كاتب الموضوع :
SHELL
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان
أخذت ريم تذرع غرفة الجلوس ذهابا وايابا بقلق بالغ وهى تشبك أصابع يديها معا ,كانت ما زالت ترتدى ثوبها الأنيق وحذائها المرتفع فأخذ وقع خطواتها يدوىّ بصوت رنان ,مما دفع بشقيقها أن يهب فجأة لايقافها وهو يصيح منفعلا:
-كفى يا ريم .. بالله عليكِ لقد أصبتنى بالتوتر .. ألا تستطيعين البقاء جالسة بهدوء ؟
طوحت بذراعها فى الهواء باعتراض وهى تكاد تصرخ:
-ألم يكن من الواجب أن يرافق أحدكما عمى عادل فى طريقه ؟ أنا خائفة عليه .. فصحته هذه الأيام ليست على ما يرام كما أن الخبر الذى سمعه لا يبشر بأى خير على الاطلاق.
تراجع رفيق خطوة قبل أن يغمغم شاعرا بالتخاذل:
-لم يستمع لأى منّا حتى أننى عرضت عليه ان أقود بدلا منه أو حتى أصحبه فى سيارته الا أنه اعترض بقوة ولم يترك لنا خيارا آخر.
وتبادل النظرات مع كريم الذى أخفض رأسه الى الأرض متحاشيا عينى ريم الغاضبتين .. التى كانت تؤنبهما بصمت ,قبل أن تقول بصوت متهدج:
-كان يتعيّن عليكما أن تصرّا على مرافقته , لا أن تتركاه وحده .. ألا يعرف أى منكم عنوان المشفى ؟
تدخلّت أميرة فى الحوار قائلة بحكمة:
-لم يكن هناك بدا من الاستسلام لرغبته , أنا رأيته فى لحظتها .. كان يبدو عليه الاصرار والعناد ,ولكننا نستطيع التوصل العنوان بسهولة اذا ما عرفنا اسم المشفى .
قالت ريم بتسرع وهى تطرقع بأصابعها فى الهواء:
-فليتصل أحدكما بسيف ويسأله عن الاسم ؟
حدّجها الثلاثة بنظرات نارية قاتلة قبل أن يقول رفيق ساخرا:
-يا لكِ من عبقرية حقا يا ريم ! وهل كنّا فى انتظارك كل هذه المدة دون أن نحاول فعلا , لقد اتصلت به عشرات المرات بلا جدوى .. مجرد رنين متواصل حتى ينقطع الخط , وأنا لن ألومه حتى فالموقف لا يحتمل الرد.
تأففت الفتاة باحباط فهى قد عادت متأخرة عن أخيها وابن عمها الى المنزل حيث أن جاسر هو من أقلّها فى رحلة العودة وقد انتهز الفرصة من أجل اطالة الحديث معها ولم تعرف أن هناك كارثة تنتظرها بالبيت.
-حسنا هل سنبقى مكتوفى الأيدى هكذا ؟ ما العمل الآن ؟
أخذ كريم يحك جبهته العريضة مفكّرا , ثم ما لبث أن هب واقفا كالطود وهو يقول بصيحة انتصار:
-هااه وجدتها .. علينا أن نبحث عن أسماء المستشفيات الموجودة فى منطقة وسط البلد ,فقد كانت سيارة سيف تتبعنا الى حيث وصلنا الى جسر ( ... ) وبعدها لم أعد ألمحها , فلا بد أنهما كانا قريبان جدا من تلك المنطقة .. هيا يا جماعة.
قاطعته ريم بسذاجة قائلة:
-وماذا بعد ؟ أسنجرى اتصالات بعشرات المستشفيات ؟ أن هذه المنطقة مليئة بالكثير منهم ..
-أيتها النابغة التى لا يوجد منها نسختين .. اذا قام كل واحد منّا بالتصال بواحدة أو اثنتين بالتأكيد سنصل الى نتيجة حاسمة ,, ومن السهل جدا أن نسأل عن حالة طارئة جاءت خلال ساعات باسم مها ..
لم يستغرق البحث عن أسماء المستشفيات وقتا طويلا وقد استقرّت اللائحة على ستة أرقام ,وبدأ كل واحد منهم فى الاتصال برقم معيّن ..
لم يحالف الحظ كلا من ريم وأميرة ,وقد كاد اليأس أن يحبط رفيق وهو يغلق هاتفه بعد اتصالين فاشلين حتى تناهى الى مسامعهم صوت كريم الصاخب وهو يندفع قائلا بعد أن أنهى مكالمته الأولى التى استغرقت دقيقتين:
-حسنا , شكرا لكِ يا آنستى ..
ثم اردف مبتهجا وهو يشير لابن عمه أن يتبعه:
-تعالَ معى يا رفيق .. لقد توصلّت لاسم المشفى ,وبالفعل هناك حالة باسم مها الراوى قد سجلّت منذ ساعتين.
-انتظرا ,,, سوف نأتى معكما ,, هيا يا أميرة.
-كلا , ابقيا أنتما هنا ... فسوف نحتاج الى وجود أحد هنا بالمنزل ليكون همزة الوصل بيننا وبين العائلة .. كما أنه ليس مناسبا أن نذهب نحن الأربعة الى المشفى ,فهو ليس بمكان للتنزه.
أضاف رفيق جملته الأخيرة بصرامة مرسلا نظرة جليدية الى أخته التى كانت على وشك الاعتراض فابتلعت الكلمات فى حلقها وهى تشيح بوجهها عنه تعبيرا عن استيائها من ديكتاتوريته وتسلطه الذكورىّ.
فيما قالت أميرة برقة:
-حسنا يا حبيبى , اذهبا أنتما ,وفقكما الله وسوف ننتظر اتصالا لنطمئن على حالة مها ,لا تتأخرا علينا.
قبّل زوجها قمة رأسها بامتنان قبل أن يسرع للانضمام الى ابن عمه الذى سبقه الى الخارج ولكنه وجّه حديثا أخيرا لشقيقته الغاضبة:
-ريم .. لو سمحتِ ابقى أنتِ الأخرى برفقة أميرة ,فقد تطول المدة قبل أن نعرف تطورات حالتها , فاذا ما غلب النعاس أحداكما تستقبل الأخرى المكالمة .
أومأت ريم برأسها على مضض وقد أنهكتها المجادلة مع أخيها , وهى تعرف مسبقا بخسارتها المحققة أمام عزيمته واصراره ,فقررت أن تطيع أمره دونما نقاش ,, واعترفت لنفسها أنه على حق فيما أشار به عليهما ,فقد مضت الدقائق ثقيلة ببطء رهيب .. كانت تشعر بدقات الساعة المعلّقة فوق رأسها تضرب بأذنيها كأنها نعيق بومة تبعث على التشاؤم.
وتبادلت نظرات صامتة مع زوجة أخيها دون أن تجرؤ أيا منهما على الحديث .. حتى ولو من باب تمضية الوقت ,, كان موقفا دقيقا .. وقد استعادت هى ذكرى حوارها مع مها فى اليوم السابق ...
******************
|