لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-07-18, 07:55 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مغامر ليلاس الأول



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233726
المشاركات: 503
الجنس ذكر
معدل التقييم: عمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 266

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمرو مصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ليس الآن بقلمي / عمرو مصطفى

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

عوداً حميداً أستاذ عمرو


الرواية الجديدة مختلفة عما سبق وطرحته هنا بالوحي..

ممتلئة بالغموض و الرسائل الضمنية والتي تريد اذهانا لماحة ومتفتحة

انتظر القادم لتتضح لي بعض الجوانب التي اشكل علي فهمها.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق واتمامها على خير وسلامة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

بورك فيكم يا أستاذة بلومي .. والقصة أضاءت بحضوركم الكريم كالعادة ..
بالفعل قد تكون الرواية مختلفة من حيث الأحداث التي تتناولها .. والرسائل الضمنية أعتقد أنها ستصل
إليكم بسهولة، و مع تتابع الأحداث ربما لن يصير هناك غموض إن شاء الله..
دعيني أعطيك مفتاح للخريطة كنوع من (التغشيش) .. فقط حاولي استعمال المرآة عند قراءة (بعض)الأسماء وستنجلي لك الأمور.
تحياتي لحضرتك.

 
 

 

عرض البوم صور عمرو مصطفى   رد مع اقتباس
قديم 28-07-18, 08:00 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مغامر ليلاس الأول



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233726
المشاركات: 503
الجنس ذكر
معدل التقييم: عمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 266

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمرو مصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ليس الآن بقلمي / عمرو مصطفى

 

(4)
نوسام لم يتوقع هذا القرار..
كان يجلس إلى مائدة خشبية في مكان ما تحت الأرض يشبه ممرات الصرف الصحي التي يراها نوسام في بلاده .. ويبدو أن هذا المكان القذر المليء بجثث الفئران، هو أنظف مكان يمكن للأخير أن يجتمع فيه بالظلاميين.. على المائدة كان يجلس شيخ عجوز سقطت معظم أسنانه لكنه استعاض عنها بطاقم أسنان قام بخلعه وانهمك في تنظيفه..
وبين الحين والحين كان يهب واقفاً ويوزع ركلاته وصفعاته على الظلاميين من حوله..
ـ اصمتوا يا حمقى.. أنتم تشوشون علينا تفكيرنا.
كان سمت الزعامة واضحاً على هذا الشيخ.. إذ تكور الظلاميون على جوانب الممرات وهم يعوون كالذئاب.. كانوا جوعى.. وقد طال انتظارهم للطعام..
هنا لمح بعضهم فأر يعدو هارباً فتواثبوا خلفه.. لكن دوت زمجرة حادة جعلتهم يجفلون.. ثم يتراجعون.. وظهر ذلك الظلامي ذو المعطف الطويل وهو يقبض على الفأر بيسراه.. كان هو صاحب اللقاء التاريخي مع نوسام.. وبدا واضحاً من تراجع الجموع الجائعة أمامه ماله هنا من سطوة ونفوذ أيضاً..
الأن يمكنك أن تلمس تشابهاً ما بينه وبين الزعيم.. اقترب واثقاً بحمله من المائدة التي يجلس عليها نوسام مع زعيم الظلاميين.. وهمس بصوت كالفحيح :
ـ شعبنا جائع يا أبي ؟
وكزه كبير الظلاميين ليصمته وهو يومئ بطرفه ناحية نوسام..
كان الأخير مستغرقاً في التفكير العميق..
مال دشرم بجسده على المائدة الخشبية وحاول أن يرسم ابتسامة بريئة على وجهه وهو يسأل نوسام بلطف :
ـ والأن يا سيد..
نظر له نوسام في برود فأردف :
ـ هل سنخرج للنور بالفعل أم؟..
هز نوسام رأسه متمتماً :
ـ هناك من يعرقل سير الأمور ... و لابد أن ننحيه جانباً..
رفع يسرم صيده الثمين إلى شفتيه الداكنتين وهو يغمغم في مقت :
ـ إنه تنين النار الذى يسمونه السيد وسام .. كم أشتاق إلى تذوق دمه..
نظر نوسام ليسرم و تقلصت أمعائه رغماً عنه.. هو يعرف أن الشعوب الظلامية تتقمص دور الوطاويط حتي الثمالة لكنه لم يرحب أبداً برؤية هذا الطقس رأى العين ...
ـ يبدو أنك ستذوق دمه قريباً يا يسرم ..
هنا صاح زعيم الظلاميين في شبق :
ـ سنغادر إذن ليبدأ الحفل.
التفت إليه نوسام محتداً فانكمش حيث يجلس و قد فطن إلى أنه أساء وتجاوز الحد.. قال له نوسام في حزم :
ـ لا قرار لكم على السطح ما دامت السلطة موجودة .. لا بد أن نتخلص من تلك الطبقة الحاكمة ..الطبقة التي تعرف الكثير ..سنستغل الحديث عن سنوات الاضطهاد و القهر و الحرق و سنطالب بمحاكمة المسئول الأكبر و عزله من منصبه و سنحرص على أن يصل شخص أخر للحكم ... أخر شخص يمكن توقعه ...
قالها و هو ينظر إلى يسرم الذى كان ما يزال يستمتع بدماء الفأر ثم قال مستطرداً :
ـ لنتخلص أولاً من العقبة التي تعرقل مخططنا .. الزميل وسام الذى يبهرنا دائماً بالمفاجئات ...
رفع يسرم عينيه الواسعتين إليه و قال في برود :
ـ رجالي لن يستطيعوا الوصول إليه..
ـ لا حاجه بي لخفافيشك .. هذا عمل محترف .. عمل للضباع ..
ثم نظر إلى ساعته مغمغماً :
ـ اتعشم أن يكون الفريق ب مستيقظاً الآن ...
***
نادر لم يشارك في أي من الأحداث التي جرت ..
كان يقضى معظم وقته في متابعه الأخبار السيئة.. مشاهد الدماء ومقرات السلطة المحترقة صارت شعار المرحلة ..ماذا حدث لشعبنا الطيب المسالم.. أي يد آثمة تعبث بهذا الشعب المستكين وتدفعه دفعاً نحو هدف غامض .. كم أحضرت له والدته الطعام و الشراب و هو جالس كالتمثال أمام الشاشة يتابع الأحداث بعين لا تطرف.. ثم تأتى بعد ساعة لتجد الطعام و الشراب كما هو ... و كان يسمعها و هي تدعوا الله أن يهدئ الأحوال و تعود الحياه الطبيعية لشعبنا المسالم الآمن كما كانت دائماً ...
ـ كيف و نحن نسعي لإخراج الظلاميين من معاقلهم يا أمي ..
التفتت إليه و هي تحمل الصفحة التي برد بها الطعام و قالت في أمل :
ـ هم إخواننا .. و قد عانوا كثيراً و أن الأوان أن يعودوا إلى سطح الأرض..
أمسك نادر رأسه و قد بدأ الدوار يكتنفه ... حتى أمه وصل إليها ذلك الفيروس العجيب ..
أم لعله هوس جرى في عروق الناس مجرى الدم ..
ـ حتى أنت يا أمي ..
ـ أخوك مدحت أيضاً خرج صباحاً ليشارك في مظاهرة عارمة أمام هيئة السلطة العامة سيذيعون نبئها بعد قليل .. لقد وعدني أنه سيظهر حتماً و هو محمول على الأعناق .. و سيلوح لي بالتأكيد ..
مدحت أيضاً .. الغر الساذج .. مثال الفشل المجسد قرر أن يكتشف نفسه في جو المظاهرات و الصياح .. و.. و الاختلاط !!
هو يعلم أخيه الطالح جيداً و يعلم سوء نيته .. لكن ماذا يفعل الأن ؟.
هل يبلغ عن أمه و أخيه كي يرتاح منهما؟!.. أم يخرج هائماً على وجهه ... و تذكر الصدامات التي تذاع صباح مساء بين رجال السلطة و الشباب الثائر المؤمن بقضية إخوة الظلام ... هو يعلم أنه لو مات أحدهم في تلك المظاهرة فلن يكون مدحت.. هو كما يقال في المثل العامي مثل العملة الممسوحة سيلف ويدور و يعود إليك مرة أخرى.. لكن من واجبه أن يقلق ..من واجبه أن يخرج ليبحث عن أخيه و يعود به سالماً إلى الدار ..
ـ أمي سأذهب وراء مدحت ..
ـ مرحى هكذا تكون ولدي حقاً .. لا تنس أن تتصل بي حينما تكون قريباً من الكاميرا ..
غادر نادر البيت وصفع الباب من خلفه محنقاً...
- أين ذهبت عقول الناس ؟
لم يبتعد كثيراً حتى لمح أخيه المبجل على ناصية الشارع كان يمشي بانتشاء ملوحاً بعلم شعبنا في يده ... ألم يقل أن هذا الغر الساذج كابوس لا يمكنك الخلاص منه ...
ـ نادر إلى أين ؟.
ـ كنت ذاهباً إليك .
ضحك ضحكه رقيعة و لوح بالعلم في يده قائلاً :
ـ فاتك الكثير .. لقد انتهت التظاهرات .. ألم تسمع بيان المسئول الأكبر .. لقد قرر أن يذعن لرغبة الشعب...سيخرج الظلاميون إلى النور بعد عقود الظلمة و القهر... نجحت ثورتنا على الرغم من كونها بلا رأس..
هنا كان نادر قد وصل إلى مرحلة الانفجار... صرخ في وجهه و هو يتردد في ركله :
ـ ماذا تعرف أنت أيها الغر الساذج عن الظلاميين هه ...؟
تراجع مدحت وهو يدفع بالعلم ليحول بينه وبين أخيه قائلاً في ذعر :
ـ ماذا دهاك يا نادر .؟ لقد أفسد رجال السلطة دماغك بالأوهام و شوهوا لك صورة إخوة الظلام البؤساء ...
ـ و منذ متى و أنت تهتم حتى بأقرب الناس إليك... أنت أبله بليد المشاعر وعديم المسئولية ..
ـ سامحك الله .. لكن أمي على مثل رأيي .. أي أننا أغلبية .. و الحق مع الأغلبية دائماً.. و غداً ستعرف كم كنت مخدوعاً من قبل طغاة السلطة .. حينما نحاكم المسئول الأكبر على جرائمه ضد إخواننا الظلاميين.. و بعد أن استعملهم كفزاعة كي يحكم سيطرته على شعبنا..
وتوقف نادر مشدوهاً..
من أين أتي مدحت الضحل بهذا الكلام العجيب .؟ من الذى لقنه مثل هذا الكلام .؟ وأي شيطان يعبث بعقول شبابنا؟.. هو نفسه كان شاباً لكنه في سن يسمح له أن يميز بين الغث والثمين أما مدحت فقد أتم عامه السابع عشر منذ أسبوع ومازال يخطئ حينما يكتب اسمه مدحت فيكتبه (متحت) لأن هكذا تنطقها الألسنة .. فمن أين أتيتم بالدال إذن؟!
إنها مؤامرة ...
كل شيء يحدث حوله يؤكد له أن هناك مؤامرة ما تحاك لهذا الشعب الطيب في الظلام .. ومنذ حل علينا السيد نوسام بطلته البهية بالذات .. لقد صار الوسيط الرسمي بين الظلاميين و سلطة شعبنا وأحياناً كثيرة يخرج ليصرح تصريحات نيابة عن الظلاميين.. هذا الرجل لغز.. ماله ولنا ... لماذا يتدخل الشعب الأصفر في شئوننا؟..
ـ نادر أين ذهبت؟
رمق أخيه بنظرة خاوية ثم استدار عائداً للبيت دون تعليق..
ـ نادر.. عدت سريعاً.. يا لك من فاشل..
لم يسمع عبارات أمه الساخرة وهو يتجه لشاشة المرئي ويقلب بجنون بين القنوات المتعددة التي تتكلم عن الأحداث.. سيجن لو لم يفهم.. لكن الذي يريد أن يفهم شيئاً من الإعلام في تلك الأوقات لن يكون أقل جنوناً..
هنا توقف عند وجه مميز يدلي بتصريح على إحدى القنوات الإخبارية الخاصة..
أم لعلها تعليمات..
كان هو السيد نوسام يقرر بلهجة العالم ببواطن الأمور: أن الشعب الظلامي لن يغادر حتى يطمئن .. ولن يطمئن حتى يحاكم المسئولين عن ترويعه على مدار السنين الماضية .. وقال عبارة توقف عندها نادر كثيراً :
ـ لابد أن يحاكم المسئول الأكبر على جرائمه ضد الظلاميين بعد أن جعلهم فزاعة لشعبه الطيب يستخدمها كي يحكم السيطرة على الأمور و يشعر الشعب أنهم بحاجه إليه ..
الأن علم نادر علم اليقين .. من أين يأتي أخيه الصغير بهذا الكلام الغريب..
وعلم كذلك مدى سذاجته حينما تصور أن ثورتهم بلا رأس..
***





(5)

لقد هدأت شوارع المدينة بعد قرار الإذعان ..
ما أجمل شوارع المدينة وهي خاوية هادئة من الصخب .. كان وسام متوجهاً بسيارته إلى مقر المسئول الأكبر، و معه سائقه وحارس شخصي يجلس إلى جانبه.. لم يكن معه سليمان لحسن حظه .. لماذا ..؟ لأن الفريق ب الذى لم يكن فريق علمي بالمعنى الحرفي .. كان يرصد سيارة وسام.. ويستعد لإزاحته من الوجود. الفريق ب فريق محترف من نوع خاص يسمى عند المنظمات الأمنية بفريق الضباع .. وطبعاً لم يأت بهم نوسام إلى هنا ليعرضهم في حديقة الحيوان!..
قال الضبع ب -1 وهو يتابع مسار سيارة السيد وسام على شاشة صغيرة أمامه :
ـ شوارع خالية هادئة .. ستكون عملية هادئة و نظيفة ..
قال ب -2 وهو يعبئ سلاحه المضاد للدبابات :
ـ متى سيكون في مرماي ..؟
كان الفريق يقف فوق أحد أسطح البنايات في الشارع الرئيس الذى ستعبره سيارة وسام الأن ..
قال ب -3 :
ـ عشرون ثانيه ويظهر في مرماك يا ب -2 ..
حمل ب -2 السلاح المضاد على كتفه وارتكز على سور السطح وهو يحكم التصويب قائلاً :
ـ عملية هادئة ونظيفة !!
وظهرت سيارة وسام ... وضغط ب -2 الزناد لكن ب -3 عطس فارتطم رأسه برأس ب -2 .. و خرجت القذيفة المضادة مخلفة وراءها خيطاً من الدخان وانفجرت على بعد امتار من سيارة وسام التي قفزت مثل بطة عملاقة وانقلبت على الرصيف ...
تبادل الفريق ب النظرات قبل أن يخرج ب -1 منديل ورقي ويعطيه
لـ ب -3 ليمسح أنفه الذى سال وهو يقول في برود :
ـ قذيفة ثانيه يا ب -2 .. وبسرعة ..
وقبل أن يلقم ب -2 سلاحه بقذيفة جديدة تحطم باب سيارة وسام بركلة عاتيه ثم قفز منها حارسه الشخصي وهو يطلق الرصاص باتجاه مصدر القذيفة .. وتراجع الفريق ب للوراء فوق السطح .. أخرج ب -1 و ب -3 سلاحين آليين ثم تقدما من حافة السطح وأمطرا سيارة وسام بالرصاص..
بعد دقائق توقفوا بعد أن أدرك كليهما أن الصيد قد غادر السيارة أثناء تراجعهم عن الحافة .. وأدركوا كذلك أن الشارع كله قد استيقظ مذعوراً ... لكن لا مفر من مواصلة العملية لإزاحة السيد وسام من الطريق ..
ـ لن يبتعدا كثيراً ...
ـ ذلك الرجل محظوظ والحظ لا يعتمد عليه كثيرا ً في عملنا .. عطسسس .. تباً.. لقد أصبت بالبرد ..
ـ أصمت يا ب -3 .. و ابقى أنت هنا حتى لا تفضحنا ..
اخترقا الزحام الشديد المحيط بالسيارة المقلوبة وتفرقا في اتجاهين للبحث عن الصيد .. تباً .. الزحام الشديد.. من أين يأتي كل هذا الكم من الفضوليين ...لحظة ..هل هذا هو وسام ..؟
وحينما شهر ب -1 مسدسه كان ذلك الذي ظنه وسام قد اختفى وسط الزحام .. وسرعان ما علا الصياح من قبل الناس المحتشدين ووجد ب -1 نفسه وقد تكالبت عليه الجموع ..
ـ ب -1 سقط يا ب -3
ـ تباً ... هذا حظ سيء ... عطسسس ...
هنا دوت أبواق سيارات السلطة وهي تنهب الطريق مقتربة من الحادث ...
ودوى صوت نوسام عبر وسيلة الاتصال برجليه المتبقيين :
ـ الفريق ب ..هنا عرين الدودة البيضاء أجب ..
ـ ب -1 سقط ... و ب -3 أصيب بالبرد!... والهدف يفر عبر الشوارع الجانبية فيما نظن..
ـ حدد لي المكان الذي فقدتم فيه الهدف ثم انسحب فوراً..
ألقى ب -2 بيانات الموضع الذى فقد فيه الصيد بسرعه وتلقاه نوسام في مقره السرى في إحدى فجوات الظلاميين.. هرش رأسه قليلاً ثم طلب رقماً :
ـ سمكه ؟..
أتاه صوت أجش يتحدث بلهجة شعبنا، لكن بسوقية احترافية .. هذا صوت بلطجي على الأرجح :
ـ مرحباً يا بك ...
ـ هناك رجلين هربا من التجنيد الإجباري في منطقتك .. سأعطيك أوصافهم وعشرة آلاف ترللى أخضر .. لكن خذ الحذر فالمكان يعج برجال السلطة .. حاول أن تهيج العامة على رجال السلطة حتى يتسنى لك إحداث فوضى عارمة .. هذا مهم جداً..
ـ إذا سيكون هناك عشرة آلاف ترللى أخرى ...
نوسام يعرف سمكة جيداً ... ويعرف أن موت السيد وسام على يد بلطجية شعبه كان أخر شيء يمكن أن يخطر له على بال.. سيتخلص من وسام ويحدث الفوضى المنشودة .. عصفورين بحجر واحد ..
هذا كثير والله ..
***
كان لابد لنادر أن يترك الفراش .. لا أحد يستطيع أن يواصل النوم بضمير مرتاح بعد سماع دوي انفجار و طلقات رصاص وهرج ومرج يوقظ الموتى.. غادر غرفته فرأى الذعر يطل من عيني والدته و أخيه مدحت ..
ـ ماذا يحدث .؟ هل هي الحرب .؟
طلب من كليهما العودة للغرف و توجه بحرص إلى النافذة .. من وراء الشيش رأي العشرات يتجهون ناحية الشارع الرئيس وسمع كلمات مختلطة حاول أن ينسج منها كلام مفيد ..
ـ لقد ضربوها بصاروخ .. أي والله ..
ـ هل هناك مصابين .؟
ـ لقد قبضوا على رجل أجنبي مسلح ...
كان يرتدي ثيابه على عجل ليعرف أكثر .. و لم ينس توجيه تحذير لأخيه مدحت ألا ينظر من النافذة أو الشرفة .. و حينما فتح باب المنزل ليغادر تلقي دفعة في صدره من خارج، طار على أثرها ليرتطم بأثاث المنزل ..
و قبل أن يستوعب الموقف لمح رجلين يدلفان و ينغلق الباب من وراءهما
كان مفترضاً أن يصرخ .. أن يستغيث.. أو حتى يعترض لكنه بالرغم منه شاعت على وجهه دهشة عارمة.. استحالت إلى ابتسامة عريضة مرحبة ..
***

 
 

 

عرض البوم صور عمرو مصطفى   رد مع اقتباس
قديم 31-07-18, 10:58 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مغامر ليلاس الأول



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233726
المشاركات: 503
الجنس ذكر
معدل التقييم: عمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 266

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمرو مصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ليس الآن بقلمي / عمرو مصطفى

 

(6)

حينما دلف ب ـ2 إلى السيارة الدبلوماسية سمع ب -3 وهو مستمر في العطس.. حياه وجلس في المقعد الخلفي مسترخياً :
ـ هل من أخبار عن ب -1 .؟
ـ عطسس .. لا أسمع إلا أصوات جلبة وأصوات أبواق سيارات السلطة..
لا أظن الموضوع يستغرق كل هذا الجدل ... لماذا لم يتسلم رجال السلطة ب -1 وينتهي الأمر ...
هنا انفتح باب السيارة ودلف إليها ب -1 ليجلس بجوار ب -3 ...
ـ أنت تسمع جلبة لأنى فقدت جهاز الاتصال هناك ..
ـ ب -1 .. هذا غريب ...
قالها ب -3 وهو يدير المقود وتنطلق السيارة ..
على حين بدأ ب -1 يفسر لهم سر عودته :
ـ شعب غريب .. لقد كادوا يفتكون بي في أول الأمر .. ثم لما جاءت عربات السلطة انصب غضبهم على رجال السلطة و رفضوا تسليمي مما أدى إلى اشتباك عنيف بينهم و بين رجال السلطة ... ووجدت نفسى حراً بعد أن كدت ألفظ أنفاسي الأخيرة ..
قهقه ب -2 وهو يتراجع في مقعده أكثر ثم قال في استمتاع :
ـ شعب غريب بالفعل ... لكنه يستحق ما سيحدث له ..
هنا لاحت لهم تجمعات بشرية غاضبة .. ظهر من بينهم شخص أسمر فارع الطول يرتدي سترة جلدية ويلوح بسيف طويل بيده في الهواء
وتبدو عليه أمارات القيادة .. كان معه عدد لا بأس به من بين الجموع يحملون السلاح الأبيض وينادونه بسمكة..
هناك أدخنة تتصاعد وألسنة نيران مصدرها إحدى سيارات السلطة والتي تحولت لكومة فحم مشتعل .. وللأسف كان حشد كبير من أبناء شعبنا الغاضب يلهج بالهتافات الملتهبة المنادية بسقوط السلطة الغادرة الخائنة !..
صاح سمكة وهو مستمر في ممارسة دوره التحريضي بينهم :
ـ الأمر أوضح من الشمس يا رجال .. السلطة تبغي إبادة الشعب الذى وقف في وجهها .. خدرونا ثم انقلبوا علينا في المساء .. و يضربون الناس بالصواريخ ..
وهتف متحمس أخر :
ـ لا تتركوا رجل واحد من رجال السلطة يمشي على الأرض ..
و لم يكن الشعب بحاجه إلى ذلك الهتاف بالفعل .. ومن جديد انفجرت جموع شعبنا وعدنا من حيث بدأنا .. الويل لكل رجل سلطة يلقيه حظه العاثر في طريقهم ...
لقد مات العديد من رجال السلطة في تلك الليلة المشؤمة وتفرقت دمائهم هدراً بين الجموع الثائرة ..
و بينما الجموع الغاضبة تجتاح المدينة اقترب أحد رجال سمكة من الأخير و مال على أذنه قائلاً :
ـ لم نعثر له على أثر .. ربما غادروا الحي بالفعل ..
ـ عشرون آلف ترللي يا ابن الـ ... ستضيع علينا .. اقلبوا الأرض بحثاً عنه ولا تعبئوا بالسلطة فقد انكسرت شوكتها أخيراً ..
و انطلق بلطجية سمكة ليباشروا البحث المضنى عن رجل الأمن الأول .. بينما أجرى هو اتصال بالسيد نوسام ليخبره بالتطورات ..
كان نوسام سعيداً بالرغم من ذلك .. فقد استطاع استغلال حادثة وسام أسوأ استغلال .. الأن وسام معزول عن رجال السلطة، و سيسقط عما قريب في يد رجال سمكه .. على حين سيجهز الشعب الأخرق على جهازه الأمني .. بعدها ..
يخرج الظلاميون إلى النور ..
و إلى مهمتهم الأساسية ...
ـ اسمع يا سمكة.. سوف أحدد لك عدة مراكز أمنيه حساسة .. عليك أن تدفع الجموع إليها حتى يتم شل حركة السلطة نهائياً ..
ضحك سمكة كأي بلطجي يحترم نفسه و قال :
ـ هذا يوم سعدي بالتأكيد ..سنتخلص من السلطة.. و يصير القانون أن لا قانون .. سنصير ملوك الشوارع ...
و أنهى نوسام المكالمة وهو يلتفت إلى دشرم و يسرم مبتسماً في خبث :
ـ يؤسفني أنك لن تجد الوقت الكافي لذلك يا عزيزي سمكة ... فملوك الشوارع الحقيقيون سيكونون أخر من تتوقع أنت و بنى شعبك ..
هنا دخل أحد الكائنات الظلامية صائحاً في شبق :
ـ هناك ثلاثة من الصفر يطلبون الإذن بالدخول .. و دمائهم شابة.. شابة..
صاح نوسام في تقزز :
ـ إنهم الفريق ب إياكم أن تمسوهم بسوء ...
ظهر الإحباط على وجه الكائن الشبق وهو يشير بكفه كي يدخل رجال الفريق ب.. وهكذا انضم الجميع للحفل..
قال يسرم وهو يتشمم رجال الفريق ب في شبق:
ـ شعبنا الظلامي صبر كثيراً.. و لا أحد يضمن العواقب لو انفلت الزمام ..
زجره نوسام قائلاً :
ـ اصبروا يا حمقى هؤلاء رجالى و ليسوا للأكل ..
امتقعت وجوه رجال الفريق ب وقد فطنوا إلى طبيعة الحوار و تحسست أيديهم أسلحتهم لكن نوسام هدأهم قائلاً :
ـ هدوء يا رفاق.. نحن في معسكر واحد .. أليس كذلك يا يسرم ..
هز الأخير رأسه كي ينفض عنها مشهد الدماء التي يراها تجري عبر عروق رجال الفريق ب و تدفعه دفعاً إلى الجنون ...
ثم قال في خضوع :
ـ إنه كذلك يا زعيم ..
و قال دشرم مؤيداً :
ـ إننا نفضل دماء شعبنا .. ساكني السطح .. أنتم أصدقائنا ..
هنا عقد نوسام كفيه خلف ظهره مثل أي قائد عسكري يقود معركة ..
وقال في حزم :
ـ ساعات قليلة و يبدأ الحفل الحقيقي ..
بالفعل لم تمض ثلاث ساعات حتى عمت الفوضى المدينة وخرج مذيع القناة الأولى لشعبنا على الشاشات ليعلن أخر الأنباء لكن أحدهم أزاحه ونزع منه ناقل الصوت واستدار في مواجهة الشاشة .. كان نحيلاً مفلفل الشعر من ذلك النوع الذي يلبس الحلق ويمضغ نصف كيلو من اللبان .. ابتسم للكاميرا في بلاهة قائلاً :
ـ الشعب سيطر على المدينة .. لم يعد هناك سلطة سوى سلطة الشعب ..ولم تعد هناك نشرة أخبار لأننا لم نعد بحاجة لمزيد من الأكاذيب ...
هنا دق جرس هاتف نوسام فوضعه على أذنه مستغرقاً في السماع ثم أصدر همهمات مندهشة قبل أن يغلق هاتفه و يعيده إلى جيب سترته قائلاً للظلاميين :
ـ لقد توارت السلطة بالفعل.. اختفى المسئول الأكبر و معه كل رجاله، و المدينة تفتح ذراعيها أمامكم ..
هنا أصدر الظلاميان دشرم و يسرم فحيحاً له مغزى ..
لكن نوسام بحكم خبرته شم رائحة فخ ما ..
لابد أن نتريث ..
لكن الظلاميين فقدوا السيطرة على أنفسهم.. الشبق إلى الدماء كان هو محركهم ... وأصدر دشرم أوامره بالخروج إلى السطح ...
ـ انتظروا يا حمقى ...
لكن ذهبت مناشدات نوسام سدى ..وكان أول من أطل برأسه خارجاً من إحدى فجوات قاع المدينة .. يسرم .. الممثل الذى أجاد دوره يوماً ما في استدرار العبرات من شعبنا الطيب المسكين ...
وكانت مسيرة شعبية تجوب قاع المدينة و تهتف بحقوق الظلاميين في الخروج للسطح .. و حينما لمح منظر المسيرة خروج أول الظلاميين
صاح :
ـ ها هم إخواننا ...
لقد مرح الظلاميون كثيراً مع تلك المسيرة .. كانوا مثل الجراد المنتشر و المسيرة كانت لا تحمل إلا العصي تحسباً لمواجهة مع السلطة .. وماذا كانت لتفعل تلك العصي مع الأسنان الحادة تنغرس في الأعناق ....
سرعة الهجوم و الامتصاص كانت رهيبة .. وفي قاع المدينة فرشت الأرض بالجثث الخالية من الدماء .. واستلقى المئات من إخوة الظلام منتفخي البطون بعد أن ملئت دماً ..
وفي وسطهم وقف يسرم وهو يلعق شفتيه باستمتاع ثم رفع رأسه للسماء صائحاً في نشوة :
ـ ما أشهى الدماء التي تجري في عروق الحمقى ..
عشرات و مئات الفجوات في الأرض وفي الكهوف كانت تفيض بالمئات و الألوف من الطائفة الظلامية التي تئن بطونهم جوعاً ..
ما كانت تجرؤ على الخروج بتلك الكميات أيام السلطة .. أما الأن فلم يعد هناك شيء يوقفها..
ـ ألم تفكروا في أن ما يجرى مجرد خدعة لاستدراجكم ..
كذا صاح نوسام في جنون.. لكن دشرم قابل جنونه بكل بساطة :
ـ ولو .. سيموت البعض والباقون سيعودون مرة أخرى إلى باطن الأرض هذه هي حياتنا ..
ـ لستم أصحاب القرار هنا..
ابتسم دشرم كاشفاً عن طاقم أسنانه و قال في خبث :
ـ من يستطيع أن يسيطر على جحافل الظلاميين إذا ما هاجت شهوتها للدماء.. هذا عيب صنعة لو أردتم رأيي ..
غطى نوسام عينية بكفه وقد صعد الدم إلى رأسه .. هل يبلغ القيادة العليا للشعب الأصفر؟.. أم ينتظر ما تسفر عنه الأحداث؟..
ربما يسيطر الظلاميون على السطح بالفعل، من يستطيع أن يجزم أن في الأمر خدعة من وسام.. صحيح أنه أختفى في ظروف غامضة كما أختفى المسئول الأكبر .. لكن ربما كان الاختفاء هروب من السفينة قبل أن تغرق و...
لكنه يعلم قيادة شعبنا جيداً.. خصوصاً السيد وسام.. ليسوا من ذلك النوع أبداً. رباه .. لقد وقع في حيص بيص ... هنا دوى هاتفه النقال فرفعه إلى أذنه ولم يكد يسمع الصوت على الطرف الأخر حتى امتقع وجهه وقال بصوت مبحوح :
ـ سيدي المسئول الأعظم.. هل وصلتكم الأخبار؟ وسائل الإعلام تنقل ما يدور على السطح.. رائع.. إنه.. إنه بفضل توجيهاتكم العليا...
و أنهى الاتصال و العرق يتفصد من جبينه ... لقد انغرست قدماه في مستنقع الأحداث الغامض .. سلطة شعبه لا تفهم لغة الاحتمالات..
لقد طلب منه تحديد وقت مناسب للتدخل الفوري لقوات الشعب الأصفر في شأن شعبنا .. طبعاً نتيجة غريبة على أذن العامي لكنها حتمية بالنسبة لصانعي القرار ..هم لا ينتظرون الذريعة التي بها يعتدون على مقدرات الشعوب الأبية ..بل يصنعونها ..والذريعة هي سيطرة الظلاميون على مقدرات الشعب الأسمر، فما كان للشعب الأصفر مرهف الحس أن يترك شعبنا المسكين تسيطر عليه حفنة من الظلاميين المتوحشين!!
***






(7)

ـ جحافل الطائفة الظلامية تجتاح غرب المدينة..
هكذا استهل النشرة مذيع القناة الأولى للتليفزيون الشعبي ذو الشعر (المفلفل) والقرط المتدلي من إحدى أذنيه ـ المذيع لا التليفزيون طبعاً ـ كان يحاول أن يبدو متماسكا وهو يمضغ نصف كيلو من العلكة .. فمازال لديه المزيد من الأخبار المفجعة ..
ـ لا يوجد رجل سلطة واحد يوحد الله في المدينة .. لا جديد بخصوص اختفاء السيد المسئول الأكبر و رجله الأمني السيد وسام .. فليرحمنا الله ...
كان هذا حينما وثب عليه كائن ظلامي ونشب أسنانه في عنقه وسط صراخ وعويل ودماء تناثرت على الكاميرات.. بعدها برز وجه يسرم والدماء تنساب من بين شفتيه وقام بتثبيت ناقل الصوت إلى رقبته قبل أن يبتسم قائلاً :
ـ نعتذر عن المشهد المؤسف ..لكنه شيء ضروري لحياة الظلاميين أمثالي .. أرجوا أن يكون جميع إخواني الأن متابعين لهذا البيان العاجل... نحن نسيطر على غرب المدينة تقريباً... لا داعى للمقاومة ... دعونا نعقد اتفاق . نحن حريصون على حياتكم .. لا يوجد عاقل يفسد سلة الطعام كلها ... ولا يوجد راعي ضأن يذبح كل الشياه التي يملكها مرة واحدة... أنتم طعامنا شئتم أم أبيتم ... سنقوم برعايتكم رعاية تامة .. أفضل طعام وشراب في مقابل أن تمدونا بدمائكم الحارة .. محدثكم يسرم ... المسئول الأكبر الحالي عن دمائكم ..هـي هـي .. انتهى البيان ..
وصرخ المعلم فوزى صاحب المقهى :
ـ يا أولاد الـ... أنا قلت منذ البداية هؤلاء شياطين أبناء شياطين..
ولطم الشاب محسن وجهه بمبسم النرجيلة وهو يولول :
ـ الأن فهمت السر الذى جعل السلطة تضطهد هؤلاء الوحوش..
واصفر لون الشيخ حسن الفقي وهو يضع كفه على رأسه هاتفاً :
ـ لقد خدعنا الشعب الأصفر... خونة .. خونة ..
ـ وماذا بعد ..؟
التفت الجميع إلى مصدر الصوت .. كان نادر يقف على باب المقهى وقد اكتسى وجهه بصرامة وحزم لم يعهدها أحد عليه من قبل ... لكن هذا لم يمنعهم من الإيجاب ...
ـ سيفتكون بنا ... يجب أن نختبئ بسرعة ..
ـ نختبئ أين ؟ في باطن الأرض مثلاً !
ـ لنرحل عن هنا فوراً..
صرخ نادر والدخان الأسود يتصاعد أمام عينيه :
ـ هل لدي أحدكم اقتراح أخر أكثر جبناً ...؟
قال محسن وهو يحاول منع ساقيه من الارتجاف :
ـ الوقت ليس وقت الشعارات يا أخ نادر ...
ورتب المعلم فوزى على عاتقه مهدئاً :
ـ يا ولدي هؤلاء الوحوش الليلية مصاصي دماء .. لم يصمد أمامهم أحد في غرب المدينة فماذا نصنع نحن هنا .. في الشرق ...
ـ نعيدهم إلى حيث جاءوا ...
ضحك الشيخ حسن الفقي ضحكة مفتعلة هي أقرب للبكاء قبل أن يقول بصوت يقطر رعباً :
ـ كيف ؟.. نصنع لهم عمل سفلي مثلاً ؟
سكت نادر برهة وكأنه يسترجع ذكرى ما قريبة.. وتعلقت العيون بوجهه المرهق المهموم..
ـ سنحيط شرق المدينة بالنيران ..
حملق جمهور القهوة في وجه نادر مستغربين اقتراحه، فعاجلهم هو قبل أن يتفوه أحدهم بكلمة :
ـ أنا أعرف جيداً كيف نواجه تلك الكائنات .. النار تفزعهم ..
وشرد قليلاً وهو يستطرد بأسى :
ـ لهذا كان رجال السلطة يضربونهم بقاذفات اللهب .. كانت تمنعهم من العبور إلينا .. وهذا ما سنفعله .. إذا كانت السلطة قد توارت بسبب حماقتنا .. فكل فرد في شعبنا سيتحول إلى رجل سلطة.
ـ من أين أتيت بهذا الكلام .؟
جذب نادر نفس عميق وهو يحدجهم بنظرات تبض بالقوة والعزم..
ـ ليس الآن...
ربما شك البعض أن الواقف أمامهم الأن هو نفسه الشاب نادر المسالم قليل الكلام الذى كان بالأمس .. كلماته كانت تفيض بالقوة والثقة ..
هو يعرف ما يتكلم عنه جيداً .. هو يذكرهم بشخص ما.. شخص كان يعرف عن شعبنا الكثير والكثير ..لكنه صار الأن مجرد ذكرى مجهولة.. المهم أن كل ذلك بعث في نفوسهم شيء من الاطمئنان والثقة.. أما نادر، فكان من داخله لا يقل دهشة عن رواد المقهى، وسكان شرق المدينة .. لقد تحول بين عشية وضحاها إلى رجل الأمن الأول لشعبنا ..
لم يشعر لحظة بالفخر أو الكبرياء .. فالمسئولية كانت أكبر من كل تلك المشاعر..
وحينما حانت منه نظرة لوجهه في مرآة المقهى المغبشة شعر أنه كبر عشر سنوات على الأقل ...
***
























 
 

 

عرض البوم صور عمرو مصطفى   رد مع اقتباس
قديم 01-08-18, 06:50 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ليس الآن بقلمي / عمرو مصطفى

 
دعوه لزيارة موضوعي

اشكرك لمفتاح الخريطة

الآن بدأت بفهم الغموض..

بصراحة اجدني منجذبة وغارقة في الاحداث ولكن تخذلني الاحرف لأدلي بتعليق مناسب

كما عودتنا اسلوب سلس وجذاب ولا ننسى حس الدعابة

الذي يضفي على كتاباتك ألقاً مميزاً


بإنتظار ما ستسفر عنه الاحداث القادمة

تقبل مروري وشكري

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 01-08-18, 08:41 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مغامر ليلاس الأول



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233726
المشاركات: 503
الجنس ذكر
معدل التقييم: عمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 266

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمرو مصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ليس الآن بقلمي / عمرو مصطفى

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
   اشكرك لمفتاح الخريطة

الآن بدأت بفهم الغموض..

بصراحة اجدني منجذبة وغارقة في الاحداث ولكن تخذلني الاحرف لأدلي بتعليق مناسب

كما عودتنا اسلوب سلس وجذاب ولا ننسى حس الدعابة

الذي يضفي على كتاباتك ألقاً مميزاً


بإنتظار ما ستسفر عنه الاحداث القادمة

تقبل مروري وشكري

العفو يا أستاذة بلومي ..
ويكفيني شرف متابعتك وإن لم تكن هناك ردود ..
وأرجو أن تظل الرواية عند حسن ظنكم للنهاية ..
انتهى الجزء الأول من روايتنا .. وإلى الجزء الثاني بمشيئة الله ..

 
 

 

عرض البوم صور عمرو مصطفى   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الآن, رواية)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:07 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية