهم .. تاركين القدر يأخذ تدابيره.


********************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 08:00 PM   المشاركة رقم: 102
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

انتهى الفصل الثانى عشر

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 23-12-20, 11:18 PM   المشاركة رقم: 103
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

باقى 3 فصول فقط

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 30-12-20, 11:24 AM   المشاركة رقم: 104
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

الفصل الثالث عشر



كانت تستند الى ذراع زوجها القوية والذى كان يحيط خصرها بذراعه الأخرى بتملك واهتمام .. خطت مها بقدميها الواهنتين الى داخل أرض الفيلا والتى كان بابها مفتوح على مصراعيه ,ترحيبا بعودتها وربما فى اشارة الى هدنة واستسلام بالأمر الواقع الذى فُرض على أهل هذا البيت.
-حمدا لله على سلامتك يا حبيبتى ,خذى وقتك لا تتعجلى فى خطواتك , فأنتِ ما زلت متعبة.
كلمات زوجها المبطنّة بعشق وحنان سكبت بروحها المرهقة شعورا بالراحة والسكينة ,طالما افتقدته فى الشهور القليلة الماضية التى قضتها فى فيلا هذه العائلة التى كانت تكن لها كراهية وحقد بلا حدود فيما مضى.
استقبلهما الجميع بلهفة وانطلقت عبارات الحمد والثناء لتنهال عليهما حتى أن ريم قد اندست الى جانبها من الجهة الأخرى واحتضنتها للحظات وهى تهمس برقة فى أذنها:
-حمدا لله على سلامتك يا مها ,, لقد أرعبتنا حقا .. يجب عليكِ أن تعتنى بنفسك وبطفلك , منذ الآن لا حاجة بكِ الى ارهاق جسدك أو عقلك بالحركة الزائدة أو التفكير .. لن نسمح لكِ بهذا .. أحذرك.
وأضافت كلمتها الأخيرة مازحة تتصنّع الحزم الا أنها ما لبثت أن انفجرت فى الضحك حينما ابتسمت مها أولا وهى تنظر لها بامتنان شاكر على تعاطفها ومساندتها لها.
عقد سيف حاجبيه ونظر الى الفتاتين بتساؤل ملح قبل أن يتلفظ بما يشغل باله:
-ما هذا الحوار الهامس ؟ ماذا كنتِ تقولين لزوجتى يا ريم ؟
تبادلت الاثنتان نظرات ذات دلالة واضحة قبل أن تقول ريم بمكر:
-وما شأنك أنت ؟ أنها أسرار تخصنا وحدنا .. لا تتدخل فيما بيننا لو سمحت.
-هكذا .. أسرار .. مرة واحدة ,حسنا فلتهنآ ببعضكما وأسراركما الخاصة ,ولكن هذا ليس الوقت المناسب لتبادل الأحاديث , فمها بحاجة الى الراحة التامة .
وكانوا قد وقفوا بالقرب من أولى درجات السلم الرخامى ,وقبل أن تعى مها ما سوف يحدث ,انحنى سيف نحوها وطوى ذراعيه أسفل ساقيها وظهرها ليحملها بخفة ساعدا بها الدرج كأنها ريشة لا وزن لها دون أن يمنحها أية فرصة للاعتراض .. غير آبه للنظرات المراقبة بفضول واستغراب .. حتى أن ريم ظلّت واقفة بمكانها تتابعهما الى أن اختفيا عن الأنظار .. ربما شعرت ببعض الضيق الممزوج بحسد أو احساس آخر غامض لم تتبيّن كنهه .. لماذا لا تحظى هى الأخرى بمثل هذا الحب الصادق الخالى من أية شبهات.
فى النهاية تحركت بدورها الى حيث انصرف الجميع الى غرفة الجلوس لاحتساء شاى الظهيرة .. ولكنها لم تشاركهم أحاديثهم .. كانت شاردة البال , ترتشف من فنجانها ببطء دونما تلذذ أو متعة حقيقية ,قلبها وعقلها مشغولان بشئ أكثر أهمية .. واتخذت قرارا متهورا ,بعد أن تخلّت عن مشروبها الدافئ ,نهضت واقفة لتعتذر من الموجودين فجأة ,أشارت لها أمها بايجاب وان كانت ملامح وجهها معلنة عن دهشة حقيقية من تصرف ابنتها ,فيما ترك رفيق فنجانه من يده وقام مسرعا ليلحق بها قبل أن تغيب عن ناظريه.
هتف كريم متسائلا بحدة:
-ماذا بهما ؟
وأشار بسبابته حيث اختفى طيفهما تباعا ,فقلبت أميرة شفتيها دلالة عدم المعرفة وهى ترفع كتفيها دون أن تنبس ببنت شفة ,فهى الأخرى كانت قلقة على ريم وتصرفاتها الغريبة هذه الأيام خير دليل على ما تعانيه من توتر وقلق لا يبشر بأى خير .. هى تعرف جيدا ما الذى يؤرق بال ابنة خالها , بل ويقع على عاتقها جزءا من المسؤولية فيما آلت اليه الأمور بينها وبين خطيبها الى وضع سيئ للغاية .. ولكنها اقتنعت بمحاولة رفيق لرأب هذا الصدع بعد أن أظهر تفهما وتقبّلا للوضع وعلى ما يبدو أنه قد عاد الى تعقله فأدرك أنه لا ذنب لها فى بؤس شقيقته ,بينما كان يقف هو عاجزا عن اتخاذ القرار المناسب ليزيح الهم عن ثلاثتهم .. وانما بدأ هو بالخطوة الأولى .. يوم قام بدعوة جاسر للانضمام اليهم فى النادى ,وقد كانت الدهشة من نصيب هذا الأخير الذى لم يصدّق أن رفيق هو من يهاتفه عارضا هذا الأمر .. وربما ظن فى البداية انها مجرد خدعة أو مقدمة للايقاع به فى فخ لا فكاك منه , ولكنه فى النهاية وافق مرحبّا, فلم يكن يملك رفض هذه الفرضة الذهبية لرؤية محبوبته ومرافقتها.




***************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 30-12-20, 11:30 AM   المشاركة رقم: 105
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

صوت طرقات متتالية على الباب انتشله من حالة التيه والارتباك الذى كان غارقا فيهما .. نهض من فراشه حيث كان مستلقيا ودس قدميه فى خفيّه المنزلى واتجه الى الباب ليفتحه .. ترى من الطارق ؟ لا بد أنها أمه ,لا تلبث تلك المرأة أن تشعره بالذنب ,فهى تحاول جهدها أن تنسيه الماضى بكل ما يحويه من أحزان وبؤس ,تعطيه كامل اهتمامها ,تحيطه برعايتها ,لعله ينسى ذلك الرجل .. الأب الذى تخلّى عنه بارادته ,, وهو .. ماذا فعل بالمقابل ؟ لا يمكن أن ينسى ما سبّبه لها من متاعب وهو بعد فى سن المراهقة حتى شبّ رجلا .. لم يتغيّر سلوكه تجاهها الا قريبا .. ربما بعد لقائه بريم ومعرفته بها .. بنقائها وبرائتها وطيبة قلبها .. أخرجته من أحزانه ودفعت به الى الطريق القويم.
-ريم !! ماذا تفعلين هنا ؟
هتف غير مصدقا وهو يتراجع قليلا الى الوراء حتى يتمكن من النظر لها بصورة أوضح .. نعم كانت هى .. ريم .. حبيبته .. مصدر سعادته وسر ألمه ,واقفة أمام عينيه ,, جميلة ,, رقيقة ,, هشة ,, والأهم أنها تطأطئ برأسها أرضا تتمتم بخجل:
-يا له من استقبال حافل ! يبدو أننى قد تسرعت بالمجئ .. عن اذنك.
وكادت أن تستدير عائدة أدراجها من حيث أتت الا أن يدا رجولية قوية قد قبضت على معصمها الرقيق وشلّت حركتها تماما بينما انبعث صوته أجشا مدمدما:
-ايّاك ومحاولة الهرب منى , ياه يا حبيبتى .. لقد انتظرت هذه اللحظة طويلا .. طويلا جدا .. وتودين الآن بكل بساطة أن تحرميننى متعتها.
وسحبها برفق لتقترب منه وهى ما زالت تخفض بصرها حياءا وخوفا من ملاقاة نظرات عينيه العميقة والتى تشعر بهما تخترقان روحها الى الداخل ,لا تريده أن يكشف حقيقة مشاعرها .. مترددة .. هل ندمت على قرارها المتهور ؟ كان يتعيّن عليها أن تفكر مرة واثنتين قبل أن تقدم على لقائه دونما تخطيط ..
-حسنا , والآن ألن تخبريننى بسر هذه الزيارة التى شرفتنى بها ؟
حاولت أن تجذب ذراعها من قبضته المحكمة حولها ,فقد بدأت تشعر بأنها محاصرة بين يديه وجعلها هذا الاحساس تختنق بكلامها ,فلم تستطع اجابته.
شدّد من قبضته عليها ولكن دون أن يؤلمها .. فقط شعرت بقلبها يرفرف عاليا من جراء لمساته التى أشعلت نيران الجوى ,, فتنهدت لا اراديا وهى تنظر لما حولها بارتياب وغمغمت بتوتر تتوسلّه:
-اتركنى يا جاسر ,, اتركنى وسوف أنتظرك بالأسفل ريثما تنتهى من تبديل ثيابك ,,أعدك بأننى لن أهرب.
غاصت نظرات عينيها الناعستين فى بحار عينيه الزرقاوين .. كانتا هائجتين بشتى المشاعر .. ولم يجرؤ أيا منهما على كسر سحر تلك اللحظة .. بينهما معركة دائرة .. بين ارادتين .. وقلبين .. متحابين .. وماضٍ مظلم يغلّف حاضرهما ويهدد مستقبلهما .. وهى وحدها من تملك حق القرار ,لتنهى تلك الحرب الباردة ما بين كر وفر .. وهدنة تم خرقها ,أنها تغش بقواعد اللعبة ,تأتى اليه دون مقدمات تكتسح كيانه بهجومها المباغت ثم تتصنّع الضعف لتتراجع مبتعدة ,ولكنه لن يسمح لها ,صبر على عنادها ودلالها كثيرا حتى يكاد يشعر بأنها هزمت رجولته ,, وكل هذا مرده الى حبه الجارف واحساسه بالذنب تجاهها ,منذ الآن ستتغيّر معالم خارطة طريقهما سويّا ,سوف يتولّى هو القيادة مديرا الدفة نحو الهدف.
أخبرها بحدة وهو يقول من بين أسنانه بينما عينيه ترسلان شررا متطايرا تحذرها من مغبة وعواقب تصرفاتها اذا لم تنصاع لارادته:
-سأوافقك هذه المرة فقط ,ولكن عليكِ أن تلتزمى بوعدك لى دون أى قيد أو شرط.
أومأت برأسها ايجابا وشبح ابتسامة رقيقة تتلاعب على شفتيها الورديتين وقالت مستسلمة:
-هيا أسرع ,فلا نملك مزيدا من الوقت لتضييعه , ألا يكفى ما أهدرناه حتى الآن من عمرينا ؟
فغر فاه بدهشة بالغة وقد أفلتها منذ ثوانٍ قليلة .. أخذ يتأملها محاولا استكشاف ما تقصده .. وأخيرا صاح بحذر:
-هل معنى هذا الحديث أنكِ قد قررتِ أخيرا ؟
ارتعشت أهدابها مرفرفة ,ووضعت يديها بخصرها بدلال وهى تقول بغنج:
-نعم ..
ثم نظرت الى ساعتها بمغزى وهى تشير له بسبابتها النحيفة:
-أمامك فقط خمسة دقائق لتستعد يا سيد جاسر ,, وان استغرقت ثانية واحدة أزيد فسوف تقضى بقية عمرك وحيدا .. وتأكد بأننى لا أمزح.
وفرّت من أمامه مهرولة الى الطابق الأرضى قبل أن ينجح فى القبض عليها ,فما كان منه الا أن أسرع بدوره الى غرفته لتبديل ثيابه المنزلية بأخرى لائقة للخروج وهو يتعجّل اللحاق بمحبوبته التى تثير جنونه ببرائتها وعفويتها وتستفزه فى كثير من الأحيان بلا مبالاتها وعجرفتها المصطنعة.



*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسرار, الحيتان, السيف, سلسلة, زواج, عائلة, نيفادا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:08 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية