كاتب الموضوع :
قَمرْ
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: كُربةٌ بكماء / بقلمي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
أتمنى أن يكون الجميع بخير ..
بإذن الله اليوم سأقوم بوضع الجزء العاشر من روايتنا : كربةٌ بكْماء / قَـمـرْ !
و هو الجزء الختامي للخماسية الثانية في روايتنا .. أي خِتام عام 2004
أتمنى أن ينال إعجابكم و رضاكم ..
مُلاحظة : موعد البارت سيصبح كل جمعة بإذن الله ..
قراءة ممتعة ..
لا تُلهيكم الرواية عن أداء الصلاة .
( 10 )
" إن لم يَكُن في الحب سخط ولا رضا ، فأين حلاوات الرسائل و الكتب "
مقتبسة من : نَبضْ / أدهم الشرقاوي !
*
روما – إيطاليا
كعادتها ، بابتسامتها الجميلة التي تدخل الفرح على قلوب الجميع ، التي ترسل عبرها رسائل حب و تفاؤل ، ودّعت أبيها قبل أن تدخل العمليات ، كلها أمل أن تخرج بصوتِها الذي افتقدته منذ سنوات .. قرأ طالب رسالتها الأخيرة التي أرسلتها له : ثقتي بالله كبيرة ، و راح أطلع من العملية بصوتي اللي حبيته ي طالب ..
ابتسم كثيراً و هو يقرأ كلماتها و يدعو الله أن تخرج حبيبته معافاة من ذلك الوحش الذي سلب صوتها ..
*
المكان مظلم ، تماماً كحياة ذلك الطفل التي لوثتها أفعال مجرم لم يهتم بالطفولة يوماً .. يقف خليل في مكانه ، أمام عدو طويل ، لكنه هزيل ضعيف ، خائف و أطرافه ترتجف من ذلك الحقد الذي يراه في عيني ذلك الطفل .. لا أحد بينهما .. اثنان لا ثالث لهما ..
خليل و الدكتور منير فقط ، مرت أمامه صورة أخيه الملقى على الأرض لا حول ولا قوة ، مرت أمامه أمه الهزيلة التي لم تعد يوماً كما كانت بعد أن فقدت ابنها .. مر أمامه أبيه الذي شاب شعره حين رأى طفله بلا قلب ولا كِلى .. نظر إلى ذلك الذي يتوسل إليه .. قال : الحين تتوسلني ؟ بعد ما قتلت أخوي بدون رحمة بدون ما تفكر بقلب أمي و أبوي ؟ إنت قتلتنا كلناا ، و دمّك ما راح يعوضني عن أخوي .. لكن أنا حلفت إنك بتموووت ..
غرز السكين في بطنه عدة مرات و هو يطلق صرخات جنونية : بتموووت بتمووووت بتموووووووت ..
ركضت أمه إلى الغرفة بقلب ينتفض خوفاً ، أسرعت إلى سريره : خلييل اصحى حبيبي اصحى خليييل !
ظلت تهز كتفه حتى شهق شهقة قوية و استيقظ من نومه مفزوعاً ، ينظر حوله بتشتت و يتفحص يديه ليتأكد من وجود الدم عليهما .. لمست أمه وجهه الذي يتصبب عرقاً و قالت : حبيبي ماماا بسم الله عليك شفييك ؟؟؟
ظلّ يلهث بخوف و عدم ادراك لما يجري حوله ، بعد برهة استنتج أنه كان يرى كابوساً ، لا يعلم حقاً إن كان قتله لمنير كابوساً أم حلماً ينتظر تحقيقه .. التزم الصمت طويلاً .. فاقتربت منه أمه الباكية و قبّلت جبينه بقلق : حبيبي قوم غسل وجهك و بدّل ملابسك ..
نزل عن السرير ببطء دون أن يتكلم ، ترك أمه خلفه تحدّق فيه بخوف من ذلك الذي لم تعد تعرفه ، كبر فجأة دون أن تشعر .. ارتعشت خوفاً حين سمعت صوتاً رجولياً يقول بتعجب : سلوى شفيك ؟؟! وينه خليل ؟؟
نظرت إليه ، تنفست قليلاً ، ثم ركضت إليه فاتحة ذراعيها لاحتضانه ، استقبلها فيصل بلا ممانعة ، فأخذت تبكي في صدره و تشهق و هو يتحسس شعرها و يقول بهدوء : حبيبتي ليش تبكي ؟؟؟
رفعت رأسها و قالت بصوت متقطع من البكاء : خليل حالته ما تحسنت ، للحين يشوف كوابيس و يصحى يصرخ منها و العرق مالي ملابسه .. الحين صحى و اهوة يصرخ بتموت بتموت ما ادري وش كان يشوف و ما قال لي شي !
مسك فيصل وجهها بين يديه و قال : حبيبتي لا تخافي عليه .. اللي مر فيه ولدنا ماهو قليل .. و يبيله فترة طويلة عبال ما يرجع لطبيعته ..
: بس اهوة متغير ، متغير يا فيصل .. نظرة عيونه فيها شي ما أفهمه .. فيها حقد يخوفني .. أنا خايفة يضيع مستقبله !
: خليل اهوة اللي راح يعوضنا عن اخوه ، اهوة اللي راح يبرد قلبنا عليه ، و راح يأخذ ثارنا من اللي قتله ..
شردت في الأفق و قالت : ثارنا ؟؟
: ايييه ثاارنا ، لكن مو بالطريقة اللي تفكرين فيها ..
أعاد رأسها إلى صدره و أردف : احنا لازم نساعده ، ما لازم نظل نبكي قدامه ، لأنه بكاءنا قدامه ممكن يخليه يحقد أكثر و يتصرف بتهور .. فاهمة علي ؟؟
هزت رأسها بالإيجاب دون أن تتكلم ، قبّل فيصل رأسها و قال : يلا حبيبتي حطيلنا أكل لأني ميت من جوعي ..
تحركت من أمامه و هي تمسح دموعها ، مع خروج خليل من الحمام راسماً ابتسامة على وجهه الصغير ..
*
السعودية – جدّة
نهض عن السرير بصدمة و قال : شنوو ؟؟
وقفت أمه بمحاذاته : ايش شنوو ؟ ما سمعت اللي قلته ؟
عزيز دون أن ينظر إليها : بس يمه أنا ما قلت لك إني أبي أتزوج أنا مابي أتزوج الحين !
: ليش ؟؟ تنتظر طلاق عزة؟؟؟
صمت عزيز و لم يرد على سؤالها ، فأكملت : لمعلومك ، عزة تحب طلال و اهوة يحبها ، و ما راح يطلقهاا ، و لوو صاار هالشي ما رااح تتزوجكك هالشي مستحييل نرضى فيه ..
نظر إلى أمه بحدة : طلال ما يحب عزة اللي يحب وحدة ما يساوي فيها اللي ساواه ولدك المصون ، و عزة ما راح تحبه بعد اللي ساواه فيها .. و بعدين منو قالك إني مابي أتزوج عشانها ؟؟؟ أنا ماابي و خلااص انتهى هالموضوع !
صرخت بغضب : لاا مااا انتهى ، أبوك عرف اللي براسك و كان ناوي يتصرف معاك لو أنا ما هدّيته .. و شرطه علشان تظل في هالبيت انك تتزوج ..
رفع أحد حاجبيه بتعجب : يعني بتطردوني من البيت اذا ما تزوجت ؟؟
تحركت نحو الباب و هي تقول : الكلام اللي عندي قلته ، فكّر ، و مو من صالحك ترفض ..
خرجت و أغلقت الباب بقوة خلفها .. وقف عزيز أمام مرآته بغضب و هو يقول في داخله : ما راح أتركك تتهنى فيهاا يا طلاال و الأيام بيننا ...
*
الملل القاتل الذي شعرت به هو الذي جعلها تطلب من الطبيبة أن تسمح لها بالخروج من المستشفى .. بعد أن فَحصتها و بانت على وجهها علامات عدم الرضا قالت : الجنين للحين وضعه مو مستقر ، ما أقدر أخرجك من هنا ..
تأففت عزة : وش اللي مو مستقر بالضبط أنا حاسة إني كويسة !!
: الجنين مو ثابت ، و رآسه نازل بعد يعني هالشي ممكن يسبب ولادة مبكرة ، على شان كذا لازم تكوني تحت مراقبتنا طول فترة الحمل ..
شعرت بالخوف فقالت : في خطر على بنتي ؟؟؟
حركت الطبيبة رأسها بحيرة : إذا ما راقبناكِ و ظليتي مرتاحة في سريرك إيه راح يكون فيه خطر عليها .. الحين رآح أنادي الممرضان ياخذونك لغرفتك و أبيكِ تلتزمي بكافة التعليمات اذا تبي بنتك تظل بخير و تولدي بالسلامة ..
هزّت رأسها بالموافقة ، ابتسمت لها الطبيبة و خرجت من عندها ...
في منزل طلال ، استلقى على الكنبة في الصالة و هو يحمل صورة ريتال بين يديه .. صورة جمعتهما في ليلة من أجمل ليالي عمره ، كم كانت جميلة و هي ترتدي الأبيض الذي أنار حياتي ، لكن الأبيض ذاته هو الذي كفّنها و سلبها مني ، هو ذاته الذي جعل حياتي مظلمة لا نور فيها .. ظلمت عزة و حطمت قلبها بسببكِ يا ريتال ، بسبب عشقي لكِ .. رحلتِ عن هذه الدنيا لكنكِ لم ترحلي من قلبي يوماً واحداً .. حتى حين كنت أعاشرها كنت أراكِ ، كنت أراكِ في كل زاوية من البيت تنظرين إلي بلوم و عتاب .. ألن يتركني طيفك يا ريتال ؟ ألن ترحمي قلبي من ذلك الذنب .. أذكر أنني في كل مشكلة واجهتني خلال زواجنا ، كنت أركض إليكِ كما يركض الطفل إلى حضن أمه ، لتخبريني ماذا يجب أن أفعل ! ها أنا الآن أمامكِ ، لم أعد طفلاً ، أصبحت رجلاً ضعيفاً مهزوزاً ، أخبريني أنتِ ، ماذا عساني أفعل ؟
*
روما – إيطاليا
في المستشفى ، أمام غرفة العمليات يقفون جميعهم ، ينتظرون خروجها ، لكننا لا نعرف من منهم يحمل في قلبه نية طيبة حقيقة تجاه سديم .. بالتأكيد ليست رشا ، التي أزعجت طالب كثيراً برسائلها على الهاتف : ما بقى تهز رجلك وترتني ، ما تخاف عليها متل القطة ب 7 أرواح ، رح تطلع متل القردة !
أرسل لها : تدري إني الحين تأكدت إن في بهالدنيا أصدقاء مزيفين ما يحبون الخير لأصحابهم .. صدقيني أنا راح أكشف حقيقتك لسديم و أخليها تبتعد عنك ..
نظر إليها و هي تقرأ رسالته و تبتسم بخبث ، لترسل بعدها : ما بظن فيك تحكيلها عن اللي صار بيناتنا ، لأنه إنت الوحيد اللي رح تخسر بهالمعركة ، ما بنصحك تجرب تعاديني .. ما رح تقدر علي ..
قطع أجواء الصمت دخول رجل زاد توترهم جميعاً ، و بالأخص طالب .. قال سيمون بصوت جهوري :
Hello , I'm sorry for late ..
( مرحبا ، أعتذر على التأخير )
وقف طالب متعجباً من وقاحة قدومه و قال : هذا وش جابه هنا ؟؟
أمسكت رشا بذراعه بخبث : طالب اهدى !
نظر إلى يدها بحقد و نفضها منه بقوة :
Hey ! what are you doing here ?
( أنت ! ماذا تفعل هنا )
رد ببرود :
I want to visit Sadeem , she is my student !
( جئت لأزور سديم ، إنها طالبتي )
عض طالب على شفتيه بقهر و وده لو يضربه حتى يُشبع غضبه منه ، اقترب والد سديم من سيمون و قال :
Dr.Simon , Thank you for coming , but please , you shouldn't be here , leave the place now if you please !
( د.سيمون ، شكراً على قدومك لكن ، أرجوك لا يجب أن تكون هنا .. اترك المكان الآن لو سمحت )
بعناد قال :
Sorry , I'll wait until the end of sadeem's surgery
( أعتذر ، سأنتظر حتى تنتهي عملية سديم )
غضب طالب ، كما والد سديم كثيراً من وقاحة ذلك الرجل .. اتجهوا جميعاً نحو باب العمليات الذي فتح و خرج منه الطبيب ليقول :
العملية انتهت ، لن أستطيع أن أحدد لكم نجاحها قبل استيقاظ سديم من المخدر ..
تركهم خلفه و قد شعروا بقليل من الراحة أن سديم ما زالت بخير .. و لا زالوا يدعون الله أن تنجح عمليتها و تعود الأمور كما كانت عليه ..
*
السعودية – جدة
لم يدم تفكيره طويلاً .. ربما عشقه لعزة أتعبه ، فقرر أن يقتله بالزواج ، رغم أنه كان رافضاً للزواج من غيرها رفضاً قطيعاً قبل دقائق ، إلا أنه استطاع أن يُحكّم عقله هذه المرة و يقتنع أن عزة لن تكون له مهما جرى .. نزل إلى أمه الجالسة في الصالة و جلس إلى جانبها .. لم تعره أي اهتمام .. فبدأ هو الحديث : يمه ..
ردت دون أن تنظر إليه : نعم ؟
استجمع قِواه ، أخذ نفساً عميقاً و قال : أنا وافقت .. اخطبيلي ..
ارتسمت على وجه أمه ابتسامة واسعة و قالت : الحمدلله .. الله يهداك يا ولدي و يرضى عنك .. أنا كنت متأكدة إنك ما راح تغضبني و تغضب أبوك ، و أنا من بكرا راح أدورلك أحسن بنت بالمملكة كلها و صدقني راح أختارلك البنت اللي تسعدك ..
حاول أن يبتسم عزيز لأمه ، أخذ مفاتيح سيارته و خرج من المنزل ، لا يعلم إلى أين يجب أن يذهب ، ولا يعلم إن كان قد اتخذ قراراً صحيحاً أم لا .. عزة ، تلك الفتاة لا تذهب من باله أبداً .. كان يتمنى لو اتخذت الأمور مجرىً آخراً .. لكن ، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ..
وقف أمام الإشارة الحمراء ، استند إلى ظهر كرسيه ، و سرح في مخيلته .. قبل سنتين فقط ، كان في عامه الأخير في الجامعة .. كان ينوي الارتباط بها بمجرد تخرجه ، كانت في العشرين من عمرها ، كانت هادئة ، جميلة .. تحب الحياة رغم الحزن الذي سكن عينيها الجميلتين .. كان ينوي أن يعوضها عن كل ما فاتها من حنان و حب .. لكن طلال سبقه إليها .. هل هو القدر و النصيب ؟؟ أم أنني كنت مخطئاً حين أجلت الحديث مع أمي بشأنها ؟ ربما إخفاء العشق أحياناً قد يكون ذنباً ندفع ثمنه طويلاً .. ربما كان على الدنيا كلها أن تعرف أنني أحببتك يا عزة .. لكن ، ما الفائدة ؟ كنتِ متيمة بذلك الغبي منذ طفولتك .. حتى لو بحت لكِ بعشقي ما كان سيكون إلا عائقاً أمام وجودك مع ذلك الذي عشقتيه و لم يقدّرك يوماً ..
أيقظه من شروده صوت زوامير السيارات الغاضبة ، انتبه حينها أن الإشارة تلونت باللون الأخضر .. ضحِك على شروده ، و أكمل سيره نحو المجهول !
*
روما – إيطاليا
بعد عدة ساعات من الانتظار .. بدأت تفتح عينيها بانزعاج و بطئ .. الجميع حولها يبتسمون و في قلبهم أمل أن يسمعوا صوتها الآن .. سيمون ينتظر بكل فضول صوت تلك التي سلبت عقله و قلبه دون أن تتفوه بكلمة واحدة ..
وقف إلى جانبها الطبيب .. و إلى الجانب الآخر أبيها .. نظرت إليهم جميعاً ، لم يصدمها وجود سيمون .. أعادت نظرها مجدداً إلى أبيها ، سمعت الدكتور يقول :
Sadeem , we want to evaluate the successful of our surgery .. are you ready ?
( سديم ، نريد أن نقيّم نجاح عمليتنا ، هل أنتِ جاهزة ؟ )
هزت رأسها بخوف و هي ترى الجميع يترقبها ، ابتسم لها أبيها و قال : يلا يبه .. قولي يا رب ..
فتحت سديم فمها محاولة أن تقول أي كلمة تخطر في بالها .. حاولت كثيراً أن تتكلم بأي كلمة ، لكنها لم تنجح إلا في إخراج بعض المقاطع الصوتية غير الواضحة ..
نظر الجميع إلى الطبيب بصدمة يحاولون أن يفهموا ما حصل ..
قال الطبيب :
Are you feeling good or tired sadeem ?
( هل تشعرين أنكِ مرهقة أم جيدة ؟ )
اغرورقت عينيها بالدموع ، فتحت فمها مجدداً لتحاول أن ترد على الطبيب .. لكن ؛ بلا فائدة ..
هز الطبيب رأسه و ابتعد عن سريرها ، فلحقوا به جميعاً يتساءلون عن سبب عدم مقدرتها على النجاح في التكلم !
قال الطبيب : هناك احتمالين .. إما أن البنج لا زال مؤثراً عليها و هو ما منعها من الكلام ، و إما أن العملية لم تنجح بالشكل المطلوب !
قال طالب بلهفة و خوف : و أي الاحتمالين ترجّح ؟
تنهد الطبيب بأسف و قال : أجريت العملية للكثير من المرضى قبل هذه المرة .. جميع الذين نجحت عملياتهم ، كانوا قادرين على التكلم فور الاستيقاظ و لو بكلمات قليلة .. أما الحالات التي لم تنجح .. فهي مشابهة لحالة سديم الآن ...
اعتذر الطبيب الذي حاول أن يخبرهم خبراً مفرحاً .. نظر الجميع إلى سديم بحزن و شفقة .. فهِمت سديم أن عمليتها لم تكن ناجحة ..
خرج سيمون برفقة ريم و رشا ، أما طالب فبقي يقف أمامها و ينظر إليها و هي تبكي لا يملك شيئاً يقوله لها ..
في الخارج ، شعر بنار تسري داخل جسده .. اقترب من صديقه سعود و شده من قميصه و قال بغضب : كل شيي صااار لبنتي بسبببك و بسبب ولدك طااالب .. انتوا نصحتونااا بهالعمليةة و هذا هي ماااا نجحت .. قووول لي الحييين شلوون راح تكمل حيااتها بعد هالصدمة قووول !
صمت سعود شاعراً بالذنب تجاه صديقه و ابنته .. خرج طالب على الصوت و حاول أن يباعد بينهما و هو يقول : عممي .. عميي الله يخليك اهدى .. للحين ما في شي أكيد !
ابتعد عنه و قال بلهجة فيها شيء من التهديد و هو يلهث غضباً : مابي أشوفكم هناا لا انت ولا أبووك .. ماابي أشووفكم اطلعواا الحيين !
اقترب طالب من والده و همس له : يبه عمي الحين متضايق ، خلينا نتركه بروحه ..
تحركوا من أمامه ، فدخل هو إلى ابنته الباكية فوق سريرها .. جلس أمامها ، حاول أن يواسيها بكلمة ، فاكتشف أنه يحتاج من يواسيه .. غطى وجهه بكفيه و بدأ يبكي ، تعالت أصواتهما بالبكاء و الحسرة .. فليس لديهم القدرة إلا على البكاء ..
*
يُتبع...
|