لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-18, 09:51 PM   المشاركة رقم: 86
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

الفصل العشرون







خاصم النوم جفونها ليتركها مسهدة معذبة بأفكارها المتصارعة ,بالرغم من سنوات عمرها التى قاربت الثمانين عاما والتى شهدت خلالها الكثير من المآسى والمصائب التى اعتقدت حينها أنه لا فرار منها ,واليوم تتحقق أسوأ مخاوفها .. أن تتمزق أسرتها الى أشلاء متناثرة , أن يعم الشقاق أرجاء منزلها , أن يسود الجفاء بين أبنائها ,لقد سعت طوال سنوات زواجها الستين أن تبقى بيديها زمام الترابط الأسرى حتى لا تفلت الأمور من معقلها ,فقد رأت بعينيها ما طال أسرة زوجها من قبل بعد وفاة حماتها , قبل أن تصير هى كنتها بالطبع فهذا حدث قبل مولدها -وقد قصت أمها عليها الحكاية بالتفصيل فيما بعد ,وتشتت السبل بزوجها بعد زواج أبيه من امرأة أخرى ,لهذا فهى تلتمس العذر أحيانا لتصرفات زوجها القاسية ,كان يفتقد الى الحنان فى حياته وهو صبى صغير أكبر اخوته ويقع عليه عاتق مسؤوليتهم بعد وفاة أبيه بذبحة صدرية وهو بالكاد تجاوز الخامسة والأربعين من عمره ,صارحها ذات يوم وهما فى لحظة صفاء نادرة الوجود بشكوكه حول موت أبيه ,لقد شهد بعينيه التصرفات الغير أخلاقية لزوجة أبيه , تلك المرأة الفاتنة الجمال والصغيرة فى السن ,المطلقة اللعوب ,التى سلبت عقل أبيه , الرجل الرزين العاقل الذى رسم بمجهوده وكفاحه أبهى صورة لرجل الأعمال العصامىّ , فأعميت عيناه عن رؤية عيوبها وصمت أذناه عن سماع صوت الحق ,وغفل تفكيره السليم عن معرفة نقائصها ,فسقط فى شبكتها العنكبوتية وقد أحكمت خيوطها حوله .
وها قد بذلت فى سبيل هذا الترابط العائلى كل ما تملك ,حتى فقدت معانى حياتها وتناست طموحاتها وأسكتت صوت قلبها النابض بحب رجل آخر ,رجل باتت صورته تتمثل أمامها الآن واضحة جلية ,فهو يشبه زوجها كثيرا , بل وتربطه علاقة وثيقة به , عبد الله , الأخ الأوسط لزوجها من زوجته الثانية ,وما بيدها حيلة , فقد نسج الحب خيوطه الحريرية بين قلبيهما قبل زواجها من عبد العظيم بسنوات ,كانت بعمر المراهقة وكان هو شابا يافعا ,كل ما يشغل بالهما هو الاستسلام لعواطف طاغية تحكم سيطرتها عليهما ,فتعاهدا على الحب والاخلاص الى الأبد ,لم يهمها هوية أمه ولا تعنيها تصرفاتها الغير محمودة بشهادة الجميع ,كان حبهما كنبتة صغيرة تنمو وتكبر يوما بعد يوم فى ظل ظروف قاسية واحتمل هذا الحب صراعات عنيفة حتى قرر زوجها وأد هذا الحب فى مهده بطرده لأخيه الأوسط مع الابقاء على أخيه الأصغر عبد الرحمن برعايته ,وبعد فترة قصيرة تقدم لها خاطبا ولم يكن يعيبه شئ فكان مثال الرجل المحترم الدؤوب فى عمله والذى نجح فى الحفاظ على ميراث أبيه بل وساهم فى اتساع أعماله الى حد بعيد ,ولم تدرِ لمَ حتى هذه الساعة تشعر بأنها وأبنائها ينعمون بخير ليس خالصا لهم ,فلعبد الله نصيبا فى ثروتهم مما حرمه منه أخوه الكبير , كما لهناء وناجى جزءا آخر ,وهى تنوى اقناع محمد بأن يعطى لكل ذى حق حقه بهدوء وبحساب الفوائد التى تراكمت على مر السنين ,وها هما كريم وأميرة الوريثين الشرعيين لناجى فعليهما أن يقررا كيفية التصرف به , أما عن هناء فهى تدرك جيدا أنها سوف تحتفظ بنصيبها كما هو حتى يرثها ولدها بعد وفاتها ,ولكن ... ماذا عن عبد الله ؟ وارثه المؤجل ؟ كيف تستطيع الوصول اليه الآن ؟ وهل هو حى يرزق أم لقى ربه ؟ ولم تتمالك نفسها من البكاء الحارق على قلب وحيد تاه وسط زحام الحياة ,وأعادت المشهد الذى عايشته منذ قليل حين اعترف المحامى مجدى بدور ابنها عادل فى حرمان أخته من صغيرتها بأمر من أبيه ,وكيف كانت نظرة فريال المعذبة الى أخيها ,لقد تحطمت صورته المثالية بعينيها ,هى وحدها تعرف سر ابنها ,لماذا يتوارى مبتعدا عن أية مواجهة , وكيف يبدو ضعيفا متخاذلا غير قادر على اتخاذ قرار ,لم يكن هكذا أبدا حتى تزوج من منى ,تلك السكرتيرة التى كانت تعمل لديهم ,وقد جمع بينهما العشق كما اعترف لها برغبته فى الزواج منها ,وبالرغم من ممانعة أبيه على الموافقة على هذه الزيجة فقد قرر عادل أن يملى ارادته على الجميع وفاجأهم بزواجه منها بدون علمهم ,والخبر الأشد قسوة وايلاما أنها كانت حاملا بطفله سيف ,وكأنه يضعهم أمام أمر واقع ,فبدا الوالد مستسلما لما صار ,ورحب بمقدمهما للسكن فى المنزل وقد خصص لهما جناحا كبيرا وهو يبدى ودا ظاهريا ,الا أنه قد خطط للنيل من هذه السعادة التى لم تدم الا قليل ,فقد أبعده عن العمل بالشركة بهدوء ,بدأ يسحب من تحت يديه كافة الصلاحيات ببطء واصرار على تحطيم ثقته بنفسه ,معتمدا على ابنه البكرىّ واضعا تحت تصرفه كافة الأمور ,وبعدها بوقت قليل غادر وجدى المنزل بعد شجاره العنيف معه ,وتوالت الأزمات ,معرفتهم بهروب فريال من المنزل ,وزواجها من ناجى ,وحملها المؤكد ,ولم ينعموا براحة البال بعدها أبدا.


*******************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 05-11-18, 09:53 PM   المشاركة رقم: 87
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

بعد أن انقضت السهرة فى جزئها الأخير بهدوء وليونة ,اعترفت هديل لنفسها بأنها قد استمتعت الى أقصى حد بوجود محدث لبق مثل كريم فقد تكشفت لها أوجه جديدة لشخصيته كانت غافلة تماما عنها لأنه كان يظهر فقط شغفا لا يوصف بالعمل وتفانيا واخلاصا لا يقدران بثمن ,حتى وان كان من المالكين للشركة الا أنه كان على النقيض من ابن عمه سيف ,الذى لا تشعر بارتياح بالغ ناحيته ,وقد استشعرت خطرا محدقا بصديقتها بسبب نظراته اليها ,عليها أن تحذرها منه ولكن بعد انقضاء هذه الليلة.
أظهرت مها سلوكا ناعما فيما يختص بتعليقات سيف الفظة التى لم يكف عن توجيهها اليها ,وبدت أنها تتقبل تصرفاته بصدر رحب ,فقد اعتمدت خطوتها التالية فى خطتها البديلة ,سوف تتظاهر بالموافقة على كل آرائه وتظهر استسلاما تاما له ,سوف تتركه يقودها الى حيث يشاء ,وحين يطمئن اليها ويعتقد بأنه قد أصبح المسيطر على الوضع ,سوف تفاجئه بأنه قد أصبح فى ملعبها ولن تبالغ حينها بأنه سيكون طوع بنانها.
وقالت تحدث نفسها : انتظر يا سيف ,فأنت من سعى بقدميه الى الشرك ,ولن تفلت أبدا منى.
تمثيلها لدور البراءة باتقان لم يمر على سيف المتمرس والذى أدرك بأنها تناور بمهارة ,فلم يتمالك نفسه من الاعجاب بها ,حتى ولو كانت فى نعومتها تشبه الأفعى ,التى تتحين الفرصة للانقضاض على فريستها ,وقرر لحظتها أنه سوف يدفعها نحو السعى فى مخططها حتى تشعر بانتصارها الوهمى ,وفى ذات اللحظة سيكون قد أحكم القيد حولها فلن تفلت منه الا بعد أن يقرر هو مصيرها.
قام كريم بايصال هديل الى منزلها وقد سبق له الذهاب الى هناك مرة واحدة حينما توجه لاصطحاب والدته فى يوم الحادث المشهود ,وحين أوقف سيارته قامت هديل بشكره وهى تتعثر فى كلماتها الخجول الا أنه استوقفها بيده ,فتأثرت للمسته الحانية التى بثت قدرا هائلا من المشاعر الغامضة فى قلبها ,فابتسم لها بجاذبيته المعهودة ,فتاهت بين أروقة عينيه وشعرت كالغريق الذى ينتظر قشة يتعلق بها وسألها بجدية تتناقض مع نظرته الآسرة:
-أخبرينى يا هديل ,ماذا يعمل والدك ؟
-هه ؟ ماذا تقصد ؟
-لا شئ , فقط مجرد استفسار فأنا لا أعرف وظيفته !
اعتدلت ساحبة يدها بعيدا عن تأثير لمسته الحارقة وأجابت ببساطة وتلقائية:
-انه يعمل مستشارا قانونيا لاحدى الشركات.
بدا عليه التفكير العميق وهو يحاول أن يتذكر اسم والدها كاملا الا أن ذاكرته لم تسعفه فواصل استجوابها بنعومة أكثر هذه المرة:
-لحظة , ما هو اسمك بالكامل ؟
شعرت بالاندهاش لفضوله المفاجئ , فلم تعهده مهتما بشؤونها الخاصة الا أنها لم تملك الا أن تجيبه:
-هديل صلاح أحمد السنهورى , هل يكفى الاسم الرباعى , أم أذكر لك جدى السادس ؟
رفع حاجبيه تعجبا من لهجتها الساخرة ,فهى أبعد ما تكون عن مثل هذا التصرف ,ثم ما لبث أن ردد الاسم متجاهلا سخريتها عن عمد :
-صلاح .. أحمد السنهورى .
ثم خبط بيده على رأسه كمن تذكر شيئا مفاجئا وهو يهتف غير مصدق:
-صلاح السنهورى , كيف نسيته ؟ ألم يكن والدك أستاذا بجامعة عين شمس ؟
-بلى ,ولكنه قدم استقالته منذ .. فترة.
ازدادت دهشته وهو يقول بصوت ينبعث منه شعور جارف بالبهجة والمرح:
-يا الهى ! كيف نسيته ,لقد درس لى مادة القانون التجارى لفصل دراسى واحد , ولكن مهلا لقد تغير شكله تماما عما أذكره.
بدا أنه قد مس وترا حساسا بحديثه التلقائى فى نفسها فأشاحت بوجهها بعيدا وهى تحاول اخفاء انفعالها ,لم يخفَ عليه تصرفها الغير مبرر فلامس وجنتها بأنامله الحانية وهو يجبرها على الالتفات اليه وانعقد حاجبيه غضبا حين لمح العبرات المتواترة بعينيها الجميلتين ,ظنا منه أنه قد تضايقت من أسئلته فاستفسر منها بعنف:
-ماذا بك يا هديل ؟ هل ضايقتك بفضولى لمعرفة المزيد عن حياتك ؟
هزت رأسها نفيا وهى تجيبه بصوت متقطع من البكاء الذى ازداد نشيجه :
-لقد صارت حادثة لأبى منذ ثلاثة سنوات ,تأثر بفعلها مركز حيوى من مراكز المخ ,كان خاصا بالنطق والكلام والذاكرة ... واحتاج وقتا طويلا ليتعافى تماما ,فقد استغرق العلاج مدة طالت لأشهر عديدة ولم يكن ممكنا استمراره بالتدريس فى الجامعة , كما أن علامات التقدم فى السن قد ازدادت بشكل مرعب ,ولكننا نحمد الله ونشكر فضله على تمام شفائه.
-هل كانت هذه الحادثة وقت أن التحقت بالوظيفة فى الشركة لدينا ؟
أومأت برأسها ايجابا وهى تتحسر على ما فات ,فقد أثر مرض أبيها على حياتهم المستقرة وأتى على معظم مدخراته ليكمل علاجه بأفضل المستشفيات والبقية ذهبت ثمنا للأدوية الباهظة التى كان عليه أن يتكبدها شراءها شهريا ,ولم يبقَ أمامها حلا سوى أن تلجأ للعمل باحدى الشركات الكبرى حتى ولو كان بوظيفة سكرتيرة متخلية عن شهادتها العالية فى مجال السياسة والاقتصاد ,كل ما شغلها هو الراتب المرتفع الذى سوف تتقاضاه كل شهر حتى تستطيع تحمل مصروفاتهم المتعددة الأوجه.
تذكر أنه فى حينها قد سألها مرة واحدة عن مؤهلاتها وقد أثار انتباهه اختلاف تخصصها عن سائر السكرتيرات ولكنه لم يهتم وقتها لأنه كان يراها مجرد موظفة عادية ,وها هو الآن أصبح شغوفا بمعرفة كافة تفاصيل حياتها هى ووالدها ... الذى لن يهدأ حتى يعرف طبيعة علاقته بأمه.


****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 05-11-18, 09:54 PM   المشاركة رقم: 88
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

لم يكن هناك مفر من أن يقلها هو بسيارته بعد أن انصرف كريم وهديل معا ,عليه أن يلتمس جانب الحذر فى معاملته معها ,فتح لها باب السيارة بحركة أنيقة لم تعتدها منه فى معاملتها ,وحين استقرت مها بمقعدها ,أخذت تتأمل السيارة من الداخل بتمعن وهى لا تملك نفسها من الغيظ والحسد لأنه يقود سيارة يتعدى ثمنها مئات الآلافات من الجنيهات فى حين أنها كانت تحتاج الى نصف هذا المبلغ لتنقذ حياة أمها أو حتى تخفف عنها وطأة آلامها القاتلة ,وبسرعة بالغة أخفت نظراتها عن عينيه الثاقبتين كعينى صقر ,وهو يدير المحرك بثقة منطلقا بأقصى سرعة فى الشوارع الشبه خالية بعد أن سألها أين تقطن ,فأعطته عنوانها بعد لحظات تردد ,ولم تجد بدا من ايفائه بهذه المعلومة ,شردت بذهنها ولم يحاول اخراجها من حالتها حتى وجدت نفسها أمام منزلها المتواضع بالحى المتوسط الذى يشهد على عراقته الكثير.
همت بأن تترجل من السيارة بعد أن شكرته ببرود وقد استشعرت حرجا بالغا لأنه رأى بعينيه أين تسكن ,فاجأتها كلماته المنمقة بعناية:
-ألن تدعيننى الى فنجان من القهوة بمنزلك ؟
-لا أعتقد أن هذا سيكون مناسبا ,فالوفت متأخر وأنا أعيش بمفردى فى المنزل.
-حقا ؟
-نعم فوالدىّ متوفيين.
-أليس لك أى أقارب ؟
لماذا يهتم بها , وما شأنه هو اذا توفى والديها أو كانت بلا أقارب
-لا.
كلمة باردة مقتصبة أطلقتها بخشونة متناسية لدورها الذى تلعبه ,ثم أكملت بلهجة أقل تعاليا:
-وكما ترى فالمكان هنا هادئ ,واذا رآك أحدهم تصعد الى شقتى فى مثل هذا الوقت من الليل سوف يساء تفسير هذا التصرف , ولن أسلم من ألسنتهم الحادة.
ابتسم لها مجاملا وهو يهز رأسه مؤمنا على صحة كلامها:
-اهتمى بنفسك يا مها,تصبحين على خير.
-تصبح على خير , وداعا.
-بل الى اللقاء ,غدا .
وابتعد بسيارته بذات السرعة الجنونية فأفزعها صوت صرير الاطارات وهى تشعر بقلق بالغ عليه ,فماذا يمكن أن يحدث له اذا وقعت حادثة من جراء تهوره فى القيادة , ونهرت نفسها عما آل اليه تفكيرها الجامح ,وما شأنى أنا اذا أصيب أو حتى مات , وأخذت تصعد الدرج المتآكل نحو البيت القديم المتهالك وهى تشعر فى قرارة نفسها بأنها كاذبة .. لأنها باتت تهتم لأمر هذا الشخص ... أكثر مما تصورت.


********************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 05-11-18, 09:55 PM   المشاركة رقم: 89
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

استفاقت أميرة من نومها على همسات رقيقة تتناغم بجوار أذنيها ولمسات ناعمة تداعب خصلات شعرها وتغازل بشرة وجهها بجرأة , كانت الأصابع القوية تعرف طريقها جيدا وكأنه حقها الأصيل فى ذلك ,انسجمت باستمتاع حقيقى بصوت رخيم مسيطر يقص أجمل قصة غرام على مسامعها وهى بعد بمرحلة النعاس الذى يداعب جفنيها مغريا بعودتها الى عالم الأحلام الجميلة ,فتأوهت ببطء وهى تبتسم مستسلمة لذراعين تحيطان بها بحركة تملكية ظاهرة وتمتمت باسم فارسها بصوت حالم رقيق:
-رفيق.
-أنا بجوارك والى الأبد لن يفرقنا شئ.
غالبت سطوة النوم وقد تنبهت حواسها دفعة واحدة بعد أن تعرفت على الصوت الذى طالما تمنت سماعه وفتحت عينيها مرفرفة برموشها الكثيفة فوجدت نفسها أسيرة حضنه وهو يرمقها بنظرات عشق وهيام طال كتمانهما الى أن فاض به الشوق فلم يطق صبرا حتى يتم شفاؤها وهو الذى أقسم ألا يمسها حتى تعود الى سابق عهدها ,فتتذكر طيف حبيبها الأول والأخير.
حاولت أن تعتدل فى فراشها لتلف ذراعيها بخجل ملح حول عنقه فتتلمس بأناملها الرقيقة منبت شعره الغزير وتنسل مستكشفة قوة تأثيرها عليه ,فقبضت يداه على خصرها وهو يدفن وجهه بين خصلات شعرها البنية يقبّلها قبلات متفرقة متسارعة وأنفاسهما تتسارع لاهثة من أثر اللهفة المكبوتة ,وحينها قرر أن يجاهد مشاعره العنيفة فابتعد منتشيا حتى لا يؤذيها وهى بعد فى طور النقاهة فصدرت عنها أنّة اعتراض وهى تستشعر برودة فى أطرافها بعد أن كان يغمرها بدفء عواطفه المتدفقة كشلال منهمر يهدر بقوة من ارتفاع مئات الأمتار ,فهدهدها كطفل ما زال بعد بمهده وهو يطمئنها الى قربه منها حتى ولو كان هذا على حساب نفسه ,فاضطرب صوته مهتزا وهو يمسد أطراف أصابعها حتى شاعت فيهم حرارة منبثقة من جحيم مشاعره :
-قريبا يا حبى ,حينما يكتمل شفاؤك لن يبعدنى عنك الا الموت , هذا وعد أكيد.
ترقرقت دموع فرح فى عينيها اللوزيتين وهى تلقى برأسها على صدره رافضة الافتراق عن ضلوعه التى خرجت منها روحها فى بداية الوجود وأجابته بنفاد صبر وجسدها يرتعش من الانفعال:
-لمَ لا ننسَ ما صار ونتظاهر بأن كل شئ على ما يرام ,أننى بخير , أؤكد لك هذا.
اتسعت ابتسامته وهو يرى محاولاتها الجهيدة لتثنيه عن قراره ,والله وحده يعلم كم يود الاستسلام لاغراء عينيها ويدفن نفسه بين ثناياها ليصبحا كيانا واحدا ,الا أنه أصر على الحفاظ على قسمه حتى لا يخسر احترام الذات أمام ضميره الحى ,فما أسهل ألا نقاوم رغبات النفس وننساق وراء متعة لحظية ,ولكن ماذا بعد ؟ عليه أن ينهى كافة التزاماته تجاه العائلة ويعيد لم الشمل مرة أخرى ,وبعدها فقط لن يقف بينهما أى حائل ,وسوف ينهل من نبع عشقها الذى تملّكه ويعيشا بسعادة أبدية.
-علينا أن نتحلى بالصبر قليلا ,ألا تثقين بى يا حبيبة عمرى ؟
-بلى ,لقد عادت روحى الىّ مجددا بعد أن وجدتك ,فلا يحلو لى العيش بدونك.
-وكيف تعرفين وقد كنتى فاقدة للذاكرة لمدة طويلة ,لقد نسيتنى تماما وحتى خيالى لم يخطر لك على بال.
كانت فى كلماته نبرة لوم وعتاب خارجة عن ارادته فهو يعلم أنها كانت بحالة مرضية ولم يكن بيديها الشفاء.
قالت له بهمس فى اعتذار برهن على صدق مشاعرها نحوه:
-ربما كان السبب فى هذا أننى أحببتك بشدة ولم أصدق أننا تزوجنا حقيقة ,كان الواقع أكبر من قدرتى على الاستيعاب ,ولهذا قرر عقلى أن يدفن ذكراك فى ركن قصىّ بعيد حتى لا تتشوّه صورتك المثالية وأنا بعد فى عالم الغربة الجبرية التى عايشتها لسنوات.
-أتدركين كم تألمت وأنا مضطر الى الابتعاد عنك والبقاء فى الظل بينما ينعم غيرى برفقتك و... مشاعرك .
لم يجرؤ على مجرد التخيل بأنها أحبت زميلها ,وقصر الأمر على مجرد مشاعر اعجاب.
-أعرف يا حبيبى ,ولا أصدق كيف حدث هذا لى , حينما أفكر بالأمر أجده غير مستساغ ,ولست اذكر أبدا أننى تفوّهت بكلمة حب واحدة لشخص سواك ,ربما .. ربما ما حدث هو مجرد .. رد فعل طبيعى , لا أدرى كيف اشرحها لك ,شخص ما أعجب بى وحاول التقرب منى , فلم أستطع ابداء رفض ازاء مشاعره الا أننى ,, أف من هذه الفوضى !
-لا عليك يا لؤلؤتى فكما سبق وقلت ما حدث صار جزءا من الماضى ,ولا نريد له أن يؤثر على حاضرنا ومستقبلنا , أليس كذلك ؟
أشرق وجهها البيضاوى بابتسامتها المنيرة وهى تربت على كفه الأسمر لتؤمّن على كلماته وقالت له بانبهار:
-مستقبلنا ؟
-أنسيت أننا متزوجين أم ماذا يا حبى , هل عاد التشوش لرأسك مرة أخرى ؟ اذا كان ...
قاطعته بلهفة عاشقة متيمة:
-وهل أجرؤ على النسيان ثانية ؟ ألم يكفنا أن ضاعت السنوات من عمرنا وكل واحد منا فى مكان بعيد عن الآخر ؟
-صدقينى يا حبيبة الروح والعقل أنك لم تفارقيننى لحظة واحدة ,كانت صورتك تداعب خيالى أينما ذهبت لتشتت فكرى وتعيدنى الى الماضى.
ثم ابتسم بمكر وهو يغمز لها بعينيه فى لفتة أربكتها للغاية وهو يضيف باستمتاع :
-كما أننى لم أنسَ ... ذكرى قبلتنا الأولى والوحيدة ... أتذكرين هذا اليوم ؟
أطرقت بحياء فطرىّ وقد اشتعلت وجنتاها احمرارا وغمغمت بخفة:
-لا ... لا أذكر.
كان واضحا أنها تدّعى الكذب لتهرب من حصار عينيه الفضيتين ,فأجبرها على مواجهته ليمازحها قائلا:
-اذن , علىّ أن أقوم بتذكيرك .
واقترب بوجهه من شفتيها الورديتين وانحنى ببطء متعمد ليمسهما بحنان متدفق فيما أغمضت أميرة عينيها لتهمس من بين شفتيه باعتراف صريح:
-لم أنسَ .
-يا لكِ من متلاعبة ماكرة ,لقد جررتنى الى هذا متعمدة.
كان بصوتة رنة مرح وهو يداعب أرنبة أنفها بعد أن انسلت مبتعدة لدى انكشاف خطتها الهجومية لاستدراجه الى ما تلهفت نفسها اليه ,وكان رفيق أسعد ما يكون لانقشاع الغيوم التى غلّفت سماء حبهما ,وهتفت أميرة بزهو:
-كنت فقط أسعى نحو معرفة ما اذا كنت محافظا على مستواك ... أم أنك بحاجة الى اعادة ...
ولم يمهلها لاكمال عبارتها فقد اندلعت بعينيه نظرة شيطانية وهو يأسرها بين ذراعيه حتى انحبست أنفاسها ,وانبلج الصباح من عتمة الليل.


*****************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
قديم 05-11-18, 09:57 PM   المشاركة رقم: 90
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2018
العضوية: 330463
المشاركات: 1,134
الجنس أنثى
معدل التقييم: SHELL عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 47

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
SHELL غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : SHELL المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف

 

كانت تنتظر عودته بفارغ الصبر ولم تصدق عينيها عندما رأته يدخل من باب الفيلا متسللا على أطراف أصابعه ,وقررت أن تفاجئه على حين غرة فأطلقت نداءها بقوة:
-لماذا تأخرت هكذا يا كريم ؟
كان يعتقد أن جميع من بالبيت قد أخلدوا الى النوم فالظلام الدامس كان يسيطر على المكان مثيرا جوا من الهدوء والسكينة ,أفزعته صيحتها العالية فأجفل قليلا قبل أن يجيبها بضيق واضح:
-ريم ! ما الذى يجعلك مستيقظة حتى هذا الوقت ؟
اقتربت منه ببطء وكأنها شبح فى الظلام يحاول النيل منه فمد أصابعه نحو قابس الكهرباء حتى يضئ المصباح القريب منه ,وبالفعل نجح فى آخر لحظة حينما وجدها على بعد سنتيمترات قليلة تقف منتصبة بملابس النوم الفضفاضة ,ويبدو على وجهها دلائل الحيرة وهى تسأله بلهجة استجواب:
-أين كنت حتى هذا الوقت ؟
عقد حاجبيه بقوة وهو يزم شفتيه دلالة على استيائه الذى جاهد لاخفائه وهو يجيبها باستهتار لم تعتده مشيحا بيديه فى الهواء:
-وما الذى يجبرنى على اجابتك ؟ هل أصبحت ولية أمرى ؟ على حد علمى لقد بلغت سن الرشد منذ فترة طويلة ...
واستكمل عبارته الهازئة:
-على ما أعتقد قبلك بخمسة سنوات , أليس كذلك يا صغيرة ؟
تراجعت خطوة الى الوراء وهى على ذهولها من طريقته المتغيرة فى معاملتها ,لقد كان دوما لطيفا معها على عكس سيف الذى طالما أذاقها مرارة التجاهل وحرقة سخريته المستمرة تجاه تصرفاتها واهتماماتها ,ففغرت فاها وهى تحاول السيطرة على غضبها من جراء حديثه الغير لائق فأسرعت تخبره بما تريد بصوت خفيض متقطع:
-لا ... شئ , مجرد طلب صغير ... هل لنا أن نجلس قليلا ؟ أم أن هذا ممنوع فى عرف الكبار الذين يتسللون بعد منتصف الليل حتى لا يراهم ذويهم؟
أصابه تساؤلها فى الصميم فاشاح بوجهه بعيدا وهو يغمغم بتوتر وكأنه يخفى شيئا ما :
-أنا لا أتسلل يا ريم , كل ما فى الأمر أننى لم أرغب بازعاج أحد , ثم ما مشكلتك أنت اذا تأخرت الى الفجر ؟
عاد لمواجهتها وقد استعاد سيطرته على نفسه فأصبح هادئا لدرجة أغاظتها وهو يستطرد بضيق:
-ما هو الشئ الذى تريدينه ولا يحتمل التأجيل حتى الصباح ؟ هلمى فأنا أريد أن أنام.
فأشارت بأصبعها نحو الأريكة وهى تسبقه:
-سأجلس أنا ما دمت مصرا على الوقوف ,وأعدك أننى لن أؤخرك أكثر من خمسة دقائق فقط ,لن تؤثر على عدد ساعات نومك !
زفر بقوة حارقة وهو يستغفر الله فى سره وفتح ذراعيه مستسلما وهو يقول:
-أمرى الى الله , تفضلى وهاتى ما عندك.
ابتلعت ريقها وهى تحاول أن تجد طريقة لبدء الحوار من جديد دون التطرق الى السخرية التى ترتسم على ملامحه تهدد سلامها النفسى ,ورنت بنظرها نحو الداخل لبرهة وقالت وهى مطرقة برأسها:
-أنت تعرف سعد ... ذلك الشاب الذى يأتى لمساعدة عم مصيلحى فى بعض أعمال المطبخ ؟
رفع حاجبه بتعجب منتظرا أن يسمع جملة مفيدة من بين شفتى ريم القلقة ,وقد أخذت تحرك أصابعها بحركة عصبية مستفزة فلم يملك نفسه من الرد بغضب:
-ما له سعد ؟
-يريد أن يتزوج ... وأنت تعرف ظروف الشباب هذه الأيام ...أنا ...أريد منك أن تساعده لتحقيق حلمه .. فالفتاة التى يرغب بالاقتران منها ليست بغريبة عنك ...
هنا لم يستطع كبح جماح غضبه المستشيط وهو يقترب منها بتهديد وهو يردد بعدم تصديق :
-هل يريد سعد هذا أن يتزوجك يا ريم ؟ أجننت ؟
فجأة لم تعد ريم قادرة على السيطرة على ضحكاتها التى انبعثت مجلجلة وهى لا تعرف كيف توصل كريم الى مثل هذا الاستنتاج الخاطئ وأخذت تحاول افهامه الحقيقة ولكنها أخفقت بسبب نوبة السعال التى أصابتها وأخذت تشهق محاولة أن تعب الهواء الى رئتيها بقوة فاندفع كريم ليجلب لها كوبا من الماء , تناولته منه بلهفة وهى تجرع منه شربات متسارعة خففت من نوبتها ,وبعد أن أتت على ما تبقى بالكوب وضعته برفق على المنضدة وهى تتمتم بالشهادتين.
-ما الذى يحدث هنا بالضبط ؟
توجهت العيون نحو القادم من الطابق العلوى مندفعا لدى رؤيته للأنوار المضاءة وسماعه الأصوات العالية ,فأجابه كريم بهدوء واتزان:
-لقد انتاب ريم فجأة سعال حاد فشرعت أجلب لها كوبا من الماء لتهدئتها فقط.
ردد سيف كلمته الأخيرة بعدم تصديق:
-فقط ؟ وما الذى يجعلكما مستيقظين حتى الآن , والأهم ماذا تفعلان هنا بينما الجميع نيام ؟
استعادت ريم قدرتها على القتال مجددا فأجابته حانقة:
-وما شأنك أنت يا سيف ؟ هل تحاسبنا ؟
-ها هى القطة الشرسة قد سنّت مخالبها ,وبدأت تحاول تجربتها .
-اذا كنت تريد معرفة السبب , فما عليك سوى الانتظار حتى تسمع بنفسك , ولكن أجبنى أولا ما الذى جعلك تعود متأخرا الى المنزل قبل كريم بدقائق معدودة ؟ أين كنتما أنتما الاثنين ؟ هاه !
تبادل الشابين النظرات فيما بينهما وكلا منهما يحاول ايجاد تبرير مناسب على استفسارها العادى ,ولكنها لم تترك لهما مجالا للتفكير فأسرعت تقول:
-لا داعى لمحاولة اختلاق أكاذيب , فأنا لا يهمنى حقيقة ماذا تفعلان بحياتكما .... طالما أنكما لا تتدخلات بحياتى فى المقابل , أعتقد أننى قد أوضحت لكما الأمر , والآن اسمحا لى فأنا أريد أن أرتاح.
استوقفها كريم بحدة وهو يمسك بمرفقها ليسألها عما اذا كان ما تفوهت به صحيحا:
-لم ينتهِ الأمر بعد يا ريم , أجيبينى بصراحة أين وصلت علاقتك بسعد بالضبط ؟ وكيف تجرأ على طلب الزواج منك ؟
أسقط فى يد سيف بعدما تناهى الى مسامعه هذا الحديث ,وتحول الى نمر هائج فصاح وهو ينقض على فريسته من الجهة الأخرى:
-ما هذا التخريف ؟ كيف يتجرأ هذا الحيوان على مجرد التفكير بك ؟ هل قمت بتشجيعه يا ريم ؟
انتفضت ريم محاولة الخلاص من قبضة كريم وهى تتراجع للوراء قائلة بغضب عنيف:
-ما بالكما ؟ لقد أثر السهر على عقليكما ؟ هذا لم يحدث طبعا ... لم أقل أنه يريد أن يتزوجنى أنا ....
تابعها كريم ببصره وهو ما زال على اعتقاده حتى بعد انكارها فسألها بحيرة:
-اذن ما معنى كلامك أنه يريد مساعدتى للزواج بواحدة غير غريبة عنى ... فلا يوجد لنا قريبات سواك ... الا أميرة ,و...
وقبل أن يتسع خياله أكثر أطلقت ريم رصاصة الرحمة وهى تقول بسرعة:
-أنه يريد الزواج من سماح.
-سماح ؟ الخادمة ؟
قالها سيف بانبهار فهتفت به ريم فى سخرية ممزوجة بمرارة:
-نعم يا ذكىّ , سماح الخادمة.
-وما شأنى أنا يموضوع كهذا ؟ هل يريد وساطتى لينال موافقتها مثلا ؟
بدأ كريم يثوب الى رشده ويفكر بمنطقية ولو قليلا , فنفت ريم هذا الاقتراح وأضافت قائلة بملل:
-هل لكما أن تصمتا لمدة دقيقة واحدة , فأشرح لكما ملابسات الأمر.... ان سعد وسماح متحابان ويريدان الزواج فى أرسع وقت ممكن ولكن بسبب ضيق الأحوال هما لا يملكان ثمنا لشقة صغيرة يستقران بها , فأردت منك هذه الخدمة.
وأشارت لكريم مرة ثانية بيدها ليمتنع عن الرد وهى تستطرد بطريقة تقريرية:
-كنت قد أخبرتنى سابقا أن لك صديقا يعمل بمجال التسويق الxxxxى ,وأن له علاقات متوسعة مع بعض المسؤولين فى وزارة الاسكان , هل يمكن أن يساعدهما لايجاد شقة صغيرة فى المساكن المخصصة لمحدودى الدخل ؟
-هل انتهيت يا ريم ؟
-نعم.
-تصبحين على خير.
قالها كريم باشمئزاز وهو يتجه نحو الدرج تاركا الفتاة والشاب الآخر واقفين يحدقان بظهره بذهول.
سألته ريم بعد انصراف كريم بدهشة:
-هل أخطأت بشئ ؟
-لا أدرى , ولكنك بلا شك أفسدت اليوم تماما ,لديك قدرة رهيبة على ازعاج الآخرين ,فليكن الله بعون من ستتزوجينه يا ابنة عمى ,فسوف يعنى الأمرين ,تصبحين على خير.
ولم يدرِ أنه ربما قد أطلق نبوءة قابلة للتحقيق.
ثم انصرف مثلما فعل كريم منذ لحظات بينما ظلت على حالها جامدة كتمثال حجرى وهى تحدث نفسها:
-بم أخطأت ؟
ضربت كفا بالآخر وهى تحذو حذوهما تاركة البهو فارغا مضاءا وكأنه لم يشهد على مثل هذا الموقف الغريب.


***********************

 
 

 

عرض البوم صور SHELL   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لؤلؤة, العواصف, تائهة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:10 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية