الباسمة
روايتي الثانية ... يسعدني أن أبدأ من اليوم بعرض فصولها الاثنى عشر يومياً ..
باستئناء اليوم الذي ساعرض فيه فصلين متتاليين ..
فكرتي بالباسمة تتوافق مع تصوري عن نقل مشاكلنا الأسرية اليومية ..
حاولت أن أُسلط الضوء على فكرة بسيطة أتمنى تنول إستحسانكم ..
وعد مني لن تجدوا ما يسيء لدينا الحنيف أو تقاليدنا ..
أدعو الله أن أوفق وأتمنى أن تشاركوني بالتصحيح إذا حدث وأخفقت في العرض ..
بالنسبة للباسمة أتمنى من قلبي سماع رأيكم بعد كل فصل بتعليق بكلمات ولو قليلة تعبر عن رأيكم بمجريات الفصل ..
بالنهاية اشكركم جميعاً ..
بحبكم في الله
باسم الله أبدأ ..
سكَنَ اللَّيلُ والأماني عِذاب وحنيني إلى الحبيبِ عَذاب
كُلَّما داعبَ الكرَى جَفنَ عيني هزَّني الشَّوقُ وأضناني الغياب
يا حبيبي هواكَ أضنى فؤادي وكأنَّ الجَوى بجسمي حِراب
أضرمَ النَّارَ في الحنايا لهيباً مثلَ ليلٍ أضاءَ فيهِ شِهاب
و أنا في ذُرَى الغرامِ غَريقٌ مِلأُ عيني دُجىً كساهُ الضَّباب
أنا و الشَّوقُ في الغرامِ ضحايا سرَقَ البُعدُ عُمرَنا و الغياب
قدَرٌ نُهدرُ السِّنينَ سَهارَى ليلُنا غُربةٌ فكيفَ المآب
قدَرٌ نعشَقُ الصِّعابَ و نَمشي في طريقٍ به الشُّجاعُ يُهاب
كيفَ ألقاكَ و الدُّروبُ شِراكٌ وعلى البابِ حاجِبٌ و حِجاب
بيننا يا ضياءَ عيني بحورٌ يملأُ العينَ حرُّها والسَّراب
ننشُّدُ الوَصلَ قد يكونُ قريبا هل على العاشقين ثَمَّ حِساب
ربَّما نلتقي غداً و نغنِّي لحنَ حُبٍّ غِناؤهُ مستطاب
و غداً تُنبِتُ الرِّياضُ زهوراً ويعودُ الهَوى لنا و الشَّباب
كُلَّما طالَ بُعدُنا زِدتُّ قُرباً يجمعُ الحَرفُ بيننا والخِطاب
محمد بن عبود العموري
الفصل الأول
بحركة متباطئةٍ تودع كل مكان تخطو فيه.. تتذكر أمها مع كل خطوة بمواقف مر عليها سنين من الشوق لها ... الشوق للمساتها الحنون... الشوق لبسمتها ..الشوق لصوتها ونغماته الشوق لأحضانها التي كانت تحيطها بطبقات وطبقات من الصمود والقوة والكبرياء والحب ..
كانت تلمس بحنين قادم لا محالة أثاث منزلهم البسيط وقفت أمام حائط بغرفة المعيشة كان من تنسيق والدتها الحنون التي أرادت بذلك الحائط أن تجمع كل ذكرياتها من القرية عندما تركتها مرغمة ولمستقبل ابنتها .... صور عديدة تضم الأهل الذين رحلوا والأخرين الذين كانت تشتاق لهم .. حتى أصبحت هي نفسها صورة حملها الحائط تحت عنوان رحلت بالجسد لكن بقيت بالروح والحب الذي نشرته حولها ..
مررت يديها على صورة كانت الأقرب لقلبها لأنها كانت تحمل كل من تحبهم فلمست بأطراف أناملها الرقيقة كل من بها ..
والدها الحبيب الرجل السبعيني الذي يحمل قلب طاهر برئ كالأطفال ..
ثم رفعت أناملها عن وجه والدها وانتقلت لتلك التي كان يحاوطها بإحدى ذراعيه وهي ترفع رأسها لتنظر له كأنه الرجل الأوحد بالعالم وهو كان كذلك أفلم يرحل كل أهلها عن الدنيا فلم يتبقى سواه حبيب و زوج وصديق وطفل ..
لتنتقل بيديها لوجهها هي الطفلة الصغيرة التي كان يحملها والدها بالذراع الأخرى فتسعد بالتشابه الكبير بينها وبين أمها ببشرتها القمحية والشعر الكستنائي اللامع بينما طولها وعينيها البنية فأخذتهم من أبيها لتشبه ذلك الذي لمسته بطرف أناملها بلطف ابن عمها الذي كان شاب صغير بالصورة ويكبرها بخمسة أعوام يحمل كل ملامح أمه الوسيمه ببياض البشرة الخفيف لكن برجولة تصيب قلب الفتيات بسهام الحب الوهمية ..وتضحك عندما تشاهد هاتان الجميلتان اللتان تشبهان الدمى الشقراء بعيون زرقاء رباب وابنة خالتها ليلى التي كانت لا تفارقها بالبيت أو حتى الأن بالصورة ..
ثم عمها علي الرجل الطيب الذي يصغر والدها وهو ينظر لتلك الذهبية القصيرة المكتنزة إعتماد زوجته وعشقه الذي لا يرفض لها طلبأ أبداً...
وبالمنتصف تماماً كانت تجلس الجدة صباح كأخر صورة لها قبل أن تلحق بالأحباب بين التراب ..
تركتها مكانها و لم تحملها بين أغراضها التي ستنقلها معها فهي في طريقها إليهم على كل حال ..
في طريقها للأحباب...
تأكدت من إغلاق النوافذ وهي تسترق النظر مع كل واحدة للشارع والبيوت المحيطة ...
لم تنسى إغلاق محابس المياه والغاز وبالنهاية وصلت للباب الأخير والذي يفصلها عن ثماني عشر عام عاشت بها بهذا المكان الذي حضرت إليه طفلة لم تتجاوز الثانية عشر لتغادره ابنة الثلاثين بقلب نابض بالحنين للماضي القريب هنا والبعيد بقريتها والخوف من القادم ...
مدت يدها أخيراً لقابس الكهرباء الرئيسي لتغلق معها كل الأنوار وتقابل عينيها ظلمة تخشى أن تكون ممتدة للمستقبل ... ومع خطواتها الأخيرة لغلق الباب أخذت نفس عميق وأخرجته ببطئ مع تقابلها مع النظرات الهاربة لجارها أحمد وخطيبها السابق الذي طأطأ رأسه بعد رؤيته لوقفتها القوية أمامه وكأن ثلاث سنوات من الخطوبة لم تُسرق من عمرها وكأن الواقف أمامها لم يخذلها
لينطق بخزي واضح : أسف
تخطته هامسة بسخرية : أنا لست كذلك ...
تطرق الأرض بخطواتها القوية مبتعدة عن من تخيلته يوماً إنه عوضها وسندها ..
عن من تخيلت إنه الجار الصالح الذي وجد بها الزوجة المناسبة وهي كذلك... فخطوبتهم التقليدية والتي وافقت عليها وساندته يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر حتى اتيحت له فرصة سفر ليغيب أكثر من عامين ويعود بوجه أخر ونية أخرى ...
طوال اغترابه تحملت لسان أمه وبكائها على تغرب ابنها الوحيد على ثلاثة بنات ليحقق أحلامي من وجهة نظرها بالحصول على سكن زوجية خاص وكأنه لا يحق لي... وكانت تطالبني بالزواج والإقامة مع أبي والذي لا يحتاج لكل مساحة الشقة ذات الايجار المنخفض طمعاً لم انتبه له سابقاً ..
تخطت بوابة العمارة السكنية القديمة للشارع الصغير حيث تقبع سيارة والدها الأجرة مصدر رزقه الوحيد ..
عدلت حجابها ورفعت عينيها للسماء لتشاهد الغيوم البعيدة ثم انتبهت لنداء والدها
: ابنتي هل انتهيت من إغلاق الشقة جيداً
: نعم يا أبي
يعود الوالد الذي تناول من يدها حقيبة صغيرة تحمل بعض المعجنات وماء للطريق ويضعها بالسيارة
ثم يدور ليجلس على مقعد السائق بينما تلحقه ابنته : هيا صغيرتي نريد أن نصل للبلدة بالنهار
توكلنا على الله .
ثم أخذ يردد بصوت مسموع
(الله أكبر ، الله أكبر ، سبحان الذي سخرلنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون .اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ، ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوي عنا بعده ،اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل ،اللهم اني أعوذ بك من وعثاء السفر ،وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والاهل)
والذي رددته ابنته خلفه و هي تودع الشارع الذي شبت به والحي ثم ينطلقوا لخارج المدينة الكبيرة التي لجأوا إليها من سنين ليلحقوها بمدرسة مناسبة لظروفها الخاصة بعيداً عن القرية التي نبذت إعاقتها واستهانت بها ...كلما زاد الشارع اتساعا داخل المدينة كلما اتيح لها التفكير بوالدها الذي يقود السيارة بتركيز تنظر له بتنهيدة خافتة تحدث نفسها
: والدي تغير أكاد أجزم بذلك منذ شهرين ساندني بقراري للإنفصال عن أحمد ليبدل رأيه من اسبوعين فقط ويبدي استعداده حتى لترك شقته لأتزوج بها ...
ما الذي دعى ابي للتخلي عن رأيه بأن أحمد لا يستحقني ...
لترد نفسي على سؤالي بإن ما اختلف هو اغماءاته المتكررة ونوبات الصداع التي تهاجمه بضراوة والتي أجهل سببها بالرغم من محاولاتي الحثيثة لمعرفتها واصراره إنها فقط إهماله باخذ علاج السكر أو إرهاقه
ومع اصراري برفض العودة لأحمد يصر والدي بإنه حان الأوان للعودة للقرية ...
ومع نطقي باسم قريتي أجد نفسي وقد بدأ الطريق الفردي المؤدي لها والذي يحيط به النيل من جانب والمزروعات من الجانب الأخر ...
أفتح النافذة بجانبي لاستنشق عبير الهواء والذي أعادني لذكرى عودتي القليلة للقرية والتي كانت كثيرة بالبداية ثم تباعدت بالتدريج بعد وفاة جدتي لأبي حتى أصبحت مرات معدودة تركت علامات حزن بقلبي حتى أصبح الطريق لهناك طريق للجنازة مرة بدفن أمي وأنا في السادسة عشر بعد صراعها مع المرض ومرة اخرى بعدها بستة أعوام لدفن قلبي عندما قرر هارون الزواج
...تعود وتغلق النافذة عن الذكرى التي أشعلت بداخلها نار الحنين وحب المراهقة لابن العم لتبتسم لنفسها كيف كنت صغيرة بتفكيري ومراهقة مشاعري تصورلي عطفه واهتمامه بالحب... الحمد لله الذي جعلني استفيق لنفسي بزواجه وحتى عند انفصاله منذ خمسة أعوام لم تتحرك بي نفس المشاعر أو دقات القلب الخجولة ويبدو أن المثل القائل بعيد عن العين بعيد عن القلب هو حقيقة ثابتة في عالمنا ....
وفي غمرة أفكارها مدت يدها لداخل حقيبتها تملس حجاب رقيق من الحرير الوردي وهي تبتسم وتعود برأسها للخلف وتغمض عينيها في راحة وتذهب بأحلامها بعيداً دون الانتباه لفعلتها التي تقوم بها منذ وفاة والدتها باحتضان ذلك الحرير مبعدة عن تفكيرها بإنه هدية هارون لها
عندما حثها بعزاء أمها بارتداء الحجاب حين وجدها على درجات السلم خارج شقتهم تبكي وسمع شكوتها ليجلبه لها باليوم التالي لتداري سماعة الأذن التي كانت بحجم كبير نوعاً وقتها وكانت جاذبة للأطفال بحبهم للاستطلاع و نظرات وأسئلة السيدات الفضولية على قدرتها على الاستماع الأن عما كانت وهي صغيرة ..
تنسى وتنام قريرة العين كلما قابلها موقف بحياتها اليومية باحتضانها لقطعة الحرير تلك متخيلة إنها مصباحها السحري لتحقيق الأمنيات وجلب السعادة .....
تستيقظ على صوت والدها ولمس يده ليدها القريبة منه: هيا يا صغيرتي استيقظي لقد اقتربنا والحمد لله .
تفتح عينيها وهي تنظر لخارج النافذة باحثة عن الأشجار والمزروعات فلا تجدها وتجد مكانهم كتل خرسانية قبيحة المنظر عشوائية التصميم ..
: يا إلاهي ..ماذا حدث ..أين قريتي
يبتسم الأب بمرارة : لقد تغير كل شيئ أصبحت القرية مجرد مسمى تتهرب به أي إدارة حكومية لتأخير إمدادها بمقومات الحياة من ماء وكهرباء ومدارس ومستشفيات فمن وجهة نظرهم القرى لا تحتاج لكل هذا التبذير وهكذا فعلها الناس بعشوائية بناء بدون ترخيص ومد مياه للشرب والكهرباء بالجهود الذاتية دون تخطيط وطبعاً مخالف ..
وكما تري تلك هي النتيجة.
ترد وقد غلب على نبرتها الحزن :
نعم أصبحت القرية بلا أرض زراعية ولا أشجار مجرد اسم لذكرى قديمة ..
إلتفتت لأباها بتنهيدة
:أتمنى أن شجرة الصفصاف التي زرعتها لي وأنا صغيرة أمام نافذة حجرتي قد سلمت من هذه المذبحة فهي كانت أول شيء أفتقدته عند انتقالنا للمدينة
يبتسم الأب : لا أعتقد إنها أزيلت لا تقلقي ستجديها ..وخاصة إنها بقطعة الأرض خلف منزلنا والتي جزء من بيتنا وتعتبر كحديقة صغيرة يطل عليه كامل البيت
ثم يضحك عاليا : وسنجد أيضا تعريشة العنب التي كانت مكان جدتك المفضل
تضحك الباسمة : نعم والتي كانت إعتماد زوجة عمي تنهي على أوراقها معاندة لجدتي بحجة حب عمي علي لطواجن ورق العنب وكانت جدتي تجن منها
يضحك الأب عاليا : نعم نعم ...يرحمك الله يا أمي
تبتسم الباسمة بحنين : يرحمها الله ..و يرحم موتانا جميعاً
ينظر الأب بطرف عينه لأبنته وهو يقود ببطئ ليصل بها للمكان الذي يأمل أن يكون هو الأمان لها من بعده ...يا الله ساعدني حتى أضعها عند من يصونها
أعلم إنه مقدر ومكتوب ولكني لن أشعر بالراحة حتى اطمأن على صغيرتي الوحيدة ..
يا رب يكون عودتي هو القرار الصحيح...
حدثته بتردد : أبي هل تعتقد أن المدير بمدرسة القرية سيتقبل نقلي اليها مع ظروفي الخاصة
ينظر لها والدها وهو عاقد جبينه بحركة تعودت عليها ابنته عندما يريد توبيخها بلطف
ثم يعاود النظر للطريق : وماهي تلك الظروف
: أنت تدري يا أبي ... فقد السمع بإحدى أذناي والضعف الشديد بالأخرى حتى إني لا استطيع السمع إلا بواسطة سماعة الأذن الطبية
: نعم والتي والحمد لله تقوم بدورها والتي والحمد لله لم تمنعك من إكمال دراستك والتفوق فيها حتى أصبحتي مدرسة تاريخ ..ونقول أيضا الحمد لله إن اصابتهم كانت عندما أصبح عمرك تسع سنوات عندما أصابتك الحمى الشوكية فنجاكي الله من فقد النطق وقدرتك الطبيعية على الكلام حتى يخيل لمن لا يعرف بظروفك إنك طبيعية تماماً..ولكنك تفقدي أو تنسي قدرتك على الكلام عندما تتوتري ...وهذا ما يزيد خوفي عليكِ
لماذا القلق يا حبيبتي .... لماذا يا ابنتي
أشارت له والدموع بعينيها لا تعرف
: عندما تستعملي لغة الإشارة أعرف أن وحيدتي عادت لقوقعتها التي تحيط نفسها بها ..عادت للخوف ..وهو أمر يصيبني بالضعف ..لا أريدك خائفة أريدك صلبة كما ربيتك واثقة من نفسك
مررت يدها بضعف على وجهها ثم جففت أثر الدموع : لا أدري يا أبي .. أشعر أني لا أعود لموطني بل أشعر إني تركت موطني ..هناك بالمدرسة التي كنت أعمل بها حيث أجد نفس ظروفي .. هناك كنت أساعد طلاب يعانوا أكثر مني كنت أشعر إني ببيتي لكن هنا مكان جديد وحياة جديدة ولا تنسى إنك بنفسك تركتهم بالماضي عندما شعرت إنهم كانوا يأذوني ويأذوا أمي
: الوضع غير
: كيف
الأب بدعاء صامت أجابها : ابنتي أعتقد إن أهل القرية قد تغيروا عن الماضي... بالماضي كانت هناك صور مكررة من جدتك رحمة الله عليها بالتفكير الفطري الذي ولدوا به أن االأبن لابد وأن يكون له ذرية كبيرة والأفضل طبعا يكونوا من الذكور فكان تأخر أمال بالحمل دعوة لهم بالتدخل وإقتراح الزواج من أخرى وهذا ما كنت مستحيل أن أفكر به وخاصةً إنها كانت نعمة الزوجة المحبة لي والمقدرة لظروفي فكيف كنت أكافئها بهذا وخاصة وإن مصابنا واحد بل بالعكس هي كانت أكثر بإحتمالها بصبر جميل لسان المقربين منا وخاصة وإن أخي الأصغر تزوج وأنجب هارون ...
ثم قطع كلامة بضحكة وعاطفة تحاوط ابنته دائماً: وبعد صبرنا منحنا الله صغيرتي الجميلة والتي ترافقني الأن لرحلة العودة ..
بنظرة ساخرة أجابته : هل تعتقد يا أبي الحال تغير وأصبحوا أكثر تفهماً وإحتواء لنواقص بعضهم البعض ..و لأصدقك القول إذا حدث هذا بقريتنا سأشعر بالندم على تركنا لهم وأنا صغيرة ..على الأقل كنا لم نعاني بغربتنا داخل وطنا
ثم صمتت ....
نعم لابد وأن تصمت ابنتي فهي قابلت الكثير بحياتها وسمعت الكثير وخاصة عندما كبرت وأصبحت عروس جميلة متعلمة وموظفة فكانت بالنسبة لشباب اليوم فرصة جيدة ولكن بمجرد علمهم ومع اصرارها الدائم بالمصارحة من البداية يهربوا ويختفوا وكأن ما بها مرض يصيبهم بالخوف والعدوى ...
لو يعلموا كيف كانت بسمتها وهي بالمهد هي البلسم الذي مدني بالحياة عندما حملتها أبكي أمها التي كانت تنزف بعد ولادتها وتفقد رحمها وتقاوم الموت ..كيف بتلك البسمة التي لا أدري إذا كانت دموعي التي غشيت عيني هي السبب في تخيلي انها تبتسم أم كانت بسمة حقيقية لأنطق لأخي الذي كان يجاورني
: باسمة
علي بتعجب من الاسم : ماذا قلت يا حسن ..تقصد بسمة يا أخي
: اكتبها بالدفاتر الرسمية الباسمة حسن
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
يخرج من مكتبه بطوله الفارع وجسدة الرياضي ووسامة ورثها من أمه ذات الأصول الشامية يحاول أن يداريها بوجهه الصارم وانعقاد جبينه دوماً و قصة شعره القصير جداً والتي يعتمدها حتى يخفي لونه البني المائل للشقار مع سمرة وجه حصل عليها بكثرة تمارينه تحت اشعة الشمس مع خطواته الواثقة التي من يسمعها يشعر كـأنها مطارق على رؤسهم تعكس بوضوح مواصفات صاحبها فيقفوا لتحيته وهم ملتصقين بالحائط متأملين أن لا يراهم فيكون نهارهم مثل سواد طبعه الذي أختبروه العديد من المرات من وقت استلامه القريب للعمل بينهم .. يقتحم كأعصار مكتب تصدر منه أصوات عالية ليجد مأذون يجلس بين شاب يظهر على وجهه أثار صفعات وملابسه ممزقة وفتاة مشعثة الشعر يلطخ وجهها مساحيق تجميل ثقيلة وكحل يسيل على وجهها ورجلان وامرأة كبار في السن يقفوا في الخلف
صمتوا عن تراشقهم بالكلام بمجرد دخوله
ينظر بضيق للشرطي صغير السن الذي يقف امامه وبصوته الجهوري : ماذا يحدث هل تحول المخفر لقاعة أفراح
يخفض الشرطي يده التي رفعها بالتحية العسكرية ويشرح بتردد وخشية : سيدي .. المتهم اختار عقد القران والأوامر..
يقاطعه بإشارة من يده وهو يتناول ملف القضية من على سطح المكتب الذي يفصله عنه : اغتصاب أم أداب
يقاطعه أحد الرجلين باعتراض : لا يا بك .. ابني مظلوم الشرطة قبضت عليه ظلم كان وخطيبته بالشقة لمعايناتها قبل تأجيرها لتكون بيت الزوجية لكن منهم لله من لفق له التهمة
لا يعير الشرطي الكبير أهمية بكلام الرجل وهو يتصفح محضر الضبط وهو يبتسم بسخرية
: لا فعلا مظلوم مقبوض عليه في شقة مشبوهة وفي حالة تلبس هو والسيدة
لتنطق السيدة الكبيرة حبزن : ابنتي مظلومه
ينظر هارون للمأذون : هل انتهيت يا شيخ
: نعم
يلقي بالملف الذي بيده على المكتب وبصوت عالي : اغلق المحضر وأخرجهم من القسم ...مردداً في نفسه : استغفر الله العظيم
يعود لمكتبه الذي حصل عليه بترقيته لرتبة مقدم شرطة من أسبوعين فقط مع حركة تنقلات كان يأمل أن يصيبه الحظ بمكان يساعده على الوصول لمراكز أهم في الوزارة ولكن كالعادة منح الابتعاد عن حلمه .. فعكس كل احباطاته على كل المحيطين به في مكان عمله فأصبحوا يتجنبوا غضبه بشق الأنفس ....
يعود ويرمي نفسه على مقعد مكتبه بإرهاق وهو يمرر يده على شعره بعصبية ثم يسمح للقادم بالدخول
: السلام عليكم
يقف بابتسامة ليسلم بترحاب على صديقه وابن خالته : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..كيف حالك يا هشام
: الحمد لله ...كنت قريب فجئتك مباركاً على الترقية والنقل
يجلس هارون بضيق واضح : تفضل بالجلوس يا أخي
هشام بتوجس : ما بك
:علام المباركة... الترقية والنقل و التي انتظرتهم منذ أعوام جاء بصورة بعيدة عن تطلعاتي الشخصية
:لما ..
يتحرك بقلق في مكانه مقربا من المكتب سانداً عليه بمرفقيه :هل تعلم كم قضية تتحول من المخفر للمأذون لدرجة ان الرجل يخبرني بفكاهة أن عقود القران التي يحصل عليها من هنا تفوق ما يتحصله من خارجه ...أشعر كأني بإدارة توفيق رأسين بالحلال وليست مكافحة الأداب
يضحك هشام بتسلية :ما المشكلة يريدون تخفيض تكاليف الزواج وأنت بالمقابل تكسب ثواب
تغيب الضحكة من على وجه هشام عندما يسمع هارون
: الثغرة بالقانون يستغلها أصحاب القلوب الضعيفه أتدري هناك حالات شاذة بالمجتمع تستحق انتزاعها من الجذور مثل حالات الاغتصاب والتحرش وحتى البغاية وكل تلك الحالات لن تنتهي ما لم يكن القانون رادع ...لن أتحدث عن الحالات الانسانية والتي كل همها التستر على شرف البنت ولكن كيف ستستقيم الحياة ما لم يوقع أشد الجزاء بالجاني ..
هشام بتنهيدة : لديك كل الحق.. لكن الحل لن يرضي الجميع والقوانين كانت تحمي بالأساس الفتيات التي يغرر بهم فيرد لهم حقوقهم وسمعتهم
: أي سمعة يا صديق وعقد قرانها يتم بمخفر شرطة ...
ثم يشيح بيده ويحدثه بلطف : أعذرني لقد أشغلتك بالأمر
يبتسم هشام وبواقعية
: لا تنكر يا هارون أن النقل كما فيه من عيوب فيه جانب آخر وهو عائلتك التي طال غيابك عنهم وخاصة بالأعوام الأخيرة
ثم يصمت هشام قليلا لينقل لهارون بعض عتابه بنظرات ذات مغزى
: وحتى لتبتعد عن شقة المرح التى اعتدت أن تقضي بها الأجازات مع أصدقائك
يضحك هارون عاليا وهو يعود بكرسية للخلف بصخب واضح وكأنه تحول لشخص أخر غير الرجل القيادي الذي لمسه صديقه منذ قليل
: تحولت يا ابن خالتي بالعشرة إلى محقق ناجح ...لكن لا تخشى على هارون العابد فكلها جلسات مرح وتسلية ولا يتعدى وجود الجنس الناعم بها عن المحادثات البريئة... أنا لا أقرب الحرام يا أخي ..ولكي يطمأن قلبك تعال معي فقريباَ سيعدوا لي احتفال بمناسبة الترقية منها تسلي وقتك ومنها يطمأن قلبك على ابن خالتك
يضحك هشام : لا...أنت تعرف خالتك إحسان إذا تأخرت ساعة واحدة عن موعد عودتي تبحث عني كطفل تائة وليس شاب تعدى الثلاثين منذ عام
هارون بجدية :
وبما إنك تخطيت الثلاثين ألم يحن آوان الزواج وخاصة وإنك استقريت بالعمل أخيرا أنت الآخر بالقرية بتعينك هناك بالمدرسة الإعدادية
: الحمد لله وهذا ما أفكر به حاليا ..
ثم نظر ضاحكا لهارون : لكن أبداً لن أقدم عليها حتى يسبقني الأخ الأكبر الذي تعدى عمره الخامسة والثلاثين
: لا أعفيني ..لقد جربته وبرأت منه ...
صمت هارون قليلاً وهو يبلع غصة بحلقه بوضوح لم تخفى عن هشام ثم يواصل حديثه بهدوء
: هل وصلتك أخر الأخبار عن عمي حسن ..
:نعم ..أخيراً عاد الطير المهاجر ..على ما يبدو إن نقلك وعودة عمك ستكون حديث قريتنا بالفترة القادمة
يقف هارون يجمع أشيائه من على المكتب وبقلق حقيقي على أحوال عمه الغريبة : نعم ربنا يسمعنا خير عنه ..هيا نعود معاً حتى نكون باستقبالهم أنا أنتهيت حالياً من العمل الموكل لي .,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وهناك كانوا بالانتظار العم علي و زوجته اعتماد وابنتهم رباب والتي بالرغم من بعد المسافات وتلاهي الدنيا ظلت على اتصال مع الباسمة بالرغم إنها تصغرها بست أعوام . ..تجمعهم صداقة جميلة عمقتها كثرة التلاقي بوسائل التواصل الحديثة ....
كانت الفرحة بعودة الغائبين كبيرة ظلت رباب تساعدها ليلى التي جاءت خصيصا لتمد يد المساعدة لخالتها من الصباح الباكر ليعدوا وليمة ومن قبلها تنظيف شقة العم حسن بالدور العلوي التي كانت مغلقة على الذكريات ..
اقتربت ليلى تحت انظار خالتها التي تمتلئ إعجاب و تقدير لجمالها الصارخ ورقتها الشديدة تحمل بيدها وعاء يحوي أكثر ما يحبه هارون من طعام وهي الفطائر المحشية : تذوقيه من أجلي خالتي
أخذت الخالة واحدة وهي تستطعمها تردد على اسماعها ما تتمنى كلتاهما : ماشاء الله...تسلم يديك حبيبتي فطائر لذيذة تستحق فم من يحبها ويحب من صنعتها
رباب باندفاع بينهم وهي تستولي على طبق الفطائر من يد ليلى : نعم فأمي تعلم يا ليلى كيف أنا أحبها وأطلبها دوما منها ...
تنظر ليلى ليدها الخالية بخيبة أمل فتمسكهما خالتها بحب : إذهبِ لتنعشي نفسك قليلاً لتكوني معنا في استقبال هارون..
.ثم تستدرج كلماتها بحنكة :اقصد عمك حسن و بسمة
وعندها سمعوا صوت سيارة هارون قادم من عمله : أرأيتِ حبيبتي ابن خالتك وصل سأذهب لإستقباله ...وأنتِ إفعلي ما أمرتك به ..
ثم قبلتها وخرجت في حين ليلى هرولت لنافذة جانبية تطل على الطريق وهي تحاول التمتع برؤية هارون الذي امتلك قلبها بوسامته وهيبته وسيطر على تفكيرها من كثرة ما أوحت لها خالتها بقرب الوصال ..
هامسة لقلبها : متى يا ابن خالتي لقد انتظرت طويلا ... عامين يا هارون أنتظرك منذ طلاقي العمر يعدو يا ابن خالتي وحلمي بالأطفال يخبو وكأن ذنب زوجي السابق الذي تركته من أجل عدم قدرته على الإنجاب اصابني بالنحس ..والصبر الذي تغذيه خالتي وأمي اوشك على النفاذ
: ليلى
: نعم يا رباب
: تعالي يا حبيبتي أحتاجك
ذهبت لها ليلى هامسة : قادمة ..الصبر يا رب
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بغرفة نوم والديه أدخلته إعتماد باصرار وهو يغالب ضحكته على أمه التي تصل رأسها بالكاد لقرب صدره ولكن تظهر قوة يخشاها الرجال عند مواجهته ...يعلم سبب تلك المواجهة التي يتهرب منها منذ أسبوعين ولكن يبدو أن اعتماد نفذ صبرها
فتودد لها بنبرة ناعمة يستخدمها عادةَ معاها فتلين : أم هارون لماذا اصريتِ أن تختلي بي الأن تاركين هشام خارجاً بمفرده
: هشام ليس بمفرده فأبوك يجالسه .... ولكن أنت يا هارون الذي تريد التهرب مني إعتقاداً منك إني لا أدري ما تحاول فعله
يجلس على أريكة صغيرة بالغرفة وهو يريح رأسه للخلف ويغمض عينيه بتنهيدة : لا أتهرب ولكنك تعرفي يا أمي إني ما زلت في طور الاستقرار بعملي ومع ذلك أنا كلي أذان صاغية
تنظر له إعتماد بحزن على حال ابنها الذي تغير منذ طلاقة لتلك النجلاء... فاقتربت منه تجلس بجانبه تأخذ رأسه بحضنها وهي تربت بيديها الحنون عليها : هل صعب عليك أن تريح قلب أمك يا هارون ..
يعتدل هارون ويقبل رأسها : طلباتك أوامر يا قلب هارون .. إبعدي عن أمر تزويجي وأي أمر أخر اشيري فقط وعليا التنفيذ
تقبض إعتماد علي يده لينتبه لها : لولا خوفي أن تضيع ليلى من يدك كنت تركتك على هواك ولكن يا قلب أمك البنت وخالتك صبرهم سينفذ وخاصة وقد مر عامين على طلاقها
هارون بدهشة : مرة أخرى يا أمي ليلى .... إنها بعمر رباب أنا أعتبرها أختي الصغيرة
تقف إعتماد هاتفة بغضب : ليست أختك ثم إنها أكثر نضج من رباب لا تنسى انها تزوجت بمجرد ان انهت الثانوية لأنها كانت تبغض الدراسة ثم إنها تعشق الحياة الأسرية والأطفال خلافاً لزوجتك السابقة ...ليلى جميلة وتربية يدي وأيضا ظروفها مشابهة لظروفك أنت وهي مطلقان ..كما إنها ستوافق على مشاركتنا حياتنا غير تلك ناكرة الجميل التي كانت تريد التفريق بيننا
ينظر هارون للأرض يغالب شعوره بالإمتعاض من مبررات أمه :أنا جربت الزواج
لتنهره أمه وهي تشيح بيديها : زواجة الندامه لا تذكرني بها
ينظر لها نظرة ذات مغزى فتحرك فمها بامتعاض :ماذا
هارون ضاحكاً :وتسألي يا أمي
:كانت تريد أن تستأثر بك وتجعلك تهمل أهلك بالرغم من اتفاقنا أن حياتنا مشتركة .. وهو أمر عادي ببيوت العائلة ولست أنا من إخترعته إلا إنها كل يوم والأخر تغضب وتذهب لأهلها قال ماذا تريد حياة منفصلة وبالأخر أنت من طلقتها فأنا أعرفك جيداً إذا كنت تحبها كنت حققت لها كل طلباتها دون الرجوع لنا ..
ثم تجز اعتماد على اسنانها غيظا ً
:عندما أراها وهي تمسك بيدها ابن وتحمل آخر أكاد أجن
هي وجدت ضالتها وتزوجت بينما أنت اضعت دربك وتعيش على هواك ...
أه يا هارون يا ابن بطني لو تريحني وتعود عن طريق الهلس الذي تتبعه
يضحك هارون ويقترب منها ليحتضن كفيها مقبلا لهما : لا يا غالية يا ابنة هارون جدي العظيم الذي دللك حتى اسميتني باسمه إلا غضبك لا تجعليني أقلق عليكِ فضغطك حساس لأي توتر
تقاطعه وهو تمنع ابتسامتها حتى لا يلهيها :أفعل ما يريح قلبي وأنا أصبح بخير ثم ما به اسم جدك لا يعجبك أيضاً ..فقط كنت أتمنى ان تكون مثله لكن أخذت كل طباعك من والدك
يحتضنها ضاحكاً : بل يعجبني وهل أستطيع الإنكار ..
هامساً لها بحب ...
:الله يعينني كلما خالفتك قلتِ طباع أبيك أما العكس فأنا تربية ايديكِ وجدي
تبعد عنه ضاربة يديه التي تحتضنها :ها ماذا قلت عن ليلى
:لا
اعتماد بنيرة مغتاظة : هارون
:لا يا أمي لكن أعطيكِ كلمتي إن أردت الزواج قلت لكِ فورا لتخطبي لي وتكون نقاوة عينيك فتسلم هي وأنا من مشاكل الحما والكنة
تضحك اعتماد :يا ولد أنت سندي اردت لك الأفضل
قبل يديها الأثنتين بحب واحترام : أعلم يا قلب هارون لكن كل شيء نصيب
اعتماد بتنهيدة : لن أعتبر هذا رأيك النهائي وسأتركك قليلاً لتفكر ليلى بنت أختي هي الزوجة التي ارتضيها لك وكما قلت نقاوة عيني ..
أراد هارون الرد ولكن رباب تفتح الباب فجأة مقاطعة لحديثهم بصخب وضحك
: وصلت يا أمي ...وصلت يا هارون
الباسمة وعمي حسن وصلوا ...
رأها وهو يخطو سريعاً خارج البيت ليسلم على عمه أراد أن يكون هو الأول باستقبالهم عندها لفتت نظره برشاقتها داخل ملابسها المعتادة من بنطال جينز يعلوها قميص أسود بالكاد يغطي خصرها فنظر حوله يتأكد من عيون تأكلها بتفاصيلها و بالرغم إن نظرها كان بعيد عنه حاول لفت نظرها ولكنها كانت كأنها تعيد ترتيب محيط غاب عن نظرها منذ زمن بعيد حتى تهيأ له إنها لم تسمعه
مرددا لنفسه : نعم أكيد لم تسمعني دائماً ما أنسى ظروفها ...
كانت تقف بجانب السيارة تنتظر والدها يخرج الحقائب منها لمحت هارون ولكن البيت خطف أنفاسها لذكرى أو لخوف.... فكانت كل الأصوات الأن بعيدة عنها وهي تحدق ببيت عائلة العابد
والذي يسكن بطابقة الأول العم علي وزوجتة اعتماد وابنتهم رباب ومنه استقطع عمها غرفة اعدها كمكان لعمله بتجارة الغلال حينما عاد من غربته الطويلة والطابق التالي شقة والدها أما الطابق الثالث والأخير ففيها كانت شقة هارون والذي لم يتركها حتى بعد انفصاله عن زوجته......
على مائدة الطعام العامرة جلسوا جميعاَ تملؤهم روح جميلة في استقبال الغائبين استغلتها اعتماد لتحضر اختها احسان ام ليلى وهشام والذي تصبو لتزويجه هو الأخر من رباب التي أنهت دراستها منذ عامين وتنتظر هي الأخرى وظيفة والأهم عريس مناسب ..
بروحها الحلوة وابتسامه ناعمة تألقت بها شفتيها تأقلمت سريعاً على عودتها بينهم وإن كانت معظم الوقت لا ترفع وجهها لتواجه عيون خصتها من البداية بالتحديق أو الفضول ..... و العيون الأقرب للقلب قلقة ومراعية
نهاية الفصل الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ( 285 ) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ( 286 )
صدق الله العظيم
(سورة البقرة)
لا أبيح ولا أحلل نقل الباسمة دون الرجوع لي
اللهم بلغت اللهم فاشهد