كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 104 - العطشان ( من روايات ألحان المكتوبة )
هزت دانيال رأسها نفيا :
- انت لا تستطيع الزواج بي يا ريمي , انا عجوز وملعونة ويمكنك ان تعثر على من هي أفضل مني كثيرا. تزوج ماري بروسار وأنا واثقة بأنها فتاة لطيفة.
قال وهو يقترب منها أكثر :
- إنني لا اريد فتاة وإنما امرأة , إنني لا اعير تلك اللعنة الخرافية اي انتباه . إنه أنت التي اريدها يا ملاكي وأنا مستعد للذهاب إلى آخر العالم كي احصل عليك , ما رأيك في هذا ؟
رفعت دانيال عينيها وشحب وجهها وقالت :
- اعتقد انني سأتقيأ.
اخذت قدما دانيال تطرقان مربعات ارضية الحمام. بدأت تحس بأفكارها انها اكثر وضوحا بعد ان غسلت اسنانها بالفرشاة ونشطت وجنتيها .ريحانة
قالت :
- في الحقيقة لا يريد احد ان يعيش معي يا ريمي أنا انانية رهيبة غير قادرة على التخلص من عاداتي ثم إن جسمي بدأ يترهل. هل ستتحمل ذلك؟
ابتسم لها ريمي وظهرت غمازته ونهض من فوق السرير الذي كان شبه مستلق عليه :
- لأنني احبك ولأنك تحبينني ولكني لا أرى أي ترهل في جسدك إنه الوهم. اشرحي لي ذلك؟
- لست ادري, ولست افهم لماذا لا تزال تريدني بعد كل ماحدث؟!
- لست مسؤولة يا دانيال لا على ما حدث لجيرمي ولا لطفل صديقتك . لو كنت ذهبت مع جيرمي لكان من المحتمل ان تصابي أنت بدلا منه وفي هذه الحالة ستكونين أنت المسؤولة , أليس كذلك؟
- نعم ولكن ....
- أنت لا علاج لك . كل الناس يرتكبون اخطاء.
همست بصوت مليء بالدموع:
- لن استطيع ان اصبح واحدة منكم, هذا كل ما في الامر .ريحانة
إنها تحبه وترغب ألا تنفصل عنه, ولكن الرغبة شيء ومصلحته شيء آخر . احس ريمي ايضا ان عينيه مبتلتان . إن الخوف من ان يكتشف انها لا تريده وانها ليست في حاجة إليه لم يغادره ابدا ولكن اثناء اخذها حماما للإنعاش وجد صورا تعد دليلا دامغا على عكس ما تدعيه . لقد كانت دانيال تستتر خلف فنها وتعبر عن وحدتها عن طريق باب مغلق, وتعبر عن عاطفتها الجياشة عن طريق صورة طفل.
قال بإلحاح:منتديات ليلاس
- لن أكون سعيدا إلا معك, لماذا لا تفهمين ذلك يا ملاكي؟ لقد اشتقت إليك لدرجة اعتقدت انني سأموت , لا يهمني إن كنت اعيش في مانهاتن او في اعماق الاحراش والبراري . ان بيتنا هناك حيث يوجد قلبانا وبالقرب منك.
سالت دمعتان على خدي دانيال بينما اخذ فمها يرتجف .
- اوه يا ريمي , إنني مستعدة لأن اعيش اينما تكون لو تأكدت ان الأمر سينجح ولكن لابد ان أفكر في وضعي.
- قولي لوضعك ان يذهب إلى غير ردعة لأنني لا اهتم به.
- ولكنك صغير جدا.
قاطعها ريمي بإشارة من يده:
- سنقوم بتسوية هذه المشكلة , هل لديك قل حبر ؟
تحيرت دانيال ونظرت إليه وهو يأخذ من فوق الطاولة ثم يخر ج ورقة مطوية من جيبه وزجاجة مزيل للحظ. سألته:
- ما هذا ؟
- إنها شهادة ميلادك ويمكنك ان تشكري بتلر .
- شهادة ...؟ ولكنك لا تستطيع ان تفعل ذلك!
كان الوقت قد فات حيث وضع ريمي طبقة بيضاء فوق سنة الميلاد وهو يقول :
- استرخي يا عزيزتي ودعيني انتهي .
انفجرت دانيال ضاحكة في سعادة هسترية بينما عدل التاريخ إلى ما قبل سنة ميلادها الحقيقية ببضع سنوات :
- هذا هو الوضع الآن يا عزيزتي , إننا نقترب من سن واحدة .ريحانة
اخذت دانيال الشهادة من بين يديه :
- هذا امر لا يصدق , إنني احس بأنني صغيرة في السن.
امسك بها ريمي ورقص معها رقصة مجنونة على موسيقى اصدرها من فمه , وقال لها :
- هل لديك رغبة في الزواج؟
نظرت إليه دانيال نظرة مشدوهة وعاشقة , لماذا يلح ؟ إنه شديد التصميم وجذاب وماكر وأكثر عقلا من سنه. إنها ستكون ساذجة لو تخلت عن كل ذلك .
قالت وهي تتبع خطواته في الرقص :
- نعم !
- اتدرين , انني في حاجة إلى اخذ حمام طويل.
- هل تريد مساعدة يا حبيبي ؟
- نعم .
كان بريق السعادة يلمع في عيونهما .
النهاية
|