كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 104 - العطشان ( من روايات ألحان المكتوبة )
هل ينقذها بأن يهمس في اذنها بكلمات تجعل رأسها يدور ؟ ولكن كل هذا خارج الموضوع . من الآن عليها ان تسلك سلوكا عاقلا ولا داعي للتصورات المخبولة عن الرجولة والعضلات المفتولة.
رأت بقعة من حبات البسلة المضغوطة على الجدار تزينه وهي تحاول تنظيف وجهها الارجواني بيدها الخالية . على اية حال فإن كل ذلك لن يسبب لها ضررا ان تحلم فقط . في سنها المتقدمة هذه لم يعد من حقها ان تحلم وتتخيل الرجال الشباب الاصغر منها . وإذا اضطرت لإختبار موضوع احلامها فلن تجد افضل من ريمي دوسيه ابدا . ولكن لتحذر فاللمس ممنوع.
وسط احلامها ناداها صوت رجل موسيقي من على عتبة المطبخ .منتديات ليلاس
- مساء الخير يا دانيال , اين انت ؟
احست دانيال بدبيب النمل يملأ معدتها عند رؤيتها لريمي في جينز غير مكوي وقميص ذي لون اسود . تساءلت دانيال لماذا يسألها عن مكانها وليس عن كيف حالها ؟ إنه يعرف تمام اين هي , جالسة امامه ومغطاة بخليط متعددالألوان والاصناف وتقوم بإعطاء وجبة للرضيعة .
لم يكن المنظر عاطفيا على الإطلاق , ولكنه على اية حال خارج عن المألوف لتقل لنفسها مهما كان ما سيقال فإن ريمي سيكون المربية من نوع ماري بوينز لكن بلحية , قالت بلهجة متقطعة:
- مساء الخير يا سيد دوسيه , قولوا يا اطفال مساء الخير للسيد دوسيه.ريحانة
لما لم تسمع ردا سوى همهمة مقرونة بصوت احتساء شراب الخوخ من كاميل نظرت حولها لقد هجر الاطفال السفينة بينما هي تحلم برجولة ومزايا ريمي ولم تحس بفرارهم . إنها حقا ام رائعة . قال ريمي وهو يضع على الأرض حقيبته الرياضية من النايلون البني :
- إنهم جميعا ملتصقون بالتلفاز.
كان جانبا شاربه ساقطين فوق طرفي فمه واظهر اشمئزازه عندما رأى بقايا الطعام في الاطباق , قالت له في تحد:
- لا تخجل وقلها , لأنني استطيع ان اتحملها لأن ذلك مكتوب على وجهك , انا لست طاهية.
- انت لست طاهية.
بحركة حريصة التقط شوكة من احد الاطباق وكأنه ينتظر ان تهجم عليه المكرونة , وسألها :
- ما هذا ؟
- إنه مفاجأة بالمكرونة.
- وهل أكلوها .
- لا.
- إن هذا لا يدهشني.
لم يدهش ريمي وإن احس ببعض الخيبة لأنه اينما ذهب فإن النساء يعرفن الطهي وكذلك تربية الاطفال. ومع ذلك فإن دانيال لم تتاقلم لا على هذه ولا على تلك من فنون النساء.
ومع ذلك اثارت دقة تقاطيها شبه الكاملة اهتمامه. كان ذقنها متحديا, وكذلك عيناها الرماديتان اللامعتان . ثم ماذا تفعل وهي ملطخة من رأسها لقدميها بطعام الاطفال ومتورطة مع الرضيعة حتى يمكنها ان تحتفظ بوقارها وكرامتها ؟
قالت لها وهي ترفع سبابة يدها اليمنى:
- أترى هذا الاصبع؟ إنه اصبع الطهي.
- اصبح الطهي؟
- نعم , إن هذا الاصبع يستطيع ان يجمع رقم اي مطعم في اي مكان من العالم, أي شيء آخر احتاج اليه ؟ إني اسألك.
احضر ريمي منشفة من فوق انفها , طرقت بعينيها حتى اصابعه خلال قطعة القماش كانت تحرقها , هذه بداية سيئة ! خفضت عينيها لتحضر الخسائر . منتديات ليلاس
|