لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات منوعة > روايات ألحان
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات ألحان روايات ألحان


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-18, 11:55 AM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات ألحان
افتراضي رد: 104 - العطشان ( من روايات ألحان المكتوبة )

 
دعوه لزيارة موضوعي


- اين ؟
- لتري سرنا.
- إن الظلام سائد في الخارج يا جيرمي وسأحضر لرؤيته غدا. لماذا لم تطلب من جولي ان ترقص معك.منتديات ليلاس
نظر إليها جيرمي في غيظ وابتعد وهو يزمجر. تنهدت دانيال , لقد نالت فشلا جديدا ولكن حاليا لا تسخر من ذلك .
قالت جيزيل التي حلت مكان جيرمي بلهجة عدم رضا :
- هذه المدعوة ماري بروسار , لقد ظلت من وقت طويل تغازله وتطارده بأقصى ما تستطيع ساقاها محاولة ان تحصره في ركن.
سألتها دانيال بصوت تصنعت ان يكون غير مبال :
- هل يعرفان بعضهما بعضا منذ وقت طويل؟
- منذ الأبد. لقد ذهبا إلى نفس المدرسة , لكن ليس في نفس الفصل.
نظرت جيزيل إلى دانيال نظرة متفهمة:
- لقد اعتقدنا انها فهمت ولكن لا , إنها لا تزال تظن ان من الممكن التوسل إلى ريمي , هناك حقا اشخاص يحتاجون إلى ان نواجههم بالأمور بوضوح وقوة وان ندخل ذلك في رؤوسهم ولو عن طريق المطرقة .منتديات ليلاس
قالت دانيال:
- اجل, ارجو المعذرة يا جيزيل . إنني اعتقد انني سأخرج لاستنشاق بعض الهواء.
سارعت نحو باب الخروج دون ان تنتظر رد جيزيل حتى إنها اوشكت ان تتعثر فوق درجات المدخل , طار صندلها إلى الأرض في ساحة الانتظار وابتعدت نحو الرافد وصندلها يصدر صوتا نتيجة كسره للودع وهي تدوسه في طريقها.
كانت نظراتها شاردة نحو الماء الأسود واطلقت آهة ألم . لم تعد سوى كتلة من الحيرة والارتباك وكل ذلك بسبب غلطة سوزانا . لولا اختها غير الشقيقة لكانت في هذه الساعة تقوم بتصوير جيش من الهنود الحمر او نمور في البنغال . ولم تكن لتقع عاشقة لرجل اصغر منها .
- دانيال! هل انت بخير ؟ ماذا بك؟
كان صوت ريمي المنخفض والدافئ يغطيها بغطاء من صوف الفانيلا في ليلة باردة . ارادت لو تدفن نفسها هناك بعيدا عن العالم .
لما ظلت صامتة فقد اقترب منها ريمي وقال :
- لا تغضبي مني لأنني راقصت ماري , لقد هجمت عليّ كالثور الهائج , من الصعب التخلص من تلك المخلوقة.ريحانة
اجابت:
- لست غاضبة , انت المربية التي تعمل عندي ولست عبدا لي ويمكنك ان ترقص مع من تحب .
ادارها ريمي نحوه وراقصها رقصة محمومة على لحن اسكتلندي قديم اخذ يغنيه , قالت له بلهجة جافة :
- عن أي شيء تتحدث هذه الاغنية ؟
- اسأليني كم احبك يا فتاتي الجميلة .
- كان عليك ان تغنيها لماري.
- ليست ماري من أحبها وإنما أنت .
احست دانيال بأن قلبها يتوقف عن النبض. كانت تحس بعد الاتزان ورفعت عينيها إليه لقد نطق بالكلمات التي تمنت ان تسمعها من زمان, ماذا عليها ان تفعل الآن ؟ ان تكون انانية وتقبل ما يقدمه لها أم تثبت انها نبيلة وترفض الحب من ريمي من اجل مصلحته؟
لقد كان مليحا ورقيقا للغاية. ومعه ستعيش الاشياء وتحسها والتي لم تقرأ عنها في الكتب إلا في مغامرات كازانوفا , هل تريد حقا ان تتخلى عنه؟ لقد قيل لها ذلك وتكرر عليها كثيرا . لا , إنها ذات طبيعة أنانية , فلماذا يتغير ذلك الآن ؟ لماذا لا تترك كل حذر وتدع الأمور تسير على هواها ؟ لماذا لا تقول لـ ريمي إنها تحبه ؟
- ريمي .. أنا ..
- خالة دانيال! خالة دانيال .

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 26-11-18, 12:08 PM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات ألحان
افتراضي رد: 104 - العطشان ( من روايات ألحان المكتوبة )

 
دعوه لزيارة موضوعي

من فوق كتف ريمي رأت دانيال جولي تندفع نحوها بكل ما تسمح به ساقاها الصغيرتان.
- اسرعي يا خالة دانيال لقد اصاب جيرمي نفسه إصابة خطيرة .
كان اللون الكاكي لجدران اقرب مستشفى لمدينة لاك كافيا لأن يصيب بالمرض أي شخص كان يدخله . وكانت مقاعد صالة الانتظار من البلاستك الاخضر والأرض مغطاة بالمشمع الرمادي الشاحب وكان يئن تحت الأقدام.منتديات ليلاس
لم تستطع دانيال ان تظل جالسة. وكادت تموت قلقا وقد لفت ذراعيها على صدرها بشدة وكأنها تخشى ان يتفتت جسدها, اخذت تذرع الحجرة ذهابا وإيابا.
بعد ان حاول ريمي ان يسري عنها دون جدوى قرر ان يجلس في ركن من الصالة وسيجارة غير مشتعلة بين شفتيه . وكانت فرقة آل دوسيه بكامل هيئتها قد تبعت سيارة الإسعاف عدا جيزيل وزوجها اللذين انشغلا في وضع الاطفال في الفراش.
اخذت دانيال تكرر ان ذلك كله بسبب خطئها . لو اعطت فقط اهتماما لجيرمي عندما حاول ان يقودها لترى سره الغامض ! لو فقط استمعت إليه وهو يحكي عما اكتشفه اثناء رحلتهم مع بابا دوسيه . لوكانت فقط غير مستغرقة في مشاكلها وفي الرثاء لحالها وعلى الأربعين عاما من عمرها! والآن جيرمي قد يتعرض للخطر الذي يمنعه من الاحتفال بعيد ميلاده العاشر . لقد وجوده في الغابة الكثيفة فاقدا للوعي وجرح غائر في جبهته وعضة ثعبان في ظهر يده الصغيرة.
لقد هرب هو وجولي من حلبة الرقص وهما مصممان على إحضار اكتشافهما إلى الخالة دانيال مادامت هي لا تريد ان تذهب معهما لتراه . وحسب اقوال جولي اخذا معهما كشاف بطارية من الميني باص بحثا عن العش . ولسوء الحظ كانت حية رقطاء قد اختارت غذاءها من البيض الموجود في العش فعضت جيرمي في اللحظة التي كان يلمس فيها العش.
اصيب الطفلان بالرعب وهربا وهما يجريان ولكن جيرمي كان السم قد بدأ يسري في جسده فتطوح وتعثر في فخ وجرح في رأسه وهو يسقط في كل مرة كانت دانيال تغلق عينيها . كانت ترى الصورة المرعبة لابن اختها ذلك الطوربيد البشري وتلك الحماقات , هاهو ممدد وفاقد الوعي ودماؤه فوق التراب بسبب غلطتها . إنها لن تستطيع ابدا ان تنظر إلى سوزانا وجها لوجه. بدا وكأن افكارها كانت كافية لأن تظهر اختها.ريحانة
فتح الباب ودخلت سوزانا مندفعة في اعقابها. شلت دانيال في مكانها ولم يسعفها رد الفعل سوى ان قالت في نفسها : إنهما لم يرحلا إلى الكاريبي.
لم تلوح الشمس والبحر بشرتهما على الإطلاق وكانا يرتديان ملابس المدينة بينما تطوح شعر تشارلز فلم تضع أي مساحيق تجميل.
اندفعت اختها نحوها وشعرها يتطاير في الهواء وعيناها الردمايتان مليئتان بالقلق.
- كيف حاله يا دانيال؟ هل تعرفين شيئا؟.
- سوزانا , تشارلز , كيف وصلتما بهذه السرعة؟
لمع وميض الذنب في عيني سوزانا التي تبادلت النظرات مع بتلر . ولكن الشرح تأجل لما بعد.
انفتحت ابواب غرفة الطوارئ وطلب الطبيب من والدي جيرمي اصطحابه . تبعه الثلاثة تاركين الباقين في الاستقبال . اقتربت دانيال من بتلر ولديها شعور بأنها تتعرض لمؤامرة .
- ماذا يجري بالضبط بتلر ؟ إن سوزانا وتشارلز لا يمكن ان يكونا قد عادا من جزيرة بعيدة في الكاريبي , لقد مر بالضبط عشر دقائق على اتصالك بالهاتف.
اصبغ خدا العجوز الاسكتلندي بنفس لون شعره الاحمر وهو يتململ في عدم ارتياح في مقعده .
- حسنا يا جميلتي , الحقيقة انهما لم يرحلا بعيدا عن ...
- اين كانا بالضبط ؟

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 26-11-18, 12:10 PM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات ألحان
افتراضي رد: 104 - العطشان ( من روايات ألحان المكتوبة )

 
دعوه لزيارة موضوعي

- اوه , في خان جراند بل بمدينة لاك من الأمس وقبل ذلك في فندق نوتشارتران.
كان ينظر إلى قدميه وهو يتكلم , قالت له بهدوء :
- إذن هما لم يرحلا؟
قرر بتلر اخيرا ان يرفع عينيه والشفقة التي رأتها في عينيه اقلقت دانيال .
- لا يا حلوتي , لقد كانت اختك قلقة جدا عليك , لقد كنت تختبئين في اعماق اعماق التبت ولم تسمع عنك كلمة من سنة . وكان لابد من إعادتك بين الاحياء . فكرت سوزانا ان تجعلك تعتنين بالصغار كي تثبتي لنفسك انك تستطيعين ان تقومي بالرعاية المطلوبة .منتديات ليلاس
قالت وهي تشعر بالمهانة الشديدة :
- من اجل ان اثبت لنفسي ؟ لقد هزئتما بي كل الاستهزاء , شكرا جزيلا , انظر ماذا كانت النتيجة.
اشارت بيدها الى حجرة الطوارئ , قال بتلر:
- من البداية لم أكف عن تكرار انني سأكون آخر شخص يطلب من دانيال رعاية الاطفال وكان عندي حق.
تدخل ريمي :منتديات ليلاس
- هذه ليست غلطتك.
سألته وهي تنظر إليه نظرة عذاب :
- هل تعتقد ذلك حقا ؟
- لقد قلنا له ألا يذهب بمفرده إلى الغابة .
- لم يكن ليذهب إلى هناك لولا أننا اصطحبناه إلى هناك يا عزيزتي.
قالت وعيناها ممتلئتان بالدموع :
- أنت لا تفهم الأمر.
حاول ريمي ان يلف ذراعه حولها ولكنها دفعته. إنها مسؤولة وعليها ان تتحمل وحدها الحزن. لقد كانت على حق عندما رحلت بعد حادثة لندن. إنها لم تخلق للقيام بدور الأم ولا بدور المربية. في لندن ابعدها عملها عن واجبها وهنا استسلمت لحياتها العاطفية . ثم إن سوزانا جذبتها بالخداع إلى نيواورليانز ولأول مرة في حياتها شاهدت وجود حياة لا يمكن ان تكون لها مثلها ابدا. إن القدر لا ينقصه المزاح ولا القسوة.
وكل هذه العواطف والأحاسيس والمشاعر لم يبق لها سوى ان تدفنها والجذور الهشة التي غرستها عليها الآن ان تنزعها .منتديات ليلاس
ودفاعا عن نفسها ستبرهن على نبلها , ستترك الابناء لوالديهم وبتلر لمؤمراته وريمي للشابة الصغيرة ماري وستعود إلى النشاط الوحيد الذي تلمع فيه. همس ريمي الذي كانت صورته الجميلة والضخمة وهيئته الشبابية تنعكس على المرأة خلفه.
- لا تفعلي ذلك في نفسك.
اختنق صدر دانيال عند فكرة انها ستفقده لماذا لم يتركوها لحياة التجوال والوحدة؟ لقد كان سهلا للغاية عدم الاهتمام بشيء لم يعرفه . والآن هي تعرف ما الحب وستعاني دائما ذكرى ما فقدته.
حضرت ممرضة لتشرح لهم ان جيرمي يجب ان يظل تحت الملاحظة مدة يوم او اثنين , ولكنه تعدى مرحلة الخطر . ارتفعت الهمهمات وصيحات الارتياح في الجو. وضع ريمي يديه على كتفي دانيال واخذ يدلك عضلاتها المتصلبة ثم همس:
- أرأيت . إنه سيخرج منها سالما.
همست دانيال :
- ولكن ليس بفضلي.
دون كلمة حررت نفسها منه واتجهت نحو باب الخروج للمستشفى . أراد ريمي ان يتبعها لكن بتلر منعه:
- دعها ايها الشاب وامنحها لحظات لتفكر.منتديات ليلاس
كانت هذه اللحظات كافية لدانيال ان تجد نفسها وسط ليل لويزيانا الحار وان توقف التاكسي الوحيد المتاح , وان تطلب من السائق ان يعيدها إلى نيواورليانز تاركة وراءها مدينة لاك وريمي وقلبها.


نهاية الفصل

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 27-11-18, 04:01 PM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات ألحان
افتراضي رد: 104 - العطشان ( من روايات ألحان المكتوبة )

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الثالث عشر

فتحت دانيال ضلفتي بابا الشرفة حيث اندفعت هبة من الهواء الخانق مختلطة بروائح العرق الإنساني وشواء اللحم والمداخن ووصلت إلى حلقها.
ضاقت انفاسها وعطست ثم تراجعت بسرعة إلى داخل حجرتها حيث القت بنفسها منهارة فوق الاريكة.
ربما كانت مخطئة لأنها اختار مدغشقر . في البداية هربت إلى نيويورك ولكن ضجيج حي مانهاتن كان فظيعا وبعد ان كانت تتمتع برائحة الورود وزهور المانيو احست بالتقزز من نتانة اقذار الشوارع المكومة فوق الأرصفة . وفي خطواتها التالية في باريس كان مجرد ان تسمع الجميع يتحدثون الفرنسية يقلب كيانها , وكان قلبها يتوقف في كل مرة ترى فيها شابا اسمر له شارب, بعدها رحلت إلى سويسرا ثم إيطاليا واليونان واخيرا إلى بانكوك حيث جلجلة الاجراس وسط الليل تصم اذنيها, وتختلط بصوت صفارات البواخر وتشبه نفس صفارات البواخر التي تصعد نهر المسيسبي لذلك ولم يفتح اختيارها لبانكوك وكان اختيارها التالي هو مدغشقر لسبب بسيط انها لم تعد تتحمل رحلات الطيران أكثر من ذلك . وعندما استقر رأيها اتصلت بوكيلها لتخبره بأنها ستقوم بعمل ريبورتاج حول قردة الليمور ولكن منذ اسبوع وهي في تناناريف لم تستطع ان تتخذ قرارا للوصول إلى مكانها .
لم تعد كاميراتها ماركة نيكون تعجبها منذ اخذت بها الصور من شهرين في الاحراش مع ريمي , لم يعد لديها طاقة إلا كي تبكي او تتقيأ.
لأول مرة في حياتها لم يعد فنها يقدم لها الراحة والتسلية واحست انها مهجورة تماما ولأول مرة ايضا احست بالحنين للوطن وفكرت في لويزيانا بجنون وخاصة شوقها للناس.ريحانة
بعد رحيلها السريع كانت قد اتصلت بسوزانا لتعتذر لها , ومن ناحيتها اعتذرت لها عن انها خدعتها ولكن دانيال لم تحمل لها ضغينة لأن اختها غير الشقيقة تصرفت بنية حسنة. وانبت نفسها فقط لأنها لم تكن تستحق ثقتها بها ورفضت بحزم ان تعود إلى نيواورليانز كما طلبت منها سوزانا , الأفضل للجميع ان تظل بعيدا .
بدا وكان ريمي قلدها هو الآخر حيث اختفى من ناحيته, اما بالنسبة لبتلر فإن ظهره شفي بمعجزة وظل بجوار سوزانا ليساعدها في رعاية الاطفال.
الاطفال ! حتى هؤلاء الوحوش الصغيرة اشتاقت لهم بشدة . احست بأنها محرومة حقا مما تحبه فاحضرت صندوق صورها الذي تصحبه معها إلى كل مكان تذهب إليه لاحتوائه على ذكريات عزيزة عن إقامتها في نيواورليانز .
اميرواز وقناعه لوجه رونالد ريجان فوق رأسه ونظرته البريئة رغم الكلب مجهول الأصل الذي يجري دائما في اعقابه , جيرمي وجولي وعيونهما البراقة وهي تحاول التسلل داخل جبلاية القرود في حديقة الحيوانات وتانيا التي هي فتاة صغيرة أكثر منها شابة وهي ترى صورتها في المرآة كفتاة لعوب . وكاميل وخصلة شعرها الوحيدة فوق رأسها مرتفعة لأعلى وذقنها الملوث بعصير الكريز وريمي يبتسم لها وريمي يشير لجيرمي بأصبعه إلى حدأة .وريمي نائم في المقعد الهزاز وكاميل بين ذراعيه , ريمي ..

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 27-11-18, 04:08 PM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Rehana المنتدى : روايات ألحان
افتراضي رد: 104 - العطشان ( من روايات ألحان المكتوبة )

 
دعوه لزيارة موضوعي


انزلقت دمعة على خدها وسقطت فوق قميصها . لم تحس ابدا انها مشتاقة لشخص مثلما تشتاق إليه. ولكن ليكن ما يكون , فهي عجوز بالنسبة له ولكن قلبها لم يشف بعد من منطق الحب الغريب . إنه سيظل أكبر حب في حياتها .ريحانة
وفي نوبة من الحنق والإحباط ضربت قبضتها سطح المائدة واسقطت بعض الدموع الإضافية غضبا من نفسها . لماذا كانت غير قادرة ان تتصرف على سجيتها وتستغل في أنانية ما قدمه لها ريمي . لا شك انه الحب الذي منعها ان تفرض عليه صحبة فنانة عجوز يسيطر عليها عملها باضطهاد. عملها فقط دون أي عمل منزلي. لهذه الأسباب مجتمعة وجدت نفسها في مغشقر بمفردها.
نعم إنها وحيدة للغاية ... لا , ليست وحيدة تماما ففي داخلها مخلوق صامت ولكنه يذكرها بوجوده بتلك النوبات من القيء .
دهشت عندما اعلن لها طبيب إيطالي انها حامل وان الحمل لن يتأكد إلا بعد مائة يوم. إنها تحمل طفل ريمي . إنها معجزة وواقع , تضاعفت دموعها إنها آخر امرأة في العالم تستحق اطفالا والحقائق المأساوية اثبتت ذلك. ومع ذلك تعويضا لها عن عدم وجود ريمي ستحتفظ بجزء منه وستكون .. لأنها قررت ان تكون بنتا لها عينا ريمي وشعره الأسود ولها غمازة في خدها الأيسر . تلك الفتاة الصغيرة ستذكرها دائما بالحب الذي شفي روحها وأضاء حياتها.منتديات ليلاس
ولكن هل من حقها ألا تخبر ريمي الذي عبر في مناسبات كثيرة عن رغبته في ان يصبح ابا ؟ لقد سقطت اخلاق دانيال سقطة رهيبة .
اخذت تقرقش بسكويتا مملحا وفجأة تخيلت صورتها وهي منتفخة البطن على وشك الوضع. لابد ان تخبر ريمي بالتأكيد ولكنها تفضل الموت على ان تعهد بابنتها إلى ماري بروسار او أي شابة يختارها ريمي زوجة له.
ولكن هل طريقة حياتها تسمح لها بأن يكون لديها طفل؟ إنها ستغيرها , من وقت طويل على اية حال لم تعد الأماكن غير المألوفة تسرها, إنها ستستقر ولكن هل مهنتها ستتيح لها وظائف اخرى؟ ستعمل اقل وستستاجر مربية دائمة مثل كل النساء الغنيات اللاتي يحتجن دائما لمن يساعدهن , إنها ستكون أما ولكن ستتلقي مساعدة.منتديات ليلاس
خلال بعض الأيام بعد هروبها تخيلت ان ريمي سيلاحقها ولكنها كانت مخدوعة , لا شك انه استعاد عقله هو يشعر بالخلاص لأنه استطاع ان يفلت منها بلا خسائر . واثناء تسللهما إلى الأحراش والمستنقعات اعترف لها انه يعمل اساسا مهندسا جيولوجيا , ربما عثر على العمل المناسب له.
اخذت دانيال حقيبتها وخرجت من غرفتها , لم يعد يفيدها ان تظل وسط افكارها في الفندق , على اية حال تستطيع ان تفكر ايضا وهي تتنزه ربما يكون ريمي خرج من حياتها ولكن العالم مستمر في الدوران . كان هناك سوق مقام عند نهاية الشارع وستذهب لتتنزه فيه وتشتري شيئا لتأكله لأن معدتها بدأت تصرخ وانفتحت شهيتها . ثم ستعود إلى الفندق وتحجز مكانا في اول رحلة طيران إلى الولايات المتحدة الأمريكية . سواء كان قلبها محطما أم لا فإن عليها ان تستمر في الحياة من أجل اثنين.
لم يعر ريمي أي انتباه إلى المناظر المحيطة به , كل مكان يهمه هو المرور الكثيف في تناناريف والذي آخر سيارته الأجرة, لقد تبع دانيال حتى مدغشقر ويخشى ان يفقدها أي ثانية وتضيع منه مرة ثانية إذا لم يلحق بها في الحال.
إنه لا يزال غاضبا لأنه لم يلحق بها في تلك الليلة المشهودة في لاك لأنه كان سيوفر على نفسه الحزن والقلق لو انه طلب يدها للزواج. وبدلا ان يفعل ذلك تركها تفلت من بين اصابعه .

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العطشان, روايات, روايات ألحان, روايات ألحان المكتوبة, روايات مكتوبة, رواية العطشان
facebook




جديد مواضيع قسم روايات ألحان
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:25 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية