لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-20, 11:08 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 



والآن وبعد إعادة فتح الرواية

نبدأ بـ

الفصل الأول



-فلتتفضلى بالدخول يا مدام , الى بيتك الجديد.
رنة السخرية فى صوته ألجمت لسانها عن أى رد فلم تجد فى ذهنها الخاوى كلمة مناسبة لتقولها فى هذه المناسبة فالتزمت الصمت بينما هو يغلق باب السيارة خلفه بعنف مكبوت ,يكاد يتميز غيظا من هذه الوافدة التى خططت بمهارة تنم عن عقلية حقيرة وكادت له حتى أوقعته بشر أعماله.
أما هى فاكتفت بأنها قد نالت ما سعت اليه بتدبير مكيدة الزواج له حتى استسلم لرغبتها درءا لأية فضيحة علنية قد تمس سمعة عائلته وتؤثر على أعمالهم المتسعة , فرأس مال التجاريين هو السمعة الطيبة.
كانت متأكدة بأنه لن يسمح لأن تطاله أية اشاعة ولا أن يقف مكتوف الأيدى وهى تكيل الاتهامات لهم فلجأ الى الحل المنطقى الوحيد : أن يتزوجها رسميا , ولكن بلا حفل بلا ثوب زفاف بلا مدعوين بلا رجل يتأبط ذراع عروسه فى سعادة منتشية ,فقط اثنان يعقدان قرانهما بصمت وكأنهما يحاولان ستر فضيحة بلا ضجة بلا تهنئة.
وقفت مسمرة تتطلع برهبة نحو شبح البيت الرابض فى الظلام ,كان بنيانا شاهقا ضخما وودت بهذه اللحظة أن تطلق لساقيها العنان وتفر من هذا الموقف بأسره ,تهرب من نظرات الرجل الهازئة وسم عباراته اللاذعة لها تكويها بلا رحمة حين قال بعدم صبر:
-ما لك تقفين هكذا ؟ فلتتقدمى يا عروس ... أم أنكِ قد غيّرتِ رأيك الآن ؟
رفعت رأسها عاليا بكبرياء لتقول فى تحدٍ صارخ:
-ولماذا أغيّر رأيى ؟ أليس هذا حقى باعتبارى عروسا لحفيد الشرقاوى العظيم ,, أن أعيش هنا ؟
تراشقا بالنظرات النارية المتصارعة لثوانٍ قبل أن يقرر سيف التخلّى عن أى ذرة لباقة فى معاملتها كامرأة ليسبقها بخطوات منتظرا منها أن تتبعه منصاعة وتوجه نحو الباب يرن الجرس لتفتح سماح وهى تقول ببشاشة مرحبة:
-أهلا سيد سيف.
دخل أولا وقبل أن تغلق الخادمة الباب منعها باشارة من يده للخارج وهو يقول بلا مبالاة:
-لا تغلقى فثمة امرأة قادمة معى.
اتسعت عينا سماح بدهشة مكتومة قبل أن تغمغم باضطراب:
-أهى ضيفة ؟
منحها ابتسامة خفيفة وهو ينتظر دخول مها:
-كلا , فهى ستبقى هنا.
ترددت مها قليلا قبل أن تطأ أرضية الفيلا اللامعة بحذائها ذى الكعب العالى الذى أخذ يدق مع خطواتها المتباعدة وهى تحاول أن ترسم بسمة على وجهها دون جدوى , كانت مستاءة من طريقة تعاطيه مع أمر تعريفها للخادمة كما يبدو فهو لم يقدمها على أنها زوجته فقط اكتفى بأنها ثمة امرأة باقية هنا ,سترى ماذا سيقول لعائلته عنها ؟ فلا بد أنهم سيتساءلون بفضول ملحٍ عن هويتها وحينها لن يجرؤ على التقليل من شأنها كما فعل الآن.
-مرحبا ... كيف حالك يا أنّا ؟
وانخفض بركبتيه حتى لامست الأرض منحنيا على يد امرأة عجوز على وجهها سيماء عزة النفس والشموخ الراقى ليلثمها بتواضع قبل أن تضع المرأة يدها الأخرى تمسح بها على خصلات شعره الأشقر بحنان وهى تعاتبه برقة:
-أين اختفيتِ كل هذه المدة يا ولد ؟ ألأن والديك مسافرين فلا تعتقد أن هناك من سيحاسبك على غيابك ؟
انطلقت من بين شفتيه ضحكة رنانة وهو ما زال جاثيا عند قدميها وهو يقول متصنعا الخوف:
-وهل أجرؤ على اغضاب حسناء العائلة الأولى ؟ حبيبة قلبى ,, أنا طوع بنانك.
كادت أن تجيبه الا أن عيناها استقرت على الفتاة الهيفاء بارعة الجمال والتى تقف على مسافة ليست بالبعيدة عنهما تتطلع نحوهما بفضول مهذب قابعة فى سكون مذل تنتظر منه أن يقدمهما لبعضهما فقالت الجدة شريفة بحزم:
-ما هذا يا سيف ؟ هل تصطحب معك ضيوفا ؟ ولماذا تترك الشابة واقفة هكذا دون تقديم واجب الضيافة ؟ ماذا ستقول عنّا الآن ؟
غمغم سيف بتوتر مشيحا بوجهه عنها متضايقا من وجودها بهذه اللحظة العائلية الخاصة:
-لا تقلقى على مشاعرها لهذا الحد فهى معتادة على التطفل.
نظرت له جدته مغضبة ثم وجهت حديثها الى مها قائلة بلباقة جمة:
-تفضلى يا عزيزتى ,,ولا تهتمى لما يقوله حفيدى فهو معتاد على اظهار قلة ذوق متعمدة , من أنتِ يا حلوة ؟ هل هى صديقة ؟
-لا.
كلمة واحدة نافية بحدة منه جعلتها تجفل فها هو بوضع لا يحسد عليه ومضطر الى الاعتراف بصلته بها , ألهذا الحد يخجل منها ؟
ضاقت عينا جدته باستفسار ملح وهى تقول ببطء:
-أنا فى انتظار جوابك يا سيف , من هذه الفتاة ؟
زفر سيف وهو يضع يديه فى جيبى بنطاله الجينز بهذه الحركة التى ضاعفت من جاذبيته المدمرة قائلا بهمس وكأنه يعترف بذنبه:
-أنها ... مها .. زوجتى.
-زوجتك ؟؟؟ لا بد وأنك تمزح ,,, سيف ,,, تكلم.
نقلت الجدة بصرها بين الاثنين ,ثم أخذت تلح على حفيدها باصرار متساءلة بحنق:
-سيف ... هيا أخبرنى ما الذى يدعوك لهذا الكلام ؟ هل تختبر صبرى ؟ أننى أحذرك من مغبة التلاعب بأعصابى فأنا لم أعد أحتمل المزيد.
بدأت تشعر بالاختناق وقد ظهرت على وجهها دلائل المعاناة الشديدة التى تصارعها فهرع سيف نحوها وهو يناولها كوبا من الماء الى جوارها لتتجرع منه ثلاثا قبل أن يعيده الى مكانه وهو يقول لها بأسف بالغ ممسكا بذراعيها يتوسل الغفران:
-أنها الحقيقة يا أنّا , مها زوجتى ,, لقد عقدنا لتونا القران.
نظرت له الجدة باستغراب وقالت:
-لا أفهم ما الداعى لعدم اخبارنا بأنك تنوى الزواج , ثم لماذا فى مثل هذا التوقيت بالذات ؟ ألا تنتظر عودة والديك على الأقل ؟ أنك حتى لم تستشر أحدا منّا !
نظر لها متفهما ضيقها وعدم استيعابها لموقفه الذى يبدو منافيا للعقل وقال محاولا تخفيف الصدمة عليها:
-يمكنك القول أننى كنت مضطرا لهذا بسبب ظروف خاصة سوف أشرحها لكِ لاحقا ,, أما الآن فعلينا أن نتقبّل أمر هذا الزواج و ..
وبتر عبارته الا أن مها فهمت ما يعنيه عليهم أن يتقبّلوا الزواج ويتقبّلوها كأمر واقعى مفروض ,,,
نظرت لها الجدة باستياء وهى تقول:
-هو ولديه من الطيش ما يكفيه ليفعل أسوأ من هذا , ولكن أنتِ لماذا توافقينه على القيام بأمر متسرع كهذا ؟ وأين عائلتك , هل وافق والداها على هذا التهوّر ؟
ترقرقت الدموع فى عينى مها الخضراوين دونما ارادة منها حينما أتت على ذكر والديها ولكنها مسحتها بارادة حديدية رافضة السماح لضعفها بالظهور على السطح لتقول بصوت مرتعش:
-لقد توفىّ والدىّ منذ ومن بعيد ,, وأما عن عائلتى فليس لى أحد فى هذه الحياة يهتم بشؤونى.
شعرت شريفة بالعطف البالغ على هذه الفتاة اليتيمة بالرغم من ضيقها السابق لهذا الموقف المحرج برمته الا أن عبوسها تلاشى فجأة , فمدت يدها اليها تجذبها الى حضنها لتضمها بحنان افتقدته سنوات وهى تمسح على شعرها المصفف بعناية فوق رأسها ,سمعت صوتها المنساب بنعومة فى أذنيها:
-لا تشغلى بالك يا صغيرتى , فمنذ الآن وصاعدا نحن عائلتك يا حلوتى.
تمتمت مها بتلقائية:
-شكرا لكِ يا جدتى.
اعترضت الجدة بقوة قائلة:
-يمكنك أن تنادينى بأنّا كما يفعل أحفادى جميعهم , فأنتِ أصبحتى فردا من العائلة بزواجك من سيف ... هل أفهم من قراركما السريع بالزواج أنه لم يكن ممكنا لكما الانتظار لأنكما واقعان فى الحب ؟
التحوّل السريع فى منحى الأحداث أدار رأس مها بعنف لتجد نفسها أمام امرأة قوية حازمة صادقة لا تقبل سوى بقول الحقيقة ردا على أسئلتها فردت بصراحة:
-سأترك لسيف الاجابة عن سؤالك يا أنّا.
ابتسمت الجدة بسعادة وقد ظنّت أن كنتها الجديدة خجلة من اظهار مشاعرها نحو زوجها فركزت بعينيها على وجه حفيدها الجامد كالصخر حتى لان قليلا وهو يحاول تجنب الاعتراف الصادق فقال مغيرا دفة الحديث:
-حبيبتى بالتأكيد أنتِ متعبة وتحتاجين الى الراحة ... بالاذن منك يا أنّا سأصعد الى الطابق الأعلى لأريها غرفتى ,, أقصد غرفتنا المشتركة ,,
قالت مها برقة:
-اسمحى لنا يا أنّا ...
أشارت لها الجدة بيدها وهى تقول :
-خذى راحتك يا بنيتى فالبيت بيتك.
والتفتت الى سيف لتقول بمغزى:
-اذهب مع زوجتك الآن , ولنا حديث فى وقت لاحق بعد أن تنال قسطا من الراحة.
-أمرك.


*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 11-01-20, 11:12 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

-هذه هى غرفتى المتواضعة .. ومنذ الآن ستشاركيننى فيها يا سيدة مها .. هل تعجبك ؟
كانت يسخر منها بكسل وهو عاقدا ذراعيه أمام صدره يراقبها بجرأته المعهودة ونظراته المتفحصة بوقاحة فأجالت ببصرها فى أنحاء الغرفة تتأمل أدق تفاصيلها قبل أن تجيبه بصدق:
-أنها .. بسيطة وتبدو مريحة.
-أكنتِ تنتظرين منى اعداد قصرا من أجل خاطر عينيك الجميلتين ؟
لقد أساء فهم عبارتها العادية عن عمد ليوجه لها اهانة بصورة فظة ,وتساءلت لماذا يتفحصها بهذا الشكل الملّح الذى يثير توترها فهزت رأسها نفيا وهى تعترف بصراحة:
-كلا , كنت أعرف أننا سننتقل الى منزل العائلة الذى تتشاركون جميعا فى سكناه .. وهذا لا يهمنى.
اقترب منها بخطوات واثقة ليقف على بعد سنتمترات قليلة منها وهو يقول بصوت كالفحيح:
-نعم لا يهمك أين تسكنين , المهم أنكِ حصلتِ على مبتغاكِ بالانتماء الى عائلة الشرقاوى , أليس كذلك ؟ ولكننى أحذرك يا أيتها المتحذلقة من أن تتفوّهى بأية حماقات أمام جدتى أو أيا من الآخرين تخص موضوع زواجنا ,, نحن متحابان وقد تزوجنا بهذه الطريقة لأننا لم نطق صبرا حتى عودة والدىّ , هه أفهمتِ ؟
أومأت برأسها خوفا من معاندته حتى لا يسئ التصرف معها فهى بهذا اللحظة أيقنت من لمعان عينيه أن غضبه المستعر بداخله يكاد أن يفلت من عقاله ليطالها بأذى وهى من سعت بقدميها نحوه.
ابتسم لها بتهكم قبل أن يقول بخفوت:
-جيد أننا اتفقنا , أعتقد أننا بحاجة الى حمام دافئ لنزيل آثار تعب اليوم ,,,
ونظر حوله فى أنحاء غرفته لتستقر عيناه أخيرا على الخزانة الواسعة قبل أن يتجه اليها فى خطوات واسعة ليخرج منها قميصا قطنيا وبنطالا منزليا ,وقبل أن يتجه الى الحمام تأمل زوجته الفاتنة ليجدها مسمرة بمكانها فصاح بها ليخرجها من شرودها:
-ما بكِ ؟ أتعانين من صممٍ ما ؟ هيا ألا تريدين تغيير ملابسك ؟
قالت له بغضب واضح وهى تشير للفراغ من حولها:
-طبعا , أحتاج هذا بشدة ولكنك اذا أمعنت النظر حولك ستجد أننى لم أحضر معى قطعة ملابس واحدة من منزلى بناءا على رغبة سعادتك ,فماذا أفعل الآن ؟
عقد حاجبيه بتفكير عميق قبل أن تلمح نظرة خبيثة متراقصة فى عينيه وهو يقول ببراءة شديدة:
-حسنا , لا داعٍ لأن ترتدى أى شئ ,, فأنا أفضلّك هكذا ,,وعلى كل حال فأنا زوجك لن أمانع فى بقائك عا ...
قاطعته بعنف وهى تهجم عليه تحاول الوصول الى وجهه لتنهشه بأظفارها المطلية بلون أحمر قانٍ أضاف جمالا صارخا لأصابع يديها الرشيقة قائلة بوحشية:
-أنت أيها الوقح ... النذل .. كيف تجرؤ ؟
تراجع خطوة واحدة للوراء قبل أن يقبض على ذراعيها سويا بقبضة يده القوية تاركا ملابسه النظيفة تقع على الأرض تحت أقدامهما ,ثم لف ذراعه الحرة حول خصرها يدنيها منه الى درجة خطيرة وأنفاسه الحارة تلهب وجهها الذى اشتعل احمرارا ,شدد أكثر من احتضانها وهو يقول بهمجية:
-اذن أنتِ تفضلين انهاء الأمر بهذا الشكل , كما أخبرتك لا مانع لدىّ أبدا اذا كانت هذه هى رغبات السيدة.
صاحت وهى تقاومه بكل قوتها الواهنة لتفلت من براثنه المحكمة حول جسدها الخائن:
-كلا , اتركنى ,,, سيف ,دعنى وشأنى.
قهقه بصوت مرتفع دون الشعور بمتعة حقيقية وهو يحملها بقسوته التى تمكنّت منه نحو فراشه الذى بالكاد يتسع لاثنين ثم رماها فوقه لتشعر بانضغاط جسدها على الحشية القطنية بأسفلها وهو يتابع محاولتها الفاشلة للافلات منه فقام بتقييد ذراعيها فوق رأسها وهو يحل أزرار قميصه بغل مكبوت وينزعه أمام عينيها المفزوعتين ثم سحق شفتيها بقبلة أودعها كامل غضبه واحباطه ,أما هى فوجدت أنه لا جدوى من مقاومته وهو على هذه الحالة من الانفعال الأعمى ولن تجلب لها الا الأذى ,,ثم تحوّل الأمر بينهما لشئ آخر جديد .. شعر بارتخائها بهدوء فى انتظار انتهائه من معاقبتها , وكانت قبلاته القادمة أكثر نعومة فأيقظت بنفسها أحاسيسا متناقضة ما بين الخوف المترقب والتوق الشديد ,أغمضت عينيها حتى لا ترى نظراته الشامتة بينما انسابت عبرات الذل من عينيها مغرقة وجهها الملائكى القسمات فشعر سيف بمذاق مالح يبلل شفتيه فتركها فى الحال وابتعد عنها بحركة عنيفة يلوم نفسه على تسرعه بوصوله لهذه الحالة من الهمجية وهو يشاهدها تنتفض كعصفور ذبيح بينما تحاول تغطية جسدها الشبه عاري بذراعيها فى مشهد أدمى قلبه من أجلها فرماها بغطاء خفيف وهو يأمرها بحزم فيما أشاح ببصره عنها باحتقار شديد للذات:
-غطِ نفسك ,اسمعى يمكنك أن ترتدى شيئا من خزانتى فلا بد ستجدين بها شيئا مناسبا ريثما نذهب لنتباع لك بعض الملابس.
مجرد انسحاب بارد بلا اعتذار أو مواساة , وماذا كانت تأمل منه ؟
التقط قميصه وملابسه الملقاة باهمال على الأرض واتجه نحو باب الغرفة عازما على الخروج فقالت مها بصوت مهتز بعد أن استطاعت أن تفتح عينيها بصعوبة وهى تراه ينتوى المغادرة:
-الى أين أنت ذاهب ؟
أطلق ضحكة هازئة متقطعة وهو يشخر ساخرا:
-وكأنك تهتمين حقا , على أى حال أنا ذاهب الى جناح والدىَ فهما ليسا موجودين الآن ويمكنك أن تستخدمى حمام الغرفة بحريتك , وأعدك ألا أزعجك مجددا يا زوجتى.
وانسحب من الغرفة بهدوء يتناقض مع الغليان الذى يفور بداخله ,وكل خلية من خلايا جسده ما زالت تشتعل بنيران رغبته الهائجة وشعوره بالخزى من انفلات قدرته على السيطرة على أعصابه ,وحدث نفسه بمرارة : كل هذا من جراء بضعة دقائق معها , فماذا ينتظرك بعد هذا يا سيف ؟
بينما هى أسرعت تغادر الفراش وكأنها تخشى أن يضمهما من جديد وقد لفت الغطاء حول جسدها باحكام تتساءل بأسى : ما الذى فعلته بنفسك يا مها ؟ ألقيتِ بها الى الجحيم بيديكِ , هل كانت تتخيّل أنه قد استسلم بهذه البساطة ,تصرفاته المثالية معها أثناء عقد القران ومعاملتها برقة وحنان أمام المأذون والشاهدين ,, كلها كانت تمثيلا زائفا استطاع أن يلهيها به عن نيته الحقيقية فى تعذيبها وايلامها جراء اقدامها على فعلتها الشنعاء بتهديده واجباره على الزواج منها ,, وكل هذا بأول نصف ساعة بها فى المنزل فما ينتظرك يا مها بعد ؟
اندفعت بخطى مترددة نحو الحمام الداخلى البالغ الأناقة برخامه الرمادى اللون , تنشد الدفء وازالة آثار لمساته المحرقة على بشرتها البيضاء الرقيقة , والأنكى أنها قد تمتعت بكل ما حدث على الرغم من رعبها الكامن ,, تتوق لمعذبها وجلادها.



***********

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 11-01-20, 11:14 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

أخذت تقلّب فى صفحات الألبوم الضخم الذى يضم الصور الخاصة بحفل زفاف أخيها رفيق ,تشعر ببهجة متولدة بطاقة رهيبة بداخلها .. من كان يصدق أن يتزوج شقيقها فى يوم من الأيام , وهو الذى كان يطلق عليه لقب ( العازب العنيد ) رغم عدم تجاوز عمره الثانية والثلاثين فهى بالنسبة لريم لا تعد سنا متقدمة جدا للرجل حتى يدخل الى القفص الزوجى ,وها هو قد خطا بداخله بمحض ارادته بفعل قوى الحب السحرية ,لنتوخى الدقة هو متزوج منذ ما يقارب أربعة أعوام ,, للآن لا تستطيع أن تتصور كيف أخفى عنهم هو ووالدهما الأمر ,كيف أقنع أباها الرجل المستقيم الصادق بأن يشاركه كتمان السر حتى عن أمهما ... أحيانا تشعر بالحيرة من تصرف بعض الرجال .. ربما لم يظن أن هذا يعد خداعا للمرأة التى شاركته عمرا بأكمله فى السراء والضراء ,,ولكنها هى لا تتقبّل الأمر بصدر رحب ,مرت العاصفة الهوجاء بسلام على أسرتها حتى أن والديها قررا السفر الى بلد بعيد بقارة تقع فى النصف الآخر من العالم لينعما باجازة طويلة الأمد بعد تقاعد الوالد رسميا من منصبه كمدير لمجلس ادارة الشركة ,أنها تغبطهما على نعمة الحب والتفاهم بمجرد نظرة عين , ليتها تصل الى نصف ما هما عليه من ترابط ومودة مع شريك حياتها القادم .. سيف .. كلا لا يمكن أن تسمح لهذا بالحدوث ,, سيف هو ابن عمها وصديق طفولتها ومشاعرها نحوه لا تتجاوز حدود الأخوة وتعده كأخ ثالث لها بعد رفيق وكريم ,, دوما كانت تتشدق قائلة : أن الله منّ عليها بثلاثة اخوة وليس واحدا .. وها قد صارت لها أخت أيضا فهى وأميرة تمتلكان الكثير من القواسم المشتركة بينهما ,لا تجرؤ على تخيّل نفسها زوجة لسيف بأكثر أحلامها جرأة وتطرفا ,ما زالت تتذكر كيف شعرت بخجل رهيب حينما ضمها بين ذراعيه ليراقصها يوم الحفل مع أنه لم يأتِ بأى اصرف خارج عن اطار المألوف فى الرقصة الهادئة التى تشاركا بها ,واعترفت لنفسها على كره منها بأن ما جعل وجنتيها تتوردان بذلك اليوم هو احساسها بعينين زوقاوين تخترقان جلدها لتذيبا عظامها الرقيقة وتشعرها بوهن بالغ ,كان يراقبها باصرار وازدراء ,, لم يغفر لها خطيئة خطبتها لابن عمها ,وهو ... أكان عاديا بالنسبة اليه حينما أشار لابنة خالته ذات الحضور الطاغى على أنها خطيبته , ليلى تلك الشقراء المثيرة التى لفتت انتباه الجميع بمن فيهم سيف مرافقها الذى بدا عليه التوتر لمجرد رؤيتها متأبطة لذراع جاسر , حدسها الذى لا يخطئ ينبئ بحلول كارثة محققة , ما كل هذا التعقيد ؟ ألا يكفيها أنه قد خدعها وتلاعب بمشاعرها المرهفة واستغل اعجابها نحوه ليتودد اليها لغرض فى نفس يعقوب ,أراد التقرب منها لمعرفة تفاصيل أدق عن عائلتها ,, بينما لا يتذكر عقلها أنه قد سألها مرة واحدة عن شئ يخص أسرتها وهما فى خضم مقابلاتهما العديدة ,بدا شغوفا بها هى بما تهواه بما تفكر فيه بما ترغب فى تحقيقه مستقبلا ,تبا له هذا الكاذب الغشاش ! صدّقت أنه ربما يود مشاركتها بهذا المستقبل ,اعتقدت أنه تمناها رفيقة لدربه ,, وتسربت الأوهام سريعا من بين يديها كما تنسل حبات الماء.
سمعت طرقا خفيفا على باب غرفتها فتراجعت للخلف قليلا قبل أن تتساءل عن هوية الطارق بهذا الوقت من المساء حيث لا بد أن جدتها قد أخلدت للراحة وكريم كعادته أصبح نادرا بقاؤه بالمنزل أما زوجة عمها هناء فقد بدأت تنشغل بمشروعها الجديد لتأسيس مؤسسة خيرية لمساعدة الفتيات اليتيمات على تعلم حرفة يدوية ليعتمدن على أنفسهن بدلا من الوقوع فريسة للزواج المبكر أو لاستغلال البعض من ذوى النفوس الضعيفة فى أعمال غير مشروعة ,وعمتها فريال بعد زواجها وسفر ابنتها لم تعد تتردد كثيرا على المنزل ولكنها تهاتفهم يوميا وتستفيض بالحديث مع جدتها أما بقية العائلة فمسافرون للخارج , لم يتبق سوى ...
-سيف.
نطقتها بدهشة وهى تفتح الباب بعد أن عقدت حزام معطفها المنزلى حول خصرها جيدا ,شاهدته واقفا أمام عينيها بملابس بيتية مريحة وما زالت آثار المياه عالقة بخصلات شعره الناعم ,كانت أمارت الشعور بالذنب متجليّة بقسمات وجهه الحادة ,خاطبها بينما أطرق برأسه الى الأرض قائلا بصوت مبحوح:
-ريم ,هل يمكننا أن نجلس قليلا لنتحدث ؟
نظرت للممر الخالى حولهما فشعرت بتوجس غريب وقالت مقترحة:
-حسنا لننزل الى الطابق السفلى فيمكننا أن نتحدث بحريتنا وكما تعلم فالطابق هنا خالٍ الا منا و...
لم يشأ أن يخبرها بأن الجانب الآخر من الطابق مشغول بالفعل فأومأ برأسه متفهما قبل أن يتقدمها وهو يتمتم:
-سأنتظرك بالأسفل , لا تتأخرى علىّ.
-حسنا.
غمغمت ببطء وهى تغلق باب غرفتها ورائها بعد أن وضعت الألبوم على المنضدة ,ولحقت بابن عمها كما طلب منها.
كان قد سبقها الى غرفة الجلوس وجدته واقفا يستند بمرفقه على الجدار مقابلا لها فاتخذت مقعدا قريبا منه وهى ترسم ابتسامة جدية على وجهها لتقول باندفاع:
-سيف ,, هل تعلم أنا أيضا كنت أود التحدث اليك ,, أعنى بخصوص موضوع ارتباطنا ,ولكن طبعا أنا على استعداد لأن أستمع اليك أولا ,, الحق يقال أنك أثرت فضولى لدرجة كبيرة.
ابتعد عن الجدار وهو يمرر أصابعه فى خصلات شعره كلما شعر بالتوتر ,ثم حاول أن يقلّدها برسم بسمة على ثغره وقال بعد أن أجلى حنجرته متنحنحا:
-احم ,ريم منذ فترة قصيرة كنت قد تقدمت طالبا ليدك وطالبتك أن تكتمى الخبر عن الأهل حتى لا يتأثروا بالرفض اذا أتى من جانبك ولنحافظ على روابطنا الأسرية.
شعرت ريم بالقلق يستبد بها فلماذا هذه المقدمات الطويلة .. فسيف اذا أراد قول شيئا ما فهو يتحدث بصورة مباشرة دون اللجوء الى أسلوب اللف والدوران الذى ينتهجه بمثالية فى هذه المرة.
استطرد سيف حديثه وهو يذرع الغرفة ذهابا وايابا قائلا:
-لا أدرى حقا ماذا اقول ؟ لا أعرف كيف أصيغها لكِ دون أن أجرح مشاعرك ,, ربما أنا تسرّعت كثيرا بعرضى للزواج ,ليس هذا معناه أنك لستِ ملائمة ,, العيب فىّ أنا.

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 11-01-20, 11:16 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

كانت ريم مصغية باهتمام دون أن يبدو على وجهها أية اشارة للضيق الذى كان ينتظره ,ولكنها استرخت أكثر بمقعدها وهى تعيد خصلة نافرة من شعرها الطويل الى ما وراء أذنها قائلة بشكل تقريرى وكأن الأمر لا يعنيها:
-بصراحة لم تخب آمالى.
نظر لها متعجبا قبل أن يقول:
-ماذا ؟ هل كنتِ تعرفين مسبقا بالأمر ؟
أشارت برأسها نفيا لتقول برضا نفس:
-لا ,ظننت أنه من الواضح أننا لسنا متلائمين أبدا فدوما كنا كالقط والفأر , ألا تذكر ايام طفولتنا شجاراتنا العديدة والتى لم تكن تنتهى حتى الى وقت قريب جدا لم يختلف الأمر بيننا .
زفر ارتياحا لأنها قد أزاحت عن كاهله ثقل هذا الاعتراف المرير وأتم جزءه الأول وبقى الشق الثانى الا وهو اخبارها بزواجه من مها فقال ممازحا لها بود:
-نحن متنافران كالأقطاب المتشابهة ,, ألم يخطر هذا ببالك يوما ؟
حكّت رأسها مفكرة وهى تقلّب جملته من جميع الزوايا فوجدتها منطقية الى حد بعيد فنحن ننجذب لمن يمتلك مقومات عكسية لشخصيتنا ,وأكبر دليل على هذا هو شعورها بالانجذاب نحو جاسر الذى لا تتفق معه فى كثير من الآراء ولكنه كان يحترم هذا الاختلاف بينهما ,قبل أن تكتشف حقيقته المؤسفة.
كاد سيف أن ينتهز فرصة انشغالها بالتفكير ليكمل اعترافه فقال مدمدما:
-هناك شئ آخر أود أن تعرفيه قبل أن ...
جاءت سماح مهرولة الى غرفة الجلوس وهى تشير بيدها بحركات خرقاء الى الخارج قبل أن تقول بصوت خفيض:
-أرجو المعذرة لدخولى بهذا الشكل المفاجئ ولكن هناك ضيوف بانتظاركما ...
قاطعها سيف محتدا وهو يشير الى ساعة يده باعتراض:
-ضيوف ؟ فى مثل هذا التوقيت ؟ من هم ؟
وضاعت جملتها المتوترة التى جاهدت لتخرجها من حلقها:
-أنهما السيدان عبد الله و..
-مساء الخير , كيف حالكما ؟
صوت الجد الرخيم الذى انطلق من خلف الفتاة التى كانت ترتعش بخوف من غضب مخدوميها لأنها سمحت للضيفين بالقدوم الى غرفة الجلوس دونما تمهيد لهما ففوجئت بأن ريم غير مستعدة بارتدائها لملابس منزلية خفيفة ,اضافة الى وجود مرافق الجد الذى بدا هو الآخر مصدوما بشدة مما وقعت عليه عيناه الزرقاوان من مدى الحميمية والألفة فها هى بطلة أحلامه الليلية والتى تؤرق أيامه ببراءتها المذهلة تجلس بأريحية فى جلسة خاصة مع ابن عمها ذاك الذى يود أن يلكم أنفه واقفا ويديه على خاصرته متحديّا لنظراته المترقبة ,, وكلاهما يرتديان ملابسا بيتية مريحة ,هل قاطعا حديثا وديا بينهما ؟ هل كانا يتعاطيان بشأن مسألة خاصة بزواجهما المرتقب ؟ هل كانا يتناقشان بخصوص شهر عسلهما ؟ كانت الظنون تتلاعب به كيفما تشاء وبدت هى متوترة من شئ ما ,بينما أجاب سيف بتهذيب بالغ وهو يمد يده للمصافحة:
-الحمد لله ,أهلا بك يا جدى .. تفضلا بالجلوس ,سماح ... أعدى لنا شيئا نحتسيه , ماذا تفضلان ؟
أجاب جاسر بأريحية وهو يمنح سماح ابتسامة خاصة جعلتها تذوى بمكانها بخجل فطرى:
-قهوة.
أسرعت تقول بمبالغة:
-أعرف كيف تفضل قهوتك.
اتسعت ابتسامته مع حفاوة استقبالها له فاستطرد بثقة:
-وجدى أيضا لديه نفس الذوق ,كيف حالكما أنتِ وسعد؟
-بخير والحمد لله , لا نعرف كيف نرد لك جميلك حقا ,, فنحن على أعتاب استلام الشقة بفضل توصيتك.
أجابها بتواضع حقيقى:
-لم أفعل شيئا ,فأنتما تستحقان كل خير ,ولكن ان كان لا بد من توجيه الشكر الى أحد هنا فأنتِ تعرفين من تستحقه عن جدارة.
وأرسل نظرة متأملة لريم التى حاولت جاهدة أن تضم أطراف معطفها أكثر الى صدرها لتخفى ياقة كنزتها القطنية المنخفضة قليلا كاشفة عن جزء من عظمة توقوتها وتمنت لو أتيحت لها الفرصة حتى تصعد الى غرفتها وتستبدل ملابسها بما هو لائق لاستقبالهما.

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 11-01-20, 11:17 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

كان يحادث سماح بصوت منخفض لم يصل معظمه الى ريم فأخذت تتكهّن بما يدور بينهما ,وازدادت دهشتها حينما رأت سماح ترميها بنظرة ماكرة وتعود لتومئ من جديد لجاسر ,تبا لكِ يا سماح ! انضممتِ الى معسكر الأعداء يا لكِ من خائنة وناكرة للجميل !
ألقى عبد الله بسؤاله بشكل بدا عرضيا:
-أين هى شريفة هانم ؟ لا أراها حاضرة ترى هل جئنا بوقت غير مناسب ؟
أسرعت ريم لتزيل عنه الحرج قائلة بصوت يفيض عذوبة:
-كلا ولكن أنّا تفضّل الخلود مبكرا الى النوم فهى معتادة على الاستيقاظ فى تمام السابعة صباحا قبل أى أحد آخر فى المنزل.
تمتم عبد الله وكأنما يحادث نفسه:
-لم تتغيّر فهى كانت دوما مثالا للنشاط والنظام.
راق لريم حديثه عن جدتها فأخذت تسأله بفضول:
-ترى هل تعرفان بعضكما جيدا , أعنى أنت وأنّا , هل تقابلتما بالماضى ؟
حدجها سيف بنظرة غاضبة مستشيطة فضمت شفتيها بشكل تلقائى وهى تقول فى شبه اعتذار:
-لم أقصد التطفل ولكن يحدونى الفضول لمعرفة تفاصيل ما جرى سابقا.
ربت الجد عبد الله على كتفها بحنو بالغ وهو يقول بتبسط:
-لا عليكِ يا صغيرتى ,ولأروى فضولك المتعطّش ,, نعم لطالما عرفنا بعضنا فى الماضى فقد كانت الأسرتان صديقتين ,وترعرعنا سويا ,لن تصدقيننى اذا أخبرتك أنه لا يفصل بيننا فى العمر سوى عامين فقط.
رفعت حاجبا مذهولة وهى تهتف بجموح مندفع:
-يبدو لى أنكما كنتما مقربين للغاية ,فحينما أرى الفارق بينها وبين جدى - رحمه الله - فى العمر أتساءل لماذا لم تتزوجها أنت ؟ فهذا يبدو منطقيا أكثر.
هتف بها سيف وقد فاض به الكيل :
-ريم !
منحها الجد ابتسامة متعاطفة وهو يقول بصدق:
-ليس كل ما يبدو منطقيا يحدث على أرض الواقع يا بنيتى فأحيانا تكون الحقيقة أكثر غرابة مما تتصورين.
اضافت هى بحالمية شديدة دون أن تأبه لاعتراض سيف الجلىّ على قسمات وجهه الممتعض من حديثها التافه من وجهة نظره:
-نعم لديك الحق فيما تقول .. مثلا حينما أنظر لزواج رفيق وأميرة أجده منافيا لكل عقل ومنطق.
لم تلحظ العبوس الذى حل على وجه جاسر حينما تطرقت نحو هذا الحديث الشائك ,أما هو فكان يحاول أن يحلل سبب قولها ذاك , ترى هل تعرف بالحقيقة كاملة ؟ عاد عقله ليعمل بمنتهى السرعة : لا يمكن لرفيق أن يعترف لأى فرد من أسرته لعلاقة زوجته السابقة به حتى ولو كان أقرب الناس اليه مثل شقيقته البريئة ,فعاد محاولا الاسترخاء بمقعده وهو يأمل فى ألا تتعقّد الأمور بينهما أكثر من هذا الحد.
-أنه الحب بلا شك , هذا ما يجعلنا نسلك سبلا لم يكن مخططا لها فى حياتنا.
نطق بها عبد الله عن قناعة تامة ,ثم التفت نحو حفيده الصامت باستغراب قائلا:
-ما لى أراك هادئا على غير عادتك يا جاسر ؟ لماذا لا تشاركنا بالحديث ؟
تتبعها بنظرات عينيه الثاقبة وهى تحاول عبثا اخفاء اهتمامها بما سيقوله فما لبث أن ابتسم بشكل ساحر الى أن قال بسخرية لاذعة:
-الحب ! نعم أوافقك الرأى يا جدى أنه يجعلنا نقوم بخطوات غير محسوبة العواقب ,بل الأدهى أنه يجعلنا نبدو كالحمقى.

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسرار, الحيتان, السيف, سلسلة, زواج, عائلة, نيفادا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:04 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية