لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-20, 02:24 AM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

وقفت ليلى واجمة على باب الغرفة مترددة فى الدخول ,يبدو أنها أخيرا حسمت أمرها فطرقت مرة واحدة وأدارت المقبض بتصميم لتواجه من بداخلها فى نظرات متحدية بتكبّر وعناد ..
رفع رأسه من فوق الأوراق التى كان يقرأها بعناية ,بحاسته الفائقة التى تشعر بوجودها ولو كانت بآخر الغرفة تطلّع اليها بشوق وترقب .. لم تمنحه فرصة للرد أو ايضاح الأمر لها , فقط رمت باتهامها فى وجهه وهو على الأقل لم يعاملها بالمثل وان كانت بحلقه غصة ما زالت تخنقه كلما تذكّر رؤيتها الى جوار سيف فى الركن البعيد من الحديقة .. يشعر بغليان دمه لدى مرور هذه الذكرى المؤلمة فى باله .. هل يغفر لها وهل ستسامحه على اخفائه أمر هام كهذا ؟
بادرها مرحبا ببشاشته المعهودة:
-صباح الخير لكِ أيضا.
نظرت له باستعلاء وهى تجلس قبالته قبل أن تشير لما بين يديه قائلة:
-هل سأعطّلك عن متابعة عملك ؟
ضاقت عينا الرجل بشدة متوجسا من تهذيبها المبالغ فيه ثم اشار بيده فى الهواء بالنفى دون أن يجرؤ على الكلام فاستطردت هى بتلعثم ونبرة خائفة لم تشعر بها من قبل:
-أود أن أحادثك بأمر خاص .. يخصنا نحن الاثنين .. هل أتكلم هنا أن أنتظر لما بعد موعد انتهاء العمل ؟
تنحنح متوترا وهو يتساءل بصوت منخفض:
-هل تعنين أن نبقى فى المكتب بعد انصراف الموظفين لنتبادل الحديث بمفردنا ؟
أشاحت بوجهها فى حركة عصبية وهى تزفر بحرقة متأففة لتقول بكبرياء:
-لا طبعا .. كنت أظن أنه ربما لو لم تكن مشغولا .. أن نتناول الغداء معا بأى مطعم قريب .. ونتحدث.
ليلى التى تفيض حيوية وثقة بالنفس .. التى تمتلأ نفسها زهوا وفخرا .. تعرض عليه دعوة للغداء .. تتنازل ؟ خطيبته الحسناء فائقة الأنوثة تتورد وجنتاها الآن خجلا ؟
لما رأته صامتا لا يجيب على دعوتها فأسقط فى يدها , ترى هل سيرفض اعطائها فرصة ثانية بعد أن هدأت أعصابها الثائرة وتروّت كثير فى تفكيرها لتجد أنها قد بالغت كثيرا بردة فعلها متناسية ما رآه هو بعينيه .. هى وسيف معا .. يتبادلان حديثا هامسا خفية عن أعين أهلها .. قالت يائسة وقد تبدلّت ملامح وجهها ليظهر بجلاء معالم الحزن والقلق عليها:
-أرجوك .. يا خالد .. لا تقل لا .. يبدو ان كلينا قد تسرّع ,فهل نمنح أنفسنا فرصة للنقاش ؟
أنها تتمسّك بقناع عزة نفسها فتطالبه بفرصة , أنه يتعذب منذ تلك الليلة يهفو لأن يترجّاها ألّا تطلق حكمها الأخير عليه قبل ان تسمع كامل اعترافه .. لو تعرف كم حلم بهذه اللحظة التاريخية الفاصلة فى حياتهما .. ولكن ارتسمت على وجهه دلائل التفكير العميق متظاهرا بأنه يناضل من أجل منحها الموافقة , ثم أخيرا اطلق رصاصة الرحمة وهو يقول مترويّا:
-ليكن يا ليلى , أنا موافق .. لدىّ الكثير لأخبرك به .. ولا بد أنكِ قادرة على ارواء فضولى بالنسبة لموقفك الغامض من ذلك المدعو .. سيف.
نطق باسمه ببذاءة وتقزز وكأنه سبة تلوّث فمه فلم تتمالك ليلى نفسها من الابتسام لرؤية الغيرة تتلاعب بعواطف خطيبها الحنون .. لوهلة فقد هو القدرة على التمثيل وبانت مشاعره الدفينة جليّة على وجهه ونبرة صوته وحتى حركات جسده النحيف الذى تصلّب لدى ذكره هذا الاسم الذى يكن لصاحبه عداءا رهيبا .. وكان مدركا أنه لا يكرهه لزواجه من مها وانما انفجر بركان هذا الغضب حينما تعلّق الأمر بحبيبته الفاتنة والتى ما زالت ترتدى خاتم خطبته فى اصبعها .. ذلك الخاتم الذى كلّفه ثروة .. واتهمته أمه بالتبذير واختلال العقل لسماحه لليلى وامها بأن يجرّاه الى هذا الفخ كما ادّعت بالضبط.
تراءت لها ابتسامته وهو يتذكّر كيف هدأته ليلى بحنان بالغ بعد جداله يومها مع حماته حتى تخفف من ضغطها المستمر عليه وعلى أعصابه التى باتت على حافة الانهيار جرّاء معاملتها التى لا يمكن وصفها باللطيفة ابدا .. نحوه.
ألا يقال أنه من أجل الورد ينسقى العليق ؟ وهى وردته الفوّاحة الجميلة .. لأجلها هو على أتم استعداد لأن يمشى على سرير من الشوك و.. يتحمّل مزاجية أمها وتعاليها الواضح .. برضا وسعادة.
-حسنا , سأتركك الآن لتباشر عملك فيبدو أنك منزعج من وجودى.
لم يدرِ أن العبوس قد تسلّل دون وعى الى وجهه فصبغه بلون داكن ,هذه أقصى استفادة ينالها من ذكرى حماته المصون ,, ان تظن تلك الحمقاء أن غضبه وعبوسه موجهين نحوها هى .. مالكة القلب والعين .. تأوّه هاتفا وهو يهب لايقافها:
-ليلى ,, لا يمكننى أن أشعر بالانزعاج فى وجودك على الاطلاق .. كل ما فى الأمر أننى مشغول البال بعدة أمور فى العمل ..وفى الحياة أيضا ,لكننى أعدك بأن نتناول الغداء معا اليوم ونتفاهم .. لا أريد أن أراكِ غاضبة منى .. لا أحتمل زعلك.
-أحقا ؟
هتفت بأمل متسائلة ,فلمس ظاهر يدها بأصابعه يضغط عليها برقة وهو يهمس :
-أنتِ تعرفين هذا جيدا .. أحبك ..
سحبت يدها بسرعة وهى تقول متلجلجة:
-يتوجب علىّ الذهاب حالا .. لدىّ عمل هام لا بد من انجازه ..
كادت أن تضعف وتسمح له بالتأثير على عواطفها المتخبّطة ,وأدركت بنفس الوقت أنه عليهما وضع النقاط فوق الحروف قبل التمادى فى علاقتهما أو السماح بانتقالها لمستوى آخر .. وهو الزواج .. فليس هذا قرارا سهلا .. أنه زواج العمر .. يدوم للأبد.
غادرت على الفور دون انتظار اجابته وسمعها تسرع فى خطواتها بينما صوت كعبيها يرنان بأذنيه بطنين متصاعد .. حتى أغلق الباب خلفها وهو شارد الذهن غير قادر على التركيز من جديد فى الأوراق الملقاة على مكتبه , ضرب على سطحه بقوة وهو يلوم نفسه:
-تبا لك ولضعفك ازائها , فقط بضعة دقائق فى حضورها وتنسى العالم بأسره .. ولا تعد قادرا على عمل أى شئ سوى التفكير بغمازتيها الرائعتين وعينيها اللوزيتين وشعرها ال.. ماذا دهاك يا خالد حقا ؟ فرك وجهه بعنف علّه يفيق من عالم أحلامه , ثم دفن رأسه بكومة الأوراق يجبر ذهنه على التركيز فى الكلمات التى طبعت بلون أسود دونا عن تلك الابتسامة المتراقصة على الصفحة البيضاء .. هذه ليست بداية مبشرة ليوم جيد!


**************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 02-09-20, 02:28 AM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

وقفت هناء الى جوار صلاح يتابعان سويا العمّال يتحركون ذهابا وايابا بهمة ونشاط لانجاز العمل المتراكم من أجل تجديد ذلك المبنى العتيق الذى قاما بشرائه من مالكه بثمن باهظ من اجل مشروعهما الخيرىّ .. قامت هناء بالانفاق بسخاء دونما حساب حتى يتحقق المطلوب لهما ..وصلاح لم يقصّر بدوره فى السعى هنا وهناك من أجل انهاء كافة الأوراق الرسمية لانشاء هذه المؤسسة ,ولم يكتفِ بذلك بل بذل جهدا ووقتا مضاعفا من أجل راحتها الخاصة فقد كانت قلقة للغاية من خروج الأمور عن نطاق السيطرة ,وعدها بثقة ولم يخلف عهده معها .. كل يوم يثبت لها أنه أهل للثقة ويمكن الاعتماد عليه .. منحته ابتسامة مشجعة وهى تراه دائم الحركة يتابع هذا ويتأكد من ذاك ثم يعود اليها ناصحا ايّاها بالتزام الراحة مشيرا عليها بأنه سوف يتكفّل بكل شئ دون الحاجة لارهاقها .. لم تنسَ أنه ألحّ عليها باهتمام جلىّ أن تبقى بمكان ظليل حتى لا تعرّض نفسها لأشعة الشمس المباشرة قائلا برصانة وحكمة:
-من الأفضل أن تظلّى هنا حتى لا تصابى بضربة شمس .. الجو حار جدا.
-لا أشعر بأى تعب أو ارهاق .. صدقنى.
أصرّ بقوة:
-لن تشعرى بالأعراض فى التو .. حينما تعودين للمنزل ستبدأ فى الظهور.
قالت باستسلام وهى تركن الى الظل:
-حسنا , أوامرك مجابة يا سيد صلاح.
كانت تمازحه الا أنه استقبل الأمر بجدية قائلا:
-ليست أوامر .. كل ما فى الأمر اننى قلق على صحتك .. تصرّين على الوقوف منذ الصباح وتتجاهلين نصيحة الطبيب بعدم ارهاق كاحلك.
-شكرا على قلقك واهتمامك .. لكننى لا أشعر أبدا بالتعب وأنا هنا.
وفجأة سقط أحد العمال أرضا وهو يتلوى من الألم فهرع صلاح نحوه ليرى ما حل به وسط مجموعة من العمال الذين هبّوا لنجدة زميلهم أما هناء فقد شهقت بخوف وحينما حاولت ان تقف على قدمها شعرت بآلام رهيبة تسرى .. عبر كاحلها ممتدة لأعلى فندت عنها صرخة متألمة مكتومة جذبت انتباه صلاح فعاد أدراجه مسرعا نحوها ,وباللحظة المناسبة أمسك بمرفقها حتى تستند اليه وهو يهتف بقلق غامر:
-بمَ تشعرين يا هناء ؟ هل أنتِ على ما يرام ؟
تحاملت على نفسها وهى تغمغم بصعوبة من شدة الألم:
-لا شئ .. ربما أكون .. آه .. تحاملت على نفسى كما قلت ,أشعر ببعض الألم الخفيف.
كذبت متعمدة تحاول اخفاء الحقيقة بيد انه أدرك مرادها فى ثوانٍ معدودة ,فقادها بحزم نحو السيارة ... سيارته التى كانت مصفوفة بالقرب من المبنى المرتفع .. وفتح لها الباب ثم ساعدها برفق لتجلس بالمقعد الأمامى ,وأغلق الباب قبل ان تراه يختفى وسط العمال لينتحى جانبا برئيسهم ,تبادل بضعة كلمات معه فأومأ هذا برأسه متفهما ,وتركه صلاح عائدا أدراجه نحو سيارته التى قادها بحكمة ومهارة ليقلها الى منزلها .. رغما عن اعتراضاتها الواهنة ,فقد ظهر خط رفيع على جبينها بفعل الألم المستمر .. توقعت أن يؤنبها صلاح بكلمات قاسية أو يلومها على عنادها الا أنه تصرّف بتهذيب ورقة بلا حدود ,أخذ يطمئن عليها بين الفينة والأخرى وكلما انعطف بالسيارة يلقى عليها نظرة شاملة ليتأكد من أنها بخير ولم تحتك بجانب الباب الى جوارها .. سألها قبل أن يصل الى الفيلا :
-ألا تريدين الاتصال بكريم لاعلامه بما حدث ؟
نفت برأسها بشدة وهى تقول بقلق:
-كلا , اذا أخبرته الآن سوف يصاب بالفزع وقد يتهور بقيادته حتى يصل سريعا الى البيت .. أنا بخير الآن .. سأرتاح قليلا وستتحسن حالة قدمى .. شكرا صلاح على تعبك .. أرهقتك كثيرا معى.
وقف أمام البوابة قبل ان يطلق زمور سيارته باستعجال لينفتح الباب الحديدى .. وسار الى نهاية الممر حيث انتهى المشوار .. تعرف هناء جيدا أنها تتسبب له بآلام نفسية ضاغطة اذ أجبر على أن تطأ قدماه أرض الفيلا التى أقسم ألا يخطو على شبر منها ..ساعدها لتنزل من السيارة وهو ما زال يمد لها يد العون فتراجعت هى بخجل ترفض أن تحمّل عليه اكثر فنظر لها باستغراب حتى قالت هامسة:
-اسمع , لا داعٍ لأن أتعبك أكثر , يكفى أنك أوصلتنى الى هنا .. سوف أقطع الدرجات القليلة الباقية وحدى .. شكرا يا صلاح مرة ثانية.
لوهلة كاد أن يفلتها من هول الصدمة التى تلقّاها على يديها بهذه اللحظة ثم شدّد قبضته المحكمة على ذراعها قائلا بقسوة:
-لا تخشى شيئا يا هناء هانم .. فأنا لن أحاول بتاتا التطفّل على خلوتكم .
-لا , لم أقصد هذا .. البيت بيتك طبعا .. لكننا نعرف جيدا أنك لست راغب فى الدخول .. و.. أنت لديك كل الحق , ليتنى كنت أمتلك بيتا آخر لما ترددت فى دعوتك اليه .. هل تفهمنى ؟
زفر بغضب قبل أن يقول بحزم:
-البيت ليس بيتى ولن يكون أبدا , ولكننى سأتأكد من وصولك سالمة الى الداخل قبل أن أغادر .. فلا شئ يمكنك أن تقوله أو تفعليه من شأنه أن يغير من قرارى.
-حسنا.
هتفت بيأس واستسلمت له يقودها حتى باب الفيلا وما أن دق الجرس حتى أتت سماح مهرولة وما أن لمحتها تستند على ذراع صلاح حتى استوعبت ما حدث بفطنة ,وبعد أقل من دقيقة كانت تتبادل الأدوار مع صلاح .. الذى وقف مسمّرا على أول درجة يتابع هناء وهى تسير الهوينى ببطء وقبل أن تختفى بالداخل استدارت بوجهها لتنظر له بامتنان عميق وهى تقول بصوت جاهدت ليكون مسموعا:
-شكرا .. لا يمكننى أن أوفيك حقك فعلا ..وأعرف أنه قد أصبح لدى من أعتمد عليه .. هل ستعود الى الموقع لمتابعة العمال ؟
أومأ برأسه ايجابا وقال ببطء وتأنٍ:
-نعم , سأعود على الفور ولا أريدك أن تشغلى بالك بسير العمل ,فقط اعتنى بنفسك ولا تتحاملى على كاحلك مجددا حتى لا يتضرر.
-الى اللقاء يا صلاح.
-الى اللقاء.
وانصرف كأنما شياطين الأرض تطارده فقد هبّت رياح الماضى تلفحه بحرارة .. يقود بسرعة غير اعتيادية , ماذا فعلت بنفسك يا صلاح ؟ ألم يكن مقدّرا لك أن تنسى ؟ وعاد ليقول بصرامة: وماذا كنت سأفعل ؟ هل أتركها تعود وحدها وهى متألمة بهذا الشكل ؟
لا , لا يمكن أن أخذلها ابدا ,, هناء .. كلمة السر دائما .. فى سرائه وضرائه .


***************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 02-09-20, 02:37 AM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

انتهى الفصل الثامن

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 18-10-20, 01:22 PM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

الفصل التاسع



بعد أن تم اللقاء العائلى بين الأسرتين على خير ما يرام , أو على أفضل تقدير دون خسائر تذكر .. فشقيقها كان متأففا على الدوام وحينما تمت المصافحة بينه وبين جاسر شعرت بأنه على وشك الانفجار .. ودمدم بكلمات التهنئة على كره منه .. ثم انسحب مصطحبا زوجته بعد انصراف الضيوف دون أن يقول المزيد ,تعجبت ريم من تصرفه فهو وان كان علىعلم بماضى جاسر المشين كما سبق واخبرها الا أنه أصرّ وباستماتة على كتمان الأمر عن والدهما ورفض أن يبوح لها باسم المرأة المتزوجة التى كان على علاقة بها كما ادّعى هو .. متعللا بأنه لا يعرفها شخصيا وكان جوابه :
-وما نفع المعرفة باسمها ؟ لا مزيد من الفضائح .. يكفى أنه لم ينكر ما قلته , أليس هذا دليلا كافيا لتصديقى ؟
وأضاف بحنق:
-ثم انك لم تتأثرى بهذا الخبر , وسوف تمضين قدما فى هذه الزيجة , فلا أرى ضرورة من نبش الماضى.
لم يدرِ رفيق ان أخته تعانى الأمرين وتتذبذب مشاعرها بين القبول والرفض .. كانت بأمس الحاجة لمن يمد لها يد العون يخرجها من حيرتها ,, ومن كان أفضل من شقيق لها وهو بذاته من قض مضجعها ودمّر سعادتها الهشة باعترافه المذل .. ولمزيد من الدهشة أحست بأن أميرة صارت تتحاشاها وتحاول تجنّب الحديث معها ,مما أيقظ ثورتها المكتومة فى نفسها ضد زوجة أخيها .. وعادت لتكن لها بعض المشاعر العدائية ,فيما التزم كلا من سيف وكريم الصمت بخصوص ارتباطها لجاسر وان شعرت بأن سيف لم يعد متذمرا للغاية فعلى ما يبدو أن ذهنه كان منشغلا بشئ أهم ,وكريم الذى بدا تائها , نظراته زائغة , وتكهّنت بأن لرفض هديل العودة الى عملها معه الاثر الأكبر عليه ,وهى أوفت بعهدها للفتاة المسكينة وضمّتها الى فريق العمل الخاص بها .. لا تنكر أنها نشيطة وتفنى نفسها باخلاص الا أن لمسة الحزن التى تغلّف نظراتها دوما جعلتها تقارن بينها وبين ابن عمها الذى يبدو مكتئبا .
أضافت ريم لشروطها التى فرضتها على جاسر عدة بنود جديدة اثر معرفتها بعلاقته السابقة على الرغم من تكراره لعدم معرفته بزواج الفتاة من قبل , وانه ما أن علم حتى قطع كل صلة بها ودون انتظار ,ومن أهمها : ضرورة الانتظار مدة ستة أشهر حتى تتوطد معرفتهما أكثر قبل اتمام الزفاف ,والابقاء على عملها بشركة العائلة حتى بعد الزواج الى أن تقرر هى العكس ,والشرط الأكثر صعوبة كان ... أن تكون عصمتها بيدها فيكون لها حق تطليق نفسها منه , وهذا ما أقار دهشة البعض وضيق البعض الآخر .. وصولا الى جاسر نفسه الذى اتسعت طاقتى أنفه غضبا ورمقها بنظرات قاتلة دون أن يتكلم , أما هى فبدا عليها اللا مبالاة وقالت ببرود:
-ان لم يكن موافقا فلن تتم هذه الزيجة , ولا أرى عيبا فيما أطلبه فهذا حلال شرعا وقانونا.
نظر الجد عبد الله الى حفيده متسائلا قبل أن يقول بهدوء ورزانة:
-جاسر وحده هو من يملك حق الموافقة أو الرفض , فما هو قولك يا ولدى ؟
زفر جاسر بعمق قبل أن ينجح فى ادهاش الجميع بلا استثناء بمن فيهم ريم قائلا بثقة :
-طبعا لا أنكر حقها أبدا فى هذا الطلب ,ولكن يمكننى الآن وأمام الجميع ان أعدها بأننى لن أخالفها ان ارادت الطلاق فيما بعد ,فما عليها سوى أن تخبرنى برغبتها تلك فى أى وقت ولن أمسكها الا بمعروف .. ولكن اذا كانت مصرّة على أن تكون العصمة بيدها فلا مانع لدىّ على الاطلاق , أعتقد أنه لم يكون هناك داعٍ أصلا للانفصال .. فزواجنا سيستمر العمر كله باذن الله.
أضاف عبارته الأخيرة بثقة زائدة مالت الى الغرور مما دفع التضرّج الى وجهها وهو ينظر لها نظرة خاصة لم تدع مجالا للشك فيما يعنيه بحديثه ,فشاع المرح بين الحضور حينما أضاف هو مقررا:
-لا تندهشوا فكل ما فى الأمر ان ريم تحب الشعور بالاستقلال وأنها ليست مجبرة بأى شكل من الاشكال ,وهأنذا أعلن موافقتى على كافة شروطها على الملأ.
وبختام قوله اسدل الستار على اية مناقشة قد تبدو عقيمة بلا فائدة ,وأنهوا اجتماعهم بقراءة الفاتحة بعد تحديد موعد لحفل الخطبة ,ولن تهتم ريم كثيرا بشكليات هذا الاحتفال .. حتى أنها استأذنت للانصراف ,فيما تبعها جاسر وهو يغمز بعينيه لأفراد العائلتين ,ما دفع الجد ومحمد الى اعطائه الاذن بايماءة من رأسيهما دون كلام.
أسرع جاسر مهرولا وقد اتسعت خطواته ليلحق بها قبل أن تختفى عن ناظريه وقد أمسك بمرفقها بقوة مما جعلها تجفل وصدرت عنها أنّة خافته تعبّر عن انزعاجها:
-ماذا تريد ؟
أوقفها بجرأة عن التقدم ولا يفصل بين وجهيهما سوى بضعة سنتيمترات قليلة حينما انتفض صارخا:
-انتظرى , لا أريد شيئا الا محادثتك ..
حاولت التملص من قبضته دون أن تنجح وهى تقول ثائرة :
-لا يوجد بيننا ما يُقال , ألم ينتهِ الاتفاق بعد ؟
-نعم من جهتك أنتِ , لقد أمليت شروطك وألقيتِ بالشرط الأخير فى وجهى ثم انتهزتِ الفرصة لتهربى.
رفعت حاجبيها عاليا بدهشة مصطنعة قبل ان تقول هازئة:
-ألم توافق عليها جميعا ؟ أم أنك تريد التراجع الآن ؟
نظر لها بغضب قبل ان يهتف حانقا:
-لست أنا من يتراجع عن كلمته .. وأن كنت أفضل أن نتناقش سويا بامورنا الخاصة دون الحاجة لنشرها على الملأ هكذا , لم أكن لأعارض رغبتك أبدا ..
-أحقا ؟ أخبرنى يا جاسر ألم تشعر باهانة عميقة لكرامتك وأنا أطالب بأن تكون العصمة بيدى ؟
هز رأسه نفيا وهو يدمدم من بين أسنانه:
-ولماذا ينتابنى مثل هذا الشعور ؟ سبق وأخبرتهم كما سأخبرك الآن بأننى أهتم كثيرا لأمرك الى درجة أننى مستعد للموافقة على كافة متطلباتك الغبية والتى تتفننين باغضابى بها ارضاءا لكبريائك الجريح.
تراجعت مصعوقة للوراء وهى ترتعش لا اراديا تغمغم بضعف:
-أهذا ما تظنّه فىّ ؟
-وماذا غير ذلك ؟ منذ ان أخبرك شقيقك الغالى بتلك التفاهة عن علاقتى السابقة بتلك الفتاة وانا أراكِ تبتعدين عنى من جديد , تحاولين الاختباء من قوة مشاعرنا .. حسنا يا ريم سأمنحك الوقت الكافى لتستعيدى ثقتك بى وان كان الثمن هو اهانتى بهذا الشكل فليكن .. دعينا ننهِ هذه المرحلة بسلام.
ثم أدناها منه الى درجة كبيرة قبل أن يقول بنعومة خطيرة:
-لم يعد لدىّ القدرة على الصبر والاحتمال أكثر , فلن أجازف بخسارتك مرة أخرى , ألا تفهمين أننى على استعداد للتضحية بحياتى فداءا لكِ ؟ وبهذا فموافقتى على شروطك التعجيزية لا تعد شيئا بالمقابل , ضعى فى حسبانك أنكِ لن تحبطيننى بتصرفاتك الطائشة ,لن أرضى سوى بكِ فى حياتى .. حبيبتى وزوجتى وشريكة حياتى وأم أطفالى.
انغرز صدق كلماته القوية على الفور فى كيانها مخلّفا ورائه عاصفة من المشاعر المهتاجة التى أخذت تعصف بعقلها وقلبها ,أيمكن أن يكون صادقا الى هذا الحد ؟ تشعر بأنها تتوق الى رمى الماضى خلفهما لتمضى قدما بحياتها معه جنبا الى جنب ,بعد اعتراف رفيق الصادم لها بهذا الجانب المظلم من حياة جاسر السابقة والذى اضاف نقطة الى بحر التيه الذى ابتلعها كان يمكنها أن تبلغ والدها برفضها لاتمام الخطبة وبالتالى الزواج , الا أن شيئا ما منعها من الاقدام على هذه الخطوة .. ادراكها لقوة حبها , أنها لا تتخيّل رجلا آخر سواه , لن تسمح لغيره ابدا ان يحل مكانه بقلبها ولا حياتها ولا بعد مئة عام .. هى له وحده , وهو يقسم لها بدمه أنها محفورة بقلبه ولا أحد سواها يرغب بأن تشاركه حياته .. كما أنه قد تحدث عن حياة وأطفال .. أيعنى هذا أنه من المقدر لزواجهما أن يدوم الى الممات ؟
استسلمت مجددا لضعفها ازائه وبداخلها تضاعفت رغبتها لاستجوابه عن المرأة الأخرى , اذا فقط استطاع أن يصارحها بالحقيقة كاملة لربما منحته صك غفرانها ,وعادت لتثق به من جديد .. لم تعِ أنها قد تفوّهت بهذا السؤال الا حينما أجابها بجدية:
-حبيبتى ... أعدك بأننى سأحاول يوما أن اشرح لكِ الأمر بالتفصيل .. حينما تتاح لى الفرصة ,أما الآن فلن اجرؤ على التصريح بأى شئ يخص امرأة متزوجة من رجل غيرى .. يعد خوضا فى الأعراض .. أطلب منكِ فقط الصبر والثقة لنجتاز تلك الأزمة العابرة ,ثم ننعم بعدها بالسعادة الأبدية.
لم تملك سوى أن تطلق تنهيدة مغتصبة من صدرها وهى تترك أصابع يدها تسترخى فى أحضان كفّيه القويتين ,أسبلت جفنيها حالمة وهى تقول بصوت غريب على أذنيها:
-ربما أستطيع ذلك اذا ما ساعدتنى أنت.
ثم فتحت عينيها بقوة وهى تضيف بتصميم:
-منذ الآن فصاعدا ,, لا أسرار تخفيها عنى ..
أومأ لها موافقا برأسه وهو يمنحها ابتسامة جذابة أربكتها على الفور ,فقالت تخفى تأثرها الشديد :
-والآن .. أخبرنى عن والدك , ولماذا لم يأتِ معك ؟
وكان هذا السؤال بداية لاختبار صعب بالنسبة الى جاسر , ولكنه وعدها ولن يخلف عهده .. فقال متوددا:
-الحديث عن والدى سيطول كثيرا , ألا يوجد مكان أكثر راحة نجلس فيه دون أن يزعجنا أحدهم بدلا من الوقوف هكذا فى الممرات ؟
ابتسمت ريم بدورها متخليّة عن قلقها الدائم لأول مرة وهى تترنم بصوت مغناج:
-طبعا , تعالَ معى.
وسارت نحو الخارج يتبعها ظله العملاق بينما أيديهما ما زالت متشابكة الأصابع لا تنفصم.


**************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 18-10-20, 01:26 PM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: زواج على حد السيف (2) سلسلة أسرار وخفايا عائلة الحيتان

 

وقفت تتأمل نفسها أمام المرآة تتساءل عمّا حل بها ,وما الذى تغيّر بداخلها ؟ لا تنكر أن علامات الحمل قد ظهرت بوضوح بالغ عليها .. لا يمكنها أن تخفى بروز بطنها الخفيف اذا ما استمرت بارتداء ذات الملابس الضيقة التى اعتادت عليها ,ستخبر زوجها بحاجتها الى ملابس جديدة أكثر اتساعا .. وأكثر احتشاما لتتلاءم مع وضعها الجديد كأم لطفله القادم ,عندما تعود بذاكرتها لذلك اليوم الذى فقدت فيه وعيها اثر معرفتها بالحقيقة التى ظلت مجهولة لسنوات طوال ,عزت اغمائتها الى التوتر الرهيب الذى انتابها اضافة الى قلة شهيتها للطعام بسبب ظروف حياتها الجديدة فى منزل الشرقاوى والتى أثرت سلبا على راحة بالها ,جعلتها ممزقة بين رغبتها بالبقاء الى جوار سيف والهروب من هذا الجحيم المستعر .. حتى حسمت ترددها بعد أن شكّت كثيرا بأن العوارض المتلازمة والتى باتت تتكرر بشكل يومى أنها تحمل فى أحشائها ثمرة حب من طرف واحد .. هى واثقة من عشقها لذلك الرجل المتكبّر الفظ الذى عاملها بشكل سيئ للغاية فى بداية زواجهما ,ثم تحول الى الرقة واللطف بمرور الأيام .. حتى أحست بأنها تحيا فى حلم جميل وردى يدغدغ مشاعرها ويتلاعب على أوتار عواطفها الفيّاضة ,ربما تعزو هذا الى تأثير الهرمونات المتفاعلة بجسدها وهى نتيجة طبيعية للحمل .. أصبحت أكثر حساسية وقابلية للعطب .. من أقل كلمة تنهار دموعها مدرارا .. ولأتفه الأسباب باتت تغرق بجو من الكآبة القاتمة ,هى غير أكيدة من مشاعر زوجها نحوها .. حاولت ألا تخبره عن حملها .. خائفة وقلقة من ردة فعله العنيفة تجاهها , ثم تذكرت ذلك الشرط الرهيب فى عقد زواجهما , اذا منحته طفلا تصبح حرة وهى وافقت يومها بمنتهى البساطة .. ربما لأنها لم تخطط فعليا لاتمام زواجهما .. ظنت أنها مجرد لعبة لتنتقم وتنال حقها المسلوب دون أن تخسر شيئا .. لم تضع فى حسبانها أن سيف الذى ارتبطت به ليس رجلا لين العريكة ولا يمكن أن يترك زمام أمره بيد امرأة مهما كانت ,تحوّلت الى فريسة سهلة بمنتهى السذاجة وقد بدا لها أحيانا أن زوجها كان على علم بمخططاتها أو على الأقل تنبّأ بجزء منها .. حينما أصبحت عادتها اليومية صباحا أن تستيقظ مهرولة الى الحمام لتفرغ ما بمعدتها الخالية وباتت تتقزز من رائحة عطره الأصلى وعافت نفسها الكثير من الأطعمة .. لمحت بعينيه نظرة متسائلة باصرار تزايدت بمرور الوقت حتى أنه سألها بطريقة مباشرة عن صحتها .. كان صوته متوترا مليئا بالاهتمام الشغوف حتى أنكرت بشدة كونها راغبة فى عدم المصارحة ,حتى جاء اليوم الذى اصطحبها فيه الى المستشفى دون علم منها ,وضعها أمام الأمر الواقع وهى يقودها نحو الاستقبال ليملى اسمها كاملا الى الموظفة فى انتظار تحويلها الى الطبيب المختص ,وذهبت اعتراضاتها الواهنة أدراج الرياح ,فالرجل المصاحب لها قبض على ذراعها بتصميم وهو يخطو معها الى حجرة الكشف هاتفا بمرارة:
-لا داعٍ لمحاولة الاعتراض , علينا أن نطمئن على صحتك , فأنتِ تذبلين يوما بعد يوم كما أننى أراكِ تفقدين الكثير من وزنك.
وهناك بعد اجراء الفحص السريرى واجراء العديد من التحاليل المطلوبة انكشفت الحقيقة بجلاء .. كان الطبيب مستبشرا وهو يقدم التهنئة الى الرجل الواجم قربها بأنه على وشك أن يصبح أبا ,وأملى عليهما العديد من النصائح الطبية اللازمة فى مثل هذه الحالة كما أشار بضرورة متابعة الحمل لدى اخصائى النساء والتوليد .. ورشّح لهما ثلاثة من الأسماء اللامعة من ذوى الخبرة فى هذا المجال ,تقبّل سيف نصيحته شاكرا ايّاه بفتور قبل أن ينظر الى مها بعينيه الحادتين كاشفا عن صدمة تلقّاها للتو وقادها مرة أخرى نحو السيارة بصمت شامل غلّف الجو بينهما فهى أيضا لم تجرؤ على الاتيان بكلمة واحدة , تموت شوقا لمعرفة احساسه الذى يخفيه جيدا .. أهو غاضب منها ؟ أم أنه قد طرب لسماع الخبر ؟
بعد أن ولجت الى المقعد الأمامى , اغلق سيف الباب بحركة عنيفة مصدرا صوتا رنانا ودار حول السيارة ليستقر بجوارها .. صامتا .. قبل أن يقرر الالتفات اليها صائحا بحدة:
-مبارك يا مدام مها ,, والى متى كنتِ تنوين اخفاء الأمر عنى ؟
ارتبكت مها كثيرا وقالت بصوت منخفض:
-لم .. أكن .. أعرف ؟ ...
قاطعها محتدا وهو يقبض على معصمها ليجبرها على النظر اليه تتوسلّه ألا يؤلمها:
-لا تكذبى .. لم تكونى تعلمين أنك حامل فى الشهر الثانى ...
أجابت بسرعة:
-كلا لم أقصد , لم أعرف كيف أخبرك ؟ .. خشيت من اثارة غضبك كما حدث الآن .. وخفت من ردة فعلك .
أومأ برأسه ايجابا قبل أن يقول متهكما:
-نعم .. أنت محقة .. هل تودين معرفة شعورى ؟ أرغب بلى عنقك أو ربما ..
زفر حانقا وهو يضرب المقود بيديه بعد أن أفلتها ثم صاح شاتما بحقد:
-لا أعرف كيف أتصرف معك ِ ؟ حقا أنتِ تثيرين أسوأ ما فىّ .. لديك قدرة غريبة على اثارتى واغضابى حتى أكاد أشعر بأنه يكفى منكِ نظرة واحدة لاشعالى .. مها .. ألهذه الدرجة تهوين تعذيبى ؟
نظرت له بعدم فهم وهى تتمتم قائلة:
-أنا ؟؟ ظننت أنك أنت من يحب ايلامى .. مضت ليالٍ وأنا افكّر كم يرضيك رؤيتى خائفة ومنكمشة على ذاتى فى انتظار تقرير مصيرى الذى بيديك .. أتعاقبنى يا سيف ؟ طبعا لأننى تجرأت وتحديت السيد العظيم سليل العائلة العريقة .. أجبرتك على الزواج من مجرد سكرتيرة حمقاء نكرة لا تمثل لك سوى صفرا على اليسار.
انتفض سيف ثائرا فى وجهها , يحاول كبح جماح غضبه الذى تطلقه من معقله ببساطة ,فهتف ساخرا وهو يصفّق بقوة:
-برافو .. تستحقين جائزة لتمثيلك هذا .. أتحبين أن أذكّرك بما فعلته بدم بارد ؟ أنسيتِ أمر رسالة التهديد ووثيقة الزواج المزوّرة ؟ أكنتِ تريدين منى الاستسلام لكِ واستقبالك بذراعين مفتوحتين ؟
صاحت مها بدورها منفجرة بغضب حاد:
-لااااا , لست بحاجة لتذكيرى بما أخطأت به .. ألا تدرك أننى كنت يائسة لدرجة الموت ؟ حاولت أن اصل اليك بأية طريقة , لم أحسن التصرف .. أعرف , كان ذهنى مشلولا فلم أجد حلا آخر سوى ما قمت به ,كنت متهورة وطائشة .. ولكننى أيضا كنت وحيدة وضعيفة .. بعدما قمت باقصائى من عملى , الشئ الوحيد المتبقى لى .. واهانتى بعرض المال الوفير ..
قاطعها بنفاد صبر هاتفا:
-بالله عليكِ لقد كان مبلغا محترما يكفل لكِ حياة كريمة .. ممَ كنتِ تشكين ؟
-هل تعتقد أن المال هو ما كنت أسعى اليه ؟ كلا يا سيد سيف .. أنت مخطئ .. أردت الاهتمام والرعاية .. كان العمل يؤمّن لى الراحة لأننى أكسب قوتى بجهدى .. بدلا من الهبة .. المجانية الكريمة التى قرر السيد رفيق منحها لى .
قال بنزق:
-لم يكن هو .. أنا ..
ثم ابتلع بقية عبارته شاعرا بالندم لتسرعه فقد كان على وشك الاعتراف بالسر الدفين , التقطت مها طرف الخيط منه وسألت بفضول:
-من اذن ؟ أخبرنى الرجل فى ذلك اليوم أن الشيك هو تعويض عن طردى من الشركة حتى لا أحاول ملاحقتكم قضائيا وكأننى كنت سأستطيع الصمود فى وجه عائلة الشرقاوى بنفوذها الهائل وأنا مجرد فتاة .. عاملة ,أيعقل أنك أنت الذى ؟؟
ولم تتم كلمتها فقد أدركت فجأة الجزء الناقص من هذه الأحجية الغامضة , شهقت بذهول وهى تضع يديها على فمها ,أشاح سيف بوجهه بعيدا عنها وهو مدرك بأنه لا فائدة من الانكار .. فقال بصوت ضعيف :
-لا تجعلى خيالك الخصب يصوّر لكِ أشياءا وهمية , كل ما فى الأمر أن رفيق اقترح مبلغا معقولا كتعويض ,, الا أننى قررت وبسذاجتى طبعا لأننى توهمت أنكِ مظلومة أن أزيد من حصتك بالمال من حسابى الخاص .. كان هذا قبل أن تقررى التلاعب بى وأنه لا يكفيكِ خمسة أصفار , الطمع هو ما أوحى لكِ بهذه الفكرة الحقيرة , أليس كذلك ؟
-أنت تشوّه الحقيقة الى درجة مقيتة تسير السأم ,لم يكن غرضى هو المال أبدا.
-حسنا , وماذا كان هدفك الأساسى من هذه اللعبة ؟
ترددت مها وقد شعرت بالخجل يجتاحها فاعترفت بوهن:
-أردت الزواج منك ..
صفّر سيف ساخرا وهو يقول:
-أوه , لا تطرينى يا سيدتى الجميلة , أتريدين منى التصديق بأنكِ تورطتِ مع مزوّر قذر وتخلّيت عن بضعة آلاف من الجنيهات من أجل أن تتزوجى بى , أنا الشخص الذى تحتقرينه وتكرهين عائلته الى درجة بعيدة , يا له من تفسير غير قابل للتحقيق !
فاجأته مها بحركة من يدها , تلمست بأصابعها وجهه لتواجه نظراته الحادة بشجاعة منقطعة النظير وهى تقول بتوتر:
-نعم .. تستطيع أن تنكر كما تشاء ,ولكننى أكيدة بأنك فى داخلك , بقلبك تعرف أننى صادقة .. أتود أن تكمل هذا الطريق حتى نهايته ؟ حسنا , كنت أعتقد أننى بهذا أحقق انتقاما حتى تأخذ العدالة مجراها .. وأنا وأنت لسنا سوى ضحايا لماضٍ قاسٍ أليم , تشابكت فيه الحقائق واختفت بعض التفاصيل أو لنقل أنه قد تم تزييفها لتخرج بصورة مختلفة يتبادل فيها الجانى والمجنى عليه الأدوار .. لا ألومك على تكذيبك لى .. فأنا نفسى لم أعرف الحقيقة الا منذ فترة بسيطة .. عائلتك ليست مدينة لى بشئ أبدا ,, ربما كان العكس هو الصحيح ..
قال بصوت شبه مسموع:
-أتعنين انكِ قد عرفتِ بما كان يربط بين العائلتين ؟
أطرقت برأسها الى الأسفل وهى تنوح:
-عرفت ان أبى كان رجلا .. غير أمينا على .. على التجارة التى جمعت شركته بشركة جدك ,ومن أجلها انتقم منه بضياع ثروته , ربما استحق والدى ما حدث له , ولكن ما ذنبى أنا وأمى فيما حدث ؟ لماذا لم تأخذه بنا شفقة ولا رحمة ؟
-أتقصدين جدى ؟
أومأت برأسها ايجابا وهى مصرة على تحاشى نظراته اليها فغاب عنها رؤية الحنان والحب يتألقان فى ومضات عينيه الأبنوسيتين فقال مشفقا:
-أنت مخطئة يا عزيزتى بحق جدى , أنه لم يكن بهذا السوء أبدا , ربما يظهر للجميع أنه رجل مادى متسلط الا أن هذا ما يفرضه عليه التعامل مع الآخرين فى مجال العمل .. فقد سبق ان أهدانى نصيحة أن أعمل بالمقولة : لا تكن ليّنا فتعصر ولا قاسيا فتكسر ,
فكان دوما يتعامل بقوة لا يظهر ضعفا حتى لا يغرى أعداءه فيتجرأوا عليه ولكنه يخفى بضلوعه قلبا رحيما ..
-ربما أنت تحبه ولهذا فلا تريد الاستماع الى صوت آخر يحطّم صورته فى ذهنك ,ومما لا شك فيه أنه قد دمّر والدى وتجارته بقسوة ثم استولى عليها لنفسه , لا يمكنك أن تنكر أن هذه الشركة التى تتولى ادارتها أنت وعائلتك كانت تنتمى فى الأساس لأبى.
أدار سيف محرك السيارة متغافلا عن منحها اجابة على اسئلتها والتزمت هى بالصمت طوال الطريق الى الفيلا , وحتى هذا اليوم لم يتطرقا مرة ثانية الى هذا الحوار المعلّق.
أخذت تعيد النظر الى ثوبها الفيروزى والذى ينعكس متلألئا على ثنايا جسدها التى بدأت فى الامتلاء قليلا ومنحت نفسها ابتسامة رضا تستعيد تحذير زوجها لها بالأمس :
-عليكِ أن ترتدى أفضل ثيابك على الاطلاق , فهذه المرة الأولى التى ستلتقين فيها مع أبى وأمى وجها لوجه ,وأريدك أن تبهريهما .
ثم طبع قبلة خفيفة على جبينها قبل ان يبتعد مختفيا وكأنه لم يكن ,فى الآونة الأخيرة كان يتحاشى ملامستها أو الانفراد بها .. منذ علمه بخبر حملها , لا تعرف ان كان متضايقا منها أو خائفا عليها.


****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسرار, الحيتان, السيف, سلسلة, زواج, عائلة, نيفادا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:16 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية