في مكان أخر , اشبه بحديقة الجنّة
مكان يتسع لـ آلاف الزهرات على هذه الارض التي تزهو بالعُشب الاخضر , ورائحة المياة الممزوجة بالتربة الخصبة والجاهزة لـ الزراعة , حيث الهواء النقي البعيد كلياً عن رائحة المصانع التي تعج بها المناطق السكانية , حديقة خضراء لم تأثر بها اجواء الرياض الحارة والمغبرة ابداً , الفين متر للطبيعية فقط في هذه الفيلا الواسعة جداً وخمس مائة لـ مبنى دور ارضي واسع فقط لمن يسكن هذا المكان الاشبه بالجنّة , هُنا حيث تصنع اجبان يدوية , و تقطف ثمار طازجة , وتروى بهائم كثيرة , هنُا وكأنه في أحدى قرى الرياض وليس مدينة الرياض
الساعه الرابعة عصراً
يقف ذلك الرجل الذي يبدو على جسده الصحة تماما بـ عضلاته الواضحة وطوله الفارع وصدره المرتفع , وملامح وجهه المشدودة رغم وجود التجاعيد التي تدل على كبر سنّه , وشعره الممزوج بلون الصغر ولون الكبر .. يرتدي بدلة رياضية بنصف كم و شورت الى اعلى الركبة بقليل
صرخ بصوته العالي : يا سلـــيم .. من تحت دّخلها من تحت .. كم مره أعلمك
نظر الى ساعة يده , توجهه لـ الداخل وهو يقول : أم كامل .. أم كــامل
ركضت السيدة أم كامل : أمرك ابو خالد ..امرك
نظر اليها : البنات ما قموا ؟
ام كامل : تالا ما نامت الا الساعه تمانيه الصُبح .. وغادة صاحية من الظهر
هز رأسه بـ قلة حيلة : تالا ما ينفع معاها شي
توجهه الى غرفة ابنته التي من صلبه وهو يطرق الباب : تالا .. يا تلّه قليبي .. تالا ..
فتح الباب , نور الغرفة مضيء
نظر الى السرير فارغ ..
توجّهت عيناه الى الباب الاخر الذي يفتح على جنته التي توجد في بيته
توجهه لها .. هرع الى بنته وهو يراها رأسها بالأسفل و قدماها الى الاعلى بـ تصلّب : تالا .. تالا
سحبها وهو يطرحها على الارض
قالت تالا بغضب : خربت يوقتي .. كنت اسوي يوقا
ضربها على رأسها : هذي يوقا .. هذا هبال
وقفت تالا وهي تحك رأسها بألم : احس الدم يرجع في راسي اول مره اسوي كذا
قال بغضب : وانتي متى تتوبين من حركات الهبال هذي
ردت على والدها : هذا تأمل يا بابي .. كذا تسكت و تسوي علاقة صداقة بينك وبين الحياة عشان تعـ..
رد عليها : أقول .. عضي على شحمة وانا ابوك ابرك لك لا اصفي حياتك الحين
ضحكت في وجهه والدها : كل الرشاقة هذي والعضلات و الجسم المشدود ولا تعرف باليوقا .. شكلها منظر بس ولا القالب ماهو غالب
بسرعه البرق حملها وهو يقلبها رأساً على عقب : القالب ماهو غالب يا بنت مطر ...
صرخت بصوت عالي : غالب .. وربي انه غالب .. رجعني راسي يعورني
رفع حاجبه : هذي يوقتك يا بنتي ..
رفعها بسرعه وهو يغمز لها : ابوك شباب طول عمره ...
ابتسمت وهي تقبّله في الهواء : اللي يقول غير الكلام هذا .. لا تصدقه يا روحي
ابتسم : وين
غادة
زمّت شفتاها , ثم نظرت الى والدها: مالقيت الا انا تسألني عنها .. في نـار جهـنـم ما اعرف وينها ..
قال بحزم : كم مره اقولك تكلمي معها زين
توجهت الى داخل الغرفة وهي تبتسم بعد اكتراث رغماً عنها : أكلمها زين .. بس اقولك مدري عنها
خرج ابو خالد *مطر* الى غرفة بنت اخاه المتوفي فتح باب الغرفة وهو يقول بلطف : غادة .. وينها حبيبة عمها
أبتسمت وهي تنظر اليه : هلا عمي موجودة ..
توجهه الى الفناء الخارجي ابتسم وهو يرى غادة تجلس على مكتبها الخارجي الذي تغطيه بـ مظله : وش تسوين ؟
وقفت : اقرى ..
نظر اليها بـ استغراب : مب بالعادة .. بالعادة اذا صحيتي تطلعين وتسلمين وش فيك اليوم
نزّلت نظراتها الى الارض وبصوت خافت : ولا شي
عرف مكنونها وما بها من أمر
قال بغضب : وش هي مسوية تالا
غادة نظرت الى عمّها و ثم نظرت الى الارض : ما سوت شي .. بس عادي نفس طبيعتها اللي دايم
أخذ نفس عميق : لا تضيقين وانا عمك تالا مثل اختك
خرج من غرفته وهو غاضب من تالا ابنته التي لا تترك غادة بنت اخاه في حالها دوماً
توجهه الى الصالة , جلس على الكنبة وأتت أم كامل بـ القهوة لـ أبو خالد
دخل ضاري ابن اخت ابو خالد *مطر* : مساك الله بالخير خالي
مطر : هلا .. تعال ادخل يا ضاري
دخل وفي يده كرتون خشبي : هذي البذور اللي طلبتها اليوم وصلت من اليابان سم ..
وضعها على الطاولة امامه وجلس مقابل لـ خاله : وش فيك .. كنك ضايق صدرك
تنهد مطر : وفيه غيرها راعية المصايب تالا
دائماً ما يشكي خاله من ابنته تالا , رغم انه لا يعرفها سوى بالاسم لا يعرف ماهي شخصيتها رغم عمله مع خاله في توزيع موارد المزرعة على اكبر المتاجر في الرياض بالتعاقد معها ..
رد على خاله : بيعينك الله يا خالي
نظر اليه خاله بطرف عينه : انا ماقلت لك قص هالشعر اللي على راسك
رفع شعره الى الخلف : ابشر .. بـ اقصه هالايام
مطر : سكّتني بس انت ..
نظر ضاري الى خاله : خال .. ترى الدور اللي كنت ساكن فيه يبيه صاحبه قبل شهر قالي فضّه وعطاني شهر ونسيت اقولك واليوم انتهت مدة الشهر .. وهالايام بقضيها سكن في الفندق اللي على الشارع لين القالي حولك مكان اسكنه واصير قريب منك ومن الشغـل
رفع مطر حاجبيه بغضب : وانت ورا ما تعلمني من أول لا جا وقت الموضوع قلت
ضاري : نسيت والله يا خالي نسيت
مطر بنفس الغضب : وش نسيت .. هالامر ينتسى ولا تستغبي علي انت ... جب قشك و أسكن في الملقط اللي برا بخليهم يحطون لك فيه سرير ولا تزيد الهرج والكلام الفاضي علي .. من أول اقول لك اسكن المقلط اسكنه وانت معيي
لم يرد ان يرد على خاله في حاله الغضب هذه لأنه يعلم أن خاله في وقت الغضب يصبح شخص عنيف الى ابعد حد ان تطلب ذلك
..
ارتدت عبايتها , وضعت طرحتها على شعرها وهي تدندن : الدنيا حلوه واحلا سنين بنعشها واحنا يا ناس عاشئين ننسا اللي فتنا .. آآه ونعيش حياتنا .. آه .. على الحب متوعديييين .. انسى
تهز اكتافها اثناء ارتدائها لـ طرحتها تنطرب على صوتها السيء اثناء الغناء , يعجبها وتحب الغناء به لو أن كل من في الارض رفض ذلك
اخذت حقيبتها من على السرير خرجت من الغرفة
نظرت الى غادة وهي تخرج من غرفتها وتنظر لها : وين بتطلعين
تالا رفعت حاجبها : مالك دخل .. لازم اقولك عشان تعطيني كرت الخروج ولا مفتاح السيارة ..
ابتسمت غادة وهي ترفع حاجبها : لا هذي ولا هذي .. مجرد فضول
تالا : فضولك خليه لـ نفسك افضل من انك تخلينه معي
غادة : هه ومن يقول انه معك
ضحكت تالا وهي تنظر اليها : انتي ... سيّو
نظرت غادة الى تالا بـ ملامح طبيعة لكنّها من داخل تحطب حطب نارها التي تشعلها هي بنفسها في كل مره تحادث فيها ابنه خالها ..
توجهت الى الصالة وهي تسمع صوت برفقة والدها .. يبدو أنه ضاري ابن خالها .. اقتربت من الصاله وهي تبعد عن مرئ من في الداخل
قالت بصوت مسموع : بابي .. انا بطلع تامر على شي
لم تحسن اختيار الوقت فوالدها غاضب منها هي أكثر من غيرها
قال بصوته الغاضب : على وين .. تعالي .. تعـــــــالي امشي ما تسمعين الكلام
استغربت من صوته و اسلوبه .. هو لا يغضب عليها هكذا
دخلت مهرولة بخوف : وشو يبه .. وش فيك معصب
شد على يديه ضاري وهو ينظر لـ تالا , ثم نظر الى خاله بسرعه وكأن نظرته كانت عابرة بقوّة
وقف وهو ينظر اليها : انا كم مره قلت لك لا تضايقين بنت عمّك .. كم مره اقولك البنت يتيمه مالها الا الله ثم انا
قالت بـ استنكار وسذاجة لم تحسن وقتها : وعبدالرزاق نسيته
صرخ عليها بغضب : أنتي مافيك عقـــل .. اخوها وينه اللي يشتغل برا .. كم مره يا تالا حذّرتك
قالت بـ استعجاب ممزوج بالخوف : بس انا ما سويت لها شي ابد
فتح عينيه بغضب في عينين ابنته : كل شي اتقبله الا انك تكذبين
حاولت تذكّر مافعلته بسرعه , لكنها بالفعل لم تفعل شيئاً : انا ماسويـ..
صرخ عليها بغضب : يعني تـــكذب عليك
يشعر بأنه في موقف محرج لـ أول مره يرى خاله بهذا الغضب مع ابنته التي يتضح انها فعلت شي بغادة قوي
تريد ان تتكلم , لكن لسانها لا يقوى الكلام .. صوت والدها وغضبه عليها كانا اقوى من أن ترد او ان تقول كلمة واحدة حتى
نظر اليها والدها بنظرات قوية : روحي طيّبي خاطرها ولا تعيدينها عليها اللي يعصب بغادة يعصب بي اللي يزعّلها يزعّلني واللي يريحها يريحني .. فهمتي
كسرت نفسها كلمة والدها , هو لا يعلم غطرسة غادة ابداً هو لا يعلم ما الذي يدور بين البنات في ما بينهم .. الذي يغضب غادة يغضبه والذي يزعل عادة يزعله , والذي يريح غادة يريحه .. وانا ؟ انا التي من صلبك , انا ابنتك ليس غادة , انا من انجبتها ليس غادة
لم يتّضح تأثرها بالموضوع على وجهها , قالت بـ صوت مكابر قوي : ان شاءلله .. بس ما سويت لها شي
توجهت الى غرفتها وفي عيناها الدموع تحاول عدم الانفجار بسبب ما حدث
نظرت الى غادة التي تنظر ايها بملامح طبيعية
دخلت تالا غرفتها واقفلت الباب , لم تفعل شي حقاً لـ تلك الحقيرة
جلست على الكرسي , وحقدها يزيد على تلك الكاذبة غادة
فتحت باب غرفتها وتوجهت لـ غرفة غادة
فتحتها بتهجّم وهي تقول بصوتها العالي : وش سويت لك عشان تشكين لـ ابوي منّي
وقفت غادة التي كانت تنظر الى شاشة جهازها اللوحي : ما شكيت
أشّرت تالا الى اتجاه الباب : واللي يقوله ابوي .. من وين
ابتسمت غادة وهي تنظر الى تالا : عمي يحس فيني وبضيقتي .. و ما سألني عن سبب ضيقتي على طول حط السبب عليك ..
رفعت كتفها : وش اسوي يعني .. مالي خلق ابرر
لم تتمالك نفسها , غضبها على تلك المستفزة اعمى بصيرتها
توجهت الى سرير غادة , اخذت جهازها اللوحي ورمته بقوه على الارض
شدّتها من كتفيها وهي تهزّها بقوة : لا تحارشيني .. لا تكذبين على عشان ما اموّتــك ولا تنسين نفسك .. ولا تفرحين ان ابوي يعطيك وجهه واهتمام اكثر مني .. انتي في النهاية يتيمة يخاف الله فيك اكثر من انه يخاف الله فيني
صرخت غادة : فـــــــكيني .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .. فكـــــــــــــيني
تركتها تالا وهي تنظر اليها بقهر : وشو .. عوّرتك ... احســـن تستاهلين وهذا شوي من اللي بيجيك اذا ما تعلمتي كيف تعيشين مع نفسك بس
دخلت غرفتها وهي تشعر براحة ورضا مما فعلته لـ تطفئ به كومة القش التي اشتعلت في داخلها , كون نارها انطفأت لا يعني ذلك أن دخان ذلك النار لن يترك اثر السواد في داخلها
.........
يجلس على الكنب بعدما توجهه عمّه الى الداخل اثناء سماع ارتفاع الاصوات ..
عقد حاجبيه وهو يسمع حديث غادة المنهار مع عمّه , هل يعقل أن اليتم اصبح عيب .. !
تالا , تعاير غادة بيتمها .. يال سخافة البنات
...
وقف مطر امام غرفة ابنتها وهو يقول : أطلــعي يا تالا .. أطـــــــلعي
غادة وهي تبكي : عمي .. خلها الله يخليك عشاني خلّها
صرخ بصوته العالي : الوعد باقي بينا يا تالا .. هين وانا ابوك هين ان ما عدت تربيتك ..
عاد مطر الى الصالة و وجهه مسود مما حصل
زم شفتيه وهو مستغرب مما حدث امامه .. كل هذا الغضب يظهر على ابنته !
ابتسم في وجهه خاله : خبري انك تدلعها .. وش اللي طلع اليوم
مطر وهو يمسح رأسه : خربانة .. خربتها بدلعي فيها
وقف وهو يقول : انا بطلع تامر بشي
قال بنزره : جب اغراضك للمقلط
ضاري بسرعه : ابشر بس لا تعصب داخل على ثم عليك
اشر بيده مطر لـ الباب : اطلع لا تخليني اطلع الباقي في شعرك
خرج وهو يضحك , شعره دائما ما يغضب خاله مع انه شعر طبيعي طويل الى بداية اذنه وابداً ليس به نعومه لكنّه متجعّد متساقط على انحاء وجهه ودوماً يضع الباند عليه ليدسّه عن خاله
..
يوم أخر ..
في منزل شوق
امام المراه الكبيرة في المدخل
وهي تعدّل شعرها لـ تضع عليه الطرحة , وتشكو لـ اختها الاصغر منها سارة : سفن اب اوزعه ... يستهبل حنا في مدرسة مب في مجال طبي ... قاهرني يا سارة بـ اموت منه حسبي الله عليه
سارة تتكأ على باب الدخل وهي تضحك بشدّة وتمسح دموعها من البكاء : وزعي السفن اب .. وقولي هذا عشاني استغبيت على المدير .. ههههههههههههههههه
نظرت شوق الى سارة : يا شينك سخيفة , والله لو اني رايقه لك لـ أعلمك السخافة هذي شلون تتمثل لـ واقع
نزلت من الاعلى ديمة متوجهه لـ المطبخ بلا أي فعل
شوق وهي تأشر على ديمة : ماراحت هذي المدرسة
سارة وهي تنظر الى المطبخ : تقول والله ما اروح الا لما تتسدد الرسوم
شوق توجهت لـ المطبخ : ديمة .. خير ان شاءلله ليه ما رحتي المدرسة
ديمة وهي تأكل من صحن الكورنفليكس : ماراح اروح الا لين تتسدد الرسوم
جلست شوق امامها : بتسسدد ان شاءلله لكن الدروس لا تفوتك هذي ثانوية مب لعب عيال
ديمة : وانا قلت لك ماراح اروح الا لين تتسدد الرسوم
صرخت شوق فيها بغضب : من وين ... من كنزي اللي تحت سريري ولا من حسابي اللي في البنك مليان ملايين وانا مخبيتها عنكم ولا من المارد اللي اذا حكّيت الابريق طلع لي وقال لي وش تبين احقق لك امانيك يا شوق.. قومي ألبسي مريولك وروحي لـ مدرستك لو جيت ولقيتك ما رحتي يا ديمة ماراح يحصل لك طيب والله العظيم ماراح يحصل لك طيب ..
مسكت سارة شوق وهي تنظر الى ديمة : بتروح بتروح ... اهدي و روحي دوامك
نظرت ديمة الى شوق : ماراح اروح الا لين تتسدد الفلوس
صعدت الى غرفتها بغضب
نظرت شوق بغضب الى سارة : أقسم بالله لو جيت ولقيتها ما راحت مدرستها لـ أقوّم الدنيا عليها .. اليـــــوم فيه دورة تدريبيه على القدرات خليها تروح قبل لا أروّح روحها
اخذت روبها لـ العمل وخرجت بغضب شديد من اختها التي لا تبالي بمصلحتها , نزلت دمعتها غصب عن ارادة عينها .. لا تبكي الا نادراً هذا ما علّمتها الحياة اياه .. حسابها يوجد به ثلاث الاف فقط .. وبقي على الراتب لـينزل مره اخرى ثمانية عشر يوماً .. و الرسوم اثنان وعشرون الف .. كيف تدبّرها و على عاتقها قرض السفر .. جلست على الرصيف وهي تنظر الى مستشفى الجامح الكبير , وفي داخلها صراع شديد .. تتمنى الطيران عالياً بعيداً عن كل تلك المصاعب التي على عاتقها , بكت اخيراً وهي تتذكر سماعة اذن والدتها التي لم تعد تعمل , سعر السماعة فقط بـ 800 ريال .. اعني يالله مما يفعله الزمن بي وبشبابي ..
وقفت وهي تمسح دموعها عن وجهها , قطعت الشارع السريع , دخلت الى المستشفى وهي تفكر أن تأخذ من بنك تسليف الموظفين
وقفت وهي تنظر بـ عدم تصديق الى السفن اب الموجود في كل مكان , تتمنى أنه ليس الذي يدور في ذهنها الآن
مرّت من عندها الممرضة الفلبينيه وهي تقول بمزاح : this problem is good , because we drink 7up for free
( هذه المشكلة جيدة , لانّا نشرب السفن اب مجاناً )
وضعت يدها على فمها وهي ترى اهانتها في جميع القسم , يال الخيبة .. يال الوضاعة
توجهت بسرعة الى مكتبها والسفن اب في كل مكان بلا مبالغة
دخلت وهي تضع يديها على وجهها : اسماء .. السفن .. من موزع السفن
اسماء : انا وزعته .. بلا زعل تكفين , مصلحتك اهم من أي شي ثاني
قالت بـ انفعال : ليــــــــه .. ليــــــــــه يا اسماء ... حرااام عليك , والله حرام .. اهون علي انطرد ولا اوزع سفن اب
جلست على الكرسي وهي تضع يديها على وجهها , بكت كثيراً انهارت ودموعها تتساقط وكأنها في سباق الجري
تراكمات داخليه واخرى خارجية تثقل كاهلها بما لا طاقة لها فيه
اسماء بـ رجاء : تكفين لا تبكين .. والله لمصلحتك ..
نظرت شوق الى اسماء : مصلحتي توزعين سفن اب في المستشفى عشان تفكيني من عقابي .. يارب
جلست اسماء مقابل لـ شوق , تحاول تهديها مما فيها .. هي تعلم ان بكاءها اكثر من موضوع السفن اب بكثير
...........................
لم يغادر المستشفى , ينام في مكتبه ويصحو فيه .. له منزل في الرياض لكنّه لا يشعر براحة فيه , كل ايامه السابقة توجد في هذا المنزل الكئيب ..
نظر امامه وهو يفكر المريض الذي تكلّم عنه سامر مكتوب في ملفه أن توفى بسبب توقف القلب اثناء العملية , ولا يوجد ورقة تفيد تبرعه بـ اعضاءه .. ولم يشّرح حتى , لا يوجد أي دليل في يده أن هُناك سرقة اعضاء .. لكن غياب سامر مخيف .. سأل عنه قالوا سافر بشكل مفاجئ .. حاول التواصل معه لكن لا فائدة
فتح ملفات جميع مرضاه الذين كانوا يتوفون بشكل مفاجئ رغم ان عملياتهم تكون بسيطة , وبعد اجراء العملية يخرج هو منها ويترك الافاقة لـ اطباء الافاقة .. لكن بعد ذلك يكتشف انهم توفوا بأسباب تقع على عاتقه كلها
رفع هاتفه وهو يرى الساعه , السابعه والنصف صباحاً
اتصل على صديقه الذي يعمل في جوازات منطقة الرياض : هلا ابو راشد .. كيف الحال ......بخير الحمدلله ....... ابو راشد بغيتك بخدمة لي صديق لا زميل دكتور في المستشفى غايب له فترة ولا له استقاله عندنا يعني شبه متخفي , ابغاك تشوف لي هل هو مسافر او انه موجود في المملكة ... برسل لك اسمه كامل والرقم المدني و رد على بأسرع وقت ... الله يسعدك يا ابو راشد ما تقصر ... اردها لك وقت الحاجة ...... فمان الله
ارسل اسم سامر كاملاً و رقمه المدني وهو في حيرة من امره , اختفاء سامر يشككه بأن امراً ما قد يحصل ..
ارتدا ثوبه الجاهز وغترته وخرج الى فناء قسم الجراحة ..
نظر الى السفن الذي يشربه الموظفين ..
وهو يعلم أنها ستفعل ذلك .. كان عقاب مهين .. لكن لتكن عبره لـ غيرها
خرج من المستشفى يبحث له عن مكان قريب لـ فطور خفيف
رفع هاتفه بعدما سمع صوت الرسالة
عقد حاجبيه والاستغراب يتّضح على وجهه , سامر لم يغادر المملكة قط وكانت اخر سفرة له الى دبي في عام 2014 .. !
!
مالذي يحدث هُنا .. يوجد خلل شنيع يغيّر مسار جميع افكاره ..
عاد الى المشفى , كيف يحصل على ارشيف العمليات في يوم 31 ديسمبر من 2014 ليلة 1 يناير 2015 ! ..
دخل الى مكتبه وهو يفكر , عمّه مستغرب جداً من عودته الى العمل في مجال الادارة , والاعين عليه ستتفتّح .. و هناك من يسرق اعضاء المرضى ! .. كيف لهذه التجميعات ان تتم في رأسه بدون ألم ..
لا يريد تشكيك احد فيه اطلاقاً , ويريد ذلك الارشيف في اسرع وقت .. وقاعدة بيانات السابقة يزمه رقم سري للاطلاع عليها , وفي هذا الاساس عمله لا علاقة له بـ بيانات المرضى ..
وضع يده على رأسه .. ما العمل
..................