كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الاول )
فكرت ان الخيار الاكثر عقلانية هو ان تدنو من رجل الامن هذا فتعتذر على فعلتها, لكن مخيلتها صورت لها انه يبدو كقابض للارواح , لذلك حلت غريزتها مكان تفكيرها المنطقي , فاستدارت حول نفسها وفرت هاربة وهي تصرخ . القت نظرة سريعة من فوق كتفيها , فاتضح ان الرجل اطلق سراح كلبه وبدا هذا الاخير يركض عبر الحديقة نحوها .راح الدم يتخبط داخل اذني غرايس , وهي تندفع بعنف عبر ممرات الحديقة باحثة بيأس عن مخرج للفرار .كانت الحديقة محاطة من جهات ثلاث بحائط مرتفع , اما من جهة الرابعة فكان الحائط اقل ارتفاعا , فيما بدت احجار الطوب فيه قديمة ومتداعية.
كاد الكلب ان يصل اليها واستطاعت ان تسمع انفاسه الخشنة المزعجة تدنو منها شيئا فشيئا , كما تخيلت انيابه الحادة تنغرس في لحمها.
انطلقت غرايس بقوة في ممر آخر من الحديقة , وبدأت تتسلق الحائط القديم بسرعة هائلة متولدة من يأسها.ريحانة
وفرت لها احجار الطوب موطئ لقدميها , ما سمح لها بالوصول الى حافة السور مستخدمة كل طاقاتها وقوتها ,طمأنت نفسها انها باتت بمأمن الآن, اما الكلب القابع في الاسفل فراح ينبح بصوت عنيف شرس ..آه!م ع القليل من الحظ يمكنها ان تتسلق الحائط فتجتازه الى الناحية الاخرى حيث الامان.منتديات ليلاس
بعد ان القت غرايس نظرة اخيرة على الحيوان المتوحش, علقت احدى رجليها فوق حافة السور ثم اطلقت صرخة رعب. فخلف الحائط تنحدر الارض نحو هاوية سحيقة تبلغ بضع مئات الاقدام لو رمت بنفسها من فوق السور سوف تموت, اما البديل الوحيد فهو العودة نزولا نحو الحديقة حيث ينتظرها الكلب ولعابه يسيل.
لم تعد غرايس تستطيع الحراك بعد ان شلها الخوف, لذا حافظت على توازنها على حافة السور وراقبت الرجل يدنو منها.منتديات ليلاس
-هذا يكفي لوكا!
تمشى خافيير نحو الجهة البعيدة من الحديقة ,فنادى كلبه ليعود اعقابه .هناك كانت المرأة-او الفتاة ,كما صحح لنفسه بعد ان القى نظرة وجيزة الى الاعلى-تتعلق بحافة السور كما لو ان حياتها متعلقة بها ,وقد خلا وجهها من اية لمحة من اللون ,فبدا شاحبا وسيطرت عليه عينان هائلتان يغمرهما الخوف.
لم يشعر خافيير باقل لمحة من الشفقة عليها ,فكر بعبوس ان بمقدورها ان تبقى قابعة هناك طيلة النهار, لقد سئم من اولئك الصحافين المتطفلين الذين يقتفون تحركاته لرصد الشائعات و نقل الاخبار , اثناء تواجده في المدينة يقبعون امام النوادي الليلية المشهورة مصممين على القبض عليه وهو برفقة احدى عشيقاته, اما اكتشافه لهذه الصحافية على اراضي قصره فهي آخر إهانة يتقبلها خلال أسوأ يوم في حياته.منتديات ليلاس
سألها خافيير ينفاد صبر "كيف دخلت الى هنا ؟وما الذي تريدينه؟"
لم يرى معها آلة تصوير فوتوغرافي, لعلها اسقطتها في الحديقة حين هربت من لوكا , بقيت الفتاة صامتة ,فتصلب فك خافيير , انه ليس بمزاج يسمح بتحمل الالاعيب, وهو يريدها ان تخرج من ارضه حالاً, امرها قائلا" انزلي ! الكلب مربوط برسنه ولن يؤذيك."
بالرغم من ذلك لم يلق منها جوابا, لذا ضاقت عيناه وهو يتمعن في بشرتها الشاحبة الباهتة. لاحظ ان شعرها مخبا تحت وشاح لفته حول رأسها وكتفيها فاصبح كالقلنسوة ,لكنه علم بغريزته انها ليست اسبانية الاصل ,فكرر طلبه بالانكليزية.
امتدت فترة من الصمت بينهما, ثم قالت غرايس في نهاية الأمر بصوت بالكاد يتخطئ الهمس "لا استطيع."
خوفها من الوقوع الى الهاوية ارعبها بشدة , فانسد حلقها وباتت عاجزة عن الكلام, لم تعد تقوى على الحراك , وبالكاد تمكنت من التنفس.
-سنيوريتا عليك ان تنزلي.
الحدة في صوت الرجل اخترقت غمامة الخوف التي غلقت ذهن غرايس ,فادارت رأسها بحذر لتحدق به نزولا. لاحظ خافيير ان المرأة على وشك ان تصاب بالاغماء, تفحص الحائط بنظرة سريعة , وهو يتلفظ بشتيمة قاسية. منتديات ليلاس
|