لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-05-18, 08:38 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مغامر ليلاس الأول



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233726
المشاركات: 503
الجنس ذكر
معدل التقييم: عمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 266

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمرو مصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جزيرة نمنم (قصة قصيرة على حلقات)

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
   هههههههههههههههههه


موقف بدييييييع للغاية

اجدت تصويره ببراعة ..


خاب ظني ليس وحشة بل ثلة من الوحووووش

يا للهول .!! كيف الخلاص منهم!؟


والرعب شل اطرافي وانا مجرد قارئة ، فكيف بهم وهم في فوهته؟!


بإنتظار القادم

لمعرفة كيف سينجون من تلك المحنة.


مع جزيل الشكر

طبعاً هذه هي مزية قراءة الرعب الأثيرة.. أنك في مأمن مما يحدث للأبطال.. لكن الأمر قد ينقلب حينما تفرغين
من القصة وتبدأ الخيالات تعمل عملها..

 
 

 

عرض البوم صور عمرو مصطفى   رد مع اقتباس
قديم 16-05-18, 08:23 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مغامر ليلاس الأول



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233726
المشاركات: 503
الجنس ذكر
معدل التقييم: عمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 266

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمرو مصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جزيرة نمنم (قصة قصيرة على حلقات)

 

حلقة 3

كالعادة تشبث بي تنتن وتنتون كي لا أتمكن من الفرار أو حتى الدفاع عن نفسي.. كانت المومياء التي ردت علي تقترب مني وهي تمد يديها المتأكلتين ناحيتي مطلقةً فحيح يليق بكونها جثة فعلاً..
ـ أنت منا..
هكذا صاحت الجثة بصوتها المتأكل.. صرخت فيها وأنا أدفعها برجلي:
ـ لا..
ثم أمسكت بسراويلي خشية أن تسقط بسبب جذب التوأم المستميت.. نظرت لحميد فرأيته يثب متراجعاً ليتفادى هجمة جثة حانقة فقط ليقع في حجر أخرى تلقفته وهي تبتسم له كاشفة عن صفين من الأسنان رائعة الجمال.. وسمعتها تفح كالحية:
ـ فتىً جميل..
سبع البحار كان خوفه قد انمحى مع تحرك الجثث.. وتحول إلى طوفان هائج يهدد أي واحدة تقترب بالسحق والتحول لفتات..
الشهاب والطاهي ورشيد ومعهم بقية البحارة انطلقوا فارين من الكهف وهم لا يكفون عن الصراخ..
نظرة سريعة طمأنتني على حال رفاقي الأشاوس.. إذن فلأهتم بأمري وبأمر الثنائي المزعج الذي سيتسبب في سقوط سراويلي أمام الجثث..
سحقت بقدمي يد إحدى المومياوات التي حاولت جذب تنتون في تصميم..
تراجعت الجثة وهي تصرخ كأني انتزعت حنجرتها.. لقد دهست يدك فقط يا حمقاء.. لما كل هذا الضجيج ؟!
ـ سندباد احترس..
امتقع وجهي لصرخة تنتن المحذرة.. توقعت الهجمة من اليمين فاستدرت بوجهي لليمن مطلقاً صرخة مدوية توقعت أنها ستزلزل كيان تلك الكائنات..
طبعاً جاء الهجوم من اليسار وشعرت باليد العظمية ذات الأظافر المخلبية تنشب في عنقي.. ورأيت وجه مهاجمي.. كل المومياوات تتشابه لكن هذه كانت تبتسم في رقة مفزعة..
ـ نحن لم نذق اللحم منذ عقود طويلة..
صحت مقاوماً شعوري بالغثيان:
ـ اللحم سيكون ثقيلاً على معدتك لو أردت رأيي..
ـ سندباد.. لا..
كذا صاح تنتن وتنتون وهما يثبان فوق ظهر الجثة ويتعلقان بعنقها صارخين في غل:
ـ اتركيه أيتها اللعينة..
ولشدة دهشتي رأيت رأس المومياء ينفصل عن الجسد تحت ضغط تنتن وتنتون.. وتهاوى جسدها على الأرض الصخرية..
صحت فيهم وأنا أركل واحدة أخرى جاءت زاحفة على بطنها وهي تطلق ذلك الفحيح المزعج :
ـ غادروا ذلك الكهف اللعين..
كشر تنتن وتنتون عن أنيابهم و كورا قبضتيهما صائحين :
ـ أنهن هشات للغاية..
ثم وثبن وسط الجثث بشجاعة أذهلتني وبدأوا يوزعون اللكمات والركلات يميناً وشمالاً..
هنا سمعت أنين من خلفي فاستدرت صارخاً في لوعة وقد تذكرت:
ـ حميد..
كان الأخير مازال في حجر المومياء التي تلقفته وهو يفر من أختها.. وحولها التف حشد من المومياوات يتمايلن في نشوة.. مشهد حميد بدا لي للوهلة الأولى كطفل تهدهده أمه.. وقد أثار هذا التصور سخريتي بالطبع .. لكن الموقف كان يستدعي تدخلاً حاسماً لأن المومياء التي على وشك أن ترضع حميد قد سيطرت على ذلك الأخير تماماً.. وبدا في حجرها كالرضيع فعلاً..
لاحظت أن المومياوات يتجمعن عليه أكثر.. ويتحاشين الاحتكاك بنا.. لقد فازوا بغنيمة اليوم..
ـ إلي يا سبع البحار..
هكذا هتفت وأنا أتقدم من الحفل بحذر.. وخف إلي سبع البحار فلما رأى المشهد ظهرت على وجهه إمارات الغباء..
وجاء تنتن وتنتون وهما يلوحان بقبضتيهما :
ـ أين حميد؟..
ثم انتبهوا للمشهد فتجمدوا..
المشهد كان غريباً جداً..
المومياوات يؤدين حركات بأيديهن ورؤوسهن كأنها رقصات.. رقصات على أنغام تصدرها المومياء المرضع.. أنغام من حنجرتها المتأكلة...
إنها تغني لحميد أغنية..
مشهداً أثار قشعريرة في جسدي، وغثيان.. الموتى لا يعودون للحياة إلا يوم القيامة.. ما نراه أمامنا هو من قبيل السحر والشيطنة لا أكثر.. ودون وعي بدأت أتعوذ بالله من الشيطان الرجيم..
هنا رأيت المومياء التي تحتضن حميد تلتفت إلي وتصرخ في غل :
ـ كف.. ستوقظ الطفل..
كدت أتوقف بالفعل معتذراً لها على المقاطعة ثم استدركت أمري
فواصلت التعوذ متحدياً..
هنا رأيت المومياوات من حول حميد ينتفضن..
تمتد أيديهن المتحللة تجاهي كأنهن يردن النيل مني.. ثم فجأة تهاوت أجسادهن على الأرض بلا حراك.. حتى المومياء التي تحتضن حميد
سقطت على ظهرها وإن بقي حميد في حجرها يئن..
ظللنا حيث نحن جامدين.. فقط ظل لساني يلهج بالذكر احترازاً وقلبي يخفق بقوة..
ثم التفت للتوأم وسبع البحار وازدرت لعابي قائلاً :
ـ الجثث لا تعود للحياة.. كان هذا مجرد عبث شيطاني.. هذا كهف مسكون.
قلتها وتقدمت من حميد ومددت يدي إليه لينهض لكنه ظل حيث هو..
ـ حميد هل أنت بخير..
لم يرد علي.. أهويت إليه صارخاً :
ـ حميد رد علي..
جذبته بعيداً عن المومياء التي استرخى في حجرها تماماً وبدأت أضرب خديه بكفي.. كانت عيناه مفتوحتان لكنه لا ينظر لشيء.. يا إلهي..
سمعت سبع البحار يهتف من خلفي :
ـ لقد أصابته لعنة.. اتركه.. ابتعد عنه..
قلت له مستنكراً :
ـ لعنة!.. إنه ممسوس..
هنا سمعت صوته يهمس :
ـ أنا لست ممسوساً..
التفتنا إليه متنفسين الصعداء.. ولم أتمالك منع نفسي من ركله صائحاً:
ـ تباً لك.. لقد أفزعتني أكثر من الجثث المتحللة..
نهض وهو يرمق المومياء التي كان يرقد في حجرها كالطفل الوليد..
ـ رباه.. لقد خيل إلي أنني أجلس في حجر أمي فعلاً..
تبادلت مع سبع البحار النظرات ثم التفت إليه وأنا أقاوم الابتسام :
ـ لقد سحرت عينيك يا حميد.. لا أظنها تشبه أمك.. على الأقل ليس وهي حية ترزق..
ـ أين البحارة؟
ـ لقد فروا من الكهف.. فضلوا مواجهة نمنم على مواجهة مومياواتهم.
هرش حميد رأسه وقال بإعياء :
ـ يجب أن نغادر تلك الجزيرة.. أشعر أنني لست على ما يرام..
قلت مشيراً إلى الجثث :
ـ سنفعلها.. لكن علينا أولاً أن نواجه نمنم بموتاهم.
***

 
 

 

عرض البوم صور عمرو مصطفى   رد مع اقتباس
قديم 16-05-18, 06:31 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Feb 2015
العضوية: 289774
المشاركات: 1,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: شيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسي
نقاط التقييم: 4305

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شيماء علي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جزيرة نمنم (قصة قصيرة على حلقات)

 

يا مرحباً بالسندباد وجماعته
أحمد الله أنني تكاسلت عن القراءة حتى انتهت المواجهة مع المومياوات، فلم أترك مع قفلة مزعجة 😌
إذن قرر سندباد مواجهة نمنم بموتاهم على اعتبار أن خوفهم من الموتى سيجعلهم يخشون جماعة من البحارة قضوا عليهم، هذا إن كان يمكن القضاء على الموتى طبعاً 😂
أخشى أن خطته ستنقلب عليه بشكل ما لكن فلننتظر ونر

 
 

 

عرض البوم صور شيماء علي   رد مع اقتباس
قديم 19-05-18, 09:03 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مغامر ليلاس الأول



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233726
المشاركات: 503
الجنس ذكر
معدل التقييم: عمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 266

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمرو مصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جزيرة نمنم (قصة قصيرة على حلقات)

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء علي مشاهدة المشاركة
   يا مرحباً بالسندباد وجماعته
أحمد الله أنني تكاسلت عن القراءة حتى انتهت المواجهة مع المومياوات، فلم أترك مع قفلة مزعجة 😌
إذن قرر سندباد مواجهة نمنم بموتاهم على اعتبار أن خوفهم من الموتى سيجعلهم يخشون جماعة من البحارة قضوا عليهم، هذا إن كان يمكن القضاء على الموتى طبعاً 😂
أخشى أن خطته ستنقلب عليه بشكل ما لكن فلننتظر ونر

تخمينك صحيح.. لكن السندباد هنا قرر ألا يكتفي بالسمعة فقط.. لكنه سيكتشف في النهاية
أنه وقع في فخ النظرة الدونية لهؤلاء البدائيين المتوحشين، والتي قد تجعل صاحبها يستهين بذكائهم.
وكما قلت: فلننتظر ولنر..

 
 

 

عرض البوم صور عمرو مصطفى   رد مع اقتباس
قديم 19-05-18, 09:08 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مغامر ليلاس الأول



البيانات
التسجيل: Dec 2011
العضوية: 233726
المشاركات: 503
الجنس ذكر
معدل التقييم: عمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداععمرو مصطفى عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 266

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمرو مصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمرو مصطفى المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جزيرة نمنم (قصة قصيرة على حلقات)

 

حلقة 4 والأخيرة

وقف البحارة يرتجفون على باب الكهف وهم يتخيلون مصيرنا بالداخل.. صاح الشهاب متألماً:
ـ يا للجبن.. لقد رأينا العديد من المشاهد المرعبة مع السندباد ولم نتركه ونفر.
قال رشيد :
ـ ربما لأننا لم نقابل جثث تدب فيها الحياة من قبل.
ـ أنت طبيب يا رجل.. الجثث لا تدب فيها الحياة..
تصلب رشيد فجأة ثم أشار بيد مرتجفة للكهف:
ـ شكراً على تصحيح المعلومة.. لكن قل لي بربك.. إذا كانت الجثث لا تدب فيها الحياة فما كنه هذه الأشياء القادمة..
هنا لمح البحارة تلك الأشباح التي تتحرك قادمة من داخل الكهف.. لم تكن حركتها طبيعية.. حيث بدت وكأنها تعبر الفراغ بوضع القرفصاء إياه!
وصرخ رشيد :
ـ لقد فتكوا بالسندباد وجاءوا ليفتكوا بنا.. انجوا بأنفسكم.
وقبل أن يتحرك أحدهم كنت قد برزت من خلف الجثة التي أحملها قائلاً لهم :
ـ هيا يا كسالى.. ليحمل كل منكم جثة ويأتي خلفنا..
طبعاً لم يتحرك واحد منهم.. صرخت فيهم:
ـ هيا أو ابقوا في جزيرة نمنم للأبد..
وهكذا أرغم كل بحار على حمل جثة تناسبه وبدأنا نمشي متقين بالجثث
كالدروع.. شرحت لهم خطتي العبقرية.. هؤلاء يخشون موتاهم ويعتبرون المساس بهم جريمة وتدنيس.. لن يقترب منا أحد طالما معنا هذه الجثث..
قال رشيد من وراء الكمامة التي أحاط بها أنفه وفمه:
ـ هذا لو لم نمت من رائحة تلك الجثث..
قلت له وأنا أبعد شعر المومياء عن فمي :
ـ المهم ألا تنهض ثانية.
هبطنا المرتفع إلى الأحراش وبدأنا نتحرك بحذر بين الشجر متوقعين الهجوم علينا في أية لحظة..
قطعنا مساحة الأحراش كاملة دون مشكلة.. وحينما وصلنا إلى مساكن القوم وجدناها خالية تماماً.. أين ذهبت القبيلة؟.. القدر ملقى بإهمال والنار قد خبت..
نظرنا لبعضنا البعض بارتياب.. همس حميد:
ـ ربما يكون فخاً..
قلت لهم وأنا أصلح من وضع المومياء التي أمسكها :
ـ الخطة كما هي.. سنستمر حتى نصل بسلام إلى الخاتون.
واصلنا التحرك حتى وصلنا للشاطئ الذهبي والجو الساحر الذي خلب لبنا حينما هبطنا لأول مرة.. ولا أثر لمخلوق.. هل نزحوا جميعاً من الجزيرة..
ودعنا المومياوات عند الشاطئ وركبنا القوارب إلى الخاتون..
حينما عدنا للخاتون تنفسنا الصعداء.. والبعض خر ساجداً شكراً لله..
قليلين من البحارة الذين هبطوا على جزيرة نمنم وعادوا ليحكو ما رأوا..
لقد عدنا، وسأدون تلك المغامرة السريعة في سجلاتي التي تطير أولاً بأول إلى مكتبة الخليفة ببغداد..
رفعنا الهلب وفردنا الأشرعة.. بدأت الخاتون تتمايل كأنها حسناء تتأود.
هي النهاية إذن يا جزيرة نمنم..
هنا سمعنا الصرخات المألوفة تدوي من حولنا..
وبدا للوهلة الأولى كأن السماء تمطر علينا العشرات من رجال قبيلة نمنم .. إنهم يهبطون من فوق الصواري، ويبرزون من القاع برماحهم وجماجمهم، ووحشيتهم وغلهم وتغيظهم علينا، بعد أن دنسنا مقدساتهم..
وسمعت حميد يهتف بلوعة:
ـ لقد صنعوا لنا فخاً في الخاتون نفسها..
كنا محاصرين الآن في قلب سفينتنا من كل الجهات.. يبدو أنهم كانوا يراقبون تحركاتنا منذ خروجنا من الكهف.. تركونا حتى صعدنا بسلام للخاتون بعد أن تخلصنا من المومياوات التي كانت تحمينا منهم..
إنهم أذكياء رغم همجيتهم وتخلفهم الحضاري..
والآن تضيق علينا دائرة الرماح فوق سطح الخاتون.. وها هو كبيرهم
يهتف بلغتهم الغريبة التي شبهتها بالتقيؤ.. لابد أنه يوبخنا قبل أن ينفذ فينا حكم الإعدام..
قلت للبحارة وقد التصقنا ببعضنا البعض من شدة الحصار :
ـ إننا محاصرون لكننا على أرضنا.. لا أرضهم..
قال الشهاب وهو يحاول تحاشي الرمح المسدد إلى نحره :
ـ سندباد أهبط على أرض الواقع..
نظرت إليه بحدة وبرقت عيناي :
ـ صدقت يا شهاب.. استعدوا حينما أعطيكم الأمر.. سنهبط جميعاً إلى أرض الواقع..
ـ نعم!
قالها الشهاب في غباء فقلت مصححاً :
ـ أعني سنجثو جميعاً على الأرض..
هتف حميد :
ـ ونطلب منهم الرحمة؟
ـ لا يا أبله..
كنت أتابع ببصري حركاتهم وانتظر اللحظة المناسبة التي سيهاجموننا فيها بالرماح..
ولم يطل الأمر كثيراً.. كنت أشم رائحة دماء غزيرة ستراق هنا على سطح الخاتون.. لكنها لن تكون دمائنا إن شاء الله..
وحانت اللحظة الفاصلة..
صرخوا جميعاً صرخة رجل واحد واندفعوا برماحهم نحونا من كل جانب..
ـ الآن يا حمقى!
وجثونا جميعاً على الأرض لنترك رماح قبيلة نمنم تتصافح فيما بينها إلى أن وجدت سبيلها عبر لحومهم وعظامهم..
وتحول الصراخ الحماسي إلى أنين وحشرجة.. وأظلمت السماء من فوقنا بمظلة الرماح الملتحمة بالأجساد، وأمطرتنا بدمائهم الساخنة..
سلكنا سبيلنا من بين أرجلهم قبل أن يتهاووا، ولنفسح مجالاً للهواء النقي بعيداً عن الجثث المحتضرة..
كانت نهاية دموية وقاسية.. لكنهم لم يدعوا لنا سبيلاً أخر للنجاة..
ألقينا بجثثهم في الماء ليلتقطها ذويهم الذين كانوا ينتظرون عودتهم إليهم باللحوم البشرية.. فعادوا إليهم جثثاً طافية..
وقفت أرمق المشهد من حافة الخاتون بينما ينظف الرجال سطح الخاتون من الدماء وبقايا آثار قبيلة نمنم..
جاء حميد ليرتب عاتقي قائلاً :
ـ كانت مذبحة رهيبة.. سنظل لأيام طويلة تطارد أحلامنا مومياوات نمنم..

هززت رأسي في بطء دون تعليق.. عاد ليقول في حيرة :
ـ ما الذي جرى للجزر؟.. نريد جزيرة واحدة طبيعية.
لم أعلق فعاد يسألني :
ـ إلى أين سنتجه؟
سكت برهة وأنا أرمق الأفق الشرقي في حيرة.. ثم لم أجد إلا أن قلت له:
ـ قل للبحارة.. أننا في طريقنا لجزيرة عرف الديك.
ـ .................................
***

 
 

 

عرض البوم صور عمرو مصطفى   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(قصة, حلقات), جزيرة, وآنآ, قصيرة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:19 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية