كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 104 - العطشان ( من روايات ألحان المكتوبة )
- ونحن ايضا لا نستطيع تصور آلامها , ولكن الحياة يجب ان تستمر وإلا فلن نضيع حياة واحدة , وإنما اثنتان , لا تضيعي حياتك يا دانيال , إن هذا لن يبعث الطفل ثانية ولا تدعي الشعور بالذنب يبعدك عن اسرتك وفنك وعني أنا نفسي.
لقد لجأت إلى التبت حتى لا تفرض أنانيتها على الآخرين ومع ذلك لم يغيرها هذا من الأمر شيئا . وهاهو ريمي قد استطاع ان يستشف داخلها وكأنها واضحة كالنهار. منذ متى كان الرجال ثاقبي النظر ولديهم القدرة على الإدراك الحسي؟
قالت :
- انت تفهم كل شيء .
- أنا صديقك يا دانيال واحاول ان أساعدك بالقدر المستطاع عديني ألا تلتقطي صور الأبواب المغلقة وابدئي الحياة من جديد.منتديات ليلاس
قالت وهي تجاهد ألا تسقط دموعها :
- وأين تعلمت كل هذه الحكمة ؟ من مدرسة المربيات؟
عض ريمي على شفته , لم يحن الوقت كي يكشف لها عن تأمره. وقال :
- اعتقد ان هذا موروث في العائلة.
همست بصوت مخنوق:
- شكرا على اية حال.
حفض ريمي رأسه وحك أنفه. كان يحاول ان يحقق فكرته , ان عليها ان تعود إلى الحياة مرة اخرى وأنها في حاجة إلى الترفيه , وان تختلط بأشخاص جدد , وعليه ان يشير إليهم حتى تخطو الخطوة الأولى.
فقالت له :
- لا يجب ان ننساق وراء عواطفنا.
- ولم لا ؟ إننا بالغان ولدينا كل مانريده وكوني صادقة مع نفسك , واعترفي بانجذابك إلي.
كان مجرد النظر إليه يعيدها إلى الحياة ويوقظ مشاعر داخلها نامت منذ وقت طويل , قالت له :
- هناك الآف الأسباب تمنعنا.ريحانة
دعت في نفسها ألا يطلب منها تعدد تلك الأسباب. لكع وميض شيطاني في عيني ريمي وبدا كأنه قط حاصر عصفور كناريا قال :
- حاولي ان تحسبيها كلها , والنتيجة ستكون صفرا. اعترفي يا عزيزتي بهذا الانجذاب الذي بيننا فلم تنكرينه ؟
- من الواجب ان أنهي خدمتك حالا.
اخذت الصور التي تتخيلها دانيال تدير رأسها , إنه على حق , ومن الأفضل ان تنتهز الفرصة وتقضي وقتا ممتعا مع ذلك الرجل الذي ينضح رجولة ووسامة قبل ان ان يصيبها الكبر في يوم ما.
همس صوت صغير في أذنها يحذرها من انها تخاطر بالوقوع في حبه, ولكنها استبعدت هذا الاحتمال . إنها من عائلة هاميلتون ومغامراتها لا تدوم كثيرا. إنهما سينجذبان لبعضهما وقتا ثم يفترقان بذكريات جميلة عن تلك المغامرة التي حدثت في الصيف.
احس ريمي بأنها اللحظة المناسبة التي استقر فيها رأيها. رفع عينيه إليها وهما تلمعان تحت ضوء القمر . لقد اراد ان يمحو الظلال القاتمة التي طبعها التوتر على عينيها . لقد أراد ان يريها كم هي مرغوبة وان عليها ان تنسى الوحدة التي في قلبها المثقل.
امسك بيدها وقادها إلى الشرفة بعد أن ألقي نظرة اطمئنان على الطفلة . وقفا وقلباهما يدقان بشدة وهما محاطان بجو اثيري وروحاهما تهيمان في عالم ليس كالعالم الذي يعيشان فيه . لم يسبق لدانيال ان رأت رجلا في ملاحمه ووسامته وقوته البدنية , كانت تنظر إليه بعين الفنانة .
وهو ينظر إليها تحت ضوء القمر, رأى كم هي جميلة , ممشوقة القوام, تقاطيعها مثل ملكات الجمال واحس في هذه اللحظة كم هو يحبها ولكن أتعرف هي كم يحبها !!
- انت لا تعرفين كم أنت جميلة, وإنني اتحرق شوقا لأن اعترف لك بحبي واثبت ذلك. ولا تعرفين كم من الليالي سهرت وأنا اتخيلك ؟
عاد الصوت الصفير بداخلها يهمس لها فقالت له:
- إنني أغرق.
- وأنا كذلك.
قالت له وقد غزاها الشك مرة اخرى:
- هل ستبقى معي؟
ركز ريمي عينيه في اعماق عينيها الفضيتين حيث لم يعد بمقدورها ان تخفي عنه شيئا . امسك بذقنها ورفعه لأعلى وقال لها بلهجة متوحشة:
- حاولي ان تبعديني يا حبيبتي !
همست في صوت حالم :
- أفضل ان احتفظ بك, وأنت ؟
- اوه, طبعا, يا حبيبتي.ريحانة
نهاية الفصل
|