لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-05-18, 11:40 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2018
العضوية: 329709
المشاركات: 22
الجنس أنثى
معدل التقييم: قَمرْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدEngland
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قَمرْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قَمرْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: كُربةٌ بكماء / بقلمي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة inay مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم
احببت ان اسجل اعجابي بروايتك
و ان تسجليني كاحد متابعيك
اسلوبك سلس و ممتع
شخصياتك واقعية و اعجبني طرحك لموضوع خطف الاطفال و المتاجرة بالاعضاء .. ماساة غدي تتكرر باستمرار في مجتمعاتنا دون ان نحرك نحن كمجتمع مدني ساكنا ...
اقتباساتك التي تفتتحين بها فصولك تستوقفني دائما كونها اختيرت بعناية
سديم القوية بهشاشة و عزة التي لم تاخذ من اسمها نصيبا
الم يان الاوان ان تلتفت لنفسها لطموحاتها لحياتها بعيدا عن الرجل في حياتها
قمر شكرا على روايتك هذه و اتمنى ان تواصلي معنا الدرب حتى نهايته
و رمضان مبارك على الجميع


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..
مادري شلون أشكرك على تشجيعك و مدحك ، أسعدتيني بكل صدق ..
و يشرفني طبعاً إنك تكوني من متابعني هذا من دواعي سروري طبعاً و يسعدني جداً تواجدك ..
شكراً شكراً على مرورك اللطيف و ذوقك الجميل .. غمرتني بلطفك ..
إن شاء الله سنستمر حتى النهاية و أتمنى أن تكون الرواية عند حسن الظن دائماً ..
رمضانك مبارك أختي ، حياكِ الله نورتيني ..

قَمـرْ !

 
 

 

عرض البوم صور قَمرْ  
قديم 18-05-18, 11:42 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2018
العضوية: 329709
المشاركات: 22
الجنس أنثى
معدل التقييم: قَمرْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدEngland
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قَمرْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قَمرْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: كُربةٌ بكماء / بقلمي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم

حياك الله اخت قمر ..نورتي ليلاس بهالجوهره الجميله .. اسلوبك سهل وجميييل ..
موفقه باختيارك لقضيه مهمه كسرقه الاعضاء الي تعاني منها اغلب الدول
اتمنى ان خليل يحقق امنيته وامنيتنا في القضاء على منير
عزه .. الله يكون بعونها صعبه ان الانسان ينكسر ومايلاقي سند له ..
سديم .. اتوقع ان طالب وسيمون بيكونوا محطات عبور بحياتها لمحطه اكبر واكثر استقرار ...

قمر .. تسلم الايادي قصه جميله واسلوبك زادها جمال ربي يحفظك .. بانتظاار باقي الاحداث لاتتأخري علينا ..🌷🌹


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..
ليلاس منورة بكم يا أجمل قراء ..
ذوقك الأجمل و ربي .. تسلميلي أسعدتيني جداً و يسعدني أن تعجبك الرواية هذا من حسن حظي ، و من دواعي سروري و يشرفني أن تتابعيني ..
إن شاء الله بكرا راح يتم تنزيل بقية الأجزاء الجاهزة .. أتمنى أن تكون دائماً عند حسن ظنكم ..
نورتيني أختي ، حياكِ الله ..

قَمـرْ !

 
 

 

عرض البوم صور قَمرْ  
قديم 19-05-18, 01:01 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2018
العضوية: 329709
المشاركات: 22
الجنس أنثى
معدل التقييم: قَمرْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدEngland
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قَمرْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قَمرْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: كُربةٌ بكماء / بقلمي

 

السلام عليكم و رحمة الله .. أخباركم يا جميلين ؟
أتمنى أن يكون الجميع بخير ..
بإذن الله اليوم سأقوم بوضع الجزء التاسع من روايتنا : كربةٌ بكْماء / قَـمـرْ !
على أمل أن ينال إعجابكم ..
قراءة ممتعة ..


" وتجاهلوا أننا معاً نستطيع أن نتخطى عقبة الصوت لأكون لك صوتك وتكونين لي صمتي "
الاقتباس من : حبيبتي بكماء / محمد السالم .



( 9 )


السعودية – الرياض


ركود الحياة كركود الماء ، يجعل لها رائحة عفِنةً لا تُطاق .. حاولت كثيراً أن تغير من زوجها و أن تكسر ذاك الروتين الذي كاد أن يقتل حياتهما ، لكن .. عَبَث !
شغفه بعمله كان أقوى بكثير من شغفه بالعائلة و الاستقرار و الحب .. ربما اعتاد ذلك الرجل على خوض المغامرات الغامضة طيلة حياته ، ذلك الأمر الذي لم يجعل منه زوجاً ناجحاً ..
جلست أمامه تهز قدمها بتوتر ، و لا زال هو ينثر أمامه تلك الأوراق و المقالات و يتابع آخر أخبار القضية مع صديقه " راشِد " .. لاحظ توترها فسألها دون أن ينظر لها : شفيكِ سمر ؟
تنفست بعمق ، ثم أجابت : ماا فيني شي ..
نظر إليها لثوانٍ ..أغلق شاشة حاسوبه و تقدم نحوها ، أمسك بركبتها ليوقفها : معلش توقفي هز و تقولي ليش مادة البوز ؟
زفرت بقوة ، ردت : فواز انت مو عارف يعني ؟
نظر إليها باستفهام ، فأردفت : فواز أنا ملييت من حياتي هذي .. شوف حياتنا شلون صارت ! الشغل ماخذ كل وقتك .. أنا و بنتك مالنا أي مكان في حياتك ! ما تقعد معانا و لا تكلمنا .. ولا يوم خذيتنا مشوار .. كأننا مو موجودين معاك تتصرف كأنك عايش بروحك و حياتك كلها للشغل و بس !
ملّ كثيراً من تذمرها : سمر إنتِ من يوم ما تزوجنا و إنتِ عارفة إن هذا شغلي و هذي طبيعته و عارفة إني ما بكون لك كل الوقت .. ماله داعي كل مرة نفتح هالموضوع .. أنا مو مقصر عليكم بشي !
ضحكت باستهزاء و قالت : صحيح ، إنت مو مقصر معانا بالأكل و الشرب .. إنت مقصر معانا بشي أكبر .. بنتك جوري مو حاسة إن أبوها موجود في البيت .. أناا مو حااسة إني متزووجة !! حيااتنا صاارت فراااغ .. أنا تفهمت وضعك لكن انت بعد لازم تتفهم وضعي و تعطيني جزء من حيااتك !!
تأفف و قال : طيب و ايش الحل في رأيك ؟ أقعد مثل الحريم طول النهار أسولف معاكِ ؟
هزّت رأسها بيأس : لا تقعد معاي .. كل شي طالبته منك إنك تحبني و تحب بنتك كثر ما تحب شغلك ..
نهضت من أمامه متوترة و هي تلعب في خاتم زواجها .. ألقت إليه نظرة مليئة باللوم و العتاب ، ثم استدارت متجهة نحو غرفة ابنتها جوري .. تركته جالساً يتذمر و يتأفف من تلك الزوجة " في نظره " ، التي لا تفقه شيئاً في الحياة الزوجية .. و محتار هو بطريقة توصله و توصلها إلى الرضى و التفاهم !

*

إيطاليا – روما


الخيبات كثيرة .. من مِنا لم يمر بخيبة قصمت ظهره ؟ قد يخيب ظنك بابنك ، زوجك ، صديقك .. كلها خيبات مؤلمة ، موجعة حد الانهيار .. لكنّ أقساها ، أن يخيب ظنك بنفسك .. ستخسر ذاتك حينها ، و لن تستعيدها أبداً ..
لم يتوقع " طالِب " ، أنه ضعيف أمام رغباته إلى هذا الحد .. حتى اللحظة هو غير قادر على استيعاب ما فعل بالأمس ! كيف استطاع و تجرأ على خيانة عهد ربه ؟ كيف تجراً على الغوص في قذارة كتلك ؟ يشعر بالخجل من نفسه حتى أنه غير قادر على النظر في المرآة ..
ماذا سأفعل الآن ؟ حيال امرأة أوقعتني في شباكِ إغوائها ؛ و أخرى ستقتلني بلطفها و جمالها اللذان لا أستحق !
كيف سأواجهها الآن بعد أن فتحت لي باباً لحياة أخرى ؟ كيف أغلق هذا الباب بنفسي بعد أن سعيت كثيراً لأفتحه ؟ كيف أواجه نفسي أمامها ؟
كم من الصعب أن تعترف بخيانتك لامرأة عشقتك و وثقت بك منذ طفولتها .. كم من المؤلم أن تكسرها مجدداً بعد خيبتها الأولى بك .. كم من المؤلم أن تجعلها تندم ألف مرة لأنها حاولت أن تثِق فيك بعد إذ كسرتها !
كرر قراءة رسالة سديم الأخيرة عشرات المرات .. كان يتساءل : يا ترى لو رحت لسديم و قررت أفتح معاها صفحة جديدة ، ريم راح تتركنا بروحنا ؟؟ و لو واجهتها بالحقيقة و قلتلها إني ساويت هالشي راح تسامحني ؟؟؟
كل الأسئلة التي كان يطرحها على نفسه أسئلة تُجاب بكلمة واحدة فقط ، نعم أو لا .. لكنها كانت أصعب من أن تُجاب .. كانت كلغز دقيق عجز عن حله ..






-

في الجامعة ، تجلس سديم على إحدى المقاعد في حديقة كُليتها .. تراقب المارة بملل و هي تتفقد هاتفها كل دقيقتين لترى ما إذا كان طالب قد رد على رسالتها أم لا .. تلاحمت الأسئلة في عقلها ! ذلك الذي كان يرجوني أن نعود ، لم الآن يتجاهل مكالماتي و رسائلي ؟ هل تسرعت حين قررت أن أعطيه فرصة أخرى ؟ هل ستجعلني أندم على ذلك يا طالب ؟
في الأعلى ، وقف سيمون يراقبها من شرفة مكتبه ، واضعاً يديه في جيب بدلته ذات اللون الرمادي .. سديم ، لا يعلم بِم يشبهها ! أأنتِ حلم جميل أرفض الاستيقاظ منه ؟ أم كابوس مزعج يلاحقني و لست قادراً على الهروب منه ؟ تنهد كثيراً و هو يحاول أن يستذكر ما حصل معه في الأشهر الماضية ، يستذكر النظرة الأولى لها ، جميع المواقف التي عايشها معها و إن قَلَّت .. يحاول أن يستذكر كيف استطاعت فتاة مثلها سلب عقله و قلبه و تفكيره ..
تنهد بعمق حين رآها تحمل حقيبتها و تترك كرسيها ، فترك هو الآخر نافذته و جلس خلف مكتبه ليعد بعض الأوراق .. بعد عِدة دقائق ، طُرق باب مكتبه ، فسمح للطارق بالدخول .. دخلت بخطوات هادئة إلى الغرفة ، أخذت تراقبه و هو غارق في أوراقه بصمت ، رفع رأسه ليُفاجئ بها تقف أمامه و تحدق فيه بنظرات لا يعلم مغزاها ..
: Reem ! what are you doing here ?!
( ريم ! ماذا تفعلين هنا ؟ )
بابتسامة جانبية ردت :
I'm here because I miss you !
( أنا هنا لأنني اشتقت لك )
: Reem please .. don't repeat the same sentence !
( أرجوكِ لا تكرري نفس الجملة )
صمتت و هي تضع رأسها في الأسفل ، فأردف :
: There's nothing to talk between us .. And you know what is the fact of our relationship ..
( لا يوجد هناك أي أحاديث بيننا ، و أنتِ تدركين ما هي حقيقة علاقتنا )
ابتسمت بسخرية و قالت :
You love her , right ?
( أنت تحبها .. صحيح ؟ )
أطبق عينيه ، ثم أخذ نفساً عميقاً و رد بغضب :
You are asking me something personal .. don't forget that you are just student here .. be respectful , or I will take some execution for you ..
( أنتِ تسألين عن أمر خاص فيني ، لا تنسي أنك مجرد طالبة هنا .. حافظي على حدود الاحترام و إلا سأضطر لاتخاذ اجراء بحقك ! )

نظرت إليه بحقد ، ثم خرجت غاضبة مسرعة من مكتبه محاولة أن تكبح دموع عينيها .. كانت تود أن تقتل تلك اللعنة التي كانت السبب في كل ذلك ! لكنها تعلم أن سديم ليست مذنبة ، و لم تحاول يوماً أن تتقرب منه .. كل ما تفكر فيه الآن أنها متورطة في مصيبة ، و يجب أن تتخلص منها !



*


السعودية – جدّة

في المستشفى ، مستلقية عَزّة في سريرها ، لا تعرف ماذا تشعر حيال حنية طلال عليها .. تشعر أنها مجرد شفقة ، و ربما شعور بالذنب تجاهها فقط لا غير .. و إن كان قلبها يقول لها غير ذلك ، يقول لها طلال يعشقك لكنه أجبن من الاعتراف بذلك .. إلا أنها لم تعد تثق حتى في قلبها و إشاراته .. القسوة قد تكون أحياناً معدية كفايروس خطير سريع الانتشار .. و ربما أصيبت هي بعدوى القسوة منه .. طرق باب غرفتها ثم مد رأسه بابتسامة جميلة ليقول : شلونهاا زوجتي الحلوة اليوم ؟؟
نظرت إليه دون أن ترد ، تجاهل نظراتها القاسية ثم دخل و هو يخفي شيئاً ما خلفه .. لم تُعِره أي اهتمام .. أخرج من خلف ظهره باقة من الورد الجوري الأحمر ، مدّها لها و قال بابتسامة : تفضلي حبيبتي ..
كان وجهها خالياً من أي تعابير .. فلا فرح ولا حزن ، ولا بهجة ولا عبوس بدت على محياها ! بكل هدوء أبعدت الباقة من أمامها و قالت ببرود : أنا مابي منك ورد يا طلال ..
اختفت ابتسامته تدريجياً ، وضع باقة الورد فوق قدميها على السرير بخيبة ثم جلس على الكرسي المجاور لسريرها دون أن يتكلم ..
أردفت عزة بعد صمت : طلال لو سمحت .. أنا مابي أشوفك .. لا تيجي عندي ..
عقد حاجبيه مستغرباً من قسوتها التي لم يعرفها يوماً : عزة انتِ زوجتي شلون تبيني أتركك في المستشفى بروحك ؟
بسخرية : الحين عرفت إني زوجتك ؟؟ 4 شهور حامل ما شفت وجهك .. و الحين جاي تقول لي زوجتك ؟؟
اقترب منها و أمسك بيديها : عزة أرجوكِ تفهميني ، أنا مو قادر للحين أتجاوز ريتال .. مو قادر أقول لها تطلع من قلبي ..
أشاحت بوجهها بعيداً عنه محاولة أن تخفي لمعة الدمع في عينيها ، قالت بصوت مكتوم : دامك كذا خلاص خليك عايش مع ذكرياتك ! أنا ما طلبت منك تيجي هنا ! اتركني بروحي اتركني أعيش حياتي ..
بصوت خافتٍ رد : انتِ أم بنتي ..
اعتصر قلبها ألماً ، أهذه أنا بالنسبة له ؟ أم ابنته فقط ؟ ألا أكون له أي شي آخر ؟
نفضت يدها منه و قالت بغضب : بنتك كنت بتقتلها ولا نسيت ؟؟ طلال أنا ما راح أقدر أسامحك على كل شي عشته بسببك .. ما راح أقدر أسامحك إنت كنت أسوأ شي صار في حيااتي أكثر شي ندمت عليه إني تزووجتك ..
انتصبت قامته و قال بخجل من نفسه : أنا راح أروح الحين لين تهدي .. و راح أرجع بعدين .. انتبهي على نفسك ..
أدار ظهره و سار مسرعاً متجهاً نحو الباب ، تركها خلفه حزينة كسيرة .. تجمعت الدموع في عينيها ، بحقد أمسكت باقة الورد و ألقتها أرضاً .. تناثرت أوراقها أرضاً ، و تناثرت دموعها على خديها معلنة عن حرب طالت على قلب تلك الفتاة .. حرب نهشت روحها و أنهكت جسدها .. تشعر الآن أنه لم يتبق أمامها سوى رفع الراية البيضاء ، و تخليها عن عشق طفولتها الذي كان السبب الأكبر في يأسها و بؤسها ..


-

في مكان آخر .. جلست و هي تضع كوب الشاي على الطاولة أمام زوجها .. و بدأت تفكر بعمق .. لاحظ زوجها شرودها ، اقترب من كوب الشاي و تناوله ليرتشف منه القليل ، ثم قال : شفيكِ يا أم طلال وين سارحة ؟
تنهدت ثم نظرت إليه قائلة : الحين احنا مو لازم نزوج عزيز ؟
جاءهم صوت " رِهام " من الخلف ليقول بفرح : وااو ونااسة إييه يمهه اشتقنا يكون في معرس في بيتنا !
تجاهل أبيها كلامها و قال : ليش الحين فتحتِ هالموضوع ؟ مو شايفة وضع عزة و طلال ؟ ما نقدر نتصرف بهالشي الحين .. ننتظر لين تولد عزة و تقوم بسلامة ..
ضغطت على أسنانها ، ثم التفتت إلى ابنتها لتقول : رهام يمه روحي غرفتك ، أبكلم أبوك فموضوع .
بابتسامة قالت : تآمرين يمه ، ثم أدارت ظهرها صاعدة إلى غرفتها .. راقبتها أمها حتى تأكدت من ابتعادها ، ثم وجهت أنظارها إلى زوجها الذي بدا عليه الفضول و قالت بهمس : احنا لاز نزوجه و ما ننتظر عليه أكثر من كذا ..
عقد حاجبيه باستغراب من إصرارها : ليش يعني وش صاير ؟؟؟ اهوة طلب منك ؟
بنفس الهمس ردت : لا ؛ بس اذا ماا زوجنااه رااح يصير عندناا مصييبة !
وضع كوب الشاي على الطاولة ، و قال بقلق : مصييبة ايش يا بنت الحلال قولي و اخلصي !!!
: عزيز حاطط عينه على عزة !
جحظت عيناه من هول ما سمع و قال : شنووووو ؟؟ قلييل التربيةة شلووون يحط عينه على زووجة أخووه ! هذا ماا يستحيي ؟؟؟
: على شان كذا احنا لازم نزوجه و في أسرع وقت !
أخذ نفساً و هو يستند إلى وسادة الكنبة و قال : انتِ شلون دريتي ؟
هزت رأسها و قالت : مادري كان يتهاوش مع طلال ، و واضح إن طلال عارف بالموضوع على شان كذا تهاوشوا .. و بيني و بينك ، يمكن اهوة سبب وجود عزة بالمستشفى الحين ..
كوّر قبضة يده و أخذ يضغط على أسنانه بغضب : أنا أورريه بس ييجي والله لأعلمه الأدب و التربية !
حاولت أم طلال أن تهدئه فقالت : مو هذا المهم يا رجال المهم الحين نزوجه .. علشان ينسى عزة و يلتهي عنها ما نبي مشااكل و اللي يخليك ..
صمت والده و أخذت عيناه تتجولان في الأفق و هو يفكر في قذارة ما يفكر فيه ابنه ..


*


صباح اليوم ، صباح مختلف جميل .. صباح يحمل تفاؤلاً عظيماً ..
كأن يكون اليوم هو آخر يوم لسديم بلا صوت .. متفائلة جداً ، الابتسامة تزين وجهها ، و هذا هو ما يجعل أبيها يزداد خوفه و قلقه ..
رقدت سديم تلك الليلة في المستشفى ، لتتحضر لعمليتها .. كل ما كان يقلقها هو استمرار طالب في تجاهله لرسالتها الأخيرة .. خلال استلقاءِها على سريرها ، وصلتها رسالة منه يطالبها فيها بالوقوف على نافذة غرفتها المطلة على حديقة المستشفى ..
نظرت إليه ، كان يقف بقميصه الكحلي و ذقنه التي طالت قليلاً ، يبتسم ابتسامة جميلة واسعة و هو ينظر إليها .. ردت إليه الابتسامة بقلق و هي تتأمل ملامح رجولته .. رأته يرفع جواله و يكتب رسالة : سديمي .. بعد اليوم كل شي راح ينحل .. صوتك الجميل راح يرجع و يزين حياتي .. راح نتزوج و أخليكِ أسعد إنسانة في الدنيا ..
عقدت حاجبيها باستغراب منه و أرسلت : بس أنا ما وافقت على زواجنا يا طالب ، أنا طلبت نقعد و نتفاهم في الأول ..
ابتسم طالب و أرسل : راح نقعد يا قلب طالب .. و أنا أوعدك كل شي رح يكون أحسن ..

في تلك الأثناء ، دخل والد سديم غرفتها فابتعدت عن النافذة ليقول لها : صديقتك ريم وصلت و تبي تشوفك قبل العملية ..
هزت سديم رأسها بابتسامة .. أما في الأسفل ، بينما هو شارد في جواله منتظراً ردها ، شعر بيد خفيفة تضربه على ظهره و تقول : والله ما حدا قدا هالسديم ! هي خرسا و عملت فيك كل هالشي كيف لو كانت بتحكي !
عرف طالب نبرة الصوت ، فالتفت لها غاضباً : لا تتكلمي عنها بهالطريقة أحسن لك !
اقتربت منه حتى التصقت به و قالت : لو ما كنا بالمشفى كنت عملت شي تاني ..
ابتعد عنها بعنف و قال بتحذير : رشا .. أحذرك للمرة الألف إنك تقربي مني أو من سديم .. لا تلعبي معاااي لأنك موو قدي فااهمة ؟؟؟

نظرت إليه بحقد و تحركت من أمامه و هي تتوعد و تتحلف أنها ستريه شيئاً لم يراه طوال حياته ..








( انتهى )

توقعاتكم :
1- هل ستنجح عملية سديم ؟
2- ما هو هدف رشا من التحرش المستمر بطالب ؟
3- ما هي طبيعة العلاقة بين ريم و د.سيمون ؟
4- هل سيقبل عزيز بعرض أمه بالزواج ؟
5- إلى أين ستصل الأمور بين عزة و طلال ؟ و هل ستسامحه أم أن كل ما كان بينهما انتهى ؟

انتظرووني أحبتي السبت القادم في الجزء العاشر ...
أتمنى أن يكون الجزء قد أعجبكم ..
تحياتي .. قَمـرْ !






 
 

 

عرض البوم صور قَمرْ  
قديم 19-05-18, 01:03 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2018
العضوية: 329709
المشاركات: 22
الجنس أنثى
معدل التقييم: قَمرْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدEngland
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قَمرْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قَمرْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: كُربةٌ بكماء / بقلمي

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

أتمنى أن يكون الجميع بخير ..

بإذن الله اليوم سأقوم بوضع الجزء العاشر من روايتنا : كربةٌ بكْماء / قَـمـرْ !
و هو الجزء الختامي للخماسية الثانية في روايتنا .. أي خِتام عام 2004
أتمنى أن ينال إعجابكم و رضاكم ..

مُلاحظة : موعد البارت سيصبح كل جمعة بإذن الله ..

قراءة ممتعة ..


لا تُلهيكم الرواية عن أداء الصلاة .


( 10 )



" إن لم يَكُن في الحب سخط ولا رضا ، فأين حلاوات الرسائل و الكتب "
مقتبسة من : نَبضْ / أدهم الشرقاوي !

*

روما – إيطاليا

كعادتها ، بابتسامتها الجميلة التي تدخل الفرح على قلوب الجميع ، التي ترسل عبرها رسائل حب و تفاؤل ، ودّعت أبيها قبل أن تدخل العمليات ، كلها أمل أن تخرج بصوتِها الذي افتقدته منذ سنوات .. قرأ طالب رسالتها الأخيرة التي أرسلتها له : ثقتي بالله كبيرة ، و راح أطلع من العملية بصوتي اللي حبيته ي طالب ..
ابتسم كثيراً و هو يقرأ كلماتها و يدعو الله أن تخرج حبيبته معافاة من ذلك الوحش الذي سلب صوتها ..


*

المكان مظلم ، تماماً كحياة ذلك الطفل التي لوثتها أفعال مجرم لم يهتم بالطفولة يوماً .. يقف خليل في مكانه ، أمام عدو طويل ، لكنه هزيل ضعيف ، خائف و أطرافه ترتجف من ذلك الحقد الذي يراه في عيني ذلك الطفل .. لا أحد بينهما .. اثنان لا ثالث لهما ..
خليل و الدكتور منير فقط ، مرت أمامه صورة أخيه الملقى على الأرض لا حول ولا قوة ، مرت أمامه أمه الهزيلة التي لم تعد يوماً كما كانت بعد أن فقدت ابنها .. مر أمامه أبيه الذي شاب شعره حين رأى طفله بلا قلب ولا كِلى .. نظر إلى ذلك الذي يتوسل إليه .. قال : الحين تتوسلني ؟ بعد ما قتلت أخوي بدون رحمة بدون ما تفكر بقلب أمي و أبوي ؟ إنت قتلتنا كلناا ، و دمّك ما راح يعوضني عن أخوي .. لكن أنا حلفت إنك بتموووت ..
غرز السكين في بطنه عدة مرات و هو يطلق صرخات جنونية : بتموووت بتمووووت بتموووووووت ..
ركضت أمه إلى الغرفة بقلب ينتفض خوفاً ، أسرعت إلى سريره : خلييل اصحى حبيبي اصحى خليييل !
ظلت تهز كتفه حتى شهق شهقة قوية و استيقظ من نومه مفزوعاً ، ينظر حوله بتشتت و يتفحص يديه ليتأكد من وجود الدم عليهما .. لمست أمه وجهه الذي يتصبب عرقاً و قالت : حبيبي ماماا بسم الله عليك شفييك ؟؟؟
ظلّ يلهث بخوف و عدم ادراك لما يجري حوله ، بعد برهة استنتج أنه كان يرى كابوساً ، لا يعلم حقاً إن كان قتله لمنير كابوساً أم حلماً ينتظر تحقيقه .. التزم الصمت طويلاً .. فاقتربت منه أمه الباكية و قبّلت جبينه بقلق : حبيبي قوم غسل وجهك و بدّل ملابسك ..
نزل عن السرير ببطء دون أن يتكلم ، ترك أمه خلفه تحدّق فيه بخوف من ذلك الذي لم تعد تعرفه ، كبر فجأة دون أن تشعر .. ارتعشت خوفاً حين سمعت صوتاً رجولياً يقول بتعجب : سلوى شفيك ؟؟! وينه خليل ؟؟
نظرت إليه ، تنفست قليلاً ، ثم ركضت إليه فاتحة ذراعيها لاحتضانه ، استقبلها فيصل بلا ممانعة ، فأخذت تبكي في صدره و تشهق و هو يتحسس شعرها و يقول بهدوء : حبيبتي ليش تبكي ؟؟؟
رفعت رأسها و قالت بصوت متقطع من البكاء : خليل حالته ما تحسنت ، للحين يشوف كوابيس و يصحى يصرخ منها و العرق مالي ملابسه .. الحين صحى و اهوة يصرخ بتموت بتموت ما ادري وش كان يشوف و ما قال لي شي !
مسك فيصل وجهها بين يديه و قال : حبيبتي لا تخافي عليه .. اللي مر فيه ولدنا ماهو قليل .. و يبيله فترة طويلة عبال ما يرجع لطبيعته ..
: بس اهوة متغير ، متغير يا فيصل .. نظرة عيونه فيها شي ما أفهمه .. فيها حقد يخوفني .. أنا خايفة يضيع مستقبله !
: خليل اهوة اللي راح يعوضنا عن اخوه ، اهوة اللي راح يبرد قلبنا عليه ، و راح يأخذ ثارنا من اللي قتله ..
شردت في الأفق و قالت : ثارنا ؟؟
: ايييه ثاارنا ، لكن مو بالطريقة اللي تفكرين فيها ..
أعاد رأسها إلى صدره و أردف : احنا لازم نساعده ، ما لازم نظل نبكي قدامه ، لأنه بكاءنا قدامه ممكن يخليه يحقد أكثر و يتصرف بتهور .. فاهمة علي ؟؟
هزت رأسها بالإيجاب دون أن تتكلم ، قبّل فيصل رأسها و قال : يلا حبيبتي حطيلنا أكل لأني ميت من جوعي ..
تحركت من أمامه و هي تمسح دموعها ، مع خروج خليل من الحمام راسماً ابتسامة على وجهه الصغير ..


*

السعودية – جدّة

نهض عن السرير بصدمة و قال : شنوو ؟؟
وقفت أمه بمحاذاته : ايش شنوو ؟ ما سمعت اللي قلته ؟
عزيز دون أن ينظر إليها : بس يمه أنا ما قلت لك إني أبي أتزوج أنا مابي أتزوج الحين !
: ليش ؟؟ تنتظر طلاق عزة؟؟؟
صمت عزيز و لم يرد على سؤالها ، فأكملت : لمعلومك ، عزة تحب طلال و اهوة يحبها ، و ما راح يطلقهاا ، و لوو صاار هالشي ما رااح تتزوجكك هالشي مستحييل نرضى فيه ..
نظر إلى أمه بحدة : طلال ما يحب عزة اللي يحب وحدة ما يساوي فيها اللي ساواه ولدك المصون ، و عزة ما راح تحبه بعد اللي ساواه فيها .. و بعدين منو قالك إني مابي أتزوج عشانها ؟؟؟ أنا ماابي و خلااص انتهى هالموضوع !
صرخت بغضب : لاا مااا انتهى ، أبوك عرف اللي براسك و كان ناوي يتصرف معاك لو أنا ما هدّيته .. و شرطه علشان تظل في هالبيت انك تتزوج ..
رفع أحد حاجبيه بتعجب : يعني بتطردوني من البيت اذا ما تزوجت ؟؟
تحركت نحو الباب و هي تقول : الكلام اللي عندي قلته ، فكّر ، و مو من صالحك ترفض ..
خرجت و أغلقت الباب بقوة خلفها .. وقف عزيز أمام مرآته بغضب و هو يقول في داخله : ما راح أتركك تتهنى فيهاا يا طلاال و الأيام بيننا ...


*

الملل القاتل الذي شعرت به هو الذي جعلها تطلب من الطبيبة أن تسمح لها بالخروج من المستشفى .. بعد أن فَحصتها و بانت على وجهها علامات عدم الرضا قالت : الجنين للحين وضعه مو مستقر ، ما أقدر أخرجك من هنا ..
تأففت عزة : وش اللي مو مستقر بالضبط أنا حاسة إني كويسة !!
: الجنين مو ثابت ، و رآسه نازل بعد يعني هالشي ممكن يسبب ولادة مبكرة ، على شان كذا لازم تكوني تحت مراقبتنا طول فترة الحمل ..
شعرت بالخوف فقالت : في خطر على بنتي ؟؟؟
حركت الطبيبة رأسها بحيرة : إذا ما راقبناكِ و ظليتي مرتاحة في سريرك إيه راح يكون فيه خطر عليها .. الحين رآح أنادي الممرضان ياخذونك لغرفتك و أبيكِ تلتزمي بكافة التعليمات اذا تبي بنتك تظل بخير و تولدي بالسلامة ..
هزّت رأسها بالموافقة ، ابتسمت لها الطبيبة و خرجت من عندها ...

في منزل طلال ، استلقى على الكنبة في الصالة و هو يحمل صورة ريتال بين يديه .. صورة جمعتهما في ليلة من أجمل ليالي عمره ، كم كانت جميلة و هي ترتدي الأبيض الذي أنار حياتي ، لكن الأبيض ذاته هو الذي كفّنها و سلبها مني ، هو ذاته الذي جعل حياتي مظلمة لا نور فيها .. ظلمت عزة و حطمت قلبها بسببكِ يا ريتال ، بسبب عشقي لكِ .. رحلتِ عن هذه الدنيا لكنكِ لم ترحلي من قلبي يوماً واحداً .. حتى حين كنت أعاشرها كنت أراكِ ، كنت أراكِ في كل زاوية من البيت تنظرين إلي بلوم و عتاب .. ألن يتركني طيفك يا ريتال ؟ ألن ترحمي قلبي من ذلك الذنب .. أذكر أنني في كل مشكلة واجهتني خلال زواجنا ، كنت أركض إليكِ كما يركض الطفل إلى حضن أمه ، لتخبريني ماذا يجب أن أفعل ! ها أنا الآن أمامكِ ، لم أعد طفلاً ، أصبحت رجلاً ضعيفاً مهزوزاً ، أخبريني أنتِ ، ماذا عساني أفعل ؟


*

روما – إيطاليا
في المستشفى ، أمام غرفة العمليات يقفون جميعهم ، ينتظرون خروجها ، لكننا لا نعرف من منهم يحمل في قلبه نية طيبة حقيقة تجاه سديم .. بالتأكيد ليست رشا ، التي أزعجت طالب كثيراً برسائلها على الهاتف : ما بقى تهز رجلك وترتني ، ما تخاف عليها متل القطة ب 7 أرواح ، رح تطلع متل القردة !
أرسل لها : تدري إني الحين تأكدت إن في بهالدنيا أصدقاء مزيفين ما يحبون الخير لأصحابهم .. صدقيني أنا راح أكشف حقيقتك لسديم و أخليها تبتعد عنك ..
نظر إليها و هي تقرأ رسالته و تبتسم بخبث ، لترسل بعدها : ما بظن فيك تحكيلها عن اللي صار بيناتنا ، لأنه إنت الوحيد اللي رح تخسر بهالمعركة ، ما بنصحك تجرب تعاديني .. ما رح تقدر علي ..
قطع أجواء الصمت دخول رجل زاد توترهم جميعاً ، و بالأخص طالب .. قال سيمون بصوت جهوري :
Hello , I'm sorry for late ..
( مرحبا ، أعتذر على التأخير )
وقف طالب متعجباً من وقاحة قدومه و قال : هذا وش جابه هنا ؟؟
أمسكت رشا بذراعه بخبث : طالب اهدى !
نظر إلى يدها بحقد و نفضها منه بقوة :
Hey ! what are you doing here ?
( أنت ! ماذا تفعل هنا )
رد ببرود :
I want to visit Sadeem , she is my student !
( جئت لأزور سديم ، إنها طالبتي )
عض طالب على شفتيه بقهر و وده لو يضربه حتى يُشبع غضبه منه ، اقترب والد سديم من سيمون و قال :
Dr.Simon , Thank you for coming , but please , you shouldn't be here , leave the place now if you please !
( د.سيمون ، شكراً على قدومك لكن ، أرجوك لا يجب أن تكون هنا .. اترك المكان الآن لو سمحت )
بعناد قال :
Sorry , I'll wait until the end of sadeem's surgery
( أعتذر ، سأنتظر حتى تنتهي عملية سديم )
غضب طالب ، كما والد سديم كثيراً من وقاحة ذلك الرجل .. اتجهوا جميعاً نحو باب العمليات الذي فتح و خرج منه الطبيب ليقول :
العملية انتهت ، لن أستطيع أن أحدد لكم نجاحها قبل استيقاظ سديم من المخدر ..

تركهم خلفه و قد شعروا بقليل من الراحة أن سديم ما زالت بخير .. و لا زالوا يدعون الله أن تنجح عمليتها و تعود الأمور كما كانت عليه ..


*

السعودية – جدة

لم يدم تفكيره طويلاً .. ربما عشقه لعزة أتعبه ، فقرر أن يقتله بالزواج ، رغم أنه كان رافضاً للزواج من غيرها رفضاً قطيعاً قبل دقائق ، إلا أنه استطاع أن يُحكّم عقله هذه المرة و يقتنع أن عزة لن تكون له مهما جرى .. نزل إلى أمه الجالسة في الصالة و جلس إلى جانبها .. لم تعره أي اهتمام .. فبدأ هو الحديث : يمه ..
ردت دون أن تنظر إليه : نعم ؟
استجمع قِواه ، أخذ نفساً عميقاً و قال : أنا وافقت .. اخطبيلي ..
ارتسمت على وجه أمه ابتسامة واسعة و قالت : الحمدلله .. الله يهداك يا ولدي و يرضى عنك .. أنا كنت متأكدة إنك ما راح تغضبني و تغضب أبوك ، و أنا من بكرا راح أدورلك أحسن بنت بالمملكة كلها و صدقني راح أختارلك البنت اللي تسعدك ..
حاول أن يبتسم عزيز لأمه ، أخذ مفاتيح سيارته و خرج من المنزل ، لا يعلم إلى أين يجب أن يذهب ، ولا يعلم إن كان قد اتخذ قراراً صحيحاً أم لا .. عزة ، تلك الفتاة لا تذهب من باله أبداً .. كان يتمنى لو اتخذت الأمور مجرىً آخراً .. لكن ، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ..
وقف أمام الإشارة الحمراء ، استند إلى ظهر كرسيه ، و سرح في مخيلته .. قبل سنتين فقط ، كان في عامه الأخير في الجامعة .. كان ينوي الارتباط بها بمجرد تخرجه ، كانت في العشرين من عمرها ، كانت هادئة ، جميلة .. تحب الحياة رغم الحزن الذي سكن عينيها الجميلتين .. كان ينوي أن يعوضها عن كل ما فاتها من حنان و حب .. لكن طلال سبقه إليها .. هل هو القدر و النصيب ؟؟ أم أنني كنت مخطئاً حين أجلت الحديث مع أمي بشأنها ؟ ربما إخفاء العشق أحياناً قد يكون ذنباً ندفع ثمنه طويلاً .. ربما كان على الدنيا كلها أن تعرف أنني أحببتك يا عزة .. لكن ، ما الفائدة ؟ كنتِ متيمة بذلك الغبي منذ طفولتك .. حتى لو بحت لكِ بعشقي ما كان سيكون إلا عائقاً أمام وجودك مع ذلك الذي عشقتيه و لم يقدّرك يوماً ..
أيقظه من شروده صوت زوامير السيارات الغاضبة ، انتبه حينها أن الإشارة تلونت باللون الأخضر .. ضحِك على شروده ، و أكمل سيره نحو المجهول !


*

روما – إيطاليا

بعد عدة ساعات من الانتظار .. بدأت تفتح عينيها بانزعاج و بطئ .. الجميع حولها يبتسمون و في قلبهم أمل أن يسمعوا صوتها الآن .. سيمون ينتظر بكل فضول صوت تلك التي سلبت عقله و قلبه دون أن تتفوه بكلمة واحدة ..
وقف إلى جانبها الطبيب .. و إلى الجانب الآخر أبيها .. نظرت إليهم جميعاً ، لم يصدمها وجود سيمون .. أعادت نظرها مجدداً إلى أبيها ، سمعت الدكتور يقول :
Sadeem , we want to evaluate the successful of our surgery .. are you ready ?
( سديم ، نريد أن نقيّم نجاح عمليتنا ، هل أنتِ جاهزة ؟ )
هزت رأسها بخوف و هي ترى الجميع يترقبها ، ابتسم لها أبيها و قال : يلا يبه .. قولي يا رب ..
فتحت سديم فمها محاولة أن تقول أي كلمة تخطر في بالها .. حاولت كثيراً أن تتكلم بأي كلمة ، لكنها لم تنجح إلا في إخراج بعض المقاطع الصوتية غير الواضحة ..
نظر الجميع إلى الطبيب بصدمة يحاولون أن يفهموا ما حصل ..
قال الطبيب :
Are you feeling good or tired sadeem ?
( هل تشعرين أنكِ مرهقة أم جيدة ؟ )
اغرورقت عينيها بالدموع ، فتحت فمها مجدداً لتحاول أن ترد على الطبيب .. لكن ؛ بلا فائدة ..
هز الطبيب رأسه و ابتعد عن سريرها ، فلحقوا به جميعاً يتساءلون عن سبب عدم مقدرتها على النجاح في التكلم !
قال الطبيب : هناك احتمالين .. إما أن البنج لا زال مؤثراً عليها و هو ما منعها من الكلام ، و إما أن العملية لم تنجح بالشكل المطلوب !
قال طالب بلهفة و خوف : و أي الاحتمالين ترجّح ؟
تنهد الطبيب بأسف و قال : أجريت العملية للكثير من المرضى قبل هذه المرة .. جميع الذين نجحت عملياتهم ، كانوا قادرين على التكلم فور الاستيقاظ و لو بكلمات قليلة .. أما الحالات التي لم تنجح .. فهي مشابهة لحالة سديم الآن ...
اعتذر الطبيب الذي حاول أن يخبرهم خبراً مفرحاً .. نظر الجميع إلى سديم بحزن و شفقة .. فهِمت سديم أن عمليتها لم تكن ناجحة ..
خرج سيمون برفقة ريم و رشا ، أما طالب فبقي يقف أمامها و ينظر إليها و هي تبكي لا يملك شيئاً يقوله لها ..
في الخارج ، شعر بنار تسري داخل جسده .. اقترب من صديقه سعود و شده من قميصه و قال بغضب : كل شيي صااار لبنتي بسبببك و بسبب ولدك طااالب .. انتوا نصحتونااا بهالعمليةة و هذا هي ماااا نجحت .. قووول لي الحييين شلوون راح تكمل حيااتها بعد هالصدمة قووول !
صمت سعود شاعراً بالذنب تجاه صديقه و ابنته .. خرج طالب على الصوت و حاول أن يباعد بينهما و هو يقول : عممي .. عميي الله يخليك اهدى .. للحين ما في شي أكيد !
ابتعد عنه و قال بلهجة فيها شيء من التهديد و هو يلهث غضباً : مابي أشوفكم هناا لا انت ولا أبووك .. ماابي أشووفكم اطلعواا الحيين !
اقترب طالب من والده و همس له : يبه عمي الحين متضايق ، خلينا نتركه بروحه ..
تحركوا من أمامه ، فدخل هو إلى ابنته الباكية فوق سريرها .. جلس أمامها ، حاول أن يواسيها بكلمة ، فاكتشف أنه يحتاج من يواسيه .. غطى وجهه بكفيه و بدأ يبكي ، تعالت أصواتهما بالبكاء و الحسرة .. فليس لديهم القدرة إلا على البكاء ..


*

يُتبع...

 
 

 

عرض البوم صور قَمرْ  
قديم 19-05-18, 01:04 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2018
العضوية: 329709
المشاركات: 22
الجنس أنثى
معدل التقييم: قَمرْ عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدEngland
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قَمرْ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قَمرْ المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: كُربةٌ بكماء / بقلمي

 

*

السعودية – الرياض
اعتدل في جلسته بابتسامة واسعة و هو يقرأ رسالة مديره السابق في العمل ، الذي مدَح مقاله الأخير بشدة .. " مقالك جريء و أنا فخور إنك طرحته ، تأخرت لين قريته لأني كنت مشغول بس فعلاً كلنا بحاجة لمثل هذي المقالات على شان هالعصابات ما تفكر إننا نايمين عنهم ، و على شان الناس تتوعى و تنتبه أكثر .. أنا فخور فيك يا فواز ، و لنا لقاء قريب أكييد .. "
رن جرس الهاتف الأرضي .. فطلب من زوجته أن ترد ..
رفعت سمر السماعة بملل : آلوو ..
جاءها صوت رجولي مخيف يقول : هذا بيت فواز ؟
هزت رأسها و هي تعقد حاجبيها : ايه هذا بيته ، من حضرتك ؟؟
قال بلهجة فيها أمر : هاتيه !
مدّت السماعة إلى زوجها بيد مرتجفة ، سألها و هو يتناول السماعة منها : من ؟
قالت بهمس : مادري !!!
وضع السماعة على أذنه : آلوو
: انت ما راح تهدى إلا لين ينخرب بيتك ؟؟
نظر إلى سمر الجالسة إلى جانبه و رد : منو انت ؟؟
تجاهل سؤاله و قال بتهديد : مقالك الأخير بينسحب و إلا ما راح تشوف خير ..
صرخ فواز بغضب : مـــنووو انت ؟؟؟
لم يرد المتصل ، أغلق السماعة في وجهه ..
فواز : آلــــــووو !!!
تأفف فواز و قام متهرباً من نظرات زوجته ليعيد السماعة إلى مكانها .. فسألته سمر : منو هذا ؟؟ ايش قالك و ليش عصبت ؟
لم يلتفت لها لئلا ترى الكذِب في عينيه : مادري ، واضح إنه غلطان ..
: شلون غلطان و اهوة طالبك بالإسم ؟؟؟ فواز قول لي منو هذا و ايش يبي منك ؟
تأفف فواز بملل و هو يعود إلى مكانه : خلااص يا سمر كافي أسئلة !!
شعرت سمر أن الخطر يحلق حول بيتها فقالت : هذي مكالمة تهديد .. صح ؟؟
صمت فواز دون إجابة و كأنه يؤكد شكوكها .. وقفت سمر و قالت بغضب : فوواز أناا هذي العيشة موو قادرة أتحملهاا !! الخطر حوالينا دائماً .. أول مرة خطفوا بنتنا و الحين تيجيك مكالمات تهديد و بكرا ما ندري وش رح يصير !! أناا ما أقدر أظل عاايشة في هالتوتر و الخوف هذاا !
صرخ هو الآخر بردة فعل : يعني ايش تبيني أسويلك ؟؟ هذي حياتي و هذاا شغلي و اذاا موو عااجببكك ....
صمت قبل أن يكمل كلامه حين شعر أنه سيخطئ في حقها .. نظرت إليه سمر باستفهام : و اذا ما عجبني شنوو ؟؟؟
تنفّس فواز قليلاً و قال : سمر .. اتركيني بروحي ..

ذهبت من أمامه ، المشاكل تزداد يومياً بينهما بسبب عمله ، بسبب حبه الكبير لملاحقة المجرمين .. لا تنكر أنها تفخر بأن يكون زوجها شوكة في حلق كل مجرم يهدد أمن البلد و أبنائه .. لكنها بدأت تشعر أن الأمر تطور على حساب حياتها الشخصية .. و ما يجعلها أكثر حيرة هي أنها غير قادرة على الاستمرار في الأجواء المشحونة و الضاغطة هذه ، و في ذات الوقت ، تعلم أنه من واجبها أن تكون إلى جانبه ، معه لا عليه ..


*




روما – إيطاليا

وصلت إلى المنزل هزيلة ، لم تكن تتوقع أنها ستعود بتلك الحالة .. كما خرجت عادت ، دون أي تغيير أو تحسن .. وقف أبيها خلفها ، لا يقل حزناً عنها .. ربما من الخطأ أن نتأمل أكثر من اللازم أحياناً .. علينا أن نضع نفس النسبة من التفاؤل و التشاؤم حتى لا نقع في خيبة كبيرة .. ربت أبيها على كتفها و قال بنبرة حزينة : يبه ، اعتبري نفسك ما ساويتي هالعملية ، و ارجعي مثل ما كنتي ..
التفتت إليه بأعينها المنتفخة ، بهالات سود تحتها .. نظرت إليه نظرات غير مفهومة ، اقتربت ببطء من تلك السبورة التي زرعت في وسط الصالة منذ سنوات طويلة ، أخذت قلمها الذي التصق بيديها و أصبح جزءاً منها و كتبت : من سنين طويلة ما رجعت مثل ما كنت يبه !
أدارت وجهها نحوه لتراقب رد فعله على ما كتبت ، فما كان منه إلا أن أخفض رأسه أرضاً عاجزاً حتى عن قول كلمة واحدة تواسيها ..
انهارت تلك المرة ، كان يجب أن تنفجر بالبكاء المكتوم ذاك .. بكاء بلا صوت .. اقتربت بجنون نحو الطاولة و أخذت ترمي كل ما يقع تحت يديها و تكسره ، و تبكي بهستيريا كأنها تبكي عن سنوات طويلة لم تستطع فيها البكاء .. اقترب منها أبيها الذي شعر أن وجهها سيتفجر من البكاء ليحاول تهدئتها ؛ ضمها باكياً و قد سيطر على حركتها و قال : يبهه بسم الله عليكِ قل أعوذ برب الفلق ..اهدي يبه اهدي ..
لم تكن لتهدئ ، لا زالت تبكي و تشهق كأنها تختنق ... لم يعد يعلم ماذا يجب أن يفعل .. مشى بها بهدوء و أجلسها على الكنبة ، لكنها لم تهدأ و أصوات شهقاتها تتعالى .. لم يجد أمامه سوى الاتصال بطالب الذي كان أساساً يقف أمام بيتها بسيارته ، رفع سماعة جواله بسرعة : عميي ؟؟ صاير شي ؟؟
قال بخوف : طالب سدييم مادري ايش صاارلهاا !!
أغلق السماعة و قلبه ينتفض خوفاً ، أخذ حقيبته الطبية و نزل مسرعاً إلى المنزل .. دخل فوجدها تبكي بانهيار .. كل ما استطاع فهمه من حالتها أنها عانت بالتأكيد من انهيار عصبي ..
قال لوالدها بهمس : عمي راح أعطيها إبرة مهدئة عشان تنام ، ثبتلي ياها لو سمحت ..
هز رأسه بخوف ، جلس خلفها و أمسك ذراعيها بقوة و هي لا زالت تبكي كالثكلى ..
حاولت أن تفلت نفسها منهم كثيراً ، أخذت ترفس طالب بقدميها ، و بعد معاناة طالت عدة دقائق ، استطاع أن يعطيها الإبرة .. لتغط بعدها في نوم عميق و الدموع أغرقت خديها .. نامت كالملائكة و ارتخى رأسها على قدمي والدها ، أخذ يتحسس شعرها بحسرة و هو يبكي على حالها ..
قال طالب : عمي خلنا ناخذها لغرفتها على شان ترتاح و تنام ..
هز رأسه بالموافقة ، وقف ليحملها فقال طالب : عمي ، اسمحلي أحملها عنك ، ما راح تقدر تطلع فيها الدرج ..
التزم جلال الصمت ، فاقترب طالب منها و حملها بين ذراعيه .. تأمل وجهها قليلاً ، ثم صعد إلى الأعلى بخطوات بطيئة برفقة جلال الذي فتح له باب الغرفة ..
وضعوها في سريرها ، ظل طالب يتأملها ، يتأمل ملامح وجهها المرهقة .. كم ظالم زمانكِ يا سديم ، شفاهك لا تستحقان إلا الإبتسامة ، و عيناكِ لا تستحقان إلا الفرح ..

خرج من عندها و هو يتمنى أن يبقى إلى جانبها طوال اليوم دون أن يفارقها لحظة .. لكنه لن يتجاوز حدوده .. خرج من الغرفة إلى أبيها و قال و هو يربت على كتفه : ردة فعلها طبيعية ، كانت متأملة إن كل شي يرجع مثل قبل .. بسس .. هذا اللي ربنا كاتبه !
بانكسار : أنا خايف تظل كذا .. خايف ما تقدر تتجاوز هالموضوع ..
ابتسم له طالب و هو يحاول أن يخفف عنه : لا تخاف عمي ، احنا كلنا معاها و ما راح نتركها إلا لما تنسى هالموضوع تماماً ..
شكره جلال على وجوده إلى جانبهم ، ودعه بعد أن أرسل سلاماً و اعتذاراً إلى صديقه سعود ، ثم عاد ليجلس أمام ابنته ..
أما طالب ، فأرسل إلى سديم : حبيبتي .. بصوتك أو بدونه ، بنجاح العملية أو بفشلها ، إنتِ نجحتي بإنك تاخذي قلبي و تفكيري و عقلي .. أنا أبيكِ مثل ما إنتِ .. حتى صمتك أجمل من أي شي ممكن أعيشه بحياتي .. أحبك ..


*



آب – 2004

خرجت من الجامعة و هي تحمل تلك الوردة التي اعتادت أن تراها كل يوم ، و قد نقش عليها إحدى عبارات الغزل من سيمون ، اهتمامه بها مثير ، تمسكه بها رغم فشل عمليتها يخلق في رأسها ألف سؤال .. ألف علامة تعجب و ألف ألف علامة استفهام ..
كما كانت تفعل عادة ، تستنشق الوردة حتى تعشش رائحتها في أنفها ، ثم تلقيها بحزن في سلة القمامة ..
تحركت أسرع عندما رأت طالب يجلس على إحدى كراسي الحديقة ينتظرها ..ابتسمت و هي تراه ، ذلك الذي لم يتركها في محنتها .. تلك المرة لم يخيب ظنها أبداً .. أمسك بيدها حتى استعادت توازنها .. جلست على بعد مسافة منه على نفس الكرسي ..
ابتسم لها و قال : شلونك ؟؟
هزت رأسها كأنها تقول : بخير ..
بتوتر ، وضع يده في جيبه ليخرج منه علبة زرقاء صغيرة .. فتحها ليشع منها بريق خاتم ، وضعه أمامها و قال و هو ينظر في عينيها : بعد اللي بنقوله اليوم ، أبيكِ توافقي على زواجنا ..
تنهدت سديم ، لم تتكلم ، أتاحت له الفرصة ليقول ما في داخله ، و إن كان قد حسمت أمرها مسبقاً على مسامحته ، لكنّ ما سمعته منه كان صادماً ، و أعطاها سبباً إضافياً لتسامحه ..
: عرفت بعد كل هالسنين إني عايش مع عمي ، مو مع أبوي .. عرفت إن سعود أساساً ما تزوج ..
تنهد بألم ، ثم أكمل : سعود حرمني حتى من إني أزور قبر أبوي و أمي و أدعيلهم .. أحياناً أحس إني أكرهه ، و أحياناً أعذره .. لكن للحين ما قدرت أصارحه إني عرفت الحقيقة ..
ما قدرت أواجهك ولا حتى أواجه نفسي ، كانت صدمة كبيرة .. أدري إن هذا ما يبرر تصرفي الناقص معاكِ .. لكن تراكم الهموم علي اهوة اللي خلاني مو عارف شلون أتصرف ..
فتحت جوالها بابتسامة ، كتبت رسالة جعلت قلبه يرقص فرحاً : أنا موافقة أتزوجك ..
التفت لها بعد أن قرأ الرسالة ، لم تكن شفتاه وحدهما تضحكان ، كان وجهه كله يضحك ..
قال بسعادة : أوعدك إنك ما رح تكوني إلا سعيدة معاي ..

تنفست سديم ، استنشقت الهواء كأنها تستنشقه لأول مرة .. كأن الحياة عادت لقلبها مجدداً .. قلبها عاد لينبض بالحب ، و الأمل .. لا تعلم ما يحيكه لها القدر ، لكنها لا زالت تؤمن بأن الغد أجمل ..


-

في مكانٍ آخر ، نفثت آخر ما تبقى من سيجارتها ، ثم أطفأتها في الصحن و هي تنظر بنشوة إلى شريط الفيديو الذي صورها في تلك اللحظات الحمقاء مع طالب .. ابتسمت بخبث و هي تتابعه حتى نهايته و تقول في داخلها : لنشوف شو رح تكون ردة فعلك يا مسيو طالب لما بتشوف هالفيديو ...


*



السعودية – جدّة

نهاية الشهر السابع من الحمل ، متعبة جداً .. بطنها يكبر كل يوم و ابنتها تكبر أيضاً ... متلهفة لرؤيتها ، تشعر أحياناً ببعض الآلام في معدتها .. تشعر بضربات قدمي طفلتها الصغيرة على بطنها فتطير فرحاً ..
قبّل طلال بطنها ، من يراه اليوم متيماً بطفلته التي لم تأتِ بعد ، لا يعرف أنه نفسه كان يلعن عزة و يلعن نفسه كل يوم بسبب هذا الحمل ..
جلس إلى الكرسي المجاور لها و قال بابتسامة : شلونها ليان؟
عقدت حاجبيها و قالت : منو ليان؟؟؟
بابتسامة : بنتنا ، بسميها ليان.. شرآيك ؟؟
بنصف ابتسامة حاولت أن تخفيها : أنا أحمل و أتعب و انت تقرر الاسم على كيفك ها ؟
ضحك ضحكة طويلة ، اقترب بكرسيه و قال : آمري يا ستي وش تبي تسميهاا ؟؟
: موو الحين أقرر ، بعد الولادة ، يقولون الطفل ييجي و ييجي اسمه معاه ..
: بالسلامة إن شاء الله ..
تحولت إبتسامة عزة إلى عبوس فجأة و قالت : عزيز متى بيتزوج ؟؟؟
عبس هو الآخر و قال : و فـ ايش يهمك ؟؟ ان شاء الله يتزوج أمس مالنا علاقة ..
فركت أصابعها بتوتر : لا مو علشان شي ، عزيز مثل أخوي و كنت حابة أحضر زواجه ..
عمّ الصمت لثوانٍ .. وضعت عزة يديها فوق بطنها و بدأت تتأوه بصوت منخفض .. نظر إليها طلال الذي لم يراها من قبل بتلك الحالة : عززة !! شفيك ايش اللي يآلمك ؟
حاولت أن تكتم ألمها و أنينها : ما في شي عـ عـ ..
لم تستطع أن تكمل كلامها ، شعرت بأن شيئاً ما يمزق بطنها و ظهرها ألماً ، صرخت بأعلى صوتها : طـلاااااال
انتصبت قامته خوفاً : قولي شفيك أنااادي الدككتوورة ؟؟؟
ضغطت على أسنانها من شدة الألم و قالت : ناااديهااا وش مستنيي .. آآآآآآآآآآه
خرج من الغرفة بارتباك شديد و هو يصرخ على الممرضات : نناادووا الدكتوورة ناادوهاا ..
ما هي إلا ثوانٍ حتى دخلت الطبيبة و دخل وراءها طلال متلهفاً ، صرخت في وجهه إحدى الممرضات : لو سمحت انتظر براا !!
لم يستجِب لها ، وقف ينظر إلى عزة التي تتلوى و تصرخ ألماً ، فكررت عليه الطبيبة : يا أستاذ طلال انتظر براا لو سمحت !!
خرج طلال ، وقف عند باب غرفتها خائفاً ، لم يسبق له أن رأى حالة كتلك ، أخذ يفرك وجهه و يديه بتوتر و يتحرك قدوماً و مجيئاً حتى خرجت الطبيبة و بدا عليها العجلة .. أوقفها طلال وقال : ايش فيهاا عزة ؟؟
قالت الطبيبة : نازلة مية الراس و لازم ندخلها عالولادة فوراً ..
ذهبت بحركات سريعة و خرجن خلفها الممرضات و إحداهن تجر عزة على كرسي متحرك ، وجهها متعرق من شدة الألم ، تأخذ أنفاساً متتالية بصعوبة ..
أمسك طلال بيدها : و قال حبيبتي لا تخافي أنا معاكِ ..
اشتد بكاؤها أكثر و ضغطت على يده : طلاال بموووت
أفلت يدها و قد رُبط لسانه لم يعلم ماذا سيقول ، وصلوا إلى غرفة الولادة و كان على وشك الدخول لولا أوقفته الممرضة و قالت بإنزعاج : ويين داخل ؟؟؟
رد بارتباك : خ خليني أفوت معاكم !
بتعجب قالت الممرضى : ويين تفوت معاناا ممنووع !!
دخلت و أغلقت الباب خلفها ، صوت عزة و هي تصرخ لا زال مسموعاً لديه .. وقف متصنماً خائفاً و هو يقول في داخله : يا ربي ما أصعب ألم الولادة ! الحمدلله إني انخلقت رجال !!
قَطَع تفكيره قدوم أمه و أخته رهام بلهفة إليه ، قالت أمه : يممه شصاار ؟ رحنا لغرفة عزة ما لقيناها قالولنا بتولد !!
هز رأسه بخوف ، ثم قال : يمهه اهية لسا ياا دوب بتخلص الشهر الساابع !! يعني شلون بتولد الحين ؟؟
ابتسمت والدته : عادي حبيبي عادي ، في كثير نسوان يولدون بالشهر السابع .. خلك متطمن عزة و البيبي راح يقومون لنا بخير و سلامة .. أنا لما ولدت أخوك عزيز كنت في الشهر السابع !
تغيرت معالم وجهه من سيرة عزيز ، قالت رهام لتغير الموضوع : يعنيي بصيير عمةة اليووم وناااسة !
ابتسم لها طلال بقلق ، التفت إلى أمه ليسألها : يمهه الولادة قديش تقعد ؟؟
: ولله يمه في نسوان يقعدون 5 ساعات ، و في نسوان يقعدون 10 ساعات ، و في نسوان يقعدون ساعة أو ساعتين .. انت قول ربي يسهل ولادتها و ادعيلها ..
رفع وجهه للأعلى و هو يدعو : يا رب تسلملي عزة و بنتي يا رب ..





*

اتصلت به ، لم تفهمه منذ يوم كتب الكتاب ، كأنه غير راضٍ عن هذا الزواج .. تشعر دوماً أنها ثقيلة على قلبه ، ردّ بعد عدة اتصالات و قال بدون نفس : نعم ؟
غادة : عزيز ، سمعت إن مرة أخوك تولد الحين ..
نهض من كرسي مكتبه و قال بدهشة : توولد ؟؟ من قالك ؟
عقدت حاجبيها لاهتمامه الشديد بعزة : اتصلت برهام و اهية قالتلي ..
حاول أن يخفي اهتمامه بعـزّة ، و قال : ايه .. و شنو تبيني أسوي يعني ؟؟
غادة : أقوول ، مو لازم أروح أباركلها ؟؟
جلس مجدداً على كرسيه و قال و هو يقلب الملفات بين يديه : موو الحين ، لما تطلع من المستشفى و تروح بيتها تروحي و تباركيلها ..
أخذت نفساً عميقاً ، و قررت أن تسأله : عزيز .. بسألك سؤال ؟!
قال بملل : تفضلي ؟
غادة : إنت ، في أحد جابرك على زواجنا ؟؟
عقد حاجبيه من تفكيرها : من وين تجيبي هالكلام ! منو بيجبرني يعني أنا مو رجال علشان أنجبر ؟؟؟
عضت على شفتها السفلية بإحراج و قالت : موو كذا ، بس تصرفاتك معي حستتني إنك ما تبيني و كأن في أحد غاصبك علي ، ما تهتم فيني ولا تسأل عني .. من يوم ملكتنا و هذا صارلنا شهرين للحين ما زرتني إلا مرة .. أنا هذا اللي خلاني أحس إنك مجبور ..
ألقى بالقلم على الطاولة و عاد ليستند إلى ظهر الكرسي و قال بسخرية : شرايك أترك شغلي اليوم و أقعد أحل مشاكل أحاسيسك ؟ أنا مشغول الحين .. سلام ..
أغلق الخط دون أن ينتظر ردها ، تركها محتارة في أمرها ، إن كان يتصرف بتلك الطريقة و نحن لا زلنا مخطوبين ، فما الذي سيبدر منه بعد زواجنا ؟؟ إن استمر الوضع على حاله فسأطلب الطلاق منه ..
أما هو ، فكان يفكر فيما إذا كان يظلم تلك الفتاة معه أم لا .. منذ زواجهما لم يستطع أن يتقبلها أبداً .. يشعر أنه يرى عزة تراقبه ، لماذا لا نشعر بمن يشعر بنا ؟ و نركض دوماً خلف أولئك الذين يعذبوننا ؟
" غادة تحبني و تبيني ، و أنا أحب عزة ، و عزة تحب طلال و طلال يحب ريتال ... هههه ياا سلاام ، والله مسلسل هندي هذا !! "


*

روما- إيطاليا

: سيمون ، أرجوك .. لا تأخذ الموضوع بهذه السطحية .. أنت تعلم أنك الرجل الوحيد الذي اقترب مني ..
رد بملل : هذا صحيح ، أعلم ذلك .. لكنني لم أجبرك على شيء .. أنتِ تعلمين أنني لم أكن واعياً ، كنت ثملاً حينها لكنك كنتِ واعية و راضية عن كل ما جرى ..
: أتعلم إن عرف أهلي بما فعلت ؟ سيقتلونني فوراً !
فتح عينيه بدهشة : يقتلونك ؟ لماذا ؟ ماذا فعلتِ ، من حقك أن تستجيبي لشهواتك أنتِ إنسان مثلاً و لكِ رغبات و حاجات جسدية عليكِ تلبيتها ..
تنهدت لأنها تعرف أنه لن يفهمها أبداً : هناك ضوابط تحكمنا في هذه المسألة يا سيمون ..
بسخرية قال و هو يتناول كوب القهوة : ضوابط الشرقية الرجعية ؟
بحدة أجابته : هناك ضواابط دين تحكمنا يا سيمون .. ضوابط دين قبل ضوابط العادات و الشرقية ..
نظر إليها بنظرة لم تفهم معناها ، ثم قال : لو كانت هذه الضوابط تحكمك ، لما جئتِ معي إلى بيتي في تلك الليلة ، و لما جرى أي شيء بيننا ..
مسحت وجهها بكفيها بيأس منه ، و قالت في محاولة أخيرة : يعني ، لن نتزوج ؟؟
رفع أحد حاجبيه و قال : إن تزوجتِ من ديانة أخرى ، ألن يقتلك أهلك ؟
وقفت غاضبة من ردوده الباردة ، و قالت : إن كنت متمسكاً بديانتك إلى هذا الحد ، فلتتخلى عن سديم إذاً ..
رمقته بنظرة حادة ، لكنه لم يُعِرها أي اهتمام .. خرجت من عنده باكية .. لم يتبق على عودتها إلى مصر سوى القليل .. ماذا ستفعل ؟ و كيف ستخلص نفسها من ورطة كتلك ؟




*

السعودية – جدة

بعد انتظار دام لأكثر من ساعتين ، خرجت إحدى الممرضات من الغرفة ، ثم تبعتها الطبيبة بعلامات حزن على وجهها : البقاء لله ..


*

السعودية – الرياض

متى ستنتهي تلك الغيمة يا الله ؟ متى سنعود ؟ تعبت كثيراً من أشواقي لابني غدي .. لم أعد قادرة على التحمل .. موته بهذه الطريقة سبب لي فاجعة كبيرة ، عاجزة أنا عن تجاوزها حتى الآن ، أشعر أنني بدأت أفقد ابني الثاني الذي لوثت طفولته الأحقاد ..
دخل خليل إلى غرفة أمه ، فوجدها تحتضن بين يديها قميصاً صغيراً لأخيه غدي ، تستنشقه و تبكي بكاءً يلين له الحجر .. اقترب منها و جلس إلى جابنها و قال : يمه ..
تركت قميص غدي ، و احتضنت خليل باكية .. حاول أن يخفف عنها .. منظرها هذا يزيده حقداً و كرهاً للدكتور منير ..
قال بحقد : يمه لا تبكي .. والله راح أنتقم لأخوي و أخلي القاتل يبوس رجلك على شان تصفحي عنه والله ..
رفعت رأسها و نظرت إليه : يمه ، أنا مابيك تنتقم ولا شي ، هذا شغل الشرطة ، إنت لازم تهتم بدراستك و مستقبلك .. لا تخوفني عليك !
ابتسم ابتسامة لم تستطع أمه أن تفسرها : لا تخافي يمه ، هالشي راح يكون شغلي بعد ما أتخرج من الجامعة .. على شان كذا أنا للحين ما قلتلكم وين المكان اللي صار فيه الحادث ..
رفعت حاجبيها بصدمة و قالت : انت تعرف المكااان ؟؟؟؟؟
هز رأسه بـ "نعم " ، ثم قال : بس ما راح أقول المكان لأحد ، على شان أناا راح أعاقبه ..
برجاء قالت : حبيبي بس لين تتخرج من الجامعة أككيد راح يغيروا المكان ، إنت لازم تكون أوعى من كذا ، و تدلنا على مكانهم .. على شان تحمي الناس منهم ..
طبطب على يدها و قال : لا تخافي ، لو غيروا مكانهم راح أعرفه .. و إذا حسيت إني لازم أبلغ عنهم ، ببلغ فوراً ..
قالت بقلق و خوف : يمه إنت من وين تجيب هالكلام ؟؟ إنت لسا صغير ، ما يصير تتدخل في شغل الشرطة !
لم يكترث لما قالت ، وقف و تحرك حتى وصل إلى الباب : يمه لا تخافي علي .. المهم لا تقولي لأحد عن هالسر ..


*

يُتبَع...

 
 

 

عرض البوم صور قَمرْ  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بقلمي, بكماء, كُربةٌ
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:04 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية