كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 104 - العطشان ( من روايات ألحان المكتوبة )
في هذا اليوم من الاسبوع كانت الحوانيت مفتوحة والحرارة الشديدة لا تشجع الناس على الخروج وهو ما يناسب دانيال تماما.منتديات ليلاس
لمعت بعض القطرات العرق على صدرها ونزلت إلى ظهرها ولكن بعد اللحظات الرهيبة التي عاشتها في المطبخ فإنها لم تحس بالحرارة شبه الاستوائية .منتديات ليلاس
ادركت بسرعة ان تركيزها الذي اشتهرت به تبخر في الهواء . لم تكف صورة ريمي عن اعتراض تفكيرها ومنعتها من ان تأخذ الصور التي تريدها.
جلست امام مائدة في شرفة مقهى في المربع القديم من المدينة وافطرت بزجاجة مياه معدنية وساندوتش جمبري . وجدت صعوبة في ابتلاعه . كانت إثارتها الداخلية التي لا صلة لها بالإثارة التي تحس بها عندما تدفعها نزواتها إلى الذهاب لأطراف الأرض ولكن الاثارة الأولى كانت تخيفها .
كانت تحس با ضطراب كالإعصار كالذي دفعها للهرب من لندن. إنها تكره ذلك الشيطان الداخلي ولكنها احست بأنها غير قادرة على مقاومة مطالبه. لولا اختها غير الشقيقة لكانت الآن في حالة طيبة بعيدا في مكان سري لا يعتمد فيه احد عليها ولا يعثر احد عليها.
في اليوم التالي والايام التالية له كانت انشطتها مرهقة , ولكنها سمحت لها ان تبقى بعيدا عن بيت بوفييه او بالأحرى عمن يشغلونها.
كانت تنهض في الفجر وتهرب بالآتها الفوتوغرافية ولا تعود إلا ساعة نوم الاطفال, وهي اللحظات التي يكون فيها ريمي مشغولا للغاية. وبعد ان تتمنى نوما سيعدا للجميع تغلق على نفسها غرفتها السوداء حيث تعمل في إظهار الصور إلى منتصف الليل.
بعد ذلك تتسلل إلى غرفة كاميل وتراقبها وهي نائمة فترة طويلة, وبعد ذلك تنام عدة ساعات قلقة ثم تستأنف نظام حياتها الروتيني ولكن هذا النشاط الزائد زاد تعاستها .
احست وهي مشدودة الأعصاب بأنها مذنبة ولديها شعور بأن سكينا يقطع صدرها . إن فكرة انه لم يبق امامها سوى اسبوعين لتتماسك قبل ان تهرب إلى أبعد مكان ممكن, وان تنام شهرا كاملا بلا انقطاع , هي التي ساعدتها على عدم الانهيار.
قالت في نفسها : وربما شهرين ستنامهما وهي تجر قدميها نحو حجرة التصوير المظلمة لليلة الثالثة على التوالي.ريحانة
صرخ اميرواز عندما مر على الحجرة:
- يا خالة ..
جرى كي يلحق بها عند عتبة الحجرة وهو مرتد بيجامته المكرمشة وقد ارتدى قناعا على وجهه وتحت إبطه كلبه المصنوع من القطيفة , ويتبعه ايضا كلب حقيقي من نوع كلاب الصيد ذي لون ابيض ولون كستنائي.
سألها :
- اين كنت طوال النهار يا خالة دانيال؟
- كنت اعمل يا اميرواز , هذا الكلب ليس كلبك , اين ذهب ذلك البدين ذو الفرو الطويل؟
تظاهر اميرواز بأنه لم يسمع شيئا .
- انت طوال الوقت تعملين, انت تفسدين كل شيء, لقد ذهب بتلر كي يجلس فوق النجيل , ورشته جولي بمسدسها المائي واغرقته بالماء. وقد اضحك ذلك السيد ريمي كثيرا , ولكن لم يره احد سواي يا خالة . وهذا سري أنا, كما وضع ريمي حذاء في كرسي التواليت فأفسده وفاض الماء في كل مكان , وهناك ايضا تانيا التي تقيأت .
كانت دانيال مرهقة للغاية حتى تأخذ الأمر بجدية , مررت يدها في شعر الشيطان الصغير :
- يبدو عليك انك تمتعت كثيراً يا عزيزي.
- لقد اشتقت لك يا خالة دانيال وكنت اود ان تكوني موجودة .
احست دانيال بغصة شديدة في حلقها . إن اميرواز يشتاق إلى دانيال ! همهمت :
- وأنا اشتقت لك كذلك.
|