كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 104 - العطشان ( من روايات ألحان المكتوبة )
- كان من الممكن ان تصابي بجروح, وكان من الممكن ان تجرحي اخاك واخوانك واخواتك . ماذا سيكون شعورك لو ان رأس اميرواز انفجر؟
قالت جولي بصوت هادئ كمواء القطة:
- لا اعرف.
كانت الفتاة نظيفة كالعملة الجديدة وشعرها الأحمر ممشطا خلف اذنيها وهي جالسة على حافة السرير وقد امسكت رأسها المحني لأسفل بين يدها وهي مرتدية قميص النوم بينما وقف ريمي ويداه في وسطه وبدت عليه الجدية .
اضافت الطفلة :
- كنت سأحس بالألم .
قال ريمي دون ان يرفع صوته :
- مجرد كلام! إنه اخوك الصغير وهو يحبك, تذكري ذلك في المرة القادمة عندما تنوين ارتكاب عمل طائش.منتديات ليلاس
قالت جولي والدموع في عينيها :
- نعم يا سيد دوسيه.
- وخالتك دانيال! هل فكرت فيما يمكن ان تشعر به وهي ترى انك فجرت الطعام الذي تعبت في إعداده ؟
احتجت الفتاة :
- ولكنه كان يثير اشمئزازي.
- لا يهم, ولا يهم إذا كان طعمه مثل طعم عصيدة الكلاب , لقد جرحت شعورها ولابد ان تخجلي.
عضت دانيال على شفتيها وامتلأت عيناها بالدموع تعاطفا مع جولي وعطفا على نفسها وحنانا نحو ريمي : يا له من رجل لطيف!
رغم شهقات جولي فقد بدأت دموعها تفيض , جلس ريمي بالقرب منها وضمها إليه . لفت ذراعيها الصغيرتين حول عنقه الضخم واخذت تبكي من كل قلبها مدة دقيقتين . اخذ ريمي يهدهدها ويهمس في اذنها . اخيراً همس لها شيئا جعلها تنفجر ضاحكة وتبتعد عنه .منتديات ليلاس
قرص انفها وغمز لها بعينه.
- هذه ساعة نومك . تصبحين على خير يا كرنبتي العزيزة!
سألته جولي:
- ما معنى هذا؟
- الفتاة الصغيرة.
- حسنا.منتديات ليلاس
اتجه ريمي نحو الباب وهو يضحك ولم يتح الوقت لدانيال التراجع إلى الظل. تلاقت اعينهما جزءا من الثانية . كانت تعلن افكارها الجامحة وحاولت الهروب ولكنه امسكها في خطوتين .
قال في صوت حلو وهو يحصرها بينه وبين الجدار:
- إذن يا رئيستي ! هل تتجسسين علي!؟
تقلص حلق دانيال . كان واضعا يده على الجدار ووجهه يقترب منها في خطورة . قالت:
- لقد بدا عليك الغضب الجامح.
- صدقيني يا عزيزتي . إنني كنت فعلا غاضبا ولكني هدأت بنفس السرعة التي اشتعل بها غضبي .
اخذت دانيال تفتش في عقلها عن طريقة لتغيير الحديث :
- هل رأيت المطبخ ؟ كيف سننظفه ؟
- اذا كنت فهمت جيدا , أليس لديك خادمة منزلية؟
- لا, لقد هربت يوم رحيل سوزانا وتشارلز في الإجازة.لقد فضلت وظيفة مرشدة في بيروت.
- لا تقلقي سأهتم بذلك غدا.
قالت له وهي تبتسم ابتسامة عرفان واعتذار :
- شكراً , لا شك انك عندما قبلت الوظيفة لم تتوقع الأولاد والمطبخ وإدارة المنزل , إنه كثير عليك.
بدأت عينا ريمي تعودان إلى مظهرهما الغامض.ريحانة
همس في أذنها وهو يحصرها بجانب الجدار :
- أكثر من اللازم .. نعم أكثر من اللازم .
حاولت دانيال المقاومة ولكنها خسرت المعركة لقد فات الوقت كي ترفض ريمي مهما قال لها صوت العقل . كم هو رائع ان تكون مرغوبة وهي في هذه السن!
قال لها :
- لقد تبعتني لأنك تخشين ان اضر خبيرتنا الصغيرة في المفرقعات, أليس كذلك؟ في رأيي الشخصي انت تحبين هؤلاء الشياطين الصغار أكثر مما تعترفين به. وأراهن انك تحبينهم أكثر من نفسك.
قالت له وهي متضايقة :
- من الأفضل ان تعض لسانك قبل ان تتكلم.
تراجع ريمي نحو الدرج وهو يبتسم لها ابتسامة شيطانية :
- افضل الا عض شيئا.
هددته:
- انك تستحق ان اطردك , لا يمكن إصلاحك.
رد قبل ان يتجهم وجهه ويختفي في الدرج:
-ولكني اجيد اشياء كثيرة لا تستطيعين الاستغناء عنها.
نهاية الفصل
|