1/1/2015م
في المستشفى الخاص الكبير ..
احدى اطباء المشفى المعروف , يقفل باب غرفته عليه و بصوت خافت جداً يكاد يتّضح من انفاسه المتسارعة , وعرقه الذي يصب من أعلى صوته رغم برودة التكيف المركزي للمشفى
اتّصل على الرقم البحريني , ينتظر الاجابة و كأن طول الانتظار يأخذ منه سنين .. صوت رنين الهاتف , يُسمع من خلف الهاتف من شدّة الهدوء ..
يبلعَ ريقه مع كل رنّه ينتظر صوت المنقذ من خلف هذا الهاتف
اخيراً .. الصوت أتى
.......: سامر! .. توني من ساعه مقفّـ...
تجاهل كلامه سامر وهو يقول :.. قدامي في العمليات عند الطوارئ .... اخذوا كليه من كلى الرجال و .. وماسوّله انعاش .. قدامي .. والـ.. و .. مات .. مات
سكت بـ ذهول غير مصّدق لما قيل : انت .. شفت بعيونك
قال بلسان راجف : ما اقدر اتكلّم اكثر .. جالسين يسرقون المرضى .. يسرقون اعضاءهم ... ياخذون ارواح البشر .. كانوا ياخذون ارواح مرضاك
اقفل هاتفه برعب وهو يسمع صوت همس امام باب غرفته , وطرق خفيف وصوت يقول بهدوءه : دكتور سامر .. انت موجود في غرفتك .. دكتور ..
, رجع الى الخلف .. دخل تحت طاولة مكتبه , نظر الى هاتفه , يشعر برعب مهيب , .. وقف بسرعه وهو يخبأ هاتفه في اركان الغرفة , ركض بخطواته الخفيفة , وتكوّر خلف ذلك المكتب المخيف , وعيناه ترسم على سوادها ذهوله من المنظر الذي تمثّل امامه
...................
1 يناير 2016
21 ربيع الاول 1436هـ
اِسّود وجهه , يرمق ابنه الأول بنظرات من كُرات اللهيب , يده مثبّته على عصاه القويّة , مكونة من عود صلب قويّ نادر , صُنع خصيصاً له , أهداه إياه أخاه القدوة , كفوفه تلتّف على رأس تلك العصى و ينظر أمامه يسمع لوم ابنه بـ اذن مفتوحة ,في داخله هُناك بركان من الغضب ممزوج بالندم , وكثيراً من لوم السنين .. هُناك قهر مما سمعه.. شرفه , مكانته , هيبته , اسمه , سمعته .. ستذهب مع الريح التي صنعتها ابنته قال بصوت محتقن : قليلة الادب ... احجز لي باتسر على أول طيارة لـ جدّة من مطار الرياض يا ولد
فز ابنه الاصغر من مكانه : أبشر يا ابوي .. ابشر ..
نظر الى ابن اخاه القدوة كما يسميه , الذي حظر الجلسة واستمع لكُل مافيها بلا غطاء عمّا دار , تبادلوا النظرات , وكأن هُناك تجمّع افكار في عيني كُل منهم يجمعهم .. آه .. ما أوجع تلك النظرة .. لـ أول مره يخجل ذلك الرجل المُهيب من شاب اصغر منه ب خمسة وثلاثون سنة !
وقف بهيبته و بشته الثقيل على كتفه العريض , بطولة الفارع وكأن السن لا علاقة له بهذا الجسد ..
لا شيء أغلى من الشرف ... وإن كانت حفاظه على شرفه سيكلفه الكثير سيفعل ..
وما أغلى من الشرف على رجل بدوي !
لم يستطع النوم في تلك الليلة , هو من أخطأ من بادئ الأمر .. هو من جعلها تتجرأ عليه بكُل جراءتها هذه .. و أمها ! تلك الخطيئة التي لازال يندم عليها الى هذا الوقت .. هذه الزيجة جعلته يتمسّك بمقولة ( الثوب رقعته منّه وفيه ) من بعدها ! عرف أن النسوان ليسوا نوع واحد , عرف أنّهن قد يكونن جنّه وبعضهن نار جهنّم على أرض الله ..
و ابنته ! .. تعيش في زمن الحرية والمساواة المطلقة ! نسيت أن والدها رجل شرقي بحت , وفي نظر الشرقي الشرف أولاً ثم ما تبقى بعد !
زوجته بصوت لائم مهموم : مانمت يا شجاع .. جعل من لآمك يلام .. البنت هذي ما تتوب, الحق اسمك قبل تطيح معه ..
جلست بالقرب منه , وضعت يدها على كتفه بغضب فعلي : عيالي فرقبتك لا طلع كلام منّا ولا منّا .. ماعاد لنا هيبة و وجهه قدام العرب .. انت كبير عايلة وكبير جماعة انتبه انــتبه أسمك لا يطيح
قال بصوته الهادئ عكس مافي داخله من ضجيج العُرف والعادات والتقاليد , واللوم , والندم الغير مصرّح به : نامي يا موضي .. الصبح بيصبح ..
عادت الى مطرحها , والنوم يجافي عيناها .. خوفها على ابناءها الذكور ومكانتهم التي صعُب عليها صنعها لهم قد تذهب في لحظة بسبب اللامباليه تلك ..
... ... ... ... ....
بالقرب من هذه الفيلا الكبيرة
يجلس وهو يرتدي فروته , ويداعب النار امامه بـ غصن يابس ..
سرحان بذهنه بعيداً , ل أول مره يرى عمه بهذا الوجه .. أكل الهم وجهه في ساعة ..
اقترب صديقه الصدوق "عناد"
قال بصوته الجهور الثقيل : الضّو لا تاكل ثوبك يا غيث
سحب ثوبه بـ اعتدال , وعاود النظر الى النار وهي تأكل في الحطب , تماماً كـ عمه و ابنته ..
هو الحطب بقوّته وصلابته , وهي النار التي تقضي على هذا الحطب بـ اشتعالها به ..
جلس عناد , مد الى غيث بيالة الشاهي الاسود : القمها مرة وحده ..
اخذ بيالة الشاهي , شرب منها .. وكل ما في داخله يأكله بحرارة , خوفه هو ايضاً على نفسه وعلى عائلته و اسمهم الذي يذاعُ بكل صيت , يخاف عليه من تدنيس قد يأتيه إن لم يُطهّر حالاً ..
لم يعجبه اليوم غيث ! يبدو أن هُناك ما يشغله : ياولد انت علامك ! .. وراك اليوم عقلك ماهوب في راسك وش صاير تكلّم
نظر الى صاحبه : مابه شي يا ابن الحلال .. انت وراك خرّبت مزاجي
: أجل وراك تراقص الضو و عيونك مسلطة عليها !
رد عليه بـ ببرود : وانت اول مره تشوفني اراقص الضّو .. من عمري وانا اراقص الضّو .. اهجد عني يا ابن الحلال بعيد منّاك ..
عناد : تعال صدق .. صحيح الكلام اللي انتشر ؟
نظر في عينين صديقه بـ انتباه متوتّر : وش اللي انتشر
عناد : قاحم عارض ابله للبيع بـ عشرين مليون ؟
بلع ريقه , وعرق رأسه صب منه في برودة الشتاء .. اخذ علبه الماء المعلبة , شربها كاملة .. ثم نظر الى عناد : الله لا يبالانا .. خله يسومها باللي يبي
نظر الى النار , شعر بشعور الخوف الذي يهدده ويهدد سمعته , الآن مجرد حديث عابر جعله يشفق على نفسه من غداً لا يعلم ماهو بالضبط
!
---
صفعها على وجِهها بقوّة ..
صوت الصفعة , جعل من يترقّبون خارج الغرفة يتوتّرون من صوتها ! كيف سيكون حال من في الداخل !
!
عيناه الصغيرة المجعّدة , ولحيته الطويلة البيضاء , وبشته البني الثقيل سقط من على كتفه بعدما حاول إشفاء غليله في ابنته التي لم يعد يعرفها !
نظر اليها بنظرات قاسية , لا تبت لـ الرحمة بصلة , وكأن الرحمة نُقشت من قلبه كما تنقش الشوكة من الجلد .. !
: غلطتي .. إنّي تركتس مع امتس بدون حسيب ولا رقيب .. طلعتس من الديرة للمدينة نسيتي أن طبع الديار لو تغير الزمن ما يتغيّر ..
سقطت على كنبة غٌرفتها , وعيناها في عينين والدها .. الآن فقط فهمت لماذا هي هُنا
رفع صوته الثقيل الذي لا يرتفع ابداً إلا على من يستحق : ما عمري مديت يدي على مره .. ومديتها عليتس يا مشاعل ..
لكن والله .. ما يتحمّل النتايج الا صاحب الخطأ من البداية .. وانا صاحب الخطأ من البداية وانتي اخطيتي .. اللي بيتحمل النتايج انا .. لكن قبل لا تطلع النتيجة انا اللي بسوي هالنتيجة ..
فتحت كفّيها بتساؤل مذهول , موجوع من صفعة والدها وجع نفسي أكثر من كونه بدني : الخطأ هذا .. نتايجه كبيرة .. ليه انا خطاي وشهو
صرخ بصوته العالي متجاهل كلام ابنته: مـــــــــــــوضي ..
دخلت مسرعة : ها لبيه .. امر
اشر بيده على حقيبة ابنته : اخذي كل جهاز معها واقفلي عليها البيبان ولا تشوف درب الغرفة لين اقولتس .. زمن اول راح وذلف عساه ما يعود يومنّه ركّب فوق ظهورنا فضايح
قالت بخوف من غضب زوجها المريع : ابشر .. ابشر
نظرت الى ابنة زوجتها التي لم يوضح عليها أي انفعال سوى الصدمة فقط , لم تتكلم وهي برفقة والدها ابد .. ولم تتكلم الآن ايضاً
نظرت مشاعل الى موضي , بعيون جريحة : وش .. وش سويت يا خالتي !
في الوقت الحالي ..
شهر رجب من 1436 هـ
تعاود قلوبنا انكسارها وانشطارها بعد ذكرى تجذب بـ ألمَها كل اصحابها , يمر الوقت أو لا يمر الوقت قلوبنا هي قلوبنا , وجراحُنا ليست هي جراحُنا تتوسّع مع كُل ذكرى , تلتهب مع كُل دمعة , من يقول أن الوقت يداوي الألم .. ومن يقول أن ان بمرور السنوات تلك القلوب ستنسى جراحُها وتقفل باب عذابها .. رغم مرور الوقت عليّ لازت بألم قلبي أعيش , لازلت اسهر برفقته وسُهادنا بيننا .. اصبحتُ أألفه , صديقي الذي لن يخونني ابداً ويتركني كما فعلوا من سبقوه , هو صديقي الصدوق رفيق دربي الى الموت , ف جرح كهذا أنا متأكدة أنه سيكون أوفى من حُب والدتي حتّى ..
...................
في المشفى الكبير , حيث تتكوّد الناس فيه يرجون من الله الشفاء , احدهم يُمسك بأوراقه و يحمل تعبه في قلبه , والآخر يحمل ابنه على كتفه وعيناه تنظر برجاء الى من يساعد , وتلك المسنّة التي تجلس على الكُرسي المتحرّك لا أحد معها سوى خادمتها تناسوها من سهرت لـ راحتهم بعيون مسّنة مرت بتجارب الحياة وأمراضها تحمل بين يديها ظرف أمراضها في رجاء علاج يخفف عنها ألمها , وأخر شاب في مُقتبل عمره متكأ على عصاه التي تحمله بدلاً من قدمه التي قد بُترت أثر تهوّر و عقل ذهب مع المتعة فكانت نتائجها فقدان أحد أقدامه , وأخرى فتاة تضع يدها على رأسها والاخرى تحمل بها مولودها الذي شرّف الحياة بعد عناء الحمل .. ومن لا يذكر .. ومن يذكر .. يكتظ بالمرضى , وكل مريض فيهم في قلبه أمل الشفاء على يد احسن الاطباء الموجودين بعد الله عز وجل ..
في قسم العلاج الطبيعي ..
وقفت وهي تضع يدها على ظهرها وبعناء مع المسنّة : يا خالتي .. شلون تمرنين بعباتك ؟ ما يفيد .. خلاص افصخيها وتمرني بدون هالعباية
المسنّة بعيون يملأها الحياء : وخزياه يا بنيتي .. تبين هالبنيت يشوفنّي وانا اركب هالبلاء اللي مدري هو بيجيب فايده ولا تاخذون فلوس على الفاضي
ضحكت وهي تنظر في عيون المسنّة : بيفيد اذا سمعتي الكلام.. يا خاله من يتمرن ب عبايه وتحتها دراعه و لابسه برقع عليها .. ههههههههه ..
ضحكت المسنّه وهي تضع يدها على عيناها : الله لا يحدنا يا بنتي .. الشكوه لله ماغيره نرفع له الايادي
توجهت الى باقي المرضى في القسم الطبيعي وهي تركز على كل مريض بعنايه تامه
خرجت الى مكتبها وهي تنظر بتجاه ساعه الحائط , مر وقت الراحة الخاص فيها وهي لا تدرك ذلك .. انشغلت بمرضاها كونها اخصائية علاج طبيعي , توجهت الى مكتبها
دخلت وهي تنظر الى صديقة المهنة : ظهري يعورني ...
ضحكت اسماء وعيناها متوجّهه الى شوق : يقولون باب النجار مخلّع
اقفلت الباب و وضعت طرحتها على الشماعة , جلست على الكرسي وهي تنظر امامها وعلى وجهها ابتسامة ارهاق : متى بينتهي وقتك
نظرت الى ساعتها اسماء : ربع ساعه واطلع
مسحت وجهها بيديها : يا حظك ...
تنهدت اسماء بضيق : أي يا حظي تكفين .. اف بس
نظرت باهتمام الى صديقتها : لا يكون .. حاتم للحين يبيك تتركين الشغل
أسماء بـ انفلات مقهور : تدرين وش اللي يقهرني يا شوق .. اني قبل لا نتزوج قلت له وظيفتي خط أحمر .. وظيفتي لي انا وبس , ماراح اتتركها وكان هذا شرطي
شوق : طيب وين المشكلة الحين ؟
أسماء : هو ما يقولها بشكل صريح لي .. يسوي مقارنات بينه وبين وظيفتي , يحاربني فيها نفسياً ويشكك بحبي له بسبب هالوظيفة .. زهقت منه ما ادري وش اسوي .. افكر اتطلق منّه لكن , فيه شي يمنعني
ردت على صاحبة المهنة بحكمة : قولي لا اله الا الله كل ما جتك هذي الفكرة .. وانتي فكري بعقلك .. انتي تحبين وظيفتك ومتعلقة فيها وتحبين زوجك , هذا حبُ وهذا حُب .. اذا لمّح لك مره ثانيه صارحيه بشكل واضح وقولي له ان حبه غير عن حب وظيفتك .. ولو حسيتي انتي انه مافيه فايدة , فكري بعقلك وقتها وش اسلم لك و لمستقبلك .. مستقبلك بيكون في وظيفتك أو مع حاتم ..
تنهدت اسماء , وهي تهز رأسها : هذا اللي انا افكر فيه ..
وقفت شوق وهي تنظر الى ساعتها : عندي تحاليل لازم اطلعها من المختبر , والمختبر ما يرد علي .. بطلع اجيبها وانتي روحي واستهدي بالله
توجهت شوق للخارج وهي كـ عادتها تسجل في الملاحظات الصوتية , طريقة عمل طبق اليوم لـ اختها سارة .. وضعت هاتفها في جيبها وتوجّهت للمختبر
وقفت وهي تنظر بـ استنكار كبير الى امرأه تتعدى على طفلها بالضرب
توجّهت لها , وهي تقول بـ أسلوب رسمي جداً : عذراً .. وش جالسة تسوين
نظرت اليها المرأة بعنف : نــعم ؟
أشرت شوق بيدها لـ الطفل الذي لم يتجاوز الخامسة : اقولك انتي وش جالسة تسوين .. تمدين يدك على طفل
المرأة : انتي من عشان تحاسبيني
شوق بـ غضب : وحده شافت عنفك اتجاه طفل تبيني امشي بدون ما اسوي شي
المرأة : انا أمه ما انتي ارحم مني عليه
قالت بغضب : لا أرحم .. واشك انك امه من هالضرب
نظرت الى الطفل : هذي ماما
بكا الطفل بعالي صوته وهو يهز رأسه بالنفي
هزّته المرأه وهي تقول : لا يطلع حسّك
سحبت شوق الطفل , وهي تقول بحزم وصوت شبه مرتفع : ابعدي عنه .. هنا كل مكان مصور أقسم بالله لـ اتصل على خط مساندة الطفل تتفاهم معك , الطفل هذا ولدك ؟
سكتت المرأة وهي تنظر في عينا الطفل بقوّة
وضعت شوق رأس الطفل باتجاه عيناه على فخذها وهي تنظر: كلميني انا .. أنتي أمه
قال الطفل بصوت باكي : ماما في بيت بابا سعد الكبير ..
وبكا بصوت أعلى
نظرت شوق الى المرأة بقوّة وهي تقول : انتي ما تخافين الله ؟
خافت المرأة وعيناها في عينين شوق : ما يسمع الكـلام
قالت بـ استفزاز : حتى لو ما يسمع .. ما تمدين يدك على طفل
حملت الطفل بقوّة وهي تقول : تعالي مع للاستقبال
شعرت بغضب شديد , لامسها بكاء الطفل .. وضع يده على أقسى مكان في قلبها و أكثره جروحاً
توجهت الى الاستقبال , اتصلت بوالد الطفل و عيناها اصبحت حمراء بوجع على هذا الطفل الذي لا شي بيده ليحمي نفسه من قليلة العقل , التي لا تحمل الرحمة في قلبها , هي جاهلة بمكونات الطفل الجسمية والعقلية والعاطفية , هي جاهلة بنفسها .. فكيف لها أن لا تكون جاهله بطفل !
اطمئنت بعدما رأت ردة فعل الأب الذي يبدو أنه جاهل بما تفعله زوجته بابنه الصغير ..
جلست على كرسيها وهي تأكل من قطع البسكوت امامها .. وتتذكّر زوجة والدها المصرية , كانت اشد من الصخر في قسوتها , تربّت هي و اخواتها مع والدتهم البكماء , لكن والدها تزوج بمصرية ..
نظرت الى يدها , مفصل الذراع مع الزند .. مكان الوجع الذي طبع وكبر معها وعلى جسدها , لا تنسى ذلك اليوم
حرقتها بـ حديدة , وضعتها بدم بارد على طفله لم تتجاوز الثانية عشر بعد , اخاها رحمة الله عليه كان يحاول الدفاع عنها لكن .. كانت اقوى منهم بكل شي , حتى بالبنية كانت كالجبل الطويل العريض لا احد يستطيع معارضتها ..
والآن بعد وفاة والدها , و سيطرت زوجة والدها وأبنها سالم على الورث لا تستطيع فعل شي ولا ظهر يسندها ولا يقويّها .. رغم ان ورثها من والدها سيكون كبير , لكن اخاها هددها بأنها في حال طالبت بالورث , تنسى ما يسمى بحريتها .. صغيره كانت .. تخاف على والدتها واخوتها من أي اذى .. وافقت وتنازلت هي واخواتها عن الورث .. ولا شي بقي لهم سوى راتبها تسعة الالف .. لكنّه كالالف في هذا الزمن , بالكاد يكفيها واهلها ..
تنهدت وهي تنظر الى ساعتها , الحادية والنصف ظهراً .. وقفت تعاود العمل ..