كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 104 - العطشان ( من روايات ألحان المكتوبة )
- اين ؟
- لتري سرنا.
- إن الظلام سائد في الخارج يا جيرمي وسأحضر لرؤيته غدا. لماذا لم تطلب من جولي ان ترقص معك.منتديات ليلاس
نظر إليها جيرمي في غيظ وابتعد وهو يزمجر. تنهدت دانيال , لقد نالت فشلا جديدا ولكن حاليا لا تسخر من ذلك .
قالت جيزيل التي حلت مكان جيرمي بلهجة عدم رضا :
- هذه المدعوة ماري بروسار , لقد ظلت من وقت طويل تغازله وتطارده بأقصى ما تستطيع ساقاها محاولة ان تحصره في ركن.
سألتها دانيال بصوت تصنعت ان يكون غير مبال :
- هل يعرفان بعضهما بعضا منذ وقت طويل؟
- منذ الأبد. لقد ذهبا إلى نفس المدرسة , لكن ليس في نفس الفصل.
نظرت جيزيل إلى دانيال نظرة متفهمة:
- لقد اعتقدنا انها فهمت ولكن لا , إنها لا تزال تظن ان من الممكن التوسل إلى ريمي , هناك حقا اشخاص يحتاجون إلى ان نواجههم بالأمور بوضوح وقوة وان ندخل ذلك في رؤوسهم ولو عن طريق المطرقة .منتديات ليلاس
قالت دانيال:
- اجل, ارجو المعذرة يا جيزيل . إنني اعتقد انني سأخرج لاستنشاق بعض الهواء.
سارعت نحو باب الخروج دون ان تنتظر رد جيزيل حتى إنها اوشكت ان تتعثر فوق درجات المدخل , طار صندلها إلى الأرض في ساحة الانتظار وابتعدت نحو الرافد وصندلها يصدر صوتا نتيجة كسره للودع وهي تدوسه في طريقها.
كانت نظراتها شاردة نحو الماء الأسود واطلقت آهة ألم . لم تعد سوى كتلة من الحيرة والارتباك وكل ذلك بسبب غلطة سوزانا . لولا اختها غير الشقيقة لكانت في هذه الساعة تقوم بتصوير جيش من الهنود الحمر او نمور في البنغال . ولم تكن لتقع عاشقة لرجل اصغر منها .
- دانيال! هل انت بخير ؟ ماذا بك؟
كان صوت ريمي المنخفض والدافئ يغطيها بغطاء من صوف الفانيلا في ليلة باردة . ارادت لو تدفن نفسها هناك بعيدا عن العالم .
لما ظلت صامتة فقد اقترب منها ريمي وقال :
- لا تغضبي مني لأنني راقصت ماري , لقد هجمت عليّ كالثور الهائج , من الصعب التخلص من تلك المخلوقة.ريحانة
اجابت:
- لست غاضبة , انت المربية التي تعمل عندي ولست عبدا لي ويمكنك ان ترقص مع من تحب .
ادارها ريمي نحوه وراقصها رقصة محمومة على لحن اسكتلندي قديم اخذ يغنيه , قالت له بلهجة جافة :
- عن أي شيء تتحدث هذه الاغنية ؟
- اسأليني كم احبك يا فتاتي الجميلة .
- كان عليك ان تغنيها لماري.
- ليست ماري من أحبها وإنما أنت .
احست دانيال بأن قلبها يتوقف عن النبض. كانت تحس بعد الاتزان ورفعت عينيها إليه لقد نطق بالكلمات التي تمنت ان تسمعها من زمان, ماذا عليها ان تفعل الآن ؟ ان تكون انانية وتقبل ما يقدمه لها أم تثبت انها نبيلة وترفض الحب من ريمي من اجل مصلحته؟
لقد كان مليحا ورقيقا للغاية. ومعه ستعيش الاشياء وتحسها والتي لم تقرأ عنها في الكتب إلا في مغامرات كازانوفا , هل تريد حقا ان تتخلى عنه؟ لقد قيل لها ذلك وتكرر عليها كثيرا . لا , إنها ذات طبيعة أنانية , فلماذا يتغير ذلك الآن ؟ لماذا لا تترك كل حذر وتدع الأمور تسير على هواها ؟ لماذا لا تقول لـ ريمي إنها تحبه ؟
- ريمي .. أنا ..
- خالة دانيال! خالة دانيال .
|