لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


الباسمة

الباسمة روايتي الثانية ... يسعدني أن أبدأ من اليوم بعرض فصولها الاثنى عشر يومياً .. باستئناء اليوم الذي ساعرض فيه فصلين متتاليين .. فكرتي بالباسمة تتوافق

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-05-18, 07:19 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308783
المشاركات: 132
الجنس أنثى
معدل التقييم: روتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 388

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روتيلا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي الباسمة

 

الباسمة


الباسمة


روايتي الثانية ... يسعدني أن أبدأ من اليوم بعرض فصولها الاثنى عشر يومياً ..
باستئناء اليوم الذي ساعرض فيه فصلين متتاليين ..
فكرتي بالباسمة تتوافق مع تصوري عن نقل مشاكلنا الأسرية اليومية ..
حاولت أن أُسلط الضوء على فكرة بسيطة أتمنى تنول إستحسانكم ..
وعد مني لن تجدوا ما يسيء لدينا الحنيف أو تقاليدنا ..
أدعو الله أن أوفق وأتمنى أن تشاركوني بالتصحيح إذا حدث وأخفقت في العرض ..
بالنسبة للباسمة أتمنى من قلبي سماع رأيكم بعد كل فصل بتعليق بكلمات ولو قليلة تعبر عن رأيكم بمجريات الفصل ..
بالنهاية اشكركم جميعاً ..
بحبكم في الله





باسم الله أبدأ ..















سكَنَ اللَّيلُ والأماني عِذاب وحنيني إلى الحبيبِ عَذاب
كُلَّما داعبَ الكرَى جَفنَ عيني هزَّني الشَّوقُ وأضناني الغياب
يا حبيبي هواكَ أضنى فؤادي وكأنَّ الجَوى بجسمي حِراب
أضرمَ النَّارَ في الحنايا لهيباً مثلَ ليلٍ أضاءَ فيهِ شِهاب
و أنا في ذُرَى الغرامِ غَريقٌ مِلأُ عيني دُجىً كساهُ الضَّباب
أنا و الشَّوقُ في الغرامِ ضحايا سرَقَ البُعدُ عُمرَنا و الغياب
قدَرٌ نُهدرُ السِّنينَ سَهارَى ليلُنا غُربةٌ فكيفَ المآب
قدَرٌ نعشَقُ الصِّعابَ و نَمشي في طريقٍ به الشُّجاعُ يُهاب
كيفَ ألقاكَ و الدُّروبُ شِراكٌ وعلى البابِ حاجِبٌ و حِجاب
بيننا يا ضياءَ عيني بحورٌ يملأُ العينَ حرُّها والسَّراب
ننشُّدُ الوَصلَ قد يكونُ قريبا هل على العاشقين ثَمَّ حِساب
ربَّما نلتقي غداً و نغنِّي لحنَ حُبٍّ غِناؤهُ مستطاب
و غداً تُنبِتُ الرِّياضُ زهوراً ويعودُ الهَوى لنا و الشَّباب
كُلَّما طالَ بُعدُنا زِدتُّ قُرباً يجمعُ الحَرفُ بيننا والخِطاب


محمد بن عبود العموري










الفصل الأول

بحركة متباطئةٍ تودع كل مكان تخطو فيه.. تتذكر أمها مع كل خطوة بمواقف مر عليها سنين من الشوق لها ... الشوق للمساتها الحنون... الشوق لبسمتها ..الشوق لصوتها ونغماته الشوق لأحضانها التي كانت تحيطها بطبقات وطبقات من الصمود والقوة والكبرياء والحب ..

كانت تلمس بحنين قادم لا محالة أثاث منزلهم البسيط وقفت أمام حائط بغرفة المعيشة كان من تنسيق والدتها الحنون التي أرادت بذلك الحائط أن تجمع كل ذكرياتها من القرية عندما تركتها مرغمة ولمستقبل ابنتها .... صور عديدة تضم الأهل الذين رحلوا والأخرين الذين كانت تشتاق لهم .. حتى أصبحت هي نفسها صورة حملها الحائط تحت عنوان رحلت بالجسد لكن بقيت بالروح والحب الذي نشرته حولها ..

مررت يديها على صورة كانت الأقرب لقلبها لأنها كانت تحمل كل من تحبهم فلمست بأطراف أناملها الرقيقة كل من بها ..
والدها الحبيب الرجل السبعيني الذي يحمل قلب طاهر برئ كالأطفال ..
ثم رفعت أناملها عن وجه والدها وانتقلت لتلك التي كان يحاوطها بإحدى ذراعيه وهي ترفع رأسها لتنظر له كأنه الرجل الأوحد بالعالم وهو كان كذلك أفلم يرحل كل أهلها عن الدنيا فلم يتبقى سواه حبيب و زوج وصديق وطفل ..

لتنتقل بيديها لوجهها هي الطفلة الصغيرة التي كان يحملها والدها بالذراع الأخرى فتسعد بالتشابه الكبير بينها وبين أمها ببشرتها القمحية والشعر الكستنائي اللامع بينما طولها وعينيها البنية فأخذتهم من أبيها لتشبه ذلك الذي لمسته بطرف أناملها بلطف ابن عمها الذي كان شاب صغير بالصورة ويكبرها بخمسة أعوام يحمل كل ملامح أمه الوسيمه ببياض البشرة الخفيف لكن برجولة تصيب قلب الفتيات بسهام الحب الوهمية ..وتضحك عندما تشاهد هاتان الجميلتان اللتان تشبهان الدمى الشقراء بعيون زرقاء رباب وابنة خالتها ليلى التي كانت لا تفارقها بالبيت أو حتى الأن بالصورة ..
ثم عمها علي الرجل الطيب الذي يصغر والدها وهو ينظر لتلك الذهبية القصيرة المكتنزة إعتماد زوجته وعشقه الذي لا يرفض لها طلبأ أبداً...
وبالمنتصف تماماً كانت تجلس الجدة صباح كأخر صورة لها قبل أن تلحق بالأحباب بين التراب ..
تركتها مكانها و لم تحملها بين أغراضها التي ستنقلها معها فهي في طريقها إليهم على كل حال ..
في طريقها للأحباب...




تأكدت من إغلاق النوافذ وهي تسترق النظر مع كل واحدة للشارع والبيوت المحيطة ...
لم تنسى إغلاق محابس المياه والغاز وبالنهاية وصلت للباب الأخير والذي يفصلها عن ثماني عشر عام عاشت بها بهذا المكان الذي حضرت إليه طفلة لم تتجاوز الثانية عشر لتغادره ابنة الثلاثين بقلب نابض بالحنين للماضي القريب هنا والبعيد بقريتها والخوف من القادم ...

مدت يدها أخيراً لقابس الكهرباء الرئيسي لتغلق معها كل الأنوار وتقابل عينيها ظلمة تخشى أن تكون ممتدة للمستقبل ... ومع خطواتها الأخيرة لغلق الباب أخذت نفس عميق وأخرجته ببطئ مع تقابلها مع النظرات الهاربة لجارها أحمد وخطيبها السابق الذي طأطأ رأسه بعد رؤيته لوقفتها القوية أمامه وكأن ثلاث سنوات من الخطوبة لم تُسرق من عمرها وكأن الواقف أمامها لم يخذلها
لينطق بخزي واضح : أسف

تخطته هامسة بسخرية : أنا لست كذلك ...

تطرق الأرض بخطواتها القوية مبتعدة عن من تخيلته يوماً إنه عوضها وسندها ..
عن من تخيلت إنه الجار الصالح الذي وجد بها الزوجة المناسبة وهي كذلك... فخطوبتهم التقليدية والتي وافقت عليها وساندته يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر حتى اتيحت له فرصة سفر ليغيب أكثر من عامين ويعود بوجه أخر ونية أخرى ...

طوال اغترابه تحملت لسان أمه وبكائها على تغرب ابنها الوحيد على ثلاثة بنات ليحقق أحلامي من وجهة نظرها بالحصول على سكن زوجية خاص وكأنه لا يحق لي... وكانت تطالبني بالزواج والإقامة مع أبي والذي لا يحتاج لكل مساحة الشقة ذات الايجار المنخفض طمعاً لم انتبه له سابقاً ..

تخطت بوابة العمارة السكنية القديمة للشارع الصغير حيث تقبع سيارة والدها الأجرة مصدر رزقه الوحيد ..
عدلت حجابها ورفعت عينيها للسماء لتشاهد الغيوم البعيدة ثم انتبهت لنداء والدها
: ابنتي هل انتهيت من إغلاق الشقة جيداً
: نعم يا أبي
يعود الوالد الذي تناول من يدها حقيبة صغيرة تحمل بعض المعجنات وماء للطريق ويضعها بالسيارة
ثم يدور ليجلس على مقعد السائق بينما تلحقه ابنته : هيا صغيرتي نريد أن نصل للبلدة بالنهار
توكلنا على الله .
ثم أخذ يردد بصوت مسموع

(الله أكبر ، الله أكبر ، سبحان الذي سخرلنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون .اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ، ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوي عنا بعده ،اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل ،اللهم اني أعوذ بك من وعثاء السفر ،وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والاهل)

والذي رددته ابنته خلفه و هي تودع الشارع الذي شبت به والحي ثم ينطلقوا لخارج المدينة الكبيرة التي لجأوا إليها من سنين ليلحقوها بمدرسة مناسبة لظروفها الخاصة بعيداً عن القرية التي نبذت إعاقتها واستهانت بها ...كلما زاد الشارع اتساعا داخل المدينة كلما اتيح لها التفكير بوالدها الذي يقود السيارة بتركيز تنظر له بتنهيدة خافتة تحدث نفسها
: والدي تغير أكاد أجزم بذلك منذ شهرين ساندني بقراري للإنفصال عن أحمد ليبدل رأيه من اسبوعين فقط ويبدي استعداده حتى لترك شقته لأتزوج بها ...
ما الذي دعى ابي للتخلي عن رأيه بأن أحمد لا يستحقني ...
لترد نفسي على سؤالي بإن ما اختلف هو اغماءاته المتكررة ونوبات الصداع التي تهاجمه بضراوة والتي أجهل سببها بالرغم من محاولاتي الحثيثة لمعرفتها واصراره إنها فقط إهماله باخذ علاج السكر أو إرهاقه
ومع اصراري برفض العودة لأحمد يصر والدي بإنه حان الأوان للعودة للقرية ...

ومع نطقي باسم قريتي أجد نفسي وقد بدأ الطريق الفردي المؤدي لها والذي يحيط به النيل من جانب والمزروعات من الجانب الأخر ...
أفتح النافذة بجانبي لاستنشق عبير الهواء والذي أعادني لذكرى عودتي القليلة للقرية والتي كانت كثيرة بالبداية ثم تباعدت بالتدريج بعد وفاة جدتي لأبي حتى أصبحت مرات معدودة تركت علامات حزن بقلبي حتى أصبح الطريق لهناك طريق للجنازة مرة بدفن أمي وأنا في السادسة عشر بعد صراعها مع المرض ومرة اخرى بعدها بستة أعوام لدفن قلبي عندما قرر هارون الزواج
...تعود وتغلق النافذة عن الذكرى التي أشعلت بداخلها نار الحنين وحب المراهقة لابن العم لتبتسم لنفسها كيف كنت صغيرة بتفكيري ومراهقة مشاعري تصورلي عطفه واهتمامه بالحب... الحمد لله الذي جعلني استفيق لنفسي بزواجه وحتى عند انفصاله منذ خمسة أعوام لم تتحرك بي نفس المشاعر أو دقات القلب الخجولة ويبدو أن المثل القائل بعيد عن العين بعيد عن القلب هو حقيقة ثابتة في عالمنا ....
وفي غمرة أفكارها مدت يدها لداخل حقيبتها تملس حجاب رقيق من الحرير الوردي وهي تبتسم وتعود برأسها للخلف وتغمض عينيها في راحة وتذهب بأحلامها بعيداً دون الانتباه لفعلتها التي تقوم بها منذ وفاة والدتها باحتضان ذلك الحرير مبعدة عن تفكيرها بإنه هدية هارون لها
عندما حثها بعزاء أمها بارتداء الحجاب حين وجدها على درجات السلم خارج شقتهم تبكي وسمع شكوتها ليجلبه لها باليوم التالي لتداري سماعة الأذن التي كانت بحجم كبير نوعاً وقتها وكانت جاذبة للأطفال بحبهم للاستطلاع و نظرات وأسئلة السيدات الفضولية على قدرتها على الاستماع الأن عما كانت وهي صغيرة ..
تنسى وتنام قريرة العين كلما قابلها موقف بحياتها اليومية باحتضانها لقطعة الحرير تلك متخيلة إنها مصباحها السحري لتحقيق الأمنيات وجلب السعادة .....
تستيقظ على صوت والدها ولمس يده ليدها القريبة منه: هيا يا صغيرتي استيقظي لقد اقتربنا والحمد لله .
تفتح عينيها وهي تنظر لخارج النافذة باحثة عن الأشجار والمزروعات فلا تجدها وتجد مكانهم كتل خرسانية قبيحة المنظر عشوائية التصميم ..
: يا إلاهي ..ماذا حدث ..أين قريتي
يبتسم الأب بمرارة : لقد تغير كل شيئ أصبحت القرية مجرد مسمى تتهرب به أي إدارة حكومية لتأخير إمدادها بمقومات الحياة من ماء وكهرباء ومدارس ومستشفيات فمن وجهة نظرهم القرى لا تحتاج لكل هذا التبذير وهكذا فعلها الناس بعشوائية بناء بدون ترخيص ومد مياه للشرب والكهرباء بالجهود الذاتية دون تخطيط وطبعاً مخالف ..
وكما تري تلك هي النتيجة.
ترد وقد غلب على نبرتها الحزن :
نعم أصبحت القرية بلا أرض زراعية ولا أشجار مجرد اسم لذكرى قديمة ..
إلتفتت لأباها بتنهيدة
:أتمنى أن شجرة الصفصاف التي زرعتها لي وأنا صغيرة أمام نافذة حجرتي قد سلمت من هذه المذبحة فهي كانت أول شيء أفتقدته عند انتقالنا للمدينة
يبتسم الأب : لا أعتقد إنها أزيلت لا تقلقي ستجديها ..وخاصة إنها بقطعة الأرض خلف منزلنا والتي جزء من بيتنا وتعتبر كحديقة صغيرة يطل عليه كامل البيت
ثم يضحك عاليا : وسنجد أيضا تعريشة العنب التي كانت مكان جدتك المفضل
تضحك الباسمة : نعم والتي كانت إعتماد زوجة عمي تنهي على أوراقها معاندة لجدتي بحجة حب عمي علي لطواجن ورق العنب وكانت جدتي تجن منها
يضحك الأب عاليا : نعم نعم ...يرحمك الله يا أمي
تبتسم الباسمة بحنين : يرحمها الله ..و يرحم موتانا جميعاً
ينظر الأب بطرف عينه لأبنته وهو يقود ببطئ ليصل بها للمكان الذي يأمل أن يكون هو الأمان لها من بعده ...يا الله ساعدني حتى أضعها عند من يصونها
أعلم إنه مقدر ومكتوب ولكني لن أشعر بالراحة حتى اطمأن على صغيرتي الوحيدة ..
يا رب يكون عودتي هو القرار الصحيح...
حدثته بتردد : أبي هل تعتقد أن المدير بمدرسة القرية سيتقبل نقلي اليها مع ظروفي الخاصة
ينظر لها والدها وهو عاقد جبينه بحركة تعودت عليها ابنته عندما يريد توبيخها بلطف
ثم يعاود النظر للطريق : وماهي تلك الظروف
: أنت تدري يا أبي ... فقد السمع بإحدى أذناي والضعف الشديد بالأخرى حتى إني لا استطيع السمع إلا بواسطة سماعة الأذن الطبية
: نعم والتي والحمد لله تقوم بدورها والتي والحمد لله لم تمنعك من إكمال دراستك والتفوق فيها حتى أصبحتي مدرسة تاريخ ..ونقول أيضا الحمد لله إن اصابتهم كانت عندما أصبح عمرك تسع سنوات عندما أصابتك الحمى الشوكية فنجاكي الله من فقد النطق وقدرتك الطبيعية على الكلام حتى يخيل لمن لا يعرف بظروفك إنك طبيعية تماماً..ولكنك تفقدي أو تنسي قدرتك على الكلام عندما تتوتري ...وهذا ما يزيد خوفي عليكِ
لماذا القلق يا حبيبتي .... لماذا يا ابنتي
أشارت له والدموع بعينيها لا تعرف
: عندما تستعملي لغة الإشارة أعرف أن وحيدتي عادت لقوقعتها التي تحيط نفسها بها ..عادت للخوف ..وهو أمر يصيبني بالضعف ..لا أريدك خائفة أريدك صلبة كما ربيتك واثقة من نفسك
مررت يدها بضعف على وجهها ثم جففت أثر الدموع : لا أدري يا أبي .. أشعر أني لا أعود لموطني بل أشعر إني تركت موطني ..هناك بالمدرسة التي كنت أعمل بها حيث أجد نفس ظروفي .. هناك كنت أساعد طلاب يعانوا أكثر مني كنت أشعر إني ببيتي لكن هنا مكان جديد وحياة جديدة ولا تنسى إنك بنفسك تركتهم بالماضي عندما شعرت إنهم كانوا يأذوني ويأذوا أمي
: الوضع غير
: كيف
الأب بدعاء صامت أجابها : ابنتي أعتقد إن أهل القرية قد تغيروا عن الماضي... بالماضي كانت هناك صور مكررة من جدتك رحمة الله عليها بالتفكير الفطري الذي ولدوا به أن االأبن لابد وأن يكون له ذرية كبيرة والأفضل طبعا يكونوا من الذكور فكان تأخر أمال بالحمل دعوة لهم بالتدخل وإقتراح الزواج من أخرى وهذا ما كنت مستحيل أن أفكر به وخاصةً إنها كانت نعمة الزوجة المحبة لي والمقدرة لظروفي فكيف كنت أكافئها بهذا وخاصة وإن مصابنا واحد بل بالعكس هي كانت أكثر بإحتمالها بصبر جميل لسان المقربين منا وخاصة وإن أخي الأصغر تزوج وأنجب هارون ...
ثم قطع كلامة بضحكة وعاطفة تحاوط ابنته دائماً: وبعد صبرنا منحنا الله صغيرتي الجميلة والتي ترافقني الأن لرحلة العودة ..
بنظرة ساخرة أجابته : هل تعتقد يا أبي الحال تغير وأصبحوا أكثر تفهماً وإحتواء لنواقص بعضهم البعض ..و لأصدقك القول إذا حدث هذا بقريتنا سأشعر بالندم على تركنا لهم وأنا صغيرة ..على الأقل كنا لم نعاني بغربتنا داخل وطنا
ثم صمتت ....
نعم لابد وأن تصمت ابنتي فهي قابلت الكثير بحياتها وسمعت الكثير وخاصة عندما كبرت وأصبحت عروس جميلة متعلمة وموظفة فكانت بالنسبة لشباب اليوم فرصة جيدة ولكن بمجرد علمهم ومع اصرارها الدائم بالمصارحة من البداية يهربوا ويختفوا وكأن ما بها مرض يصيبهم بالخوف والعدوى ...
لو يعلموا كيف كانت بسمتها وهي بالمهد هي البلسم الذي مدني بالحياة عندما حملتها أبكي أمها التي كانت تنزف بعد ولادتها وتفقد رحمها وتقاوم الموت ..كيف بتلك البسمة التي لا أدري إذا كانت دموعي التي غشيت عيني هي السبب في تخيلي انها تبتسم أم كانت بسمة حقيقية لأنطق لأخي الذي كان يجاورني
: باسمة
علي بتعجب من الاسم : ماذا قلت يا حسن ..تقصد بسمة يا أخي
: اكتبها بالدفاتر الرسمية الباسمة حسن
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

يخرج من مكتبه بطوله الفارع وجسدة الرياضي ووسامة ورثها من أمه ذات الأصول الشامية يحاول أن يداريها بوجهه الصارم وانعقاد جبينه دوماً و قصة شعره القصير جداً والتي يعتمدها حتى يخفي لونه البني المائل للشقار مع سمرة وجه حصل عليها بكثرة تمارينه تحت اشعة الشمس مع خطواته الواثقة التي من يسمعها يشعر كـأنها مطارق على رؤسهم تعكس بوضوح مواصفات صاحبها فيقفوا لتحيته وهم ملتصقين بالحائط متأملين أن لا يراهم فيكون نهارهم مثل سواد طبعه الذي أختبروه العديد من المرات من وقت استلامه القريب للعمل بينهم .. يقتحم كأعصار مكتب تصدر منه أصوات عالية ليجد مأذون يجلس بين شاب يظهر على وجهه أثار صفعات وملابسه ممزقة وفتاة مشعثة الشعر يلطخ وجهها مساحيق تجميل ثقيلة وكحل يسيل على وجهها ورجلان وامرأة كبار في السن يقفوا في الخلف
صمتوا عن تراشقهم بالكلام بمجرد دخوله

ينظر بضيق للشرطي صغير السن الذي يقف امامه وبصوته الجهوري : ماذا يحدث هل تحول المخفر لقاعة أفراح

يخفض الشرطي يده التي رفعها بالتحية العسكرية ويشرح بتردد وخشية : سيدي .. المتهم اختار عقد القران والأوامر..

يقاطعه بإشارة من يده وهو يتناول ملف القضية من على سطح المكتب الذي يفصله عنه : اغتصاب أم أداب
يقاطعه أحد الرجلين باعتراض : لا يا بك .. ابني مظلوم الشرطة قبضت عليه ظلم كان وخطيبته بالشقة لمعايناتها قبل تأجيرها لتكون بيت الزوجية لكن منهم لله من لفق له التهمة

لا يعير الشرطي الكبير أهمية بكلام الرجل وهو يتصفح محضر الضبط وهو يبتسم بسخرية
: لا فعلا مظلوم مقبوض عليه في شقة مشبوهة وفي حالة تلبس هو والسيدة
لتنطق السيدة الكبيرة حبزن : ابنتي مظلومه
ينظر هارون للمأذون : هل انتهيت يا شيخ
: نعم
يلقي بالملف الذي بيده على المكتب وبصوت عالي : اغلق المحضر وأخرجهم من القسم ...مردداً في نفسه : استغفر الله العظيم
يعود لمكتبه الذي حصل عليه بترقيته لرتبة مقدم شرطة من أسبوعين فقط مع حركة تنقلات كان يأمل أن يصيبه الحظ بمكان يساعده على الوصول لمراكز أهم في الوزارة ولكن كالعادة منح الابتعاد عن حلمه .. فعكس كل احباطاته على كل المحيطين به في مكان عمله فأصبحوا يتجنبوا غضبه بشق الأنفس ....
يعود ويرمي نفسه على مقعد مكتبه بإرهاق وهو يمرر يده على شعره بعصبية ثم يسمح للقادم بالدخول
: السلام عليكم
يقف بابتسامة ليسلم بترحاب على صديقه وابن خالته : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..كيف حالك يا هشام

: الحمد لله ...كنت قريب فجئتك مباركاً على الترقية والنقل

يجلس هارون بضيق واضح : تفضل بالجلوس يا أخي
هشام بتوجس : ما بك
:علام المباركة... الترقية والنقل و التي انتظرتهم منذ أعوام جاء بصورة بعيدة عن تطلعاتي الشخصية

:لما ..

يتحرك بقلق في مكانه مقربا من المكتب سانداً عليه بمرفقيه :هل تعلم كم قضية تتحول من المخفر للمأذون لدرجة ان الرجل يخبرني بفكاهة أن عقود القران التي يحصل عليها من هنا تفوق ما يتحصله من خارجه ...أشعر كأني بإدارة توفيق رأسين بالحلال وليست مكافحة الأداب

يضحك هشام بتسلية :ما المشكلة يريدون تخفيض تكاليف الزواج وأنت بالمقابل تكسب ثواب

تغيب الضحكة من على وجه هشام عندما يسمع هارون

: الثغرة بالقانون يستغلها أصحاب القلوب الضعيفه أتدري هناك حالات شاذة بالمجتمع تستحق انتزاعها من الجذور مثل حالات الاغتصاب والتحرش وحتى البغاية وكل تلك الحالات لن تنتهي ما لم يكن القانون رادع ...لن أتحدث عن الحالات الانسانية والتي كل همها التستر على شرف البنت ولكن كيف ستستقيم الحياة ما لم يوقع أشد الجزاء بالجاني ..
هشام بتنهيدة : لديك كل الحق.. لكن الحل لن يرضي الجميع والقوانين كانت تحمي بالأساس الفتيات التي يغرر بهم فيرد لهم حقوقهم وسمعتهم
: أي سمعة يا صديق وعقد قرانها يتم بمخفر شرطة ...
ثم يشيح بيده ويحدثه بلطف : أعذرني لقد أشغلتك بالأمر
يبتسم هشام وبواقعية
: لا تنكر يا هارون أن النقل كما فيه من عيوب فيه جانب آخر وهو عائلتك التي طال غيابك عنهم وخاصة بالأعوام الأخيرة
ثم يصمت هشام قليلا لينقل لهارون بعض عتابه بنظرات ذات مغزى
: وحتى لتبتعد عن شقة المرح التى اعتدت أن تقضي بها الأجازات مع أصدقائك
يضحك هارون عاليا وهو يعود بكرسية للخلف بصخب واضح وكأنه تحول لشخص أخر غير الرجل القيادي الذي لمسه صديقه منذ قليل
: تحولت يا ابن خالتي بالعشرة إلى محقق ناجح ...لكن لا تخشى على هارون العابد فكلها جلسات مرح وتسلية ولا يتعدى وجود الجنس الناعم بها عن المحادثات البريئة... أنا لا أقرب الحرام يا أخي ..ولكي يطمأن قلبك تعال معي فقريباَ سيعدوا لي احتفال بمناسبة الترقية منها تسلي وقتك ومنها يطمأن قلبك على ابن خالتك
يضحك هشام : لا...أنت تعرف خالتك إحسان إذا تأخرت ساعة واحدة عن موعد عودتي تبحث عني كطفل تائة وليس شاب تعدى الثلاثين منذ عام
هارون بجدية :
وبما إنك تخطيت الثلاثين ألم يحن آوان الزواج وخاصة وإنك استقريت بالعمل أخيرا أنت الآخر بالقرية بتعينك هناك بالمدرسة الإعدادية
: الحمد لله وهذا ما أفكر به حاليا ..
ثم نظر ضاحكا لهارون : لكن أبداً لن أقدم عليها حتى يسبقني الأخ الأكبر الذي تعدى عمره الخامسة والثلاثين
: لا أعفيني ..لقد جربته وبرأت منه ...
صمت هارون قليلاً وهو يبلع غصة بحلقه بوضوح لم تخفى عن هشام ثم يواصل حديثه بهدوء
: هل وصلتك أخر الأخبار عن عمي حسن ..
:نعم ..أخيراً عاد الطير المهاجر ..على ما يبدو إن نقلك وعودة عمك ستكون حديث قريتنا بالفترة القادمة
يقف هارون يجمع أشيائه من على المكتب وبقلق حقيقي على أحوال عمه الغريبة : نعم ربنا يسمعنا خير عنه ..هيا نعود معاً حتى نكون باستقبالهم أنا أنتهيت حالياً من العمل الموكل لي .,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وهناك كانوا بالانتظار العم علي و زوجته اعتماد وابنتهم رباب والتي بالرغم من بعد المسافات وتلاهي الدنيا ظلت على اتصال مع الباسمة بالرغم إنها تصغرها بست أعوام . ..تجمعهم صداقة جميلة عمقتها كثرة التلاقي بوسائل التواصل الحديثة ....
كانت الفرحة بعودة الغائبين كبيرة ظلت رباب تساعدها ليلى التي جاءت خصيصا لتمد يد المساعدة لخالتها من الصباح الباكر ليعدوا وليمة ومن قبلها تنظيف شقة العم حسن بالدور العلوي التي كانت مغلقة على الذكريات ..
اقتربت ليلى تحت انظار خالتها التي تمتلئ إعجاب و تقدير لجمالها الصارخ ورقتها الشديدة تحمل بيدها وعاء يحوي أكثر ما يحبه هارون من طعام وهي الفطائر المحشية : تذوقيه من أجلي خالتي
أخذت الخالة واحدة وهي تستطعمها تردد على اسماعها ما تتمنى كلتاهما : ماشاء الله...تسلم يديك حبيبتي فطائر لذيذة تستحق فم من يحبها ويحب من صنعتها
رباب باندفاع بينهم وهي تستولي على طبق الفطائر من يد ليلى : نعم فأمي تعلم يا ليلى كيف أنا أحبها وأطلبها دوما منها ...
تنظر ليلى ليدها الخالية بخيبة أمل فتمسكهما خالتها بحب : إذهبِ لتنعشي نفسك قليلاً لتكوني معنا في استقبال هارون..
.ثم تستدرج كلماتها بحنكة :اقصد عمك حسن و بسمة
وعندها سمعوا صوت سيارة هارون قادم من عمله : أرأيتِ حبيبتي ابن خالتك وصل سأذهب لإستقباله ...وأنتِ إفعلي ما أمرتك به ..
ثم قبلتها وخرجت في حين ليلى هرولت لنافذة جانبية تطل على الطريق وهي تحاول التمتع برؤية هارون الذي امتلك قلبها بوسامته وهيبته وسيطر على تفكيرها من كثرة ما أوحت لها خالتها بقرب الوصال ..
هامسة لقلبها : متى يا ابن خالتي لقد انتظرت طويلا ... عامين يا هارون أنتظرك منذ طلاقي العمر يعدو يا ابن خالتي وحلمي بالأطفال يخبو وكأن ذنب زوجي السابق الذي تركته من أجل عدم قدرته على الإنجاب اصابني بالنحس ..والصبر الذي تغذيه خالتي وأمي اوشك على النفاذ
: ليلى
: نعم يا رباب
: تعالي يا حبيبتي أحتاجك
ذهبت لها ليلى هامسة : قادمة ..الصبر يا رب
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

بغرفة نوم والديه أدخلته إعتماد باصرار وهو يغالب ضحكته على أمه التي تصل رأسها بالكاد لقرب صدره ولكن تظهر قوة يخشاها الرجال عند مواجهته ...يعلم سبب تلك المواجهة التي يتهرب منها منذ أسبوعين ولكن يبدو أن اعتماد نفذ صبرها
فتودد لها بنبرة ناعمة يستخدمها عادةَ معاها فتلين : أم هارون لماذا اصريتِ أن تختلي بي الأن تاركين هشام خارجاً بمفرده
: هشام ليس بمفرده فأبوك يجالسه .... ولكن أنت يا هارون الذي تريد التهرب مني إعتقاداً منك إني لا أدري ما تحاول فعله
يجلس على أريكة صغيرة بالغرفة وهو يريح رأسه للخلف ويغمض عينيه بتنهيدة : لا أتهرب ولكنك تعرفي يا أمي إني ما زلت في طور الاستقرار بعملي ومع ذلك أنا كلي أذان صاغية
تنظر له إعتماد بحزن على حال ابنها الذي تغير منذ طلاقة لتلك النجلاء... فاقتربت منه تجلس بجانبه تأخذ رأسه بحضنها وهي تربت بيديها الحنون عليها : هل صعب عليك أن تريح قلب أمك يا هارون ..
يعتدل هارون ويقبل رأسها : طلباتك أوامر يا قلب هارون .. إبعدي عن أمر تزويجي وأي أمر أخر اشيري فقط وعليا التنفيذ
تقبض إعتماد علي يده لينتبه لها : لولا خوفي أن تضيع ليلى من يدك كنت تركتك على هواك ولكن يا قلب أمك البنت وخالتك صبرهم سينفذ وخاصة وقد مر عامين على طلاقها
هارون بدهشة : مرة أخرى يا أمي ليلى .... إنها بعمر رباب أنا أعتبرها أختي الصغيرة

تقف إعتماد هاتفة بغضب : ليست أختك ثم إنها أكثر نضج من رباب لا تنسى انها تزوجت بمجرد ان انهت الثانوية لأنها كانت تبغض الدراسة ثم إنها تعشق الحياة الأسرية والأطفال خلافاً لزوجتك السابقة ...ليلى جميلة وتربية يدي وأيضا ظروفها مشابهة لظروفك أنت وهي مطلقان ..كما إنها ستوافق على مشاركتنا حياتنا غير تلك ناكرة الجميل التي كانت تريد التفريق بيننا

ينظر هارون للأرض يغالب شعوره بالإمتعاض من مبررات أمه :أنا جربت الزواج
لتنهره أمه وهي تشيح بيديها : زواجة الندامه لا تذكرني بها
ينظر لها نظرة ذات مغزى فتحرك فمها بامتعاض :ماذا

هارون ضاحكاً :وتسألي يا أمي

:كانت تريد أن تستأثر بك وتجعلك تهمل أهلك بالرغم من اتفاقنا أن حياتنا مشتركة .. وهو أمر عادي ببيوت العائلة ولست أنا من إخترعته إلا إنها كل يوم والأخر تغضب وتذهب لأهلها قال ماذا تريد حياة منفصلة وبالأخر أنت من طلقتها فأنا أعرفك جيداً إذا كنت تحبها كنت حققت لها كل طلباتها دون الرجوع لنا ..
ثم تجز اعتماد على اسنانها غيظا ً
:عندما أراها وهي تمسك بيدها ابن وتحمل آخر أكاد أجن
هي وجدت ضالتها وتزوجت بينما أنت اضعت دربك وتعيش على هواك ...
أه يا هارون يا ابن بطني لو تريحني وتعود عن طريق الهلس الذي تتبعه
يضحك هارون ويقترب منها ليحتضن كفيها مقبلا لهما : لا يا غالية يا ابنة هارون جدي العظيم الذي دللك حتى اسميتني باسمه إلا غضبك لا تجعليني أقلق عليكِ فضغطك حساس لأي توتر
تقاطعه وهو تمنع ابتسامتها حتى لا يلهيها :أفعل ما يريح قلبي وأنا أصبح بخير ثم ما به اسم جدك لا يعجبك أيضاً ..فقط كنت أتمنى ان تكون مثله لكن أخذت كل طباعك من والدك
يحتضنها ضاحكاً : بل يعجبني وهل أستطيع الإنكار ..
هامساً لها بحب ...
:الله يعينني كلما خالفتك قلتِ طباع أبيك أما العكس فأنا تربية ايديكِ وجدي
تبعد عنه ضاربة يديه التي تحتضنها :ها ماذا قلت عن ليلى
:لا
اعتماد بنيرة مغتاظة : هارون
:لا يا أمي لكن أعطيكِ كلمتي إن أردت الزواج قلت لكِ فورا لتخطبي لي وتكون نقاوة عينيك فتسلم هي وأنا من مشاكل الحما والكنة
تضحك اعتماد :يا ولد أنت سندي اردت لك الأفضل
قبل يديها الأثنتين بحب واحترام : أعلم يا قلب هارون لكن كل شيء نصيب
اعتماد بتنهيدة : لن أعتبر هذا رأيك النهائي وسأتركك قليلاً لتفكر ليلى بنت أختي هي الزوجة التي ارتضيها لك وكما قلت نقاوة عيني ..
أراد هارون الرد ولكن رباب تفتح الباب فجأة مقاطعة لحديثهم بصخب وضحك
: وصلت يا أمي ...وصلت يا هارون
الباسمة وعمي حسن وصلوا ...

رأها وهو يخطو سريعاً خارج البيت ليسلم على عمه أراد أن يكون هو الأول باستقبالهم عندها لفتت نظره برشاقتها داخل ملابسها المعتادة من بنطال جينز يعلوها قميص أسود بالكاد يغطي خصرها فنظر حوله يتأكد من عيون تأكلها بتفاصيلها و بالرغم إن نظرها كان بعيد عنه حاول لفت نظرها ولكنها كانت كأنها تعيد ترتيب محيط غاب عن نظرها منذ زمن بعيد حتى تهيأ له إنها لم تسمعه
مرددا لنفسه : نعم أكيد لم تسمعني دائماً ما أنسى ظروفها ...

كانت تقف بجانب السيارة تنتظر والدها يخرج الحقائب منها لمحت هارون ولكن البيت خطف أنفاسها لذكرى أو لخوف.... فكانت كل الأصوات الأن بعيدة عنها وهي تحدق ببيت عائلة العابد
والذي يسكن بطابقة الأول العم علي وزوجتة اعتماد وابنتهم رباب ومنه استقطع عمها غرفة اعدها كمكان لعمله بتجارة الغلال حينما عاد من غربته الطويلة والطابق التالي شقة والدها أما الطابق الثالث والأخير ففيها كانت شقة هارون والذي لم يتركها حتى بعد انفصاله عن زوجته......

على مائدة الطعام العامرة جلسوا جميعاَ تملؤهم روح جميلة في استقبال الغائبين استغلتها اعتماد لتحضر اختها احسان ام ليلى وهشام والذي تصبو لتزويجه هو الأخر من رباب التي أنهت دراستها منذ عامين وتنتظر هي الأخرى وظيفة والأهم عريس مناسب ..

بروحها الحلوة وابتسامه ناعمة تألقت بها شفتيها تأقلمت سريعاً على عودتها بينهم وإن كانت معظم الوقت لا ترفع وجهها لتواجه عيون خصتها من البداية بالتحديق أو الفضول ..... و العيون الأقرب للقلب قلقة ومراعية

نهاية الفصل الأول












بسم الله الرحمن الرحيم

آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ( 285 ) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ( 286 )
صدق الله العظيم
(سورة البقرة)



لا أبيح ولا أحلل نقل الباسمة دون الرجوع لي
اللهم بلغت اللهم فاشهد

 
 

 

عرض البوم صور روتيلا   رد مع اقتباس

قديم 02-05-18, 07:29 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308783
المشاركات: 132
الجنس أنثى
معدل التقييم: روتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 388

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روتيلا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روتيلا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الباسمة

 



هل للفراق رائحة ؟

نعم ..تشعر بذراته تحاوطك بكل مكان فتفقدك روحك وإتزانك ..

وهل للفراق رائحة !!

نعم للأسف .. تشعر به كظل يبلغ عنان السماء فتظهر كغيمة سوداء تحيط عالمك ..

وهل لها رائحة ..

صدقني نعم... تشعر كأنه إمتص كل الهواء المحيط بك فيطبق على صدرك الألم ..

وهل تشعر بكل ذلك ولا تعرف إنه أتٍ ...

نعم تشعر بكل ذلك فتسير بغير هدى تتخبط بأفكارك حتى تكاد تجن فيجثم فجأة فوقك ليصدمك بالشفافية التي كان عليها يخبرك بكل دقيقة إن الفراق أكثر الأمور وضوح وأكثر الروائح تميزاً....


R.H



الفصل الثاني


انتهى من عمله الذي تأخر اليوم لقرب الفجر ...ركن السيارة بمكانها بجانب المنزل وهبط منها وبينما يغلق بابها بمفتاحها الخاص رفع رأسه لأعلى كي يرى بالتحديد الطابق الثاني في عادة تملكته منذ شهر ... الظلام يغلب على جميع الغرف ما عدا نور هاديء ينبعث من غرفتها ثانية إثنتان ويُغلق النور وكأنه مبرمج على موعد عودته الغير مقنن بميعاد ثابت ...

وهو يصعد السلم ببطئ بدأ المؤذن بترديد الأذان بالمسجد القريب ..
متوقع الأن خروج عمه ينادي على والده ليصاحبه لصلاة الفجر في عادة محببة لوالده الذي أصبح فجأة أكثر نشاط وحيوية بمرافقة شقيقه الأكبر العم حسن ..
وصل أمام شقة عمه تلكئ بخطواته يقاوم رغبة ملحة أن يطرق على الباب .. ابتسم لإحساسه الجديد بالانتعاش... من لحظة وصولهم وأصبح بالبيت حياة وروح مختلفة ..قاطع أفكاره
صوت مكتوم خلف باب شقة عمه وصوت الباسمة الباكي لم يجعله يتوانى لحظة ليضرب الباب بعنف بقبضة يده القوية
: بسمة افتحي ..بسمة ...عمي... افتحوا الباب ...
ظل يطرق ويصرخ عالياً وعلى صوته صعد ابيه
: ماذا يا هارون ماذا حدث
واصل طرقاته القوية التي زادت أكثر مع بكاء الباسمة المتزايد من خلف الباب الموصد
حدثه هارون بتوتر : لا أدري صدقني لا أدري ..سمعت صوت الباسمة تبكي ولا أعرف السبب ...لماذا لا تفتح أشعر بها قريبة من الباب
جاوره أبيه في وقفته والطرق على الباب وبصوت عالي : حسن ..بسمة ..

صعدت إعتماد على أصواتهم مع رباب مرددة بصوت عالي : وكيف ستسمعك ..هل نسيت
نظر هارون بحيرة لوالدته الصلبة ورباب الباكية بجانبها بينما أبوه يواصل طرقاته
: كان لديك نسخة من المفتاح يا أمي
ابتسمت ساخرة وهي تحرك شفتيها بامتعاض : أخذته بسمة
علي بجزع : دعك من أمك وساعدني بكسر الباب
فوراً تعاونا بكسر الباب القديم ذو المصراعين ودخل هارون ومن خلفه الجميع مهروليين باحثين بأعينهم عنهم ليجد الباسمة باكية تجلس على الأرض بجانب قريب من الباب وعمه يستند على كتفها تسقيه قطرات من الماء وتمسح على وجه وهو يستعيد وعيه ...
كل ما حدث بعد ذلك أصبح ضبابياً بالنسبة لها كيف تعاون هارون مع عمها بحمل أبوها ونقله لغرفته كيف اقتربت منها رباب وعاونتها على استعادة بعض من تركيزها الذي فقدته عند رؤيتها لأبيها وهو يحيط رأسه بيديه ثم يسقط بالقرب من الباب عند استعداده للنزول للصلاة ..لا تدري سوى إنها كانت على بعد خطوة لفقد عقلها من شعور الفقد ...
بمجرد ما استعادت نفسها هرولت سريعا لغرفة والدها وجاورته تبكي بحضنه تحت أنظار الجميع
مد يده الحانية ليربت على كتفها برفق : يكفي حبيبتي هيا إرفعي رأسك وانظري لي لتتأكدي إني بخير ...
لم تسمعه فقط حضنه الذي أرادت أن تتمتع به... فقط يده التي تربت عليها ما أرادت ان تشعر بها
: أبي أرجوك صارحني ما الذي يحدث معك
سؤالها الباكي اهتزت لها حدقية عينيه تحت انظار هارون الثاقبة الذي أشار لوالده أن يتدخل لابعاد الباسمة عن والدها ولكن وجده هو الآخر يجاهد لإخفاء دموعه فقال بهدوء : الطبيب في الطريق إلينا ..هيا يا باسمة
ليرد حسن سريعاً : لا أحتاجه يا بني .. ما أحتاجه حقاً أن أستريح قليلاً
ثم رفع رأس الباسمة بيده ومسح دموعها : هيا ابنتي اذهبي صلي واتركيني
أشارت له بلا فيعيد عليها طلبه بتأني حتى تقرأ حركة شفتاه
: عمك سيظل معي هيا حبيبتي لا تقلقي
تحركت الباسمة بتردد ولم تترك عينيها والدها لحظة بينما يتبعها هارون مغلقا الباب خلفه
ثم فجأة مد يده لمعصمها يوقفها وهو فاقد السيطرة وهو يشير لها ناحية أذنيها بيده الأخرى والتي كانتا يغطيهما شعرها الذي حاوط وجهها
: لماذا لم تسمعينا... هل تتخيلي كمية الرعب الذي شعرت به وأنا أسمع بكائك و لا أعلم ما أصابك ..ثم ما فائدة تلك ..قالها وهويقبض على شعرها ويرفعه بعنف كاشفاً عن وجهها بسمرته الخفيفة الأخاذة الذي كان يختفي تحت ليل شعرها المنسدل ويحيطه بنعومة

ليفيق على نظرة الرعب بعينيها البنيه اللامعة بدموعها وشهقتها وهي تسحب شعرها من يده وتغطيه بكلتا يديها ثم تجري لغرفتها باكية تتبعها رباب التي عاتبت أخيها بنظرة من عينيها ..
ظل بمكانه يستوعب ما أقترفه بحقها هامساً : لم تكن ترتديها ..
أخرجه من سكونه صوت أمه بعتاب: هل جننت ماذا فعلت
تراجع هارون وهو يجلس وما زال نظره على باب غرفتها المغلق : لا أدري ..لقد أرتعبت عليهم..
تقف أمامه إعتماد وهي تعقد ذراعيها على صدرها بتحفز واضح : لا يحق لك أن تعاتبها ..أبوك وعمك وحتى أنا سوف نلفت نظرها ..
ثم مدت يدها بحنو تمسك يده ليقف أمامها : هيا أصعد لتستغل بضعة ساعات بالنوم والراحة
: الطبيب قادم
:أبوك سيستقبله وأختك ستظل مع بسمة وأنا سأجهز لهم الإفطار ..هيا حبيبي لا تقلق هيا
وظلت تحثه على الصعود لشقته حتى استجاب لها وصعد تاركاً ورائه قلق حقيقي أصاب قلب الأم ...
اقتربت بهدوء ناحية الباب المغلق لغرفة حسن حيث يرقد ويجالسه علي ... تعلم أن في عودة حسن لقريتهم بعد مرور تلك الأعوام أمر ما ..ستجن إن لم تعرفه ...و زوجها لا يساعدها أبداً فمن وقت وصول حسن وهو أصبح لا يشاركها أي أسرار لأخيه وكأنه أصبح شخص آخرغير علي الذي عاشرته كل تلك الأعوام بل أصبح كثير من الأحيان يحتد عليها إذا سألته عن أمر يخص حسن أو ابنته وهو أمر لم تعتاده منه..
وكل ما يخبرها به أن حسن عاد لأنه أفتقد الحياة البسيطة بالقرية وأن يبعد ابنته عن خطيبها السابق الذي يجاورهم بالسكن ...ولذلك قررت الإعتماد على نفسها بالتسمع لهم كل حين وحتى الأن لم تصل لشيئ يشبع فضولها ..
رددت هامسة : ماذا حدث لكم لم أعد استطيع سماعكم أم أصابني ما أصاب بسمة وأمكم ..
رحمة الله عليكِ يا خالتي لم تتركي شيء إلا ودعوتي بها علي ظلم وإفتراء ..

بالداخل كان ما زال حسن راقد مغمض العينين يجاوره على مقعد قريب أخيه الذي كان يحثه ببكاء : أخي ..لماذا لا تريد أن تريحني ..كل ما قلته لي لا أصدقه ..أعرف إنك لا تريد مشاركتي همك لأنك تعتقد إني ضعيف ولن أتحمل ..هي فقط دموعي القريبة هي ما جعلتك تكتم سرك عن أخيك ..لكن صدقني هذا تأثير حبي وخوفي عليك ..أنا أصبحت اقوى صدقني وستجدني إن شاء الله السند الذي ترجوه
يقاطعة حسن بحزم : كفْ يا علي لازلت صغير تتخيل الأشياء وترتعب وتبكي ثم عندما تعرف الحقيقة وتجدها أبسط من تعقيداتك الخيالية تخجل من تصرفاتك وتوعدنا ألا تعيدها وتعيدها ألن تكبر يا رجل .. أصبح الشيب يغطي كامل رأسك ومع ذلك أشعر إني أحادث طفل ..
يضحك علي وهو يمسح على وجهه : إذا كان الشيب يغطي رأسي فأنت الشعر هرب من رأسك حتى إني أحتاج لمنظار مكبر حتى أعدهم
يضحك حسن عالياً حتى أدمعت عينيه : نعم هكذا عد أخي المرح ...
ثم يصمت قليلاً ناظراً للسماء من خلال زجاج النافذة المغلقة التي بدى منها أول شعاع الصباح : علي أنا بأحسن أحوالي عودتي لقريتي ردت لي روحي..طالما باسمة قلبي بينكم ومعي ... لا تقلق وتقلق الجميع معك ..هل تسمعني
: نعم يا حسن لكن ..
يقاطعه حسن بنظرة قوية إعتادها مع أخيه الصغير : لا تقل لكن ...واسمعني عندي رجاء أريدك أن تساعد بسمة في ايجاد وسيلة مواصلات يومية للمدرسة التي ستداوم بها بعد يومين وتكون محل ثقة ..كما أريدك أن تحضره من اليوم حتى اتفق معه بنفسي وأيضا ً ليرافقها بمشوار للمدينة القريبة حتى تودع الأموال التي حصلت عليها من بيع السيارة بالمصرف ..هذه الأموال ستكون مخصصة لجهازها إن شاء الله
علي بدهشة : ولماذا تذهب مع غريب حتى لو سائق ثقة هارون يذهب معها حتى يساعدها بإجراء المعاملات بسرعة بحكم منصبه
يعود حسن للنظر للجزء من السماء الظاهرة له من النافذة وبتنهيدة : كنت سأطلبها منه لكني أعلم جيداً إنه ليس بمقدوره تحقيق حلمي ..
: ماذا ..لا أفهم
يستدرك بقوله سريعاً ناظراً له : أقصد بأن يرافق الباسمة ولكنه مشغول بعمله الذي يستهلك كل وقته أعانه الله ...
ثم يصمت لوهلة ينظر ليديه التي عقدها أمامه بحزن واضح كان يأمل أن يكون هارون عنده رغبة بالاستقرار والزواج ويقسم إنه لو كان لديه تلك الرغبة كان طلبها منه بنفسه أن يقترن بالباسمة حتى يرتاح قلبه ..يالله ساعدني حتى أطمئن عليها
يقاطع تفكيره طرقات على باب الغرفة وهتاف إعتماد : الطبيب أمجد وصل يا علي ..

عندما خرج الطبيب كانت الباسمة تمالكت نفسها وأرتدت ملابسها كاملة بدلا من ملابسها البيتية التي قابلت بهم الدخول المفاجئ لأفراد عائلة عمها وهي تحمد الله انها تلك الليالي الباردة التي تحكم عليهم إرتداء كل تلك الملابس الثقيلة فلم يظهر من جسمها شيئ فقط حجابها التي تأكدت الأن أن ترتديه بإحكام وهي تواجه الطبيب لتسأله عن حالة والدها
: كيف حاله أنا واثقة إنه يأخذ علاج السكر بموعده لإنني أتأكد من ذلك بنفسي
يبتسم الطبيب بمهنية : إنه بخير تماماً الأن لكني طلبت منه بعض التحاليل ولكنه عنيد ويرفض
تتبع بإعجاب عينيها التي غطتها دموع شفافة وهي تومئ برأسها : نعم عنيد أنا أكثر من تدرك ذلك لقد حاولت معه كثيراً..
: سأحاول معه مرة أخرى فقط لا تقلقي
قاطعهم دخول هارون الذي لم يستطع النوم دون الإطمئنان على عمه وهو يدير بعينه بالمكان يبحث عن مرافق للباسمة بوقفتها المنفردة بالطبيب وبصوت جامد : أهلًا بالطبيب أمجد أعتذر عن تأخري ..ثم نظر للباسمة بجمود : إدخلي لوالدك
ابدت الباسمة رفض : كنت أريد ...
قاطعها هارون وهو يشير برأسه لغرفة عمه : الأن
تحركت الباسمة بغضب من ابن عمها لغرفة والدها
بينما هارون وجه نظره للطبيب الشاب والذي يعمل بالوحدة الصحية للقرية من وقت قريب فوجده يتتبع بنظره انصراف الباسمة فوقف أمامه بطوله الفارع وجسده العريض واضعاً يديه بجيبي سرواله فيهرب الطبيب بنظراته بعيد : هل هناك ما يمكننا فعله بحالة عمي المتكررة
يتنحنح الطبيب بإحراج : فقط يوافق على إجراء التحاليل وعموماً سأتي له بعد انتهاء عملي اليوم لأحاول إقناعه مرة أخرى
هتف هارون بحدة : لا
ثم استدرك عندما لاحظ حدته وتأثيرها على وجه الطبيب : أقصد نحن جميعاً سنقوم بإقناعه أرجو أن لا تشغل وقتك الثمين بنا
: هذا عملي
: نعم أشكرك ... تفضل معي حتى أوصلك بنفسي
تحرك الطبيب بإحراج : لا داعي أعرف الطريق وأنا بالخدمة بأي وقت سيادة المقدم
خرج علي من غرفة أخيه بنفس الوقت ناظراً بحيرة لوقفة هارون المتحفزة
: اشكرك بني على حضورك بهذه السرعة ..تفضل معي أريد ان اسألك عن بعض الأمور التي تشغلني بخصوص أخي ..
تحرك الطبيب للخارج مع علي بينما توجه هارون لغرفة عمه وعنده كلام كثير سينزل به على رأس تلك الباسمة ليعيد لها الذاكرة بتقاليد بلدتهم الريفية ..

مع والدها تحاول إقناعه تتحرك بمساحة الغرفة الصغيرة ذهاباً وإياباً بطريقة أصابت والدها بالإرهاق : إجلسي وكُفِ عن الحركة ألن تَكُفي عن تلك الطريقة التي تصبني بالدُوار
ظلت بحركتها : لن أجلس أنت تعلم إن تلك الحركة الأن ما تجعلني أعرف أفكر وتجعلني أتمالك نفسي من الإنهيار باكية أمامك حتى تستمع لي
يضحك والدها : أنا بخير ..ولا تتوقفي أصبحتِ سمينة وتحتاجي للحركة لانقاص وزنك
توقفت الباسمة صارخة ناظرة لنفسها : ماذا أنا سمنت... أنا مثل عمود الإنارة في طولي ونحولي
يضحك حسن عالياً : الحمدلله الذي جعلك تعترفي ..تعالي حبيبتي
سكنت الباسمة بمكانها فترة تحاول أن تنظم تنفسها وتقنع نفسها أن والدها بخير لتنطلق له بعدها تجلس بجانبه ناظرة لعينيه تتلمس منه الصدق ... ثم وضعت رأسها على صدر والدها مرددة بهدوء: أريحني
يربت حسن على رأسها : أنا بخير ..
لم ترد الباسمة لكن لم تمنع أفكارها التي ظلت تتردد بعقلها ..لا..لا لست بخير أبي ...لست بخير.. أنا أعلم... قلبي يحدثني أن القادم صعب ...
أكاد أن أشم رائحة الفراق ..

قاطع حديثهم الصامت طرقات على الباب ثم دخول هارون وحديثه المباشر
: باسمة لا يصح أن تقفي مع رجل بمفردك لا تنسي إنك عدت للقرية وتقاليدها و للعلم لم تختلف كثيراً عن الماضي إذا كنتِ نسيتِ
رفعت الباسمة رأسها عن صدر والدها ونظرت بضيق لهارون الذي لم يؤثر به نظرتها ثم وقفت أمامه بتحدي ولهجة قاطعة
: لم أنسى سواء هنا أو بالقاهرة تقاليدنا .. ولكنه طبيب والدي ولو كنت نسيت أنت أنا لست صغيرة حتى توجه لي تعنيف على سلوكي وأيضاً ليكون بمعلوماتك أنا أكثر من قادرة على إدارة حياتي دون وصاية يا ابن عمي ومادمت واثقة من أخلاقي وتربيتي لن أنتظر رأي الأخرين
رد هارون بحدة : ماذا ..
ثم وجه نظرة لعمه
: هل تسمع يا عمي
تدخل حسن بهدوء : باسمة اسمعي كلام ابن عمك
نظرة لوالدها بعتاب هاتفةً: أبي
ابتسم حسن لها : حبيبتي هارون لم يقصد إلا أن يذكرك وليس تشكيك بأخلاقك أبداً
ثم نظر لهارون بعتاب مبطن
: أليس كذلك يا بني
نظر له هارون بخجل من حدته معها : طبعاً يا عمي أعتذر إن كان كلامي فهمت منه الباسمة أي تشكيك بها فابنة عمي تاج على رؤوسنا جميعاً بأخلاقها ..كنت فقط ....
ثم صمت لا يجد ما يقوله ليكمل عمه بضحكة
: غيور على أهل بيتك
رفع هارون رأسه ليواجه نظرة عمه العميقة بحيرة لمست قلب الرجل الكبير ليقطع دخول والده تردده
: حسن لقد أحضرت السائق وهو بالانتظار وقد اتفقت معه على كل طلباتك
ليرد هارون : لماذا سائق
حسن : طلبته ليرافق الباسمة اليوم للمصرف بالمدينة القريبة وأيضاً لتبتاع بعض الأشياء التي تحتاجها.. وبعد ذلك يكون مرافقها في الذهاب والعودة من عملها بعد يومين
هارون بتصميم : وأين أنا يا عمي من تلك الترتيبات .. بعد إذنك لا حاجة لذلك السائق وأنا من سيتولى تلك المهمة ابنة عمي لن ينقصها أي شيء وأنا موجود
: حبيبي انا أدري بانشغالك
هارون بتصميم أكثر : أرجوك يا عمي الموضوع بسيط ووقتي وعملي لن يتأثروا أبداً
أرادت الباسمة الاعتراض : لكن ..
علي بسعادة متناهية يقاطعها : والله هذا أفضل حل ما رأيك يا حسن
يحرك حسن رأسه بالموافقة بهدوء : توكلنا على الله ..هيا حبيبتي جهزي نفسك لإتمام مشوار المصرف
ظلت الباسمة تنظر له بحيرة وتنقل بنظرها بينهم ليقاطعها هارون بضحكة
: هيا يا ابنة عمي لما التردد الموضوع كله لن يكلفني من الوقت سوى بالكثير ساعة ثم أنا سوف أخذ أجرة الطريق منك في صورة معجناتك الشهية التي تبرعي بصناعتها وأنا لا أتنازل عن أجري أبداً
ليضحكوا جميعاً والباسمة تردد : لك ذلك يا ابن عمي ...

كان يعدل من هندامه البسيط سريعاً أمام المرآة ثم إلتفت ليفاجئ بإعتماد تقف بوجه تضع يديها على جانبيها أمام باب الغرفة وهو في طريقه للخروج ليحولق وهو يأخذ نفس عميق ويغمض عينه :لا حول ولا قوة إلا بالله ...
لقد افزعتني يا إمرأة
: لماذا هل رأيت أمامك عفريت
ردد هامساً : وهل استطيع قول غير ذلك
تنزل يديها وهي تقترب منه فترفع رأسها لتنظر لوجهه : ماذا قلت
مد علي يديه ليربت على كتفيها مبتسماً ببرود ثم يزيحها جانباً قليلاً: لا شيء يا أم هارون ..دعيني أمر لازال النهار بأوله ولا أريد ان أتأخر بفتح المتجر
أزاحت إعتماد يديه : كما قلت النهار لازال بأوله وعموماً من يريدك سينادي عليك ..الأن لا تتهرب مني وأخبرني لماذا خرج هارون مع بسمة وما سر أخيك ولا تكذب أنت تدري إنه لا تخفى عني خافية
:لا حول ولا قوة إلا بالله ...
ثم تحرك وجلس على طرف السرير الذي ينتصف الحجرة الصغيرة الخاصة بهم ونظر لها بضيق
: وإن كان كذلك فدعيني أعرف منك ما به أخي إني أكاد أجن حتى أعلم ما يحدث معه ويخفيه عني .. ثم تعالي هنا وأخبريني ما وجه إعتراضك على إن هارون يرافق الباسمة وأنتِ تعلمي تماماً إنها تجهل الكثير هنا ..دعيه يرافقها حالياً ثم بعد ذلك لن تحتاج لمساعدته أو لغيره... وهذا وأنا كنت أعتقد إنك من ستطلب ذلك من ابنك يا كبيرة يا عاقلة
تخفي إعتماد امتعاضها من تأنيبه المتكرر من وقت وصول أخيه ثم تجلس جانبه وبهدوء : أنا لا أقصد أن أمنعه من مساعدة ابنة عمه انا أقصد إن هارون لم ينم من أمس وهذا وقت راحته
يضحك علي بسخرية : لا تخشي على وحيدك وحبيب قلبك سينام عندما يعود وخاصة إن مشوارهم قريب
ترفع قدميها على السرير وهو تواجه بكامل جسمها القصير المكتنز : نعم وصلنا لمربط الفرس ..لماذا تضع الباسمة نقود السيارة بحسابها الخاص أليس ذلك المال من حقنا
يقف علي مفزوع مما سمع وبصوت عالي اسكتها وهو يكاد يحرقها بنظراته القوية : يا طماعة هل لنا بأموال أخي شيء وهو حي يرزق أو حتى بعد عمر طويل ... ثم أخي هو من له مال لدينا .. فتجارة الغلال كانت مشتركة ولكنه تركها لنا بطيب خاطر والبيت تستفيدي منه بطوله وعرضه وهو إكتفى بشقته فقط... وانظري يا إعتماد لن اسمحلك بأن تنالي منه او من ابنته شيء هل تسمعي..
ثم يتحرك بغرض الخروج من الغرفة فتهرول خلفه وتوقفه وهي تقاوم شعورها بالسخط لتلقي بأخر أوراقها و هواجسها
: اسمعها مني دون مواربة لا تأتي يوم وتقول أريد الباسمة لهارون فهارون زوجته موجودة وفاتحت اختى ووافقت وكنت منتظرة أن يلبي هارون طلبي
: يا الله .. وهل هارون صغير حتى تطلبي وتتشرطي ..ثم أقولها لك كلمة ويمين اُحاسب عليه يا إعتماد إذا جاء يوم وطلب هارون أن يتزوج الباسمة وأنتِ إعترضتي ستري من علي ما لم تريه من قبل ..لا تختبري صبري وحلمي ..فاحذري الحليم إذا غضب
أحمر وجه إعتماد بغضب : نعم كيف ذلك !! هل تريد تزويجه من صماء حتى تنجب ابناء يتوارثوه منها هذا ما تريده لأحفادك هذا ما تريده لابناء ابنك هارون رجل الشرطة العظيم ..
يقاطعها علي بغضب : اخرسي يا إمرأة كفاياكِ جهل وهل ما ببسمه وراثة نخشى أن تصيب ابناءها به
: نعم مثل أمك
يضحك علي بسخرية : أمي يا إعتماد أُصيبت بضعف السمع وهي تبلغ الثمانيين من عمرها وكنتِ ترددي دائما انها تسمع دبيب النمل وإنها تفتعل ذلك حتى تغيظك أليس كذلك
: نعم هذا صحيح فهي كانت تدعي الصمم
يضحك علي على تذبذبها بين الأمرين : لا حول ولا قوة إلا بالله .... أمي بشهادة طبية كان لديها ضعف بالسمع ولكنها بذكاء كانت توهمك بغير ذلك فتخشي حتى أن تهمسي بما لا يرضيها ... أما باسمة فهي اصيبت بأحد الاذنين بالصمم والاخرى بالضعف الشديد للسمع بعمر التاسعة بسبب الحمى الشوكية التي نجت منها بأعجوبة ليلطف الله بأخي الذي كان يرتجيها من الدنيا ..
ثم بهدوء ربت على كتفها
:يا إعتماد ارفقي بنا واستغفري حتى لا يصيبنا الله بما ابتلى به غيرنا عندما نعايرهم بمرضهم ولا نحمد الله على صحتنا ...ألا تتذكري يا إمرأة عندما عايرتي أمال رحمة الله عليها بعدم الانجاب ماذا حدث لك وكيف فقدتي طفلين بعد هارون ولولا استغفارك واعتذارك منها ما وهبك الله رباب ..هل نسيتي حالتك وقتها وكيف كنتِ تتوسلي لها لمسامحتك
بكت اعتماد وهي تستغفر : كانت كريمة معي بل عاتبتني إني تخيلت إنها دعت علي ....
ثم تماسكت بشدة وهي تمسح بكلتا يديها عينيها الدامعة وهي تطلق وعيد : يبقى الحق حق وأنا أريد ليلى لهارون هل تسمع ...
وتركته وانطلقت لسبيلها تاركة زوجها يضرب كف بكف من أحوال تلك المرأة المتقلبة المشاعر والأحوال
ثم رفع يديه للسماء
: هداكِ الله يا إعتماد ... ويارب أكتب لإبني ما فيه الخير له ولأخي الحبيب...

في السيارة إختارت أن تظل ناظرة للخارج من خلال النافذة المغلقة بسبب البرد الشديد ما جعلها تستنشق كل ذرات عطره الخاص المنتشر داخل السيارة
قاطع خلوتها سؤال مباغت نطق حروفه دون تنميق : لماذا تركت خطيبك
نظرت له بعدم تصديق : ماذا
أعاد السؤال بتمهل : لماذا ..تركتِ...خطيبك... بعد ما يقارب الثلاث سنوات خطوبة هل اكتشفتِ فجأة إنه غير مناسب ...
ظلت ناظرة له قليلاً ثم أعادت نظرها للخارج حتى كاد يعيد عليها السؤال بل أكثر كاد يسألها هل تسمعيني لتقاطع تفكيره بنبرة جوفاء : ولماذا تركت زوجتك
: لا تتهربي
: أنا لا أتهرب
: طلاقي أمر خاص
: وإنفصالي عن خطيبي السابق أمر خاص
ضرب مقود السيارة بحدة بقبضة يده الحرة جلبت لأسماعه شهقة خافتة منها: لا ليس خاص يا باسمة أنا ابن عمك وأريد أن أعرف فكما ظهر لي يوم حفل الخطبة كنتما متوافقان كأن بينكما قصة حب كبيرة قبل إعلانها بارتباط رسمي ..هل فعل ما يسئ لك ِ لأنه لو فعل سأعاقبك على إخفاء الأمر بعد أن أجعله ينسى اسمه واليوم الذي ولد فيه
تضحك الباسمة بضحكة رقراقة ناعمة جلبت البسمة على شفتيه : هارون لا تفتعل معي استجواب كالذي تقوم به مع المتهمين بالمخفر ...ثم لو فعل كما تقول أمر يسئ لي كان لاقى مني ما يفوق ما كان سيصيبه منك لا تنسى أنا الباسمة التي لا تترك حقها ....ولكني سأجيبك لا ليست قصة حب ..لا يا ابن عمي كان جار وأكثر من سلام سريع إذا صادف أن تقابلنا لا يوجد ..وماذا كنت تعتقد إنك سترى يوم الخطبة سوى التوافق بين شابين ارتبطا بخطبة تقليدية ..
نظر لها بطرف عينه ثم أعاد تركيزه للطريق: لا أدري ولكن بعد ثلاث سنوات أليست طويلة المدة لتقرري إنه غير مناسب ألم تحبيه خلالها مثلاً
هزت رأسها بلا ثم قالت : في الحياة السريعة التي كنا نخوضها أنا و هو حتى نستطيع جمع ما يساعدنا لتجهيز شقة الزوجية صدقني الشهور والأعوام تمر دون أن تدري... فجأة تجد العام مر يليه آخر ..أما ما حدث فإن إجابته ببساطة قدر الله وما شاء فعل ..
ثم صمتت قليلا ..ونظرت له : مثلك تماماً
ثم ساد الصمت السيارة ليقول بعد فترة هامساً : الحمدلله ..
نظرت له باستفهام : ماذا
نظر لها باسماً : أقصد لقد وصلنا

نهاية الفصل الثاني








بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ

صدق الله العظيم

الحجرات- 12



لا أبيح ولا أحلل نقل الباسمة دون الرجوع لي
اللهم بلغت اللهم فاشهد

 
 

 

عرض البوم صور روتيلا   رد مع اقتباس
قديم 03-05-18, 02:07 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة
مشرفة روائع من عبق الرومانسية
كاتبة مبدعة
سيدة العطاء


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148401
المشاركات: 25,150
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسن الخلق تم تعطيل التقييم
نقاط التقييم: 137607

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسن الخلق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روتيلا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الباسمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الف مبروووك عليك و علينا غاليتي
بدات الرحلة الجميلة و سوف تزداد جمالا فصل بعد فصل حتى نصل للخاتمة المشوقة باذن الله
شخصياتك ذات رونق جميل و الاحداث جذابة اما التصميم فخلاب تحياتي لكل فريق العمل
الباسمة نورت الوحي و ليلاس باكمله و سوف تترك صدى رائع بمشيئة الله و اتوقع لها النجاح و التألق
دمت صديقتي بكل الحب و الود
خالص تمنياتي القلبية بالكثير و الكثير من الاعمال الباهرة


 
 

 

عرض البوم صور حسن الخلق   رد مع اقتباس
قديم 03-05-18, 03:00 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308783
المشاركات: 132
الجنس أنثى
معدل التقييم: روتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 388

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روتيلا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روتيلا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الباسمة

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن الخلق مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الف مبروووك عليك و علينا غاليتي
بدات الرحلة الجميلة و سوف تزداد جمالا فصل بعد فصل حتى نصل للخاتمة المشوقة باذن الله
شخصياتك ذات رونق جميل و الاحداث جذابة اما التصميم فخلاب تحياتي لكل فريق العمل
الباسمة نورت الوحي و ليلاس باكمله و سوف تترك صدى رائع بمشيئة الله و اتوقع لها النجاح و التألق
دمت صديقتي بكل الحب و الود
خالص تمنياتي القلبية بالكثير و الكثير من الاعمال الباهرة


حبيبتي تسلميلي وشرف ليا أكون بينكم وسط مجموعة رائعة كنت أحلم من بعيد أن أقرأ لهم فما بالك تكون لي تجارب خجولة أقدمها على استحياء وسط كم هائل من الروائع
اشكرك من قلبي

 
 

 

عرض البوم صور روتيلا   رد مع اقتباس
قديم 03-05-18, 09:11 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308783
المشاركات: 132
الجنس أنثى
معدل التقييم: روتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 388

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روتيلا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روتيلا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الباسمة

 



هل تعرف ماذا يحدث عند انتهاء النغمات ...
أسرح معها فأغمض عيني وتبدأ رقصتي الهادئه مع حبيبي على الأنغام السلسة كأمواج النهر
يتحرك شعري معنا وكأن رياح ناعمة تموجه حولنا وتاج من الفل يعلوه ...
بينما فستاني الحريري فتتطاير طبقاته الناعمه ولا يكاد يلمس الساق حتى يتباعد ..
وندور وندور...
وينير الخد توهج مع القبلات واللمسات ...
ويزداد الحلم بالهمسات والنغمات .....
و يكبر حتى يصل لعنان السماء وهناك وبين السحب تتمتم الشفاة بحروف الحب والعشق لتصل ذبذباته وتلمس دون حواجز شغاف القلب ...
وعندها تتبدل دقات قلبي فتتسارع وتتباطئ أضع يدي علي موضعه حتى أحميه فتترك دون قصد حبيبي الخيالي فتسري البرودة بين أطرافي وينتشر حولي بسرعة فاجمع يداي باحثة عن الدفء فلا أجده فافتح عيناي عابثة لأجد أن الحبيب اختفى مع انتهاء النغمات....



R.H



الفصل الثالث

بانتظارها قبل وقت قليل من انتهاء دوامها المدرسي ككل يوم...
مستنداً على مقدمة السيارة ظهره لها فلم يلمحها وهي مقبلة عليه يحادث إحدى من اعتاد على محادثتهن وهو يضحك عالياً فظلت واقفة خلفه تعقد ذراعيها على صدرها وتنفُس بضيق حتى سمعت كلمات غزل مُنفِر دفعتها لمناداته بحدة
: هارون
أدار وجهه لها وهو يتنحنح عاقد الجبين بضيق أن تكون سمعت المحادثة فيغلق الهاتف فوراً ثم رفع رأسه ليجدها تحدثه بلغة الإشارة بجملة مبهمة له وخاصة إنها لم تصحابها بكلمات الإيضاح حاول أن يفهم بينما كانت تشير لعينيها ثم تقبض على الثلاث صوابع الوسطى من كفيها (البنصر والوسطى والسبابة ) بينما فردت البنصر والإبهام لتقابل شبيهما من الكف الأخر فيصنعوا قوسين متقابلين فعلتها مرتين متتاليتين وتلتها إشارة بمعنى النظر وهي تشير له
وتكرر نفس الحركة مع إحدى أذنيها وتكرر نفس الحركة وهي تشير ليديها وتكرر وتكرر حتى شعر إنه دخل في دوامة من عدم الفهم
:ماذا تعني؟
تركته واتجهت لمكانها بالسيارة ولم تهتم بالرد عليه فأعاد عليها السؤال بغضب : باسمة ردي على سؤالي
جلست بمقعد الراكب ليجاورها ويغلق باب السيارة بعنف يشعر بالاختناق عندما يفشل بفهمها وخاصة الأن وعنده هاجس أن تكون سمعت محادثته الهاتفيه ولكن لماذا يخشى أن تسمعه فهي فقط ابنة عمه ....
نعم فقط ابنة عمي.....
يبدأ بتشغيل السيارة وكالعادة يلقي بالأوامر : ضعي حزام المقعد
وكالعادة تعانده وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها برفض: معظم الوقت نسير ببطئ بسبب ضيق الطريق
يصر هارون : ومع ذلك اسمعي الكلام
فتجيبه كالعادة : إن كنت نسيت فأنا لا أسمع
يبتسم هارون للمحادثة التي تحمل عنوان التكرار المحبب ويزداد اصرار : باسمة لا تختبري صبري فكل ما تفعليه اليوم لا أفهمه
رفعت يديها وسحبت حزام الأمان ووضعته بمكانه : بالعكس أنا أتحدث بكل طريقة ممكنة لإيصال ما أريد قوله .. وكل لبيب بالإشارة يفهم
ينظر لها بطرف عينه ثم يعود للانتباه للطريق : هكذا ..
: نعم
يبتسم وهو يحاول استرضاءها بصوته الرخيم الرجولي : لن تقولي ما الذي كنتِ تعنيه منذ قليل
أدارت وجهها ناحية النافذة : إفهمها وحدك
: يوماً ما سأفهمها وحدي
نطقت بقلبها هامسه : أدعو الله ليل نهار بذلك .... هداك الله يا ابن عمي
في رحلة غلب عليها الصمت بعد حديثهم خاصة مع رنات الهاتف المزعجة المتكررة والتي لم يجب عليها هارون فأراحت رأسها للخلف مغمضة العينين ..
وقرب وصولهم نادها بهدوء: باسمة هل نمتي
: لا
: اليوم وغداً هل ستحتاجي السيارة بأية مشاوير
: لا
ومحاولاً المزاح معها : ما بكِ هل أصبحتي لا تعرفي سوى حرفين من اللغة
: بل لأني كنت مستيقظة وفعلاً ساستغل هذه العطلة بتنظيف البيت وإعداد بعض الطعام الذي يغطي احتياجاتنا لأسبوع قادم حتى رباب الأن ستكون بانتظاري لمعاونتي ..هل عرفت لماذا لم أجيبك سوى بحرفين كما تقول ..
ثم استرقت النظر لجانب وجهه الرجولي بسمرته الجميلة التي اكتسبها بطول تعرضه لإشعة الشمس فكما تذكر بالماضي إنه يكاد يكون ذو بشرة بيضاء و ابتسمت وهي تنظر لشعر رأسه الذي يكاد يرى فابن عمها يفضل الشعر القصير جداً ثم أزاحت بصرها عنه لخارج السيارة وعضت على شفتيها بتوتر خوفاً مما سوف تسمع فهي أصبحت تعلم الكثير عن هارون وعن شقة المرح التي يداوم على قضاء أجازته الأسبوعية بها فقالت بتردد : لماذا تسأل؟
غمغم بإحراج لا يدري سببه يصيبه دائماً أمام الباسمة في سابقة لم ينالها أحد قبلاً فهو مشهور بحكم كونه الابن الوحيد ووظيفته بالشرطة بالجرأة الشديدة التي تصل للتبجح : لأني سأسافر لمقابلة بعض أصدقائي اليوم ولن أتي إلا مساء الغد ..
نطقت بعد فترة صمت حزين أصابها عندما توقفت السيارة معلنه عن وصولهم بصوت رقيق يكاد لا يُسمع : اللهم أني استودعتك عند الذي لا تضيع ودائعه
ثم هبطت مسرعة من السيارة وصعدت لشقتها دون المرور على عمها لتسلم عليه كعادتها لتفاجئ بأخر ما كانت تتوقعه
ركن السيارة وظل بها فترة ودعائها له ومن قبل إشارتها التي لم يفهمها تتردد بعقله دقائق من التفكير تلاها قراره الذي اتخذه بأنه لا بد وأن يتعلم لغة الإشارة فمن اليوم لن يدع شيئ يخصها لا يفهمه وابتسم برضا عن قراره ليترجل من السيارة ثم يغلقها .. وصعد لشقته ليبدل ملابسه وينزل ليقضي بعض الوقت مع عائلته قبل سفره ..
كان يصعد بحيوية وهو يدندن بكلمات أغنية ما ليصطدم بجسد رجل يخرج من بيت عمه ووجهه يشتعل احمراراً تمعن به قليلاً ليدرك هوية الرجل إنه أحمد الخطيب السابق للباسمة الذي مد يده لهارون حين تذكره هو الآخر : أهلا سيادة الرائد هل تتذكرني
أبعد هارون يده سريعا بعد السلام وهو يشيرللنسر والنجمة التي تزين كتفيه بفخر وغرور : مقدم هارون العابد ..ولا ... لا أتذكرك وتركه ودخل لشقة عمه وأغلق الباب بوجه من أصابه الجمود من تلك المقابلة والأهم المقابلة التي سبقتها ....

: ماذا كان يريد
حسن المتكئ بإرهاق على سريره : حدثني بالهاتف وطلب مقابلتي وأنا دعوته لهنا وكنتِ وقحة كفاية حتى تطردي ضيف والدك
كانت تتحرك بتوتر وهي تحرك يديها بلغة الإشارة وتنطق الكلمات بثقل : لا تجنني يا أبي هو ليس ضيفك بل هو انسان منافق طماع وأنت بالتأكيد لن تهدي ابنتك لانسان بهذه الصفات
: لقد جاء نادماً....ثم كُفِ عن الحركة والتوتر
لم تستمع له وظلت بحركتها أمام أنظار والدها الحزينة وهو يراقبها تتحرك وتشير بيديها بعصبية وتنسى الحروف ونطقها .... يريد أن يقف ويحتضنها يطمئنها لكن من يطمئنه هو على ابنته وهو يقترب من الموت يقترب من تركها وحيدة بهذه الدنيا التي لا تنصف وحدة فتاة ...كان دائماً واثق وكان دائماً يحثها على التجلد لكن الأن وهو بتلك الحالة على سرير المرض أصبح خائف مرعوب على صغيرته
:إهدئي ابنتي .. كان لابد أن تسمعيه ويكفي إنه جاء معتذراَ و ...
صرخت الباسمة تقاطعه وهي تواجهه : بل جاء طامعاً بشقة خالية وعليها زوجة ..أبي لا تفعل بي ذلك ..لقد تحملت كثيراً من تصرفات البشر وصدقني كانت لا تعنيني لأنهم لم يكونوا بتلك الأهمية لكن لن أتحملها منك.. أرجوك يا أبي لا تحملني ما لا طاقة لي لتحمله لا تستغل الزائرين للإطمئنان عليك لتعرضني حتى ولو بصورة غير مباشرة لكل خاطب تجده مناسب ..لا تتحدث مع خالتي إعتماد لتعرضني على معارفها إعتقاداً منكم إنني لن أعي تلك الهمزات أو اللمزات بحقي ..أبي أرجوك لا تعرضني لهذه السخافات
رد حسن بحدة وتوتر وهو ينهت : أحفظِ لسانك ..
ثم عن أي عروض تتحدثي ..أنتِ فقط تتخيلي.. ففيما يبدو أصبحتِ حساسة ..ثم ماذا فيها إن أظهرت للناس محبتي لكِ و إعتزازي بهدية ربي التي منحني إياها بعد سنين من الصبر ... وعددت لهم كيف ابنتي جميلة مثقفة و..
تقاطعة الباسمة بسخرية وهي ناظرة بعمق عينه أن يُكَذب ما تقوله : ولديها شقة وراتب ورصيد بالبنك
كان رد حسن الصمت وإدارة وجهه عنها
لم تتحمل أن تراه بتلك الصورة... الضعف ليست من شيم والدها اقتربت بهدوء منه وتناولت يديه تقبلها على ظهرهما ثم أدارتهم بين كفيها الرقيقين وأراحت جانب وجهها بينهم وهي تتحدث بهدوء شديد
: سامحني على حدتي ..مجرد رؤيته أثارت حفيظتي ..أرجوك سامحني
ليحاوط هو وجهها ويقربها منه فيقبل جبينها بحنو : لا يا قلب أبوكِ وبسمته من حقك أن تقولي ما بقلبك ومن حقي أن أخاف عليكِ
......
يدخل هارون فوراً بعد أن أغلق الباب المفتوح تاركاً أحمد خارجه ليجد رباب أمامه
:لماذا صوت الباسمة وعمك عالي
: ذلك السمج كان يريد أن تعود له بسمة وهي رفضت وطردته وعمي اشتعل فعلياً
:ما هذا الذي بيدك؟
: دلو به ماء متسخ وبقايا ورق الجرائد كنت أنظف النوافذ قبل أن يهل علينا خطيبها
حمل منها الدلو بسرعة وهو يتجه للشرفة وهو يقول بحدة : لا تقولي خطيبها
نظر من الشرفة للشارع للحظة ثم رمى كامل محتوايات الدلو ثم دخل وسلمه لرباب وخرج صاعداً لشقته دون أن تخفى عليها بسمته المشاغبة التي أنارت وجهه وأعاد لها مرح أخيها الذي افتقدته منذ طلاقه لنجلاء ... ثم تحركت ببطئ ونظرت للشارع حيث وجدت أحمد وهو ينفض عن ملابسه ورأسه بقايا ورق الجرائد المبلل ثم يهرول بعيداً دون النظر خلفه هارباً من ضحكات الناس حوله ....
تخرج الباسمة من غرفة والدها لتجد رباب وقد سيطر عليها المرح والضحك الشديد
تضحك الباسمة لضحكها : ما بكِ تركتك منذ قليل بعقلك
حاولت التماسك قليلاً : لو عرفتي ماذا حدث ستموتين ضحكاً ...
ثم نظرت حولها : تعالي بغرفتك أحكي لكِ
بغرفتها كانت ترفع حجابها أمام المرآة ببطئ شديد تحاول أن تشغل نفسها عما تحكيه رباب عن فعلة هارون بأحمد تداري ابتسامة غلبها الشجن بعيد عن المرح الذي أصاب ابنة عمها
أخذت ترتب حجابها بداخل الخزانة وهي تستمع لثرثرة رباب لتقع يديها قصداً على الحرير الوردي الذي تضعه بمكان خفي بين طيات الأثواب كانت تتلمسه برقة رفرفة أجنحة الفراش ...تتلمس ذاكرتها تتلمس رغبتها بالحب ..عامان بعد انفصاله عن نجلاء تنتظر أن يلتفت إليها بأبعد من أن تكون ابنة العم التي تحتاج العطف ..انتظار كانت لا تحسبه بزمن التقويم العادي ...انتظار كانت تحسبه بلحظات عابرة عند اللقاء القليل عندما كان يزورهم حفاظاَ منه على صلة رحم أو حباً بعمه الطيب,, حتى توقف الحلم تماماً عندما علم بخبر إحتمال خطبتها فسمعت منه مباركة سمعتها على لسان كل غريب بحياتها ..لتتوقف القصة قبل أن تبتدأ ..
وتظل ويظل تعاملهم الأخوي الذي لا يخلو من مرح الأخوات أو عنادهم ..
تفيق من شرودها بطيات الحرير الرقيق سؤال رباب الذي أخترق عقلها
: لماذا تركتي أحمد كان يبدو عليه إنه شاب خلوق
تغلق باب الخزانة بتنهيدة : المظاهر خداعة ... ثم أنا قبلت به في غفلة مني تحملتها للنهاية بصبر على تسرعي بالقبول فكان عقاب استحقه لأني قللت من نفسي ونظرت لها بعين الناس
: كيف
جلست بجانبها على سريرها الصغير الذي كان يجاوره حائط تمتلئ جدرانه بصور أميرات الرسوم المتحركة والتي كانت والدتها تضعها لها بنفسها .. وتركتها هي عندما كبرت حتى تشعر بحضن والدتها بلمساتها الباقية بينهم ..
: أحمد كان شاب حاله ككثير مثله تخرج من كلية التجارة ولم يجد عمل فكان يعمل بكل وظيفة ممكنة تساعده على الإنفاق على نفسه وعلى أمه وأخواته البنات الذين فقدوا الأب بوقت مبكر ومعاشه كان يكفيهم بالكاد ...وكنت أنا مناسبة لظروفه... فتاة يقابل النقص بها رقة حالهم وعدم قدرته على توفير شقة زوجية فكانت أعينهم على شقة والدي المجاورة لشقتهم ..ولكنه دائماً ما أخفي طمعه بها ببراعة حتى حصل على عقد عمل بالخارج وأصبح بإمكانه الحلم بفتاة أكثر كمالاً مني ..
شهقت رباب التي كانت تستمع لها ثم قالت بغضب : ماذا تقولي وهل هناك من لا يريد أن يكون بجمالك المصري الخلاب بلون بشرتك التي تدفع من أجله الفتيات الأموال حتى تحصل عليه أو شعرك الحريري أما لمعان جواهر عينيك البنيه فهي قصة وحدها ..
تبتسم الباسمة بحب لتلك الفتاة التي تراها بعين محب فلا تستوعب نظرة المجتمع لها وتأخذها بحضنها وتقبلها ثم تبعدها قليلاً حتى تواصل كلامها : رباب هذه هي الحقيقة التي تجلت عندما أصبح يرسل المال لأمه و عندما كان يراسلني ومع اعتقاده إنه أصبح أفضل لانتقاء الأفضل مني تمعن في جرحي بعدة طرق حتى وصل لإهانتي بإعاقتي فأغلقت الهاتف معه وقطعت كل تواصل ممكن وأعدت خاتم الخطوبة والتي كانت هديته الوحيدة لي لأمه التي تقبلتها بسعادة ودعوات لي بالحصول على الزوج الذي يستحقني ....
ثم تضحك الباسمة : دعوة في ظاهرها الخير وباطنها الاستهزاء بإعاقتي ..
رباب بتردد : قد يكون أدرك خطئه عندما عاد واكتشف إنه يحبك فما الذي تغير سوى ذلك بحرصه على معاودة الإلحاح بعودتك له
تضحك الباسمة عالياً فبعثت بالابتسام والراحة لقلب رباب التي خشيت أن يكون انفصال ابنة عمها عن خطيبها وخاصة وانها وصلت لعمر الثلاثين قد حطم فؤادها
: صغيرتي الغالية كم هي أحلامك الوردية ممتعة .. الحقيقة أن والدة أحمد عندما كانت تصلها أموال ابنها كانت تبذرها بصورة مبالغ فيها علي نفسها وعلى بناتها دون أن تعي إن ابنها كان يرسل لها كل راتبه أو معظمه فعندما عاد ولم يجد تعب عامين ونصف قد تبقى منه إلا ما يوازي شراء غرفة واحدة وحتى لا تكفي مع ارتفاع الاسعار عاد لنقطة الصفر وهي أنا الفتاة ذات الإعاقة المناسبة لظروفة وعليها شقة مغلقة تكاد عينيه تخرج من محجريهما طمعاً فيها ..هل فهمتي
قالتها وهي تحيط خدي رباب بحب ثم قبلتها ووقفت
: هيا نعود للعمل فالحياة لن تتوقف وكل ما نعيشه فيها هو درس لنا يقوينا ...
ثم ضحكت و هي تسحب يديها لتتبعها
: كما أن السهرة التي طلبها أبي تحت الصفصافة وتعريشة عنب جدتي تحتاج لترتيب هيا ...

خرجتا تكملان ما انتويتا فعله من تنظيف وترتيب لسهرة حلم بها والدها يعيد بها ذكريات الماضي تحت تعريشة العنب وظل الصفصافة المورقة ..
أعدت الباسمة اللحوم والخضروات التي قررت أن تشويها ثم توجهت مع رباب للطابق الأول ليكملوا عملهم داخل الحديقة الصغيرة من تنظيف و مد بساطين أحدهم للرجال والأخر للنساء ومن طرف بعيد نوعاً عن جلستهم وضع موقد الفحم بجانبه ما يلزم من أدوات الشواء
كانت الباسمة سعيدة بإعداد ما كانت تبدع به أمها من تجهيزات وعلمته لها أو تتذكره ..كانت تريد لوالدها أن يشعر بأنفاس والدتها في كل شيء تعده
: هل أكدتِ على ليلى وخالتي إحسان على المجيء
ردت رباب التي كانت توزع بعض الوسائد بين الجلستين : نعم لا تقلقي
حملت أكياس الفحم ووضعتها بمكان قريب من الموقد وعادت وهي تنفض يديها وملابسها التي اتسخت : الحمدلله ..سأصعد لابدال ملابسي وأنادي أبي بينما تفعلي المثل..
ودارت مسرعة فتجنبت بالكاد الاصطدم بهارون الذي كان يقف بالمدخل الصغير للحديقة و جاء يشاهد ترتيباتهم عندما سمع أصواتهم بهذه البقعة المنسية من البيت
فرد ذراعيه وكأنه يمنع سقوطها متمهلاً بالنظر لها من أسفل لأعلى يكابد لمنع تجلجل ضحكته : مهلاً ..مهلاً ... ماذا حدث لكِ وكأنك خرجت من تحت التراب ..
نظرت لنفسها وهي ترتب وتنفض بيديها المتسخة سروالها الجينز وثوبها القطني المستفز الذي يتخطى خصرها قليلاً وتعيد خصلة من شعرها انفلتت من حجابها : ماذا أفعل وكأن المكان كان منتظرني بعد تلك السنوات لتنظيفه
ضحك هارون وهو يرفع رأسه للمكان الذي لا يدري منذ متى طل عليه أو أهتم به .... مربع صغير خالي إلا من تعريشة عنب صابها الجفاف بسبب الإهمال ولكن الشيء الوحيد الذي ظل بحالته المنتعشة فهي شجرة الصفصاف العالية والوافرة الأوراق فحياتها لم تعتمد على بشر يهتموا بها أو يهملوها بل اعتمدت على جذورها الممتدة تحت الأرض تثبتها وترفعها للسماء مثل تلك التي تقف أمامه بابتسامتها التي تجذب نظره الدائم لثغرها ...وأه من إحساس غريب عليه و جديد يجعل من هارون الجبل الشامخ في مواجهة شجرة الصفصاف فاقد اتزانه ..
: هارون دعني أمر
ولكنه لايريد ويكاد يقسم بداخله أنه لا يعلم السبب فابتسم لها : هل تجيدي إشعال موقد الفحم
اشارت له بلا ثم استعادت الحروف لتقولها وهي ترجع خطوة للخلف مبعدة بعينيها عن مجال شعاع عينه الذي وترها وهو بكل هذا القرب والطول وهذا الجسد العضلي الذي أكتسبه من كثرة التمارين التي يحرص عليها ... لتغمغم هامسه يا إلهي
ثم قالت وهي تعيد تمليس طيات ملابسها بصوت جعلته مرحاً
: لا... ولكن هشام يجيد ذلك وقد تتطوع لإيقاده و بالشوي بنفسه مقابل وجبة مجانية وقد انتهزتها فرصة ودعوت خالتي إحسان وليلى
انتبه لقولها لتحتد نظراته المصوبة نحوها : وكيف عرف هشام بذلك
تململت بوقفتها وهي تحاول المرور : هل نسيت أن هشام زميلي بالمدرسة
منعها المرور من جانبه بالوقوف بوجه تحركها و بحدة جلبت رباب ناحيتهم لتستمع لقوله: وهل زميلك هشام تجلسي معه تثرثري وتطلبي منه يلبي لك طلباتك
أحمر وجه رباب من يراها يعتقد أن حدة هارون مع الباسمة ما أغضبها ولكنها وللعجب لا تدري سوى إن هناك سهم أصاب قلبها فنظرت للباسمة ابنة العم الواثقة التي تقف بطولها الفارع والذي إذا أرادت أن توازي طول هارون لن تحتاج سوى لحذاء عالي الكعب ... جمالها الناعم وحريتها بالتصرف بأريحية مع كل الناس لابد وأن تكون جذبت دون أن تقصد أنظار ابن الخالة هشام وعندها وضعت يديها على فمها تمنع غصه أحكمت حلقها و بلعتها بصعوبة خوفاً من الإفصاح عن مكنونها لتسمع الباسمة
: ليس كذلك
: كيف إذن
تحاول أن تدعي الثبات أمامه فتقبض على يديها بعنف حتى لا ترفعها وتبدأ الحديث بهم فخرجت حروفها مهتزة : لقد سمعني وأنا أسأل حارس المدرسة عن مكان بيع الفحم وباقي لوازم الشوي فتطوع شاكراً
اقترب هارون الذي يعلوها طولا من رأسها فرفعته قصراً لتقابل أسهم عينه الحادة : وهل أنا لم أعد موجود لتطلبي منه
هنا توترت من القرب ..توترت لدرجة أن يثقل لسانها فأرادت أن ترفع يديها التي تمنعها فجمعتهم كقبضة أمام صدرها برجاء : لا ولكن لم...
: هل أعددتِ للأمر فجأة فلم تجدي فرصة اليوم لإخباري سواء في الذهاب أو الإياب
: لا يا هارون أنا ...
قال وهو يشير بالقرب من رأسها بسبابته : بينما تجمعي جملة صحيحة لتجيبي عن أسألتي هل لكِ أن تعي ما سأقولة الأن حتى تدخليه داخل تلك الرأس الصلبة ..أنا فقط من تطلبي منه ... أنا فقط من يلبي طلبات ورغبات عمي هل تفهمي أم فقدتي حس الفهم ...
هنا لم تتحمل فهارون يبرع في تقمص شخصية المحقق معها وحب السيطرة وهذا ما لايمكن لها أن تتحمله..
لتترك يديها والتي ما إن حررتها حتى تحرر لسانها يتبع قائده من لغة الإشارة التي جعلته يركز على حركة يديها فهدأ تماماً كأنها تلقي بتعويذة سحرية أو هدهدة أمومية..
:لا تحدثني بتلك الحدة ففي المقابل ما الذي يمنعني من الغضب أنا أيضا والنفخ بصوتي كالتنين كما تفعل معي
فرد صدره أمامها واضعاً يدية بجيبي سرواله قائلا ببرود :أفعليها حتى أكسر رأسك
ضاقت عينيها وبغضب لم تستطع كبته : لماذا تهتم هل ستظل معنا مثلا وتترك لياليك المرحة
ثم تركها تزيحه من أمامها لتمر بينما هتف بصوت جهوري حتى تسمعه هذه العنيدة : سأظل اليوم يا باسمة وأريني ماذا ستفعلي ولن أكون هارون العابد إن لم اكسر لكِ رأسك العنيد يا ابنة عمي
حاورته من بعد بصوت أعلى من صوته : وأنا باسمة العابد
ضحك هارون وهو يدير رأسه يمين ويسار هامساً : والنعم بالباسمة العابد ..
الوحيدة التي تجعلني بقمة الغضب وقمة عدم الاتزان ... وبقلبه سمع همسه رقيقة لم تفته
...وقمة الشغف ....
نظر لإهتزاز أوراقها وفروعها الباسقة يتلمس بعينيه حقيقة احساسه بها وكأن شجرتها المورقة سترد عليه ...
فلا يسمعها فيطلب منها العون بالإشارة كصاحبتها
فلا يستطيع فهمها ليعاوده الإصرار ان يتعلم لغتها ..
لينزل بعينه لتلك التي تقف فارجة بين شفتيها بصدمة من حوار أخيها وابنة عمها والتي شعرت بذبذبات حاوطتهم أصابتها بقشعريرة يبدو ان الأثنين في غفلة عنها أو على الأقل هارون لأن قلبها كان دائماً ما يحدثها أن الباسمة تكن عاطفة ما ناحية أخيها
ليضربها هارون بلطف على رأسها : أفيقي وأغلقي فمك ..هيا فالجميع على وصول
ثم تركها هامسه وهي تسحب خصلة من شعرها الذهبي : لن تعز عليكم يا أحب اثنين على قلبي ...

وكانت جلسة من ألف ليلة وليلة جلس الجميع برغم الأجواء الباردة يتلحفوا الدفء القادم من موقد الشواء والموقد الصغير الأخر الذي جاور جلستهم و الذي أعده علي بنفسه على إناء فخاري قديم ليضع عليه أبريق به ماء لا يطيب له وأخوه حسن شرب الشاي إلا من خلاله ..فذاكرتهم لا تخلوا من جلسات مشابهة ضمت الأم صباح والزوجة أمال ...
رباب جلست مع أمها وخالتها تدللهم وتسهر على راحتهم ..
بينما هشام وهارون تساعدهم ليلى ظلوا بجانب موقد الشواء ..
أما الباسمة فكانت بجانب رعايتها لوالدها وعمها كعصفور يتنقل بخفة بينهم يساعدها نحولها وضحكتها التي لا تفارق شفتيها الندية التي جعلت من هارون كلما نظر لها على موقد الفحم بدلا من اللحوم ..فأصبح كل حين ينادي عليها لتجلب شيء من الداخل حتى يخفيها عن أنظار الجميع كان أخرها إناء فارغ سلمته له متبرمة
: تفضل وسأذهب للجلوس ولا تنادي علي مرة أخرى فلن أجيبك
أخذه من يدها متمتماً بقول ذات مغزى
: إذا ظللت بجانب رباب لن أنادي عليكِ فأكيد أُرهقتي اليوم ..
ثم تنحنح صامتاً وأعاد الانتباه لعملة بجانب هشام مرددا ً
: إذهبي أنتِ أيضا يا ليلى فقد أوشكنا على الانتهاء
وقد كان وبمجرد أن انتهوا من الأكل ظلوا بأماكنهم يحمل كل واحد منهم كوب من الشاي اللذيذ
لتدور بينهم أحاديث جانبيه ..
الباسمة كانت تسند بظهرها على جذع الشجرة الصلب عندما همست لرباب
: هيا يا رباب اسمعينا صوتك
: لا
قربتها منها ليلى بحب : فعلاً الليلة ينقصها صوتك ووعد لو غنيتِ سأصنع لكِ المعجنات التي تحبيها وأرسلها لكِ غداً هيا حبيبتي ..

جلست باعتدال وهي تعدل رابطة عنق وهمية : إن كان كذلك فلكل أغنية تلبي واحدة منكما طلب
ضحكت الباسمة وهي تنظر للقريبتين المتماثلتين ليس بالعمر فقط بل بالشبه اللاتي توارثاه من الأختين إعتماد وإحسان بياض الوجه ولون العينين الزرقاء والقصر وأيضا الجسم الملفوف الأقرب للإمتلاء ولكنه بالتأكيد بالأماكن الصحيحة عند الفتاتين
: لكِ ما تطلبي لكن نختار نحن الأغنية
: إختاري
بلمحة خاطفة من عينيها شاهدته يستل هاتفه ويأخذ جانب قصي فتكاد تسمع بعقلها كلمات الغزل من الطرفين فتقول لرباب
: أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
تهمس ليلى وهي تحاول ألا ترفع عينيها للنظر للقاصي : نعم غنيها يا رباب
إقتربت من أختها التي تجلس وظهرها للجلستين تحت تعريشة العنب الجافة تفرد قدميها المتعبتين بعيداً و تهمس لها
: أنا أرى أن هارون مهتم بابنة عمه
تنظر لأختها برعب جلي : ماذا تعني
تزم شفتيها وتحركهم بامتعاض : أعني ما يدور بعقلك يا اعتماد وتحاولي إنكاره ..اهتمام هارون يتعدى العطف على ابنة العم الغائبة ..لكنه خطأي ولا بد أن أتحمله
تقبض على يد أختها بغضب هامسة : هل جننتي يا احسان عن أي خطأ تتحدثين يا إمرأة
: الخطأ الذي جعلني أعطي لابنتي أمل بابن خالتها فترفض طوال عامين كل خاطب دق على بابنا لأن هارون هو الأفضل لابنتي من الغريب ..وأنتِ تعرفي جمال ليلى الذي يتمناه الكثيرين من رجال قريتنا ...
تترك يد أختها وهي تزيحها بغضب تحاول أن تتحكم به : لو كنتِ تري بنفسك مشاحناتهم اليومية كنت ضحكتي الأن على تخيلاتك والذي أكيد لمستيه بنفسك انظري كيف يعامل ابنتك برقة وكيف يعامل الباسمة كأنها صديق له
: لن تشككي بذكائي يا اعتماد فعيني ابنك لا تبارح ابنة عمه ولكني ما أنا متأكدة منه إنه لا يعلم حتى الأن سر اهتمامه يجوز إنه لم يجرب الحب مع زوجته الأولى هو ما جعله للأن لم يكتشف حبه لبسمة ... ثم صديق ماذا يا أختي الفتاة عندما رأيتها بعد كل تلك الأعوام تخيلت إني رأيت عارضة أزياء كالتي نراهم على أغلفة المجلات
تضحك إعتماد بسخرية وهي تقول بتعجب واضح : عارضة أزياء
: نعم و جمال تُحسد عليه ..و ..
يحمر وجه إعتماد بغضب وهي تقاطعها : وهل ترضيها يا أختي أن تكون بسمة زوجة لهارون حتى ولم تعطي ليلى له
صمتت إحسان قليلا وهي تنظر للباسمة بتركيز وتكلمت بصدق : نعم أقبل ..
: ماذا .. و هل تقبلي أن تزوجيها لهشام
: نعم يا إعتماد أقبل ..بسمة لا ينقصها شيء و لو على السمع فهي ماشاء الله تسمع بل أحيانا أعتقد إنها تفهم كلامنا بمجرد النظر إلينا
تدير وجهها بعيداً عن أختها إحسان وهي تردد : حتى ولو كلامك صحيح إلا أني أريد ليلى لابني
: نصيحة يا أختي لا تقفي أمام رغبة ابنك فمن قلبي أتمنى له ما يريح قلبه ويرزق ابنتي إن شاء الله بمن يصونها ويستحقها وانسي يا أختي غيرتك القديمة من أمال رحمة الله عليها إعتقاداً منكِ إنها كانت مفضلة عند أم زوجك بينما في الحقيقة إنها نالت من أم حسن الكثير وتذكري دائماً أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد ..
: ونعم بالله
وصمتت اللأختان عندما ورد لمسامعهم دندنة رباب بصوتها السحري

أنت يا جنة حبي وأشتياقي وجنوني
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
أغداً تشرق اضواؤك في ليلِ عيوني؟
آه من فرحة احلامي، ومن خوف ظنوني
كم أناديك، وفي لحني حنين ودعاء
يا رجائي أنا، كم عذبني طولُ الرجاء
أنا لولا أنت لم أحفل بمن راح وجاء
أنا أحيا في غدي الأن بأحلام اللقاء
فأتْ ، او لا تاتِ، او فإفعل بقلبي ما تشاء

الهادي أدم

غنت وكأن هذا اليوم أول مرة تغني فإحساس الغيرة الذي تملكها للحظة عندما عرفت بتواصله بالمدرسة مع الباسمة جعلها تدرك كيف هي تحبه بل تعشقه ..كيف أن الغيرة هي أول شرارة لحريق القلب كانت تدندن بالكلمات بجانب الباسمة وليلى وطال صوتها حتى وصل لمسامعه ليس أول مرة يسمعها لكن لماذا بهذا الجو الجميل تحت أوراق الصفصافة المورقة أصبح للصوت معنى وللكلمات مغزى وأسهم تصيب القلب وتطلق اللسان ليتحرك بحرية فانحنى بجانب أذن زوج خالته يطلب الوصال مع ابنة خالته وعشقه الخفي الصغير
تنظر له بعينيها البنية التي كللها تاج الرموش تغطيها فتمنع الناظر لها قراءة ما يبوح بها قلبها وهي تنطق هامسة بكلمات تنساب من روحها بالكاد تصفه على استحياء منه و من مشاعرها التي لم تستطع إلا أن تثور وتغضب .... وتحب
فتطلبها من رباب لتغنيها ....

أين من عيني حبيب ساحر
فيه نبل وجلال وحياة
واثق الخطوة يمشي ملكاً
ظالم الحسن شهي الكبرياء
عبق السحر كأنفاس الربى
ساهم الطرف كأحلام المساء
مشرق الطلعة في منطقة
لغة النور وتعبير السماء
ابراهيم ناجي
لتستدرك سريعا مشاعرها التي فاضت بمجرد النظر له وهو بمكانه قصياً بجسده وقلبه يهمس بكلمات لن تسمعها منه أبداّ فتردد
لا يا قلبي لن تعود لتلك الأفكار مرة أخرى لن تتعذب بمفردك ...لقد استطعت ان اسيطر على دقاتك و مشاعرك المراهقة سابقاً وكنت أنوي الاستقرار و ابداً لم أوهم نفسي بأكثر من زواج تقليدي امنح فيه أسرتي كل مشاعري ... ماذا أفعل بإصرار أبي بعودتنا لمحيط معزبي وزائر أحلام يقظتي ومنامي ...ماذا أفعل ..يا الله ساعدني...
حديث للنفس لم تغب تقلباته على صفحة وجهها القمحي الخلاب على رباب القريبة منها فنبهتها بضحكة خلبت لب قلب هشام الجالس بجانب والدها وعمها يستعجله القبول ويتودد للعم حسن ليساعده
: من أخذك منا
تنتبه لها الباسمة فهمست لها : لا شيئ فقط صوتك ..
وغمزت لها الباسمة بحب : والذي يبدو أن صداه وصل للجانب الأخر من جلستنا فلامس أذني مُحب
خجل وتلعثم ما أصاب رباب فتأكدت الباسمة
: ماذا تقصدي يا ابنة عمي
اخذتها الباسمة بحضنها : أقصد أن الصب تفضحه عيونه
وضحكت ضحكة رقراقة ناعمة انسابت على قلب أخر توقظه من غفلته بهاتفه الذي لم يعد يسمع من يحادثه فيغلقه هو يتمتم بسلام فاتر ونظره مع هشام الذي وجده ينظر ناحية الباسمة وقلبه ينبأه بكلام على لسان ابن الخالة يضاحك به العم حسن فيعتصر القلب بألم لا يدري سببه..فاقترب وهو يحاول السيطرة على تشدد ملامح وجهه
لكن يقطع كل تلك المشاعر المرفرفة بالهواء صوت العم علي وهو يصرخ عالياً على حسن الذي رقد بجانبه غائب عن الوعي ...
وتنجلي الحقيقة ...
نهاية الفصل الثالث






بسم الله الرحمن الرحيم
مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ ﴿٢٢﴾ لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴿٢٣﴾
صدق الله العظيم
سورة الحديد



لا أبيح ولا أحلل نقل الباسمة دون الرجوع لي
اللهم بلغت اللهم فاشهد

 
 

 

عرض البوم صور روتيلا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الباسمة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:39 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية