كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 104 - العطشان ( من روايات ألحان المكتوبة )
تململت دانيال فوق مقعدها وقالت :
- أنا ؟ وماذا افعل بالأطفال؟
اجاب ببساطة :
- إنك ستحبينهم.
تجنبت نظراته العميقة والتقطت كسرة خبز من فوق المائدة واخذت تلعب بها , تساءلت : تحبهم؟ هل تجهل ان الحب لا يكفي ؟ قررت دانيال ان تلجأ إلى المزاح حتى لا تسقط في الحزن عندما تفكر في هذا الموضوع .منتديات ليلاس
سألته : كيف يمكنني ان احصل على اطفال ؟ يلزمني شقة واسعة , ودعك من الحديث عن رجل طبعا.
اضاءت عينا ريمي وقال :
- هل تبحثين عن متطوع؟ هيا ارتدي ملابسك الاخرى وعودي إلى شخصيتك الحقيقية وبعدها نستطيع ان نناقش الموضوع.
ردت بلهجة لاذعة:
- لا اعتقد ان تلك الشخصية تصلح للمناقشة.
رد عليها بابتسامة العالم ببواطن الأمور:
- لا , بالعكس أنا متأكد انها ستدفعك للعمل.
حاولت دانيال ان تحول الموضوع لناحية أقل حساسية وخطورة فرسمت ابتسامة محترفة:
- إنني اقضي وقتي في الترحال وعملي غير متوافق مع الحياة العائلية المستقرة.
- لدي شعور خاص بأن هذه الحياة التي تعيشينها لا تقود إلا إلى الوحدة.
ادهشتها دقة ملاحظته واذهلتها . لم تكن دانيال تتوقع ان تعيش في وحدة ولا تتمنى ذلك. لقد كان لها اصدقاء وزملاء في كل انحاء العالم ولكنها انتهت من الحياة مدة عام طبقا لملاحظة ريمي حياة في وحدة كاملة في التبت, وحدة تجاوزت العزلة الجغرافية , إنها تشعر بالعصبية من نظرته الثاقبة ولكنها لن تظهر له ذلك .
قالت مؤكدة :
- انا اعشق حياتي ولا اتحمل ان اظل محصورة في ركن مدة طويلة , إنني احب السفر والترحال لدرجة العبادة وان أرى العالم وأقابل الناس.منتديات ليلاس
- افترض إذن انك ستغادرين نيو اورليانز عندما تعود السيدة بوفييه.
قالت وهي تنهض:
- طبعا , لا شيء يربطني هنا.
قبل ان تدرك ماذا حدث لها وجدت نفسها بين ذراعي ريمي غارقة في سحر صدره الحنون وقد علت وجهه البرونزي ابتسامة باتساع فمه, كابتسامة قرصان سرق كل مقاومتها , قال بعد ان تعثرت واوشكت ان تقع لولا ان سندها:
- هأنا امسك بك! واسندك يا عزيزتي .. هل كنت تريدين ان ترقصي ؟
تلعثمت :
- انت مجنون.
ولكنها احست بأنها تذوب وإرادتها تتعبثر حاولت ان تضربه وتدفعه بكفيها في صدره ولكنها ازدادت التصاقا به.
قالت اخيراً:
- لولا انني كنت في حاجة ماسة لخدماتك لراجعت اوراقك , لقد كنت في حالة يأس .
- في حالة يأس؟ تحتاجينني , إن هذا يسعدني دون شك.
|