كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات غادة
رد: حبيب العمر - ستيفاني ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
من الواضح ان الفضول كان يتحرق بأعماق المرأتين امامها ولكن اللياقة كانت تمنعها من طرح السؤال الصريح حولها وحول سبب تواجدهما بهذا المكان. وروت ناتاشا فضولهما وهي تحتسي الشاي بعد رحيل بيتر . وبدأت ناتاشا قصتها وهي تركز على رفع نبرة صوتها حتى تسمعاها لورا وفلورا مما جعلها غير منتبهة لردات فعلهما المنذهلة .منتديات ليلاس
" عندي منزل هنا, لكني لا اعرف بالضبط " قالت ببطء وبصوت مرتفع " لقد توفي عمي منذ عدة سنوات وتركه لي"
" آه , عمك هو طوماس كليو اذن؟"
" اجل " ردت ناتاشا بارتياح " تعرفان المكان؟ اسمي هو ناتاشا كليو"
بوصفها احدى اهم العارضات في ايطاليا فاسمها كان يثير رد الفعل السريع لكن هنا الاسم لم يكن يعني شيئاً. ابتسمت ناتاشا لذلك وادركت ان اهميتها الوحيدة هنا تكمن بكونها انبة اخ طوماس كليو.منتديات ليلاس
" اجل , نعرف" ردت فلورا " لكن لم يأتِ احد الى هذا المنزل منذ سنوات ثلاثة"
" اجل, كنت انوي المجيء لكني كنت مشغولة جداً " توقفت وحذرتها حاستها من ردود فعلهما على كلماتها . هل هناك ما يقلقهما بهذا الشأن ؟
"لن يُسر روبرتو الشاب بذلك" علقت فلورا متوجهة بالحديث لشقيقتها . زمت شفاهها وشعرت ناتاشا بغرابة كاملة انهما قد نسيتا وجودها.
" اجل, بالطبع لن يسر لذلك. آه , يا إلهي"
ومن هو روبرتو الشاب بحق السماء؟
" روبرتو الشاب ؟" سألت ناتاشا بابتسامة مشرقة .
" اجل, روبرتو ستافرو . هو لا يحب ان يزعجه احد" قالت لورا وهي تنظر بحزن الى ناتاشا " الطيور كما تعرفين "
" الطيور ؟" رددت ناتاشا " لكن اين هو روبرتو الشاب ؟"
يبدو هذا كعنوان ما, ومتذكرة وصفهما لبيتر البالغ الخمسين من العمر بالشاب بيتر , جعلها تتصور ان روبرتو هذا بمثل سن بيتر او حتى أكبر سناً منه , لكن ان يكون مغرماً بتربية الطيور؟ وضعت ناتاشا كفيها على جبينها , كلا حرارتها عادية جدا.منتديات ليلاس
" انه يقطن بالكوخ المجاور لكوخ عمك , اقصد لكوخك"
" آه , فهمت" ردت ناتاشا وقلبها يغرق مجدداً . المنزل هو مجرد كوخ اذن" وهو لا يحب الغرباء ؟" سألت وادركت انه لم يكن يجدر بها المجيء الى هذا المكان . آه, لماذا تركت بيتر يرحل وحده؟
" كلا " قالت فلورا وهي تبتسم قليلاً للتخفيف من الخيبة التي ظهرت على وجه ناتاشا وتابعت " صراخه أسوأ من عضته , أنا واثقة من ذلك . الامر فقط .. انه ..." وعضت فلورا على شفتها السفلى .
" انه ماذا ؟" حثتها ناتاشا.
" حسناً , انه فقط كان شديد الامتعاض من هجر المنزل وتركه هكذا لفترة طويلة "
آه , حقاً ؟ رددت ناتاشا . اذن هو من اولئك العجائز الفضوليين الذين يتحرشون بأمور غيرهم . اذن هذا هو الوضع ؟ رفعت نظرها الآن والبريق يشع داخل عيونها الزيتية الواسعة وهي تنظر من الشقيقة الى الاخرى وابتسمت. ليس لهما علاقة بهذه النقطة , هما كانتا اللطف بعينه , لكن اذا اعتقدتا ان ذلك الرجل سيمنعها من الوصول الى كوخها الخاص.
|