لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-05-18, 03:18 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308783
المشاركات: 132
الجنس أنثى
معدل التقييم: روتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 388

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روتيلا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روتيلا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الباسمة

 




الحُلم الذي لا يغيب
لا تبحثوا عني فأنا بداخل كل واحدة منكن ...
بداخل كل قلب حائر بداخل كل حُلم لم يتحقق ...
لا تبحثوا عني فأنا حُلم الحب ..
أنا الحُلم الذي أدار عقولكن ..
أنا الحُلم الذي تشهد الوسائد بأحداثه...
تشهد به العيون الحالمة عندما ترى فارس الأحلام بالقريب منها...
لا تبحثوا عني فأنا لن أختفي ..لن أغيب ..لن أفُل بين سحب النسيان
طفلة كنتِ أم شابة.. سيدة أنتِ أم جدة...
ألم تكن بين جنبات الصدر الحنون حُلم صغير اسميته عرضاً أحلام يقظة ..
أنا تلك فاذكريني عندما تُجلسي ابنتك ذات الضفائر أمامك تحكي لها عن من يستحق الحُلم
ومن يستحق الأفكار ..
ومن يستحق أحلام يقظتها ....
R.H.



الفصل الخامس

بينهم ولكنه كان بعيد ..بعيد بما يفوق المائة كيلومتر المسافة بينه وبين ابنة عمه التي أخذته على حين غرة ..لم يستطع أن ينطق أمامها .. بل لم يستطع أن يتنفس هل هكذا يكون تأثير سقوط بناء على رأس إنسان والدفن تحت أنقاضه ..
خشيت أن تراني بتلك الصورة ..
ضعيف و أبداً لم أكن ضعيف ..
ولكنها أخافتني ..
نعم هارون الجبل الشامخ فزع من كلمة نطقتها ابنة العم
..زواج ..لا ..بل هي أربع حروف كحبل المشنقة تعكس كلمات تدور بذهني ..
زهق ..
وجع ..
اخفاق ....
جرح...
لا ..لم تعد جرح بل أصبحت جبن من إعادة التجربة
فكيف أصبحت هكذا أمامها ماذا تقول عن ابن عمها الأن..
هربت لأني رفضتها ..
وهل أنا أرفضها ...
ليتمتم صامتاً
وهل هناك من يرفض هذه الباسمة ..
ولكن لماذا حدث ذلك معي ..
هل لأنها هي من طلبت...
هل رجولتي لم تستوعب أن تطلب إمرأة أي كان من هي هذا الطلب حتى ولو على استحياء..
ولما شعرت بنفور إنها تطلب هذا الطلب بينما يمكني التركيز على اتضطرارها لذلك ...
وهل هذا ما يحزني إنها كانت متضطرة وخاصة أني أكاد أشعر إني كنت قاب قوسين أو أدنى من ...
من ماذا يا هارون وهل أنت أصبحت على استعداد لخوض التجربة مرة أخرى ...
ولما لا ..
وحينها أخرس الأفواه حولي وأحصل على الابناء الذين لا تكف أمي عن تذكيري بهم وبنفس الوقت لا أفقد حريتي الغالية فالباسمة لن تجرؤ على ذلك بعد طلبها الغريب ...
كان يغرق بتفكيره حتى إنه فقد الإنصات للضوضاء حوله بل فقد الإحساس بلمسات على صدره ثم انتقلت لوجهه بنعومة شديدة حتى اقتربت بوجهها ناحية شفتيه لتغتم عينيه بقربها ورائحة الياسمين تزكم أنفه فانتبه لها ليزيحها بعنف أسقطها أرضاً واندفع بإلقاء كلمات مهينه بحقها ثم وقف يتبعه صديقه حاتم
: ماذا حدث لك يا رجل لماذا فعلت ذلك إنها ياسمين وأنت تعرفها كيف هي جريئة ويتمنى كل من بالمكان وصالها ولكنها اختارتك
أمسك مقبض الباب يعتصره بيده وبحدة : أنت تعلم أني لا أقع في تلك العلاقات و أقصى ما أقوم به هو مكالمات هاتفية أو جلسة لطيفة لا أتخطى فيها الحدود أما الياسمين فهي بالكثير تفوح منها رائحة القذارة بكثرة أصدقائها الحميمين
: إهدئ فقط وأخبرني إلى أين أنت ذاهب
فتح الباب : سأعود ..عمي بحاجتي
خرج وهو يردد الكلمة التي أقتنع بها
: عمي الطيب بحاجتي ...
وهمس قلبه : والباسمة أيضاً
وعندها لم تنتبه على الوقت الذي يمر.. تكاد تذوب داخلها خجلاً .. ألهت نفسها ظاهرياً أمام أباها بدفاتر لتحضير مادتها الأثيرة لعودتها المتضطرة بانتهاء عطلتها بينما أبيها صاحب عمها للمسجد القريب ليصلي المغرب ويظل به حتى صلاة العشاء ..
وبمجرد أن تخطت قدميه باب شقتهم حتى تركت ما بيدها وأخذت تجول بالمكان وهي تحدث نفسها تارة وتوبخ نفسها تارة أخرى... تحاول ان تجد لنفسها مخرج لمشكلتها التي أوقعت نفسها بها ..
وضعت يديها على وجهها
: ماذا أفعل كيف سأقابله بل كيف سأعود كما كنت معه ابنة عم وأخت
يا ألهي كيف جَرؤت ... كيف خرجت تلك الكلمات من فمي..
وأه من كلمات أسقطتني من عليائي وقودت اعتزازي بنفسي ..
يا رب ساعدني ..
وبينما كانت بأفكارها تحاول الخروج من معضلتها كان هارون بسيارته يحاول أن يفعل العكس كيف يدير الأمر بصورة ترضي غروره الذكوري فهو بالنهاية لابد وأن يرضي نفسه ويقدم على تلك الخطوة بطريقته ..وبطريقة لا تدع ابنة عمه تعتقد للحظه إنها أرغمته على القبول بها فهذه الزيجة لابد وأن تنجح ..فهو ارتباط شرعي وعائلي لا فكاك منه
وهو بغمرة أفكاره جاءه هاتف من صديقه حاتم هاتفاً لمسامعه : الحمدلله إنك ذهبت بالوقت المناسب.. الله يرضى عليه عمك
هارون عاقداً جبينه :ماذا هل جننت
حاتم وهو ينهت : لا والله لم أجن ولكن لو تدري ماذا حدث لقد حاولت اللحاق بك ولكني لم أجدك فظللت مكاني بالشارع للحظة... فقط يا صديقي للحظة لأجد الشرطة تهجم على العقار بسبب وشاية أحد الجيران الذي انزعج من الأصوات العالية التي نخلفها وبلحظة كل من بالشقة كان بسيارة الشرطة ... إنها قضية كبيرة كان سيضيع اسمك واسمي بالوزارة ..الحمد لله
ليرددها خلفه الذي أوقف السيارة جانباً فأغلق الهاتف ونزل منها راكعاً بالأرض ركعتي شكر ثم عاد لها وجلس مغمض العينين يفكر بتسلسل الأحداث ليدرك إنها هي كالعادة سبب سعادة من حولها بتلقائيتها ودون تدبير... ليعمل على تشغيل المحرك والإنطلاق سريعاً لوجهته التي يعرفها يقيناً....
لم يتزحزح من مكانه بالسيارة منذ وصوله ينتظر صلاة الفجر فيبدأ بتنفيذ فكرته وكل حين يرفع رأسه فيلمح خيالها بين حرير الستائر الذي يغطي نافذة غرفتها
يشعر بتململها ..بماذا تفكر
هل تريد يا ابن العم أن تعرف بماذا أفكر...
ببساطه لا أفكر بسوى أن أنزل كي أخرجك من تلك السيارة التي تنزوي داخلها ..أريد أن امنحك الحرية وأقول لك إنه كانت لحظة ضعف مني وإنك برئ من غباء ابنة عمك ...وإنها ستريح الجميع وتوافق على أمجد بشرط إن يبدأ والدها بالمواظبه على العلاج فالتأخير ليس من مصلحته ..
وفي غمرة أفكارهم صدح نداء الحق لتبدأ الأعين والعقول الغافلة في الصحو ملبين النداء ..
......
كان يتكئ على فراشه مريحاً رأسه للخلف من بعد صلاة الفجر بعد أن أصر ابن أخوه أن يوصله له بنفسه مغلقاً الباب عليهماً..يرى تراقص الكلمات بعينيه وأيضاً يرى التردد والقلق ليغمض عينه براحة لثانية بعد طلبه الصريح الزواج من الباسمة .. ويفتحها وهو عاقد جبينه
: طلبتها من أجلي يا هارون
نظر له هارون فاقداً القدرة على الرد وعينيه تدور بمحجريهما تبلغ الأب بتردده
تنهد الأب : لا أوافق
استفاق هارون من غفلته منتفضاً من مكانه و بحدة لم يستطع كبتها : هل تفضل ان تعطيها للغريب
: نعم
: ما هذا المنطق يا عمي
حسن بتنهيدة : الغريب إذا أساء لها وقفت بالمحاكم وأخذت حقها ..ووقفت أنت بجانبها يا ابن عمها ..لكن أنت لو أساءت لها يا ابن أخي من سيقف بجوارها
فلذا فجوابي علي طلبك لا
ليرد بغضب : وأنا لا أريد الباسمة لأحد سواي ..
ثم يهدأ وجلس يردد هامساً حتى لا يكاد يسمع نفسه
:انا لا أرى الباسمة مع أحد سواي...أنا حتى لا أعرف كيف كنت غافل عن إنها كانت مخطوبة وعلى وشك الزواج ..
ثم نظر لعمه بضعف
:يا عمي
كاد يقول ساعدني ولكن نظرة عمه القوية له وكأنها أيقظته من حديثه الهامس مع نفسه
ليدرك إنه إذا أراد موافقة عمه لابد وأن يكون صادق مع نفسه أولا ليتمتم :
عمي أنني كنت لا أفكر بالزواج بعد تجربتي الأولى كما تعلم ..ولكن حالياً أصبح الموضوع يراوضني والحقيقة أن ابنة عمي هي أنسب زوجة لي .. كل الذي أطلبة منك أن توافق على منحي هذا الشرف .. و حق ابنة عمي ستأخذه مني بيدي إذا جاء يوم مستحيل وتجرأت وأذيتها ..
أمسك حسن يد ابن أخوه وهو يشد عليها براحة تملكته : هل توعدني
يقبل هارون يدي العم ثم جبينه وجلس بهدوء وعزيمة : أوعدك ..الباسمة حقها عندي محفوظ ..
عاد حسن ليتكئ وبابتسامه راضية : توكلنا على الله ..انتظرك تأتي بوالديك لتطلبها كما يجب وحتى ذلك الوقت أنت أخيها الكبير وابن عمها الذي سيظل سند لها حتى لو لم نقبل بك يا ابن اعتماد ..
وكأنه قصد وهو قاصد يذكره بأمه التي يتوقع اعتراضها فنظرته المتلاعبه تجعله يدرك ذلك
ابتسم حسن بهدوء عندما أدرك أن رسالته وصلت : هيا أذهب لتوصلها لعملها
خرج هارون من غرفة عمه لتقابل عينيه الباسمة خارجاً تضع حقيبتها أرضاً وتجلس واضعه ساقاً على الأخرى لكنه لم يكن غافلا عن حمرة وجهها الواضحة ومحاولتها الثبات أمامه
: أخيراً انهيت مباحثاتك الهامة والسرية مع أبي
:نعم
: جيد ..لأني لدي أيضا ما أخبرك به ..ما حدث أمس كانت لحظة ضعف بسبب ظروف أبي والحمد لله استفقت منها .. اليوم بعد عودتي من العمل سأبلغ أبي بموافقتي على أمجد ..
أقترب منها وهو يشدها من عضديها بعنف لتستقيم أمامه فتلحفها انفاسه الغاضبة : نعم ..اتريني لعبة و أيضاً تتجرأي على ذكر اسم ذلك الأبله أمامي
أزاحت يديه وهي تفرك موضع اصابعه التي ألمتها : ما بك هل فقدت عقلك ..أنا أوضح لك خطواتي القادمة فأنا لن أنتظر حتى أفقد أبي ولقد فكرت جيداً فأنت بالأول والأخير ابن عمي واخي ولا أريد أن أورطك ...
عقد هارون ذراعيه أمامه مقاطعاً لها : و زوجك
فاجأتها الكلمه لتصمتها هنية : نعم ..ماذا قلت
كان وقوفه أمامها بتلك اللحظة بثبات هو أكثر مجهود قد بذله لضبط النفس ..فالباسمة بكلها الأن أصبحت له ونظرته الحياديه سابقاً فقدها كلياً لتظهر مشاعر ودقات قلب صريحة المعاني عينيه كانت تجوبها بشوق جديد من رأسها بحجابها الوردي لونها المفضل والذي يغطي بإحكام شعرها الليلي والذي يعرفه جيداً والذي يشبه بلونه رموشها التي تكحل عينيها البنية التي تشبه عينه و أما خديها اللذان يشتعلان خجلاً من نظراته مع سمرتها المحببة فهي شهية كحبتي دراق ناضجة بألوانه ما بين الذهبي والأحمر الناري ..وتجرأت عينه للنظر بمنحنيات جسمها الطويل والذي يشبه أجسام ملكات الجمال ووقفتها الواثقة أمامه بالرغم من ذلك فهي لن تستطيع إخفاء قلقها وخجلها الواضح بتمرير لسانها لتبلل شفتيها التي فيما يبدو قد نالت من جفاف حلقها الذي تحاول أن تجليه بنحنحة خفيفة كل حين..أما القوام الرفيع فغطته بقميص متعدد الألوان يغلبه الوردي و نوعاً قصير مع سروال أسود ..
لينال منه الغضب ليهتف بحدة : لا ترتدي بنطال مرة أخرى
صدمتها كلماته لتستعيد ثباتها الظاهري مرددة : إنه الأنسب بعملي مع الأطفال
: سمعتِ ما قلت لا ترتدي بنطال و إن كان ولابد ارتديه يعلوه قميص طويل
ثم تحرك من أمامها للخروج
: هيا سنتحدث بالطريق
حملت حقيبتها بتوهة تتبع خطواته الواثقة بإحساس غريب يمتزج فيه الخجل من طلبها بالخوف من فقدها لنفسها الواثقة أمام شخصية هارون العاكسة لمعنى اسمه..
......
بالسيارة لم ينتظر كثيراً
: لقد أخذت مباركة عمي على زواجنا ...
نظرت له بتمعن ومشاعر حزينة نطقت بها حروفها : أنا أعتذر منك يا هارون لأني وضعتك بهذا المأزق ولكن أوعدك إنه أمر مؤقت قد نطيل الخطبة قليلاً وبعد أن يشرع أبي في بدء العلاج نفضها قائليين مثلاً إننا لا نرى أنفسنا سوى أخوة ..
قبض على مقود السيارة بكلتا يديه بعنف بين : هل انتهيتِ
نظرت له بحيرة : نعم
تنحنح يبلع غضبه : جيد فأنا أريدك ألا تقاطعيني أبدا عندما أتحدث ..
ما تخيلتي إنك بدأتيه وبيدك أن تنهيه فهو اسمه زواج ...
وليس أي زواج فهو زواج من ابن عمك ...الذي لو تخيلتي للحظة إنه يتركك حسب كلامك لأسباب لا يراها مجتمعنا الصغير بالقرية ذات أي أهمية بل بالعكس سيضحكوا قطعاّ على بنت المدينة التي تتخيل إنه أمر يمكن العبث به
أنتِ بدأت الأمر.. جيد لديكِ كل الحق لقول ذلك.. ولكن ما سأقولة الأن هو ما ستضعيه برأسك
أنا طلبت الاقتران بكِ بصورة رسمية من عمي وأعطاني كلمة وأنا أعطيته وعدي بأن أصونك وأحرص على سعادتك ..هل تعتقدي عندما أضع يدي بيد أب وبالمناسبة هذا الأب هو عمي سيكون اتفاق صوري مثلاً
نطقت بحروف حاولت أن تكون قوية ولكنها كانت مهتزة بوضوح : هذا ما كنت اعرضه عليك..
نفث وهو يحاول ضبط نبرة صوته الغاضبة منها ومن تفكيرها الذي أصبح يغيظه فهي تنظر له كحل مؤقت ومع ذلك خرج قوياً : أنا قلت لا تقاطعيني ..
ثم هدئ من نبرة صوته التي غافلتها فانكمشت بعيداً بوضوح وهي تضم يديها بقبضة قوية ناحية صدرها بفعلتها المتكررة
: باسمة ...أعتذر لم أقصد إخافتك لكن أريدك ان تفهميني يا ابنة عمي تُخطئي إذا اعتقدتي اني سأتزوجك صوريا ..زواجنا سيكون صحيح الأركان شرعاً وقانوناً ..لابد أن تعيدي التفكير جيداً... فمن طلبتي منه هذا الطلب هو هارون ..ومن سيلبي هذا الطلب فهو أيضا هارون الذي لا يقع تحت طائلة الضغط من اي أحد حتى ابنة عمي المكلومة بمرض أبيها ..لا تجعليني أكررها مرة أخرى ..
ردت بحرج هامسة : هذا لم يكن رأيك بالأمس
: هل كنتِ تتوقعي أن ألبي طلبك فوراً كأي طلب عادي كأن أحضر لكِ شيء من السوق مثلاً ..كنت لابد وأن أخذ وقتي بالتفكير ..وأعود أذكرك إنه زواج هل تفهمي هذه الكلمة يا باسمة
كادت أن تصيبها سكته قلبيه من تصريحاته بأنه يريده زواج صحيح الأركان فبداخلها يقين إنها أجبرته فنظرت له بضعف وخجل أحمرت له وجهها وهي تستخدم لغة الإشارة وبكلمات خرجت ثقيلة أصابته بمقتل : هارون أنا لا استطيع تخيل أني أرغمتك على الزواج وهو قرار كنت بعيد عنه بأميال
: غير صحيح
: بل صحيح أنت بعد انفصالك عن نجلاء أخرجت فكرة الزواج من تفكيرك وهو أمر كنا نعلم به جميعاً و ..
يقاطعها هارون بنفاذ صبر ظهر بوضوح بصوته الصارم : سأقولها لك لأخر مرة هارون العابد لا يؤمر فيأتمر ..هارون العابد تعود أن يعيش حياته بخطوات مدروسة ولست أفكار وليدة اللحظة ...
ثم صمت قليلاً يأخذ أنفاس تعيد لدقات قلبه اتزانها فهمس يمازحها : ثم يا ابنة عمي لا تجعليني أشعر أني غير جدير بك ام تريني كذلك ..
ماذا هل تعتقد ذلك إنني أكاد أشعر إني بحُلم لا أريد الإفاقة منه فأشارت بخجل جلي بلا طبعاً
فهمس مائلاً رأسه قليلا بابتسامه شقت طريقه منه إليها : لم أسمع ..فكما تري عيني على الطريق ولا أشاهد إشارتك
فنظرت ليديها التي جمعتهم بقبضة واحدة تحاول نطق الحروف بهمس خجل : بالطبع لا..
ضحك هارون : الحمد لله لقد بدأت أشك بنفسي ...والأن أريد وعداً منكِ أن تنسي تماماً طلبك السابق وتتذكري فقط إني طلبت اليوم من عمي الارتباط بك وهو وافق وانتظر منك الموافقة ومساعدتي مستقبلا بإنجاح هذا الزواج ..
هل سمعتي يا ابنة عمي و زوجة المستقبل القريب
وكأنه لفظ أعاد الحيوية لكلاهما لينظر أمامه بتركيز يقاوم النظر لها فدقات قلبه لم يعد يستطيع التحكم بها ولكنه سيتمهل معها ...
فأولاً تمنحني مقومات الثقة بها ثم أمنحها احتوائي وحبي المطلق ..نعم هكذا هو الأمر ببساطة ..
بطرف عينه نظر لها ثم أعاد عينه للطريق وهو يردد لنفسه
أنها تستحق ثقتي بها ابنة العم لن تخدع أو ....تخون
أما هي فهي أشاحت بوجهها للنافذة لا تنظر لشيء سوى لحقيقة كأنها مكتوبة بالخط العريض على صفحة السماء
أصبحت له ...

ترك الباسمة بالمدرسة وعاد لحربه الصغيرة مع أمه فوجدها بنقاش حامي مع أبيه وصوتهم عالي
: السلام عليكم
نظروا له مرددين السلام ثم هتفت أمه : هل رأيت يا هارون ما يفعله أبيك
يضحك هارون لوالدة الذي كان يضرب كف بكف ويجلس مقابلهم في حين اتخذوا هم من أريكة واسعة مجلس لهم
: خير يا أبا هارون لماذا أحزنت مليكتنا المتوجة وأجمل نساء الكون
تميل بفمها بامتعاض وهي تعقد ذراعيها على صدرها بينما رجليها لا تصلان للارض : أخبره ناكر الجميل كان لا يملك قرش و مع ذلك وافقت عليه وأنا التي كان يطلب وصالي أكابر القرية
يغمغم علي : وليتك رفضتيني
تضيق بين عينيها : ماذا قلت
اقترب منها حاضناً كتفيها ومقربها منه : قلت يا أم الغوالي لقد فزت دنيا وأخرة برضاكي
فتبتسم اعتماد بخجل وهي تضربه على صدره بلطف : بل أنا التي فازت يا أبا هارون
انطلقت ضحكات هارون مجلجلة حتى أدمعت عيناه : بالله عليكم لقد تهت منكما أريد أن أفهم هل تريدان من يفض خلافكم أم وصالكم
وكأنها تذكرت فاندفعت بغضب وهي تزيح زوجها بعنف : هشام ابن خالتك بعد أن كان يريد خطبه لعام حتى يؤسس شقته فجأة أتى له عقد عمل بإحدى الدول العربية ويريد الزواج مباشرة وابيك وافق تخيل
أدار هارون رأسه يبحث عن رباب : وأين صاحبة الشأن
: عديمة التربية وافقت أبيها وهرولت على غرفتها تحتمي بها
يبتسم هارون بهدوء محاولاً امتصاص غضب أمه متذكراً غضبه المكتوم يوم سهرة الشواء واعتقاده أن هشام كان يمازح عمه رغبة في الباسمة وكيف كان هو أول المباركين على رغبته بأخته ليخرج من أفكارة على صوت امه : وما رأيك أنت
:أولاً أريدك أن تهدئي حتى لا يرتفع ضغطك كالعادة فصحتك عندنا أهم من كل شيء يدور حولنا أما رأي فببساطة هشام ابن خالتي نعرفه جيداً فما الداعي بإطالة الخطبة وخاصة أن صاحبة الشأن وولي أمرها لا مانع لديهم
ردت عليه بحزن : كنت أريدها تفرح بيوم للخطبة يدللها بها خطيبها ثم يوم لعقد القران ثم نأخذ وقتنا بالتجهيز لها بما يليق بفرحتي لابنتي الوحيدة ..حتى شقته ليست جاهزة وهو يريد أن يجهز غرفة نوم بشقة أمه حتى يعود من الغربة فيؤسس شقته ..
كيف أسمح لها بالزواج هكذا بحياة مشتركة مع حماتها
:يا أمي حماتها هي أختك
: حتى ولو أختي أنا اشترطت عليها من البداية الحياة المنفصلة لابنتي وهي وافقت ..يسافر وعندما يجهز شقته يأتي وحينها نعطيه ابنتنا
تدخل علي بغضب : وأنا أعطيته كلمة ولن أرجع بها
: ولكن...
: لن تكسري كلمتي
تدخل هارون لتلطيف غضب والده الجديد على والدته : ومتي سفر هشام
: بعد أسبوعين ..
ذهب هارون لأمه و قبل رأسها : أسبوعان يا أمي من الفرح إن شاء الله حققي فيهم كل ما تتمنيه .. ثم رباب ستكون سعيدة أليس سعادتها تلك هي كل ما تتمنيه لها وأغلى من كل الحفلات عندك ..
تمسح اعتماد دموعها : نعم ..ولكنها ابنتي الوحيدة كنت أحلم من يوم مولدها بهذا اليوم ..وأنت بني لا تريد أن تريح قلبي وتفكر بالزواج ألن تفرح قلبي بزواجك أيضاً فتعوضني بزوجتك عن غياب أختك ..
تنحنح هارون وهو يستقيم ناظراً لأبيه بابتسامه : قريباً جداً
قفزت اعتماد من مكانها وهي تمسح دموعها بكلتا يديها : والله ..هل قررت
:نعم
كادت أن تهرول باتجاة الهاتف :سأخبر إحسان حالاً ..سيكون يوم زواج أختك هو نفسه يوم عقد قرانك على ليلى
: ليست ليلى
وقفت مكانها ثم أدارت وجهها له بينما وقف علي عاقدا جبينه بتفكير : من إذن
: الباسمة
فقط الباسمة قالها ليجد نفسه بإحضان أبيه الذي غشيت عينيه دموع فرح بينما اعتماد سقطت جالسة على الأريكة خلفها تضرب بيديها على صدرها ثم فخذيها ضربات خفيفة أولاً ثم ضربات عنيفة جذبت أنظار هارون وأبيه لها
: الباسمة ... الباسمة يا هارون ..تصوم تصوم ثم تفطر على بصلة ..هل هذا تحقيقك لأمنياتي تكسر فرحتي وتغضب أختي مني ..ماذا أقول لها.. هل أقول يا أختي بعد أن جعلتك تنتظري سنتين يأتي ابني ويرفض ابنتك ويأخذ الصماء
: إخرسي يا إمرأة إخرسي لا أريد أن أسمع صوتك ولا أن أراكي حتى ..
ثم وجه نظره لابنه : وأنت يا هارون لم أطلب منك سابقا الارتباط بالباسمة ولكن أقولها لك الأن أمام أمك أنا راضي وقلبي راضي عليك يا ابني ..الباسمة من كنت أدعو الله بكل صلاة أن يوفقك للتفكير بها ..والحمد لله الذي جعلني أرى هذا اليوم ..الحمدلله ..سأذهب لأخي
خرج علي مهرولاً يكابد لمنع تساقط الدموع من عينيه ..بينما اعتماد المبهوته من هجومه لم تتوقف دموعها عن الهطول ليجلس هارون بجانبها هامساً لها بكلمات يحاول بها أن يقتنص رضاها ولو كان هو نفسه غير مقتنع بها
: لا تحزني حبيبتي ..الباسمة مناسبة لي من عدة جوانب أهمها العمر..كما أنه أمر سيريح عمي المريض ويجعله يبدأ بخطوات علاجه والذي نعلم جميعاً إنه يؤجلها خوفاً أن جسده لن يستطع تحملها فيترك الباسمة وحدها ألم تكوني تفكري بذلك وأنت تساعديه في جلب عريس مناسب لها ..أنا أمامك أليس مناسب
تبتسم اعتماد بسخرية وهي تمسح دموعها وبصوت مبحوح من البكاء : وهل تعتقد أنك بكلامك هذا تقنعني يا ابن قلبي ..فكل ما فعلته سابقاً كان لأبعدك عن تلك المصيدة
: اشتدت يد هارون بقبضة جانبه غيظاً مما كان يحاول أن يقنع نفسه بالعكس أن أمه لن تفعل ذلك حتى مع كل المؤشرات التي كان يراها
: أمي وإذا كانت سعادتي حالياً بالارتباط بها من أجل عمي وصحته هل سترفضي أن تكوني السبب في شفاء مريض ..
تقاطعه أمه وهي تنظر لعمق عينه : وهل هذه هي أسبابك
: طبعاً
: إن كان كذلك اعقد عليها وبعد فترة انفصلوا عندما نتطمئن على عمك
إحمر وجه هارون بغضب مكتوم بصدرة من مجرد سماعه للفكرة ليحدثها بصوت خافت وحاد : وهل ترتضيها بحق ابنة عمي أن يقول الناس عنها إن ابن عمها تركها بعد مدة صغيرة
: أي أنك لا توافق
: بالطبع أمي سمعة وشرف ابنة عمي
تقاطعه اعتماد : أصبح الحل الثاني هو ما ستوافق عليه
رد هارون بتوجس : وما هو
: الزواج بليلى أيضاً
يقف هارون بفزع : ماذا ..كيف تطلبي هذا الطلب مني وماذا يكون رأي عمي والناس بي عندما أفعل ذلك
تقف اعتماد أمامه عاقدة يديها على صدرها : إذا أردت موافقتي على بسمة ..توعدني الأن أن تتزوج من ليلى إذا مر ستة أشهر على زواجك منها دون أن تبشرني بحملها ..وإلا لن أكتفي برفضها أمامها وأمام عمك أيضا وأنا أجزم إنه حينها سيرفض ارتباطكم بل سأرفضها أمام كل من أراه يوم فرحك وقبله وبعده وحتى أخر يوم بعمري .. وأنت تعرفني جيداً وتعرف إنه لا يهمني أي أحد وأفعل أكثر من ذلك ..وحينها سنرى نظرة نساء قريتنا لها
بهت هارون أمام قسوة أمه التي يعرفها جيداً والتي توازي حنيتها وحبها الشديد له بطريقة تجعله أحيانا يصيبه الدهشة من كم التناقض بداخلها
ليطرق رأسه قليلا بتفكير عميق لم تخدشه واثقة إنه سيحقق ما تطلبه فسمعته كرجل شرطة وسمعة عائلته على المحك
هارون بمراوغة : ألم تفكري يا أمي أنه ربما يكون العيب مني وإني لا استطيع الإنجاب والدليل أن نجلاء أنجبت من زواجها الثاني
تضحك اعتماد عاليا حتى أصابت هارون بالتوجس: لازلت صغير يا هارون وهل إذا كنت كذلك كنت رشحت لك ليلى والتي انفصلت عن زوجها الأول لحبها في الأطفال
ضيق هارون عينيه بغضب مكتوم : متى عرفتِ
: بالرغم إني سأفاجئك إني لا أعرف كل شيئ ولكن على الأقل عرفت ما جعلها تترك كل حقوقها خوفاً من الفضيحة ..خوفاً من يعرف الناس أنها كانت تتعاطى حبوب منع الحمل حتى لا تنجب أطفال يربطوها بعلاقة أبدية معك حتى تستطيع أولاً تكوين حياة مستقلة بعيداً عن بيت العائلة الذي كانت ترفضه بشدة ..أليس كذلك ام أن طلاقك لها كان بسبب أخر
أغمض هارون عينيه بهدوء يكتم عواصف من الغضب بإطلاقها بوجه أمه
:موافق
: مبروك عليك زواجك بليلى بعد ستة أشهر ..
تركته مهرولةً لغرفتها دون أن يرى الإصرار الذي بزغ بشر من عينيها
بينما هو لا يدري لما وقف هكذا أمام أمه يوافقها على جنون الارتباط بليلى ..
وهو متى كان يريد إعادة تجربة الزواج ليقرر الزواج باثنتين بيوم واحد ..
لكن لماذا يا هارون تنازلت ولو بالقول فقط وأنت تعلم جيداً أن أمك مستحيل تقدم على أي فعل يسيء لك وأنك لم تكن ستسمح بأفعال تسيء للباسمة ..
أم هو عقاب متأخر لتلك ..

نهاية الفصل الخامس
...............................
.........................................................
....................






قال النبي صلى الله عليه وسلّم : تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نُكت فيه نُكتة سوداء وأي قلب أنكرها نُكت فيه نُكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين : على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف مَعروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه .

رواه مسلم






لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن الصلاة
لا أبيح ولا أحلل نقل الباسمة دون الرجوع لي
اللهم بلغت اللهم فاشهد

 
 

 

عرض البوم صور روتيلا   رد مع اقتباس
قديم 05-05-18, 03:24 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308783
المشاركات: 132
الجنس أنثى
معدل التقييم: روتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 388

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روتيلا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روتيلا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الباسمة

 


دعيني..
أقولُكِ ما بين نفسي وبيني..
وما بينَ أهداب عيني، وعيني..
دعيني..
أقولكِ بالرمزِ، إن كنتِ لا تثقينَ بضوء القمرْ..
دعيني أقولُكِ بالبَرْقِ،
أو برَذَاذ المَطَرْ..
دعيني أُقدّمُ للبحر عنوانَ عينيكِ..
إن تقبلي دعوتي للسَفَرْ..
لماذا أُحبُّكِ؟
إنَّ السفينةَ في البحر، لا تتذكَّرُ كيف أحاط بها الماءُ..
لا تتذكَرُ كيف اعتراها الدُوارْ..
لماذا أُحبّكِ؟
إنَّ الرصاصةَ في اللحم لا تتساءلُ من أينَ جاءتْ..
وليست تُقدِّمُ أيَّ اعتذارْ..

لماذا أُحبُّكِ.. لا تسأليني..
فليسَ لديَّ الخيارُ.. وليس لديكِ الخيارْ..

نزار قباني



الفصل السادس


: أخي ...لا تظلمها
استدار هارون ليواجه وجه رباب الباكي : نعم
: الباسمة لا تظلمها وترتبط بها إذا كنت ستجرحها
وقف أمامها بإرهاق واضح وهو يحرك يده على رأسه في محاولة للإفاقه لاستيعاب كلمات أخته : لا افهم ما تعني
: لقد سمعت شرط أمي بأن تتزوج ليلى مقابل موافقتها بارتباطك بالباسمة
الباسمة لا تستحق ذلك لا تستحق أبدا.... صدقني يا أخي أنت تعرفها أكثر مني وستعرفها أكثر عند زواجك بها ...
ليلى ابنة خالتي والباسمة ابنة عمي واحدة هي روحي والأخرى قلبي صدقني لو كان لدي أخين كنت لن أتوانى عن ضمهم الاثنتين لأسرتنا لكن دائما كنت سأفضل الباسمة لك
هي نصفك الثاني ...
ثم غطت وجهها بيديها وانخرطت في البكاء
فوضع هارون يديه برفق على كتفيها كي تهدأ :وهل هذا رأيك بأخيكِ ..هل هكذا تريني ندل وغير مؤتمن ..هل تفكري بداخلك أن أكون سبب بأذية ابنة عمي ..

جففت عينيها وبصوت مبحوح : لا والله
: إذا كان هذا رأيك فلما إعتقدتي أني سوف أفعل ذلك بالباسمة
: لكنك قلت لأمي ...
قاطعها بهدوء : قلت ولكن هل فعلت أو سوف أفعل ثم أنا فقط قلت ما قلت كي أكسب وقتاً معها ..إذا أراد الله والباسمة أصبحت حامل انتهى الأمر أما إذا العكس فلن أبقيها لحظة واحدة تحت رحمة كلمة لم أعنيها أبداً ..هل فهمتِ ..أنا لست وغد لهذه الدرجة ..
ثم أنا لا أقبل أن أخدع الباسمة ..لا أقبل ليس لأنها ابنة عمي بل لأنها ..
ثم صمت قليلا يبحث عن حروف الكلمة
: تحبها
نظر لها من علو وهمس : أحب مرافقتها و معاندتها وأعود مراهق في دفاعي عنها ومساندتها ..كل هذا وأكثر ألا يكفي
ابتسمت رباب لأخيها الكبير وهي تحرك حاجبيها هامسه لنفسها : إنه أكثر من الحب يا أخي
ضيق بين عينيه ناظراً لابتسامتها التي رأها بلهاء : ماذا
ترتمي رباب بحضن اخيها وهي تبكي فرحاً: اخي.. أخي ...أنا سعيدة لأجلك ..
تعالت ضحكاتها وابتعدت : أنا سعيدة لأجلكما ....سأصعد لأطمئن على عمي ..
ثم جرت صاعدة لشقة عمهم تحت أنظار هارون المغلفة بالحب لأخته الصغيرة هامساً
: مجنونة
.......

مر عليها يوم عمل هو الأثقل بحياتها أخطأت بكل عمل قامت به... سرح عقلها مع أحلام مستقبلية وكان بطلها الأوحد هو حلم طفولتها و مراهقتها ..أعادت بذاكرتها كل مواقفهم سوياً ..سمحت لقلبها بتسارع الدقات والغيرة ..نعم الغيرة على عمر عاشه مع زوجة أخرى وأمل ما فتئت زوجة عمها بصبه صباً بأذانها عن زواج هارون المرتقب بليلى ..لتشعر بإحمرار وجهها فتغطيه بكلتا يديها هامسه
الخجل يقتلني ... خجل من نفسي.... خجل من تصرفي ..أحاول أن ارتفع بروحي عن فعلتي ولكن أظل أنظر لها من أعلى ولا تعجبني تصرفاتها وكأن الجسد له أفعال ..والروح لها أفعال ..لكن لماذا
من حقي بعض الأنانية .. نعم فأنا لم أخذه من حب أو زوجة فلما القلق أو الشعور بالذنب بل بالعكس لقد فتحت أمامه باب كان يغلقه دوماً امام فكرة الزواج ...
....لا توهمي نفسك يا باسمة فهو فعلها من أجل عمه ...
لتجيب روحها التي تؤنبها .. حتى ولو كان ليريح عمه ...أليس من حقي أن أتنفس الراحة قليلا بإقدام والدي على العلاج وقد يكون زواجي سبب أخر لتقبل جسمه له عندما يرتاح نفسياً من جهتي ..
تركت ما بيدها وعادت لبيتها بوسائل المواصلات المتاحة وعندما وصلت كتبت رسالة لهارون تعلمه بوصولها حتى لا يوافيها لهناك ...
وجدت والدها ينهي طعامه الذي تعده مسبقاً و قدمته رباب له ثم يتناول علاجه وأكتفيا بنظرات متفهمه بينهما
وكأنها تقول له لم يعد لديك حجه تمتنع من أجلها عن العلاج بينما يرد عليها بابتسامه حنونه ثم تركها ليرتاح قليلا بينما دخلت هي غرفتها لتذهب من فورها للخزانة ساحبه منه وشاحها هدية هارون الوردية الشفافة والتي عندما كانت تسود أيامها تفردها على وجهها باسمة على حالها مقنعة نفسها إنها الأن تنظر للدنيا بلون مختلف ....لون وردي
دخلت عليها الغرفة بهدوء ورأتها بتلك الحالة على فراشها واضعة وشاح حريري على وجهها
فاقتربت بهدوء شديد وسحبت الوشاح وهي تبتعد عن يد الباسمة التي تحاول منعها من أخذه ضاحكة بمرح يليق بها وتعقده أمام أنظار الباسمة المذهولة حول وسطها الملفوف وتبدأ بالغناء والرقص

طلي على الأحباب طلي .. يا لايقه في الطرحه طلي
يا هله بالفرحه تملي .. زي القمر ع النبي صلي
يا لايقه بالطرحه .. يا هله بالفرحه

يا نخلتين في العلالي يا بلحهم دوا
يا نخلتين على نخلتين طابوا في ليالي الهوى


ثم اقتربت من الباسمه دون التوقف عن الرقص والغناء وأخذت يد الباسمة تراقصها وهي تشير لها بسبابتها

فات الهوى على حيينا .. قلناله أدي العينه
من قدنا مين .. مين زينا مين
ده البدر شافنا واتلوى

يا نخلتين في العلالي يا بلحهم دوا
يا نخلتين على نخلتين طابوا في ليالي الهوى
ثم توقفت عن الغناء وهي تنهت ودموع فرح تغرق عينيها ويديها ترتعش بوضوح بين يدي الباسمة
: مبارك أختي ..مبارك لأخي أنتِ ..مبارك لنا فرحتكم
ضمتها الباسمة هامسة بخجل : وهل هذا يستدعي كل هذه الدموع
يزداد بكاء رباب بحضنها وهي تردد : بل لأني سأكون بعيدة جداً أختي حتى أشاركم أيامكم كما كنت أتمنى
أبعدتها لتنظر بوجهها الباكي شديد الإحمرار : ماذا تعني
تضحك رباب ودموعها تغرق وجهها وهي تحكي لها عن ظروف هشام الجديدة ثم تمسح وجهها بضحكة
: أنا فرحي بعد أسبوعين
الباسمة تدمع عينيها وهي تحتضنها بشدة ثم ابتعدت وهي تسحب الوشاح من يدها وهي تفرده عاليا وهي تدور وتدور وتطلق لسانها بكلمات الأغنية التي تغافلت رباب عن ترديدها بالبداية

يا نخلتين في العلالي يا بلحهم دوا ..
يا نخلتين على نخلتين طابوا في ليالي الهوى ..
يا ام العروسه زغرطي .. يا ام العروسه ..
يا ام العريس زغرطي .. يا ام العريس ..
قولوا معايا يا فرحتي .. لما الهوى يجي سوا ..
ثم ضحكا عاليا وناموا سويا على الفراش وجههم متقابليين
: بسمة
: أممم
: تحبيه أليس كذلك
لم يفاجئها سؤال رباب فهي كانت تقرأ دوماً بعيونها فهمها لمشاعرها الخاصة جداً نحو هارون لتمتم راضيه : نعم
ردت رباب بخجل : إذا ستصبري على أمي
ابتسمت وهي تلعب بخصلات شعر رباب القريبه منها : نعم
قبلتها من وجنتيها وعادت تغمض عينيها : أنا هكذا سأسافر لأخر الدنيا وأنا قلبي مرتاح
أغمضت الباسمة عينيها كذلك مرددة : سافري حبيبتي مع عشقك خالية البال ومرتاحة فمن أجل من نحب نضحي ..
.......
عنده وبألية تعودها أعاد ترتيب زيه الرسمي وسلاحه بخزانة مغلقة ..
ثم أدار نظره لغرفة نومه بتقييم ثم أكمل بتمهل المرور بباقي الشقة ليدرك إنه ترك كل أثاثه القديم كما هو دون أن يمعن التفكير..
فبعد الطلاق سافر وترك لوالديه انهاء الأمور المادية العالقة بينهم ..كيف لم ينتبه أن مطلقته لم تأخذ كل الأثاث كما هو متعارف عليه بمثل حالتهم وأكتفى بقول أمه وقتها إنها عوضتها مادياَ فلن تقبل أن شقى ابنها وتعبه بتجهيز شقة الزوجية يذهب هباء ..
ضيق بين عينيه لتفكيره السطحي الذي توصل إليه وقتها بأن نجلاء تركت كل شيء خلفها هامساً لنفسه إنها لم تحب الاحتفاظ بأي شيء جمعهم يوماً فأخذ يزيح من طريقة بغضب كل ما يقابله من طاولات أو غيره ليقرر بيع كل شيء وتأسيس بيته من جديد ..
كما حياته التي يريد بدأها مع الباسمة جديدة يملؤها الثقة ..
كما يأمل ...
.....

وفي الموعد
أكملت اعتماد وضع شال من القطن على رأسها جالسه على أريكتها المفضلة تفكر بهدوء بالخطوة التي هي مقدمة عليها وكيف تديرها بالطريقة التي تراها مناسبة دون أن تفقد سيطرتها على الأمر أو يحاولوا أن يقصوها فزوجها وابنها من الأن أخذوا جانب واحد في مواجهتها حتى تلك الصغيرة رباب ..
لا يفهموا أبداً إنها كانت تدبر لهم حياة مثالية رباب مع هشام وهارون مع ليلى لكن الأن مع الظروف الجديدة أصبح حتى ارتباط هشام برباب مهدد ...
هذه الخطبة لابد وأن تؤجل قليلاً لبعد زواج ابنتها
رفعت الحاجب الشمال وانزلته بابتسامه وهي تهنئ نفسها على تفكيرها ..
نعم هذا هو الحل للمعضلة الأولى أما الأخرى فأمرها سهل ستخبر أختها بأنه أمر مؤقت وأن هارون أُرغم على الارتباط بالباسمة من أجل عمه الذي يحبه وأنه ارتباط صوري أما الارتباط الذي ينتظره هارون بفارغ الصبر ويحلم به حتى إنه صرح سراً لأمه برغبته فهو سيكون مع ليلى ..
أما المعضلة الأخير فهي المهلة التي اتفقت مع هارون عليها وهي بيدها وحدها حلها وأرغامه على الوفاء بها ..
وقفت وهي راضية عن ما توصلت له وهي تتلكئ للصعود للطابق الأعلى منادية على ابنتها التي بغرفتها ترتدي ملابس مناسبة لخطبة أخوها من ابنة عمها الحبيبة : يا رباب
خرجت كوردة بفستان ازرق حريري يعكس بوضوح جمال عينيها تاركة شعرها الذهبي على جانب واحد وبيدها حذائها الفضي عالي الكعب جلست ترتديه
: لا تقلقي أمي أصبحت جاهزة ثواني فقط
قالتها وهي تضع الحذاء بقدميها ثم رفعت رأسها لتفتح فمها بذهول وهي تمعن النظر لملابس أمها المكونة من جلباب قديم تظن أنه يعود للجدة تستعمله عادة أمام فرن الخبز فيغطيه بقع العجين والطحين وشالها القطني الذي تضعه على رأسها والذي اختفى لونه من كثرة الغسيل ..
يا إلهي وأنا الذي أعتقدت ان الأمر سيكون مجرد مشاكل بسيطة ستوجدها أمها مع كنتها... الأمر لن يكون سهل أبداً عليكِ يا بسمة ..
: أمي ما الذي ترتديه ....هل هكذا سنصعد نطلب الباسمة من عمي لتكون زوجة لأخي الحبيب ..
نظرت اعتماد لملابسها ثم نظرت لابنتها بتمعن : بل أنتِ التي جننتِ ما هذا الذي ترتديه هل تظني إنه يوم خطبتك ..ثم أنتِ لن تصعدي معي ..هل فهمتِ
:كيف
: هكذا ... أريدك الأن أن تجهزي الطحين لنعد خبز يكفينا الفترة القادمة
: أمي وما الداعي ففي معظم الوقت نشتريه جاهز
: لا أحبه ..ثم لا تعاندي ..فقط بعض الوقت وننزل وبسمة كي نتعاون بإعداده
شهقت رباب : بسمة لا تعرف أبداً إعداده
تحركت للخروج من شقتها ببطئ وهي تذم شفتيها وتحركها يمين ويسار بسخرية : تتعلم ..ما دامت وافقت على الارتباط بهارون فتتعلم كل ما يخص حياتنا وتنسى حياتها السابقة بالمدينة
جلست مكانها وقد عقد حوارها مع أمها غصة استحكمت حلقها فكتمت تأوه ..فأمها ستتجاوز كل الخطوط الحمراء .. غمغمت نادمة
: سامحيني يا ابنة عمي لقد أخذت منك وعد سيقضي لا محالة على راحة بالك ..لكن ما باليد حيلة ..كنت أتمنى أن أكون بجوارك أخفف عنكِ حبيبتي لكن أملي بربي كبير أن تتخطى أمي غيرتها العمياء على ابنها الوحيد ..يا رب نور بصيرتها

بينما كان بغرفة المعيشة مع والده وعمه والباسمة الوردية بفستانها الحريري الذي أظهر قوامها الرشيق بطيات ضيقة على كامل جذعها ليطير متحرراً متسعاً حتى كاحليها مع وشاحها التي احتفظت به كجوهرة ثمينة لم ترتديه إلا بهذه المناسبة العزيزة على قلبها
تقدم لهم فناجين القهوة وعندما وصلت لهارون التقيت أعينهم البنية بحوار ساخر عن موقف مشابه كان من إخراج هارون نتجت عنه حروق من الدرجة الثانية أصابت الطبيب الشاب .. كتما ضحكاتهم بصعوبة حتى لا ينتبه عليهما الشيخان ... ثم تراجعت تجلس بجانب والدها في مقابل هارون وعمها
كان انتهى علي تقريباً من كل الترتيبات التقليدية الخاصة بالزواج مع أخيه حتى رفع صوته يطلب من الجميع قراءة الفاتحة لحظة دخول اعتماد بصوت باكي صاخب
: بدوني ..أه من حظك القليل يا اعتماد... بدوني تقرأ فاتحة ابني البكري... ابني الوحيد ... كيف تفعل ذلك بي يا علي ..اشهد يا أبا بسمة اشهدِ يا بسمة على عمك الذي لم يخبرني إنه هنا ليقرأ فاتحة ابني ..الضغط أرتفع... ضغطي.. انجدني يا هارون ..
انتفض هارون يتقبل يدها التي تمدها له بأعصاب منهارة وهي ترتمي بحضنه فيجلسها بهدوء يقبل رأسها : لا والله هي فقط قراءة الفاتحة على ما اتفقنا عليه ..لكن بدونك هل تحلى لنا جلستنا يا سيدة النساء ..
قامت الباسمة عندما أفاقها والدها بدفعة من يده لتذهب لحماتها المستقبلية لتقترب منها بهدوء محمرة الوجه : لن يحدث شيء خالتي بدونك
رفعت اعتماد رأسها بعيونها الباكية لترى الباسمة بأعين أخرى تقيمية لتراها بكامل بهائها كما لم تراها قبلاً ليزداد بكائها بنشيج حار وهي تحرك رأسها يمين ويسار بغير تمثيل هذه المرة فهي الأن صدقت أن هارون سيكون من الصعب عليه التقيد بكلمته معها لم تستمع لكلمات حسن المهدئة ولا نظرة علي الضيقة بوعيد مكتوم ولا هارون الحذرة من تصرفات أمه الجنونية أما الباسمة التي جلست بجانبها وتمسك يدها اليسار تدلكها بلطف وهي تهدئها بكلمات لطيفة فكانت كسوط على قلب الأخرى فتسحبها بعنف لتمسح وجهها وهي تنظر للباسمة بنظرات قوية : لولا أني صعدت لأناديكي كي أعلمك كيفية صناعة الخبز الفلاحي الذي يحبه هارون لم أكن سأحضر فرحة ابني الوحيد أليس كذلك
شعرت الباسمة بالخجل الشديد وهي تنقل بنظراتها التائةً بينهم جميعاً حتى غرقت عينيها بالدموع فلقد أصابها ما يشبه قلة الحيلة مع زوجة عمها وأم حبيبها لا تدري كيفية التصرف وقلبها يخبرها أن اعتماد ترفضها كزوجة لابنها وإلا كيف حضر هارون وعمها ولم يخبروها إلا إذا كان ببالهم وضع اعتماد أمام الأمر الواقع ..
الصمت كان علاجها الفعال لكتم مشاعرها لكن كانت هناك تلك النغزة المؤلمة بصدرها تذكرها إنها من أرادت وطلبت وخاصة مع صمت هارون على تصرف امه إذن فلتتحمل فالقادم أصعب ..
نطق علي بكلمات أراد بها إنهاء المهزلة التي صنعتها زوجته : لا داعي يا اعتماد لكل تلك الجلبة وها أنتِ أتيتِ فدعينا نقرا الفاتحة ..
نظرت اعتماد لحسن دون الرد على زوجها : يا أبو بسمة هل يرضيك أن أغيب عن فرحة ابني حتى أخته المسكينه التي ستتزوج وتسافر بعد أسبوعين بالأسفل تجهز الطحين وتنتظرني أحضر بسمة وهي لا تدري إنكم هنا أقصيتوها عن مشاركتكم ..ماذا أقول لها وهي تبكي من الأن على إحساسها إنها ستفتقدنا وتبتعد عنا
: لا يرضيني يا أم هارون
ونظر بعتاب لأخوه : لماذا تعجلت دون انتظار زوجتك
وأنت يا هارون كيف تأتي بدون أمك
نظر هارون للأرض خجلاً مما يحدث فهو لا يعرف كيف يقول لعمه أن أمه عندها علم وهي التي أصرت أن نصعد بمفردنا وسوف تلحقنا هي وأخته عندما تنتهيان من إرتداء ما يليق بالمناسبة
لينقذه أبيه
:كنت متعجل من سعادتي يا أخي سامحني
هز حسن رأسه بتفهم لكلمات أخوه : ما الذي يرضيكي يا أم هارون
: فقط التأجيل
انكمشت الباسمة بمكانها عند سماعها كلام اعتماد تحت أنظار هارون الغاضبة بينما علي تحدث بحدة : وما الداعي هل تعاقبينا يا إمرأة
تحدث حسن بهدوء: أصمت يا علي ..
يا أم هارون ولو تريدي إنهاء الأمر برمته فسوف..
تقاطعة اعتماد : ما الذي تقوله يا أبو بسمة هل تعتقد إني أفكر بذلك لقد فهمتوا كلامي خطأ لو صبرتوا جميعاً ستعرفوا السبب الذي ستؤيدوني قطعاً فيه
لينطق هارون أخيراً : وما هو يا أمي
:العين
نظرت ثلاثة ازواج من العيون لها وكأنها تنطق لغز وهي كذلك بالنسبة لهم
: لا حول ولا قوة إلا بالله ..أليس الحسد مذكور بالقرآن وأنا سأزوج إبنتي وابني الوحيدان هل تريدون الناس يصيبونا بالعين فاخسرهم ..
يضحك علي بسخرية من كلامها : وهل تريدينا أن نزوجهم بالسر يا زوجتي العزيزة
: لا يا علي كل ما في الموضوع التأجيل والسرية لما بعد سفر رباب وهشام
هارون وهو يكاد يشد شعره من كلام أمه أمام الباسمة التي فقدت ابتسامتها وأبوها الذي ينظر لابنته الحزينة ولا يعيرهم إهتمام هتف بهدوء: وهل بعد سفر رباب بعد أسبوعين لن يحسدنا الناس
: نعم
عم الصمت المكان
لتنطق الباسمة بكلمات متقطعة مع حديث يديها وهي ناظرة لعيني والدها : من باكر ستبدأ علاجك أليس كذلك
أدار هارون عينيه بينهما ليشاهد أجمل حوار سمعه من لحظة دخول أمه فهو في غفلة منه ومع رغبته باتمام الزواج بالباسمة نسى شرارة البداية للقصة وهي علاج عمه
ليكتفي عمه بإشارة من رأسه بنعم
فتقف الباسمة وتجلس بجانب والدها تقبل يده وتضع رأسها بهدوء على كتف أبيها اليمين ليحاوطها الأب بيده التي تجاورها و دون أن يفلتها تحدث لأخيه
: يا علي عقد قرانهم سيكون بعد سفر رباب إن شاء الله ..ولا تُغضب أم هارون أبداً فطلباتها أوامر ...هل فهمت
: نعم يا أخي فهمت
تدخل هارون بإصرار دون الالتفات لشهقة أمه : عقد قران و زفاف يا عمي
: سنقرر بوقت أخر
تدخل علي بمؤازرة لابنه : بل هو القول الحق ..شهر يا أخي من الأن ونفرح بأولادنا إن شاء الله ..لا تردني يا أخي
دون أن ينظر مرتين لوجه اعتماد الأحمر أو قبضة الباسمة التي ضمتها لصدرها وهي تنظر له برجاء أن يرفض : توكلنا على الله ..الفاتحة
قُرأت الفاتحة على اتفاقهم وبعد الإنتهاء من تلاوتها لم تستطع اعتماد إلا أن تضع بصمتها على فرحتهم البسيطة
: جيد شهر مناسب وخاصة أن شقة هارون جاهزة ومؤثثة بالكامل من زيجته السابقة ولن تحتاج أي تغير
تختفي ابتسامة باسمته مع كلمات أمه ليتدخل بهدوء : الشهر أكثر من مناسب فعلاً وخاصة إني اتفقت مع تاجر اثاث سيأتي من الصباح الباكر يفرغ الشقة بالكامل ونذهب له أنا والباسمة لننتقي غيره وندفع الفرق
لتهمس الباسمة بإحراج : لا داعي
تنظر اعتماد لابنها : أرأيت بسمة من رأي الأثاث لازال جديد وخسارة
تدخل علي بخبث : لا تحملي هم سنعطي غرفة النوم لرباب وهشام ونوفر عليهم شرائها
كتم حسن الضحكة من خبث أخيه شاكراً بقلبه تدخله الذي أراد به توبيخ اعتماد التي أخرستها المفاجأة بسابقة تعد الأولى من نوعها فيتدخل برزانة
: هارون و الباسمة لهم من عندي غرفتين هدية مني وأيضاً ...
يقاطعه هارون بإصرار زاد من إعجاب عمه ويقينه إنه الأنسب لابنته : اعذرني يا عمي هديتك وصلت برضاك على ارتباطي بالباسمة ولكني أريد تجهيز شقتنا بنفسي والذي لا يكون بمقدوري جلبه اليوم سأحضره بالمستقبل إن شاء الله
ثم نظر للباسمة محاولاً استجلاب ابتسامتها : أليس كذلك يا باسمة
اشارت له الباسمة بخجل بنعم مع بسمة خفيفة تحمل من الحزن الكثير ولكنها تكفيه الأن ليبتسم لها بالمقابل ..
لكن حسن الذي أراد إرضاء اعتماد تحدث موجهاً حديثه لها : أتمنى ان تلبي يا أم هارون لي طلب ..
: طبعاً يا أبو بسمة
: أريدك ان تعتبري نفسك من الأن أم الباسمة أكثر من كونك أم هارون .... أريدك أن تعتبريها كرباب بكل التجهيزات التي تخص العروس فكما تعرفي ان الرجال يجهلوا تلك الامور كما أن هناك تلك الأمور المتوارثة كهدية الكنه لبيت حماها وما إلى ذلك من تلك الأمور وأيضاً الحلويات التي توزع تالي العرس
يرد علي بضيق : هذا الكلام يا أخي مع الغرباء كما أن كثير من تلك التقاليد قد عفى عليها الزمن
حسن بابتسامه لابنته : الباسمة ابنتي الوحيدة وأريد فرحها بالكامل كما حلمت أمها ولأنها حبيبتي تركت القرية منذ زمن فلا خبرة تذكر لديها أريد أم هارون تتولى هذا الأمر تماماً كما كانت أمال ستفعل بل أكثر ..
ثم نظر لاعتماد برجاء حقيقي : هل ستفعليها يا أم هارون أم أجد من سيدات العائلة من يوافق أن يقوم بهذا الدور
لو أرادت الرفض لن تفعلها بعد رجاء الرجل الكبير وبالطبع نظرة ابنها الراجية وعلي المحذرة : تحضر غريبة يا أبو بسمة وأنا موجودة ..اطمئن .. أوعدك
ابتسم علي أخيراً براحة ووقف يقبل أخيه الأكبر : الحمد لله ..مبارك يا أخي
ثم أخذ الباسمة بحضنه هامساً لها : لن تُظلمي ببيتي أبداً يا ابنة الغالي ولو أراد أحدهم بكِ سوء سيجدني أمامه خذيها من عمك الطيب كلمة وعهد
تنعمت الباسمة بحضن عمها وعهده ووعده ثم قبلت يده بحب وهي تشكره هامسة بخجل ليتحرك من أمامها فتجد هارون يبارك هو الأخر مستغلاً انشغال الأخين وأمه بحديث عن التجهيزات والسرية المبالغ فيها من أمه ليهمس لها
: مما رأيته واستشعرته من الأن أنك على ما يبدو لازالت فكرتك عن زواجنا أنها نزهة أو مشوار للسوق...ولن أحاسبك اليوم على عودتك من العمل دون انتظاري لكن من باكر لن تتكرر هل فهمتِ يا ابنة عمي
ردت الباسمة هامسة بغيظ: قبل أن تذكرني بهيمنتك الذكورية يا ابن عمي أحب أن أوضحلك أن والدتك لا تشاركك رغبتك بالزواج مني
ضحك بتفكه : بل أنتِ التي لا تري الحقيقة فأمي تمارس دورها بالتاريخ بإتقان يا معلمة التاريخ
عقدت جبينها بتفكير : ماذا تقول
همس لها : أقول ان أمي حماة درجة أولى بينما أنتِ فشلتِ للأن بدورك كخطيبة وزوجة مستقبلية أين صينية العرس التي تحوي العصير الأحمر بطعم روح الورد
نظرت له بذهول هامسه : أي صينية وأي عصير ... لا أعرف عن ماذا تتحدث
ضحك هارون حتى إنه لفت أنظار الأخريين له :عموماً خذي
أخرج من جيب سرواله ظرف يحوي نقود ورقية ووضعها بيدها بعد أن فتحها قصراً : لم يكن لدي الوقت لأحضر لكِ هدية من الذهب
لتشهق هامسه وهي تحاول أن تعيدها بيده فيرفض هارون ويطبق يديه عليها بقبضة صارمة : ما هذا يا هارون
: هذا يا خطيبتي صور من تراثنا على بهجة العريس عندما يرى العروس وتعجبه وأخذك لها الأن معناه أن لديكِ القبول أيضا من ناحيتي ..هل فهمتِ
ثم تركها بمكانها فارجة بين شفتيها بذهول نست فيه التنفس حتى أعادت شهقاتها الناعمة انتظامها وابتسامة رقيقة زينت وجهها الناعم لتنظر حولها بعدها فتجد البيت فارغ إلا منها وأبيها الذي تملكته ضحكات صاخبة لم تراها منذ زمن فشاركته الضحك لتجلس بجانبه
:أعجبني هارون اليوم وهو يحاول إرضاء أمه وفي نفس الوقت فعل ما يجب عليه ناحيتك الوحيد الذي يستطيع التعامل مع اعتماد هو هارون ..
ثم نظر لابنته بحنيه ورجاء: ساعديه يا ابنتي دائما على برها
الباسمة بتنهيدة : الأولى ان تساعد نفسها
:ماذا تعني
نظرت لأبيها بحب : أعينوا ابناءكم على بركم
: نعم صحيح
نظرت لبعيد كأنها ترى مستقبل تخشاه مع اعتماد : أدعو الله أن تكون أكثر هدوءاً وتفهماً فهي تقود هارون على القسوة عليها دون ان تدري
ربت بلطف على رأسها النائمة على صدره : المهم عندي أنكِ لا تكوني السبب
همست بوعد :اطمئن يا أبي لن أكون


.......نهاية الفصل السادس ........


=============================








روى أبو داود عن أبي برزة قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بآخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس:

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد إن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
وصححه الشيخ الألباني






لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن الصلاة
لا أبيح ولا أحلل نقل الباسمة دون الرجوع لي
اللهم بلغت اللهم فاشهد

 
 

 

عرض البوم صور روتيلا   رد مع اقتباس
قديم 06-05-18, 05:45 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308783
المشاركات: 132
الجنس أنثى
معدل التقييم: روتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 388

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روتيلا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روتيلا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الباسمة

 



.. برغم جميع ادعاءاتنا
.. بأنيَ لن
.. وأنكِ لن
.. فإني أشك بإمكاننا
.. فنحن برغم خلافاتنا
.. ضعيفان في وجه أقدارنا
.. شبيهان في كل أطوارنا
.. دفاترنا .. لون أوراقنا
.. وشكل يدينا .. وأفكارنا
.. فحتى نقوش ستاراتنا
.. وحتى اختيار اسطواناتنا
.. دليل عميق
.. على أننا
.. رفيقا مصير .. رفيقا طريق
.. برغم جميع حماقاتنا




نزار قباني








الفصل السابع

أول جلسة من العلاج الإشعاعي الذي نصح به الطبيب كوسيلة لتقليل حجم الورم الذي يأخذ موضع صعب الوصول إليه جراحياً كان العذاب بعينه للمريض ومرافقيه ..
فالمدينة القريبة من القرية والتي وجدت بها المصحة الخاصة بإجراء الجلسة العلاجية كانت بإمكانيات ضعيفة وعدد أسرة قليلة لا تتناسب مع عدد المرضى الذين يأتون إليها من كل القرى المحيطة ..اما الأطباء والممرضين فقد أعموا أعينهم عن ما يدور حولهم وأصبح صفة لا اسمع لا اتكلم هي الشائعة بينهم أتخذوها وسيلة للهروب ليس من واجباتهم فهم لم يقصروا ولكن لضيق اليد وعدم قدرتهم بعددهم المحدود وخبرة معظمهم القليلة على سد العجز ..
أما الباسمة والتي قررت التفرغ يوم جلسة أبيها من عملها بمساعدة مدير المدرسة الرجل الطيب الذي كان صديق وجار كحال أهل القر ية جميعاً أتاح الفرصة أمامها بعدم التقيد بمواعيد العمل في سبيل مرافقة والدها فقد أخذت حائط ووقفت بجواره تستند عليه بينما افترش عمها الأرض بعدما أُرهق من وقفته بانتظار خروج أخيه الغالي ..
لم يكن بإمكان هارون التواجد بسبب عمله الذي لا يتسم بالحرية في خروجه مثلها ولكنه كان معها على الهاتف معظم الوقت ..
وهنا بهذا المكان الصغير عندما نرى آلام البشر تكون مشكلة العشق التي أشغلت عقلها به صغيرة جداً لتستصغر نفسها كثيراً وتبدأ بالشعور بجمود غريب يصيب قلبها ..وأصبح المنظار الوردي الذي كانت تحاول أن ترى به الدنيا غير متناسب ..هل هي صورة من الإكتئاب أم صورة من رفض أي سعادة قد تجدها فتلهيها عن الأهم وهو مرض والدها ..
ولكن الأكيد أنه عندما تنظر للمكان المزدحم تغيب أحلام الصبا
وعندما تنظر للأرض خجلاً فترى من يفترشها مرضاً تغيب أحلام المراهقة
وعندما تنظر للسماء لتبحث عن السكينه بين سحبها فتسمع آنات المرضى فتغيب أحلام الأنثى بداخلها
فأين وقت تجده الباسمة لتحب وتعيش العشق بآماله وأحلامه ..

انتبهت من لجة أفكارها على صوت الممرض يدعوهم لمعاونة المريض على الخروج ..
ليقف العم فوراً تتبعه الباسمة فيروا الحبيب مسجى على فراش المرض شاحب الوجه مغمض العينين ..
لم يتفوهوا بكلمة فكل الكلام لن يعبر عن الحزن الذي بالقلوب ..
تعاونوا باستخدام مقعد متحرك بعد أن أقرضوا الممرض بعض النقود ليساعدهم على إصال المريض للسيارة التي تنتظرهم وعندما وصلوا للبيت بدأت معاناة جديدة للوصول للشقة العلوية لم يتركهم شباب شارعهم الطيبين ليعانوا منها ليضعوه متكاتفين على مقعد عادي ويصعدوا به لشقته ..
كان أبي لديه كل الحق عندما عاد بينهم فهذه العاطفة والتكاتف هو ما يحتاجه والدي بالفعل ..
لم تعير الباسمة حماتها المستقبليه أي إهتمام عندما نادت عليها كالعادة لتختار من بين بعض الأشياء التي اشترتها لجهاز العروسة مردده لها ببساطة بما أسعد اعتماد
: ما تريه مناسب خالتي إفعليه
وظلت بجانب والدها يساعدها عمها على محاولة تخفيف الأعراض المصاحبة للعلاج وقرب المغرب وصل هارون ليصعد هو ورباب ليتعاونا معاً بأخذ دور الباسمة وأبيه وهم يرغموهم على الراحة قليلاً ..
وتمر الأيام والحبيب يضعف ويزداد غثيانه مع فقده للشهية فتكون النتيجة خسارة متزايدة للوزن .. وقلق يزداد على عدم قدرته على التحمل
الورم خبيث وسنوات عمره الكبير لا يساعد على المقاومة...
يأتي يوم زواج رباب السعيد و بخفية عن الجميع كما تم عقد القران بالشقة السفلية للعروس الذهبية تم عقد القران بغرفة العم المريض للعروس السمراء..
وبينما كانت التهاليل والرقص والغناء في الشقة الأولى ..كانت هناك الشجن والدموع بالشقة الثانية ..
وتصبح الجميلة السمراء زوجة الجبل الشامخ
اختارت مكان من الشرفة الواسعة بطولها المميز ورشاقتها التي زينها فستانها بذهبيته الخفيفه المطعم بوردات مفرغة يبطنها قماش حريري من اللون البيج فيعطي إيحاء للناظر من بعيد إنه عاري الكتفين والذراعيين ينزل يضيق من الصدر حتى ما بعد خصرها ليتسع بحرية ليطول من الخلف أكثر من الأمام .. ظلت هنا حتى لا تبتعد كثيراً فتصعد كل حين تطمئن على والدها واختارت ليلى الذهبية الأخرى الخجولة صحبتها على المكوث بالشارع وسط جمع غفير من المهنئين يشاهدوا زفة العروس حيث أقيمت مراسم الفرح ....
لم يحدثها من بعد عقد قرانهم لكن لم تغفل عينيه عنها أراد محادثاتها قليلا لكنها كانت بعالم آخر يضم أباها فقط ..
لا يجب أن يكون أناني ولكن ما المانع أن تبدي بعض المشاعر الإنسانية كالخجل والفرح.... هناك همس داخله يوسوس له إنها لازالت تنظر لزواجهم على أنه فعل اضطراري وهذا الهمس ينغص عليه حياته ..
ولأنها وجه جديد فكانت ملفته للنظر بطلتها الذهبية المتناغمة مع بشرتها ووصل لمسامعه بعض كلمات التي توصفها ..كاد يجن وصعد لشقتهم
ليجد أمه تهامس خالته وواضح من وجه الخالة إنها علمت بالزواج المرتقب ..
عين خالته الحزينه رأته أولاً لتلفت نظر عين أمه فوراً فتبتسم له وهي تراه مُقبل عليها ببدلته السمراء التي رسمت جسمه الرياضي لتعطيه الصرامة التي يشتهر بها مع رابطة عنق حلها قليلاً فأظهرته بمظهر الشاب الوسيم اللعوب فعبرت اعتماد فوراً عن فخرها بابنها وهي تقبل عليه تحتضنه مرددة عبارات الترحيب ودعاء من القلب أن ينول فرحته هو الأخر بمن يتمنى غامزة لإحسان بعينها اليسار التي لم تستطع سوى الرد عليها بابتسامه باردة
ليجد نفسه في موقف حائر كيف يعبر عن غيرته على زوجته دون أن يمس رغبة والدته بالسرية حالياً وبحسبه بسيطة قاطع حديثهم : أمي نادي على البنات من الشرفة ليدخلوا فوقفتهم تلك لا تصح..
ثم تحرك سريعاً للعودة للإحتفال ولم تتاح له الفرصة رؤية تلك التي كانت بطريقها لوالدها للاطمئنان عليه وشقت الابتسامه وجهها للحظة لإعتقادها أنه يخصها بغيرته لتكتمها باللحظة الأخرى دموع وصراخ يشق الصدرعندما سمعت اعتماد
: أرأيتِ و دون تدبير سمعتِ بأذنيك كيف هي لهفته وغيرته على ليلى
لتشيح لها إحسان بيدها تكتم غضبها : قد يكون قصد بسمة بكلامه
وضعت اعتماد يديها على خصرها : هل تسمعي نفسك ..بسمة من التي قصدها ..إنها الشقراء التي تنير بالليل من لفتت النظر وأثارت غيرته ليترك كل شيء وكل المهنئين ويصعد لإدخالها ولكنه خجل عندما وجدكِ معي و لا تنسي الوضع الذي أُرغم عليه بسبب عمه ..
عندما رأت إعتماد موافقة أختها اللحظية : هيا لنعود لأولادنا وقريباً سننال ما نتمنى ونجلس بفرح ليلى وهارون أيضاً بعد أن يتخلص من رباطه الصوري مع ابنة عمه ..
خرجوا لتكملة مراسم العرس دون أن يلاحظوا التي تحول قلبها لشظايا وبدل أن تنهار بكاء أكملت طريقها بجمود معلنة بكل بساطة إنها تستحق فهي من طلبت أن تُعامل هكذا ...
دخلت غرفتها وأبدلت ملابس السهرة بأخرى تشعرها أكثر بالراحة قميص اختارت اللون الأسود كأشارة واضحة لمزاجها أدخلت أطرافه بالسروال الجينز وجمعت شعرها في ضفيرة طويله ..
وظلت بجانب والدها الذي يشعرها دائماً بأنه الأمر الثابت الوحيد الذي تستند عليه ويمنحها الثقة ..قد يكون تعلقها طبيعي ولكنها تشعر بعد ما سمعته إنه وصل للتعلق المرضي ..
لم تنتبه للحظة على انتهاء الحفل و بعد فترة استقبلت بغرفة والدها عمها وهارون الذي تخلص من السترة فقط للإطمئنان أولاً عليه ..نظرت لملابسها ببرود و لم تبدي اي رغبة بالتأنق أو تبديلها ..فهي بالرغم من كل ما تحاول أن تقنع نفسها به إلا إنها تأثرت بكلام اعتماد واعتبرت نفسها قضية خاسرة لابن عمها ..
فجأة حالتهم الساكنة تماما بجانب والدها أصابها الصخب مع صوت اعتماد الغاضب على تسرعهم بعقد قران ابنها وتراشقها وعمها بالكلام عن محاولته إقصائها عن كل ما يسعدها
لتبتسم بسخرية تحت انظار هارون الغاضبة من تعابيرها الباردة وقد أصبح عنده شبه يقين أن ابنة عمه لا تعير زواجهم اي أهميه لم يوقفهم جميعاً عن الحالة التي وصلوا إليها جميعاً مع أفكارهم إلا صراخ الباسمة عندما انتبهت على إغماءة تصاحبها تشنجات واضحة لوالدها ..
ومع صوته العالي حتى لم تسمعه ...
أو تشويح يديه وهو يشير بها بعصبية..
قرأت الكلمات من حركة شفاهه التي تنفخ هواء وصلها ساخن ..
ولكنها لم تصل أبداً بالرغم من معرفتها للكلمات لفهمها..
ظلت أمامه وهي تحرك رأسها بتوتر و كل تركيزها مع أبيها بكل مرة كانت إغماءاته قصيرة لكن هذه المرة كانت طويلة ..
طويلة لدرجة إنها اعتقدت إنه فارق الحياة ..
يا ربي لالا ...
ظلت تحرك رأسها برفض تام لما شعرت به من ألم الفقد ...
أصابه الضيق من حالتها الهستيرية وعدم فهمها له ...
سمع صوت خطوات على الدرج فعلم بوصول الطبيب الذي استدعاه والده
فمد يده وأمسكها بعنف من عضدها يجرها لغرفتها ثم بحركة عنيفة كادت تسقطها لخفتها أدخلها وهو يشير لملابسها و يسحب المفتاح من داخل الباب ويغلقه بإحكام ...
يمنعها من الخروج ...
فلن يكون هارون العابد ويتركها تقابل الطبيب الوحيد المتاح بقريتهم البائسة
أمجد الخاطب السابق ..
عندما أفاقت على حقيقة إنه يحبسها بغرفتها وتأكدت إنه لن يعود لها بالقريب ظلت تدور كنمرة شرسة ببكاء حار يصل لصرخات مكتومة وكلما مر الوقت أكثر تزداد عنف لترمي كل ما حولها وخاصة و عن قصد كل ما حاولت خالتها اعتماد تمريره لها كنوع من الحب والاهتمام وهو في الحقيقة طريقة لتكسر من ثقة الباسمة بنفسها خاصة تلك المستحضرات التجميليه وكريمات تفتيح البشرة والعدسات اللاصقة الملونة حتى وصلت للطاولة التي تجاور فراشها وتحمل علبة صغيرة هدية حماتها المستقبلية أمسكتها بيدها وهي تضحك وتبكي بنفس الوقت مرددة
: أسبوعان من الخداع خالتي وأنتِ توهميني إنني مثل رباب وتمنحيني نصائحك كلما رأيتيني وإنني لابد أن أهتم بنفسي وخاصة مع نحافتي التي تصيبك بالخوف على زوجة ابنك وأم حفيدك المرتقب وتعطيني علاج فاتح للشهية أمام الجميع حتى توهميهم أيضاً باهتمامك بي وأنتِ بالحقيقة تتأمري من خلفي ..فكيف كان سيكون الحال لو عرفتِ الحقيقة وان ابنك الغالي بالفعل غُصب على الارتباط بالسمراء النحيلة الصماء
فترميها بسلة القمامة الصغيرة وتجلس بالأرض مستندة بظهرها على فراشها وهي تبكي بحرقة ..
: أنا السبب ..انا وحدي السبب ..ليس خطأك يا خالتي ولا خطأك يا هارون
..نعم ليس خطأك يا ابن عمي
ظل نظرها مع تلك التي تقبع داخل السلة حتى عادت وأخذتها مرة أخرى ووضعتها على الطاولة وقبلها أخرجت منه واحداً وتناولته وهي تضحك ودموع القهر تغرق وجنتيها على فعلتها فهي تريد زيادة وزنها حتى تكون جاهزة لاستقبال قطعة من هارون تبقيها حيه ..
أو تبقيها زوجة هارون حتى لو تزوج بأخرى ..
هكذا هداها قلبها في غياب عقلها والتفكير السليم...
نظرت للباب الذي يفتح..
لوهلة تلاقت الأعين لتهب واقفة تلكم صدره بقبضتها الصغيرة وهي تحاول أن تزيحه
: لقد أغلقت الباب بالمفتاح لماذا ..قل لماذا ..
منعها من الخروج بجسده العريض وأغلق الباب خلفه ثم نظر على الفوضى التي أحدثتها بالغرفة بتأثر
بينما كانت تحاول أن تمر من جانبه ولكنها كانت أضعف من أن تحركه قيد أنملة فصرخت به : دعني أمر لأطمئن على أبي
:عمي نائم الأن
عادت مرة أخرى تحاول المرور : دعني يا هارون ..حتى ولو نائم أريد أن أراه ..ثم ماذا قال الطبيب ..وكيف تجرؤ على حبسي
نظر لعيونها الحمراء وشعرها بجديلته المشعثة فرق قلبه لحالتها و حدثها بمهادنة : عَرض جانبي مصاحب لمرضه .. لكن إطمئني سأستغل عطلتي بالغد و أذهب معه لإجراء صور مقطعية نتأكد من الحجم الذي وصل إليه الورم بعد جرعات العلاج التي أخذها ..
ثم عقد ذراعيه أمام صدره وببرود أصابها بالجنون
:ولماذا حبستك لأنه كان أمامي خيار أخر بالتأكيد لم يكن سينال رضاكي فحالتك كانت هيسترية ولأخرجك منها حسب دراستي بعلم النفس بكليتي كان على صفعك حتى أفيقك ..
صرخت بوجهه وهي تشير بيديها بسرعة مع كلماتها : لا تعيدها مرة أخرى ...وهل تلك الدراسة كانت مخصصة للمجرمين أم معي فتتحير مابين حبسي وصفعي ...
لا تسمح لنفسك أن تحبسني مرة أخرى هل تفهم..
انا لم أكن هستيرية بل خائفة يا دارس القانون وعلم النفس .. خائفة حتى الموت على أبي ..
وكنت إفعلها واصفعني يا ابن عمي وأنا كنت رددتها لك بدل الصفعة اثنتان وعشرة ..ليست الباسمة من تُصفع
عض هارون على شفته السفلية وهو يقترب ببطئ دعاها للتراجع : في عادتنا ذبح القطة للعروس يوم عرسها هل تعرفيها
لم ترد عليه بينما تتراجع للخلف وهي تنهت بشدة ودموعها التي بللت خديها ومسحتها أمامه جعلت من بشرتها الذهبية متوهجة أمام عينه المقدرة للجمال ليكمل هو تقدمه وكلامه : بما إنه اليوم كان عقد قراننا أي عرسنا شرعاً سأبدل تلك العادة بقطع لسانك يا ابنة عمي أو ذبحك أنتِ شخصياً إن لم تكفِ عن إثارة غضبي بلسانك وصوتك العالي
تراجعت للخلف حتى التصق ظهرها بالحائط ليتركها وهو مبتسماً لنفسه إنه أوقف كلماتها الصاخبة بحلقها ثم أعاد نظره حوله و أخذ يرتب الأغراض التي بعثرتها في موجة غضبها
فتهمس مذهولة من تصرفه : ماذا تفعل
واصل ترتيبه للأشياء وهو يصدر أصوات ساخرة ورافضة بلسانه : زوجتي الجميلة غير مرتبة .. مسكين يا هارون لقد تورطت بتلك الزيجة
وكأنه أصاب قلبها المكلوم بخنجر بكلماته التي أراد منها تلطيف الجو مع ابنة عمه والتخفيف عليها لتصرخ به بغضب وهي تقترب منه وتشد الأشياء التي بيده وترميها بعيداً
: لم تكن تحتاج سوى ان ترفض عرضي بدل أن تُرغم على فعل شيء وببالك فتاة أخرى
نظر لها بذهول : يا الله من أين يخرج هذا الصوت منك يا فتاة إنك تكادي تختفي وراء القلم الرصاص..
ثم عقد ذراعية على صدره :ثم لا أدري من أين تستحضري تخيلاتك
: أنا لا أتخيل ..
هدأت من صوتها وجلست أمامه واضعة ساق على الأخرى وبهدوء شديد تحاول إقناعه بثباتها الظاهري
: هارون أنا فتاة عقلانية وطلبت منك الزواج لأحصل على تجاوب أبي لبدء العلاج ..
والحمد لله حدث ما رغبت فيه ..انا أرى إننا نفتــ...
شوح بيده يسكتها وقاطع حديثها : كفى ..كفى ..الزواج ليس لعبة أنا قلتها لكِ سابقاً وأعيدها مرة أخرى وستكون الأخيرة ..
أنا كنت صريح معكِ منذ البداية تخطي طلبك فهو مجرد شرارة بالنسبة لي أشعلت رغبتي بالارتباط بكِ يا ابنة عمي ..وأصبح من واجبك أن تساعديني على نجاح زواجنا ..ولا أريد أن اسمع كلام عن إرغامي أو رغبتي بغيرك ..هل كلامي مفهوم
وظلِ شجاعة للنهاية كما عهدتك يا باسمة لأننا قد نحتاجها بحياتنا الزوجية مستقبلاً
شجاعتك وأنتِ تبحثِ عن حل يرضي أباكِ ما حركت الجبل ..لا تفقديها في غمرة تخيلات غير مبررة ..لا تفقدي ميزتك يا عزيزتي ..
قالها وهو يعود ليحمل الأغراض التي على الأرض ليعيدها مكانها فيلمح عبوات التجميل التي تحضرها أمه بصورة مبالغ فيها من كريمات تفتيح البشرة والصبغات والعدسات الملونه وبابتسامة ساخرة على شفتيه
:لم تستعمليهم
كانت لا زالت تحت تأثير كلماته بينما تجيبه : لا أحبهم
ألقى بهم بسلة القمامة الصغيرة ثم استقام أمامها ناظراً لعينيها بقوة : لا تحتاجيها ..أحببتك حرة طليقة شجاعة ..لا شقراء زرقاء العينين
لتضحك بمرارة : صحيح لديك الأصل
ضيق هارون بين عينية وهو يسمع نبرة جديدة بصوتها : ماذا تعني
وقفت تواجهه بشراسة : أقصد ليلى
أغمض هارون عينيه لحظة يشتم داخله فواضح بشدة تأثير أمه .. فابتسم ببرود يحاول إخراج شراستها المعهودة معه التي يبني عليها الكثير بالمستقبل في بناء حياتهم الزوجية بوجود أم غيورة
: أعتبرها غيرة يا ابنة عمي
لتضحك وهي تعقد ذراعيها على صدرها : على من يا هارون ..
هل لابد أن أذكرك كل حين إنني من طلبت منك هذا الزواج
ظل يحرك رأسه يمين ويسار بعصبيه : ألا تتعبي من ترديدها
أجابته بإصرار : ولكنها الحقيقة
هتف بها بحدة أجفلتها: حقيقة لا أريد سماعها أو حتى ذكرها بينك و بين نفسك ....
وفي محاولة لنفي التهمه عن نفسه بإحراجها حتى يجد حل مع والدته
: ثم لماذا ذكرتي ليلى بالذات وهل ستزجي باسمها بكل مشكلة تقابلنا بحجة إنكِ من إقترحت الزواج ..
خجلت من نفسها كيف فقدت ثباتها أمامه واستسلمت للغضب ..
بل للغيرة وهل من حقها الغيرة ..
أريد أن اصدق صدقني يا هارون أريد أن أصدق كل حرف تقوله... ياليتني لم أسمعها كنت صدقت كل كلامك وتصرفاتك ..
ثم ماذا أقول لك بعد عقد قرانا بعدة ساعات اشتكي من أمك ..
وكأن خطبتنا طبيعية توددت فيها لنيل رضائي وانا أتدلل
حركت يدها بالإشارة بتوتر مع ثقل لسانها لأول مرة من بدء حوارهم : لا .. بالطبع لا ... أعتذر لم أقصد
حرك يده على شعره القصير وهو يبتسم وعينيه البنيه تلمع بالمكر : كل القضايا التي خضتها في عملي حللتها بسهولة إلا تلك التي كانت العقل المدبر فيها إمرأة كانت تأخذ مني وقت أطول ... لديكن قدرة عجيبة للتخيل وتوجيه الرجال لفعل المستحيل من أجلكن
بدأت تشعر ببرودة الجو تسري أو لمستها كلماته الماكرة و نظراته فدلكت يديها وأحاطت نفسها بذراعيها تحت أنظار هارون المستمتعة وهي تحاول الهروب من تركيز عينيه وإنهاء الحوار : هنيئاً لهن ..
ابتسم لمحاولاتها الخجولة للتهرب من نظراته : بل هنيئاً لنا تحملنا لحماقتكن وتقلب مشاعركن ..من يصدق إن تلك المحادثة هي الأولى بعد زواجنا ..وهذا بدل أن ترحبي بي وتهنيني أو تتركيني أنا أهنيكي بطريقتي
نظرت لساعة يدها وهي تتجه لباب الغرفة وهي تقاوم تزلزل كيانها أمام كلماته
: لقد سهرت كثيراً وأمامنا يوم طويل غداً الأفضل أن تنام قليلاً
هارون باستمتاع وهو يقترب منها بصوت أجش : هل تلك دعوة من زوجتي الرقيقة للنوم معها
تراجعت للخلف بتوجس : هارون ....
اقترب أكثر منها وهي تتراجع حتى التصقت بظهرها بالحائط خلفها وهو يكاد يلامسها : نعم يا زوجتي الرقيقة
خرجت الكلمات من فمها بتقطع وهي تشير بيدها بسرعة :أخرج من فضلك
همس بمكر :لما ألم نصبح زوجين
حاولت المرور من جانبه وهي تبعده بكلتا يديها : لن أعيدها هارون.. لا تجعلني أعلي صوتي
منعها من التحرك قبضته القوية التي أمسكت بكفيها وراء ظهرها والأخرى التي تشد على جديلتها السوداء التي تستفزة من لحظة رؤيتها لحلها فترجع رأسها لأعلى لتواجه بوجهها الصافي وجهه
هامساً متمتعاً قربها : مظلومين نحن معشر الرجال وأنتن من تقودونا بسلاسل وهمية لنقع فريسة لأفكاركم الخبيثة التي تطلقوها في صورة كلمات تدعين أنها غير مقصودة فنسقط بالرزيلة وتخرجن أنتم منتصرين
شهقت هامسه بتلكؤ: مااااذا
قبلها بخفة بجانب فمها مستغلاً ذهولها من كلماته ليئن بعدها بثانية كاتماً صراخاً و محرراً لها على ضربة مباغته منها لقصبة ساقه
: مجنونة
تفتح الباب بعنف وهي تتحدث بصوت عالي غير مكترثة بمن قد يسمعها : بل أنت المجنون أخرج حالاً من غرفتي
تحرك يخرج وهو يعرج قليلاً بتمثيل واضح ثم مال نحوها عند الباب هامساً : تذكري تلك الضربة جيداً لأنها أول ما سأعقبك عليه عندما يغلق علينا باب واحد بعد أسبوعين من الأن يا زوجتي الباسمة
ثم شد ضفيرتها بعنف غامزاً لها وخرج متوجهاً لشقته بالأعلى وهو يضحك عالياً جاذباً الضحكة جذباً من قلبها وهي تمسد رأسها من الألم اللذيذ هامسةً : ابن عمي المجنون ...
أغلقت الباب مستنده بظهرها عليه
: بل زوجي الحبيب المجنون ....
..........

كانت تجلس تنظر للسماء من نافذة حجرتها الصغيرة تستمع لكلام خالتها على لسان أمها الخاص بزواج هارون المتضطر من ابنة عمه ..فضحكت بسخرية دون أن تتمكن من كبح دموعها
: وهل نحن في زمن تغصب فيه البنت حتى يغصب الولد يا أمي .. هل تصدقي أنتِ أو خالتي ما يقال ..
تحدثت إحسان بتيه : لا أدري هذا ما قالته خالتك ... أنا حتى لا أدري لما أوافقها على ما تقوله أو تفعله بالرغم أني شعرت من البداية بتعلق هارون بابنة عمه لكن كلمات خالتك يبدو إنها جاءت على هوى ضعفي ناحيتك حبيبتي ..
كل ما تمنيته أن تنالي الزوج الذي يصونك و عندما أخبرتني اعتماد برغبتها بكِ كزوجة لابنها تعلقت فوراً بهذا الأمل
اقتربت من أمها تنام بحضنها كطفلة صغيرة خائفة
: أمي هل أخطأت ..هل أخطأت ابنتك عندما اختارت الإنفصال عن زوج كريم في سبيل أطفال كانت تحلم بهم من صغرها ..
أليس من حقي أمي ..أكاد أشعر بالرعب أن يكون ذنب زوجي السابق ما أتعرض له من إخفاقات في كل مشروع زواج أُقدم عليه... فكل من طلب الزواج بي كان إما أرمل أراد أم لأولاده دون الحصول على أطفال مني أو رجل كبير يريد الشعور بالشباب بالزواج من فتاة جميلة وصغيرة وأيضاً دون أطفال يتحمل مسئوليتهم ..
لما الجميع ينظر لي كأني خاطئة .. لما يتعجب الجميع من سبب انفصالي ..أليس الرجل يتزوج ثانية من أجل الأطفال ويعطوه كل الحق حينها حتى أحياناً يرغموا الزوجة الأولى بالقبول بالأمر الواقع بل أحياناً تنتقي عروس لزوجها وعندما يحصل على الأولاد يتنازل عن الأولى بسهولة ..
لما يشعرني الجميع بخطأ قراري ...
أمي أنا أحب الأطفال ..
لم أحب الدراسة أبداً بل أحببت أن أكون مثلك ربة منزل محبه لزوجها وعندي أولاد ألعب معهم بالكرة وبنات صغيرة أسرح لهن شعرهن وأفصل لهن ملابسهن كما كنت أفعل مع دميتي
هل لهذه الدرجة حلمي صعب ..
كانت تبكي وهي تستمع لأنين ابنتها التي تعرف أنها تتعلق بحلم الأمومه أكثر من حلم الزواج من أي شخص حتى لو كان هارون مسحت دموعها هامستةً : لا حبيبتي إنه حقك الذي شجعتك أنا وأخيكِ عليه ..أنه الحق الذي سأظل طوال عمري أحارب حتى تحصلي عليه
مالت ليلى على يد أمها مقبلة لها ثم استقامت : أشكرك أمي كنت محتاجة أن أتحدث والأكثر أن أسمعك تؤيديني ..أظن أن خالتي وابن خالتي يحتاجان مني زيارة سريعة ..ما رأيك
أومأت لها إحسان مبتسمة برضا عن تربيتها التي اثمرت عن ابناء بارين وأخلاقهم مثال للنبل
: نعم إذهبي حبيبتي
مسحت ليلى دموعها عن وجهها المحمر وقبلت رأس أمها وذهبت للقاء خالتها وهارون

نهاية الفصل السابع

================================






بسم الله الرحمن الرحيم

إِن تُصِبكَ حَسَنَةٌ تَسُؤهُم وَإِن تُصِبكَ مُصيبَةٌ يَقولوا قَد أَخَذنا أَمرَنا مِن قَبلُ وَيَتَوَلَّوا وَهُم فَرِحونَ﴿٥٠﴾ قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّـهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّـهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ ﴿٥١﴾

صدق الله العظيم
سورة التوبة




لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن الصلاة
لا أبيح ولا أحلل نقل الباسمة دون الرجوع لي
اللهم بلغت اللهم فاشهد

 
 

 

عرض البوم صور روتيلا   رد مع اقتباس
قديم 07-05-18, 01:57 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308783
المشاركات: 132
الجنس أنثى
معدل التقييم: روتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 388

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روتيلا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روتيلا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الباسمة

 





هذا فؤادي فامتلك أمرَهُ واظلمهُ إن أحببت أو فاعدِل
بخلتُ قبل اليوم عن بذله وفي سوى قلبي لم أبخل
لأنني أخشى انعدام الوفا لدى حبيبٍ فيّ .. لم يشغل
وأكره التسيار في روضةٍ إن لم يكن خطوي في الأوّل
لكنني .. بعدك يا فاتني أصبحتُ عن كبري في معزل
وبات قلبي بعد تيهِ الهوى أسيرَ حبّ في هواك ابتُلي
كل الذي يرجوه من عمرهِ رجعُ صدىً من شدوكَ المرسل
لو شُغِلَ الناسُ بما في الدّنا لم يُعْنَ إلا بكَ، أو يُشغَل

عبدالله الفيصل






الفصل الثامن

انتفض هارون صارخاً : أين كنتِ يا أمي
تجلس وهي تخلع حجابها لتعيد على مسامعه ما قالت : كنت عند أختي اتفق معها على زواجك من ليلى
مال بجسده العريض ناحية أمه وهو يجز على اسنانه بغضب : تتفقي على زواجي من أخرى دون استشارتي وقبل حتى أن اتمم زواجي من الباسمة ..
أراحت رأسها للخلف ببرود : كنت أدري إنك ستتراجع لذا فقد انهيت الأمر حتى تلتزم بكلمتك
إستقام واقفاً واضعا يديه بجيبي بنطاله : نعم عندك حق أنا فعلا كنت سأتراجع.. بل أنا تراجعت فعلا .. وتخيلي تراجعت متى بنفس اللحظة التي لم أعطيكِ فيه وعداً ..ها أنا صارحتك اخبريني الأن كيف ستصلحي الأمر دون أن تخسري أختك
أحمر وجه إعتماد الأبيض بشدة حتى أثارت قلق هارون عليها وهمهمت : كنت أعرف.. كل تصرفاتك تخبرني أنها سرقتك مني ..سرقت ابني الوحيد
تنهد كاتماً غضبه و ركع أمامها وهو يمسك يديها بلطف وبهدوء: أمي لم يسرقني أحد منك غلاوتك بقلبي لن يمسها أحد ..
ارتجفت يديها بين يدي ابنها الوحيد وهي تبكي : ستبعدك عني ..ستفعل كما فعلت أمها بجدتك صباح
مسح بيديه دموعها : لا حبيبتي لن يحدث يوماً ..
ثم أنا مرتبط بعملي وليس حر كما عمي حسن تأكدي من ذلك ...
لو تحبي أن تكون حياتنا مشتركة ولا نصعد لشقتنا إلا للنوم لكي ما تريدين ...أو حتى يمكننا تجهيز غرفتي هنا ماذا قلتِ
قبلت رأس وحيدها هامسه بصوت مبحوح : لن توافق
جلس بجانبها وهو يأخذها بحضنه : سوف أطلب منها ذلك وأنا أكيد ان الباسمة لن ترفض طلبي ..هل هكذا تكوني راضية
قاطع حوارهم طرقات على الباب المفتوح جزئياً كحال بيوت الريف العائلية ..
فذهب يفتح الباب ليفاجئ بليلى ابنة خالته
كانت تعصر يديها بشدة محمرة الخدين وهمست بخجل يصاحب حديثها دوماً بابن خالتها الذي كانت تعده الأخ الأكبر لأعوام كثيرة ماضية
:أ.. أريد... الحديث معك
تقدمها هارون بضيق يخشى من تفاصيل الحوار الذي قد يسمعه بسبب تسرع أمه
:طبعاً تفضلي
سلمت على خالتها التي وقفت لاستقبالها
: الحمدلله أنك موجودة خالتي ليكون حديثي أمامك ..
جلست اعتماد بقلق واضح: اجلسِ حبيبتي
ظلت واقفة تدير رأسها لخالتها دون أن تستطيع أن تواجه هارون : لا داعي خالتي ..هناك فقط كلام أريد قوله ..أ.أ نااا..
اقترب هارون منها يواجهها بنظرات لطيفه مهدئة: ما الأمر يا صغيرتي ..هل كل أمورك بخير ..
ظلت تعصر يديها وهي تحبس أنفاسها تحدث نفسها كيف فكرت يوماً أن توافق على الزواج من شخص تشعر نحوه بكل تلك الرهبة ..
أغمضت عينيها بخوف واضح ثم أطلقت كلماتها دون توقف وهي تنهت بقوة ..هي صاحبة حق ولن تتنازل عنه ابداً واجهت مجتمعها من أجل رغبتها بالأمومه ولن تخاف من مواجهة ابن خالتها
: لن أكون يا ابن خالتي تلك المرأة التي تأخذ حق ليس حقها ...عندما انفصلت عن زوجي السابق كنت أخذ حق من حقوقي وأجنبه خيبة أمل عندما أذكره دون أن أعي حبي للأطفال ..أنا لست أثمة أنا أخذت فقط حقي ..وهذا الحق الذي انتزعته انتزاعاً هو نفسه الذي يوقفني عندما يتلامس مع حقوق الأخرين ..
صحيح بسمة لم تكن صديقتي يوماً ولكن بمجرد أن أصبحت زوجتك أصبحت بمنزلة رباب عندي ..اعتذر يا ابن خالتي أرفض طلبك وأتمنى أن نظل دائماً أهل وعائلة تساند بعضها بعض بكل وقت وكل زمان ..
بعد قولها هرولت ليلى خارجاً وتركته واقفاً ينظر بأسى ظاهر على ملامحه أجاد رسمه تجاوره أمه التي استقامت شاهقة بينما الباب يغلق ...
رفع رأسه للسماء حامداً الله على عقل ابنة خالته الكبير الذي جنبهم الكثير من الإحراج أخذاً نفس عميق وأدار جسده بكامله ناحية أمه ناظراً لها من علو
:اتركيها أمي تعتقد إنها من رفضتني
تمالكت اعتماد نفسها : لماذا ..حتى ولو ابنة أختي من هي حتى ترفضك
زمجر جازاً على أسنانة : أمي
نظرت له أمه بعتاب صامت فتمالك نفسه : أمي يا حبيبة قلبي اتركي ليلى تعتقد أنها من رفضتني فأنا رجل لن تهزني كلمة رفض بينما هي رقيقة لدرجة قد تنهار وتفقد ثقتها بنفسها وبالنهاية أنتم من وضعتم برأسها تلك التفاهات وليس أنا من أوحيت لها بالفكرة فأقل تقدير من ناحيتك جهتها أن تتركيها تتنعم بكلمات رفض لن تنتقص من رجولة ابنك كما أنه بالنهاية فائدة للجميع وحفاظاً على العلاقة العائلية بيننا وخاصة هشام ورباب وأنتِ أيضاً ..
حركت اعتماد رأسها بنعم بامتعاض هامسة : وأنا ما الفائدة التي ستعود علي
يضحك هارون مقبلاً رأسها : تستطيعي كل مرة تجالسي بها أختك إحسان أن تمارسي عليها ضغوط وهمية فتحصلي على مساعدتها لك بصناعة خبزك الطري اللذيذ بسهولة وغيرها من الأمور التي كانت تجيدها وتمن عليك بها دون تأخير ما رأيك حبيبتي
تضحك اعتماد حاضنة ما طالته بقامتها القصيرة من قامة ابنها الطويلة : لا يوجد أحد بالدنيا كلها يجيد إقناعي وإدارة عقلي سواك يا رجلي الصغير
يضحك هارون مشيراً لطولة المميز : الصغير كل ذلك والصغير ..
ابتعدت عنه قليلاً ناظرة لعينيه رافعة حاجب واحد
: هذا لا يعني تغيير رأي السابق وأنا عند كلمتي ..لا تتذاكى على أمك يا ابن علي
ثم تركته بمكانه فترة ينظر لانصرافها وهو يشعر بالذهول من تصرفات أمه وكلامها
أه.. يا أمي.. أه ..لا أريد أن أقسو عليكِ وأنتِ تضعيني بكل مرة بموقف الاختيار بين ارضاء ربي بإرضاءك وبين الحق ..
تسيطري وتتمسكي برأيك وترفضي مشاركة أي أنثى بحياتي بحجة سيطرتهم على ابنك ..
ابنها الذي يفوقهم جميعاً طولاً وعرضاً ويخاف منه كل من يعمل معه أو يصادفه الحظ السيء ويخطئ أمامه ..كيف أكون بار بكِ وأنتِ لا تتنازلي أبداً ..
يا إلهي إلهمني الصبر عليها والحكمة لتصريف أموري دون جرحها ..
اتجه لشقة عمه في محاولة لإرضاء أمه لتغض الطرف مستقبلاً عن الأمور الهامة ويقلل من تملكها المرضي به ..فمن وجهة نظره أن أمر كمشاركتهم الحياة الأسرية مع أبيه وأمه وخاصة مع سفر رباب هو أمر مستساغ ومقبول ما دامت ستكون للباسمة شقة منفصلة تستطيع اللجوء لها مساءًا بينما تقضي النهار بعملها وبعد عودتها بشقة والديه وخاصة إن عمله يحتاج منه أحياناً المبيت أو الغياب فترات طويلة ..
بالنهاية لن يكون أقل جرأة من الباسمة التي طلبت منه الزواج لصالح صحة أبيها ..
نعم هذا هو الحل الأمثل الأن ..لابد أن ترضى ..
,,,,,,,,
دلفت لغرفتها وهي تعقد شالها الحريري الصغير على رأسها لتصدم بجلسة زوجها على طرف الفراش سانداً بمرفقيه على ركبتيه وواضعاً رأسه بين كفيه ..
لا يتخيل يوماً إنه قد يسمع ما سمع ..
عاد من رحلة شرائه لبعض السلع التي يحتاجها متجره ليرتاح قليلاً قبل صلاة العصر
ويا ليته لم يعد وليته ما سمع
وصلها صوته المكتوم : لهذه الدرجة وصل بكِ الجبروت ..لهذه الدرجة أوصلتك بحبي لكِ للأنانية
وكأنها لم تسمعه صعدت على الفراش وجلست عاقدة يديها ومحركتاً جذعها للأمام والخلف
: حبك ..عن أي حب تتحدث ... عندما تركتني صغيرة بالكاد اكملت الثمانية عشر عاماً تحت رحمة أمك الغير رحيمة وسافرت ..تحملت سنين طويلة لم أكن أراك فيها إلا شهر كل عام ..خسرت أبنائي واحداً يلي الأخر وأنت بعيد عني .. كنت خادمة بهذا البيت في حين أمال لم يرضى لها حسن بالخدمة بحجة إن لكل منا شقته وأمكم اختارت الإقامة عندي لسفرك
عض على نواجذه بغضب : لا تذكريها بسوء أمامي ..
اشاحت بيدها ناظرة لعمق عينه: لن نذكر صاحبة العصمة بسوء أمامك ..
أتعتقد أنني وافقت على زواج رباب وسفرها لأنك أمرت لا والله بل لأنها سافرت مع زوجها فلن أكون اعتماد التي عانت الأمرين وتجعل وحيدتها تعاني مثلها وتعيش وحيدة هنا بينما زوجها يسافر ويعود لها كل عام فلا تعيش عمرها ولا تعيش حبها ..ثم ما مشكلتك مع ما سمعت ..إنه ابنك الوحيد قرة أعينا الذي أحافظ له على مستقبله واضمن له الحصول على الذرية .. هل أخطأت أم لأنها ابنة أخيك
:ولازلتِ تسألي يا اعتماد .. ثم ألم تفكري بأن العيب من ابنك فزوجته السابقة أنجبت بدل الواحد اثنين
: لا أنا متأكدة
: وكيف تأكدتي
نظرت له رافعة حاجبها الأيسر وهي تميل بفمها المزموم جانباً ثم أمالت برأسها ليدرك فوراً أن زوجته العزيزة لابد وأن تعتمد على قدراتها الفذة والتي تتلخص بالتصنت
:لكن متى وكيف عرفتي
: قبل انفصالهم بوقت قليل سمعت نجلاء تحدث أختها إنها لم تترك حبوب منع الحمل بعد تمعنها في التطاول علي أنا بما لا استحق وتتهمني زوراً إني أتدخل بحياتهم الزوجية وإنها ستحرمني من الحفيد الذي أموت شوقاً له ..تلك ناكرة الجميل التي كان هارون يتركها ببيت اهلها طوال سفره وتعود عندما يحصل على عطلته ..تلك التي كان يجلسها بشقتها ولا يرضى أن تنزل حتى لتجتمع معنا بسهرة تجلس فيها أميرة ونحن نخدمها ..
هل عرفت ..سمعتهم دون قصد مني ..
هكذا صدفة ..
وهل كنت تعتقد إنها رفضت كل حقوقها كرم منها صحيح
: لا حول ولاقوة إلا بالله ..ألن تكفِ عن تلك العادة
: لا يهم
:اتقِ الله يا اعتماد بابنة اخي أنتِ لديك ابنه ترتجي سعادتها
أشاحت بيديها عالياً بغضب : الله أكبر ..لماذا تذكر ابنتك الأن وهل تقارنها ببسمة
انتفض مبتعداً عنها وهو يكاد يجن من أفعالها : لا حول ولا قوة إلا بالله .. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..
لو كنتِ تتخيلي إنه سيكون بمقدورك إذاء بسمة وأنا حي يرزق تكوني واهمة ..
إذا كنتِ تتخيلي إن هارون الرجل الذي أعرفه جيداً ابني الذي ربيته سيظل للنهاية مراعي لكِ تكوني أكثر وهماً ..نصيحة مني لا تخسري ابنك
سأذهب للصلاة ..
وتركها مع نفسها التي لازالت توهمها بصواب فعلها فهي تتذكر جيداً عندما أخذ حسن زوجته وابنته وسافر للعاصمة ليترك الجدة التي كانت متعلقة بأولادها لتصاب بالضعف والمرض بعدها حتى توفاها الله ..لا تريد ان يحدث لها ما حدث لأم زوجها تعتقد جدياً أن حسن اشترى خاطر زوجته على خاطر أمه ..وأن بسمة ستكون كأمها تجعل هارون يهاجر مثل عمه ..
وما أسهل من أن يترك الرجل الدنيا وما فيها من أجل من يحب
......
فرحة تلك التي أصابت قلبها فجعلته يرقص ويغني طرباً على أنغام دقاته ..
فرحة تلك التي تجعلها بالمطبخ تحضر القهوة لوالدها التي تمنعها عنه من يوم عرفت بمرضه
فقررت أن اليوم عادت لتنظر للدنيا بمنظارها الوردي وأن هارون كان صادق بكل كلمة عن تطلعه لحياة زوجية سوية معها ..
لم تؤنب نفسها عن سمعاها عرضاً لجملة واحدة وهرولت بعدها لا ترغب بالمزيد وهي تكاد ترقص على السلم عائدة لشقتها ..
كانت سعيدة بل تكاد تطير فرحاً عندما هاتفت طبيب أبيها الذي وعدها بإخبارها بنتيجة المقارنة بين صورتي الأشعة التي أجراها أبيها قبل وبعد العلاج ليخبرها إن الورم أصبح أقل حجماً لتطير على هارون الذي سمعت صوته عند عمها ليفرحوا جميعاً معها ..
والحمد لله سمعت قبل أن تطرق الباب بثانية واحدة الجملة التي أعادت لها الحياة
سمعت توبيخ هارون لأمه ورفضه لمخططها ..
الحمد لله ..الأن أبدأ حياتي مع زوجي على أساس صحيح دون خجل من طلبي أو إحساس بإنه كان بباله أخرى ..الأن صدقته
,,,,,,,,,,,,,,,,

ما السر فيكِ....
يهواكِ الناس يا قهوة وأنتِ بالمر نسميكِ..
هل لونك عيون معذبته أم أنتِ فقط تسليه...
أم حرارتك تلك أنفاسها فيرتشفها حتى ترويه ..
أم خطوط يدها على جدران قدحك تتركيها فتوهميه ...
فيعيد الكره ويطلبها وتكون إدمان لمحبيه....
R.H. ..

أخذ كوب القهوة الصغير الذي لا يملئ بالكاد نصفه من شراب القهوة الساخن وهو يشرب منه بعشق لمذاقها
: بخيلة ..فقط رشفتين زيديهم قليلاً حبيبتي
أخذت منه الكوب وهي تبتعد ضاحكة : لأنك تنعتني بالبخيلة فسأشربهم أنا وانتظر حتى أنسى كلمتك لتحصل على أخرى ..
فوجئت بهارون الذي جاء من خلفها وأحاطها بيديه دون لمسها ساحباً منها الكوب
وارتشف بتلذذ وهو يبدي إعجابه : أمممم لذيذ ...
ثم همس لها : هل شربت من مكانك العسل
كتمت الباسمة ضحكتها وهي تنظر له من أعلى كتفها هامسه : بل شربت مكان عمك ....

ضحك حسن فرحاً من رؤية تقارب ابنته من زوجها : وهل تلك التي تصنعها الباسمة لذيذة ..أه لو كنت شربت التي تصنعها أمال أو جدتك صباح على الشعلة النحاسية الصغيرة

ردت الباسمة ساخرة : أنتم جيل معقد جعلتم من عمل قدح بسيط من القهوة مهمة معقدة
يضحك حسن عالياً : وأنتم جيل كقهوتكم سريعة التحضير لا طعم ولا رائحة
هارون باستمتاع هامساً لها : وإنتِ جعلتي شربها مهمة ممتعه تحدثني نفسي تذوقها من شفتيك
خجلت الباسمة من قربه ووقفته التي لم يغيرها وراء ظهرها وهمساته الوقحه فضربته بمرفقها بخفية كما تعتقد عن والدها فتألم بصورة مبالغ فيها ليضيق حسن بين عينيه كاتماً ضحكته : ما بك بني
جلس هارون بجانب عمه : هل يرضيك يا عمي أطلب من زوجتي كوب من القهوة وترفض
شهقت الباسمة : أبداً يا أبي
غمز هارون لها بعينه : إن لم أكن طلبت منك القهوة فماذا كنت أطلب
نظرت له بضيق مغمغمة بغضب :وقح
ثم ابتسمت ببرود : بل طلبتها وسأذهب لإعدادها
استغل هارون خروج الباسمة ونظر لعمه بهدوء
: عمي هناك أمر أريد رأيك فيه
: تفضل بني أسمعك
: أمي عاشت عمرها تفعل كل ما تقدر عليه لتسعدنا ..لا استطيع أن أتناسى فضلها بسنوات غياب أبي وأنت أيضاً تعلم تعلقها بي ..وعندها رجاء طلبته مني ولم استطع الرد عليها قبل أن أخبرك به وأخذ موافقتك وموافقة الباسمة أيضاً
دخلت الباسمة واضعة صينية القهوة على الطاولة أمام هارون وهي تسمع استرساله في عرض طلبه فالتفتت برجاء لوالدها خفية عن هارون أن يرفض ولكنه لم يلتفت إليها بل قال : كما قلت يا هارون عملك وغيابك أو سهرك سيجعل الباسمة معظم الوقت بمفردها فلما لا ..
لتنظر له الباسمة تفتح فمها وتغلق كأنها تستجدي الهواء فأخر أحلامها أن تشارك بحياتها وخصوصيتها مع الأخرين ...
لينظر لها هارون بهدوء منتظراً اجابتها : باسمة
نظرت له بحيرة وغضب فهي ليست غبية لتفهم إنه أراد بإثارة الأمر أمام أبيها الحصول على موافقتها دون مناقشة فهو يعلم تماماً أن عمه بظروفه الحالية لا يريد مشاكل مع اعتماد
فقالت بهدوء: لكن أنت تعلم رعايتي لأبي وعملي فما الداعي لذلك ..
حاورها بهدوء : هذا أدعى لتلبية رغبة أمي فهي ستجعلك تتفرغي لعمي في حين ستتولى هي إعداد الطعام وغيره من أمور المنزل التي لا تكوني متفرغة لها
: لكني حاليا أقوم بتلك الامور بنظام جيد ولا ..
يقاطعها والدها بصرامة وهو عاقد جبينه : أنه أمر بسيط يا باسمة وفيه ارضاء لوالدة زوجك والتي في نفس الوقت زوجة عمك ومن واجبك تشجيع زوجك على بر والديه ..أليس كذلك
صمتت الباسمة وهي تنظر ليديها التي عقدتهم بحزن أمام صدرها تحت انظار هارون الذي كان يمنحها الاختيار بإسلوب ماكر حتى توافق بنفسها فهو يفعل ذلك ليضمن هدوء حياتهم الزوجية بالمستقبل ويجنبها المشاكل مع أمه
همست بحزن وبحروف خرجت ضعيفة : موافقة
لم تتاح الفرصة امام هارون ان يحدثها عندما قامت لتستجيب لدقات الباب ليتفاجئ بدخول اعتماد برباط رأسها المعقود على جبينها بشدة وعيونها الحمراء من البكاء وجلست بمقعد قريب من فراش حسن بينما يتبعها علي الذي جلس بجانب أخيه بعد السلام عليه
ليتحدث حسن بهدوء : يا أم هارون ..كل ما يرضيكِ ستفعله الباسمة بنفس راضية هي ابنتك كما علي أبوها وأنا وضعتها بأمانتكم ..
ليقاطعه علي الذي يرفض ما اتفقوا عليه : لا داعي يا أخي الباسمة بشقتها التي تعلونا ونحن جميعاً حولها
تدخل هارون الذي وقف بجانب الباسمة : الباسمة وافقت يا أبي
فتقف إعتماد فرحة وتأخذ الباسمة التي انحنت لتطالها حماتها لتحضنها وتقبلها : حقاً حبيبتي ..
أرأيت يا علي لقد وافقت حبيبة قلبي ..
ثم نظرت لحسن : تأكد إنها ستكون بمنزلة رباب عندي وكل أمور البيت ستكون مسئوليتي حتى تتفرغ لعملها ولك ..
وتضحك غامزة لهارون فتجلب الخجل وحمرة الخد للباسمة وضحك الأخين : وأيضاً تتفرغ لحمل أحفادي ..أليس كذلك يا هارون
ما دار بعد ذلك من اتفاقات حول حفلة العرس كان المتحدث فيها اعتماد وحدها والجميع بحالة وجوم أو انصات حذر حتى وصلت للحديث عن فستان العرس
: فستان ليلى كان جميل سأحضره لكِ غداً تقيسيه ونعطيه لخياط جيد يضيقه قليلاً فنحافتك لم أرى مثلها ..
شعر باشتداد قبضة الباسمة بجانبه وتحفزها للرد على كلام أمه الغير منطقي ليتحدث بهدوء
: بالعكس أنا أرى أن تأجير الفستان كما فعلت رباب أفضل و أصبح متعارف عليه حالياً ومنه تختار ما يناسبها فوراً لأن الوقت ضيق ..
ثم نظر للباسمة بابتسامه حانية : غداً إن شاء الله سأكون بانتظارك بعد مواعيد العمل لنذهب معاً لسوق المدينة القريبة لنختار واحداً ما رأيك
حركت له رأسها بنعم دون كلام فضاق صدره لرؤيتها لا تنطق الحروف ولو بتلكؤ عندما تضطرب فصمتها كان نابع من حزن وليس خجل كما قد يتخيل الأخرون ..صبر نفسه إنه سيحاول مراضاتها مستقبلاً تقطع أفكاره رؤيته لتنهيدتها الحزينة عندما سمع أمه تسترسل بمخطاطتها عن حفلة العرس الضيقة المعالم حتى تكاد تكون صادمة لفتاة تحتفل بعرسها لأول مرة ليتدخل مرة أخرى بصوته القوي دون أن يحيد بنظرة عن ثغر الباسمة الذي ابتسم اخيراً عندما سمعته يقول : حجزت لعرسنا قاعة الاحتفالات بنادي الشرطة وانتهى ...
بعد ما فعله هارون وقاله لم تستطع إلا أن تقابل ابتسامته المطمئنة بأخرى راضية فهي ترى أن تنازلها بمشاركة الحياة مع عائلة زوجها كما هو معروف بقريتهم أمر بسيط أمام ذوق هارون وحرصه على فرحتها وارضائها بالأمور الأخرى ..
وبالنهاية عائلته هو عمها الحبيب...
وزوجته اعتماد....
الغيورة على ابنها ....

نهاية الفصل الثامن


==================================






بسم الله الرحمن الرحيم

وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا ﴿٢٣﴾ وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا ﴿٢٤﴾

صدق الله العظيم
سورة الإسراء



لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن الصلاة
لا أبيح ولا أحلل نقل الباسمة دون الرجوع لي
اللهم بلغت اللهم فاشهد

 
 

 

عرض البوم صور روتيلا   رد مع اقتباس
قديم 07-05-18, 02:03 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308783
المشاركات: 132
الجنس أنثى
معدل التقييم: روتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداعروتيلا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 388

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روتيلا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روتيلا المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الباسمة

 




يُسمعني حـينَ يراقصُني كلماتٍ ليست كالكلمات..
يأخذني من تحـتِ ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات...
والمطـرُ الأسـودُ في عيني يتساقـطُ زخاتٍ زخات...
يحملـني معـهُ لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات...
وأنا كالطفلـةِ في يـدهِ كالريشةِ تحملها النسمـات...
يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ بيديـهِ وحُزمـةَ أغنيـات...
يهديني شمسـاً يهـديني صيفاً وقطيـعَ سنونوَّات...
يخـبرني أني تحفتـهُ وأساوي آلافَ النجمات ...
و بأنـي كنـزٌ وبأني أجملُ ما شاهدَ من لوحات..
يروي أشيـاءَ تدوخـني تنسيني المرقصَ والخطوات....
كلماتٍ تقلـبُ تاريخي تجعلني امرأةً في لحظـات...
يبني لي قصـراً من وهـمٍ لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات....
وأعودُ لطـاولـتي لا شيءَ معي إلا كلمات...



نزار قباني




الفصل التاسع

وقفت مبهورة للغاية أمامه... نجمات من الفصوص اللامعة تنتشر بكثافة على الجزء العلوي بالكامل حتى ما بعد الخصر بقليل ثم يتباعد تدريجياً حتى نهاية الثوب الطويل على قماش من الدانتيل الفاخر الذي كان يحدد الجسم بروعة ثم تنتفخ التنورة لتعطي شكل ملكي فخم ,,ستصبح أميرة تزف لأمير أحلامها ..
هكذا رأت نفسها الباسمة عندما وقفت لا تتزحزح من أمام فستان أحلامها نظرت بطرف عينيها لهارون الذي كان بمنطقة الانتظار في المتجر الكبير حتى تختار ما يعجبها مانعة إياه من الدخول معها خجلاً منه ..وحمدت الله على اصرارها بمنعه فما سوف تفعله الأن سيعد أول كذبة بحياتهم الزوجية وستكون الأخيرة إن شاء الله ..فهي أحبت الفستان ولا تريد إحراج هارون وهي تعلم بضيق سعة يده ..
توجهت للبائعة وقررت شراء الفستان بدل من تأجيره فاستجابت البائعة فوراً مانحة إياها الجزء الأكبر من سعر الفستان من بطاقتها المصرفيه بينما تأخذ البائعة من هارون الباقي كثمن التأجير ...
وهكذا عادت لبيتها سعيدة بحصولها على فستان عرسها الذي حلمت أن تحتفظ به ..
فليس كل يوم تتزوج هارون...
وكانت كما تخيلت يوم عرسها أميرة متألقة لامعة أثارت إعجاب الجمع الغفير الذي حضر الاحتفال ..حضر والدها دامع العينين جزء من الاحتفال ثم تركها عائداً مع أخيه للمنزل ليكون باستقبالهم ..
كانت عيني هارون لا تحيد عنها يشاغلها بكلماته يسير حنقها بلمساته الجريئة حتى قرب النهاية أقترب منه مجموعة من أصدقائه يحملوه من جانبها ليقذفوه عاليا ثم يتلقفوه وبعدها تحلقوا حوله بدائرة واسعة يرقصوا على الأنغام
و كانت رقصتهم الجماعية و خبطة أرجلهم بالأرض كأنها ريح عصفت بدقات قلبها وقلبه
لا أدري كيف مشيت إليّ وكيف مشيت إليكِ
دافئةٌ أنتِ كليلة حب ...
من يوم طرقت الباب عليّ ابتدأ العمر
كم صار رقيقاً قلبي حين تعلّم بين يديكِ
كم كان كبيراً حظّي حين عثرت يا عمري عليكِ
آه يا ناراً تجتاح كياني
يا فرحاً يطرد أحزاني
يا جسداً يقطع مثل السّيف ويضرب مثل البركان
يا وجهاً يعجّ مثل حقول الورد ويرفض لحني كحصاني
نزار قباني

ومع كل نغمة وجملة شعرت أن هارون بين أقرانه يشاغلها بنظراته ويخصها بحروف العشق التي تسمعها معه حتى رأت إمرأة كانت كحية تتلوى بفستان بني بخطوط سوداء كجلد النمر اقتربت بهدوء بخطوات راقصة لتدخل بين مجموعة الرجال الذين لم يمانعوا وجودها بينهم أو يستغربوه فأعطى الباسمة لمحة من ماضي هارون بين هؤلاء الأصدقاء الذين جاءوا ليحتفلوا بوقوع أشهر عازب بينهم في قفص الزواج ..
ذلك الماضي الذي إخترق مساحة الغيرة الشاسعة داخل الباسمة لتشعر ناحيتها بالخطر فتقف هي الأخرى مكانها لتجذب الأنظار لها ويقترب زوجها بتحفز وكأنه قرأ أفكارها الجريئة عندما بدأت النغمات تلحن بكلمات نزار
قولي لي كيف سأنقذ نفسي من أشواقي وأحزاني
قولي لي ماذا أفعل فيكِ .. أنا في حالة إدمان
قولي لي ما الحلّ فأشواقي وصلت لحدود الهذيان
قاتلتي ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني ..
من أين أتيتِ وكيف أتيتِ
وكيف عصفتِ بوجداني
نزار قباني
لترفع رموشها التي غطت لمعان عينيها البنية للحظة فتجد هارون يداريها بجسدة العريض من بداية وقفتها التي اكتفت فيها بتحريك ذراعيها بنعومة دون تحريك جسدها لتغمز له بعينيها القاتلة
فيهمس لها : أنا في لهفة لرؤيتك ترقصيها لي كاملة في خلوة تجمعنا لكن لكِ وعدي أن أعلمكِ قبلها أولاً كيف تتلوي هكذا تحت أنظار الرجال يا زوجتي العزيزة...
وينتهي الحفل .....

أخيراً وصلوا لبيتهم الذي علقت عليه زينة من سلاسل المصابيح الصغيرة التي تطلق أنوار بألوان مبهجة ..
ساعدها بالترجل بفستانها الضخم من السيارة هامساً لها ضاحكاً : لا أدري كيف بجسدك الرقيق تحملي كل هذا الوزن ..
قابلت كلماته بابتسامة مهزوزة ثم وجدت والدها وعمها بانتظارهم بالشارع وسمعت التهاني والزغاريط من الجيران وهي بحضن أبيها الغالي التي تركته مرغمة عندما جذبها هارون منه بلطف لتتقدمه بالدخول من الباب الخارجي
ليقف هارون عابساً بغضب مكتوم عندما وجد أمه تركن بظهرها على جانب من الحائط تسد الباب وتضع ذراعها على الجانب المقابل في سلوك عفا عليه الزمن لتمر الباسمة من تحته فتكون حسب معتقداتها تحت طوعها
انتبهت احسان لفعلة اختها فبالمقارنة بين طول أختها القصير وطول الباسمة ستضطر العروس ان تنحني كثيراً حتى تمر وهي صورة سوف تتناقلها الألسن بكل جمع سيمر عليهم بالمستقبل فهي تعرف النسوة وثرثرتهم.... فجاءت من الخلف دون ان ينتبه لها أحد واخذتها بالحضن وهي تزيحها جانباً فيدخل هارون الذي لم يغفل عن ما حدث والباسمة الغافلة كليا عنهم وكل ما يدور بذهنها وعيد هارون لها بنهاية الحفل وهي توبخ نفسها بدل منه على صبيانية تصرفها
بينما علي كان يضحك ملئ فيه وهو يرى زوجته وأختها القصيرتان المكتنزتان يتصارعان خفية ليترائى للأعين التي تحيطهم أنهما بأحضان بعضهما للتهنئة لا لغير ...

كانت تتقدم هارون بفستانها وهو يحاول أن يساعدها تلكأت قليلا أمام شقة والدها ليحثها للصعود لشقتهم هامساً
: لا تقلقي بلمح البصر تكوني معه سواء كان بحاجتك أو لا ..
فنظرت له بدموع غشية عينيها وهمست تستنجد به :هارون
مد يده يمسح على خدها : عيوني
: هذه هي المرة الأولى التي أبعد فيها عنه ...
قاطعها هامساً بلطف وهو يضع يده على ظهرها يحثها على صعود السلالم
: هيا باسمتي أنا أسمع أصوات تتبعنا ..ثم من قال إننا سنبعد عن عمي حسن ..

استجابت لكلماته ودفعه الرقيق بيده على ظهرها لتجد نفسها بمساعدته بغرفة نومهم تنظر لنفسها للمرأة جالسه على المقعد الصغير ومن خلفها هارون يخلع سترته ورابطة العنق دون أن يحيد بعينيه عن تلك الباسمة التي خطفت قلبه اليوم بطلتها البهية ليتقدم منها ويمد يده يساعدها على رفع طرحتها الحريرية المشبوك بحجابها الأبيض حتى وجد شعرها الليلي بين يديه يحرره لتلتقي اعينهم للحظة فيهمس
: ما بكِ
حركت رأسها يمين ويسار : لا أعرف كأني بحلم
ظل يحرك أنامله بين حرير شعرها وبلطف: هل تريدي الاستيقاظ منه
نظرت لعمق عينيه وبثقتها التي تبهره : أبداً ..أبداً يا هارون
ووقفت برشاقة تحسد عليها داخل فستانها الثقيل والتفتت تكاد تصل لذقنه بحذائها ذو الكعب العالي وهي تحرك يديها بلغة الاشارة مع كلماتها الواضحة
: أنت أكثر من مجرد حلم يا ابن عمي ..لكن هل أكون بالنسبة لك كذلك و من فضلك كن صريح معي الأن حتى لا أرتفع بسقف طموحاتي فاحلم بحبك مثلاً

ابتسم بثقة: أنه أمر بيدك وحدك
:كيف
: الزوجة بيدها ان تكون مجرد شيء أو كل شيء
عبست بعينيها مفكرة ولكنها حركت رأسها بعدم فهم
فضحك وبصوت اجش اقترب منها : قد تكون زوجة فقط أو كل شيء كأن تكون صديقة عشيقة معشوقة وزوجة ....
لمس ثغرها برفق : هل فهمتِ

: وأنت ما دورك
إلتف من وراء ظهرها يبدأ بحل خيوط الفستان الصعبة
:دوري التركيز بتلقي كل هذه العطايا التي تمنحيني إياها محللاً شفرتها
: وبعدها
قبلها من عنقها الظاهر ليصيبها الخجل فتحاول البعد فيمنعها هامساً : بعدها يكون حل الشفرة إما صدق حبك أو كذب إدعائك

دارت لتواجهه بقوة وإصرار فهي ليست غافلة عن محاولاته الهروب من منحها وعده بالحب
: ما مشكلتك
تنهد رافعاً يديه بقلة حيلة ثم وضعهما يجيبي بنطاله
: بل ما مشكلتك انت يا ابنة عمي كما كنتِ عقلانية وأردتِ زوجاً أنا أيضا أردت زوجة وفكرت مثلكِ وحسمت أمري ووجدتك أكثر من ملائمة لي ..
غابت ابتسامتها مع تصريحه البارد أمام أعين هارون الذي تنهد بتعب
: باسمة لماذا نتحدث بهذا الموضوع الأن ألا تري أن الزواج التقليدي نجح مع والديك ووالداي .. فإذن هناك أمل لنا
ثم همس بتردد واضح
: لا أنكر أني اكتشفت.. أني أكن لكِ بعض المشاعر إذا كان هذا ما تبحثي عنه إلا إننا نحتاج لبعض الوقت
: لما
: لتفهميني
اقترب مرة أخرى منها يختصر القلق الذي أصابهما وهو يمرر بأنامله يفك عقدة جبينها ثم يمررها على ثغرها يحثها على الابتسام ويتابع
: ولكي أفهمك ولكي استطيع دائما الحفاظ على ابتسامتك وهذا هو وعدي لكِ
لم تفهم ..حاولت ولم تفهم ... ابن عمها وهو يحاول أن يكون واثق ومسيطر وأيضاً الرجل القوي نجح فقط بأن يجعلها تلمس قلقه ..هل يمكن أن يكون خائف من فشل تجربتهم كما فشل سابقاً وهل الرجل مثل المرأة يخشى تعدد مرات الفشل ..لما لا .. قد يكون هذا ما يريده منها فهمه واحتواء قلقه وأيضاً بذل مجهود اكبر لإنجاح زواجهم
ابتسمت برقة لما توصلت له وأمسكت طرفي فستانها الذي حل هارون شرائطه جزئياً
: امنحني وقت أريد أن أتوضأ لتؤمني بصلاة العشاء ومن بعدها ركعتي سنة الزواج
ضيق بين عينيه بتفكير من تبدل حالها فجأة بعد صمتها المفكر وهو يشير لها بذهول : بفستانك
ضحكت وهي تجر الفستان : حلم أخر من أحلامي تحققه لي
ضحك هارون عاليا : وبعدها
هتفت وهي تغلق باب الحمام : سنرى يا ابن عمي
همس وهو يمنحها الوقت ويبدأ بابدال ملابسه ضاحكاً : فعلاً سنرى يا باسمتي ..قد يكون عدم صلاتي في زواجي الأول هو سبب فشله
عبس بوجهه : ما الذي أقوله فهذه النجلاء كان لن يستقيم معها الأمر حتى لو حجيت لبيت الله ...
تتمطى بكسل وهي تشعر بدفء غريب يحاوطها ليس دفء غطاء محكم ولكنه دفء له رائحة تحبها بل تعشقها رائحة هارون ..
وعندها فتحت عينيها على وسعهما وانتفضت أو حاولت فهارون كان يحاوطها بيده نظرت لوجهه بالبداية بحذر ثم استرخت بهدوء وابتسمت و نظرت لسقف الغرفة..
تتذكر كل ما مر بها باليوم السابق فابتسمت عندما رأت نظرة الاعجاب بعينيه عندما شاهدها تخرج من صالون التجميل .. ثم عبست عندما تذكرت فستان عرسها الذي تعلقه بخزانتها الأن قلقاً من رد فعل هارون عندما يعلم بشرائها له ..ثم عادت وابتسمت عندما تذكرته وهو يُقذف لأعلى ثم تتلقفه يد اصدقائه ثم عاد العبوس لها عندما تذكرت تلك القزمة التي كانت ترقص معه ... وأصبحت الراحة بخبر كان عندما فكرت بكم العراقيل التي ستقابلها لنيل قلب ابن عمها فلازالت تلك الرنات المزعجة تأتيه حتى وإن كان يتجنب الإجابة عليها وهي معه ولكنه لا يبتر طريق الشيطان معهم ...
كان تقلب مشاعرها تحت أنظار هارون المراقبة فانتفاضتها من البداية ايقظته ..تخيله أنها كانت تريد زواج مؤقت أو صوري ترضي به عمه جعله على صفيح ساخن لا يدري سببه ولكن الذي هو واثق منه ان ابنة عمة اختيار رائع بكل المقاييس ...
على الأقل تخلص من رغبة أمه بتزويجه ليلى ..عندها ابتسم هارون ..ثم مال بجذعه ليقابل أعين الباسمة التي قرأت حركة شفتية بخجل أحمرت له خديها : صباح مبارك بسمتي الخجولة
ثم أمسك يديها التي امتدت ناحية الطاولة الجانبية تسحب منها سماعة الأذن خاصتها وأخذها هو ووضعها لها برفق
: أريدك ان تعلميني لغة الاشارة
عقدت بين حاجبيها بابتسامة : لماذا
: لأني أريد أن أفهمك عندما تكوني متوترة فلا تحتاجي أن تترجمي ما يدور برأسك من أفكار
:أنا لا ...
يقاطعها : بل نعم أنتِ عندما تتوتري تنسي لغة الكلام فتتحدثي بطلاقة بلغة الإشارة
هل هي صعبة
كان يحدثها وهو يمرر انامله بخفة على وجهها ويستقر على شفتيها فيرسمهما ببطئ وتصاب هي بنسيان لغة الكلام
يقبلها بهدوء ثم يهمس : هل ستعلميني باسمتي
تفيق على همساته لترد له بإشارة من رأسها بنعم ..
ويفيقا الاثنان على دقات قوية على الباب من اعتماد ثم ندائها الصاخب على هارون
فبعد هارون عنها ونام على ظهره واضعاً ذراعه على عينه
فهمست : أمك
ضحك هارون بتنهيدة وأبعد ذراعه عن عينيه يتابعها بنظراته : نعم أمي ..نسيت أن أخبرها أن لا توقظنا ..كان لابد أن أنبه عليها
وقفت الباسمة وارتدت روب على قميص النوم الأبيض ..ونظرت له بحيرة وقلق لمس قلبه
فتنهد هاتفاً وهو يجلس على طرف الفراش أمامها : أريد ان أطلب منكِ شيء واعتبريه رجاء
: تفضل
: لا تحزني من تصرفات أمي حاولي أن تعطيها العذر بكل مرة تخطئ بالتدخل بحياتنا وأوعدك أن لا أنفذ إلا ما نتفق عليه أنا وأنتِ ..ولكنه سيكون من المريح لنا أن تقول هي ما تحبه ونفعل نحن ما يريحنا وتأكدي إنها لن تعاتبنا بمخالفتنا رأيها لكنها تحب إبداء رأيها معظم الوقت أنا أعرف أمي جيداً قلبها طيب ولا تقصد الأذى
تقاطعه الباسمة : وتحبك وتغيير عليك
وقف هارون هو الأخر أمامها واضعاً يديه على كتفيها محدثها بجدية
: ما يهمني أن تعلمي جيداً أني لن استطيع أن أكون السبب بحزنها ومن واجبك كزوجة حثي على البر بها هل أطلب الكثير ... وهل ستكون هذه نقطة خلاف بيننا مستقبلاً ..
: لا ..لكني أحتاج وعدك أن تكون عادل بيننا عند أي خلاف
نظر لها بتمعن قليلاً بتفكير عميق : أعدك أن أكون عادلاً بقدر المستطاع لكنك بالمقابل لا تضعيني في موقف الحكم بينكم وحاولي أن تضعي نفسك مكاني ..هل كلامي مفهوم لكِ

أشارت له بنعم بوجوم وتركته لتجهز نفسها لاستقبال حماتها لا تريد أن تفتعل مشكلة لهم بأول يوم زواج ولكنها متوجسة خيفة من مستقبل علاقتها بهارون بوجود تدخلات من أمه
بينما خرج هو لفتح الباب لأمه وهو يفكر أن الباسمة غابت ابتسامتها بالرغم من وعده الذي أطلقه لها أن يحافظ عليها بالأمس القريب فقط ...

كانت جلسة لطيفة تخللها بعض الأسئلة المحرجة من خالتها اعتماد ولكن هارون كان يتدخل بمهارة لإلهاءها ..
أحضرت معها صينية كبيرة بها فطور العرسان كما يطلق عليه وكانت معها أختها إحسان التي كانت هي الأخرى مرحة معهم وهي تحاول التخفيف من كلمات اعتماد اللاذعة
كانت تقدم لهم عصير وبعض الحلويات وكادت تسقطهم من يديها عندما سمعت اعتماد تهتف: إحضرِ فستان العرس كي أعيده ونسترد نقود التأمين
رد هارون : أي نقود تأمين لم أدفع سوى سعر التأجير
ثم نظر للباسمة : هل دفعتِ شيء ولم تخبريني
كان ظاهر عليها التوتر الشديد عندما أجابته وهي تشير له بلغة الإشارة : لا لا
نظر لها قليلاً وهو يحرك يده على ذقنه لم يغب عليه قلقها الواضح فلم يرد إحراجها أمام أمه وخالته فهتف : لا داعي يا أمي سأعيده أنا بنفسي لا نريد أن نرهقك
أدارت عينيها بين الباسمة وابنها واستشعرت القلق : وما الذي سيرهقني سأذهب أنا وخالتك ونعود سريعاً
وقفت إحسان ممسكةً بيد أختها لتقف هي الأخرى : بل سَتُرهقي ونحن لدينا أعمال كثيرة هل نسيتي الحلويات التي سنوزعها على الأقارب والجيران بمناسبة العرس هيا لنذهب لعملنا ونتركهم ليتناولوا الإفطار
ثم قبلت هارون ومن بعده الباسمة وهي تربت بيدها الحانية على ظهرها
: إذا إحتجتِ شيئ من خالتك العجوز لا تترددي بطلبه
قبلتها الباسمة بتقدير لتلك السيدة التي لم تغفل عن يتمها
: أشكرك خالتي
وخرجتا تاركين هارون الذي ظل بمكانه واضعاً ساق على الأخرى مريحاً ظهره للخلف وعاقداً ذراعيه على صدره والباسمة تقف أمامه بذنبها الصغير تهرب بعينيها منه
: فسري
دارت على عقبيها هاربة من المواجهة لغرفتهم ترتدي حجابها هاتفة
: أبي لابد ان يكون استيقظ سأذهب لاطمئن عليه
تبعها وقد تأكد من إخفاءها أمراً وسحب من يديها حجابها الحريري
: ما الأمر ..لا أحبذ أن أفكر إنكِ ستبدأي حياتنا الزوجية بإخفاء أمر ما عني
نظرت للأرض بذنب وهي تمط شفتيها بطفولية متأوهة : لا ..أرجوك
مد يده بلطف يرفع وجهها لتنظر له وبابتسامه : صارحيني إذن
رفعت يديها تشير له بلغة الاشارة وهي تتلكئ بالحروف : عندما رأيته وقعت بغرامه ..فستاني الحلم ..دائماً ما كنت أحلم بفستان زفافي بتلك الصورة الملكية ..كنت أوعد نفسي بالحصول عليه والاحتفاظ به كي أرتديه كل عام بذكرى زواجي ثم امنحه لابنتي لترتديه بفرحها ...
ضيق بين عينيه وهو يقترب منها محركاً رأسه بعدم فهم : وكيف يحدث ذلك ونحن سنعيده للمتجر
أغمضت عينيها بتوتر : اشتريته
لم يحب توترها معه يحب انطلاقها.. وثقتها تمنحه القوة.. ولكن الأن كان أمام ضعف أنثوي لذيذ يموت شوقاً لإحتوائه و لهفةً لتحقيق أحلامها الصغيرة البريئة فابتسم بخبث لعينيها المغمضة واحتوى جسدها بيده اليسار لاصقاً إياها بصدره بينما يده الأخرى صفعتها من الخلف جالباً شهقة ذهولاً لفعلته بعد أن كانت تعتقد إنه يحتويها متنازلاً عن غضبه من كذبتها البريئة وهو يهمس بجانب أذنها التي تحمل وسيلتها للسمع
:تلك واحدة حتى لا تكذبي مرة أخرى ونقود الفستان ستكون عندك غداً
ثم صفعها أقوى جالباً شهقة ألم خفيف وخجل من تصرفاته وهتاف باسمه: هارون توقف ..
:تلك الثانية لتجرؤك أمس ورقصك أمام الناس أم أعتقدتي إنني نسيت ..
ثم رفع يده : أما تلك فهي وعدي لكِ بيوم ضربتني بغرفتك هل تتذكري..
أفلتت يدها التي كانت مقيدة بينها وبين صدره وأمسكت يده قبل أن يصفعها الثالثة وأغرقت وجهها الأحمر بصدرة هامسة بتدلل
: أعتذر عن أفعالي وأطلب السماح
وضع أنفه بين خصلات شعرها يشتم عبيره هامساً : جميل .. عليكِ إذن التكفير عن خطأكِ بالقبول بشرطي
ظلت بحضنه الدافيء مهمهمةً : وما هو
أجابها بصوت أجش : الرقص لي على أنغام نفس الأغنية
ظلت بحضنه قليلاً تحرك وجهها على صدرة تتنعم به ثم فجأة خطفت حجابها وهرولت للخارج على أنغام ضحكاته وهو يهتف
: سأظل أطالبك بشرطي للعفو عنك
هتفت من خارج الغرفة : ستنتظر كثيراً ..

اطلا على أبيها الذي كان يراقب فرحتها بعينين دامعة وخاصة عندما كان يشاهد هارون كل حين يهامسها أو يمسك يدها ويحبسها بيده فترة طويلة حتى تختطفها بغفلة منه وتحبسها بحضنها فيضحك هارون ويعود ويشدها بحضن يده مرة أخرى..
ثم تركاه عندما تأكدا من جنوحه للراحة وصعدا لشقتهما تعد له الإفطار الذي تركاه حتى يطمئنا على الغالي ..

بنظرة عابثة يراقبها عندما رأها تضع البسكويت بالحليب الساخن وتلتقطها بشفايفها سريعاً قبل أن تسقط كان يحرك لسانه بتلقائية معها ويبلع ريقه وهو يقاوم أن يرفع يده ..بل بالحقيقة فمه ليلمس فمها عوضاً عن يدها التي تحركها بنعومة فوق ثغرها الباسم ..
إذا كنت وصفتها قبلا ناعمة فهي الأن لينة مثل البسكويته المسكينة التي لمست الحليب ..
رفعت عينيها صوبه لتهاجمها قشعريرة نتيجة مراقبته لها أصابتها بالخجل فتركت ما بيدها هامسة : ماذا
ينتبه هارون لها ضاحكاً : كما أنتِ من صغرك تعشقي وضع البسكويت بالحليب وأكله لم تتغيري أبداً يا ابنة عمي ..
: و كأنك لم تفعلها في الماضي ..
هارون بتنهيدة باسماً: بل فعلتها كثيراً ولكن نسيتها كما نسيت أشياء عديدة كنت أفعلها ..
ثم نظر لها بنظرة ذئب جائع : سعيد أن استعيدها معكِ
أحمر خديها خجلا من تصريحه وهي تزيح طبق البسكويت ناحيته ثم تصب كوب حليب ساخن وتضعه أمامه : تفضل
اقترب برأسه منها وهو يكاد يلامسها وهمس : أفضلها عزيزتي من يدك كبداية ..هيا أطعميني ....

نهاية الفصل التاسع


=================================






معلومة للفائدة ..

اليتيم شرعاً هو: من مات عنه أبوه وهو صغير لم يبلغ الحلم، ويستمر وصفه باليتم حتى يبلغ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يُتْمَ بعد احتلام" رواه أبو داود، وصححه الألباني





لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن الصلاة
لا أبيح ولا أحلل نقل الباسمة دون الرجوع لي
اللهم بلغت اللهم فاشهد

 
 

 

عرض البوم صور روتيلا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الباسمة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:45 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية