لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-08-18, 09:41 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مغامر ليلاس الأول



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233726
المشاركات: 503
الجنس ذكر
معدل التقييم: عمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 266

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمرو مصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ليس الآن بقلمي / عمرو مصطفى

 


(1)
في مكان ما بشرق المدينة فتح يسرم عينيه ليجد نفسه في قفص حديدي داخل غرفة لها باب واحد ونافذة واحدة يتسرب منها ضوء القمر.. الغرفة تبدو كمخزن قديم تم إعداده لينزل فيه سجيناً..
قفز ناحية باب القفص وضرب رأسه به عدة مرات وهو يعوي كالذئاب..
بعد قليل انفتح الباب ودخل منه جلال ومعه نفر من رجال السلطة
لم يكد يسرم يلمحهم حتى أطلق فحيحاً غاضباً:
ـ أنا جائع..
نظر إليه جلال بلا مبالاة قائلاً :
ـ القائد جاء بنفسه ليقابلك..
تقلص وجه يسرم وهو يتذكر وجه نادر ذلك الشباب الذي ظهر فجأة
وقلب الأمور رأساً على عقب..
ـ أنا جائع يا حمقى.. ألا تفهمون..
هنا برز نادر وخلفه العوادلي فتراجع يسرم وانكمش في ركن القفص.. تساءل نادر :
ـ ألم تطعموه..؟
قال جلال :
ـ طعامنا لا يعجبه.. إنه يريد دماء..
التفت نادر إلى يسرم.. ثم اقترب من القفص..
ـ أيها القائد..
شعر بكف جلال المضطربة تحول بينه وبين التقدم لكنه ردها برفق
مطمئنا إياه.. ثم واصل الاقتراب حتى لامس وجهه القفص الحديدي وهو ينظر ليسرم في ثبات..
ـ هذه معاملة غيـ..غير أدمية بالمرة..
هذه كانت من العوادلي طبعاً.. التفت إليه جلال محنقاً فتراجع قائلاً :
ـ لابد أن نحرص على سمعتنا أمام الشعوب الأخرى.
قال نادر دون أن يرفع عينيه عن يسرم :
ـ هذا السجن أفضل بكثير من باطن الأرض حيث جاء يا دكتور..
هنا وثب يسرم واقفاً في منتصف القفص وصاح :
ـ أريد طعام يا حمقى.. ألا تفهمون..
رفع العوادلي سبابته قائلاً :
ـ هذا حـ.. حق من حقوق الإنسان..
كور جلال قبضته وبدا وكأنه موشك على الفتك بالعوادلي.. ثم أكبح جماح نفسه و قال في غيظ :
ـ إن كان شرب الدماء الإنسانية حق من حقوق الإنسان.. فيمكنك أن تتبرع له بدمك يا دكتور.
هرب الدم طبعاً من وجه العوادلي وتحسس عنقه مرة أخرى قائلاً :
ـ أنا لا أقـ.. أقصد هذا.. لكن هناك دائماً بديل للدماء البشرية..
هنا قال نادر وهو يرمق العوادلي بنظرة جانبية:
ـ البديل هو أن يعود لبشريته يا.. دكتور...
ثم عاد ينظر ليسرم والأخير يتضور جوعاً.. هذا المسخ لا يشغل باله الأن إلا الطعام.. وفكر نادر.. ماذا لو لم تكن هناك قضبان حديدية
تحول بينهما الآن.. هذا الكائن يستحق القتل مئات المرات..
لكن.. ليس الأن..
ـ لا يوجد هنا فئران؟..
قالها يسرم زاحفاً على ركبتيه وهو يتشمم الأرض..
غمغم جلال متقززاً :
ـ مع أي مسوخ قذرة نتعامل بالضبط؟
رفع يسرم وجهه إليه وأطلق فحيحاً غاضباً :
ـ ستدفعون ثمن هذا غالياً.. بنو الأصفر حلفائنا سيغزونكم لو تعرضتم لي بسوء.. لو كنت مكانكم لبحثت عن طعام لسيد الظلاميين
من يدري ساعتها .. ربما فكرت في الصفح عنكم..
عقد جلال ساعديه أمام صدره وتبادل النظرات مع نادر قبل أن يلتفت الأخير ليسرم قائلاً :
ـ لو كان الشعب الأصفر قادراً على غزونا منذ البداية.. لما كان لمؤامرتهم الكبرى معكم أي معنى..
لعق يسرم أصابعه وهو ينظر لنادر في غل :
ـ أكيد.. أكيد.. نحن مهمون لهم.. كما أنهم مهمون لنا.. لكنهم قادرون على حرق الأرض من تحت أقدامكم.. لا أحد يتحدى سياسة الشعب الأصفر.. ألم تتعلم شيئاً ممن سلفك..
ابتسم نادر قائلاً :
ـ نعم تعلمت.. تعلمت الكثير..
مال جلال للإمام كأنه يستنطق نادر المزيد.. لكن الأخير استدرك:
ـ لكنكم لا تتعلمون شيئاً ممن سلفكم يا سادة الظلام..
كاد العوادلي يموت غيظاً وكمداً.. ذلك الظلامي الأبله يتكلم بلا حساب.. لذا كان عليه أن يوجه دفة الحديث بعيداً :
ـ أنه يهـ.. يهذي من شدة الجوع.. أي علاقة تلك التي تجمع الشعب الأصفر رمز الحضارة والرقي بهؤلاء الوحوش..
قال نادر :
ـ من الذي سعى للحوار مع الظلاميين.. كلنا شاهدنا التمثيلية السخيفة التي أداها مبعوث الشعب الأصفر مع هذا اليسرم..
ـ أنا متأكد أنـ.. أنهم خدعوا فيهم مثلما خدعنا كلنا فيهم.
ـ إذن سنراهم قريباً معنا ضد الظلاميين؟
ابتلع العوادلي ريقه.. وبدا كأنه قد أسقط في يده..
ـ ر.. ر.. ربما..
نظر نادر في ساعته قائلاً :
ـ اعتقد أنك سهرت معنا أكثر من اللازم يا دكتور..
كانت إشارة واضحة فعدل العوادلي من ربطة عنقه وأستأذن في الانصراف وهو يتمنى للجميع ليلة سعيدة..
وبعد انصرافه تردد من جديد عواء يسرم الجائع.. طرق نادر على قضبان القفص الحديدي وقال:
ـ تريد دماءً حارة؟..
فغر يسرم فاه.. وسال الزبد من بين شدقيه وعينيه متعلقتان بشفتي نادر وهو يكمل :
ـ يمكنك أن تحصل على ما هو أفضل لو تعاونت مع أخونا جلال.
وحينما غادر نادر محبس يسرم همس لجلال :
ـ هذا الظلامي الجائع كنز معلومات.. أريدكم أن تعصروه حتى أخر قطرة..
ـ والعوادلي؟
ـ ليس الأن..
قالها باقتضاب، وتركه قبل أن يسمع منه أي تعليق..
***
في اليوم التالي انقلب العالم رأساً على عقب ..
العالم أشبه بحافلة يرى فيها لص يسرق عياناً بياناً ولا يتحرك أحد.. حتى يقرر أن يخرج أحدهم ويهلل : هذا لص .. فتنهال على الأخير الصفعات والركلات .. كان العالم بانتظار ذلك الـ ( جدع ) الذى سيطل برأسه ويدلي بدلوه لتتبعه الجموع .. وهذا الجدع بالمناسبة كان ..
سيد الشعب الأصفر ..
خرج وأعلن للجموع أنه قلق لما يحدث للشعب الأسمر .... ودعا للهدوء وضبط النفس والحوار ... ثم أنهى بيانه وطلب رجله هناك .. كان بحاجه إلى إفراغ شحنة الغضب في أحدهم ... وكان نوسام يستحق ..
ـ مازال الوقت مبكراً لنعلن فشلنا يا سيدي ..
ـ متى إذن ؟. عندما يعلن عدونا فشلنا على الملأ ..
ـ لدي خطة ـ قالها نوسام وهو يضغط على أسنانه ـ أقسم لك بتاريخي كله.. أنا لن أسمح بفشل خطة القرون ... خطة الأجداد ..
جائه صوت زعيم الشعب الأصفر متأففاً :
ـ أشرح لي خطتك .. وبناء عليها نبحث أمر بقائك هناك من عدمه
وبدأ نوسام على عجالة من أمره يشرح الخطة البديلة .. كان يشرحها على صوت صراخ الظلاميين وهتافات الشعب الأسمر الذي أفاق من ثباته العميق ... وما أشد هذا على نوسام.. إنه لا يتخيل شعبنا إلا نائماً وغارقاً في المتاهات التي يصنعها له هو وأسلافه ...
وأنهى نوسام المكالمة مع زعيم شعبه والتفت إلى دشرم .. أين أنت أيها القذر؟.. ها هو ذا متعلقاً ببعض الأستار يرتجف في رعب وهو يرمق عبر النافذة الطريق الرئيس والشعب الحاشد ...
ـ دشرم ..
صرخ نوسام فطار دشرم كأنما أصيب بصاعقة وتدحرج عند قدمي سيده وهو يلهث ثم رفع طرفه إليه مناشداً :
ـ أرجوك يا سيد .. لقد تلقى شعبنا الظلامي لطمة عاتية لم يتلق مثلها من قبل ...
جذبه نوسام من عنقه وقربه إليه :
ـ السبب هو .. الحماقة .. الاندفاع .. الهمجية ..
كان يتحدث وهو يضرب برأس دشرم الجدار والأخير تدور عينيه في محجريهما ... أخيراً تركه يسقط على الأرض واعتدل مكملاً :
ـ الأن على أحدهم أن يسمع ويطيع دون أن يتدخل من عند نفسه .. نوسام لديه خطة .. كل شيء يمكن أن يعاد بنائه ...
ورفع عقيرته مستطرداً في جنون :
ـ إننا نصنع قدرنا ...
***



 
 

 

عرض البوم صور عمرو مصطفى   رد مع اقتباس
قديم 13-08-18, 07:55 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ليس الآن بقلمي / عمرو مصطفى

 
دعوه لزيارة موضوعي

اعجبني جدا المنحنى الذي اتخذته الاحداث
وكيف انقلبت الموازين..
ابدعت في التصوير والسرد

بإنتظار القادم

تقبل مروري

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 13-08-18, 08:41 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مغامر ليلاس الأول



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233726
المشاركات: 503
الجنس ذكر
معدل التقييم: عمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 266

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمرو مصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ليس الآن بقلمي / عمرو مصطفى

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
   اعجبني جدا المنحنى الذي اتخذته الاحداث
وكيف انقلبت الموازين..
ابدعت في التصوير والسرد

بإنتظار القادم

تقبل مروري

الحمد لله عدنا بعد أن زالت لعنة الظلاميين!! ..
أشكرك جداً على جهدك في حذف المشاركات المكررة وأعتذر لك عن ذلك بشدة ..
وإن شاء الله نواصل القصة ..

 
 

 

عرض البوم صور عمرو مصطفى   رد مع اقتباس
قديم 13-08-18, 08:46 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مغامر ليلاس الأول



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233726
المشاركات: 503
الجنس ذكر
معدل التقييم: عمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 266

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمرو مصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ليس الآن بقلمي / عمرو مصطفى

 

(2)
في اللحظات التالية كانت شعوب العالم الصفراء والخضراء والزرقاء تشاهد بثاً حياً ومباشراً للمذابح المروعة التي أحدثها شعبنا (الدموي!!) في صفوف الظلاميين المساكين!... وما بقي حياً منهم كان يظهر على الشاشات باكياً مستغيثاً بقوى العالم الرحيمة .. أرجوكم .. أنقذونا من جحيم إخواننا .. واحداً من هؤلاء ظهر يحمل لافتة كتب عليها بلغة بنى الأصفر .. لا للاضطهاد .. لا للمحارق .. لا للسلطة الغاشمة .. وحينما سأله المراسل عن سر الدماء التي تسيل من شدقيه قال بكل أسى أن أحد قاذفي اللهب نفدت أنابيبه فقرر أن يوسعه ركلاً بدلاً من شيه حياً .. وهذا طبعاً من حسن حظه.. وطبعاً أخذ يكشف للكاميرات عن مواضع الضرب والركل في مؤخرته.. واستفاد المشاهدون معلومة أن الظلامي حينما تركله في مؤخرته يسيل الدم من بين شدقيه.. هذا يحدث.. ويجد من يصدقه..
جثث الظلاميين المتناثرة على مساحات شاسعة توجع القلب، فإلى متى تستمر حملة الإبادة الجماعية العرقية لتلك الكائنات الظلامية الوادعة ؟!.. وإلى متى الصمت العالمي على تلك المجازر؟!
هنا يخرج المتحدث الرسمي للشعب الأصفر ليعلن أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام إبادة طائفة كاملة لا تريد سوى حقها في الحياة .. دموع كثيرة سالت عبر العالم وانحدرت عبر جبال المشاعر لتستقر في وديان الضمائر المتوهجة مكونة نهراً ثائراً من الغضب الجامح .
انقلبت موازيين الأمور.. ببضع كاميرات وحفنة محطات بث فضائي أغرقت العالم في بحر من الترهات والأكاذيب .. هذه كانت أدوات نوسام والكارت الرابح والأخير لقلب الأمور عالمياً، ويبدو أنه قد نجح .. لقد صار العالم في واد .. وشعبنا المكافح المناضل ضد الظلاميين في وادٍ أخر ..
نست شعوب العالم حقيقة الظلاميين التي انكشفت على الهواء مباشرة.. وكما قلنا ونكرر : النسيان هو أفة الشعوب .. وإن كان النسيان أفة شعبنا اللاإرادية .. فهي عند كثير من الشعوب الأخرى .. أفة متعمدة مع سبق الإصرار والترصد ..
***
إننا نشعر بالقلق لما يحدث .. استيلاء الظلاميون على مقدرات شعب عريق مثل الشعب الأسمر شيء محزن ..
***
وما كان للشعب الأصفر مرهف الحس !! أن يترك شعبنا المسكين لحفنة من الظلاميين !
***
هكذا وجد نادر وزمرته أنفسهم أمام معركة من نوع أخر...
معركة إعلامية ...
وكان لابد من صد تلك الهجمة الشرسة بأخرى مماثلة.. كاشفة فاضحة ..
ـ دكتور العوادلي .. هذا وقتك ..
تلعثم كعادته ورمش بعينيه عدة مرات مستفهماً .. أشار له نادر إلى مبنى البث الشعبي قائلاً بنبره صارمة :
ـ حان الوقت كي تظهر للعالم حقيقة المواجهة أنت رجل لك كلمة مسموعة ورأي راجح عند بنى الأصفر...
ـ حـ .. حقاً ...
واضطر العوادلي أن يخرج أمام الشاشات ليعلن للعالم أن شعبنا الأسمر في مواجهة دامية مع قوى الشر والخراب ... لكنه لم ينس أن يدفع ب(إسفين) من (أسافينه) حتى لا يطير نوسام عنقه.. وهو أن على كلا الطائفتين المتقاتلين أن تعودا مرة أخرى للحوار، فبدت عبارته كالأفعى التي تأكل ذيلها ...... وحينما أنهى لقائه كاد جلال يفتك به لكن أصابع نادر أطبقت على ساعده ليهدأ .. ثم اقترب من العوادلي وقال في مقت :
ـ أي حوار يا دكتور ..؟
قال العوادلي وبراءة الأطفال في عينيه:
ـ لا توجد حرب للأبد .. لابد أن تأتي لحظة نجلس فيها للتفاوض ..
ـ مع قوى الظلام..
ـ بعضهم فقط .. الباقون غلابه .. أي والله! ...
***
البقية الباقية منهم عادت إلى الفجوات والكهوف..
كانوا بحاجة لإعادة تنظيم لصفوفهم المهترئة..
قام دشرم بحشدهم وبدون تفاصيل (فالتفاصيل لا تقدم لعامة الظلاميين) خرج بهم إلى حيث قاع المدينة واحتشدوا هنالك حول الخرائب... تتبعهم كاميرات الإعلام الشعوبي تصور ما يجري لحظة بلحظة .. هذا شعب حضاري يتظاهر ويعتصم كما تفعل الشعوب المتحضرة !!.. وفي لقاء مع قناة شعوبية قال دشرم بعد أن سكب عبرتين :
ـ لقد خطفوا ابني الوحيد يسرم ... لم نكن نعلم أن الأمور ستصل إلى هذا الحد حرقونا وسحلونا وقلنا : لنا الله .. لكن تصل إلى الخطف .. هذا لا يحتمل !!
وخلفه خفقت اللافتات التي تظهر صورة معبرة للمدعو يسرم وهو يبتسم في براءة مفزعة وعلت الأصوات بالصراخ والنحيب .. نريد يسرم .. فليفرجوا عن يسرم ... واستدار مراسل القناة ليختم اللقاء بكلمة مفحمة :
ـ مسلسل الخطف.. إلى أين ؟....
لم يتخيل شعبنا المناضل أن تكون المعركة بهذا الانحطاط ... وأن يصل الظلاميون مرة أخرى إلى السطح ويعتصموا في قاع المدينة تحميهم ترسانة إعلامية كاملة .. الاستمرار في مواجهة الظلاميين يعني شيء واحد ... التدخل من الشعوب الأخرى في شؤننا .... والبقاء يعني استفحال أمر الظلاميين مرة أخرى .. طريقين أحلاهما مر....
وجاء اليوم الذي طلب فيه السيد المبجل نوسام اللقاء الرسمي مع المسئول الأول عن شعبنا حالياً...
وسبب اللقاء : التباحث بشأن الأحداث الراهنة.. فنحن شعب مهم جداً لبني الأصفر .. فهم لن يناموا ملء جفونهم إلا بعد أن تستقر الأوضاع عندنا !!
***
كانت كل ذرة في جسد نادر تنتفض غضباً وحنقاً ...
سيلقى بعد قليل في مقر الحكم ذلك الوغد السافل الذى يحرق الأرض من تحت أقدام شعبنا... سيلقاه وسيحدثه كما يحدث السفراء وهو الذى تمنى أن يلقاه في الميدان ... رجلاً لرجل ...
كان هو نوسام رجل الحوار الأول المنتدب دائماً من قبل شعبه ...
وكان نادر جالساً في حجرة المكتب الخاصة بالمسئول الأول لكنه ظل محتفظاً بزي رجال السلطة المميز لا يخلعه.. سيقابل نوسام المتأنق هكذا .. وهكذا لابد أن يبدو المسئول الأول عن شعبنا أمام أعدائنا..
ومن حوله انتشر رجال السلطة وعلى رأسهم جلال .. رفضوا تركه مع نوسام بمفرده ..
ـ السلام عليكم ...
قالها نوسام وهو يدلف إلى مكتب المسئول الأول وعلى وجهه ابتسامة عريضة وقام نادر ليصافحه فكاد يخلع كفه لولا أن الأخر سحبها في خفة وعدل من ربطة عنقه قائلاً :
ـ إنه لشرف أن ألقاك أيها البطل الشعبي... وإنني لأتساءل .. إذا كنا قد جئنا من أجل الحوار فلماذا أرى جيش السلطة معسكراً في مكتبك ..
نظر إليه نادر ملياً ثم عقد ساعديه أمام صدره وقال :
ـ وإذا كنت قد جئت للحوار من أول يوم.. فلماذا جلبت معك فريق الضباع؟
أغمض نوسام عيناً وفتح عيناً وهو يدقق في وجه نادر .. آها .. هذا الشاب لا يبدو كما يبدو .. مجرد شاب من هؤلاء المتحمسين الذين ينتهى بهم الحال على المشانق ... مرة أخرى تتجسد أمامه ذكرى ذلك الوجه المرعب .. وجه رجل الأمن الأول الذى يعرف الكثير .. والذى قرر أن يختفى فجأة هو والمسئول الأكبر.. لكن ها هو ذا يظهر من جديد في صورة شابة تنبض بالحيوية..
كان كلاهما ينظر إلى الأخر نظرة حادة فاحصة مترقبة ...
وطال الصمت بينهما قبل أن يقول نوسام في برود :
ـ الفريق ب فريق علمي بحت .. وعلى العموم أنا لم أحضرهم معي.. فلما الخوف إذن...
نظر نادر في عيني نوسام مباشرة.. ما الذي يحول بينه وبين ذلك الوغد؟
على الرغم من قرب المسافة بينهما إلا أن نادر شعر أن بينه وبين غريمه مفاوز وقفار ... مفاوز وقفار سيعبرها يوماً لكن ..
ليس الأن ...
وحينما حاول أن يرسم على وجهه ابتسامة دبلوماسية، بدا كأسد يكشر عن أنيابه..
ارتجف نوسام وهو يفكر.. ما الذى يمكن أن يفعله معه ذلك الشاب المتهور.. وسام كان عجوزاً حكيماً .. هذا الشاب قد لا يتسم بنفس حكمة سلفه.. فقط لو قدر له وخرج من هنا حياً فسوف ينسفه نسفاً ..
لكن قبل هذا.. عليه أن يجالسه جلسة دبلوماسية !
***


 
 

 

عرض البوم صور عمرو مصطفى   رد مع اقتباس
قديم 15-08-18, 12:00 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مغامر ليلاس الأول



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233726
المشاركات: 503
الجنس ذكر
معدل التقييم: عمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 266

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمرو مصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ليس الآن بقلمي / عمرو مصطفى

 

(3)

ـ والآن ...
قالها نادر وهو يلوح بكفيه في بساطة بمعنى أنه مصغي ... فتلاشت الأفكار السوداء من رأس نوسام وقرر أن يعود للواقع..
ـ أعتقد أنني أتحدث إلى شخص لا يحتاج إلى مقدمات .. كلانا يفهم الأخر ..
هز نادر رأسه نافياً في بطء وقال في برود :
ـ كان هذا فيما مضى .. اليوم.. كلا الشعبين يفهم الأخر.. لم تعد المعركة معركة أمنية تحدث من وراء الكواليس ..
رفع نوسام كفه معترضاً :
ـ لا توجد بيننا إلا المصالح المشتركة يا سيد نادر .. شعبي حريص على استقرار شعبك لأن هناك مصالح وتبعات ..
ـ قلت أن كلانا يفهم الأخر .. لم تكن أبداً العلاقة بين شعبينا علاقة حميمية إلا في الظاهر فقط .. والمصالح التي تدعيها هي مصلحة الشعب الأصفر فقط .. شعب استعماري أباً عن جد .. ويفترض في شعبنا أنه مستعمر أباً عن جد.. هذه هي العلاقة بكل بساطة يا سيد نوسام ..
ـ هذا كلام رائع ينم عن روح ثورية بارعة .. لكنه لا يمت بصلة لما نحن بصدده .. أنتم في ورطة يا سيد نادر .. العنف الداخلي سيؤدى بكم إلى الانهيار .. لابد من العودة للحوار .. وكنت قد قطعت شوطاً جيداً في هذا في زمن سابق وحان الوقت للوساطة التي تتبرع بها قيادة شعبنا لحقن الدماء ..
ـ هذا مخيب للآمال يا سيد نوسام.. تصورت أنكم ستقفون إلى جانب شعبنا في حربه للظلاميين.
ابتسم نوسام ابتسامة صفراء فاقعة وقال بلهجة تفوح منها رائحة الإنذار:
ـ لا أمل لكم إلا بالحوار.. ساعتها سيكون لكم كل الدعم من شعبنا الأصفر
أطرق نادر إلى الأرض ملياً ثم رفع رأسه وقال :
ـ شعبنا لا يأمل إلا في الله ...
رفع نوسام سبابته قائلاً في حماس :
ـ ونحن أيضاً شعارنا.. في الله نثق..
اقترب نادر بوجهه من نوسام واكتسى وجهه بصرامة أقلقت
الأخير وهو يقول:
ـ لدي عرض أخر لكم يا سيد نوسام .. اتركوا شعبنا وشأنه ... شعبنا قادر على مواجهة مشاكله بنفسه دون وصاية من أحد .. شعبنا فهم من صديقه ومن عدوه.. في الداخل وفي الخارج.. وعلى من يفكر في العبث بأمنه واستقراره أن يتخلص مني أولاً ..
خيم الصمت بعد عبارة نادر النارية.. وصداها يتردد في جنبات الغرفة.. حتى قطع نوسام حبل الصمت قائلاً :
ـ لكنكم حتى الأن غارقون مع أعداء الداخل..
ـ لا توجد حرب بلا خسائر ...
ـ الخسائر هذه المرة ليست ككل مرة .
ـ إنها كذلك لجميع الأطراف ..
ـ العالم كله مشحون ضدكم .. هل ستواجهون العالم ؟
ـ العالم القديم الذي كان يدور في فلك واحد.. نعم.. أما العالم الجديد الذي سيبزغ نجمه في الأفق .. وإني لأراه بعين الخيال.. يحمل لنا الأمل في خوض معركة شبه متكافئة..
فرك نوسام أذنه مفكراً ثم رفع حاجبيه قائلاً :
ـ حسناً هناك طلب خاص من سلطة شعبنا ... هل يمكنني لقاء السيد يسرم.. بعض التطمينات على صحته وخلافه، قد تهدئ الأوضاع ..
ـ يسرم بصحة جيدة .. رغم أنه لا يتناول الدماء .. وستتم محاكمته علنياً أمام العالم بصفته قائد المذبحة التي جرت لشعبنا ... سيكون أول ظلامي يخضع لمحاكمة علنية بعد أن صار أول ظلامي يجري حوار مع العالم الخارجي .. وأنصحك أن تتابع المحاكمة جيداً يا سيد نوسام .. فستحمل لك مفاجئات أرجوا أن تكون سارة ...
كان نادر يفهم أنه لن يفلح في استدراجه بكلمة.. ولن يبدى حتى أدني اضطراب أو قلق .. لكنه يعلم يقيناً أنه يغلي من داخله .. بعد أن وصلته كل الرسائل التي أراد هو أن يوصلها إليه.. جذب نوسام نفساً عميقاً وهو ينظر لنادر نظره خاوية ...
ـ يؤسفني عدم استجابتكم لمناشدات شعبنا ... ليكن الله في عونكم فعلاً ...
ومد يده مصافحاً وهو يستطرد :
ـ احرص جيداً على حياة يسرم.. لا تدع أحداً يحرمه من محاكمة عادلة...
وصافحه نادر ولم يرد .. لقد وصلته الرسالة الخاصة بحذافيرها .. وانتهى اللقاء التاريخي عند هذا الحد.. عاد نوسام إلى مقر قيادته في سفارة شعبه والتقى بالفريق ب لكنه لم يتبادل معهم أي حوار .. فقط تلقى اتصالاً من قيادة شعبه ويبدو أنه سمع مالا يرضيه ... أنهى الاتصال والتفت إلى رجال الفريق ب قائلاً :
ـ يسرم لا يجب أن يحاكم ...
قال ب ـ 1 :
ـ نحن نحاول تحديد مكانه بالفعل ... لكن هل تعتقد أن هذا هو الكارت الوحيد ..
قالها وهو يشير إلى شاشة مرئي في أقصى الحجرة .. كان هناك مؤتمراً صحفياً يعقده السيد سليمان .. مساعد السيد وسام رجل الأمن الأول سابقاً والمختفي حالياً..
وكان هذا يعنى أن ب ـ 1 صادقاً ... يسرم ليس الكارت الوحيد ...
***
أسئلة عديدة طرحت على السيد سليمان .. وجه قديم عاد للظهور وفي الوقت المناسب .. ماذا حدث للسيد وسام وللمسئول السابق ؟.. كان هذا هو السؤال الذى يتردد بأساليب مختلفة وطرق ملتوية .. لكن الإجابة كانت بأساليب مختلفة وطرق ملتوية : ليس الأن ..
فلاش .. فلاش .. همهمات .. ثم .. سؤال أخر :
ـ أين كنت مختفياً الفترة الماضية ؟..
ـ اعتزلت الحياة الأمنية منذ اختفاء السيد وسام ..
ـ وأين اختفى السيد وسام ..ومعه المسئول الأول ..؟
ـ لا أعرف تحديداً .. هل يعرف أحدكم ..؟
ـ هل صحيح أنك تعاونت مع الظلاميين ؟..
تزايد الصخب وضاع صوته وسط الهرج والمرج... هدوء .. هدوء يا سادة .. قام أحد الصحفيين الثائرين ووجه سؤال أشبه بالقذيفة :
ـ أنت لم تكن مع السيد وسام حينما حاولوا اغتياله.. هل لهذا معنىً عندك؟
ابتسم سليمان قائلاً :
ـ يعنى أنني كنت محظوظاً ..
عاد الضجيج مرة أخرى والمزيد من الفلاشات .. ورفع سليمان كفه مهدئاً :
ـ أنا على استعداد لاحتمال المزيد ...
تساءل نفس الصحفي :
ـ هل كانت لك علاقة بالظلاميين؟..
ـ نعم..
دوت الهمهمات المتفاجئة.. وأكمل السيد سليمان موضحاً وهو يبتسم:
ـ علاقة الصياد بالطريدة..
ـ يقولون أنك تعاونت مع الظلاميين إبان سيطرتهم على غرب المدينة..
ـ يقولون!.. اعطني أسماء من فضلك أو اجلس واعطي فرصة لغيرك..
جلس الصحفي بوجه أحمر.. وقامت صحفية وجهها لوحة سريالية من كثرة الأصباغ، وصاحت بصوت حاد:
ـ ما هي علاقة الظلاميين بالشعب الأصفر ؟
هنا علاه الصمت لبرهة.. وتعلقت العيون بشفتيه التي انفرجت عن ابتسامة مقيتة.. تبعتها عبارة أشد مقتاً :
ـ علاقة الصنعة بالصانع ..
***



 
 

 

عرض البوم صور عمرو مصطفى   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الآن, رواية)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:57 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية